أنصفوا المرأة


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه، وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد: فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛

عنوان هذا الدرس" أنصفوا المرأة "

وهو الدرس السابع والسبعون من هذه الدروس العلمية العامة، في هذه الليلة: ليلة الإثنين الخامس عشر من شهر جمادى الأولى من سنة 1413هـ.

وعندي لك أيها الأخ الحبيب سبعة عناوين:

أولها: يناديك ويقول لك لا تكن أنانياً، فالمؤمن الحق منصف بطبعه، جعل من نفسه رقيباً على نفسه، وتبرأ من وصمة الأنانية والذاتية وحب الأثرة، فأصبح قلبه يسع هموم الآخرين، وأصبح قاضياً وحاكماً بنفسه على نفسه.

إن من الأمراض المتفشية بيننا اليوم أن كل فئة أصبحت تحتجر الخير لذاتها، وتدافع عن نفسها حتى ولو على حساب الآخرين، وأصبحنا نستنكف ممن يدلنا على عيوبنا.

حال الرجال والنساء

أحبتي: لقد جالست رجالاً كثيراً، فوجدت حديثهم ومسلماتهم التي لا تقبل الجدل: الكلام عن عيوب النساء، وظلمهن وتسلطهن، حتى كأن هذا الأمر أمر مفروغ منه، لا يكاد يشرع الحديث فيه بين الرجال حتى تتوالى التعليقات والإضافات والأحاديث من هنا وهناك، وكل يشتكي ويتذمر من واقعه.

كل من لاقيت يشكو دهره      ليت شعري هذه الدنيا لمن

ثم استمعت إلى حديث بعض النسوة، وقرأت أوراقاً ورسائل وشكاوى، فوجدت أن المرأة هي الأخرى تشارك الرجل في الطبيعة ذاتها والصفة نفسها، فما تكاد تجتمع فئة من النساء إلا وكان حديثهن: عن الرجال وظلمهم، واستبدادهم وإصرارهم على أخطائهم، وما أشبه ذلك.

إن هذا وذاك لا يليق بالمؤمن الحق، الذي جعل مقياسه شريعة الله عز وجل.

الكل يطالب بحقوقه

إن الداعية اليوم أو الخطيب إذا تحدث عن حقوق الأبناء والبنات أغضب الآباء والأمهات، فقالوا: فتحت عيون أولادنا عن أمور كانوا عنها غافلين، فإن تكلم عن حقوق الآباء على الأبناء، قال له الأبناء: ليس آباؤنا بحاجة إلى من يزيدهم ضغطاً علينا وحجراً على حقوقنا، وإن تكلم عن حقوق الأزواج (الرجال) اضطربت الزوجات وقلن: أنتم لا تتكلمون إلا عن حقوق الزوج، وكأن المرأة عندكم مهدرة الحقوق، مهضومة الجانب، أما إن تكلم عن حقوق الزوجات والأمهات والبنات؛ فإن بعض الأنوف ترم، ويقول قائلهم: المرأة طول عمرها قانعة بما هي فيه، حتى أتيتم أنتم ففتحتم لها الأبواب وهيأتم لها الأسباب، وأغريتموها بالمطالبة والمغالبة.

وإن تكلم المتحدث اليوم عن حقوق المدرسين غضب الطلاب وأرغوا وأزبدوا، وإن تكلم عن حقوق الطلاب غضب المدرسون ومالوا وقالوا، وإن تكلم عن حقوق هؤلاء جميعاً غضب الإداريون، وقالوا: قلت وفعلت، وإن تكلم عن حقوق الرعية غضب الراعي، وإن تكلم عن هؤلاء غضب أولئك، ولهذا يميل الكثيرون اليوم إلى ترك الحديث عن الموضوعات الساخنة والموضوعات الحية إيثاراً للسلامة والعافية في أنفسهم وفي أعراضهم وفيما يقولون، ويتركون الجرح غضاً طرياً نازفاً ينزف بالدماء، ولو كانوا يتحسرون في دخيلة نفوسهم على هذا، ولكنهم لا يملكون الجرأة والشجاعة إلى أن يجاهروا بإنكار العيوب والدعوة إلى إصلاحها.

الناس بطبيعتهم يحبون الثناء

إن الناطق عن شريعة الله عز وجل -أيها الأحبة وأيتها الأخوات الكريمات- يقول ما يجب شرعاً أن يقال، وليس ما يحب الناس أن يقال، وبين ما يجب وما يحب الناس فرق، فقد يحب الناس أن تدغدغ مشاعرهم بطيب القول، وأن يثنى عليهم بجميل الثناء، ولو لم يكن الأمر كذلك، وقد يكون الحق أحياناً مراً، وفي صحيح ابن حبان: {قل الحق ولو كان مراً} وهذا الحديث وإن كان فيه ضعف إلا أن معناه صحيح، وليس المهم أن يرضي الإنسان طرفاً ليسخط آخر، المهم أن يرضي الله تعالى، ويقول ما يعتقد أنه حق، ولو سخط عليه في ذلك من سخط.

الله يأمر بالقسط

أين نحن من هدي القرآن الكريم؟! قال الله تعالى في سورة المائدة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المائدة:8] فأمرنا الله تعالى أن نقوم له سبحانه بالحق والعدل والقسط، وأن نشهد بذلك على القريب والبعيد، وعلى العدو والصديق، وألا تحملنا العاطفة، حباً أو بغضاً، عداوة أو صداقة، على أن نجور أو نظلم، بل واجب علينا أن نعدل، فالعدل اقرب للتقوى، وفي سورة النساء: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً [النساء:135] فَتَحصَّل من مجموع هاتين الآيتين الكريمتين ما يلي:

أولاً: وجوب القيام بالقسط، وهو العدل لله تعالى، لا لأجل غرض آخر، فنحن مثلاً لا نقوم بالقسط والعدل؛ لأنه في مصلحتنا كما هو شأن المنافقين وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ [النور:48-49] لا، لأنه الحق؛ ولكن لأنه في مصلحتهم، يحقق لهم أرباً دنيوياً، كلا! بل يجب أن نقوم بالقسط وهو العدل، نقوم بذلك لله تعالى لا لغيره.

ثانياً: أن من الواجب علينا أن نقوم بحقوق الله تعالى، أن نقوم لله تعالى بعبادته وطاعته أيضاً، نقوم بهذا العمل ابتغاء مرضاته، لا رياء ولا سمعة، وفي حديث عبادة بن الصامت وهو في الصحيحين {أن النبي صلى الله عليه وسلم بايعهم وكان مما أخذ عليهم: وأن نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم} فالحق يقال به، ولابد أن يعلن مهما كان الأمر.

المدافع عن المرأة هو مدافع عن الرجل

أيها الأحبة... إن المدافع عن حقوق المرأة هو مدافع عن حقوق الرجل أيضاً، فالمرأة أمك وزوجك وأختك وبنتك، وإذا كنت اليوم تكلمت عن المرأة وحقوقها، فإنني لم أقصد من وراء ذلك إلى إزعاجك، ولا إلى أن أخسرك كما عبر أحد الإخوة: إن تكلمت عن هؤلاء خسرت أولئك لا، لا أريد أن أخسرك -أيها الرجل- فأنت بعد الله تعالى سندي وعضدي وصاحبي، وطالما تحدثت وتحدث غيري من الإخوة من طلبة العلم والدعاة عن حقوقك، وما يجب لك تجاه ولدك، وتجاه زوجتك، وتجاه الآخرين، وقد أمسك بزمام المبادرة أحد الإخوة الأكارم الفضلاء، الذين كتبوا إليّ حول هذا الموضوع، واقترح عليَّ موضوعاً قادماً عنوانه " أنصفي الرجل " فهو خطاب للمرأة: أن أنصفي الرجل: أباً، وابناً، وأخاً، وزوجاً، وسيكون هذا بإذن الله تعالى، وعلى كل حال فإذا كنت أقول لكم اليوم: أنصفوا المرأة، فلا تظنوا أنني سأقول للمرأة: نامي قريرة العين ريثما يفرغ الزوج من إعداد وجبة الطعام، فقد عتب بعض الإخوة على من يروون ذلك الحديث الذي كان فيه: {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله، حتى إذا أذن المؤذن خرج للصلاة} وهو في صحيح البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها. وقالوا: لابد من بيان هذا الحديث وإيضاحه، فعلى كل حال لن أقول هذا الكلام الآن، وإنما سوف أقول ما تسمعه بعد قليل.

أحبتي: لقد جالست رجالاً كثيراً، فوجدت حديثهم ومسلماتهم التي لا تقبل الجدل: الكلام عن عيوب النساء، وظلمهن وتسلطهن، حتى كأن هذا الأمر أمر مفروغ منه، لا يكاد يشرع الحديث فيه بين الرجال حتى تتوالى التعليقات والإضافات والأحاديث من هنا وهناك، وكل يشتكي ويتذمر من واقعه.

كل من لاقيت يشكو دهره      ليت شعري هذه الدنيا لمن

ثم استمعت إلى حديث بعض النسوة، وقرأت أوراقاً ورسائل وشكاوى، فوجدت أن المرأة هي الأخرى تشارك الرجل في الطبيعة ذاتها والصفة نفسها، فما تكاد تجتمع فئة من النساء إلا وكان حديثهن: عن الرجال وظلمهم، واستبدادهم وإصرارهم على أخطائهم، وما أشبه ذلك.

إن هذا وذاك لا يليق بالمؤمن الحق، الذي جعل مقياسه شريعة الله عز وجل.

إن الداعية اليوم أو الخطيب إذا تحدث عن حقوق الأبناء والبنات أغضب الآباء والأمهات، فقالوا: فتحت عيون أولادنا عن أمور كانوا عنها غافلين، فإن تكلم عن حقوق الآباء على الأبناء، قال له الأبناء: ليس آباؤنا بحاجة إلى من يزيدهم ضغطاً علينا وحجراً على حقوقنا، وإن تكلم عن حقوق الأزواج (الرجال) اضطربت الزوجات وقلن: أنتم لا تتكلمون إلا عن حقوق الزوج، وكأن المرأة عندكم مهدرة الحقوق، مهضومة الجانب، أما إن تكلم عن حقوق الزوجات والأمهات والبنات؛ فإن بعض الأنوف ترم، ويقول قائلهم: المرأة طول عمرها قانعة بما هي فيه، حتى أتيتم أنتم ففتحتم لها الأبواب وهيأتم لها الأسباب، وأغريتموها بالمطالبة والمغالبة.

وإن تكلم المتحدث اليوم عن حقوق المدرسين غضب الطلاب وأرغوا وأزبدوا، وإن تكلم عن حقوق الطلاب غضب المدرسون ومالوا وقالوا، وإن تكلم عن حقوق هؤلاء جميعاً غضب الإداريون، وقالوا: قلت وفعلت، وإن تكلم عن حقوق الرعية غضب الراعي، وإن تكلم عن هؤلاء غضب أولئك، ولهذا يميل الكثيرون اليوم إلى ترك الحديث عن الموضوعات الساخنة والموضوعات الحية إيثاراً للسلامة والعافية في أنفسهم وفي أعراضهم وفيما يقولون، ويتركون الجرح غضاً طرياً نازفاً ينزف بالدماء، ولو كانوا يتحسرون في دخيلة نفوسهم على هذا، ولكنهم لا يملكون الجرأة والشجاعة إلى أن يجاهروا بإنكار العيوب والدعوة إلى إصلاحها.

إن الناطق عن شريعة الله عز وجل -أيها الأحبة وأيتها الأخوات الكريمات- يقول ما يجب شرعاً أن يقال، وليس ما يحب الناس أن يقال، وبين ما يجب وما يحب الناس فرق، فقد يحب الناس أن تدغدغ مشاعرهم بطيب القول، وأن يثنى عليهم بجميل الثناء، ولو لم يكن الأمر كذلك، وقد يكون الحق أحياناً مراً، وفي صحيح ابن حبان: {قل الحق ولو كان مراً} وهذا الحديث وإن كان فيه ضعف إلا أن معناه صحيح، وليس المهم أن يرضي الإنسان طرفاً ليسخط آخر، المهم أن يرضي الله تعالى، ويقول ما يعتقد أنه حق، ولو سخط عليه في ذلك من سخط.

أين نحن من هدي القرآن الكريم؟! قال الله تعالى في سورة المائدة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المائدة:8] فأمرنا الله تعالى أن نقوم له سبحانه بالحق والعدل والقسط، وأن نشهد بذلك على القريب والبعيد، وعلى العدو والصديق، وألا تحملنا العاطفة، حباً أو بغضاً، عداوة أو صداقة، على أن نجور أو نظلم، بل واجب علينا أن نعدل، فالعدل اقرب للتقوى، وفي سورة النساء: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً [النساء:135] فَتَحصَّل من مجموع هاتين الآيتين الكريمتين ما يلي:

أولاً: وجوب القيام بالقسط، وهو العدل لله تعالى، لا لأجل غرض آخر، فنحن مثلاً لا نقوم بالقسط والعدل؛ لأنه في مصلحتنا كما هو شأن المنافقين وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ [النور:48-49] لا، لأنه الحق؛ ولكن لأنه في مصلحتهم، يحقق لهم أرباً دنيوياً، كلا! بل يجب أن نقوم بالقسط وهو العدل، نقوم بذلك لله تعالى لا لغيره.

ثانياً: أن من الواجب علينا أن نقوم بحقوق الله تعالى، أن نقوم لله تعالى بعبادته وطاعته أيضاً، نقوم بهذا العمل ابتغاء مرضاته، لا رياء ولا سمعة، وفي حديث عبادة بن الصامت وهو في الصحيحين {أن النبي صلى الله عليه وسلم بايعهم وكان مما أخذ عليهم: وأن نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم} فالحق يقال به، ولابد أن يعلن مهما كان الأمر.

أيها الأحبة... إن المدافع عن حقوق المرأة هو مدافع عن حقوق الرجل أيضاً، فالمرأة أمك وزوجك وأختك وبنتك، وإذا كنت اليوم تكلمت عن المرأة وحقوقها، فإنني لم أقصد من وراء ذلك إلى إزعاجك، ولا إلى أن أخسرك كما عبر أحد الإخوة: إن تكلمت عن هؤلاء خسرت أولئك لا، لا أريد أن أخسرك -أيها الرجل- فأنت بعد الله تعالى سندي وعضدي وصاحبي، وطالما تحدثت وتحدث غيري من الإخوة من طلبة العلم والدعاة عن حقوقك، وما يجب لك تجاه ولدك، وتجاه زوجتك، وتجاه الآخرين، وقد أمسك بزمام المبادرة أحد الإخوة الأكارم الفضلاء، الذين كتبوا إليّ حول هذا الموضوع، واقترح عليَّ موضوعاً قادماً عنوانه " أنصفي الرجل " فهو خطاب للمرأة: أن أنصفي الرجل: أباً، وابناً، وأخاً، وزوجاً، وسيكون هذا بإذن الله تعالى، وعلى كل حال فإذا كنت أقول لكم اليوم: أنصفوا المرأة، فلا تظنوا أنني سأقول للمرأة: نامي قريرة العين ريثما يفرغ الزوج من إعداد وجبة الطعام، فقد عتب بعض الإخوة على من يروون ذلك الحديث الذي كان فيه: {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله، حتى إذا أذن المؤذن خرج للصلاة} وهو في صحيح البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها. وقالوا: لابد من بيان هذا الحديث وإيضاحه، فعلى كل حال لن أقول هذا الكلام الآن، وإنما سوف أقول ما تسمعه بعد قليل.

أما حديثي الآخر إليك فهو بعنوان " واحد صادق والبقية يكذبون " إنه الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم، فقد كان هذا النبي المختار كما وصفه ربه عز وجل رحمة للعالمين: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107] جنِّهم وإنسهم، رجالهم ونسائهم، عربهم وعجمهم، مؤمنهم وكافرهم.

الصادق هو محمد صلى الله عليه وسلم

إن أعظم المدافعين عن حقوق المرأة هو محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى رغم أن المجتمع الجاهلي العربي الأول حارب الدعوة، وأعلن النكير عليها وقاومها، فإن هذا لم يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يفكر في مهادنتهم أو مداهنتهم في مسألة المرأة، وهى قضية عندهم ذات حساسية، وذات وقع، وذات تأثير، وكانت النساء في الجاهلية مأسوراتٍ مقهورات محقورات، فأعلنها رسول الله صلى الله عليه وسلم مدويةً مجلجلةً، وإن حشدت حوله المزيد من الخصوم والمزيد من الأعداء.

لقد كانت الجاهلية الأولى تبتئس بالمرأة بنتاً مولودة وتضيق بها، فتحاول أن تئدها وتقتلها، أو تمسكها على هون، فصرخ النبي صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم، وفي وجوههم، وقال: {من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين} وضم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه كما في صحيح مسلم.

وما زال الكثيرون اليوم يتشاءمون من ميلاد البنات، وربما هجر الرجل زوجه بسبب ذلك:

ما لـأبي حمزة لا يأتينا     يقيم في البيت الذي يلينا

غضبان ألا نلد البنينا     تالله ما ذلك في أيدينا

وما رزقناه فقد رضينا

وكان المجتمع الجاهلي الأول يصادر حق المرأة، لضعفها وعجزها عن الدفاع، فصاح النبي صلى الله عليه وسلم فيهم وقال بأعلى صوته، وأشهد الله تعالى: {اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة} وهو حديث حسن رواه النسائي وغيره بإسناد جيد كما قال النووي. وكان الرجل يسارع إلى ضرب امرأته وإيذائها، والاعتداء عليها في جسدها، وفي كرامتها، وفي سمعتها، فوجدت المرأة في شكواها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجاً ومخرجاً مما تعاني وتلاقي، فأصدر النبي صلى الله عليه وسلم أمره في المدينة إلى المؤمنين المصدقين: {يا عباد الله لا تضربوا إماء الله} -كما في حديث أبي داود وهو حديث صحيح- فقال عمر: يا رسول الله! ذئرن النساء، فأذن الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، فطاف عليه نساء كثيرات يشكون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {والله لقد طاف بأبيات آل محمد صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخياركم} نعم ليسوا من الخيار فإن الخيار هم الخيار لنسائهم، كما في حديث أبي هريرة الذي رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {خياركم خياركم لنسائهم}.

لقد وفر النبي صلى الله عليه وسلم حق المرأة على ولدها وعلى زوجها وعلى أبيها، بل وعلى مجتمعها كله. فأي محافظ ومدافع عن حقوق المرأة، وحامٍ لها بقوله وفعله، يشابه أو يقارب هذا النبي المصطفى المختار، الذي هو رحمة مهداة ونعمة مسداة؟!

كذب جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة في الغرب

لقد عرف الغرب جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة التي استدرجت المرأة شيئاً فشيئاً إلى المصنع، حيث الدخان والأصوات المزعجة والسواعد المفتولة، واستدرجها إلى المتجر لتكون زينة تغري المتسوقين بالشراء، واستدرجها إلى المسرح وصالات العرض؛ لتكون جسداً يغري بلا روح، واستدرجها إلى ميدان السياسة؛ لتكون وزيرة ومسئولة ورئيسة ومديرة وغير ذلك، وأخيراً استدرجها إلى جحيم الحرب، حيث غدت المرأة تشكل في الجيوش الدولية أعداداً لا يستهان بها ضمن الضباط والمحاربين والمجندين في أشق الأعمال وأكثرها صعوبة وأذى.

فماذا كسبت المرأة من وراء ذلك كله؟

لعل من الطريف والعجيب في الأخبار، أنه قام اليوم في فرنسا وغيرها جمعيات أخرى على النقيض من ذلك تطالب بحقوق الرجل، وتدافع عن الرجل، المضطهد تحت تسلط المرأة وقهرها وعنادها.

نشوء جمعيات حقوق المرأة في الشرق

ولقد عرف الشرق أيضاً جمعيات تنتمي إلى المرأة، وتدافع عن حقوقها زعماً، في مصر ولبنان والشام والخليج والمغرب العربي وغيرها، ومعظم هذه الجمعيات لا تخرج من الاحتمالات التالية:

أولاً: جمعيات أنشأها المستعمرون لتكون أوكاراً للفساد، وبؤراً لتخريج البائسات المنخلعات عن الفضيلة والعفاف.

الاحتمال الثاني: جمعيات أنشأتها نسوة يشعرن بالنقص في تكوين المرأة وجِبِلَّتها وطبيعتها، فسعين إلى سد هذا النقص بمزاحمة الرجل في ميدانه وفي تخصصاته، وخالفن بذلك فطرة الله التي فطر المرأة عليها، إذ أي شأن للمرأة في بالرياضة وحمل الأثقال؟! ومعظم هؤلاء النسوة ينطلقن من معاناة شخصية وظروف مرت بها الواحدة منهن.

الاحتمال الثالث: تلك التي لا ترى في المرأة إلا جسدها فحسب، فهي تعتني بملابسها وتناسق هذه الملابس بألوانها وأشكالها وخطوطها مع أحدث الموضات، أو تعتني بشعرها وتسريحاته الجديدة التي تضاهي أحدث التسريحات الغربية، أو تعتني بألوان المكياج والأصباغ والعطور، والإضافات والتعديات على شكل المرأة وخلقتها، حتى إن وزن المرأة يضعف أحياناً مما تحمل من تلك الأثقال، التي بعضها يوضع على الرأس، وبعضها على الأذنين، وبعضها على الظهر، وبعضها على الكتفين، وبعضها على القدمين، وبعضها على الساقين، وهكذا سائر البدن ينوء بهذه الأثقال والأحمال، التي لولا أن تكاليف الموضة ورسومها أصبحت قانوناً عند كثير من النساء، لكان من الصعب على المرأة أن تتحمل ذلك وتنفذه، وأنا هنا لا أعمم فيما أقول، وقد كتب إلي واتصل بي عدد من الأخوات، حين تحدثت عن إحدى الجمعيات في المنطقة الشرقية قبل أسبوعين، فأقول: إنني لا أنكر أنه لا يوجد أخوات دينات داعيات إلى الله عز وجل، يبذلن جهوداً كثيرة في كل الميادين وفي كل المجالات، وقد ترى بعض هؤلاء الأخوات أن تدخل في هذه الجمعيات، إما لخير تحققه أو لشر تدفعه، فلهؤلاء مني الدعاء أن يوفقهن الله سبحانه وتعالى في هذا المسعى الحميد، وأن يبارك الله سبحانه وتعالى في جهودهن، وأن يجري على أيديهن الخير الكثير على بنات المسلمين في هذه البلاد وفي كل البلاد.

العلمانيون والمرأة

لقد عرف الناس هنا وهناك في الشرق وفي الغرب الجهود الإعلامية التي يقف وراءها العلمانيون، الذين يضربون دائماً على وتر واحد يعرضونه لنا في الكلمة، وفي المقالة، وفي الرسالة، وفي الأغنية، وفي القصيدة، وفي الكلمات التي تنشر أحياناً بأسماء بعض الفتيات، كلمة واحدة ولحن لا يقولون: إنك أيتها المرأة في مجتمعنا مهدرة الحقوق، مسلوبة الكرامة، مسحوقة الشخصية، وأن على المرأة أن تثور على الرجل، وأن تقول له: لا. بصوت عالٍ، وأن تتخذ قرارها بنفسها دون ضغط أو تأثير، إنه لم يعد همساً ذلك الصوت النسائي الذي يتحدث عبر الأثير، أو يتقدم في التلفاز، أو يكتب في الجريدة، يسانده صوت رجالي يخفى وراءه المكر والخديعة، ويطالب بما يسميه حقوق المرأة، من باب: (يشربون الخمر ويسمونها بغير اسمها) وإلا فهل حقوق المرأة هي أن تسافر المرأة إلى أقطار الدنيا بمفردها، لتكون عرضة للذئاب؟

أم أن حقوقها أن تفتح لها أماكن يسمونها أماكن الترفيه كما زعموا، ونماذجها موجودة في الإسكانات الخاصة بالشركات، كشركات الطيران، وشركات البترول، وشركات التصنيع، والشركات الطيبة، والإسكانات في المستشفيات وغيرها، والتي تحتوي على المسابح المختلطة، وأماكن الرقص، وأماكن عرض الأزياء، بل وأقول:

وعندي الوثيقة- وأحياناً بارات للخمور.

إن هؤلاء كمن يدس السم في الحلوى، فهم يضربون على هذا الوتر الحساس، وينادون المرأة بالصوت الذي تستعذبه وتستلذه، ولكنهم يهدفون من وراء ذلك إلى أن يلقوا بها في شراكهم، حتى يضحكوا عليها ويدعوها باكية تتحسر بلا مجيب.

دور العلماء والدعاة

وأمام هذا وذاك كان لابد أن يكون للعلماء والدعاة دور بارز في الدفاع عن حقوق المرأة، وحمايتها من الظلم الحقيقي الذي يقع عليها، سواء كان هذا الظلم ظلم الذين يبخسونها حقوقها ويضطهدونها، أم كان ظلم الذين يريدون أن يخرجوا بالمرأة عن فطرتها، وعن أنوثتها، بل وعن إنسانيتها؛ لتكون دمية يعبثون بها حيث شاءوا.

إن سر كمال المرأة هو في احتفاظها بشخصيتها التي خلقها الله عليها، شخصية الأنثى، لا هي بالتي تحول إلى رجل مفتول الساعدين، ولا هى بالتي تحول أيضاً إلى لعبة أو زهرة يشمها كل عابر، إن كمال المرأة هو في ضعفها، فهذا الضعف هو سر إغرائها وجاذبيتها وتأثيرها، وهو سر قوتها أيضاً:

هي الضلع العوجاء لست تقيمها       ألا إن تقويم الضلوع انكسارها

أتجمع ضعفاً واقتداراً على الفتى       أليـس غريباً ضعفها واقتدارها

بلى إنه لغريب! ولكنه صنع الله الذي أتقن كل شيء.

إن دموع المرأة أحياناً تفلح في تغير قلب، كأنما قُدّ َمِنْ صخر، وكلماتها الرقيقة تنطلق أحياناً أقوى من المدافع.

إن أعظم المدافعين عن حقوق المرأة هو محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى رغم أن المجتمع الجاهلي العربي الأول حارب الدعوة، وأعلن النكير عليها وقاومها، فإن هذا لم يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يفكر في مهادنتهم أو مداهنتهم في مسألة المرأة، وهى قضية عندهم ذات حساسية، وذات وقع، وذات تأثير، وكانت النساء في الجاهلية مأسوراتٍ مقهورات محقورات، فأعلنها رسول الله صلى الله عليه وسلم مدويةً مجلجلةً، وإن حشدت حوله المزيد من الخصوم والمزيد من الأعداء.

لقد كانت الجاهلية الأولى تبتئس بالمرأة بنتاً مولودة وتضيق بها، فتحاول أن تئدها وتقتلها، أو تمسكها على هون، فصرخ النبي صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم، وفي وجوههم، وقال: {من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين} وضم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه كما في صحيح مسلم.

وما زال الكثيرون اليوم يتشاءمون من ميلاد البنات، وربما هجر الرجل زوجه بسبب ذلك:

ما لـأبي حمزة لا يأتينا     يقيم في البيت الذي يلينا

غضبان ألا نلد البنينا     تالله ما ذلك في أيدينا

وما رزقناه فقد رضينا

وكان المجتمع الجاهلي الأول يصادر حق المرأة، لضعفها وعجزها عن الدفاع، فصاح النبي صلى الله عليه وسلم فيهم وقال بأعلى صوته، وأشهد الله تعالى: {اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة} وهو حديث حسن رواه النسائي وغيره بإسناد جيد كما قال النووي. وكان الرجل يسارع إلى ضرب امرأته وإيذائها، والاعتداء عليها في جسدها، وفي كرامتها، وفي سمعتها، فوجدت المرأة في شكواها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجاً ومخرجاً مما تعاني وتلاقي، فأصدر النبي صلى الله عليه وسلم أمره في المدينة إلى المؤمنين المصدقين: {يا عباد الله لا تضربوا إماء الله} -كما في حديث أبي داود وهو حديث صحيح- فقال عمر: يا رسول الله! ذئرن النساء، فأذن الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، فطاف عليه نساء كثيرات يشكون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {والله لقد طاف بأبيات آل محمد صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخياركم} نعم ليسوا من الخيار فإن الخيار هم الخيار لنسائهم، كما في حديث أبي هريرة الذي رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {خياركم خياركم لنسائهم}.

لقد وفر النبي صلى الله عليه وسلم حق المرأة على ولدها وعلى زوجها وعلى أبيها، بل وعلى مجتمعها كله. فأي محافظ ومدافع عن حقوق المرأة، وحامٍ لها بقوله وفعله، يشابه أو يقارب هذا النبي المصطفى المختار، الذي هو رحمة مهداة ونعمة مسداة؟!

لقد عرف الغرب جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة التي استدرجت المرأة شيئاً فشيئاً إلى المصنع، حيث الدخان والأصوات المزعجة والسواعد المفتولة، واستدرجها إلى المتجر لتكون زينة تغري المتسوقين بالشراء، واستدرجها إلى المسرح وصالات العرض؛ لتكون جسداً يغري بلا روح، واستدرجها إلى ميدان السياسة؛ لتكون وزيرة ومسئولة ورئيسة ومديرة وغير ذلك، وأخيراً استدرجها إلى جحيم الحرب، حيث غدت المرأة تشكل في الجيوش الدولية أعداداً لا يستهان بها ضمن الضباط والمحاربين والمجندين في أشق الأعمال وأكثرها صعوبة وأذى.

فماذا كسبت المرأة من وراء ذلك كله؟

لعل من الطريف والعجيب في الأخبار، أنه قام اليوم في فرنسا وغيرها جمعيات أخرى على النقيض من ذلك تطالب بحقوق الرجل، وتدافع عن الرجل، المضطهد تحت تسلط المرأة وقهرها وعنادها.

ولقد عرف الشرق أيضاً جمعيات تنتمي إلى المرأة، وتدافع عن حقوقها زعماً، في مصر ولبنان والشام والخليج والمغرب العربي وغيرها، ومعظم هذه الجمعيات لا تخرج من الاحتمالات التالية:

أولاً: جمعيات أنشأها المستعمرون لتكون أوكاراً للفساد، وبؤراً لتخريج البائسات المنخلعات عن الفضيلة والعفاف.

الاحتمال الثاني: جمعيات أنشأتها نسوة يشعرن بالنقص في تكوين المرأة وجِبِلَّتها وطبيعتها، فسعين إلى سد هذا النقص بمزاحمة الرجل في ميدانه وفي تخصصاته، وخالفن بذلك فطرة الله التي فطر المرأة عليها، إذ أي شأن للمرأة في بالرياضة وحمل الأثقال؟! ومعظم هؤلاء النسوة ينطلقن من معاناة شخصية وظروف مرت بها الواحدة منهن.

الاحتمال الثالث: تلك التي لا ترى في المرأة إلا جسدها فحسب، فهي تعتني بملابسها وتناسق هذه الملابس بألوانها وأشكالها وخطوطها مع أحدث الموضات، أو تعتني بشعرها وتسريحاته الجديدة التي تضاهي أحدث التسريحات الغربية، أو تعتني بألوان المكياج والأصباغ والعطور، والإضافات والتعديات على شكل المرأة وخلقتها، حتى إن وزن المرأة يضعف أحياناً مما تحمل من تلك الأثقال، التي بعضها يوضع على الرأس، وبعضها على الأذنين، وبعضها على الظهر، وبعضها على الكتفين، وبعضها على القدمين، وبعضها على الساقين، وهكذا سائر البدن ينوء بهذه الأثقال والأحمال، التي لولا أن تكاليف الموضة ورسومها أصبحت قانوناً عند كثير من النساء، لكان من الصعب على المرأة أن تتحمل ذلك وتنفذه، وأنا هنا لا أعمم فيما أقول، وقد كتب إلي واتصل بي عدد من الأخوات، حين تحدثت عن إحدى الجمعيات في المنطقة الشرقية قبل أسبوعين، فأقول: إنني لا أنكر أنه لا يوجد أخوات دينات داعيات إلى الله عز وجل، يبذلن جهوداً كثيرة في كل الميادين وفي كل المجالات، وقد ترى بعض هؤلاء الأخوات أن تدخل في هذه الجمعيات، إما لخير تحققه أو لشر تدفعه، فلهؤلاء مني الدعاء أن يوفقهن الله سبحانه وتعالى في هذا المسعى الحميد، وأن يبارك الله سبحانه وتعالى في جهودهن، وأن يجري على أيديهن الخير الكثير على بنات المسلمين في هذه البلاد وفي كل البلاد.