تفسير سورة الشمس [2]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فما زلنا في تفسير قوله تعالى: فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [الشمس: 8]، والفجور قسمان: فجور في الظاهر، وفجور في الباطن، فالفجور في الظاهر يشمل الأقسام الثلاثة التي هي أقسام الذنوب:

وهي: أولاً: كبائر الإثم، ثم الفواحش ثم اللمم، ولذلك قال الله تعالى في تقسيم هذه الذنوب: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ [النجم:32].

فأكبر كبائر الإثم هي الشرك بالله، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وشهاد الزور، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ألا أخبركم بأكبر الكبائر ثلاثاً ) ومنها بقية الموبقات السبع، فهذه كلها من كبائر الإثم، وما دونها الفواحش العظيمة التي لا تصل إلى درجة هذه الكبائر، وإن كانت تجتمع معها باسم كبائر المعاصي، فكلها يشملها لقب كبائر، ولكنها متفاوتة في الدرجة، فما دونها اللمم وهو الصغائر، وهذه في الظاهر، وأما الفجور الذي في الباطن فهو أن يكون الإنسان إذا عمل صالحاً لم تسره حسنته، وإذا عمل سيئة لم تسوؤه سيئته، فهذا هو فجور الباطن، فإذا عمل صالحاً لم يحسن عنده ولم يسره، وإذا عمل سيئاً لم يسوؤه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن المؤمن: ( من سرته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن )، وهو الذي إذا وفق للخير سره ذلك وحمد الله عليه، وإذا ألهم شراً -نسأل الله السلامة والعافية- وفجوراً ندم عليه وحزن وتاب إلى الله عز وجل فهذا المؤمن.

وأما الذي لا تسره حسنته ولا تسوؤه سيئته؛ فالحسنات يفعلها تقليداً ورياء الناس، والسيئات يفعلها إسرافاً وإقبالاً على الذنب، فهذا لا يرجى له خيراً -نسأل الله السلامة والعافية- وهو صاحب فجور باطني، والفجور الباطني أعظم من الفجور الظاهري؛ لأن الفجور الظاهري قد يكون معه تقوى في الباطن، فيدعو ذلك إلى التوبة كما حصل ذلك للرجل الذي قال: خشيتك يا رب.

وأما الفجور الباطني فلو كان معه الصلاح الظاهري لا يقبل قال الله تعالى: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27].

أقسام التقوى

فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [الشمس:8]، والتقوى أيضاً هي كذلك، فلفظ التقوى مؤنث؛ لأنه كما ذكرنا أن أصل التقوى من (وقى) وهو فعل من الوقاية، وهو يطلق على هذا اللفظ فيطلق على الاتقاء اتقاء الله، وذلك يشمل اجتناب النواهي الظاهرة، واجتناب النواهي الباطنة، وامتثال الأوامر الظاهرة، وامتثال الأوامر الباطنة، فهذه أربعة ظواهر هي التي ذكرها ابن عاشر رحمه الله في قوله:

وحاصل التقوى اجتناب وامتثال في ظاهر وباطن بذا تنال

فكانت الأقسام حقاً أربعة.

فهذه الأقسام الأربعة هي أقسام التقوى، فالاجتناب في الظاهر: أن لا يقع الإنسان في هذه القاذورات، والفواحش وأن يجتنبها ما استطاع في الظاهر، والاجتناب في الباطن أن يكرهها إذا حصلت منه، أو أن يكره حصولها منه.

والامتثال في الظاهر أن يمتثل أوامر الله الموجهة إليه ما استطاع، والامتثال في الباطن أن يحب أن يمتثل ما عجز عنه منها أو لم يصل إليه، وهذا هو الامتثال الباطن، وبعضهم يشرح الاجتناب بالظاهر باجتناب الجوارح الظاهرة، والاجتناب في الباطن باجتناب القلب للمحرمات القلبية كالرياء والتسميع، والعجب .. وغيرها.

وكذلك الامتثال في الظاهر لعمل البدن، والامتثال في الباطن لعمل القلب أيضاً، كالامتثال للاتصاف بصفات المؤمنين.

فهذه هي أقسام التقوى، وهذا الفعل وهو (اتقى) أصله واوي وهو من الوقاية، ولكن تبدل هذه الواو تخفيفاً فيقال: اتقى، أصله أوتقى، فتدغم التاء في التاء، فيقال: اتقى، وقد تحذف التاء الأولى مثل قول ابن أبي ربيعة :

يقول لي المفتي وهن عشية بمكة يثرن المقوفة السحلى

اتق الله لا -أو المفوفة السحلى-

اتق الله لا تضر إليه الديافة وما خلت إليه في الحج ملتمساً وصلا

(اتق الله) معناه: اتق الله، فلما حذف التاء الأولى حذف معها همزة الوصل؛ لأنها التي يتوصل بها إلى الساكن، وقد سقط الساكن ولم يبق لهمزة الوصل معنى، ولم يبق لها أثر فسقطت لاجتماع الساكن، وقد أضاف الله سبحانه وتعالى الفجور والتقوى إلى النفس: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [الشمس:7-8].

ولم يقل: ألهمها الفجور والتقوى؛ لأن ذلك يتفاوت، ففجور كل نفس بحسبها، وتقوى كل نفس بحسبها، فلا يمكن أن تلهم نفس واحدة التقوى كله، ولا الفجور كله، بل تلهم ما تسدد هي له من الفجور إن كانت فاجرة، وما تسدد له من التقوى إن كانت تقية، وذلك بحسبها، ولهذا فإن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب الجنة الثمانية قال: ( يا رسول الله! ما على من دعي من جميعها من بأس؟ ) وفي رواية: ( هل يمكن أن يدعى من جميع أبوابها الثمانية؟ قال: نعم، وإني لأرجو أن تكون منهم )، فهو لم يرض بباب واحد من أبواب الجنة ولا ببابين، ولا بثلاثة أبواب، وإنما أراد أن يدعى وأن يكون اسمه في كل لائحة باب من أبواب الجنة الثمانية، وهذا هو من علو الهمة، فمن ألهم تقواه علت همته وسمت.

فلذلك لا يمكن أن يركن إلى الراحة والهدوء، فالوقت الذي يركن فيه الناس إلى الراحة والهدوء والطمأنينة، أو إلى ملذات الدنيا وشهواتها فيكون حاله كما قال تعالى عنهم: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ [السجدة:16]، في ذلك الوقت، وإذا ركن الناس إلى الذكر في الملأ الأسفل وعند الناس ركن هؤلاء إلى الذكر في الملأ الأعلى عند الله عز وجل، وإذا أنس الناس بزخارف هذه الدنيا الفانية لم يأنس أصحاب الهمم العالية إلا بخدمة الله سبحانه وتعالى والاتصال به، ولذلك فهم في شغل دائماً، مشغولون دائماً لا يجدون فراغاً فأوقاتهم كلها مليئة، ولذلك قال علال بن عبد الله الفاسي رحمه الله:

أبعد بلوغي خمس عشرة ألعب وألهو بلـذات الحياة وأطــرب

ولي نظر عالٍ ونفس أبية مقاماً على هـام المجرة تطلــب

وعندي آمال أريد بلوغها تضيع إذا لاعبت دهري وتذهـب

ولي أمة منكودة الحظ لم تجد سبيلاً إلى العيش الـذي تتطلــب

على أمرها أنفقت دهري تحسراً فما طاب لي طعم ولا لذ مشرب

ولا راق لي نوم وإن نمت ساعة فإني على جمر الغضا أتقلـــب

وهؤلاء الذين يفكرون هذا التفكير الكبير تكون نفوسهم أكبر من أجسامهم، فلذلك تتعلق بمعالي الأمور، كما قال أبو الطيب المتنبي :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتكبر في عين الصغير صغارهـا وتصغر في عين العظيم العظائم

فالعظيم تصغر في عينيه العظائم فيستهين بها ويريد أن يتعداها، ولذلك قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: إن لي نفساً تواقة، تاقت إلى الإمارة فنالتها، ثم تاقت إلى الخلافة فنالتها، ثم تاقت إلى الجنة.

ولذلك ربى الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه على هذه الهمم العالية، فهذا النابغة الجعدي -رضي الله عنه- ( ينشد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم رائيته فيقول فيها:

بلغنا السما جوداً ومجداً وسؤدداً وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا

فقال: إلى أين يا أبا ليلى قال: إلى الجنة قال: إلى الجنة إن شاء الله )، وهذا الإلهام العجيب للفجور والتقوى يدلك على أن كثيراً من الناس يقيض لهم الخير، ولو كانوا عاجزين عنه، ولو كانت أبدانهم ضعيفة يقيض لهم من قيام الليل، وصيام النفل والجهاد في سبيل الله، والدعوة إليه الشيء الكثير، وإذا كانت أموالهم قاصرة يقيض لهم من أوجه الإنفاق في وجوه البر الشيء الكثير جداً.

وفي المقابل أيضاً من ألهم فجوره -نسأل الله السلامة والعافية- ولو كان بدنه ضعيفاً يقوى على المعصية، ولو كان ماله قليلاً تيسر له المعاصي فيجد من ينفق عليهم في تلك المعاصي، فذلك نسب الفجور والتقوى إلى النفس نفسها: فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [الشمس: 8].

فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [الشمس:8]، والتقوى أيضاً هي كذلك، فلفظ التقوى مؤنث؛ لأنه كما ذكرنا أن أصل التقوى من (وقى) وهو فعل من الوقاية، وهو يطلق على هذا اللفظ فيطلق على الاتقاء اتقاء الله، وذلك يشمل اجتناب النواهي الظاهرة، واجتناب النواهي الباطنة، وامتثال الأوامر الظاهرة، وامتثال الأوامر الباطنة، فهذه أربعة ظواهر هي التي ذكرها ابن عاشر رحمه الله في قوله:

وحاصل التقوى اجتناب وامتثال في ظاهر وباطن بذا تنال

فكانت الأقسام حقاً أربعة.

فهذه الأقسام الأربعة هي أقسام التقوى، فالاجتناب في الظاهر: أن لا يقع الإنسان في هذه القاذورات، والفواحش وأن يجتنبها ما استطاع في الظاهر، والاجتناب في الباطن أن يكرهها إذا حصلت منه، أو أن يكره حصولها منه.

والامتثال في الظاهر أن يمتثل أوامر الله الموجهة إليه ما استطاع، والامتثال في الباطن أن يحب أن يمتثل ما عجز عنه منها أو لم يصل إليه، وهذا هو الامتثال الباطن، وبعضهم يشرح الاجتناب بالظاهر باجتناب الجوارح الظاهرة، والاجتناب في الباطن باجتناب القلب للمحرمات القلبية كالرياء والتسميع، والعجب .. وغيرها.

وكذلك الامتثال في الظاهر لعمل البدن، والامتثال في الباطن لعمل القلب أيضاً، كالامتثال للاتصاف بصفات المؤمنين.

فهذه هي أقسام التقوى، وهذا الفعل وهو (اتقى) أصله واوي وهو من الوقاية، ولكن تبدل هذه الواو تخفيفاً فيقال: اتقى، أصله أوتقى، فتدغم التاء في التاء، فيقال: اتقى، وقد تحذف التاء الأولى مثل قول ابن أبي ربيعة :

يقول لي المفتي وهن عشية بمكة يثرن المقوفة السحلى

اتق الله لا -أو المفوفة السحلى-

اتق الله لا تضر إليه الديافة وما خلت إليه في الحج ملتمساً وصلا

(اتق الله) معناه: اتق الله، فلما حذف التاء الأولى حذف معها همزة الوصل؛ لأنها التي يتوصل بها إلى الساكن، وقد سقط الساكن ولم يبق لهمزة الوصل معنى، ولم يبق لها أثر فسقطت لاجتماع الساكن، وقد أضاف الله سبحانه وتعالى الفجور والتقوى إلى النفس: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [الشمس:7-8].

ولم يقل: ألهمها الفجور والتقوى؛ لأن ذلك يتفاوت، ففجور كل نفس بحسبها، وتقوى كل نفس بحسبها، فلا يمكن أن تلهم نفس واحدة التقوى كله، ولا الفجور كله، بل تلهم ما تسدد هي له من الفجور إن كانت فاجرة، وما تسدد له من التقوى إن كانت تقية، وذلك بحسبها، ولهذا فإن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب الجنة الثمانية قال: ( يا رسول الله! ما على من دعي من جميعها من بأس؟ ) وفي رواية: ( هل يمكن أن يدعى من جميع أبوابها الثمانية؟ قال: نعم، وإني لأرجو أن تكون منهم )، فهو لم يرض بباب واحد من أبواب الجنة ولا ببابين، ولا بثلاثة أبواب، وإنما أراد أن يدعى وأن يكون اسمه في كل لائحة باب من أبواب الجنة الثمانية، وهذا هو من علو الهمة، فمن ألهم تقواه علت همته وسمت.

فلذلك لا يمكن أن يركن إلى الراحة والهدوء، فالوقت الذي يركن فيه الناس إلى الراحة والهدوء والطمأنينة، أو إلى ملذات الدنيا وشهواتها فيكون حاله كما قال تعالى عنهم: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ [السجدة:16]، في ذلك الوقت، وإذا ركن الناس إلى الذكر في الملأ الأسفل وعند الناس ركن هؤلاء إلى الذكر في الملأ الأعلى عند الله عز وجل، وإذا أنس الناس بزخارف هذه الدنيا الفانية لم يأنس أصحاب الهمم العالية إلا بخدمة الله سبحانه وتعالى والاتصال به، ولذلك فهم في شغل دائماً، مشغولون دائماً لا يجدون فراغاً فأوقاتهم كلها مليئة، ولذلك قال علال بن عبد الله الفاسي رحمه الله:

أبعد بلوغي خمس عشرة ألعب وألهو بلـذات الحياة وأطــرب

ولي نظر عالٍ ونفس أبية مقاماً على هـام المجرة تطلــب

وعندي آمال أريد بلوغها تضيع إذا لاعبت دهري وتذهـب

ولي أمة منكودة الحظ لم تجد سبيلاً إلى العيش الـذي تتطلــب

على أمرها أنفقت دهري تحسراً فما طاب لي طعم ولا لذ مشرب

ولا راق لي نوم وإن نمت ساعة فإني على جمر الغضا أتقلـــب

وهؤلاء الذين يفكرون هذا التفكير الكبير تكون نفوسهم أكبر من أجسامهم، فلذلك تتعلق بمعالي الأمور، كما قال أبو الطيب المتنبي :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتكبر في عين الصغير صغارهـا وتصغر في عين العظيم العظائم

فالعظيم تصغر في عينيه العظائم فيستهين بها ويريد أن يتعداها، ولذلك قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: إن لي نفساً تواقة، تاقت إلى الإمارة فنالتها، ثم تاقت إلى الخلافة فنالتها، ثم تاقت إلى الجنة.

ولذلك ربى الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه على هذه الهمم العالية، فهذا النابغة الجعدي -رضي الله عنه- ( ينشد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم رائيته فيقول فيها:

بلغنا السما جوداً ومجداً وسؤدداً وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا

فقال: إلى أين يا أبا ليلى قال: إلى الجنة قال: إلى الجنة إن شاء الله )، وهذا الإلهام العجيب للفجور والتقوى يدلك على أن كثيراً من الناس يقيض لهم الخير، ولو كانوا عاجزين عنه، ولو كانت أبدانهم ضعيفة يقيض لهم من قيام الليل، وصيام النفل والجهاد في سبيل الله، والدعوة إليه الشيء الكثير، وإذا كانت أموالهم قاصرة يقيض لهم من أوجه الإنفاق في وجوه البر الشيء الكثير جداً.

وفي المقابل أيضاً من ألهم فجوره -نسأل الله السلامة والعافية- ولو كان بدنه ضعيفاً يقوى على المعصية، ولو كان ماله قليلاً تيسر له المعاصي فيجد من ينفق عليهم في تلك المعاصي، فذلك نسب الفجور والتقوى إلى النفس نفسها: فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [الشمس: 8].




استمع المزيد من الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي - عنوان الحلقة اسٌتمع
خطورة المتاجرة بكلمة الحق 4779 استماع
بشائر النصر 4275 استماع
أسئلة عامة [2] 4118 استماع
المسؤولية في الإسلام 4042 استماع
كيف نستقبل رمضان [1] 3981 استماع
نواقض الإيمان [2] 3937 استماع
اللغة العربية 3919 استماع
عداوة الشيطان 3919 استماع
المسابقة إلى الخيرات 3892 استماع
القضاء في الإسلام 3882 استماع