سبل المشاركة


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ على محمد عبدك ورسولك النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته، وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وذريته وأزواجه يا أرحم الراحمين.

أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته..

في هذا المجلس -وهو نهاية المجالس الرمضانية- في ليلة الأحد، لعله 13 من شهر رمضان من هذا العام، وقد كنت وعدت أن يكون موضوع هذا المجلس: أجوبة على بعض الأسئلة المتعلقة بدور الإنسان في الدعوة، واقترحت أن يكون عنوانه (سبل المشاركة) وسأقدم نماذج لبرامج عملية بإمكان أي إنسان أن يقوم بعملها أو عمل شيء منها، ليكون بذلك داعية إلى الله تعالى.

إننا نحتاج لتخريج الدعاة إلى الله تعالى إلى أمرين:

أولهما: توفر الهمة الصادقة، والشعور القوي بوجوب المشاركة، بحيث يشعر كل إنسان أن عليه مسئولية في الدعوة إلى الله تعالى، وواجباً يقوم به هو لا يجزئ عنه فيه غيره ولا سواه، وهذا يمكن أن يتم من خلال الطَّرْق المتواصل على موضوع الإيجابية، وضرورة المشاركة، ووجوب القيام بدور الإنسان في الدعوة.

الأمر الثاني: الانتقال من هذا المعنى العام، إلى طرح برامج عملية وأسباب تفصيلية وطرق للدعوة إلى الله تعالى، وسوف أعرض اليوم ما تيسر منها، وهي لا شك برامج كثيرة جداً تتسع لمجالس عديدة، فمن هذه السبل والبرامج:

لو فتحت أي مجلة أو جريدة، داخلية كانت أو خارجية، لوجدت فيها زاوية للتعارف، يُنشر فيها أسماء وعناوين، وأحياناً صوراً لأعداد كبيرة لأناس من جميع البلاد، وغالباً ما تتم المراسلة بينهم وبين أمثالهم من المشغولين بالدنيا المنهمكين في شئونها، فلا تكون المراسلة إلا نوعاً من اكتشاف المجهول فحسب، أو اقتناء رسوم وصور وعناوين، أو اتخاذ صداقات يستعد بها الإنسان للمفاجآت والنوازل والنوائب، لكن ثمة طريقة يمكن أن تستثمر؛ وهي تحويل هذه الصداقات والتعارف إلى أسلوب للدعوة.

إننا نجد الإذاعات هي الأخرى تعلن أسماء وعناوين للمراسلة والتعارف، والإذاعات التنصيرية على سبيل الخصوص، كإذاعة الإصلاح وغيرها، تقوم بإعلان أسماء كثير من الناس للتعارف معهم، وتستقبل رسائلهم وتراسلهم، فلماذا لا يدخل المسلمون الحلبة ذاتها؟ لماذا لا تفكر أنت بذاتك وعينك وشخصك ودعك من الآخرين؟

أن تعمل على جريدة أو مجلة أو إذاعة، حتى إذاعة لندن، وصوت أمريكا، ومونتكارلو وغيرها.

تبث أسماء للتعارف، فلماذا لا تقتنص هذه الأسماء والعناوين وتراسل أصحابها بالكلمة الطيبة والهداية والنور؟ وتجعل مع الرسالة كتاباً، أو كتيباً، أو نشرةً، أو شريطاً، أو دعوة إلى الله تعالى، بحيث تستفيد من هذه الوسيلة في الدعوة، وسوف تجد أنك إذا راسلت واحداً أول مرة؛ فإنه في الشهر التالي سوف يبعث إليك عشرة من أقاربه وأصدقائه ومعارفه وأهل بلده، وكلهم يطلبون منك الشيء ذاته، والكتاب نفسه، وأن تبعث إليهم ببعض الكتب الإسلامية أو الكتيبات أو المجلات الطيبة أو الأشرطة النافعة، وتستمر هذه القضية، وستجد بعد سنة أنه أصبح عندك مشروع كبير، وأنك عاجز عن الرد على هذه الرسائل، فأنت محتاج إلى أن تستعين بإخوانك، وهكذا تتحول من داعية بنفسك إلى داعية يجنِّد الآخرين في الدعوة إلى الله تعالى، فتستعين بآخرين يشاركونك في هذا العمل، وستجد في السنة الثانية أنك محتاج إلى أن تنشأ قسماً للمراسلة باللغة الإنجليزية أيضاً، لأنه جاءتك رسائل بهذا الشكل، وسوف تجد في السنة الرابعة أنك محتاج إلى أن تجند زوجتك وأختك لمراسلة الفتيات للهدف ذاته.

وهكذا تستطيع أن تنشر دعوة الله تعالى ونور الحق والخير في بلاد كثيرة، بل أقول: في كل بلاد الدنيا وأنت في بلدك ما ركبت طائرة، ولا غادرت الدولة التي تقيم فيها، ولا تحملت المشاق، ولا بذلت قيمة التذاكر، ومع ذلك فإن دعوتك ورسالتك وكلماتك شرَّقت وغرَّبت ووصلت إلى كل بلاد الدنيا.

إنها طريقة سهلة ومع ذلك فهي مفيدة جداً، أعتقد أن ولدك ربما يشتري أو تشتري له أنت أحياناً، أو على الأقل تستعير له من ولد الجيران بعض مجلات الأطفال، وكثيراً من هذه المجلات فيها شر مستطير، وبعضها مجلات تنصيرية عندي منها نماذج، ولكن كلها فيها ركن للتعارف للأطفال، فلماذا لا تستغل ذلك فتبعث لهؤلاء الأطفال باسم ولدك أو تجعل ولدك يكتب لهم دعوة إلى الخير ودعوة إلى الهدى، ومرفق معها قصص إسلامية من قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، أو قصص الصحابة رضى الله عنهم وأرضاهم، لماذا لا تفعل ذلك وسوف تجد من وراء ذلك خيراً كثيراً؟

إن الناس بحاجة إلى التوعية دائماً وأبداً، وخاصة في بعض المناسبات الملحة.

ضد أعداء الإسلام

قام الهندوس بهدم المسجد البابري، وهدموا معه أكثر من 300 مسجد، وقتلوا أعداداً كبيرة من المسلمين، وساعدتهم في ذلك أجهزة الأمن الهندية، وظل المسلمون يشتكون؛ لكن لا من يسمع ولا من يجيب فـحمزة لا بواكي له:

أحل الكفر بالإسلام ضيماً     يطول      به على الدين النحيب

فحق ضائع وحمىً مباح          وسيف قاطع ودم صبيب

وكم من مسلم أمسى سليباً          ومسلمةٍ لها حرم سليب

وكم من مسجد جعلوه ديراً     على محرابه نصب الصليب

دم الخنـزير فيه لهم خلوف     وتحريق المصاحف فيه طيب

فقل لذوى البصائر حيث كانوا     أجيبوا الله ويحكمُ أجيبوا

أما لله والإسلام حقٌ          يدافع عنه شبان وشيب

فلماذا لا تقوم أنت بهذه المناسبة بإعداد نشرة تبين خطر الهندوس وعقائدهم وأهدافهم ونظرتهم إلى المسلمين، وواجب المسلم تجاه هذه الجرائم التي حلت بإخوانه؟ ثم تزكيها وتوثقها وتطبعها وتنشرها عن طريق صناديق البريد أو بشكل مباشر، أو عن طريق البريد نفسه، أو عن طريق الأصدقاء، وكثير ممن يملكون صناديق البريد، إذا فتح صندوقه وجد فيه دعاية لمحل جديد، محل تغسيل سيارات، أو ورشة جديدة، أو محل خياطة أو ما أشبه ذلك.

لكن من النادر أن يفتح الواحد صندوقه فيجد فيه نشرة توعية تحذره من خطر الهندوس، وتبين واجبنا نحن المسلمين تجاه هؤلاء، وأنه يجب إبعادهم، وإلغاء عقودهم وحرمانهم من وظائف العمل رسميةً كانت أو شعبية في بلاد الإسلام.

للتعريف بالإسلام

مثلٌ آخر: نشرة تعريفية بالإسلام: تكون عبارة عن صفحة واحدة أو صفحتين؛ تقتصر على بيان القواعد والأصول العامة لعقيدة المسلمين في الله عز وجل، وأنه واحد أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، توحيد الألوهية وأنه لا يعبد إلا الله، توحيد الربوبية وأن الله هو الخالق الرازق المحيى المميت، توحيد الأسماء والصفات وأن المسلم يقر لله تعالى بالأسماء الحسنى والصفات العليا، ثم أركان الإسلام ومبادؤه العظام، وكيفية الدخول في هذا الدين، وما أشبه ذلك من القواعد الكلية في الإسلام، نشرة في صفحة واحدة أو صفحتين، ثم يتم تزكيتها وطباعتها وتوزيعها بكافة الوسائل الممكنة.

عن النصرانية

نشرة ثالثة: عن الديانة النصرانية: تتحدث عن حقيقة الدين النصراني كما أنـزل على عيسى عليه الصلاة والسلام، وما طرأ عليه من التغيير والتحريف والتبديل، وبيان بطلان دين النصارى الذي يدينون به اليوم وما يشوبه من الشرك، والوثنية، والتناقض، ومخالفة الواقع والتاريخ والفطرة والتوحيد، ونشر هذه الورقة على نطاق واسع، خاصة في أوساط النصارى وغيرهم.

إن إعداد مثل هذه النشرة وهذه لا تعدو أن تكون نموذجاً، وإلا فأنت من الممكن أن تعد نشرة للتوعية بخطر المخدرات، أو التدخين، أو العمال، أو الخادمات، أو سفر المرأة بدون محرم، أو أي موضوع آخر، ثم تعد هذه النشرة بشكل جيد وجذاب، وتعرضها على بعض أهل العلم ليتم توثيقها وتصحيحها، ثم طباعتها وتوزيعها، وتكون أنت شريكاً في مثل هذا العمل الطيب، ومن الممكن -بعد أن تجرب حظك مع نشرة- أن تنتقل بعد ذلك إلى نشرات أخر.

من الممكن أن يكون نشاطك هذا الشهر لنشرة توزع على من يبيعون أشرطة الغناء، لتحذيرهم من هذا الخطر وبيان حرمته في الإسلام، وفي الشهر الثاني تكون النشرة موجهة إلى من يبيعون أشرطة الفيديو، وفي الشهر الثالث تكون موجهة إلى أصحاب محلات الحلاقة، وفي الشهر الرابع تكون موجهة إلى أصحاب بيوت الربا، بنوك الربا، من العاملين فيه والإداريين والموظفين والحراس والمتعاونين وغيرهم، وهكذا.

إنه مجال خصب، ونحن أحوج ما نكون إليه، ورُبَّ كلمة لم يبذل فيها الإنسان جهداً كبيراً، ومع ذلك هدى الله بها خلقاً كثيراً.

قام الهندوس بهدم المسجد البابري، وهدموا معه أكثر من 300 مسجد، وقتلوا أعداداً كبيرة من المسلمين، وساعدتهم في ذلك أجهزة الأمن الهندية، وظل المسلمون يشتكون؛ لكن لا من يسمع ولا من يجيب فـحمزة لا بواكي له:

أحل الكفر بالإسلام ضيماً     يطول      به على الدين النحيب

فحق ضائع وحمىً مباح          وسيف قاطع ودم صبيب

وكم من مسلم أمسى سليباً          ومسلمةٍ لها حرم سليب

وكم من مسجد جعلوه ديراً     على محرابه نصب الصليب

دم الخنـزير فيه لهم خلوف     وتحريق المصاحف فيه طيب

فقل لذوى البصائر حيث كانوا     أجيبوا الله ويحكمُ أجيبوا

أما لله والإسلام حقٌ          يدافع عنه شبان وشيب

فلماذا لا تقوم أنت بهذه المناسبة بإعداد نشرة تبين خطر الهندوس وعقائدهم وأهدافهم ونظرتهم إلى المسلمين، وواجب المسلم تجاه هذه الجرائم التي حلت بإخوانه؟ ثم تزكيها وتوثقها وتطبعها وتنشرها عن طريق صناديق البريد أو بشكل مباشر، أو عن طريق البريد نفسه، أو عن طريق الأصدقاء، وكثير ممن يملكون صناديق البريد، إذا فتح صندوقه وجد فيه دعاية لمحل جديد، محل تغسيل سيارات، أو ورشة جديدة، أو محل خياطة أو ما أشبه ذلك.

لكن من النادر أن يفتح الواحد صندوقه فيجد فيه نشرة توعية تحذره من خطر الهندوس، وتبين واجبنا نحن المسلمين تجاه هؤلاء، وأنه يجب إبعادهم، وإلغاء عقودهم وحرمانهم من وظائف العمل رسميةً كانت أو شعبية في بلاد الإسلام.

مثلٌ آخر: نشرة تعريفية بالإسلام: تكون عبارة عن صفحة واحدة أو صفحتين؛ تقتصر على بيان القواعد والأصول العامة لعقيدة المسلمين في الله عز وجل، وأنه واحد أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، توحيد الألوهية وأنه لا يعبد إلا الله، توحيد الربوبية وأن الله هو الخالق الرازق المحيى المميت، توحيد الأسماء والصفات وأن المسلم يقر لله تعالى بالأسماء الحسنى والصفات العليا، ثم أركان الإسلام ومبادؤه العظام، وكيفية الدخول في هذا الدين، وما أشبه ذلك من القواعد الكلية في الإسلام، نشرة في صفحة واحدة أو صفحتين، ثم يتم تزكيتها وطباعتها وتوزيعها بكافة الوسائل الممكنة.

نشرة ثالثة: عن الديانة النصرانية: تتحدث عن حقيقة الدين النصراني كما أنـزل على عيسى عليه الصلاة والسلام، وما طرأ عليه من التغيير والتحريف والتبديل، وبيان بطلان دين النصارى الذي يدينون به اليوم وما يشوبه من الشرك، والوثنية، والتناقض، ومخالفة الواقع والتاريخ والفطرة والتوحيد، ونشر هذه الورقة على نطاق واسع، خاصة في أوساط النصارى وغيرهم.

إن إعداد مثل هذه النشرة وهذه لا تعدو أن تكون نموذجاً، وإلا فأنت من الممكن أن تعد نشرة للتوعية بخطر المخدرات، أو التدخين، أو العمال، أو الخادمات، أو سفر المرأة بدون محرم، أو أي موضوع آخر، ثم تعد هذه النشرة بشكل جيد وجذاب، وتعرضها على بعض أهل العلم ليتم توثيقها وتصحيحها، ثم طباعتها وتوزيعها، وتكون أنت شريكاً في مثل هذا العمل الطيب، ومن الممكن -بعد أن تجرب حظك مع نشرة- أن تنتقل بعد ذلك إلى نشرات أخر.

من الممكن أن يكون نشاطك هذا الشهر لنشرة توزع على من يبيعون أشرطة الغناء، لتحذيرهم من هذا الخطر وبيان حرمته في الإسلام، وفي الشهر الثاني تكون النشرة موجهة إلى من يبيعون أشرطة الفيديو، وفي الشهر الثالث تكون موجهة إلى أصحاب محلات الحلاقة، وفي الشهر الرابع تكون موجهة إلى أصحاب بيوت الربا، بنوك الربا، من العاملين فيه والإداريين والموظفين والحراس والمتعاونين وغيرهم، وهكذا.

إنه مجال خصب، ونحن أحوج ما نكون إليه، ورُبَّ كلمة لم يبذل فيها الإنسان جهداً كبيراً، ومع ذلك هدى الله بها خلقاً كثيراً.

إن الإحصائية التي أعلنت رسمياً قبل شهور، أثبتت أنه يوجد في هذا البلد ما يزيد على أربعة ملايين إنسان من غير أهله، أما المسلمون ففي الواقع أنهم من أهل البلد، ولو كانت جنسياتهم من بلد آخر، من مصر، أو الشام، أو العراق، أو بلاد العجم أو غيرها، فهذا البلد وسائر بلاد المسلمين هي بلد واحد، لا يعرف الحدود الجغرافية، ولا الفواصل السياسية، فكل بلاد المسلمين واحدة، ونحن نعتبر أن المسلم المقيم بيننا، أياً كان لونه أو جنسه أو جنسيته أو بلده؛ هو أخونا له ما لنا وعليه ما علينا، وهو أحب إلينا، وأغلى في قلوبنا، وأرفع في نفوسنا من أخينا لأمنا وأبينا إذا كان مفرّطاً في الدين أو مقصراً في حقوق الله عز وجل، لكن الشأن في الملايين من غير المسلمين، من يهود أو نصارى أو بوذيين أو سيخ أو هندوس أو وثنيين أو ما أشبه ذلك.

إن من المؤسف جداً أنهم يقيمون بيننا دون أن نبذل لهم أدنى مجهود، وقد يقيم الواحد منهم -أحياناً- عشر سنوات، ثم يرجع إلى بلده وهو لا يعرف عن الإسلام شيئاً، لماذا لا تقوم أنت شخصياً ببعض الزيارات التي هدفها دعوة غير المسلمين إلى الإسلام؟ زيارات إلى الورش والمصانع والمؤسسات والإسكانات وبعض المزارع، أو الشركات التي يوجد فيها عدد كبير منهم، سواء كانت هذه الزيارات منظمة، من خلال مكاتب الدعوة مثلاً، أو كانت زيارات اجتهادية شخصية من قبل نفسك، وأنت رابح بكل تأكيد من وراء هذه الزيارة، والربح يمكن أن يكون أحد البطاقات التالية:

الدخول في الإسلام

البطاقة الأولى: أن يدخل هذا الإنسان في الإسلام، وحينئذ فالأمر كما قال الله تعالى: أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً [المائدة:32].

من رد عبداً آبقاً شارداً     عفا عن الذنب له الغافر

فهداية واحد على يدك خير كثير، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم} توليت أنت عتقه من النار، ومن الكفر، وهذا أعظم من عتقه من الرق لو كان رقيقاً، لكن هب أنه لم يسلم، فهل يعني أن جهدك ذهب سدى؟ كلا!

تشكيكه في دينه

البطاقة الثانية: تشكيكه في دينه، فإنك لما دعوته إلى الإسلام، وعرضت عليه مميزات هذا الدين ومحاسنه وفضائله؛ أثرت عنده تساؤلات عن دينه، ووضعت في عقله علامات استفهام عن العقيدة التي ورثها كابراً عن كابر، وهذا التشكيك في دينه قد يأتي بعد سنة أو أكثر من يزيده شكاً فيه، حتى يصبح في حالة تردد، ثم هذا الشك سيجعله يبحث عن الحق ولو بعد حين.

تفتير القسس عن الحماس لدعوتهم

البطاقة الثالثة: أن هذا الإنسان كان قسيساً أو داعيةً إلى دينه، فلما دعوته إلى الإسلام وكررت عليه، وبدأت وأعدت، وحاصرته بالدعوة، تولد من ذلك فتور الحماس، لقد شعر أن هناك متحمسين لدينهم في هذه البلاد، وأنهم حتى هو استهدفوه بالدعوة وحاولوا صرفه عن دينه، فحينئذٍ يفتر حماسه، كما يفتر حماسك أنت لو دعوت نصرانياً فوجدته متصلباً في دينه متحمساً لدينه، مصراً عليه، فإن بعض المسلمين قد يفتر حماسه حينئذٍ.

تخفيف العداوة للإسلام

البطاقة الرابع: تخفيف عداوته للإسلام، ولا شك أن الكفار كلهم أعداء للدين، ولكن بعضهم أشد عداوة من بعض، فأنت قد تفلح في تخفيف عداوته للدين، وقد تقول أنت: وأي فائدة من تخفيف عداوته؟ نقول: بل له فائدة، فكل شيء له حساب، ومن نتائج تخفيف عداوته: أنه لو أسلم قريبه لما كان موقفه شديداً متعنتاً متصلباً، لأن عداوته للإسلام قد خفت، ومن تخفيف العداوة: أنه لو واجهه مسلم لم يكن كرهه له شديداً، وقد يصغي له ولو بعد حين، ومن تخفيف العداوة: أنه قد يقدم لبعض المسلمين خدمات، كما نعلم أن عبد الله بن أريقط وكان مشركاً، هو الذي دل النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر في حادثة الهجرة، وهكذا، فكل شيء ينبغي أن تضعه في حسابك.

إقامة الحجة

البطاقة الخامسة: إذا لم تفلح في ذلك كله فعندك إقامة الحجة عليهم، فأنت بلغتهم آيات الله وأحاديث رسول الله، والعقيدة الصحيحة، وفي صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال عليه الصلاة والسلام: {والذي نفسي بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني، ثم لم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار} فأنت كنت سبباً في إقامة الحجة عليهم وتبليغهم رسالات الله عز وجل، فأنت حينئذ تكون ممن يبلغون رسالات الله، ويخلفون النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته، فأنت من ورثة المرسلين.

الأجر العظيم عند الله

البطاقة السادسة والأخيرة: هب أن ذلك كله لم يكن حتى إقامة الحجة، هب أنك وجدت لغته من اللغات التي لا تحسنها أنت، ولم تستطع حتى إقامة الحجة عليه، فأنت حينئذٍ عندك البطاقة السادسة وهي: الأجر فكل خطوة يرفع لك بها درجة ويحط عنك بها سيئة أو خطيئة.

فأنت مأجور على كل حال، ومسعاك هذا مسجل عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.

إن هناك فوائد أخرى غير هذه، وهي: اكتشاف أحوال هؤلاء وأوضاعهم، والأشياء التي يعيشونها، فقد يكون بينهم مسلم مضطهد فتزيل اضطهاده، وقد يكون عنده منكرات ظاهرة تزيلها، وقد ينشرون في المجتمع، خمراً أو مخدرات، أو أفلاماً فاسدة أو مجلات منحطة، أو يتصلون ببعض الشباب، أو يرتكبون ويسهلون بعض الفواحش، فتكون أنت سبباً في الاحتساب على هذا المنكر وإزالته.

البطاقة الأولى: أن يدخل هذا الإنسان في الإسلام، وحينئذ فالأمر كما قال الله تعالى: أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً [المائدة:32].

من رد عبداً آبقاً شارداً     عفا عن الذنب له الغافر

فهداية واحد على يدك خير كثير، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم} توليت أنت عتقه من النار، ومن الكفر، وهذا أعظم من عتقه من الرق لو كان رقيقاً، لكن هب أنه لم يسلم، فهل يعني أن جهدك ذهب سدى؟ كلا!

البطاقة الثانية: تشكيكه في دينه، فإنك لما دعوته إلى الإسلام، وعرضت عليه مميزات هذا الدين ومحاسنه وفضائله؛ أثرت عنده تساؤلات عن دينه، ووضعت في عقله علامات استفهام عن العقيدة التي ورثها كابراً عن كابر، وهذا التشكيك في دينه قد يأتي بعد سنة أو أكثر من يزيده شكاً فيه، حتى يصبح في حالة تردد، ثم هذا الشك سيجعله يبحث عن الحق ولو بعد حين.

البطاقة الثالثة: أن هذا الإنسان كان قسيساً أو داعيةً إلى دينه، فلما دعوته إلى الإسلام وكررت عليه، وبدأت وأعدت، وحاصرته بالدعوة، تولد من ذلك فتور الحماس، لقد شعر أن هناك متحمسين لدينهم في هذه البلاد، وأنهم حتى هو استهدفوه بالدعوة وحاولوا صرفه عن دينه، فحينئذٍ يفتر حماسه، كما يفتر حماسك أنت لو دعوت نصرانياً فوجدته متصلباً في دينه متحمساً لدينه، مصراً عليه، فإن بعض المسلمين قد يفتر حماسه حينئذٍ.