فضل العشر الأواخر


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن المؤمن المصدق بوعد الله تعالى وبمصيره إليه محب لحسن الخاتمة، ولا يرضى أن يكون من الذين يردون إلى أرذل العمر أو يقلبون في شر منقلب، بل يريد أن يكون من الذين ختامهم أحسن من بدئهم؛ ولذلك لابد أن يحرص على الازدياد من الخير في أخريات العمر، ومثال ذلك أخريات المواسم ونهاياتها، فقد صح في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وكان يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها )؛ ولذلك خص الله تعالى هذا الموسم العظيم الذي هو شهر رمضان بهذا التنافس بين المحبين لما عند الله والراغبين فيما عنده، والمتقربين إليه بالأعمال الصالحة.

وخص العشر الأواخر منه بمزيد عناية؛ ففيها ليلة القدر كما صح في الصحيح: ( أن عدداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في السبع الأواخر من رمضان؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرى رؤياكم قد تواطأت أنها في السبع الأواخر من رمضان، فمن كان يلتمسها فليلتمسها في السبع الأواخر منه )، وفي الصحيح كذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان )، وفي صحيح مسلم أنه قال: ( التمسوا ليلة القدر في أوتار العشر الأواخر من رمضان )، وهذا كله يدل على أن أرجى أوقاتها هذه العشر، وأن أرجى العشر أيضاً السبع الأواخر منها، وأن أرجاها الأوتار، فأوتارها هي أرجاها؛ ولذلك هي ربح عظيم؛ لأن الإنسان حريص على زيادة العمر؛ ولهذا يتعالج إذا مرض ويجري العمليات الجراحية المعقدة من أجل الشفاء من أي مرض لرغبته في زيادة عمره ولو بمدة يسيرة.

وليلة القدر من وفق لقيامها فإنه يزداد عمره بمدة طويلة، وهذه المدة أقلها ثلاث وثمانون سنة وستة أشهر؛ لأنها خير من ألف شهر، فأقل ما تزيد به ليلة القدر العمر ثلاث وثمانون سنة وستة أشهر، وهذا في حق أقل الناس تضعيفاً، أما من سواهم فيمكن أن يضرب له هذا في ألف مثلاً؛ فيكون عمره كأعمال الأولين كأعمار الذين في عصر نوح ومن قبله، ويكون كالذي أنفق عمره كله في طاعة الله، ولم يجعل شيئاً منه في غير ذلك.

وقد صح في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر؛ فذكر أنها أخفيت، وأن ذلك عسى أن يكون خيراً لهذه الأمة، وما ذلك إلا لطلب المنافسة؛ فيقصد أن يتنافس الناس في طلب الخير؛ ولهذا أخفى الله ليلة القدر، وكان بالإمكان أن يجعلها بارزة بالنص، وأن يعينها، لكنه أخفاها ليزداد التنافس بين المؤمنين الراغبين فيما عند الله، وليصدقوا عزمهم ويصدقوا إيمانهم، فهذا العزم وهذا الإيمان إذا لم يصحبه عمل يصدقه ذهبت به الريح، ولذلك لابد أن يكون الإنسان مصدقاً لزعمه ولدعواه، وتصديق ذلك لا يكون إلا بالعمل الجاد، وقد قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ[المؤمنون:60-61].

وقد أخرج الترمذي وغيره بإسناد حسن عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ( أرأيت لو وفقت لليلة القدر ما أقول فيها؟ فقال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )، وفي رواية زيادة الثناء: ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو، فاعف عني )، وقد ورد عن فاطمة رضي الله عنها أيضاً سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن دعاء تقوله في ليلة القدر إذا وفقت لها؛ فقال لها مثل ما قال لـعائشة :( اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني ).

وقد كنا في هذا الشهر الكريم يتنافس الناس فيه في فعل الخيرات وترك المنكرات، والتقرب من الله سبحانه وتعالى، وها هو الآن قد وقف بثنية الوداع وهم بالإقلاع، فلم يبق منه إلا ليال محصورة، وسرعان ما يذهب، وإذا ذهب فقد لا يعود أبداً فيا رب صائمه لن يصومه! ويا رب قائمه لن يقومه!

وكثير من الذين شهدوه الآن وحضروا فيه، وكانوا من المتنافسين أو من الغافلين لن يأتي رمضان القادم إلا وهم بين الجنادل والتراب قد أصبحوا مراتع للدود بين اللحود.

ولذلك لابد أن يجتهد الناس في إدراك ما بقي منه وبالأخص إذا كان ذلك عن تضييع؛ فإذا كان الإنسان قد ضيع أوائل الشهر فعليه أن يجتهد في إدراك بقيته؛ فقد قال الحسن البصري رحمه الله: "إن عمراً ضيع أوله لجدير أن يحفظ آخره"، ولذلك يحتاج الإنسان إلى الاجتهاد في بقية هذا الشهر وإدراكه قبل أن يفوت الأوان؛ لأنه فرصة إذا ذهبت قد لا تعود أبداً، ولذلك تطوى الصحائف ويختم عليها حتى لو عاش الإنسان لرمضان آخر، فصحائف هذا الشهر تطوى ويختم عليها، ولا تنشر إلا عند العرض على الله سبحانه وتعالى.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه في رمضان: ( اللهم سلم لنا رمضان وسلمه منا )، فيحتاج الإنسان إلى أن يسلم من هذا الشهر حتى لا يعتدي عليه، ويحتاج أن يسلم له الشهر بأن يوفق لصيامه وقيامه والعمل الصالح فيه؛ فإن كثيراً من الناس لا يسلم لهم رمضان، بل تأتيهم الأعذار التي بعضها موجب للفطر، وبعضها مبيح للفطر وبعضها يمنع من قيام الليل، فيسافر الإنسان سفراً تافهاً لأبسط الأسباب وأقلها فيفطر، فكيون ممن لم يسلم لهم رمضان، وكذلك يأتيه شاغل في ليلة من الليالي من صداع أو نعاس أو غير ذلك فينام عن قيام الليل فيشغل عنه، والمفرطون هم الذين ينقص ما كانوا يعملونه من الأعمال قبل رمضان في هذا الشهر؛ فإذا كان لإحدى الأخوات ورد من صلاة، مثلاً كانت تصلي الضحى ثمان ركعات، أو لها ورد من الصلاة في غير ذلك فشغلت عنه في رمضان فهذا تفريط؛ لأن هذا الشهر يجتهد فيه في الطاعة ما لا يجتهد في غيره كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك لابد أن نتدارك ما بقي منه وأن نجتهد في هذه العشر بخصوصها.

وهذا الاجتهاد فيها يقتضي من الإنسان أن يظهر عليه في سلوكه وعبادته الإحسان؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم محسناً طيلة السنة وعبادته ديمة، وكان أحب العمل إليه ما كان يداوم عليه صاحبه، ولم يكن صلى الله عليه وسلم يفعل عبادة فيتركها، فكان إذا صلى أية صلاة يحافظ عليها، ومع ذلك كان الذين حوله يلاحظون زيادة في شهر رمضان، ثم يلاحظون زيادة في العشر الأواخر منه كما في حديث عائشة رضي الله عنها (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وكان يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها )، فإذا كان هو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، واصطفاه الله على الثقلين - الإنس والجن - وشرفه بأنواع التشريف، وأعد له المقام المحمود والدرجة الرفيعة عند الله تعالى يجتهد هذا الاجتهاد، فكيف بنا نحن الذين لا ندري مصيرنا، ولا ندري ما يفعل بنا؟!

إن هذا الاجتهاد يقتضي منا تذكر المنافسة والمسابقة إليها والمسارعة، وقد صح في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم: ( كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان كل عام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً من رمضان )؛ فهذا يدل على أن أواخر العمر ينبغي الاجتهاد فيها كما قلنا، ونحن لا ندري أواخر أعمارنا، وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ[الأعراف:185]، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يضاعف ما كان يفعله من الاعتكاف في العام الذي قبض فيه بأبي هو وأمي، صلى الله عليه وسلم؛ فهذا يدل على أن من سواه هو الأسوة الصالح لهم والقدوة الحسنة، وقد قال الله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ[الأحزاب:21].

والنداء الآن مرفوع؛ فمنادي الله ينادي: "يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر" والمنافسة مفتوحة الباب، ونتائجها ستعلن في ليلة العتق، وهي آخر ليلة من ليالي رمضان، ستعلن النتائج فيعتق الله رقاب الصائمين والصائمين، أي: المخلصين الصادقين في ذلك من النار، وهذا العتق يقتضي ألا تبدل أمورهم أبداً، فيقتضي حسن الخاتم، ويقتضي الاستمرار على الإيمان إلى الموت، ويقتضي إحسانهم؛ لأنهم يستحقون الجنة بتلك الطاعات التي يوفقون لها.

ولهذا علينا أن نعلم أن هذا السباق الذي قد بدأ علينا أن نكون فيه من الفائزين، ولا يكون ذلك إلا بتضعيف العمل وزيادته؛ فمن كان يصلي قدراً من القيام في ليالي رمضان الماضية عليه أن يجتهد في أن يضاعف ذلك الآن فقد ضاعف رسول الله صلى الله عليه وسلم العمل فيها، ومن كان يحسن صومه فيكف جوارحه عن المعاصي عليه أن يكفها أيضاً عن المكروهات وعن بعض المباحات؛ تقرباً إلى الله ليزيد حسن صومه.

ومن كان يتصدق أو ينفق فعليه أن يزيد في ذلك؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من فطر صائماً ولو على مذقة لبن كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء )، وكذلك إذا كان ينفق على الذين لا يستطيعون الصوم وهو صائم؛ فقد صح في حديث أم العلاء رضي الله عنها (أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاها هو وبعض أصحابه، فأعدت لهم طعاماً، فلما قربته للأكل قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلي؛ فقالت: إني صائمة، فقال: إن الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة حتى يفطر )، وفي رواية: ( حتى ينتهوا )، فإذا أكل عند الصائم - أي: أكل عنده إنسان آخر مفطر - وكفه هو صومه عن أن يأكل؛ فإن الملائكة تصلي عليه.

ولا شك أن كل واحدة منكن راغبة في دعاء أخواتها وفي دعاء من تلتمس فيه الخير، فكيف بدعاء الملائكة الذين لا يرد الله لهم دعاء، وهم الذين لا يشفعون إلا لمن ارتضى، فلا يمكن أن يدعوا لأحد إلا إذا كان مرضياً عند الله؛ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ[الأنبياء:28].

ولذلك على الإنسان أن يضاعف الجهد في هذه العشر؛ فينفق على المفطرين، ويفطر الصائمين ليدعو له الملائكة، وليحصل له أجرهم دون أن ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، وإذا كان الإنسان في هذه العشر يمكث وقتاً لمخالطة الناس وشرب الشاي معهم أو لمساءلتهم في أمور الدنيا فعليه أن يكف نفسه عن ذلك الآن حتى لو كان مباحاً؛ فالوقت الآن وقت ضيق جداً، فما وقتنا الآن إلا بمثابة المقرب للقتل الذي رفع السيف فوق رأسه، ولذلك لابد أن نستغله في أفضل القربات وأولاها وأربحها عند الله، والناس جميعاً يغدون فيتنافسون في القرب، وهم متفاوتون فيه تفاوتاً عظيماً؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كل الناس يغدو فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها ).

إن هذه العشر التي هي نهاية هذا الشهر وهي لبه، وقد عرفها أهل العلم فقالوا: عشر رمضان الأواخر هي بمثابة الفاتحة في القرآن، وقد افتتح الله القرآن بالفاتحة، وختم رمضان بالعشر الأواخر منه، وأنتم تعرفون فضل الفاتحة في القرآن؛ ففضلها عظيم جداً وهي خلاصته، وقد جمع الله فيها جميع علوم القرآن، وكل ما جاء في القرآن من العلوم سواءً كان يتعلق بالتوحيد وصفات الله وأسمائه، أو كان يتعلق بالثناء عليه، أو كان يتعلق بدعائه والاستعانة به، أو كان يتعلق بالعبادات، أو كان يتعلق بالمعاملات، أو كان يتعلق بأخبار يوم القيامة، أو كان يتعلق بضلال الضالين في الحياة الدنيا وغضب الله على المغضوب عليهم، كل ذلك جاء في الفاتحة، فتناولت كل ما تناوله القرآن من العلوم؛ فكذلك هذه العشر هي خلاصة رمضان، وعلى الإنسان أن يجتهد فيها فيختم بخير.

وهذا الاجتهاد لا يمكن أن يكون بمجرد الادعاء، ولا يمكن أن يحصل عليه الإنسان ببساطة؛ لأنه أمر من أمور المجاهدة، فيذوق فيه الإنسان طعم مجاهدة نفسه، والمجاهدة لا تتم إلا بالإعداد من قبل؛ فالإنسان الذي يريد أن يقفز يرجع إلى الوراء، ويسرع على الأرض ثم يقفز بعد ذلك، والطائرة إذا أرادت أن تقلع لابد أن تسرع أولاً على المدرج لتقلع بعد ذلك؛ وكذلك لابد من التسخين قبل الانشغال بهذه الرياضة الروحية العظيمة، وهذا التسخين يقتضي منا أن نعزم الآن تمام العزم على ألا يفوتنا وقت قل أو كثر من هذه العشر، وأن نجتهد فيها غاية الاجتهاد.

فمن استطاع منا الاعتكاف فهو أفضل، يعتكف في المساجد، ويصرف نفسه عن أهل الدنيا وما هم فيه، فيكون في معتكفه كأنما هو في قبره، والمعتكف الذي جعله يخصص في المسجد ليس لفضل تلك المنطقة وحدها من المسجد، ولكن ليتذكر الإنسان حبسه في قبره، فإذا كانت المرأة المعتكفة تلزم مكاناً واحداً في المسجد لا تتعداه، تصلي فيه وتقرأ فيه القرآن، وتذكر الله فيه وتلازمه، فلتتذكر به قبرها وملازمتها لذلك المكان الذي هي محبوسة فيه لا تستطيع التصرف يميناً ولا شمالاً، وبهذا يكون الاعتكاف رحلة إلى الآخرة ومذكراً برحلة الموت، فيستفيد منه الإنسان رياضة روحية عجيبة؛ والإنسان الآن يشق عليه مفارقة أهله وأصحابه، ويشق عليه الخروج من مألوفه؛ فإذا سافر نقص نومه؛ لأنه يأتي إلى مكان لم يكن يتعود النوم فيه، وإذا وصل إلى مكان مظلم أو موحش تأثر بذلك، والقبر لا شك موحش مظلم، وقد قال الشاعر:

أنى حللت وكنت جد فروقة بلداً يحل به الشجاع فيفزع

فهذا المكان يحل به الشجاع فيفزع، وتلك المرأة كانت فروقة، أي: تفرق وتخاف من كل شيء، فقد حلت في ذلك المكان الذي يحل به الشجاع فيفزع.

ولهذا لابد أن يتأهب الإنسان للموت، وأن يستعد لهذا الموت الذي هو آت لا محالة، والاستعداد له إنما يكون بهذه الرياضة الروحية التي يجتهد فيها الإنسان في الطاعة، وإذا كان يريد أن يكون من الناجحين الفائزين في هذه المسابقة فليعلم أن ذلك لا يكون بالتمني ولا بالظنون، ولا يمكن أن يكون بمجرد أن يكون في بداية الشهر قد لزم قدراً معيناً من الصيام وقدراً معيناً من القيام وقدراً معيناً من الختم وقدراً معيناً من الصدقة، ثم توقف نموه ووقف عند هذا الحد، فمن كان كذلك فإنما هو بمثابة الصبي الذي إذا بلغ عشر سنين توقف نمو عقله، فيكون معتوهاً بين الناس ناقص العقل حتى في كبره.

الإنسان الذي ابتدأ بداية رمضان فكان مع المصلين والصائمين عليه أن يزيد بالتدريج، حتى إذا بلغ العشر أكمل طاقته ووصلت عبادته إلى نضجها وتمام إتقانها وإحسانها.

وهذه العزيمة لابد أن يأتي ما يقويها قبل أن تقع، وتقويتها تقع بعدد من الأسباب:

معرفة ما للعشر من الفضل

السبب الأول: معرفة ما للعشر من الفضل، ومعرفة أنها فرصة قد تفوت ولا ترجع، ومعرفة أن الإنسان قد يكون قد دنا أجله وهو لا يشعر بذلك؛ فكم من إنسان الآن أكفانه منسوجة موضوعة في المحلات، هنا في الحوانيت وهي تنتظر موته، وكم من إنسان قد حدد مكان قبره وعرف، وهو لا يستشعر ذلك؛ فلذلك مما يدعوه ويحفزه للعمل أن يعرف أن مدة العمل إنما هي مدة هذه الحياة، وأنه إذا مات لم تتح له فرصة لإحسان العمل بعد أن انتقل من هذه الحياة التي هي دار عمل ولا جزاء.

النظر لحال المتسابقين

ثم بعد ذلك مما يحفز الإنسان على إتقان هذه المسابقة رؤيته للمتسابقين وإدراكه لحالهم؛ فللإنسان الذي ينظر إلى العباد الذين تكليفهم وتكليفه واحد، وما يرغبون فيه واحد، وكل منهم يرغب في مجاورة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في الفردوس الأعلى من الجنة، وكل منهم يرغب في أن يكون من عباد الله المخلصين المخلصين، وكل منهم يعلم أن الله أنعم عليه بما لا يستطيع أن يعده من أنواع النعم، وأن هذه النعم تستحق الشكر، وكل منهم يرغب في المزيد من نعمة الله، ويعلم أن ما عند الله من النعم لا ينال إلا برضاه؛ فإذا كانوا يسبقونه في العبادة والتقرب إلى الله والزلفى فإنه مغبون لا محالة، ولا شك أن كل واحدة منكن إذا أحست بأن في هذا المكان مفاتيح الجنة، وأن السباق قائم والناس يسرعون، وكل إنسان يأخذ مفتاح مقامه من الجنة ستبذل قصارى جهدها في أن تكون من السابقات، وألا تكون في آخر القائمة.

إن مفاتيح الجنة هي هذا العمل؛ ولهذا قال إبراهيم الخليل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج: (أبلغ أمتك أن الجنة إنما هي قيعان، غراسها التكبير والتسبيح والتهليل)، فهذه هي غراس الجنة، كل من ذكر الله ذكراً واحداً غرست له به شجرة في الجنة.

السبب الأول: معرفة ما للعشر من الفضل، ومعرفة أنها فرصة قد تفوت ولا ترجع، ومعرفة أن الإنسان قد يكون قد دنا أجله وهو لا يشعر بذلك؛ فكم من إنسان الآن أكفانه منسوجة موضوعة في المحلات، هنا في الحوانيت وهي تنتظر موته، وكم من إنسان قد حدد مكان قبره وعرف، وهو لا يستشعر ذلك؛ فلذلك مما يدعوه ويحفزه للعمل أن يعرف أن مدة العمل إنما هي مدة هذه الحياة، وأنه إذا مات لم تتح له فرصة لإحسان العمل بعد أن انتقل من هذه الحياة التي هي دار عمل ولا جزاء.

ثم بعد ذلك مما يحفز الإنسان على إتقان هذه المسابقة رؤيته للمتسابقين وإدراكه لحالهم؛ فللإنسان الذي ينظر إلى العباد الذين تكليفهم وتكليفه واحد، وما يرغبون فيه واحد، وكل منهم يرغب في مجاورة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في الفردوس الأعلى من الجنة، وكل منهم يرغب في أن يكون من عباد الله المخلصين المخلصين، وكل منهم يعلم أن الله أنعم عليه بما لا يستطيع أن يعده من أنواع النعم، وأن هذه النعم تستحق الشكر، وكل منهم يرغب في المزيد من نعمة الله، ويعلم أن ما عند الله من النعم لا ينال إلا برضاه؛ فإذا كانوا يسبقونه في العبادة والتقرب إلى الله والزلفى فإنه مغبون لا محالة، ولا شك أن كل واحدة منكن إذا أحست بأن في هذا المكان مفاتيح الجنة، وأن السباق قائم والناس يسرعون، وكل إنسان يأخذ مفتاح مقامه من الجنة ستبذل قصارى جهدها في أن تكون من السابقات، وألا تكون في آخر القائمة.

إن مفاتيح الجنة هي هذا العمل؛ ولهذا قال إبراهيم الخليل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج: (أبلغ أمتك أن الجنة إنما هي قيعان، غراسها التكبير والتسبيح والتهليل)، فهذه هي غراس الجنة، كل من ذكر الله ذكراً واحداً غرست له به شجرة في الجنة.

ومما يؤدي إلى إتقان هذا التنافس إدراك الإنسان لحال السلف الصالح، وهم الأسوة والقدوة، فمن عرف حال النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان وما يتميز به، وعرف أنه في طيلة السنة كان أحسن الناس خلقاً، وكان أكرمهم وكان أكثرهم عبادة وقال: ( إن أخشاكم لله وأتقاكم لله أنا )، وقال: ( إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله، وأعلمكم لما أتقي )، فهو بهذه المثابة في طيلة العام، ومع ذلك يلحظ أصحابه هذه الزيادة كما في حديث جابر رضي الله عنه: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف من حاله التغير عندما يدخل شهر رمضان )، وفي حديث ابن عباس كذلك قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان يدارسه القرآن في كل ليلة من ليالي رمضان؛ فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ).

وكذلك حاله في الاعتكاف؛ فقد سبق أنه (اعتكف في العشر الأوائل من رمضان، فأتاه جبريل بعد أن أحسنها وأتقنها؛ فقال: إن الذي تطلبه أمامك؛ فاعتكف العشر الأواسط منه وأحسن فيها وأتقن، فأتاه جبريل بعد نهايتها فقال: إن الذي تطلبه أمامك، فاعتكف العشر الأواخر من رمضان ولم يزل يعتكفها حتى لقي الله).

وقد ذكرنا في حديث أبي هريرة أنه في العام الذي قبض فيه اعتكف العشر الأواسط والعشر الأواخر معاً، وفي حديث عائشة ذكرنا: ( أنه كان يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، ويجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيرها )، وفي حديث عائشة أيضاً في الصحيحين قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر )، وهذه أربعة أمور جديدة من أعمال النبي صلى الله عليه وسلم التي يزيد فيها الطاعات بعد أن تدخل العشر، (أحيا ليله) أي: كله، ففي رمضان كان يحيي الليل ويقومه، لكن كما قال الله تعالى: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ[المزمل:20]، فقد كان تارة يقوم ثلث الليل وتارة نصفه وتارة أقل من ذلك وتارة ثلثيه، لكن في العشر يقوم الليل كله.

(وأيقظ أهله) أيضاً قد كان أهله ينامون في رمضان، فإذا دخلت العشر يوقظ أهله فمنعهم من النوم، وكان يقول صلى الله عليه وسلم: ( أيقظوا صواحب الحجر، فيا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة )، (أيقظوا صواحب الحجر) وهن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن، وهن لا شك يشعرن بهذا السباق أكثر من غيرهن، فقد أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ما قرأ عليهن في شأنهن، وهو قوله تعالى: يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا * وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ للهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا * يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ[الأحزاب:30-32]؛ فلذلك ضاعف الله لهن الحسنات وأوعدهن أيضاً بتضعيف السيئات، أجارهن الله من ذلك؛ ولهذا كن يتسابقن في الطاعات.

وفي حديث عائشة في الصحيحين قالت: ( اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر من رمضان، ولم يزل يعتكفهن، واعتكفهن أزواجه من بعده )؛ فأزواجه كن يعتكفن من بعده العشر الأواخر من رمضان، وكن يتنافسن في ذلك.

وقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فرأى أخبية قد ضربت وهي القباب التي ضربتها أمهات المؤمنين في المسجد فنظر إليهن فقال: ( آلبر ترون بهن؟ )، أي: هل الذي حملهن على هذا هو البر وطلب ما عند الله؛ فلابد من تذكر ذلك.

ولابد أن نعلم أن كثيراً من العابدين حوافزهم للعبادة ليست البر، بل يفعلون ذلك رياءً وتسميعاً، فحظهم من صومهم العطش والجوع، وحظهم من قيامهم السهر والتعب، ولا يتقبل الله منهم؛ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ المُتَّقِينَ[المائدة:27]؛ ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا فقال لأمهات المؤمنين: ( آلبر ترون بهن؟ ).

والأمر الثالث من أمور النبي صلى الله عليه وسلم في العشر شد المئزر، أي: اعتزل أهله، وهذا يقتضي اعتزال جميع الناس؛ لأنه إذا كان يعتزل أهله الذين تجب عليه حقوقهم ونفقاتهم وشؤونهم، فكيف بمن سواهم من الناس! وهذه العزلة كان النبي صلى الله عليه وسلم يحتجر لها، أي: يجعل مكاناً محجراً في المسجد لا يدخل عليه فيه أحد، وكان ذلك المكان يقام له فيه حصير فيصلي بداخله، فإذا قام أو ركع رأوه، وإذا سجد أو جلس لم يروه، وكان صلى الله عليه وسلم يدخل ذلك المعتكف فيستمر فيه؛ فلذلك قالت: ودخل معتكفه.

(وجد) هذا الأمر الرابع، هو الجد؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم حسن الخلق، صاحب دماثة خلق، وصاحب بسطة في وجوه الناس، لا يخاطب أحداً قط بما يكره، ويمازح ولا يقول إلا الحق، لكن إذا دخل العشر انقطع المزاح؛ إنما يأتي وقت الجد والتشمير، ولذلك يجد النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يعد يتكلم مع الناس في أمور دنياهم، ولم يعد يمازح أحداً مع ما كان عليه من حسن المعاشرة والممازحة؛ لأنه في ذلك الوقت يصفو في معاملة الله سبحانه وتعالى وينقطع عن معاملة الناس؛ ولذلك قالت: (وجد وشد المئزر).

وهذه الأمور كلها بالإمكان أن نعمل بها، ولابد أن نزيد عليها؛ لأن ما كان لدينا نحن من التقصير عن اللحاق به وعن التقصير عما كان هو عليه في غير رمضان مما جعل الله لنا فيه إسوة حسنة، فعلينا أن نحاول الائتساء به.

إذا استطاع الإنسان أن يخلص يوماً كاملاً ليفوت به الشيطان فهذا ربح، ولو يوماً واحداً من حياته يفوت به الشيطان، يجد فيه ويجتهد، فلا يتكلم إلا برضوان الله، ينقطع عن اللغو، ويكف جوارحه عن المعاصي، يبقى في المسجد لا يخرج منه إلا لحاجة ضرورية، ويجتهد في أن يختم يوماً من أيام السنة يكون على الأقل في عمره يختم يوماً أو ليلة؛ فـعثمان كان يختم القرآن كاملاً في ركعة واحدة في الوتر، ونحن إذا مضت أعمارنا فلم يكن واحداً منا ختم ليلة من الليالي أو يوماً من الأيام فهذا نقص كبير في حق مسابقة الذين نريد مزاحمتهم على النبي صلى الله عليه وسلم كـعثمان وإخوانه.

الحرص على الإنفاق

وكذلك الإنفاق سواءً كان على المفطرين أو على الصائمين، وقد سبق الترغيب فيه وبيان فضله في الأحاديث الصحيحة، فإذا كان الإنسان يفعل منه ما تيسر له في أول الشهر فعليه الآن أن يجعل برنامجاً لنفسه يزيد فيه، فقد كان على الإنسان في طيلة العام ثلاثمائة وستون صدقة في كل يوم، ( كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس، ويجزئ من ذلك ركعتان يصليهما في الضحى)، فإذا كان يؤدي ذلك، فعليه أن يزيد في شهر رمضان شهر الإفضال الذي تفتح فيه أبواب الجنة فتصل نفحاتها إلى أهل الإيمان.

ثم عليه أن يزيد في العشر ويحاول الازدياد من الكرم والجود والسخاء، فهو يخالط القرآن، فكأنه يدارسه جبريل القرآن؛ لأن هذا القرآن الذي نقرؤه الآن هذه هيأته التي جاء بها جبريل من عند الله سبحانه وتعالى لم يتغير منه شيء ولم يبدل، هو كما أنزل، فالذي يقرؤه كأنما يدارس جبريل القرآن لأنه كما هو، كعهد جبريل به.

الازدياد من أنواع الخيرات

كذلك لابد أن يحرص الإنسان على الازدياد من أنواع الخيرات التي لم يفعلها من قبل؛ فإذا كان الإنسان لم يعتمر من قبل فعليه أن يجتهد في أن يعتمر عمرة في رمضان فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عمرة في رمضان كحجة معي )، وإذا كان الإنسان لم يعد المرضى من قبل ولم يتعود على ذلك فعليه أن يبادر لذلك وإذا كان لم يصل رحمه من فترة فعليه أن يبادر لصلتها.

وهكذا في كل أنواع الطاعات التي قد يغفل عنها الإنسان، فعليه أن يجتهد فيها، وقد كان ابن الزبير رضي الله عنهما من الذين يجتهدون في الطاعات التي لا يجد الناس لها وقتاً أو لا يحسنونها؛ ولذلك كان يصوم سبعة أيام وصالاً، ويصبح في اليوم السابع أقواهم وأبسطهم نفساً، وكان يطوف في الوقت الذي غلب فيه السيل على الكعبة، كان يطوف سباحة، ولم يفعل ذلك أحد سواه، فيجتهد في الطاعات التي لا يفعلها أحد سواه؛ لأنه يطرق الأبواب على الله سبحانه وتعالى، ويلتمس حوائجه، فيطرق أبواب الطاعات التي لم يطرقها من سواه.

وهذا الفضل العظيم يوفق الله له من شاء من عباده، وعلى الإنسان ألا يحتقر نفسه، فليس أولئك أقرب إلى الله منا، فنحن جميعاً عباد لله، وتكليفنا واحد، وما نرغب فيه عند الله واحد؛ ولذلك علينا ألا نحتقر أنفسنا إذا سمعنا حياة أولئك فنقول: كيف نلحق بهم وكيف نفعل! فأولئك أجسامهم وأرواحهم مثل أرواحنا، وتكاليفهم مثل تكاليفنا، والفرق بيننا وبينهم هو فقط اختلاف زماننا عن زمانهم، وهذا إيجابي لصالحنا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( وددت لو رأيت إخواننا، قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟! قال: بل أنتم أصحابي، وإخواني قوم آمنوا بي ولم يروني، للواحد منهم أجر خمسين، قالوا: يا رسول الله، منا أو منهم؟ قال: بل منكم، إنكم تجدون على الحق أعواناً، ولا يجدون على الحق أعواناً )، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمنى أن يرى إخوانه فعلينا نحن أن نتمنى أن نراه هو، ولا يمكن أن يكون ذلك إلا بالعمل الذي يجعلنا نلتقي به في الفردوس الأعلى من الجنة.

فالعمل الذي يدخل به صاحبه الجنة، لكن يكون في ربض من أرباض الجنة في أسفلها؟ كيف يرى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الفردوس الأعلى من الجنة؟ (وأهل الجنة يتراءون الغرف كما يتراءى أهل الأرض الكوكب الدري في السماء)، ولذلك الذي يريد أن يراه وأن يلقاه وأن يكون من أهل جواره عليه أن يبذل قصارى جهده فيما يلحقه به من الطاعات.

والنقطة الثانية الإيجابية في حقنا هي ما بشرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم من بشارة عظيمة، فيما أخرج الترمذي في السنن بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ( أنتم في زمان من ترك فيه عشر ما أمر به هلك، وسيأتي على الناس زمان من أتى فيه بعشر ما أمر به نجا )، فالعشر منج إن شاء الله إذا كان مع الإخلاص والصدق، ولكن لا تكفي النجاة فقط، بل على الإنسان أن يحرص على أن يصل إلى الفردوس الأعلى من الجنة.


استمع المزيد من الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي - عنوان الحلقة اسٌتمع
خطورة المتاجرة بكلمة الحق 4830 استماع
بشائر النصر 4289 استماع
أسئلة عامة [2] 4133 استماع
المسؤولية في الإسلام 4061 استماع
كيف نستقبل رمضان [1] 4001 استماع
نواقض الإيمان [2] 3947 استماع
عداوة الشيطان 3935 استماع
اللغة العربية 3931 استماع
المسابقة إلى الخيرات 3908 استماع
القضاء في الإسلام 3897 استماع