شبهات حول الدعوة


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين أجمعين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أحمد الله تعالى إليكم معاشر المسلمين! على هذه النعمة العظيمة التي ألف بها القلوب التي لم تؤلفها الدراهم ولا الدنانير، ولم تؤلفها المصالح الدنيوية، هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ[الأنفال:62-63]، هذه القلوب التي جاءت مقبلة إلى بارئها سليمة في هذا المسجد الكريم، وهذا المكان الذي هو أحب البقاع إلى الله تعالى، راغبة فيما عند الله، راجية قربه والزلفى إليه، نسأل الله تعالى أن يتقبل أعمالنا وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن ينفعنا بها يوم العرض عليه، يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ[الشعراء:88-89].

أقسام الناس في استماع الذكرى

إننا معاشر المسلمين! يجب أن نحدث عهداً بربنا كلما أمكن ذلك، وأن نجدد إيماننا كلما استطعنا، وأن نقتدي في ذلك بسلفنا الصالح الذين كانوا يحبون الذكرى، ووصف الله حالهم معها، وبين أن الناس في استماع الذكرى على ثلاثة أقسام:

القسم الأول: قوم لا يتحملون سماع الذكرى، ويفرون منها فرارهم من الأسد، وهؤلاء هم الكافرون الذين طمس الله قلوبهم وأفئدتهم وختم على أبصارهم، وفيهم يقول الله تعالى: فَمَا لَهمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ[المدثر:49-51].

والقسم الثاني: قوم يستطيعون سماع الذكرى بأسماعهم، ولكنها لا تصل إلى قلوبهم؛ فيسمعونها بآذانهم ولا تتوغل ولا تدخل إلى القلوب، وهؤلاء هم المنافقون الذين يقول الله تعالى فيهم: وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ[محمد:16].

القسم الثالث: قوم ينتفعون بالذكرى فيسمعونها بآذانهم فتصل منها إلى قلوبهم، وسميت الأذن أذناً؛ لأنها بمثابة المحقن الذي ينقل ما صب فيه إلى غيره، وهذا معنى "الأذن" في اللغة، ومنه قول الله تعالى: وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ[التوبة:61]، "فأذن" معناه: محقن ينقل إلى غيره، وهذه الأذن تنقل إلى القلب؛ فالقلب هو المستفيد، وهو الذي إذا صلح صلح الجسد كله؛ كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم. هؤلاء المؤمنون الذين ينتفعون بالذكرى الذين يقول الله تعالى فيهم: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ المُؤْمِنِينَ[الذاريات:55]، ويقول فيهم: وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا[الفرقان:73]، نسأل الله أن يجعلنا من المنتفعين بالذكرى.

الجلوس للذكرى وتعاهد الإيمان بها

إن تجديد الإيمان وتعاهده واجب؛ لأن الإيمان يخلق ويبلى في القلوب؛ كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو إسوتنا وقدوتنا- كان يطلب الذكرى من بعض أصحابه؛ فقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه ذات يوم فسأله أن يقرأ عليه القرآن، فقال: يا رسول الله! كيف أقرؤه عليك وعليك أنزل؟! قال: إني أحب أن أسمعه من غيري. يقول ابن مسعود : فقرأت سورة النساء حتى وصلت إلى قول الله تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا * يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا[النساء:41-42]، فقال: حسبك، فالتفت فإذا عيناه تهملان )، وكذلك ثبت عن أصحابه صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يجلسون للذكرى ويستمعون إلى من يقرأ ويذكرهم؛ فقد ثبت عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه كان يدعو أصحابه ويقول: (تعالوا بنا نؤمن ساعة).

فضل الجالسين في مجالس الخير

إن أمثال هذه الجلسات التي يزيد الله بها الإيمان ويحيي بها النفوس في القلوب هي أبغض جلسة إلى الشيطان؛ ولذلك كلما كان المرء من الجماعة أقرب كان من الشيطان أبعد، وكان إلى الله أقرب؛ فهذه الجلسات التي تزيد الإيمان هي التي أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن حال أهلها فيما أخرجه مسلم في الصحيح من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه )، وهم الذين وصف الرسول صلى الله عليه وسلم حالهم في الحديث الذي أخرجه أحمد في المسند و الحاكم في المستدرك وغيرهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن لله ملائكة سياحين في الأرض، طلبتهم حلق الذكر، فإذا وجدوهم حفوهم بأجنحتهم وتنادوا: أن هلموا إلى طلبتكم، فإذا ارتفعوا إلى ربهم سألهم - وهو أعلم - فيقول: ماذا يقول عبادي؟ فيقولون: يحمدونك ويكبرونك ويهللونك، فيقول: وماذا يسألونني؟ فيقولون: يسألونك الجنة، فيقول: هل رأوها؟ فيقولون: لا، فيقول: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: وعزتك وجلالك لو رأوها لكانوا لها أحب، وعليها أشد حرصاً، فيقول: وبماذا يستعيذون مني؟ فيقولون: يستعيذونك من النار، فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا، فيقول: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: وعزتك وجلالك لو رأواها لكانوا منها أشد خوفاً، فيقول: أشهدكم أني قد غفرت لهم، فيقولون: يا رب! فيهم فلان وليس منهم، إنما جاء لحاجته؛ فيقول: هم الرهط.. )، أو: ( هم القوم لا يشقى بهم جليس )، فيغفر لجلسائهم بمجرد وجودهم معهم؛ تكرمة لهم وتقديراً لحالهم ولنياتهم ولاجتماعهم.

إن أمثال هذه الاجتماعات تحفها الملائكة بأجنحتها، وتكتب المسارعين إليها والسابقين إليها، وبها نصرة دين الله تعالى وإعلاء كلمته، وبها إظهار شعائر دينه وشرائعه.

وبها تتم الزلفى إلى الله تعالى والتقرب إليه بتذكير بعض الناس لبعض، والانتفاع بحال بعضهم بمجرد رؤيته ولو لم يسمع كلامه، فإن كثيراً من الناس كهيئة بعض المشايخ مجرد هيئتهم دعوة إلى الله تعالى ولو لم يتكلموا؛ لأن سمتهم وهديهم ودلهم والتزامهم بالصف الأول في المسجد وإظهارهم لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوههم وأمورهم كل ذلك دعوة إلى الله تعالى ولو لم يتكلموا به.

وكذلك فإن هذه الاجتماعات تغيظ الشيطان وتغيظ الكفار أعداء الله من جهة توحيدها لقلوب المسلمين وقيامهم كالبنيان المرصوف في الصف الواحد بين يدي بارئهم سبحانه وتعالى، قد زالت الضغائن منهم وتألفت القلوب، ولم تعد الأجسام يقشعر بعضها من بعض؛ فقد حصل التآلف وتحققت الأخوة؛ فيقوم في الصف الواحد الكبير والصغير، والصحيح والمريض، والغني والفقير، كلهم يرغبون رغبة واحدة ويرهبون رهبة واحدة؛ فبذلك تشترك آمالهم وآلامهم وتتألف قلوبهم.

إننا معاشر المسلمين! يجب أن نحدث عهداً بربنا كلما أمكن ذلك، وأن نجدد إيماننا كلما استطعنا، وأن نقتدي في ذلك بسلفنا الصالح الذين كانوا يحبون الذكرى، ووصف الله حالهم معها، وبين أن الناس في استماع الذكرى على ثلاثة أقسام:

القسم الأول: قوم لا يتحملون سماع الذكرى، ويفرون منها فرارهم من الأسد، وهؤلاء هم الكافرون الذين طمس الله قلوبهم وأفئدتهم وختم على أبصارهم، وفيهم يقول الله تعالى: فَمَا لَهمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ[المدثر:49-51].

والقسم الثاني: قوم يستطيعون سماع الذكرى بأسماعهم، ولكنها لا تصل إلى قلوبهم؛ فيسمعونها بآذانهم ولا تتوغل ولا تدخل إلى القلوب، وهؤلاء هم المنافقون الذين يقول الله تعالى فيهم: وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ[محمد:16].

القسم الثالث: قوم ينتفعون بالذكرى فيسمعونها بآذانهم فتصل منها إلى قلوبهم، وسميت الأذن أذناً؛ لأنها بمثابة المحقن الذي ينقل ما صب فيه إلى غيره، وهذا معنى "الأذن" في اللغة، ومنه قول الله تعالى: وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ[التوبة:61]، "فأذن" معناه: محقن ينقل إلى غيره، وهذه الأذن تنقل إلى القلب؛ فالقلب هو المستفيد، وهو الذي إذا صلح صلح الجسد كله؛ كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم. هؤلاء المؤمنون الذين ينتفعون بالذكرى الذين يقول الله تعالى فيهم: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ المُؤْمِنِينَ[الذاريات:55]، ويقول فيهم: وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا[الفرقان:73]، نسأل الله أن يجعلنا من المنتفعين بالذكرى.

إن تجديد الإيمان وتعاهده واجب؛ لأن الإيمان يخلق ويبلى في القلوب؛ كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو إسوتنا وقدوتنا- كان يطلب الذكرى من بعض أصحابه؛ فقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه ذات يوم فسأله أن يقرأ عليه القرآن، فقال: يا رسول الله! كيف أقرؤه عليك وعليك أنزل؟! قال: إني أحب أن أسمعه من غيري. يقول ابن مسعود : فقرأت سورة النساء حتى وصلت إلى قول الله تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا * يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا[النساء:41-42]، فقال: حسبك، فالتفت فإذا عيناه تهملان )، وكذلك ثبت عن أصحابه صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يجلسون للذكرى ويستمعون إلى من يقرأ ويذكرهم؛ فقد ثبت عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه كان يدعو أصحابه ويقول: (تعالوا بنا نؤمن ساعة).

إن أمثال هذه الجلسات التي يزيد الله بها الإيمان ويحيي بها النفوس في القلوب هي أبغض جلسة إلى الشيطان؛ ولذلك كلما كان المرء من الجماعة أقرب كان من الشيطان أبعد، وكان إلى الله أقرب؛ فهذه الجلسات التي تزيد الإيمان هي التي أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن حال أهلها فيما أخرجه مسلم في الصحيح من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه )، وهم الذين وصف الرسول صلى الله عليه وسلم حالهم في الحديث الذي أخرجه أحمد في المسند و الحاكم في المستدرك وغيرهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن لله ملائكة سياحين في الأرض، طلبتهم حلق الذكر، فإذا وجدوهم حفوهم بأجنحتهم وتنادوا: أن هلموا إلى طلبتكم، فإذا ارتفعوا إلى ربهم سألهم - وهو أعلم - فيقول: ماذا يقول عبادي؟ فيقولون: يحمدونك ويكبرونك ويهللونك، فيقول: وماذا يسألونني؟ فيقولون: يسألونك الجنة، فيقول: هل رأوها؟ فيقولون: لا، فيقول: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: وعزتك وجلالك لو رأوها لكانوا لها أحب، وعليها أشد حرصاً، فيقول: وبماذا يستعيذون مني؟ فيقولون: يستعيذونك من النار، فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا، فيقول: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: وعزتك وجلالك لو رأواها لكانوا منها أشد خوفاً، فيقول: أشهدكم أني قد غفرت لهم، فيقولون: يا رب! فيهم فلان وليس منهم، إنما جاء لحاجته؛ فيقول: هم الرهط.. )، أو: ( هم القوم لا يشقى بهم جليس )، فيغفر لجلسائهم بمجرد وجودهم معهم؛ تكرمة لهم وتقديراً لحالهم ولنياتهم ولاجتماعهم.

إن أمثال هذه الاجتماعات تحفها الملائكة بأجنحتها، وتكتب المسارعين إليها والسابقين إليها، وبها نصرة دين الله تعالى وإعلاء كلمته، وبها إظهار شعائر دينه وشرائعه.

وبها تتم الزلفى إلى الله تعالى والتقرب إليه بتذكير بعض الناس لبعض، والانتفاع بحال بعضهم بمجرد رؤيته ولو لم يسمع كلامه، فإن كثيراً من الناس كهيئة بعض المشايخ مجرد هيئتهم دعوة إلى الله تعالى ولو لم يتكلموا؛ لأن سمتهم وهديهم ودلهم والتزامهم بالصف الأول في المسجد وإظهارهم لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوههم وأمورهم كل ذلك دعوة إلى الله تعالى ولو لم يتكلموا به.

وكذلك فإن هذه الاجتماعات تغيظ الشيطان وتغيظ الكفار أعداء الله من جهة توحيدها لقلوب المسلمين وقيامهم كالبنيان المرصوف في الصف الواحد بين يدي بارئهم سبحانه وتعالى، قد زالت الضغائن منهم وتألفت القلوب، ولم تعد الأجسام يقشعر بعضها من بعض؛ فقد حصل التآلف وتحققت الأخوة؛ فيقوم في الصف الواحد الكبير والصغير، والصحيح والمريض، والغني والفقير، كلهم يرغبون رغبة واحدة ويرهبون رهبة واحدة؛ فبذلك تشترك آمالهم وآلامهم وتتألف قلوبهم.