خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/975"> الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/975?sub=4846"> سلسلة المحاضرات
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
فوائد الحج
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى بنى الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهذا هو الركن الأول من أركان الإسلام، وهو شرط للباقيات كلها، لا يتقبل الله من أحد صلاةً ولا صوماً ولا حجاً ولا زكاةً إلا به.
والركن الثاني: إقام الصلاة، أي: أداء الصلوات الخمس المكتوبات في اليوم والليلة.
والركن الثالث: أداء الزكاة في حق من وجبت عليه، أي: ممن ملك نصاباً، وحال عليه الحول ويشترط دوران الحول في زكاته.
والركن الرابع: صيام شهر رمضان في كل عام.
والركن الخامس: هو حج بيت الله الحرام مرة واحدة في العمر.
وهذا الحج: هو عبارة عن إعلان الولاء لله جل جلاله، وقصد إقامة ذكره وعبادته وشكره على نعمه، وهو مؤتمر عام يجتمع فيه المسلمون كل عام يتعرف بعضهم على بعض، ويتلقى أخباره ويتطلع على أوضاعه، فالمؤمنون عند الله تعالى أمة واحدة، كما قال الله تعالى: إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً[الأنبياء:92]، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ذمة المسلمين واحدة)، وثبت عنه أنه قال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، وشبك بين أصابعه)، وثبت عنه أنه قال: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).
وفي كتاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي كتبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعله في قراب سيفه، وكان معه في حله وترحاله: ( المؤمنون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم ).
ولا يمكن أن تتأكد الأخوة حتى تكون أخوة حقيقيةً إلا بقيام ركنين هما: تحقيق الألفة، وإزالة الكلفة.
تحقيق الألفة
فتحقيق الألفة: يقتضي أن يتعرف بعضهم على بعض وأن يهتم به، فـ ( من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم )، وهذا يقتضي التطلع إلى أخبارهم، وأن يربط الإنسان مصيره بمصيرهم، وآماله بآمالهم، وآلامه بآلامهم، وأن يتألم إذا أصيبوا بأي مكان.
فنحن الآن مثلاً نسمع عن أخبار إخواننا في غزة، وقد قطع عنهم الكهرباء والماء، والمرضى في المستشفيات قد قطع عنهم الأكسجين، وهم يئنون تحت هذا الحصار المقيت الذي يشارك فيه المسلمون واليهود، وكل من كان له روح وإيمان، فإنه لا بد أن يتألم لذلك، وأن يسعى بكل جهده للتطلع إلى أخبارهم، وأن يعيش معهم فيما هم فيه.
فلا يمكن أن ينعم بعض الجسد بالرخاء والطمأنينة وبعضه في عذاب وألم، والنبي صلى الله عليه وسلم جعل هذه الأمة كالجسد الواحد.
كما بين الله تعالى أخوة المؤمنين بعضهم لبعض، فقال تعالى: إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ[الحجرات:10]، وقال تعالى: وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ[التوبة:71].
وهذا الركن من أركان الأخوة -الذي هو تحقيق الألفة- يقتضي ألا يجد الإنسان في قلبه ضغينة على إخوانه المسلمين، فإذا نفث الشيطان في قلبه الضغائن سامح وعفا وصفح.
ولا بد أن يعفو الإنسان عن زلات إخوانه؛ لأنه يريد معايشتهم ومخالطتهم في الحياة الدنيا، ومن لم يعف ويسامح لا يمكن أن يجد من يلائم طبعه 100%، بل لا بد أن تتنافر الطباع، وأن يقع فيها ما لا يرتضيه كل واحد من الطرفين من الآخر.
وقد قال الحكماء:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
وقالوا:
ولست بمستبقٍ أخ لا تلمه على شعث أي الرجال مهذب
فلا بد أن يسامح الإنسان المؤمنين، وأن يصبر على أذاهم، وأن يتصدق عليهم -إذا كان فقيراً- بحقوقه وما له عليهم من الحقوق، فذلك كاف في الصدقة وحق الأخوة.
إزالة الكلفة
الركن الثاني: هو إزالة الكلفة، وإزالة الكلفة إنما تكون بعد تحقيق الألفة، فيزيل الإنسان التكلف لإخوانه المؤمنين؛ لأنه يعتبرهم معه كأسرة واحدة، فلا يتظاهر بما ليس فيه، ولا يريد منهم ما ليس لديهم، ويتعاون معهم على ما هم فيه، وهذا الذي يقتضيه إزالة الكلفة مطلقاً، فيجد نفسه معهم في خندق واحد، يعيش معهم ويسير معهم على الأرض كما يسيرون، ويفكر معهم كما يفكرون.
ولذلك فإن أمم الكفر والطغيان لما أرادت تقطيع هذه الأمة وإزالة هيبتها من النفوس ذهبت إلى تقطيعها أجزاءً وأعراضاً، فكل أهل قُطر يظنون أنهم أمة مستقلة، وأنهم لا يهتمون إلا بشئونهم الخاصة، ولو اهتموا بها لكانت كل مدينة من ذلك القطر أيضاً يهتم أهلها بشئونهم الخاصة، ثم يهتم أهل كل مقاطعة بشئونهم الخاصة، ثم يهتم كل بيت بشئونهم الخاصة، ولا يبقى للأمة من يرفع لواء الإسلام، ولا من يهتم بشئون المسلمين، وهذا مخالف للمقصد الشرعي الذي بعث الله به جميع أنبيائه، من لدن نوح إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله بعثهم بأصلين عظيمين هما: إقامة الدين، وعدم التفرقة، وقد قال الله تعالى: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ[الشورى:13].
فتحقيق الألفة: يقتضي أن يتعرف بعضهم على بعض وأن يهتم به، فـ ( من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم )، وهذا يقتضي التطلع إلى أخبارهم، وأن يربط الإنسان مصيره بمصيرهم، وآماله بآمالهم، وآلامه بآلامهم، وأن يتألم إذا أصيبوا بأي مكان.
فنحن الآن مثلاً نسمع عن أخبار إخواننا في غزة، وقد قطع عنهم الكهرباء والماء، والمرضى في المستشفيات قد قطع عنهم الأكسجين، وهم يئنون تحت هذا الحصار المقيت الذي يشارك فيه المسلمون واليهود، وكل من كان له روح وإيمان، فإنه لا بد أن يتألم لذلك، وأن يسعى بكل جهده للتطلع إلى أخبارهم، وأن يعيش معهم فيما هم فيه.
فلا يمكن أن ينعم بعض الجسد بالرخاء والطمأنينة وبعضه في عذاب وألم، والنبي صلى الله عليه وسلم جعل هذه الأمة كالجسد الواحد.
كما بين الله تعالى أخوة المؤمنين بعضهم لبعض، فقال تعالى: إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ[الحجرات:10]، وقال تعالى: وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ[التوبة:71].
وهذا الركن من أركان الأخوة -الذي هو تحقيق الألفة- يقتضي ألا يجد الإنسان في قلبه ضغينة على إخوانه المسلمين، فإذا نفث الشيطان في قلبه الضغائن سامح وعفا وصفح.
ولا بد أن يعفو الإنسان عن زلات إخوانه؛ لأنه يريد معايشتهم ومخالطتهم في الحياة الدنيا، ومن لم يعف ويسامح لا يمكن أن يجد من يلائم طبعه 100%، بل لا بد أن تتنافر الطباع، وأن يقع فيها ما لا يرتضيه كل واحد من الطرفين من الآخر.
وقد قال الحكماء:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
وقالوا:
ولست بمستبقٍ أخ لا تلمه على شعث أي الرجال مهذب
فلا بد أن يسامح الإنسان المؤمنين، وأن يصبر على أذاهم، وأن يتصدق عليهم -إذا كان فقيراً- بحقوقه وما له عليهم من الحقوق، فذلك كاف في الصدقة وحق الأخوة.
الركن الثاني: هو إزالة الكلفة، وإزالة الكلفة إنما تكون بعد تحقيق الألفة، فيزيل الإنسان التكلف لإخوانه المؤمنين؛ لأنه يعتبرهم معه كأسرة واحدة، فلا يتظاهر بما ليس فيه، ولا يريد منهم ما ليس لديهم، ويتعاون معهم على ما هم فيه، وهذا الذي يقتضيه إزالة الكلفة مطلقاً، فيجد نفسه معهم في خندق واحد، يعيش معهم ويسير معهم على الأرض كما يسيرون، ويفكر معهم كما يفكرون.
ولذلك فإن أمم الكفر والطغيان لما أرادت تقطيع هذه الأمة وإزالة هيبتها من النفوس ذهبت إلى تقطيعها أجزاءً وأعراضاً، فكل أهل قُطر يظنون أنهم أمة مستقلة، وأنهم لا يهتمون إلا بشئونهم الخاصة، ولو اهتموا بها لكانت كل مدينة من ذلك القطر أيضاً يهتم أهلها بشئونهم الخاصة، ثم يهتم أهل كل مقاطعة بشئونهم الخاصة، ثم يهتم كل بيت بشئونهم الخاصة، ولا يبقى للأمة من يرفع لواء الإسلام، ولا من يهتم بشئون المسلمين، وهذا مخالف للمقصد الشرعي الذي بعث الله به جميع أنبيائه، من لدن نوح إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله بعثهم بأصلين عظيمين هما: إقامة الدين، وعدم التفرقة، وقد قال الله تعالى: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ[الشورى:13].
والحج له أثر بالغ في ذلك، ففوائده متعددة متنوعة، فمن فوائده على الأمة:
جمع كلمتها، وتعرف بعضها على بعض.
ومن فوائده عليها: إعلاء كلمة الله ورفعة دينه، فالإنسان عندما يرى الحجاج يسيرون بالملايين إلى صعيد عرفات، أو يرى الطواف في البيت الحرام في جميع ساعات الليل والنهار فإنه يطمئن إلى أن هذه الأمة بخير، وأن كل هؤلاء العباد يؤدون حق الله جل جلاله، ويقومون بهذه العبادة الخاصة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله)، فهم يقيمون ذكر الله جل جلاله، فتزول عن الإنسان الهزيمة النفسية، ويزول عنه الانقطاع عن تاريخ هذه الأمة وماضيها، وهو يتذكر هذه الأمكنة بأعيانها وأسمائها، وقد كان فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
كنا ليلة قريبة نسير بين مكة والمدينة في الطريق، فإذا الإنسان لا يرى لوحة الاسم من مكان معين إلا وله في الحس الإسلامي ذكرى، فيمر الإنسان أولاً: على حمراء الأسد، وبعد ذلك على فج الروحاء، ثم على هرشاء، وعلى لفت، وعلى الطويل، وعلى الأثيل، وعلى بدر، وعلى قديد، وهي أماكن لها وقع كبير في تاريخ المسلم؛ لأنه يتذكر حمراء الأسد، وقد خرج إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح من غد يوم أحد، وجراحاتهم تسيل بالدماء؛ استجابةً لأمر الله ورسوله، فرضي الله عنهم وأرضاهم.
ثم بعد ذلك يمر الإنسان بالأثيل فيتذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يسوق أسرى المشركين الذين أسرهم يوم بدر -وهم سبعون- في القيود يسوقهم إلى المدينة عزيزاً مكرماً، ومعه أصحابه من المهاجرين والأنصار، ويتذكر عندما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب أن ينزل فيضرب عنق النضر بن الحارث و عقبة بن أبي معيط في ذلك المكان.
وإذا مر كذلك على بدر تذكر يوم الفرقان، يوم أعز الله الإسلام ودحر الكفر وأهله. وإذا مر بقديد تذكر الهجرة ونزول النبي صلى الله عليه وآله وسلم و أبي بكر الصديق بخيمتي أم معبد ، ويتذكر قول الجني الذي أنشد وسمعه أهل مكة:
جزى الله عنا والجزاء بفضله رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به فيا سعد من أمسى رفيق محمد
ليهنأ بني كعب مكان فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد
وهكذا في كل المشاهد، فإذا جاء الإنسان إلى البيت العتيق، ورأى هذا البيت الذي هو أول بيت وضع للناس من لدن آدم ، وتذكر من طاف به من أنبياء الله، ومن قبل الحجر ومن استلم الركن من لدن آدم إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقد حجوه جميعاً.
وتذكر إبراهيم و إسماعيل وهما يرفعان القواعد من البيت والحجر يرتفع بإبراهيم وهو مقامه، وهما يدعوان الله ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[البقرة:127-129].
وتذكر طواف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت واجتذابه للماء من زمزم، وصلاته هنالك، وتذكر صعوده على الصفا، وأن الصفا من شعائر الله، وأنها كانت عليها دار الأرقم، وكان فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفر معه أسلموا في بداية الإسلام؛ فكانوا السابقين الأولين، وامتن الله عليهم بعد ذلك بما نصرهم به وأيدهم، فقال تعالى: وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[الأنفال:26]، ثم يسير بين الصفا والمروة فيتذكر خطا هاجر أم إسماعيل وهي تتردد بينهما، وتسرع إذا نزلت في قعر الوادي، ثم يصعد على المروة ويتذكر أنها من شعائر الله قال تعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ[البقرة:158]، وشعائر الله هي: ما عظمه للخلق أو أشعر فيه بحكم من عنده.
ثم بعد ذلك يذهب الذاهب إلى منى، فيتذكر نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك الوادي، وترتيبه للمؤمنين فيه، فقد جعل المهاجرين والأنصار في مقدمة المسجد، وجعل مسلمة الفتح في وسطه، وجعل الأعراب في آخره.
ويتذكر شجرة كانت عند ذلك المسجد تسمى السرر، ( سر تحتها سبعون نبياً ) كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم إذا نزل بعرفات تذكر عهد الله الذي أخذ على ذرية آدم جميعاً أن يعبدوه وألا يعبدوا الشيطان؛ فإن الله قد مسح ظهر آدم بيمينه ببطن نعمان وهو وادي عرفة فأخرج منه ذرية، فقال آدم : ( أي رب من هؤلاء؟ قال: خلق من ذريتك خلقته للجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره أخرى فأخرج منه ذرية، فقال آدم : أي رب! من هؤلاء؟ فقال: خلق من ذريتك خلقته للنار، وبعمل أهل النار يعملون، ثم خلطهم حتى ما يتميزون، فناداهم، فقال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا )، ويتذكر الإنسان هذا العهد، وأنه مخاطب به، وأنه ممن وقع هذه الوثيقة، فقد قال الله تعالى: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ[يس:60-61].
ثم بعد ذلك يتذكر بالموقف العظيم مباهاة الله جل جلاله لملائكته في السماء بأهل الموقف، وتنزيله للرحمات والمغفرة عليهم جميعاً، فيقال لهم: ( انصرفوا مغفوراً لكم )، ويتذكر بلباسه في إحرامه أكفانه، وبهذه الرحلة رحلته إلى الدار الآخرة عند الموت، ويتذكر بوقوفه بعرفة عرضه على الله جل جلاله: يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ[الحاقة:18]، وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا[الأنعام:30]، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنكم ملاقوا الله حفاة عراة غلاً مشاةً، كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ[الأنبياء:104] ).
ثم إذا انصرف فنزل بالمشعر الحرام -وهو مزدلفة- تذكر نزول النبي صلى الله عليه وسلم فيها، وأمر الله بالإكثار من ذكره هنالك: فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ المَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[البقرة:198-199].
وهكذا عند رمي الجمار والرجوع والمنصرف، فكلها ذكريات تزيد الإنسان إيماناً، وتذكره بمشاهد يوم القيامة، وبالعبور على الصراط، وبرؤيته للناس يزدحمون وقد أتوا من كل حدب وصوب، كأنما جمعوا فوق الساهرة يوم القيامة، فيرى الأبيض والأسود والملون، ويرى الضعاف والكبار والصغار، ويرى الطوال والأقزام، ويرى الأمريكيين والأفارقة والأوروبيين والآسيويين وغيرهم، يرى الخلائق جميعاً قد حشروا في صعيدٍ واحد من مختلف الألوان، يتكلمون بمختلف الألسنة، والله أسرع الحاسبين لا يخفي أحد منهم أحد، ولا يلهيه عنه سماعه ودعاؤه، وهو يوزع عليهم رحماته وبركاته، ويعطيهم ما سألوا، ويعطيهم فوق سؤلهم جل جلاله، ولا ينقص ذلك مما عنده ( إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ).
ففوائد الأمة من هذا الحج عظيمة.
وهناك فوائد من الحج يجنيها الأفراد، فالفرد نفسه لا يكمل إسلامه إلا بهذا الحج، فهو ركن من أركان البنيان.
والركن هو: جانب الشيء القوي، فإذا كان الإنسان يسكن في بيت قد هدم جانب من جوانبه، فإنه لا يطمئن على مدخراته وممتلكاته، ولا يأمن على نفسه؛ لأنه يخاف أن يسقط عليه هذا البيت الذي قد هدم جانبه، فلذلك ما لم يكمل الإنسان إسلامه فإنه يسكن في بيت ناقص، قد بقي جانب من جوانبه لم يكمله، قد انهدم جانب من جوانبه، فلذلك هو يسعى لإكماله؛ لتمام الطمأنينة، فإنه إذا أكمله وتمت له أركان الإسلام تمت له الدعائم التي يقوم عليها صرح إسلامه، ثم بعد ذلك يتنافس الناس فيما يزيد من الخيرات: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ[المطففين:26]، هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللهِ[آل عمران:163]، وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا[الإسراء:21].
مغفرة الذنوب والسيئات
ومن فوائده على الإنسان: مغفرته لذنوبه وسيئاته، فنحن خطاءون آناء الليل وأطراف النهار، وإذا عد الإنسان سيئاته خلال أربعٍ وعشرين ساعة فإنه سيجد أكواماً شاسعة وواسعة من الذنوب العجيبة، إذا تذكر ما أذنب به بعينه أو بأذنه أو بفمه أو بلسانه أو ما ابتلعه من الحرام أو لامسته يده أو وطئته رجله أو تحركت إليه أطرافه، فتحركه للذنب؛ ذنب لكل شعرة في جسمه، وكل عضلة من عضلاته، وكل شيء من قواه، فعدوا الشعر مثلاً في رأس الإنسان وفي جسده، كل تحرك إلى ذنب فإنه ذنب إلى كل شعرة وحدها، وهكذا في بقية الأجزاء والأطراف، والإنسان محتاج إلى تخفيف هذه الذنوب ونقصها، لينطلق في ميدان التنافس، فالإنسان المثقل الذي قد حمل أطناناً كثيرة لا يستطيع أن يصبر على المسابقة والإسراع، وبالأخص إذا عرفنا أن العمر قصير، وأن الأجل قريب، وأن في العمل تقصيراً، وأن الناقد بصير، فالإنسان إذا كان محملاً بالأوزار والأثقال لا يستطيع المسابقة، وهو لا يستطيع أن يحطها عنه إلا بمكفرات الذنوب، فيحتاج إلى المبادرة إلى التكفير، والحج مكفر كما قال الله تعالى: فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى[البقرة:203]، ومعنى (لا إثم عليه): أنه قد غفرت سيئاته، فخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه).
طريق إلى الجنة في الآخرة والغنى في الدنيا
وكذلك في الحج أيضاً: طلب للجنة ومسارعة إليها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)، فما له جزاء عند الله سبحانه وتعالى إلا الجنة، وكذلك فإن فيه منافع أخرى للإنسان من تحقيق التوبة، وقوة العزيمة على الطاعة، وترك المعاصي في الماضي، والسعي لتجاوز ذلك، بالإضافة إلى ما يعرض للإنسان من زيادة الإيمان والفتوحات والأنوار في بصيرته، وإدراكه لكثير من حكم الله التي كانت خفيةً عنه، ثم بعد ذلك منافعه الدنيوية الكثيرة التي يشهدها، وقد قال الله تعالى: لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهمْ[الحج:28].
وهو سبب للغنى، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير صدأ الحديد)، فيزيل الفقر ويزيل الذنوب، والإنسان محتاج إلى ذلك حاجةً شديدة.
سمو النفس ورفع الهمة عند أداء مناسك الحج
ثم إن من فوائده على الإنسان كذلك: أنه عندما يشهد تلك المشاهد، ويقف بتلك المواقف، فإن نفسه ستسمو، لأنه حقق آماله الدنيوية فيتعلق بالأمر الأخروي، والإنسان محتاج إلى رفع همته دائماً، فإذا كان يعيش في روتين قاتل، وهو يفكر دائماً في عمله الذي يعمله مدة الشهر، ثم يستأنف عمله للشهر الآخر، دون تحرك في حياته، ودون دماءِ جديدة تنتشر في جسمه، فإن همته ستهبط وتنزل، أما إذا تحركت همته فإن ذلك سيعليها، وتتعلق بما هنالك عند الله سبحانه وتعالى كما قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: (إن لي نفساً تواقة، تاقت إلى الإمارة فنالتها، ثم تاقت إلى الخلافة فنالتها، ثم تاقت إلى الجنة).
وكذلك فإن الحج سبب أيضاً لتوفيق لأعمال كبيرة أخرى من الطاعات عند الله سبحانه وتعالى، فالحسنة تدعو إلى الحسنة، والسيئة تدعو إلى السيئة، فمن وفق لحسنة أخلص فيها لله جل جلاله، فإن الله سيجازيه بالتوفيق لحسنات أخرى، فتزداد حسناته بذلك ويزداد إقباله على الله جل جلاله، وتقريبه إليه.
فرصة لاستجابة الدعوات عند أكثر المناسك
كذلك من فوائد الحج على الإنسان: أنه فرصة لاستجابة الدعوات، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ترفع الأيدي إلى الله جل جلاله بسبعة مواضع: عند رؤية البيت الحرام، وفوق الصفا، وفوق المروة، وبعرفات، وبجمع -أي: مزدلفة- وبعد رمي الجمرة الصغرى، وبعد رمي الجمرة الوسطى، فهذه سبعة مواضع في الحج ترفع الأيدي إلى الله فيها، ومعناه أنها أماكن هي مظنة الاستجابة للدعاء، عندما يرى الإنسان البيت العتيق لأول مرة بين يديه، ويحصل له ما حصل لــ عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما وقف عند البيت الحرام يصلي بالناس صلاة المغرب، فقرأ بعد الفاتحة لِإِيلافِ قُرَيْشٍ * إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ [قريش:1-3]، فإذا البيت بين يديه فمد اللفظ، فقال: قال تعالى: فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ[قريش:3]، الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ[قريش:4] يمدها.
الحصول على شرف ضيافة الله والحشر مع من يباهي الله بهم ملائكته
وكذلك من الفوائد التي يجنيها الإنسان من الحج: أنه يحصل على تشريف الضيافة، فالإنسان إذا كان ضيفاً لكريم فإنه عرضة لكل الإحسان والإكرام، وكل الناس يرغبون في ذلك، والحجاج وفد الله جل جلاله وضيوفه، وهو يكرمهم جل جلاله، فهم ضيوف الرحمن، وهم المتطفلون على مائدته، وهو الكريم الخبير.
وكذلك من فوائده على الفرد أيضاً: أنه سبب لأن يحشر في الذين يباهي الله بهم ملائكته وأن يكون معهم، حتى لو كان مستواه نازلاً، ولو لم يكن من ذوي الدرجات العلى من الإيمان والعلم والتقوى، فإن الله يكتبه في عدادهم، ويرفع اسمه إلى الله جل جلاله فيهم وذلك كافٍ.
استشعار مهابة الله وعظمته
ثم إن من فوائده على الإنسان كذلك: أنه يستشعر الهيبة والمهابة لله جل جلاله عندما يتابع هذه الأعمال التي لا يعلم لها فائدة، ولا يمكن أن يفكر في علتها، فهو يطوف ببيت من الحجارة، ويرمي أحجاراً، ويسعى بين الصفا والمروة وهي حجارة، دون أن يدرك أن لذلك أي نفع في حياته الدنيوية، فهو مستسلم لله استسلاماً كاملاً، مطبق لما أمر به، وهذا نجاح في الامتحان كبير، فالإنسان إذا أمر بأمر له فيه مصلحة ظاهرة يعرفها فبادر إلى عمله فنجاحه في امتحان خفيف، أما إذا طبق أمراً لا يعرف له فائدة ولا يتعلق بقلبه له أثر فإنه يكون فعلاً ناجحاً في امتحان عظيم، ويكون بذلك قد استجاب لأمر الله جل جلاله، وحقق المقصود من خلقته قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[الذاريات:56].
ومن فوائده على الإنسان: مغفرته لذنوبه وسيئاته، فنحن خطاءون آناء الليل وأطراف النهار، وإذا عد الإنسان سيئاته خلال أربعٍ وعشرين ساعة فإنه سيجد أكواماً شاسعة وواسعة من الذنوب العجيبة، إذا تذكر ما أذنب به بعينه أو بأذنه أو بفمه أو بلسانه أو ما ابتلعه من الحرام أو لامسته يده أو وطئته رجله أو تحركت إليه أطرافه، فتحركه للذنب؛ ذنب لكل شعرة في جسمه، وكل عضلة من عضلاته، وكل شيء من قواه، فعدوا الشعر مثلاً في رأس الإنسان وفي جسده، كل تحرك إلى ذنب فإنه ذنب إلى كل شعرة وحدها، وهكذا في بقية الأجزاء والأطراف، والإنسان محتاج إلى تخفيف هذه الذنوب ونقصها، لينطلق في ميدان التنافس، فالإنسان المثقل الذي قد حمل أطناناً كثيرة لا يستطيع أن يصبر على المسابقة والإسراع، وبالأخص إذا عرفنا أن العمر قصير، وأن الأجل قريب، وأن في العمل تقصيراً، وأن الناقد بصير، فالإنسان إذا كان محملاً بالأوزار والأثقال لا يستطيع المسابقة، وهو لا يستطيع أن يحطها عنه إلا بمكفرات الذنوب، فيحتاج إلى المبادرة إلى التكفير، والحج مكفر كما قال الله تعالى: فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى[البقرة:203]، ومعنى (لا إثم عليه): أنه قد غفرت سيئاته، فخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه).