خطب ومحاضرات
الإحسان
الحلقة مفرغة
موافقة العمل للكتاب والسنة
وبعد:
فإننا نعلم جميعاً ما سأله جبريل للحبيب المعصوم صلى الله عليه وسلم: (ما هو الإحسان يا محمد؟ قال: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك).
نستطيع أن نفهم كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من زوايا ثلاث: الإحسان في الأعمال، والإحسان في الأقوال، والإحسان في الأوقات.
فالإحسان في الأعمال فيه خمسة شروط:
الشرط الأول: ألا يكون العمل خارجاً عن الكتاب أو السنة:
فلو أن شخصاً أتى وهو متعب بعد سفر وجاء من أسوان، فقلت له: إلى أين أنت ذاهب يا هذا؟ قال: سأذهب لأزور الحسين ، فيدخل عند الضريح ويطوف سبعاً أو يطوف حتى مرة، فهذا الطواف لا ينفع إلا حول الكعبة، إذاً: هذا عمل ليس على مقتضى السنة.
يصعد الإمام على المنبر يوم الجمعة، ويؤذن المؤذن بين يدي الإمام، وعند: حي على الصلاة! حي على الفلاح! ترى الآباء الكبار يحب أحدهم أطراف أنامله ويمسح على عينيه: يا قرة عيني! يا حبيبي يا رسول الله! ما هذا الكلام؟ أيها الأب الفاضل من أين أتيت بهذا؟ أنت مخطئ! فهذا عمل على غير منهج الكتاب والسنة.
وعندما يقف المؤذن، ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن (سيدنا) محمداً رسول الله! يا رجل! أذن مثلما كان يؤذن بلال بين يدي رسول الله، يعني: هل رسول الله أحب إليك منه إلى بلال ؟ هل يعقل أننا أشد حباً للرسول من صحابة رسول الله؟ فتقول له: لا داعي لهذه الكلمة لكنه يقلق ويغضب، ولو فتحنا المجال لقلنا: أشهد أن سيدنا محمداً رسول الله، وأن علياً ولي الله، وأن آل البيت أهل الله؛ فيكون هذا من التلاعب بالدين، وكأنه فاعله لم يعجبه الكتاب والسنة، فالعمل الخارج عن حدود الكتاب والسنة ليس فيه إحسان.
كان سيدنا عمر رضي الله عنه يقول: اللهم إني أسألك من العمل أخلصه وأصوبه، قالوا: ما أخلصه وما أصوبه يا أمير المؤمنين؟ قال رضي الله عنه: أخلصه ما كان خالصاً لوجه الله عز وجل، وأصوبه ما كان على الكتاب والسنة، أي يمكن أن يكون العمل خالصاً، ولكن ليس صواباً، ويمكن أن يكون صواباً ولكن ليس خالصاً.
إذاً: العمل لابد فيه من شروط:
أولاً: أن يكون على منهاج الكتاب والسنة، وهنالك أناس يحبون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، لكنهم لا يحسنون العمل، يعني: هناك أناس يحبون أن يجتمعوا كل ليلة جمعة في مسجد من المساجد ويصلون صلاة التراويح أو القيام في غير رمضان هل يصلح هذا الفعل؟ لا يصلح هذا الفعل؛ لأن هذا على غير منهج الكتاب والسنة، يعني: إذا كان الرسول لم يصنعها إلا في رمضان ثلاثة أيام، ثم أصبحت سنة مؤكدة بعد ذلك، وأحياها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم زاد فيها عثمان فجعلها ستاً وثلاثين ركعة، والبعض يقول: إنها عشرون ركعة، والبعض يقول ثمان ركعات، ولم يجتمع الصحابة على نافلة إلا في رمضان، فعندما تنكر عليه يقول لك: لو صليت سأدخل النار؟!
فأقول: النار والجنة هذه ليست إلينا، نحن لدينا كتاب وسنة، فلو وجدت هذه الصلاة في الكتاب والسنة فنحن سنأتي ونصلي معكم، ونصلي بكم، وليس هنالك مشكلة، لكنها صلاة على غير منهاج الكتاب والسنة، ومخالفة لمنهاج صحابة الحبيب المصطفى الذين نقلوا لنا كل حركة من حياة رسول الله.
وأنا أتخيل منذ أن نزل على رسول الله.. اقْرَأْ إلى نزلت إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ [النصر:1] أو: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا [المائدة:3] والدين محفوظ مثل شريط الفيديو صوت وصورة، يعني: كل ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حركته وسكنته.. في بيته.. في المسجد.. في الشارع.. في الحرب.. في السلم.. في السفر، في الحضر.. في كل خطوة من ليل أو نهار مسجل تماماً عن رسول الله، فمن زاد في الدين شيئاً كان كمن نقص منه شيئاً.
يعني: أنت لو زدت في الدين شيئاً اتهمت الرسول صلى الله عليه وسلم بالتقصير في أنه لم يبلغنا هذا الأمر، فعندما تزيد في الدين تكون قد اتهمت رسول الله أنه نسي شيئاً، وأنك بحذاقتك وعلمك أكملتها، وإن نقصت من الدين شيئاً رأيت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جاء بما لا طاقة لك به، فحذفت من الدين تلك الزيادة بحسب تعبيرك.
قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ [المائدة:3]، والإكمال أفضل من الإتمام: أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا [المائدة:3].
ويقول صلى الله عليه وسلم: (وتركتكم على المحجة البيضاء)، والمحجة: هي الطريق الواضح الممهد، (ليلها كنهارها) يعني: مضيئة واضحة.
أن يكون العمل خالصاً لوجه الله
(إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، أبو موسى الأشعري عندما سلم من الصلاة وجد الحبيب صلى الله عليه وسلم جالساً وراءه وهو يصلي تحية المسجد، قال: أوسمعتني يا رسول الله! قال: (منذ أن بدأت يا
(اسمع القرآن ممن إذا سمعته قلت: إنه يخشى الله)، فلا تنكرون عليه قراءته، من أنه لم يقف هنا في هذا الموطن، وأخطأ هنا، هذا ليس مجلس عرض للقرآن، يا أخي إن الله امتن عليهم بحفظ كثير من القرآن والسنن فلا تكن معولاً في هدم البناء، وكن حجراً في إعلاء البناء، يعني: سددوا وقاربوا من أجل أن الله يسد الخلل علينا يوم القيامة، يستمع النبي صلى الله عليه وسلم إلى تلاوة أبي موسى فيقول: (لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود، قال: والذي بعثك بالحق نبياً، لو أعلم أنك تسمعني لحبرته لك تحبيراً)، أي: لكنت جملت وحسنت صوتي، فالرسول يسمع.
أنت إذا ذهبت إلى الإذاعة تجد أن المقرئ عندما يذهب للامتحان يكون في اللجنة واحد من معهد الموسيقى؛ من أجل أن يرى مقامات الأصوات، المهم أنه لابد أن يكون عضواً في اللجنة، سواء يصلي أو لا يصلي، المهم أن يأتي يسمع صوت هذا الشخص، وكأنه -سبحان الله- كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم) يعني: بالكاد أن القرآن يخرج من اللسان فقط دون العمل بما فيه.
ويقول صلى الله عليه وسلم: (إن القرآن نزل بحزن، فاقرءوه بحزن، ولا تقرءوه بلحن أهل العشق ......) أي: لا يمكث طوال الوقت يغني بالقرآن، فيقول آخر: يا سلام عليك يا شيخ.. وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا [الكهف:100] يا سلام! الله يفتح عليك: ثانية ثاني! ماذا الله يعرض جهنم! يعرض جهنم يا شيخ! لا إله إلا الله، نسأل الله السلامة! انظر إلى الصحابة كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قرأ عليهم القرآن كأن على رءوسهم الطير!
إن لله عملاً بالليل لا يقبله بالنهار والعكس
إذاً: ربنا له عمل محدد، الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً، الزكاة لا تخرج صدقة، والصدقة لا تحسب زكاة، والصدقة الجارية شيء، وكفارة الأيمان شيء آخر، والنذر شيء ثالث، وزكاة الفطر شيء رابع..
إذاً كل هذه الأشياء لها حدود وقانون، وأنا أقول لك دائماً: الذي جعل للكرة قانوناً فهل الدين ليس له قانون؟ أليست الكرة لها ملعب خاص بها، ولها مرمى طوله كذا.. وارتفاعه كذا.. فهذه مواصفات عالمية يا كابتن! يعني: الكابتن له مواصفات عالمية، وتلعب بالدين وتقول: أنا قلبي أبيض؟ نعم أبيض، ولكن هذه قوانين، فإذا كانت الكرة فيها قانون أليس لدين الله قانون من باب أولى؟! إذاً: اسأل الحكم أليس كذلك؟ يأتون بحكم من الخارج، أما نحن فالحمد لله العلماء بين أظهرنا فلا نحتاج أن نستورد علماء من الخارج.
يجب أن نعلم أن لله عملاً بالليل لا يقبله بالنهار وأن له عملاً بالنهار لا يقبله بالليل.
مراقبة الله تعالى عند القيام بالعمل
فعندما يستشعر العبد أن الله سبحانه وتعالى ينظر إليه يكون عمله متقناً، بل وخالصاً لله.
الرجل الذي يقف يصلي بخشوع في المسجد والناس ينظرون إليه، يقولون: ما شاء الله، هذه الصلاة ليست مثل صلاتنا المستعجلة، فنتعلم من هذا الرجل كيف نصلي، انظروا إليه له عشر دقائق وحتى الآن لم يركع! وهذا الرجل عندما يسمع هذا يعجبه فيحاول أن يحسن من الصلاة ويتقنها!
للأسف كلنا هذا الرجل، نسمع المدح فنرضى، وعندما ينتقدك أحدهم تحزن، ولكن الذي ينتقد لو نوى نية صادقة لما حزن الذي ينقد، فلو نويت النصح من داخلك لوجه الله فالذي أمامك لن يحزن، لكن أنت نويت أن تجرحه، وتشعره بالهوان والصغر بأنه لا يفهم ولا يعرف.
اسمعوا إلى هذه القصة البسيطة التي كلنا نعلمها أولادنا، الحسن والحسين لما رأيا رجلاً كبير السن لا يحسن الوضوء.. كانا صغيرين عمرهما تسع سنين أو عشر سنين، فلو قالوا للرجل كبير السن: أنت مخطئ لربما غضب؛ لكن الحسن والحسين قالا له: يا عماه! اختلفت أنا وأخي في كيفية الوضوء، فتعال فاحكم بيننا، فتوضأ الاثنان الوضوء الذي رأيا جدهما صلى الله عليه وسلم يتوضؤه، فقال لهما: يا أبنائي! أنتما المصيبان وأنا المخطئ، أنا الذي لا أستطيع أن أتوضأ.
هذه هي طريقة التعليم، وانظروا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كيف علم الرجل الرحمة، وعلم الصحابة كيف تكون الدعوة إلى الله، الأعرابي الذي دخل المسجد -الذي لا يختلف عن الشارع في ذلك الوقت، الشارع فيه رمل وحصى، ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن فيه حصير ولا موكيت ولا سجاد ولا كهرباء- فلقي منطقة فارغة في مؤخرة المسجد فأراد أن يتبول، فذهب إلى ركن المسجد ثم شمر، والصحابة جروا خلف الرجل يريدون أن يفتكوا به، فقبل أن يصلوا إليه حجزهم رسول الله، وقال: (لا تزرموه)، يعني: لا تقطعوا عليه بوله، (وبعدما انتهى الرجل، قال صلى الله عليه وسلم: أهريقوا على بول أخيكم سجلاً من ماء).
أخذوا الماء ونظفوا المكان الذي بال فيه (ووضع يده على كتف الرجل، حتى قال: فما وجدت أحن وأرحم من رسول الله) وضع يده عليه بحنان ولم يدفعه ويقول له: أنت عمرك لن تفهم! بل قال له: (يا أخا الإسلام! هذا مكان لا يصلح لما صنعت) ولم يقل له: أنت جاهل، أو ستذهب في داهية، وإنما قال: هذا المكان لا يصلح للذي عملته، هذا مكان للصلاة والعبادة.
نظر الرجل وتعجب فرفع إلى السماء وقال: (اللهم ارحمني ومحمداً، ولا ترحم معنا أحداً) فالرسول صلى الله عليه وسلم كان من الممكن أن يسكت عنه، لكن الرسول كلمه مرة أخرى وقال: (لقد حجرت واسعاً) أنت ضيقت الأمر الواسع قل: (اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم) انظر إلى طريقة التعليم سبحان الله! انظروا كيف يكون التعليم!
عندما ركب عبد الله بن عباس خلف النبي صلى الله عليه وسلم كان عمره إحدى عشرة سنة، يعلمه ويقول له: (يا غلام! إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله)، يعني: عندما يسأل عن سؤال يجيب عنه بسؤال آخر، من أجل أن يخرج المعلومة من الذي أمامه، ثم بعد ذلك إما أن يؤكد هذه المعلومة له، وإما أن يلغيها، وإما أن يكملها له إن كانت ناقصة، أو يرفع الزيادة إن كان هناك شيء زائد، هكذا كان معلماً صلى الله عليه وسلم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فإننا نعلم جميعاً ما سأله جبريل للحبيب المعصوم صلى الله عليه وسلم: (ما هو الإحسان يا محمد؟ قال: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك).
نستطيع أن نفهم كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من زوايا ثلاث: الإحسان في الأعمال، والإحسان في الأقوال، والإحسان في الأوقات.
فالإحسان في الأعمال فيه خمسة شروط:
الشرط الأول: ألا يكون العمل خارجاً عن الكتاب أو السنة:
فلو أن شخصاً أتى وهو متعب بعد سفر وجاء من أسوان، فقلت له: إلى أين أنت ذاهب يا هذا؟ قال: سأذهب لأزور الحسين ، فيدخل عند الضريح ويطوف سبعاً أو يطوف حتى مرة، فهذا الطواف لا ينفع إلا حول الكعبة، إذاً: هذا عمل ليس على مقتضى السنة.
يصعد الإمام على المنبر يوم الجمعة، ويؤذن المؤذن بين يدي الإمام، وعند: حي على الصلاة! حي على الفلاح! ترى الآباء الكبار يحب أحدهم أطراف أنامله ويمسح على عينيه: يا قرة عيني! يا حبيبي يا رسول الله! ما هذا الكلام؟ أيها الأب الفاضل من أين أتيت بهذا؟ أنت مخطئ! فهذا عمل على غير منهج الكتاب والسنة.
وعندما يقف المؤذن، ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن (سيدنا) محمداً رسول الله! يا رجل! أذن مثلما كان يؤذن بلال بين يدي رسول الله، يعني: هل رسول الله أحب إليك منه إلى بلال ؟ هل يعقل أننا أشد حباً للرسول من صحابة رسول الله؟ فتقول له: لا داعي لهذه الكلمة لكنه يقلق ويغضب، ولو فتحنا المجال لقلنا: أشهد أن سيدنا محمداً رسول الله، وأن علياً ولي الله، وأن آل البيت أهل الله؛ فيكون هذا من التلاعب بالدين، وكأنه فاعله لم يعجبه الكتاب والسنة، فالعمل الخارج عن حدود الكتاب والسنة ليس فيه إحسان.
كان سيدنا عمر رضي الله عنه يقول: اللهم إني أسألك من العمل أخلصه وأصوبه، قالوا: ما أخلصه وما أصوبه يا أمير المؤمنين؟ قال رضي الله عنه: أخلصه ما كان خالصاً لوجه الله عز وجل، وأصوبه ما كان على الكتاب والسنة، أي يمكن أن يكون العمل خالصاً، ولكن ليس صواباً، ويمكن أن يكون صواباً ولكن ليس خالصاً.
إذاً: العمل لابد فيه من شروط:
أولاً: أن يكون على منهاج الكتاب والسنة، وهنالك أناس يحبون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، لكنهم لا يحسنون العمل، يعني: هناك أناس يحبون أن يجتمعوا كل ليلة جمعة في مسجد من المساجد ويصلون صلاة التراويح أو القيام في غير رمضان هل يصلح هذا الفعل؟ لا يصلح هذا الفعل؛ لأن هذا على غير منهج الكتاب والسنة، يعني: إذا كان الرسول لم يصنعها إلا في رمضان ثلاثة أيام، ثم أصبحت سنة مؤكدة بعد ذلك، وأحياها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم زاد فيها عثمان فجعلها ستاً وثلاثين ركعة، والبعض يقول: إنها عشرون ركعة، والبعض يقول ثمان ركعات، ولم يجتمع الصحابة على نافلة إلا في رمضان، فعندما تنكر عليه يقول لك: لو صليت سأدخل النار؟!
فأقول: النار والجنة هذه ليست إلينا، نحن لدينا كتاب وسنة، فلو وجدت هذه الصلاة في الكتاب والسنة فنحن سنأتي ونصلي معكم، ونصلي بكم، وليس هنالك مشكلة، لكنها صلاة على غير منهاج الكتاب والسنة، ومخالفة لمنهاج صحابة الحبيب المصطفى الذين نقلوا لنا كل حركة من حياة رسول الله.
وأنا أتخيل منذ أن نزل على رسول الله.. اقْرَأْ إلى نزلت إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ [النصر:1] أو: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا [المائدة:3] والدين محفوظ مثل شريط الفيديو صوت وصورة، يعني: كل ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حركته وسكنته.. في بيته.. في المسجد.. في الشارع.. في الحرب.. في السلم.. في السفر، في الحضر.. في كل خطوة من ليل أو نهار مسجل تماماً عن رسول الله، فمن زاد في الدين شيئاً كان كمن نقص منه شيئاً.
يعني: أنت لو زدت في الدين شيئاً اتهمت الرسول صلى الله عليه وسلم بالتقصير في أنه لم يبلغنا هذا الأمر، فعندما تزيد في الدين تكون قد اتهمت رسول الله أنه نسي شيئاً، وأنك بحذاقتك وعلمك أكملتها، وإن نقصت من الدين شيئاً رأيت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جاء بما لا طاقة لك به، فحذفت من الدين تلك الزيادة بحسب تعبيرك.
قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ [المائدة:3]، والإكمال أفضل من الإتمام: أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا [المائدة:3].
ويقول صلى الله عليه وسلم: (وتركتكم على المحجة البيضاء)، والمحجة: هي الطريق الواضح الممهد، (ليلها كنهارها) يعني: مضيئة واضحة.
استمع المزيد من د. عمر عبد الكافي - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
قيم المتقين | 3332 استماع |
ثمرات المعاصى | 3262 استماع |
سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار | 3248 استماع |
الشكر لله | 3163 استماع |
المحاسبة | 3072 استماع |
المال أمانة | 3021 استماع |
الرضا | 3009 استماع |
العطاء من المخلوق حرمان والمنع من الله إحسان | 2988 استماع |
الشوق لله | 2915 استماع |
قصة حياة | 2908 استماع |