تحرير الأرض أم تحرير الإنسان


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله، فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وحبيبه وخليله، بعثه الله تعالى على حين فترة من الرسل، وانقطاع من السبل، فبصر به من العمى، وهدى به من الضلالة، وجمع به بعد الشتات والفرقة، فجزاه الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته، وصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.

هذه ليلة الإثنين الثالث والعشرين من شهر جمادى الآخرة لعام (1412هـ)، وهذا الجمع المبارك ينعقد في جامع الصالحية بمدينة عنيزة عمرها الله تعالى بالإيمان والتقوى، ولذلك كان هذا التوقيت مناسبًا لأن يضم هذا المجلس إلى سلسلة الدروس العلمية العامة التي يسر الله تعالى لي إلقاءها منذ سنوات، ويكون رقم هذا الدرس فيها الثاني والخمسين، وهذا لأمور اعتبارية كثيرة لا مجال للإطالة فيها.

موضوع هذه المحاضرة -أيها الأحبة- (تحرير الأرض أم تحرير الإنسان) وبين يدي هذه المحاضرة لي كلمة وتعليق على بيان سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز؛ ولذلك فإنني أعتقد أن البيان والتعليق عليه والدرس أو المحاضرة سوف يستغرق الوقت كله، فلا أظن أنه يبقى لدينا ثمة وقت للإجابة على الأسئلة فأستميحكم العذر لذلك.

أيها الأحبة: الدعاة بحمد الله تعالى موجودون في كل زمان ومكان، وفي هذا البلد الطيب المبارك خرج نباته بإذن ربه؛ فأينعت وأثمرت شجرة الإسلام دعاة كثراً، نسأل الله تعالى أن يكثرهم ويبارك في جهدهم.

لمن يوجه البيان؟

قد غص بهذه الدعوة ودعاتها ورجالها الأفذاذ؛ طوائف من الناس أذكر منهم على سبيل المثال لا على سبيل الحصر طائفتين:-

الطائفة الأولى: العلمانيون والمستغربون، سواء أكانوا من المتنفذين في مناصب دبلوماسية أم سياسية أم غيرها، أم من المتربعين على عروش الصحافة، الذين يستغلون مناصبهم للتشهير بالدعاة والطعن فيهم، وهؤلاء -دائماً وأبدًا- يرفعون عقيرتهم بالتخويف من الدعاة، ودق ناقوس الخطر القادم الذي يهدد البلاد والعباد، ويهدد بانشطار الوحدة الوطنية -زعموا- وتشتيت الأمة، وتمزيق البلاد وإحداث الحروب الأهلية، إلى غير ذلك من الدندنات التي طالما روجوا لها وأشهروها، وخوفوا بها وأجلبوا عليها بخيلهم ورجلهم؛ ليزعزعوا بذلك الثقة بالدعاة، ويوجدوا الخوف منهم في نفوس الجميع حكامًا ومحكومين، وخابوا وخسروا في ذلك، فإن الأمة أعرف بدعاتها ورجالها وشبابها وأبنائها؛ فالأمة أعرف بهم منهم، وهيهات هيهات أن ينخدع الناس بدعاويهم الباطلة وأكاذيبهم وحيلهم! وهم يعرفون هؤلاء الدعاة على سبيل الحقيقة، والأمة قد قالت كلمتها بالأمس واليوم وغدًا في هؤلاء الدعاة، وما نتائج الانتخابات التي سمعنا عنها في الجزائر إلا مثال واحد فقط من آلاف الأمثلة التي تقول لنا صباح مساء إن الأمة تعرف الدعاة حقيقة، والأمة حين تعود لنفسها فإنها لن تختار عن الدعاة بديلاً، ولن ترضى فيهم قيلاً، ولن تسمح فيهم قول الشاني والمبغض والعدو الكاشح الذي ما عرفته الأمة داعية، ولا عرفته مجاهدًا مناضلاً، ولا عرفته عابداً، وإنما عرفته في أماكن أخرى.

وهذا الصنف الأول طالما تحدثوا وتكلموا، وزعموا أنهم فعلوا ذلك حتى لا تكون فتنة، وما الفتنة إلا ما قالوا وما زعموا وما أبرموا وما كتبوا وما تحدثوا.

أما الصنف الثاني: فهم بعض ضعفاء النفوس، وقد يكون من بينهم المنتسبون إلى شيء من الدعوة أو العلم، لكنهم شرقوا لسببٍ أو لآخر، إما لاجتهاد خاص بهم، وإما لحسد قام في نفوسهم أو لغير ذلك من الأسباب، فتكلم منهم من تكلم في أعراض جماعة من الدعاة المشهورين، كالداعية الكبير سفر بن عبد الرحمن الحوالي، والداعية الكبير الدكتور ناصر بن سليمان العمر، والداعية الكبير الشيخ عائض بن عبد الله القرني، وأمثالهم من الدعاة المعروفين المشهورين، فتكلم فيهم طائفة بما تكلموا به، وحاولوا أن يشوهوا هذه الصورة المثالية الجميلة في نفوس الناس، وتسمع بعض الناس إلى بعض الأشرطة أو إلى بعض الأوراق أو بعض الكتابات، أو بعض المجالس التي خصصت للنيل من هؤلاء الدعاة، وربما سمع الكثير من الناس مثل هذا الكلام، ولعل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وهو من هو في علمه وجلالته وفضله الذي ينطبق عليه قول الشاعر:

كأنه وهو فرد من جلالته      في عسكر حين تلقاه وفي حشم

فهو الرجل الذي عرفته الأمة -دائماً وأبداً- متصدياً لقضاياها ومتحمساً لها؛ فقد ترامى إلى مسمعه ما ترامى إلى سمع الآخرين من نيل العلمانيين والمستغربين، ونيل بعض ضعفاء النفوس من الدعاة فهاله ذلك وأزعجه وآذاه، فآلى على نفسه إلا أن يقول كلمته كما هي عادته، ومن ثم أصدر هذا البيان الذي تسامع الناس به في كل مكان.

استغلال العلمانيين للبيان

وسوف أتلو عليكم هذا البيان على كل حال بعد دقائق -إن شاء الله تعالى- ولكني تعجبت أشد العجب حينما رأيت أن بعض الناس صاروا يتساءلون عن هذا البيان، ما سره وما سببه وما مقصده؟!

وزال عجبي حينما علمت أن أجهزة الإعلام قد تكلمت عن هذا البيان ونشرته في الإذاعة والصحافة والتلفاز، وبعض الصحف خاصة خضراء الدمن الشرق الأوسط؛ نشرت له بعنوان مثير، كأنها التقطت منه كلمة واحدة (ابن باز ينهى عن التكفير والتفسيق على رءوس المنابر) فأخذت كلمة، وتجاهلت بقية الخطاب ومضمونه كله وهدفه وفحواه، ونسوا أن هذا من تحريف الكلم عن مواضعه، وأن خطاب الشيخ في واد، وهم في واد، فهم من مرضى النفوس الذين لا يأخذون إلا ما يعجبهم وما يروق لهم ويدعون ما سوى ذلك، ومع ذلك هم -دائماً وأبداً- يتشدقون بالموضوعية والعدل والإنصاف، وزال عجبي لأن ثقة الناس -سبحان الله- بأجهزة الإعلام ضعيفة جداً، فإذا أعجبوا بالشيء ثم رأوه نشر واهتمت به أجهزة الإعلام شكوا فيه؛ وقالوا: لابد أن وراء الأكمة ما وراءها، والصواب أن الأكمة هذه المرة ليس وراءها شيء، وإنما وراءها قلب صاف لسماحة الوالد الكبير الشيخ عبد العزيز، أسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته في هذه الساعة المباركة أن يطيل في عمره، وأسأل الله تعالى أن يتقبله في عباده الصالحين، وأن يمتعنا به، وأسأل الله تعالى أن يعظم له الأجر، والمثوبة وأن يغفر له إنه على كل شيء قدير، فإن الشيخ عبد العزيز -حفظه الله- إنما أصدر هذا البيان لهذا السبب الذي ذكرته لكم.

إذاً: هذا البيان موجه إلى طائفتين، الأولى: العلمانيون المستغربون الذين طالما سمع الناس أصواتهم بل فحيحهم فهم كالأفاعي:

إن الأفاعي وإن لانت ملامسها      عند التقلب في أنيابها العطب

الفئة الثانية: هم بعض ضعفاء النفوس، الذين أكل الحسد قلوبهم فصاروا يتكلمون في أعراض الدعاة للنيل منهم، قد سلم منهم اليهود، وسلم منهم النصارى، وسلم منهم العلمانيون، وسلم منهم أصناف الكفار، وصاروا يقولون عن بعض الدعاة والعياذ بالله إنهم أخطر من اليهود والنصارى -أسأل الله العفو والعافية وأعوذ بالله من انتكاس القلوب ومرضها- فجاء خطاب الشيخ عبد العزيز ليضع حداً لمثل هذه التقولات، ويقول كلمة الحق في مثل هذه الأمور، ويعيد الطمأنينة والسكينة إلى بعض القلوب التي أصابها ما أصابها من جراء مثل ذلك الكلام، وأتلو عليكم خطاب سماحة الشيخ، ثم أتلوه بتعليقات يسيره -أيضاً-.

نص البيان

(بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن الله عز وجل يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن البغي والظلم والعدوان، وقد بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بما بعث به الرسل جميعاً من الدعوة إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده، وأمره بإقامة القسط، ونهاه عن ضد ذلك من عبادة غير الله، والتفرق والتشتت والاعتداء على حقوق العباد، وقد شاع في هذا العصر أن كثيراً من المنتسبين إلى العلم والدعوة إلى الخير، يقعون في أعراض كثير من إخوانهم الدعاة المشهورين، ويتكلمون في أعراض طلبة العلم والدعاة والمحاضرين، يفعلون ذلك سراً في مجالسهم، وربما سجلوه في أشرطة تنشر على الناس، وقد يفعلونه علانية في المحاضرات العامة في المساجد، وهذا المسلك مخالف لما أمر الله به ورسوله من جهات عديدة منها:

أولاً: أنه تعد على حقوق الناس من المسلمين؛ بل من خاصة الناس من طلبة العلم والدعاة، الذين بذلوا وسعهم في توعية الناس، وإرشادهم وتصحيح عقائدهم ومناهجهم، واجتهدوا في تنظيم الدروس والمحاضرات وتأليف الكتب النافعة.

ثانياً: أنه تفريق لوحدة المسلمين وتمزيق لصفهم، وهم أحوج ما يكونون إلى الوحدة، وأبعد عن الشتات والفرقة وكثرة القيل والقال فيما بينهم؛ خاصة أن الدعاة الذين نيل منهم هم من أهل السنة والجماعة المعروفين بمحاربة البدع والخرافات، والوقوف في وجه الداعين إليها، وكشف خططهم وألاعيبهم، ولا نرى مصلحة في مثل هذا العمل إلا للأعداء المتربصين من أهل الكفر والنفاق، أو من أهل البدع والضلال.

ثالثاً: أن هذا العمل فيه مظاهرة ومعاونة للمغرضين من العلمانيين والمستغربين، وغيرهم من الملاحدة، الذين اشتهر عنهم الوقيعة في الدعاة، والكذب عليهم، والتحريض ضدهم فيما كتبوه وسجلوه، وليس من حق الأخوة الإسلامية أن يعين هؤلاء المتعجلون أعداءهم على إخوانهم من طلبة العلم والدعاة وغيرهم.

رابعاً: أن في ذلك إفساداً لقلوب العامة والخاصة، ونشراً وترويجاً للأكاذيب والإشاعات الباطلة، وسبباً في كثرة الغيبة والنميمة، وفتح أبواب الشر على مصاريعها لضعاف النفوس، الذين يدأبون على بث الشبه، وإثارة الفتن، ويحرصون على إيذاء المؤمنين بغير ما اكتسبوا.

خامساً: أن كثيراً من الكلام الذي قيل لا حقيقة له، وإنما هو من التوهمات التي زينها الشيطان لأصحابها وأغراهم بها، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً [الحجرات:12] والمؤمن ينبغي أن يحمل كلام أخيه المسلم على أحسن المحامل، وقد قال بعض السلف:(لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً).

سادساً: وما وجد من اجتهاد لبعض العلماء وطلبة العلم -فيما يسوغ فيه الاجتهاد- فإن صاحبه لا يؤاخذ به ولا يثرب عليه إن كان أهلاً للاجتهاد، فإذا خالفه غيره في ذلك كان الأجدر أن يجادله بالتي هي أحسن؛ حرصاً على الوصول إلى الحق من أقرب طريق، ودفعاً لوساوس الشيطان وتحريشه بين المؤمنين، فإذا لم يتيسر ذلك ورأى أحد أنه لابد من بيان المخالفة؛ فيكون ذلك بأحسن عبارة وألطف إشارة، ودون تعرض للأشخاص، أو اتهام للنيات أو زيادة في الكلام لا مسوغ لها، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في مثل هذه الأمور: {ما بال أقوام قالوا كذا وكذا}.

فالذي أنصح به هؤلاء الإخوة الذين وقعوا في أعراض الدعاة ونالوا منهم، أن يتوبوا إلى الله تعالى مما كتبته أيديهم أو تلفظت ألسنتهم به، مما كان سبباً في إفساد قلوب بعض الشباب، وشحنهم بالأحقاد والضغائن، وشغلهم عن طلب العلم النافع، وعن الدعوة إلى الله بالقيل والقال والكلام عن فلان وفلان؛ والبحث عما يعتبرونه أخطاء للآخرين, وتصيدها وتكلف ذلك، كما أنصحهم أن يكفروا عما فعلوه من كتابة أو غيرها مما يبرءون فيها أنفسهم من مثل هذا الفعل، ويزيلوا ما علق بأذهان من يستمع إليهم، وأن يقبلوا على الأعمال المثمرة التي تقرب إلى الله وتكون نافعة للعباد، وأن يحذروا من التعجل في إطلاق التكفير أو التفسيق أو التبديع لغيرهم بغير بينة ولا برهان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: {من قال لأخيه: يا كافر! فقد باء بها أحدهما}[متفق على صحته].

ومن المشروع لدعاة الحق وطلبة العلم إذا أشكل عليهم أمر أن يرجعوا إلى العلماء ليبينوا لهم جلية الأمر ويوقفوهم على حقيقته، ويزيلوا ما في أنفسهم من التردد والشبهة، عملاً بقول الله عز وجل في سورة النساء: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً [النساء:83].

والله المسئول أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً، ويجمع قلوبهم وأعمالهم على التقوى، وأن يوفق جميع علماء المسلمين وجميع دعاة الحق لكل ما يرضيه وينفع عباده، ويجمع كلمتهم على الهدى، ويعيذهم من أسباب الفرقة والخلاف، وينصر بهم الحق ويخذل بهم الباطل، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين).

عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد. وبعد ذلك الختم.

النقاط التي يشملها البيان

هذا نص البيان، وهو يشتمل على النقاط التالية:-

أولاً: مدح الدعاة والثناء عليهم والإشادة بجهودهم وتزكية أعمالهم، وأنهم من أهل السنة والجماعة الذين بذلوا وسعهم ووقتهم وجهدهم في توعية الناس، وتنظيم الدروس والمحاضرات وتأليف الكتب، وكفى الدعاة فخراً وشرفاً أن يكون من يشهد لهم في عيار سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الذي هو رأس علماء أهل السنة في هذا العصر، ولعله إمام الأئمة في هذا الزمان في الجرح والتعديل.

ثانياً: أن هذا البيان يشتمل على الرد على خصوم هؤلاء الدعاة من المنتسبين إلى طلبة العلم، وتخطئة ما فعلوا وما قالوا، ودعوتهم إلى التوبة مما فعلوا وإلى التكفير عن ذلك ببيان يزيل ما علق في نفوس الناس مما قالوا.

ثالثاً: أن في ذلك الرد على المستغربين والعلمانيين والملاحدة وغيرهم، الذين اشتهر عنهم الوقيعة في الدعاة والتحريض عليهم.

رابعاً: أن فيه بيان الأسلوب الصحيح للشباب -للعامة من الشباب- وغيرهم أن يقبلوا على طلب العلم النافع والدعوة إلى الله تعالى، وعلى العمل والعبادة التي تقربهم إلى الله، وأن يتركوا الكلام في فلان وفلان واتهام النيات، وتقويم الأعمال وغير ذلك.

خامساً: أن فيه بيان الأسلوب الصحيح -أيضاً- في الحوار والنقاش، البعيد عن التهجم والتجريح واتهام النيات وغير ذلك، وهذه الأصول العامة ينبغي أن نعض عليها بالنواجذ دائماً وأبداً، وأن نتكلم عنها، كما أنني أنصح الإخوة من الدعاة والخطباء في أنحاء البلاد؛ بل في كل أنحاء العالم الإسلامي أن يجعلوا مثل هذا البيان مادة لخطبتهم في الأسبوع القادم، مع التعليق عليه وبيان أبعاده ومراميه وأهدافه، وأن المقصود فيه الدفاع عن الدعاة إلى الله تعالى وطلبة العلم وبيان مكانتهم في الناس، وأنه لا يجوز الوقيعة فيهم ولا النيل منهم.

وكل هذه الأشياء تكلم عنها الشيخ -حفظه الله- بأسلوب الناصح الحكيم المشفق الذي لا يريد للجميع إلا الخير والصلاح، ولا يهدف إلا إلى أطيب هدف وأحسن مقصد، فنسأل الله تعالى أن يجزيه عنا جميعاً وعن المسلمين خير الجزاء، ومثل هذه الأمور التي تكلم عنها سماحة الشيخ قد سبق أن بينت شيئاً منها بالتفصيل في عدد من الدروس والمحاضرات مثل (أدب الحوار) و(المراجعات) وغيرها.

قد غص بهذه الدعوة ودعاتها ورجالها الأفذاذ؛ طوائف من الناس أذكر منهم على سبيل المثال لا على سبيل الحصر طائفتين:-

الطائفة الأولى: العلمانيون والمستغربون، سواء أكانوا من المتنفذين في مناصب دبلوماسية أم سياسية أم غيرها، أم من المتربعين على عروش الصحافة، الذين يستغلون مناصبهم للتشهير بالدعاة والطعن فيهم، وهؤلاء -دائماً وأبدًا- يرفعون عقيرتهم بالتخويف من الدعاة، ودق ناقوس الخطر القادم الذي يهدد البلاد والعباد، ويهدد بانشطار الوحدة الوطنية -زعموا- وتشتيت الأمة، وتمزيق البلاد وإحداث الحروب الأهلية، إلى غير ذلك من الدندنات التي طالما روجوا لها وأشهروها، وخوفوا بها وأجلبوا عليها بخيلهم ورجلهم؛ ليزعزعوا بذلك الثقة بالدعاة، ويوجدوا الخوف منهم في نفوس الجميع حكامًا ومحكومين، وخابوا وخسروا في ذلك، فإن الأمة أعرف بدعاتها ورجالها وشبابها وأبنائها؛ فالأمة أعرف بهم منهم، وهيهات هيهات أن ينخدع الناس بدعاويهم الباطلة وأكاذيبهم وحيلهم! وهم يعرفون هؤلاء الدعاة على سبيل الحقيقة، والأمة قد قالت كلمتها بالأمس واليوم وغدًا في هؤلاء الدعاة، وما نتائج الانتخابات التي سمعنا عنها في الجزائر إلا مثال واحد فقط من آلاف الأمثلة التي تقول لنا صباح مساء إن الأمة تعرف الدعاة حقيقة، والأمة حين تعود لنفسها فإنها لن تختار عن الدعاة بديلاً، ولن ترضى فيهم قيلاً، ولن تسمح فيهم قول الشاني والمبغض والعدو الكاشح الذي ما عرفته الأمة داعية، ولا عرفته مجاهدًا مناضلاً، ولا عرفته عابداً، وإنما عرفته في أماكن أخرى.

وهذا الصنف الأول طالما تحدثوا وتكلموا، وزعموا أنهم فعلوا ذلك حتى لا تكون فتنة، وما الفتنة إلا ما قالوا وما زعموا وما أبرموا وما كتبوا وما تحدثوا.

أما الصنف الثاني: فهم بعض ضعفاء النفوس، وقد يكون من بينهم المنتسبون إلى شيء من الدعوة أو العلم، لكنهم شرقوا لسببٍ أو لآخر، إما لاجتهاد خاص بهم، وإما لحسد قام في نفوسهم أو لغير ذلك من الأسباب، فتكلم منهم من تكلم في أعراض جماعة من الدعاة المشهورين، كالداعية الكبير سفر بن عبد الرحمن الحوالي، والداعية الكبير الدكتور ناصر بن سليمان العمر، والداعية الكبير الشيخ عائض بن عبد الله القرني، وأمثالهم من الدعاة المعروفين المشهورين، فتكلم فيهم طائفة بما تكلموا به، وحاولوا أن يشوهوا هذه الصورة المثالية الجميلة في نفوس الناس، وتسمع بعض الناس إلى بعض الأشرطة أو إلى بعض الأوراق أو بعض الكتابات، أو بعض المجالس التي خصصت للنيل من هؤلاء الدعاة، وربما سمع الكثير من الناس مثل هذا الكلام، ولعل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وهو من هو في علمه وجلالته وفضله الذي ينطبق عليه قول الشاعر:

كأنه وهو فرد من جلالته      في عسكر حين تلقاه وفي حشم

فهو الرجل الذي عرفته الأمة -دائماً وأبداً- متصدياً لقضاياها ومتحمساً لها؛ فقد ترامى إلى مسمعه ما ترامى إلى سمع الآخرين من نيل العلمانيين والمستغربين، ونيل بعض ضعفاء النفوس من الدعاة فهاله ذلك وأزعجه وآذاه، فآلى على نفسه إلا أن يقول كلمته كما هي عادته، ومن ثم أصدر هذا البيان الذي تسامع الناس به في كل مكان.

وسوف أتلو عليكم هذا البيان على كل حال بعد دقائق -إن شاء الله تعالى- ولكني تعجبت أشد العجب حينما رأيت أن بعض الناس صاروا يتساءلون عن هذا البيان، ما سره وما سببه وما مقصده؟!

وزال عجبي حينما علمت أن أجهزة الإعلام قد تكلمت عن هذا البيان ونشرته في الإذاعة والصحافة والتلفاز، وبعض الصحف خاصة خضراء الدمن الشرق الأوسط؛ نشرت له بعنوان مثير، كأنها التقطت منه كلمة واحدة (ابن باز ينهى عن التكفير والتفسيق على رءوس المنابر) فأخذت كلمة، وتجاهلت بقية الخطاب ومضمونه كله وهدفه وفحواه، ونسوا أن هذا من تحريف الكلم عن مواضعه، وأن خطاب الشيخ في واد، وهم في واد، فهم من مرضى النفوس الذين لا يأخذون إلا ما يعجبهم وما يروق لهم ويدعون ما سوى ذلك، ومع ذلك هم -دائماً وأبداً- يتشدقون بالموضوعية والعدل والإنصاف، وزال عجبي لأن ثقة الناس -سبحان الله- بأجهزة الإعلام ضعيفة جداً، فإذا أعجبوا بالشيء ثم رأوه نشر واهتمت به أجهزة الإعلام شكوا فيه؛ وقالوا: لابد أن وراء الأكمة ما وراءها، والصواب أن الأكمة هذه المرة ليس وراءها شيء، وإنما وراءها قلب صاف لسماحة الوالد الكبير الشيخ عبد العزيز، أسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته في هذه الساعة المباركة أن يطيل في عمره، وأسأل الله تعالى أن يتقبله في عباده الصالحين، وأن يمتعنا به، وأسأل الله تعالى أن يعظم له الأجر، والمثوبة وأن يغفر له إنه على كل شيء قدير، فإن الشيخ عبد العزيز -حفظه الله- إنما أصدر هذا البيان لهذا السبب الذي ذكرته لكم.

إذاً: هذا البيان موجه إلى طائفتين، الأولى: العلمانيون المستغربون الذين طالما سمع الناس أصواتهم بل فحيحهم فهم كالأفاعي:

إن الأفاعي وإن لانت ملامسها      عند التقلب في أنيابها العطب

الفئة الثانية: هم بعض ضعفاء النفوس، الذين أكل الحسد قلوبهم فصاروا يتكلمون في أعراض الدعاة للنيل منهم، قد سلم منهم اليهود، وسلم منهم النصارى، وسلم منهم العلمانيون، وسلم منهم أصناف الكفار، وصاروا يقولون عن بعض الدعاة والعياذ بالله إنهم أخطر من اليهود والنصارى -أسأل الله العفو والعافية وأعوذ بالله من انتكاس القلوب ومرضها- فجاء خطاب الشيخ عبد العزيز ليضع حداً لمثل هذه التقولات، ويقول كلمة الحق في مثل هذه الأمور، ويعيد الطمأنينة والسكينة إلى بعض القلوب التي أصابها ما أصابها من جراء مثل ذلك الكلام، وأتلو عليكم خطاب سماحة الشيخ، ثم أتلوه بتعليقات يسيره -أيضاً-.

(بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن الله عز وجل يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن البغي والظلم والعدوان، وقد بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بما بعث به الرسل جميعاً من الدعوة إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده، وأمره بإقامة القسط، ونهاه عن ضد ذلك من عبادة غير الله، والتفرق والتشتت والاعتداء على حقوق العباد، وقد شاع في هذا العصر أن كثيراً من المنتسبين إلى العلم والدعوة إلى الخير، يقعون في أعراض كثير من إخوانهم الدعاة المشهورين، ويتكلمون في أعراض طلبة العلم والدعاة والمحاضرين، يفعلون ذلك سراً في مجالسهم، وربما سجلوه في أشرطة تنشر على الناس، وقد يفعلونه علانية في المحاضرات العامة في المساجد، وهذا المسلك مخالف لما أمر الله به ورسوله من جهات عديدة منها:

أولاً: أنه تعد على حقوق الناس من المسلمين؛ بل من خاصة الناس من طلبة العلم والدعاة، الذين بذلوا وسعهم في توعية الناس، وإرشادهم وتصحيح عقائدهم ومناهجهم، واجتهدوا في تنظيم الدروس والمحاضرات وتأليف الكتب النافعة.

ثانياً: أنه تفريق لوحدة المسلمين وتمزيق لصفهم، وهم أحوج ما يكونون إلى الوحدة، وأبعد عن الشتات والفرقة وكثرة القيل والقال فيما بينهم؛ خاصة أن الدعاة الذين نيل منهم هم من أهل السنة والجماعة المعروفين بمحاربة البدع والخرافات، والوقوف في وجه الداعين إليها، وكشف خططهم وألاعيبهم، ولا نرى مصلحة في مثل هذا العمل إلا للأعداء المتربصين من أهل الكفر والنفاق، أو من أهل البدع والضلال.

ثالثاً: أن هذا العمل فيه مظاهرة ومعاونة للمغرضين من العلمانيين والمستغربين، وغيرهم من الملاحدة، الذين اشتهر عنهم الوقيعة في الدعاة، والكذب عليهم، والتحريض ضدهم فيما كتبوه وسجلوه، وليس من حق الأخوة الإسلامية أن يعين هؤلاء المتعجلون أعداءهم على إخوانهم من طلبة العلم والدعاة وغيرهم.

رابعاً: أن في ذلك إفساداً لقلوب العامة والخاصة، ونشراً وترويجاً للأكاذيب والإشاعات الباطلة، وسبباً في كثرة الغيبة والنميمة، وفتح أبواب الشر على مصاريعها لضعاف النفوس، الذين يدأبون على بث الشبه، وإثارة الفتن، ويحرصون على إيذاء المؤمنين بغير ما اكتسبوا.

خامساً: أن كثيراً من الكلام الذي قيل لا حقيقة له، وإنما هو من التوهمات التي زينها الشيطان لأصحابها وأغراهم بها، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً [الحجرات:12] والمؤمن ينبغي أن يحمل كلام أخيه المسلم على أحسن المحامل، وقد قال بعض السلف:(لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً).

سادساً: وما وجد من اجتهاد لبعض العلماء وطلبة العلم -فيما يسوغ فيه الاجتهاد- فإن صاحبه لا يؤاخذ به ولا يثرب عليه إن كان أهلاً للاجتهاد، فإذا خالفه غيره في ذلك كان الأجدر أن يجادله بالتي هي أحسن؛ حرصاً على الوصول إلى الحق من أقرب طريق، ودفعاً لوساوس الشيطان وتحريشه بين المؤمنين، فإذا لم يتيسر ذلك ورأى أحد أنه لابد من بيان المخالفة؛ فيكون ذلك بأحسن عبارة وألطف إشارة، ودون تعرض للأشخاص، أو اتهام للنيات أو زيادة في الكلام لا مسوغ لها، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في مثل هذه الأمور: {ما بال أقوام قالوا كذا وكذا}.

فالذي أنصح به هؤلاء الإخوة الذين وقعوا في أعراض الدعاة ونالوا منهم، أن يتوبوا إلى الله تعالى مما كتبته أيديهم أو تلفظت ألسنتهم به، مما كان سبباً في إفساد قلوب بعض الشباب، وشحنهم بالأحقاد والضغائن، وشغلهم عن طلب العلم النافع، وعن الدعوة إلى الله بالقيل والقال والكلام عن فلان وفلان؛ والبحث عما يعتبرونه أخطاء للآخرين, وتصيدها وتكلف ذلك، كما أنصحهم أن يكفروا عما فعلوه من كتابة أو غيرها مما يبرءون فيها أنفسهم من مثل هذا الفعل، ويزيلوا ما علق بأذهان من يستمع إليهم، وأن يقبلوا على الأعمال المثمرة التي تقرب إلى الله وتكون نافعة للعباد، وأن يحذروا من التعجل في إطلاق التكفير أو التفسيق أو التبديع لغيرهم بغير بينة ولا برهان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: {من قال لأخيه: يا كافر! فقد باء بها أحدهما}[متفق على صحته].

ومن المشروع لدعاة الحق وطلبة العلم إذا أشكل عليهم أمر أن يرجعوا إلى العلماء ليبينوا لهم جلية الأمر ويوقفوهم على حقيقته، ويزيلوا ما في أنفسهم من التردد والشبهة، عملاً بقول الله عز وجل في سورة النساء: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً [النساء:83].

والله المسئول أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً، ويجمع قلوبهم وأعمالهم على التقوى، وأن يوفق جميع علماء المسلمين وجميع دعاة الحق لكل ما يرضيه وينفع عباده، ويجمع كلمتهم على الهدى، ويعيذهم من أسباب الفرقة والخلاف، وينصر بهم الحق ويخذل بهم الباطل، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين).

عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد. وبعد ذلك الختم.

هذا نص البيان، وهو يشتمل على النقاط التالية:-

أولاً: مدح الدعاة والثناء عليهم والإشادة بجهودهم وتزكية أعمالهم، وأنهم من أهل السنة والجماعة الذين بذلوا وسعهم ووقتهم وجهدهم في توعية الناس، وتنظيم الدروس والمحاضرات وتأليف الكتب، وكفى الدعاة فخراً وشرفاً أن يكون من يشهد لهم في عيار سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الذي هو رأس علماء أهل السنة في هذا العصر، ولعله إمام الأئمة في هذا الزمان في الجرح والتعديل.

ثانياً: أن هذا البيان يشتمل على الرد على خصوم هؤلاء الدعاة من المنتسبين إلى طلبة العلم، وتخطئة ما فعلوا وما قالوا، ودعوتهم إلى التوبة مما فعلوا وإلى التكفير عن ذلك ببيان يزيل ما علق في نفوس الناس مما قالوا.

ثالثاً: أن في ذلك الرد على المستغربين والعلمانيين والملاحدة وغيرهم، الذين اشتهر عنهم الوقيعة في الدعاة والتحريض عليهم.

رابعاً: أن فيه بيان الأسلوب الصحيح للشباب -للعامة من الشباب- وغيرهم أن يقبلوا على طلب العلم النافع والدعوة إلى الله تعالى، وعلى العمل والعبادة التي تقربهم إلى الله، وأن يتركوا الكلام في فلان وفلان واتهام النيات، وتقويم الأعمال وغير ذلك.

خامساً: أن فيه بيان الأسلوب الصحيح -أيضاً- في الحوار والنقاش، البعيد عن التهجم والتجريح واتهام النيات وغير ذلك، وهذه الأصول العامة ينبغي أن نعض عليها بالنواجذ دائماً وأبداً، وأن نتكلم عنها، كما أنني أنصح الإخوة من الدعاة والخطباء في أنحاء البلاد؛ بل في كل أنحاء العالم الإسلامي أن يجعلوا مثل هذا البيان مادة لخطبتهم في الأسبوع القادم، مع التعليق عليه وبيان أبعاده ومراميه وأهدافه، وأن المقصود فيه الدفاع عن الدعاة إلى الله تعالى وطلبة العلم وبيان مكانتهم في الناس، وأنه لا يجوز الوقيعة فيهم ولا النيل منهم.

وكل هذه الأشياء تكلم عنها الشيخ -حفظه الله- بأسلوب الناصح الحكيم المشفق الذي لا يريد للجميع إلا الخير والصلاح، ولا يهدف إلا إلى أطيب هدف وأحسن مقصد، فنسأل الله تعالى أن يجزيه عنا جميعاً وعن المسلمين خير الجزاء، ومثل هذه الأمور التي تكلم عنها سماحة الشيخ قد سبق أن بينت شيئاً منها بالتفصيل في عدد من الدروس والمحاضرات مثل (أدب الحوار) و(المراجعات) وغيرها.




استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة اسٌتمع
أحاديث موضوعة متداولة 5096 استماع
حديث الهجرة 4993 استماع
تلك الرسل 4150 استماع
الصومال الجريح 4142 استماع
مصير المترفين 4109 استماع
تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة 4047 استماع
وقفات مع سورة ق 3972 استماع
مقياس الربح والخسارة 3925 استماع
نظرة في مستقبل الدعوة الإسلامية 3868 استماع
التخريج بواسطة المعجم المفهرس 3829 استماع