خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/943"> د. عمر عبد الكافي . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/943?sub=34775"> خطب ومحاضرات عامة
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
الشكر لله
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله رب العالمين، وأصلي وأسلم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد ..
فإن من مراتب الهداية: الشكر لله عز وجل، والشكر له معنى في اللغة ومعنى في الاصطلاح، وهو على أنواع ثلاثة:
فإذا ظهر على الدابة أثر النعمة فامتلأت أو اكتنزت باللحم سميت دابة شكوراً، فتعريف الشكر في اللغة العربية أتى من هذا المعنى.
فالدابة الشكور هي: الدابة التي ظهرت عليها آثار النعمة.
والشكر في الاصطلاح قريب من هذا المعنى، فالعبد عندما يشكر ربه يظهر نعمة مولاه عليه، فعندما تظهر نعمة الله عليك ولا تخفيها فهذا هو الشكر.
الشكر له جوانب وهي: حب المشكور، والثناء عليه، والخضوع له، وعدم استعمال نعمه فيما يغضبه.
أول جانب من جوانب الشكر: أن تخضع لصاحب النعمة.
فقد أنعم الله علينا بصغير الأمر وكبيره، وأعطانا مثلاً: الصحة، فإن هناك أناساً آخرين ليس عندهم صحة، قال الشاعر:
لا تعجبين من سقمي صحتي هي العجب
يعني: من كثر البلاء الذي رآه في جسده قال: لا تستغربين من المرض الذي عندي ولكن استغربي من الصحة المتبقية لدي.
فالإنسان منا عندما يُنعم عليه بالصحة يراها نعمة لا يتساوى فيها كل الناس، فليس كل إنسان عنده صحة، وليس كل إنسان ظهره سليم ويستطيع أن يقف في المسجد نصف ساعة، هناك أناس يبكون بكاءً مراً في الهاتف ويقولون: نتمنى أن نصلي معكم مثل زمان، لكن لا نستطيع أن نمشي ولا أن نأتي إليكم، ادعوا لنا، الهم اشفهم واشف كل مريض.
فأنت في نعمة الصحة يجب أن تحمد الله عليها، وهذه نعمة أنت متفرد فيها، ولا تظن أن جميع الناس أصحاء، فلو كشفت الغطاء أو حللت بعض التحاليل لجميع الناس لوجدت في الألف رجلاً واحداً صحيحاً والباقي مرضى، والرجل المسكين الذي كان يحكي عنه الشيخ كشك ربنا يبارك فيه، عندما ذهب ليمتحن فصعبوا له الامتحان حتى لا يتم تعيينه، لأنهم لا يريدون تعيينه.
فقال الرجل: هم يتعذرون بأن البول فيه شيء ما، فأخذ قليلاً من ماء الحنفية وأعطاها لصاحب المعمل، وهم في نيتهم ألا يعينوه، فقال صاحب المعمل: البول فيه سكر وبلهارسيا وغير ذلك، فقال له: اذهبوا فاشتكوا أصحاب الصرف الصحي هؤلاء، ولا تشتكوني أنا.
وعندما تذهب لعمل رسم القلب وأشعة مقطعية وغير مقطعية فإنك تسمع صوت الدم وهو يندفع بين حجرات القلب مثل شلالات نياجرا، فهو صوت رهيب، وحركة القلب رهيبة.
وامرأتك عندما تحمل وتقول للطبيب أو الطبيبة: هل الجنين ولد أم بنت؟ فإنك تسمع الولد يتنفس بالدقة .. ويتهيأ لك أنه يتنفس وهو لا يتنفس، بل هو صوت الجنين وهو في بطن أمه.
ولو ظهرت أصوات حركة الدم داخل جسمك وصارت جلية لما طابت لنا الحياة لحظة، لكن كل شيء مكتوم، فنعمة الصحة نحن متفردون فيها، ثم إنها نعمة من المنعم سبحانه.
والحمد لله أن الصحة لا توزعها وزارة الصحة، ولو أن الصحة كانت توزع من قبل الوزارة بالبطاقة لخسرنا الكثير من الصحة، والحمد لله على نعمة هذا الهواء وأنه لا توجد وزارة للهواء.
فالنعم التي جعل الله قيام الحياة بها لم يجعل لأحد فيها يداً أو سبيلاً، فلم يجعل حنفية الهواء عند أحد، وإلا لو جعلها عند أحد لاغتاظ منك ولقفل عليك حنفية الهواء، فمن رحمة الله علينا أن النعم التي لا نحيا إلا بها أنها بيد المنعم سبحانه وتعالى.
فلا تستخدم نعمة الصحة فيما يغضب الله، فربنا أنعم علينا بالرئتين فلا ندخل إليه الدخان، فإن الدخان فيه إهدار لنعمة الله، وأعطانا نعمة المال فلا نهدره في شراء الدخان، وأعطانا نعمة الصحة فلا نهدرها بشرب الدخان، فإن هذا ليس بشكر.
الخضوع للمشكور
وقال داود أيضاً: الحمد لله ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، فأخذت الملائكة تقلب في دفتر الحسنات فلم يجدوا مثل هذه الكلمات فيه، فقالوا: يا ربنا! لقد قال عبدك داود كلمة لم نجد له ثواباً، يعني: على هذه الصيغة، فالذي يقول: سبحان الله يعطى عشر حسنات، والذي يقرأ حرفاً من القرآن يعطى له قدراً من الحسنات، والذي يصلي ركعتين كذلك يعطى له قدراً محدوداً من الحسنات، فمعروف الحد الأدني والحد الأقصى عند الله عز وجل، فقال الله عز وجل لملائكته: (اكتبوها كما هي وأنا أجازي عبدي داود عليها يوم القيامة).
صلى الرسول صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالناس وجلس في المسجد حتى طلعت الشمس، ثم صلى ركعتي الضحى، ثم دخل بيته فوجد السيدة جويرية رضي الله عنها قد عملت كوماً من النوى وتسبح الله وتحمده، فتقول مثلاً: سبحان الله وتنقله من ناحية إلى الناحية الأخرى، ثم تقول: الحمد لله وتنقله من الناحية الأخرى إلى الناحية الأولى، وهكذا عندما تكبر وتهلل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ماذا تصنعين؟ قالت: أسبح وأحمد وأكبر وأهلل يا رسول الله! قال: أما أنا فقد قلت كلمة تعدل ما قلت، سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته).
فعدد خلقه لا يحصيهم إلا الله، قال تعالى: وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ [المدثر:31]، والله تعالى يرضى عن العباد وليس لرضاه منتهى، ولا يعلم زنة العرش إلا الله، وكذلك مداد كلماته. قال تعالى: وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ [لقمان:27]، فعليكم بالجوامع الكوامل.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان للرحمان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم) والرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم الصحابة، وسيدنا معاذ بن جبل كان أستاذ الحفظ خلف رسول الله، لذلك فإن سيدنا معاذ يحمل راية العلماء يوم القيامة، فسيدنا بلال كانت حفيظته على قدر حاله، وكان لا يحفظ، فقال: يا رسول الله! أنا لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ بن جبل ، فسمى الذكر: دندنة، وأهل زماننا يسمونه نكد، فيقولون: الجماعة الهبل يعملون درساً بعد صلاة الفجر! وهل هناك أحد يعمل درساً في الفجر؟!! فابتداء اليوم عندهم من الساعة العاشرة! وهذا نوم غير شرعي، إنما اليوم يبتدأ من صلاة الفجر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بورك لأمتي في بكورها).
قال علماء الطبيعة: هناك أشعة اسمها الأشعة الكونية إذا تعرض الجسد لها وقي من سبعة وثلاثين نوعاً من أنواع المرض، وأن وقتها قبل وأثناء وبعد أذان الفجر.
فالعلماء لا يعرفون تركيب هذه الأشعة الكونية إلى هذا اليوم، وهي تقي من سبعة وثلاثين نوعاً من أنواع المرض، وتعطي مناعة للجسد، وهذا الفضل لا يكون إلا للمواظب على صلاة الفجر.
والعسكري المسكين الذي يقف في الدرك أو الضابط الذي في القسم أو الرجل الذي في المطار في برج المراقبة إذا صبح الصبح وجدت وجهه أصفر، أما الذي يصلي الفجر ويمكن أنه نام ساعة أو ساعتين فترى وجهه منيراً، مع أن هذا سهران وهذا سهران، وهناك من سيقول: يا أستاذ! العمل عبادة، وأنا لا أتكلم من هذه الناحية بتاتاً، ولا أقول لك: لا تعمل، لكن أقول لك: انظر إلى الفرق بين من يعبد الله ومن يغفل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لـبلال : (فماذا تقول يا
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يرى في النوم أنه يدخل الجنة ويرى فيها ما يرى، فقال له: (ما دخلت الجنة مرة إلا وسمعت دبيب نعليك، فماذا تعمل؟ قال: ما توضأت وضوءاً من ليل أو نهار إلا وصليت ركعتين، وما أذنبت ذنباً إلا وأعقبته باستغفار) يعني: أنه كان يخلص حسابه أول بأول.
وأنت أيضاً قم بتخليص حسابك أول بأول، ولا تؤخر التوبة إلى سن أربعين سنة ثم تقول: هل لي توبة؟ نعم لك توبة، فالتوبة مفتوحة وهل نحن معنا المفاتيح حتى نعقدها على الناس؟
والمرأة في البيت عندما تطبخ الطبيخ وتترك الطبق لمدة يومين أو ثلاثة أيام في الحوض بدون تنظيف فإنه ييبس ولا يتنظف، لكن إذا غسلته مباشرة بعد الأكل يكون سهلاً، وهكذا الذنب في القلب، فعندما تمسحه مباشرة ينتهي بسهولة، فإذا تراكم كان من الصعب إزالته؛ لأنه قد تعود على الذنب.
فموضوع الشكر موضوع قائم عليه الدين كله، قال تعالى: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [سبأ:13] أي: ليس كل أحد يشكر الله.
فالخضوع للمشكور أول جانب من جوانب الشكر.
الثناء على المشكور
وثق تماماً أن أي صيغة من الصلوات على رسول الله مقبولة عند الله، فالله تعالى يقبل الصلاة الأولى وقبل الصلاة الأخيرة، وهو أكرم من أن يدع ما بينهما ما دام الدعاء ليس بإثم ولا قطيعة رحم.
والثناء على الله عز وجل لا يستوجب الثناء اللساني فقط، وإنما يستوجب أيضاً الشكر من جنس النعمة، فشكر الأموال الكثيرة الصدقة، وشكر العالم الذي أعطاه الله علماً أن يزكي عن العلم، فشكرك من جنس النعمة التي أنعم الله عليك بها، وهكذا..
ونحن بفضل الله أهل علم ولو علماً قليلاً، فالله ربنا أعطانا الفاتحة وبعض من آيات الله، وهناك من أكرمه ربنا بحفظ القرآن، وهناك من أفهمه ربنا القرآن، وهكذا ..، وقد قال الحكيم العربي:
قال حمار الحكيم توما لو أنصف الدهر كنت أَركب
فإنني جاهل بسيط وصاحبي جهله مركب
أي: لو أن الدنيا تمشي بشكل صحيح كان من الواجب أن الحمار يركب فوق راكبه، والراكب يصير مركوباً، لأن الحمار جاهل بسيط، فجهله على قدره، وصاحبه جاهل جهلاً مركباً، فالجاهل الجهل المركب جاهل ويجهل أنه جاهل، فإذا أتيت تكلمه في الدين مثلاً قال لك: أنا فاهم كل شيء، وأنا عارف كل شيء، فهذا جاهل جهلاً مركباً، فهو لا يدري ولا يدري أنه لا يدري.
حب المشكور
ولذلك سيدنا عمر كان له دعاء غريب فكان يقول: (اللهم لا تجعل لفاجر علي نعمة حتى لا أحبه) أي: يا الله! لا تجعل فاجراً يعمل معي معروفاً؛ حتى لا أضطر إلى حبه، لأني مجبول على هذا. فالإنسان مجبول على حب من أحسن إليه.
الجانب الرابع: لا تستخدم النعمة في إغضاب صاحب النعمة، فالإنسان لا يستخدم المال في إسراف ولا في إنفاق غير ما يرضي الله، ولا يستخدم الصحة فيما لا يرضي الله، ولا يستخدم الجاه فيما لا يرضي الله، وإلا لم يصر من الشاكرين.