التعريف بكتب التفسير [5]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

تفسير الثعلبي حققه دار إحياء التراث العربي في بيروت وحقق مجموعة رسائل علمية في أم القرى.

ومناهج المحققين متباينة, فتجد إنساناً يكثر من التحقيق في الآثار, وإنساناً لا يعتني بالآثار كثيراً, وإنساناً إذا جاء إلى حديث أطال فيه ولو كان في الصحيحين, فلا يوجد منهجية في بحث هذه الكتب, وإن كان بعضهم يذم منهجية المغاربة التي هي تحقيق الكتاب بنصه، وأنا أرى أن كتب الكبار يكفي عليها التعليق الوجيز مع الاعتناء بإخراج النص ونقده, ولا يحتاج أن يطيل فيها, ولو أطيل في هذا الكتاب، لو سرنا على نفس منهجية, منهجية تحقيق الرسائل العلمية فسيخرج في قرابة الثلاثين مجلداً؛ لأنه الكتاب أصلاً كبير وفيه مرويات كثيرة, لكن لو كان هناك تعليقات على أخطاء الثعلبي نفسه، والتنبيه على بعض الأباطيل الموجودة فيه فسيخرج في مجلدات معتدلة من حيث العدد, وأيضاً يمكن أن ينتفع به أكثر من الانتفاع بهذا.

أنموذج من تفسير الثعلبي

قال المؤلف رحمه الله: [ إِنَّ اللهَ فَالِقُ الْحَبِّ [الأنعام:95], أي: فلق الحب عن النبات, ومخرج منها الزرع وشاق النوى عن الشجر والنخل ومخرجها منها.

وقال مجاهد : يعني الشقين الذين عناهما.

وقال الضحاك : فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى [الأنعام:95]، الحب جمع الحبة: وهي كل ما لم يكن لها نواة، مثل البر والشعير والذرة والحبوب كلها.

والنوى جمع النواة، وهي: كل ما يكون له حب مثل: الخوخ والمشمش والتمر والإجاص ونحوها.

يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَمُخْرِجُ المَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [الأنعام:95]، تصدون عن الحق.

فَالِقُ الإِصْبَاحِ [الأنعام:96], أي: شاق عمود الصبح من ظلمة الليل وكاشفه.

وقال الضحاك : خالق النهار، والإصباح مصدر كالإقبال والإدبار وهي الإضاءة.

وقرأ الحسن و القيسي : (فالق الأَصباح) بفتح الهمزة جعله جمع مثل: قرص وأقراص.

وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا [الأنعام:96], سكن فيه خلقه. وقرأ النخعي : (فلق الأَصباح وجعل الليل سكنا).

وقرأ أهل الكوفة: فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا [الأنعام:96], على الفعل اتباعاً للمصحف، وقرأ الباقون: وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا [الأنعام:96], أي: جعل الشمس والقمر بحساب لا يجاوزاه ينتهيا إلى أقصى منازلهما.

أنموذج ثان من تفسير الثعلبي

قال المؤلف رحمه الله: [ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ [القصص:56], أي: من أحببت هدايته، وقيل: من أحببته، نزلت في أبي طالب.

حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه: ( قل: لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة, قال: لولا أن تعيرني نساء قريش يقلن: إنه حمله على ذلك الجزع لأقررت بها عينك، فأنزل الله سبحانه إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص:56] ).

وأخبرنا عبد الله ].

من هذا الأثر هل يتبين أن عم الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسلم وهذا هو الصحيح، لكن انظر إلى المحقق كيف أدخل الرفض، فالكتاب صار فيه مشكلتين: مشكلة الثعلبي والكلام عليه, ومشكلة المحقق الرافضي, ولهذا هنا نقل عن شيخ الأفصح طبعاً من كتبهم, وذكر فيها نقل عن الواسطي , نفى نزولها في أبي طالب , وذكر أيضاً أن أبا طالب أسلم.

فالكافر أثبتوا إسلامه و أبو بكر و عمر اللذان كانا طوال عمرهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم وفي جميع غزواته أخرجوهم من دائرة الإسلام, نعم. فهم لا يذكرون الترضي عنهم، وإن ذكروه فمن باب التقية، وهي باب واسع عندهم.

والمقصد الانتباه لهذا الكتاب؛ لأنه قد جمع طوام سوء التحقيق, وكون المحققين على غير منهج المؤلف, وكذلك المؤلف رحمه الله تعالى منتقد في كتابه هذا من قبل العلماء كما نقلنا نصاً عن شيخ الإسلام , فـشيخ الإسلام يقول عن الثعلبي : إنه ناقل ولا يكاد يُنشئ قولاً من عنده, والكتاب كما تلاحظون كله نقل.

فهذا الكتاب قبل أن ننتقل عنه، أستفاد منه جمهور من جاء بعده, وتجدون فيه نقولات عن السلف من تفسير محمد بن كعب القرضي .

فنستطيع أن نتحقق منها إذا نسب القول إلى محمد بن كعب القرضي , فأغلب تفسير موجود في كتاب الثعالبي ،

ولذلك استفاد منه كما قلت لكم جمهور من المفسرين منهم: تلميذه الواحدي , فهو أول من استفاد منه, وينقل عنه كثيراً خاصة في كتابه البسيط, وكذلك البغوي كما أشار شيخ الإسلام وسيأتي إن شاء الله, أيضاً اختصر هذا الكتاب وأضاف عليه, و الخازن ؛ لأنه اختصر تفسير البغوي و الماوردي أيضاً استفاد من مرويات الثعلبي , وكذلك السمعاني و القرطبي و ابن عطية و ابن الجوزي , فجل هؤلاء وغيرهم نقل من تفسير الثعلبي .

قال المؤلف رحمه الله: [ إِنَّ اللهَ فَالِقُ الْحَبِّ [الأنعام:95], أي: فلق الحب عن النبات, ومخرج منها الزرع وشاق النوى عن الشجر والنخل ومخرجها منها.

وقال مجاهد : يعني الشقين الذين عناهما.

وقال الضحاك : فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى [الأنعام:95]، الحب جمع الحبة: وهي كل ما لم يكن لها نواة، مثل البر والشعير والذرة والحبوب كلها.

والنوى جمع النواة، وهي: كل ما يكون له حب مثل: الخوخ والمشمش والتمر والإجاص ونحوها.

يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَمُخْرِجُ المَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [الأنعام:95]، تصدون عن الحق.

فَالِقُ الإِصْبَاحِ [الأنعام:96], أي: شاق عمود الصبح من ظلمة الليل وكاشفه.

وقال الضحاك : خالق النهار، والإصباح مصدر كالإقبال والإدبار وهي الإضاءة.

وقرأ الحسن و القيسي : (فالق الأَصباح) بفتح الهمزة جعله جمع مثل: قرص وأقراص.

وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا [الأنعام:96], سكن فيه خلقه. وقرأ النخعي : (فلق الأَصباح وجعل الليل سكنا).

وقرأ أهل الكوفة: فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا [الأنعام:96], على الفعل اتباعاً للمصحف، وقرأ الباقون: وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا [الأنعام:96], أي: جعل الشمس والقمر بحساب لا يجاوزاه ينتهيا إلى أقصى منازلهما.

قال المؤلف رحمه الله: [ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ [القصص:56], أي: من أحببت هدايته، وقيل: من أحببته، نزلت في أبي طالب.

حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه: ( قل: لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة, قال: لولا أن تعيرني نساء قريش يقلن: إنه حمله على ذلك الجزع لأقررت بها عينك، فأنزل الله سبحانه إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص:56] ).

وأخبرنا عبد الله ].

من هذا الأثر هل يتبين أن عم الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسلم وهذا هو الصحيح، لكن انظر إلى المحقق كيف أدخل الرفض، فالكتاب صار فيه مشكلتين: مشكلة الثعلبي والكلام عليه, ومشكلة المحقق الرافضي, ولهذا هنا نقل عن شيخ الأفصح طبعاً من كتبهم, وذكر فيها نقل عن الواسطي , نفى نزولها في أبي طالب , وذكر أيضاً أن أبا طالب أسلم.

فالكافر أثبتوا إسلامه و أبو بكر و عمر اللذان كانا طوال عمرهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم وفي جميع غزواته أخرجوهم من دائرة الإسلام, نعم. فهم لا يذكرون الترضي عنهم، وإن ذكروه فمن باب التقية، وهي باب واسع عندهم.

والمقصد الانتباه لهذا الكتاب؛ لأنه قد جمع طوام سوء التحقيق, وكون المحققين على غير منهج المؤلف, وكذلك المؤلف رحمه الله تعالى منتقد في كتابه هذا من قبل العلماء كما نقلنا نصاً عن شيخ الإسلام , فـشيخ الإسلام يقول عن الثعلبي : إنه ناقل ولا يكاد يُنشئ قولاً من عنده, والكتاب كما تلاحظون كله نقل.

فهذا الكتاب قبل أن ننتقل عنه، أستفاد منه جمهور من جاء بعده, وتجدون فيه نقولات عن السلف من تفسير محمد بن كعب القرضي .

فنستطيع أن نتحقق منها إذا نسب القول إلى محمد بن كعب القرضي , فأغلب تفسير موجود في كتاب الثعالبي ،

ولذلك استفاد منه كما قلت لكم جمهور من المفسرين منهم: تلميذه الواحدي , فهو أول من استفاد منه, وينقل عنه كثيراً خاصة في كتابه البسيط, وكذلك البغوي كما أشار شيخ الإسلام وسيأتي إن شاء الله, أيضاً اختصر هذا الكتاب وأضاف عليه, و الخازن ؛ لأنه اختصر تفسير البغوي و الماوردي أيضاً استفاد من مرويات الثعلبي , وكذلك السمعاني و القرطبي و ابن عطية و ابن الجوزي , فجل هؤلاء وغيرهم نقل من تفسير الثعلبي .




استمع المزيد من صفحة د. مساعد الطيار - عنوان الحلقة اسٌتمع
التعريف بكتب التفسير [4] 3199 استماع
التعريف بكتب التفسير [6] 2488 استماع
التعريف بكتب التفسير [3] 2160 استماع
التعريف بكتب التفسير [2] 2135 استماع