الهجرة النبوية [5]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيد الأولين والآخرين، سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد:

أيها الإخوة! وصل بنا الحديث في قضية الهجرة إلى بيان أسبابها ومقدماتها، ومن تلك المقدمات: الإسراء والمعراج، وقد أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم وعرج به، وعاد من الإسراء وأخبر أم هانئ رضي الله تعالى عنها، فأوصته الكتمان مخافة أن يكذبه قومه، وذلك استبعاداً منها أن يصدقوه، فما استجاب لها، وخرج إلى الكعبة وهي تمسك بردائه، فيذهب ويجلس وينفرد عند الكعبة عن أندية قريش، ويمر به أبو جهل ويسأله من باب الاستغراب: هل من جديد يا محمد؟ فيقول: بلى. فيخبره بحدث الإسراء والمعراج، فإذا به يطير تعجباً ويقول: إذا ناديت القوم أتخبرهم بما أخبرتني؟ قال: بلى.

وهنا يتساءل الإنسان: لماذا خرج صلى الله عليه وسلم ولم يبادر بإخبارهم؟ ولماذا انفرد في مجلسه وفي بعض الروايات: (فجلس كئيباً يفكر

ولعل الجواب في ذلك بأنه لم يخبرهم ابتداءً لما علم من شدة وقع الخبر على أم هانئ ، فعلم أنهم سيكونون مثلها، ولاسيما وهم لم يؤمنوا، أما جلوسه منفرداً وعلى تلك الصورة فهذا يعطينا ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من تحمل المسئولية، فهو الآن بين أمرين:

إن أخبرهم فهو يعلم أنهم سيكذبونه.

وإن سكت فقد كتم ما أمره الله به، وهو لا يمكن أن يسكت أو يكتم حقاً يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ [المائدة:67] ولهذا كان مقام النبوة تكليفاً عظيماً بجانب أنه تكريم وتشريف.

ذهب أبو جهل ودعا القوم، وقال: أخبرهم بما أخبرتني به، فأخبرهم، فقاموا ما بين مصفق ومصفر مستبعدين هذا الحديث، وذهبوا إلى أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وقالوا: ألم تسمع ما يقول صاحبك؟

قال: وماذا قال؟

قالوا: يقول إنه أسري به إلى بيت المقدس، ثم عرج به إلى السماء في ليلة!

قال: إنه لم يقل ذلك. قالوا: بلى إنه قال؛ فهلم واسمع منه.

قال: إن يكن قاله فقد صدق! قالوا: أتصدقه في أنه أتى بيت المقدس ورجع في ليلة، قال: بلى. ثم كشف لهم عن حقيقة الأمر، فقال: إني لأصدقه على خبر السماء -ومعلوم أن ما بين السماء والأرض خمسمائة سنة، وسمك كل سماء خمسمائة سنة، وما بين كل سماء وسماء خمسمائة سنة- فكيف لا أصدقه على بيت المقدس؟

قاعدة انطلاق العمل بالشرع

نقف هنا وقفة مع قوله سبحانه: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا [الفتح:27-28] ثم يأتي بجملة اسمية: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ [الفتح:29]، وعند هذه الجملة -المبتدأ والخبر- تقوم جميع التكاليف، وينبني جميع التشريع، ويلتزم المسلم بكل أوامر ربه.

قاعدة انطلاق العمل والاعتقاد بكل أنواعها: من عقائد، معاملات؛ دنيوية وأخروية، وبشرية؛ لأن الإنسان الفرد قبل أن يوقن ويؤمن بأن محمداً رسول الله لن يقبل شيئاً، أما إذا آمن وصدق بأن محمداً رسول الله فإنه سيقبل كل ما جاء به محمد في رسالته عن الله؛ ولهذا لما جاء سهيل بن عمرو في صلح الحديبية وأرادوا أن يكتبوا الصحيفة قال صلى الله عليه وسلم: (اكتب يا علي ! هذا ما صالح عليه محمد رسول الله، فقال: سهيل بن عمرو : لا تكتب (محمد رسول الله) لو كنت أعلم أنك رسول الله ما قاضيتك ولما منعتك عن البيت، اكتب: محمد بن عبد الله)؛ فقاعدة الإيمان نقطة الانطلاق، بل هي الفارق بين الحق والباطل، بين الإيمان والتصديق والكفر والتكذيب، (محمد رسول الله) كلمة من قالها التزم بكل ما جاء به.

وقد أشرنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم حدث أصحابه ذات يوم فقال: (إن رجلاً من بني إسرائيل ركب بقرة -ماشية بطيئة- فالتفتت إليه وقالت: يا هذا؛ إنا لم نخلق لهذا! فقالوا: يا عجباً بقرة تتكلم! فقال صلى الله عليه وسلم: نعم وأنا أومن بذلك ومعي أبو بكر وعمر وما هما ثمة ) أي: لم يكونا موجودين والرسول يخبر عنهما أنهما يصدقان ذلك كما هو يصدقه، والذي جعل الرسول عليه الصلاة والسلام يحكم على أبي بكر وعمر بأنهما يصدقان بذلك وهما ما سمعا ولا حضرا، أنه يعلم مدى يقين وإيمان أبي بكر وعمر بما يحدثهما به.

وقال عليه الصلاة والسلام: (عدا الذئب على غنمة فطلبها الراعي واستنقذها منه، فقال الذئب للرجل: من لها يوم لا يكون لها راع غيري؟ فقالوا: عجباً لذئب يتكلم! قال: وأنا أومن بذلك ومعي أبو بكر وعمر) .

وقد حدث في هذه الأمة مثل ذلك، يقول ابن كثير: في عام الوفود سنة تسع من الهجرة، بعد فتح مكة وقبل حجة الوداع، جاءت وفود العرب إما لتعلن إسلامها، وإما لتجدد إيمانها، وفي تلك السنة جاء وفد الذئاب!! قال الذهبي : فجاء ذئب وأخذ يحوم حول القوم إلى أن جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ يلعب بذنبه وأخذ يحادثه، فإذا بالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (هذا وافد الذئاب إليكم، كم ستعطونه من أغنامكم، قالوا: والله لا نعطيه شيئاً)، فهذه أمور فوق العقل، ولكن إذا صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا إشكال بعد ذلك.

ومن ذلك كثير، فالجماد -الحصى- سبح في كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، والجذع يحن إليه ويسمع حنينه جميع من في المسجد، والذي يهمنا هو قوله صلى الله عليه وسلم: (تكلم الذئب وأنا أومن بذلك ومعي أبو بكر وعمر، وما هما ثمة) .

منطلق تصديق أبي بكر وعمر وشهادة رسول الله لهما أساسها إما سماع وإما مشاهدة، والشاهد سمي شاهداً لأنه شاهد بعينه، والشاهد يعلم الغائب، وهذه ليست عن مشاهدة بعين ولا باستفاضة سمع، ولكن عن إيمان وتصديق بأن محمداً رسول الله.

وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بيت المقدس لقريش

وبعد أن اجتمعوا عليه صلى الله عليه وسلم قالوا له: صف لنا بيت المقدس، وهم يعلمون أن النبي عليه الصلاة والسلام لا يعرف بيت المقدس ولم يسافر إليه قبل ذلك، وأنه عندما خرج به عمه إلى الشام لقيهم راهب في الطريق وكان هذا الراهب يعرفه أهل مكة وينزلون عنده ويبيتون ويضيفهم، فكان يسأل ويقول: أبعث فيكم نبي؟ قالوا: ما سمعنا بهذا، فلما كان ذلك الوقت الذي مر فيه النبي صلى الله عليه وسلم صنع لهم طعاماً، وقال: احضروا مأدبتي، وما كان يفعل ذلك من قبل، فحضروا جميعاً، فلما نظر في وجوه القوم فلم يجد طلبته قال: أكلكم حاضر، قالوا: ما غاب عنا إلا غلام قال: ائتوا به؛ فلما جاءوا به وعرف علاماته قال لعمه: ماذا يكون منك هذا الغلام، قال: ولد أخي، قال: ارجع به ولا تذهب به إلى الشام إني أخاف عليه اليهود، فإنه سيكون له شأن.

يقول صلى الله عليه وسلم: (فلقد كربت كرباً شديداً) أي: لسؤال قريش؛ لأن لهم حق الطلب وهو ليس عنده الجواب لأنه دخله ليلاً فكيف يصفه؟

وهذا السؤال فيه دليل على أنه عليه الصلاة والسلام أُسري وعُرج به روحاً وجسداً في اليقظة.

الخلاصة قال عليه الصلاة والسلام: فكربت كرباً شديداً، فإذا بجبريل عليه السلام يرفع لي بيت المقدس فأراه وأنظر إليه. وأخذ يصفه لهم بقدرة الله عز وجل.

ولا تسل: كيف؟ بل الواجب علينا أن نؤمن بذلك: هل انفرج له طريق في الفضاء، وأزيحت له الجبال، هل جيء به أمامه؟ هل أعطي القدرة على الرؤية عن بعد؟ كل هذا بقدرة الله، وكما أخبر صلى الله عليه وسلم، فقد جلاه له جبريل وأخذ ينظره ويديره ويقلبه ويصفه من كل جهة شاءوا.

فذهلوا وصدقوا وأيقنوا أن الوصف صحيح، لكنهم لم يصدقوا بأنه أُسري به في ليلة، ثم قال لهم: مررت بعير بني فلان وسمع حفيف البراق فند جمل لهم وانكسرت فخذه، ومررت بعير لبني فلان وكانوا نياماً واضعين ماءً في إناء مخمر بكذا فشربت الماء، ومررت بعير بني فلان تصل إليكم مطلع الشمس يقدمها جمل أورق وعليه غرارتان صفتهما كذا.

فخرجوا ينتظرون العير في الموعد الذي أخبرهم به، وفي تلك الساعة المحددة بطلوع الشمس إذا بالعير تخرج عليهم كما وصف صلى الله عليه وسلم.

وبعد فترة جاءت عير بني فلان، فسألوهم عن الماء، فقالوا: نعم كان لنا ماء في إناء مغطى وفي الصباح لم نجد منه شيئاً، ثم جاءت عير بني فلان فسألوهم عن البعير الذي ندّ وانكسرت فخذه، فقالوا: نعم والله في المحل الفلاني سمعنا صوتاً وما رأينا شيئاً؛ لأن الدنيا كانت ليلاً.

والحكمة من هذا الجمع بين بيت المقدس وبين البيت الحرام هي إعلام النبي عليه الصلاة والسلام أن تلك الأرض ستكون أرضاً إسلامية يفتحها الله على أمة الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام.

ولتكون رحلة الإسراء دليلاً على المعراج؛ لأنه لو عرج به عليه الصلاة والسلام من الكعبة مباشرة إلى السماء، فمن أين سيأتي لهم بعلامات وأدلة على صدقه، وهم أصلاً لا يعرفون السماء.

دخول النبي صلى الله عليه وسلم للجنة وما رآه فيها

(دخل النبي عليه الصلاة والسلام الجنة، ورأى قصراً عظيماً فيها، فيه حور عين فقال: لمن هذا؟ قالوا: لفتى من قريش يقال له عمر بن الخطاب يقول صلى الله عليه وسلم: لقد هممت أن أدخل وأنظر ما فيه، ولكني تذكرت غيرتك يا عمر، فيبكي عمر -فرحاً بهذا الخبر واحتراماً لما احترم به رسوله شعوره- ويقول: أو منك أغار يا رسول الله).

ورأى أيضاً قصراً لـزيد بن حارثة رفيقه في رحلة الطائف.

وأيضاً سأل بلالاً : (أي عمل لك أرجى عند الله؟ لقد سمعت حفيف نعليك أمامي في الجنة) بلال عبد حبشي اشتراه أبو بكر وأعتقه، وليس ملكاً من ملوك العالم ولا سيداً من سادات العرب؛ لكن الإسلام أعلى وأعز نسباً فيقول: (يا رسول الله! إني ما أحدثت حدثاً إلا أحدث له وضوءاً، وما توضأت وضوءاً إلا وصليت به ركعتين)، وهو ما يعبر عنه الفقهاء بسنة الوضوء فقال: (بذلك سبقتني يا بلال) فنسب العبد عند الله عمله لا غير.

وذكر نتائج أعمال الجهاد في سبيل الله، الذين يحصدون وينبت النبات من ورائهم ثم يحصدونه مرة أخرى، وكلما انتهوا من الحصاد رجعوا ثانية وهكذا، وهذا هو تفسير قوله تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ [البقرة:261] ورأى ما عليه أكلة الربا، ورأى من لم يعمل بعلمه والآثار والنتائج المترتبة على ذلك، وأصبح يوم البعث الذي هو غيب مخفي عن البشر حقيقة مشاهدة أمامه، فازداد بهذا يقيناً؟

نقف هنا وقفة مع قوله سبحانه: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا [الفتح:27-28] ثم يأتي بجملة اسمية: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ [الفتح:29]، وعند هذه الجملة -المبتدأ والخبر- تقوم جميع التكاليف، وينبني جميع التشريع، ويلتزم المسلم بكل أوامر ربه.

قاعدة انطلاق العمل والاعتقاد بكل أنواعها: من عقائد، معاملات؛ دنيوية وأخروية، وبشرية؛ لأن الإنسان الفرد قبل أن يوقن ويؤمن بأن محمداً رسول الله لن يقبل شيئاً، أما إذا آمن وصدق بأن محمداً رسول الله فإنه سيقبل كل ما جاء به محمد في رسالته عن الله؛ ولهذا لما جاء سهيل بن عمرو في صلح الحديبية وأرادوا أن يكتبوا الصحيفة قال صلى الله عليه وسلم: (اكتب يا علي ! هذا ما صالح عليه محمد رسول الله، فقال: سهيل بن عمرو : لا تكتب (محمد رسول الله) لو كنت أعلم أنك رسول الله ما قاضيتك ولما منعتك عن البيت، اكتب: محمد بن عبد الله)؛ فقاعدة الإيمان نقطة الانطلاق، بل هي الفارق بين الحق والباطل، بين الإيمان والتصديق والكفر والتكذيب، (محمد رسول الله) كلمة من قالها التزم بكل ما جاء به.

وقد أشرنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم حدث أصحابه ذات يوم فقال: (إن رجلاً من بني إسرائيل ركب بقرة -ماشية بطيئة- فالتفتت إليه وقالت: يا هذا؛ إنا لم نخلق لهذا! فقالوا: يا عجباً بقرة تتكلم! فقال صلى الله عليه وسلم: نعم وأنا أومن بذلك ومعي أبو بكر وعمر وما هما ثمة ) أي: لم يكونا موجودين والرسول يخبر عنهما أنهما يصدقان ذلك كما هو يصدقه، والذي جعل الرسول عليه الصلاة والسلام يحكم على أبي بكر وعمر بأنهما يصدقان بذلك وهما ما سمعا ولا حضرا، أنه يعلم مدى يقين وإيمان أبي بكر وعمر بما يحدثهما به.

وقال عليه الصلاة والسلام: (عدا الذئب على غنمة فطلبها الراعي واستنقذها منه، فقال الذئب للرجل: من لها يوم لا يكون لها راع غيري؟ فقالوا: عجباً لذئب يتكلم! قال: وأنا أومن بذلك ومعي أبو بكر وعمر) .

وقد حدث في هذه الأمة مثل ذلك، يقول ابن كثير: في عام الوفود سنة تسع من الهجرة، بعد فتح مكة وقبل حجة الوداع، جاءت وفود العرب إما لتعلن إسلامها، وإما لتجدد إيمانها، وفي تلك السنة جاء وفد الذئاب!! قال الذهبي : فجاء ذئب وأخذ يحوم حول القوم إلى أن جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ يلعب بذنبه وأخذ يحادثه، فإذا بالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (هذا وافد الذئاب إليكم، كم ستعطونه من أغنامكم، قالوا: والله لا نعطيه شيئاً)، فهذه أمور فوق العقل، ولكن إذا صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا إشكال بعد ذلك.

ومن ذلك كثير، فالجماد -الحصى- سبح في كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، والجذع يحن إليه ويسمع حنينه جميع من في المسجد، والذي يهمنا هو قوله صلى الله عليه وسلم: (تكلم الذئب وأنا أومن بذلك ومعي أبو بكر وعمر، وما هما ثمة) .

منطلق تصديق أبي بكر وعمر وشهادة رسول الله لهما أساسها إما سماع وإما مشاهدة، والشاهد سمي شاهداً لأنه شاهد بعينه، والشاهد يعلم الغائب، وهذه ليست عن مشاهدة بعين ولا باستفاضة سمع، ولكن عن إيمان وتصديق بأن محمداً رسول الله.


استمع المزيد من الشيخ عطية محمد سالم - عنوان الحلقة اسٌتمع
دروس الحرم [15] 3174 استماع
دروس الحرم [7] 3054 استماع
دروس الحرم [12] 2962 استماع
دروس الحرم [6] 2945 استماع
الهجرة النبوية [8] 2903 استماع
دروس الحرم [9] 2901 استماع
الهجرة النبوية [4] 2887 استماع
دروس الحرم [14] 2798 استماع
دروس الحرم [16] 2726 استماع
دروس الحرم [1] 2664 استماع