خطب ومحاضرات
عشرون كلمة عتاب للرجل والمرأة
الحلقة مفرغة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عنوان هذه الكلمة المختصرة "عشرون كلمة عتاب للمرأة" وحديثي موجهٌ إلى الأخت المسلمة بالذات.
أيها الأحبة.. أيها الأخوات الكريمات! إننا جميعاً يجب أن نكون أول المدافعين عن قضايا المرأة من منطلق الإسلام والرسالة التي بعث بها محمد صلى الله عليه وسلم فجاءت لإقامة العدل والقسط بين الناس.. وليس في مجتمع الإسلام فصام بين الرجل والمرأة، فإرضاء الرجل لا يعني إسخاط المرأة، وإرضاء المرأة لا يعني إسخاط الرجل، ولا يجوز أن نجعل منهما طرفين متناقضين، بل هما يسيران جنباً إلى جنب على سنن الوفاق والوئام والانسجام.
وثمة رسائل كثيرة واتصالات متعددة تأتيني من بعض الإخوة من الرجال، ويزعمون ويقولون: إنني قد أعطيت المرأة حقها، ولكنني بخست الرجال، ولم أتحدث عن حقوقهم!
نعم! يقول لي أحد الإخوة: لقد تكلمت في محاضرة طويلة بعنوان
أقول للأخوات الكريمات: إن الحديث الذي سوف أسوقه الآن هو حديث يجري على ألسنة الرجال، وما أنا فيه إلا ناقلٌ ومعبر عما يقولون ويتحدثون، وقد يكونون مصيبين أو مخطئين، والحديثُ إذا كان نصحاً للمرأة فهو إنصاف لها أيضاً قبل أن يكون إنصافاً للرجل، ولنا مع الرجال أيضاً حديث خاص فسيكون حديثي في الليلة القادمة إن شاء الله تعالى هو مع الإخوة الرجال، أما اليوم، فهذه عشرون كلمة عتاب تحدث بها إليَّ جمعٍ من الإخوة، ولا أكتم سراً إذا قلت لكم: إنني أنظر بعيني فأرى عدداً منهم بين يدي الآن حاضرين ينتظرون هذا الحديث، هم يوجهون أسئلة وانتقادات لبعض أهليهم، وما أنا إلا ناقل ومعبر.
الاهتمام بالمنزل
إن هذا المنظر التي تقع عليه عيني يعطي انطباعاً بالإهمال، وعدم العناية بالمنـزل، وعدم ترتيب الأثاث، أو تنظيف المداخل والأفنية والصالات وغيرها.
الاهتمام بالطعام
إن الإنسان بطبيعته يحب التغيير والتنويع والتجديد، حتى ولو في طريقة تقديم الطعام، أو في الأواني التي يقدم فيها، أو في أي شئ أخر يضاف إليه أو يغير، أو يبدل؛ فيشعر الزوج بأن ثمة تجديداً فيما يقدم له.
الاهتمام بالطفل
إنني أحب أن أرى أطفالي وكأنهم زهرات تنضح بالروائح الطيبة، فإذا رآهم أبوهم سر لذلك، وإذا قدمهم للآخرين قدمهم بكل فخرٍ واعتزاز.
إنني أخجل حينما يرى أصدقائي أطفالي، فيرون فيهم تلك المظاهر التي لا يسرني أن أراها في أطفال الآخرين، وإذا كان ذلك كذلك بالنسبة لملابس الطفل أو شعره أو حذائه أو جسده، فكيف ما يتعلق بتربية الطفل، الكلمات التي يطلقها في لسانه؟!
إن طفلي لا يجيد قراءة القرآن الكريم، ولا حتى قصار السور لا يستطيع أن يقولها، ولا يحفظ شيئاً من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف بعض القصائد والأبيات والأناشيد الإسلامية، ولا يحسن كيف يرد على من يتحدثون معه رداً حسناً جميلاً، لا يعرف كلمة جزاك الله خيراً، ولا يعرف كلمة أحسنت، ولا يعرف كلمة شَكَرَ الله لك، ولا يعرف الرد وإذا سئل كيف أنت؟ كيف حالك؟ عساك بخير؟ كيف أهلك؟ ما اسمك؟ ما اسم عائلتك؟ أين تدرس؟ ماذا تعمل؟ إنه لا يجيد راداً على ذلك كله، وإنما يردد كلماتٍ سوقية وألفاظٍ مبتذلة حفظها من أولاد الجيران، أو من أولاد الشارع.
وإذا كان هذا طفلي وهو في هذا السن، فإذا كبر فمن سوف يعلمه؟ من سوف يحل واجباته؟ من سوف يربيه؟ من سوف يؤدبه؟ من سوف يحمله على الصلاة، وعلى الصيام، وعلى طاعة الله، وينهاه عن معصية الله تعالى؟
الاهتمام بزينتها وملابسها
قد يكون هذا الأخ مبالغاً أو مسرفاً أو مفرطاً، ولكنني أنقل ما يقوله هذا الأخ لتسمعه النساء حتى يعرفن ما هي الثغرات التي يأتي منها الرجال.
الهاتف ومشاكله
وما يدري المرأة أن تكون أولئك النساء قد كذبن عليها، وبالغن من باب التظاهر والمجاملة وادعاء أنهن سعيدات في حياتهن الزوجية، كما فعلت هي حينما حازت هذه النبرة، وقالت لهن هي الأخرى: وأنا زوجي ما قصر معي، جزاه الله خيراً! أعطاني كذا، وأتاني بكذا، ومنحني كذا، وذهب بي إلى كذا، ووعدني بكذا، وهذا كله كذب تقوله لهن، فإذا جاء الزوج انفجرت في وجهه، وقالت له: بنات الناس حصل لهن كيت وكيت، وأنت ما رأيت منك خيراً قط.
فيقول هذا الأخ: لقد أزعجني هذا الهاتف، وضايقني وسبب لي حرجاً شديداً.
ثم يقول: أحياناً أدخل البيت، وزوجتي تمسك بالسماعة، وجلستها تدل على أنها سوف تطيل المكالمة، فإذا رأتني اختزلت الكلام وغمغمت وأتت بعبارات مجملة، ثم وضعت سماعة الهاتف، وهذا جعلني أشك في الأمر ربما تكون مكالماتٍ أو اتصالات تعلم الزوجة أنها لا ترضيني أو أنها أشياء مذمومة؛ ولذلك وجدت أنها شعرت بالإحراج حينما اكتشفتها وهي تتكلم في الهاتف.
وهذا يؤكد على المرأة أن تقتصد في مكالماتها وتبتعد عما حرم الله عز وجل، وإذا دخل زوجها وهي في مكالمة، فعليها أن تكون طبيعية لئلا يظن الزوج أن تلك المكالمة قد تكون معاكسة مثلاً، أو اتصالاً برجلٍ آخر أو خيانة له، وما سبب هذا الظن والوسواس من الشيطان إلا أنها أنهت المكالمة بطريقة غير طبيعية.
الزوج الموظف
تقليل الطلبات
إنني حين أعتذر عن بعض حاجتها، أو آتي يوماً من الأيام دون أن أحضر لها هدية، أو أعتذر عن بعض الطلبات، إنني أشعر أن الحياة قد تحولت إلى قلقٍ لا يستقر، وتوترٍ لا يهدأ، فالنفس قد أعرضت عني، ووجهها شاحب، وكلماتها مقتضبة، وأحاديثها مختصرة، حتى حاجاتي المنـزلية أجد فيها أحياناً نوعاً من التقصير.
مشاركة الرجل في همومه واهتمامته
إن من المطلوب جداً أن يكون هناك قدرٌ من المشاركة بين الزوجين في الهموم والمشاكل المشتركة، فعلى المرأة أن تحرص على أن تتحدث مع الرجل -أيضاً- في همومه، كما أن على الرجل أن يعمل على مشاركة المرأة في همومها.
ترك التحايل في تحقيق الطلبات
وإذا لم يُجد هذا كله؛ تحول الأمر إلى بكاء ودموع وهموم وأحزان، فإذا لم يستجب فإن الحياة حينئذٍ تتحول إلى روتين بارد، لا حديث أو ابتسامات أو تبادل مشاعر أو ود، إنما هي حياة روتينية: عشاء، غداء، نوم، استيقاظ، دخول، خروج، والسبب هو أنك لم تُلبِّ هذا المطلب.
قد يكون الأخ مبالغاً فيما قال، ولكني أحدث الأخوات، وأقول لهن: أنا حين أنقل لكن هذا الحديث، لا أنقله ليسمعه الرجال، كلا! ولكني أنقله وقد تحدث فيه الرجال، حتى تسمعه الأخوات ويعرفن كيف يمكن معاملة الزوج، وكيف يمكن القضاء على مشكلاته، وكيف يمكن التسلل إلى قلبه وإسعاده والحصول على ما يمكن الحصول عليه منه.
احترام أهله وعشيرته
ويقول: يوم من الأيام قُدِّر لي أن أرفع سماعة الهاتف، فوجدتها تتحدث مع صديقة لها أو مع قريبة لها، وهي تتحدث عن أهلي، وعن أخلاقياتهم، وعن معاملاتهم، وعن مشكلاتهم، وتنسب إليهم أشياء كثيرة ليست صحيحة، وبعضها حتى لو كان صحيحاً؛ فليس يكن معقولاً أن يكون مجالاً للحديث بين زوجتي وبين امرأة أخرى أجنبية، يقول ذلك الأخ: أين إعانتي على بري بأبوي وعلى صلتي بأقاربي وذوي رحمي؟ إن هذا ما كنت أرجوه من زوجتي، وأنا أريد أن تنجب لي بإذن الله تعالى أولاداً صالحين يكونون بارين بأمهاتهم، واصلين بأرحامهم.
تقليل العتاب
خذي العفو مني تستديمي مودتي ولا تنطقي في ثورتي حين أغضب |
ولا تضربيني ضربك الدف مرة فيجفوك قلبي والقلوب تقلب |
فإني رأيت الحب في القلب والأذى إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب< |
عدم ذكر عيوب الزوج وترك معايرته بزملائه
الاهتمام به وبعودته
تقليل الخروج من المنزل
إسماع الرجل كلمات الشكر والثناء
إنني أنتظر "جزاك الله خيراً"، أو أنتظر: "شكر الله لك"، أو أنتظر: "خلف الله عليك"، أو "كثر الله خيرك"، أو ما أشبه ذلك من العبارات أو الكلمات الطيبة.. أنتظرها كثيراً فلا تأتي، ثم قلت لذلك الأخ: لماذا لا تعلمها قال: إنني أشعر أنه لا قيمة لكلمة أنا أمليها عليها، وأنا ألقيها على لسانها أو في فمها، أريدها أن تخرج منها، من قلبها، من شعورها، وألاَّ تكون من عندي أنا.
الوفاء وذكر المحاسن
كتمان الأسرار العائلية
إن المنـزل يتسع لهذه المشكلات، وكان بالإمكان أن نتدارسها فيما بيننا، وتظل سراً يموت معنا لا يعلم به أحدٌ غيرنا، وهي أيضاً لا ترضى أن أحدث الآخرين بمثل هذه القضايا، فهو يشكو من تسرب مثل هذه الأمور إلى خارج المنـزل.
تقليل المعاذير ومراعاة مشاكل الرجل
الاهتمام بمواعيد الرجل
الاهتمام بملابس الرجل وإعداد حقيبة سفره
إعانة الرجل في أمور دينه
اغتنم ركعتين زلفى إلى الله إذا كنت فارغاً مستريحاً |
وإذا ما هممت القول بالبا طل فاجعل مكانه تسبيحا |
أولاً: يقول أحدهم: لماذا البيت غير منظم؟ والملابس ملقاة فيه كيفما اتفق؟ والمناديل موزعة على أرجاء المنـزل؟ وصناديق القمامة ممتلئة؟ والأواني المنـزلية متفرقة؟ وملابس الأطفال أجدها هنا وهناك؟ يقول: أين دور المرأة في تصفيف هذه الأشياء وتنظيمها، والعناية بالمنـزل ونظافته؛ حتى إذا دخل إليهم إنسان انشرح صدره؟
إن هذا المنظر التي تقع عليه عيني يعطي انطباعاً بالإهمال، وعدم العناية بالمنـزل، وعدم ترتيب الأثاث، أو تنظيف المداخل والأفنية والصالات وغيرها.
ثانياً: وآخر يقول في كلمة أخرى: لماذا الطعام يُقدَّم لي مرة وهو بارد، ومرة أخرى أجلس ساعة أو أكثر وأنا في انتظار نضجه؟ ولماذا يكون الطعام نوعاً واحداً لا يتغير ليس فيه تغييرٌ ولا تجديد، مع أن البيت ممتلئ -بحمد الله- بألوان الأطعمة والمأكولات والأشربة والخيرات التي امتن الله تعالى بها علينا؟
إن الإنسان بطبيعته يحب التغيير والتنويع والتجديد، حتى ولو في طريقة تقديم الطعام، أو في الأواني التي يقدم فيها، أو في أي شئ أخر يضاف إليه أو يغير، أو يبدل؛ فيشعر الزوج بأن ثمة تجديداً فيما يقدم له.
ثالثٌ يقول: الأطفال وما أدراك ما الأطفال! لماذا أفاجأ دائماً بأن ملابس الأطفال غير نظيفة، ووجوههم متسخة، وشعورهم شعثة، وليس هناك روائح طيبة تنبعث منهم؟
إنني أحب أن أرى أطفالي وكأنهم زهرات تنضح بالروائح الطيبة، فإذا رآهم أبوهم سر لذلك، وإذا قدمهم للآخرين قدمهم بكل فخرٍ واعتزاز.
إنني أخجل حينما يرى أصدقائي أطفالي، فيرون فيهم تلك المظاهر التي لا يسرني أن أراها في أطفال الآخرين، وإذا كان ذلك كذلك بالنسبة لملابس الطفل أو شعره أو حذائه أو جسده، فكيف ما يتعلق بتربية الطفل، الكلمات التي يطلقها في لسانه؟!
إن طفلي لا يجيد قراءة القرآن الكريم، ولا حتى قصار السور لا يستطيع أن يقولها، ولا يحفظ شيئاً من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف بعض القصائد والأبيات والأناشيد الإسلامية، ولا يحسن كيف يرد على من يتحدثون معه رداً حسناً جميلاً، لا يعرف كلمة جزاك الله خيراً، ولا يعرف كلمة أحسنت، ولا يعرف كلمة شَكَرَ الله لك، ولا يعرف الرد وإذا سئل كيف أنت؟ كيف حالك؟ عساك بخير؟ كيف أهلك؟ ما اسمك؟ ما اسم عائلتك؟ أين تدرس؟ ماذا تعمل؟ إنه لا يجيد راداً على ذلك كله، وإنما يردد كلماتٍ سوقية وألفاظٍ مبتذلة حفظها من أولاد الجيران، أو من أولاد الشارع.
وإذا كان هذا طفلي وهو في هذا السن، فإذا كبر فمن سوف يعلمه؟ من سوف يحل واجباته؟ من سوف يربيه؟ من سوف يؤدبه؟ من سوف يحمله على الصلاة، وعلى الصيام، وعلى طاعة الله، وينهاه عن معصية الله تعالى؟
أما أخي الرابع: فإنه يقول: إنني أدخل على زوجتي فأجدها هي هي، الملابس قد حفظتها، وحفظت أشكالها وتقاسيمها وألوانها وخطوطها، ليس هناك تغيير لهذه الملابس، ولا عناية بها بحالٍ من الأحوال، بل إنني أجد أن الملابس الكثيرة التي اشتريتها بأغلى الأثمان لا أراها إلا إذا كان الأمر استعداداً لزواج، أو حضور مناسبة، أو ذهاب إلى أهل، فإنه يقول: إن هذه الملابس لا أراها إلا في تلك المناسبات، وأنا أعتقد -ولا يزال الحديث له- أنني أحق الناس بالتمتع بهذه الملابس ورؤيتها على زوجتي، والعبد المؤمن العفيف يُحب أن يرى هذه الأشياء؛ ليستعف بها عما حرم الله، فإنه يرى كثراً من النساء في الأسواق والمناسبات، بل وربما في المساجد أحياناً! وقد لبسن أبهى ملابسهن وزينتهن، وربما كانت روائح العطور تفوح، فيقول: يؤسفني جداً أن أدخل إلى بيتي فلا أجد ذلك كله ولا شيئاً منه، مع أنني ما قصرت، اشتريت الملابس، والعطور، والأطياب وغيَّرت، وذهبت بزوجتي وجعلتها تختار على عينها، وبذلت لذلك أموالاً كثيرة ثم وجدت أن الملابس التي أراها على زوجتي، هي في الغالب ملابس غير ملفتة للنظر، بل إنني أشعر بكثيرٍ من الحرقة والإحباط واليأس إذا رأيتها، إنها قد تكون ملابس استعارتها من جدتها، أما الملابس الجميلة فلا أراها إلا إذا كنا على موعد للذهاب إلى صديق، أو حضور مناسبة، أو ما أشبه ذلك.
قد يكون هذا الأخ مبالغاً أو مسرفاً أو مفرطاً، ولكنني أنقل ما يقوله هذا الأخ لتسمعه النساء حتى يعرفن ما هي الثغرات التي يأتي منها الرجال.
استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
أحاديث موضوعة متداولة | 5155 استماع |
حديث الهجرة | 5026 استماع |
تلك الرسل | 4157 استماع |
الصومال الجريح | 4148 استماع |
مصير المترفين | 4126 استماع |
تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة | 4054 استماع |
وقفات مع سورة ق | 3979 استماع |
مقياس الربح والخسارة | 3932 استماع |
نظرة في مستقبل الدعوة الإسلامية | 3874 استماع |
العالم الشرعي بين الواقع والمثال | 3836 استماع |