العائدون إلى الله


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله، نحمده ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعــد:

فإن عنوان هذه المحاضرة: العائدون إلى الله، وبين يدي هذه المحاضرة، أقدم مقدمة قد تستغرق بعض الوقت ولكنها لا تخلو من فائدة، بل إنني قصدت من ورائها التنبيه إلى قضية تربوية مهمة، فقد يجد بعض الإخوة أنني أميل إلى الحديث عن الظواهر الإيجابية، والأحداث السارة في المجتمع، أكثر من الميل إلى الحديث عن الظواهر السلبية والأحداث المؤلمة، وهذا ليس تعامياً مني عن الواقع وما يجري فيه، وإنما هو استجابة لما أفهمه من منهج الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي كان يقول كما في الصحيحين: {ويعجبني الفأل} وكان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن، فيفرح بالرؤيا الحسنة يراها هو أو يراها بعض أصحابه، ويكره ضدها، ويعجب للاسم الحسن الجميل، ويكره ضده وقد يغيره كما قد حصل في عدد من الحالات.

حديث: { من قال: هلك الناس فهو أهلكهم}

ويصف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم -كما في الحديث الذي رواه مسلم- الذين يكثرون من الحديث عن الأحوال السيئة، والانحرافات الفكرية والخلقية في المجتمع، ويرددون هذه الأشياء بمناسبة وبغير مناسبة، بأنهم من أهلك المسلمين، فيقول: {من قال: هلك الناس فهو أهلكهم}.

ويقول أبو إسحاق صاحب مسلم لا أدري هل الرواية بالرفع أم بالنصب، يعني: أن الرواية لهذا الحديث تحتمل وجهين:-

الوجه الأول: {من قال: هلك الناس فهو أهلكَهم} بفتح الكاف، فيكون فعلاً ماضياً، ويكون معنى الحديث على هذه الرواية أن من قال: هلك الناس، وأكثر من الحديث عن الانحراف الواقع في المجتمع، فهو الذي تسبب في هلاك المسلمين.

ولماذا تسبب في هلاك المسلمين؟

لأنه أشاع في نفوس المسلمين اليأس من الإصلاح، وأشاع في أنفسهم التهاون بالفاحشة والجريمة، وأشاع في نفوسهم اليأس من رحمة الله تبارك وتعالى ومغفرته، وهذه كلها من أعظم أسباب وألوان الفساد.

الوجه الثاني: {من قال: هلك المسلمون فهو أهلكُهم} بضم الكاف، ويكون معنى الحديث على هذه الرواية أنه أكثرهم هلاكاً، فتكون أهلكهم هنا صيغة تفضيل، ويكون معنى الحديث: إن المكثر من الحديث عن الفساد بمناسبة أو بغير مناسبة هو أكثر المسلمين هلاكاً وأشدهم فساداً، ووجه فساده وهلاكه في هذه الحالة في الغالب:

أولاً: أنه مصاب بالعجب بنفسه، أو الاغترار بعمله.

وثانياً: أنه مصاب باستصغار الناس واحتقار شأنهم، إضافة إلى معنى ألمحُهُ في هذه الرواية، وهو أن المكثر من ترداد الفساد وذكر صوره، إنما ينطلق في الغالب من قلب مريض بالشك وبالشهوة، فلذلك تجد أن جميع الصور التي في الواقع تنعكس على هذا القلب الذي هو كالمرآة الصدئة، فكل صورة لا تظهر فيها إلا مشوهة أو مشوشة، حتى لو كانت الصورة في الأصل واضحة أو سليمة، فإنها تظهر في هذه المرآة الصدئة مشوهة أو مشوشة.

الحديث عن الواقع باعتدال

إذاً فالرسول صلى الله عليه وسلم يرشدنا إلى أن يكون حديثنا عن الواقع والفساد الموجود فيه حديثاً معتدلاً، لا نتعدى فيه حدود الحاجة.

وقد يقول قائل في هذا الموقف: إذن هل يجب علينا أن نتعامى عن الفساد القائم والواقع ولا نتحدث عنه، فلا نذكر إلا الخير والصورة المشرقة، ونغمض أعيننا عن الصور المعتمة والقاتمة في المجتمع؟!

فأقول: كلا، بل إن الحديث عن الفساد وما يجري في المجتمع من انحراف وانحلال هو كالملح في الطعام، إن زاد أفسد الطعام، وإن نقص -أيضاً- أفسد الطعام، بل يجب أن يوضع فيه بقدر، فلا يزيد ولا ينقص، ولذلك لما روى الإمام أبو داود رحمه الله هذا الحديث في سننه أعقبه بكلمة للإمام مالك بن أنس رحمه الله، حيث يقول الإمام مالك فيها عن معنى قوله صلى الله عليه وسلم السابق: إذا قال ذلك تحزناً لما يرى في الناس -أي في أمر دينهم- فلا أرى به بأساً، وإذا قال ذلك عجباً بنفسه، وتصاغراً للناس فهو المكروه الذي نُهي عنه.

ويشير الإمام مالك رحمه الله إلى التفصيل في معنى هذا الحديث، وأن الحديث عن هلاك الناس يختلف بحسب الظروف والملابسات والمناسبات التي قيل فيها، كما أن الهلاك المقصود في الحديث، يحتمل في ظني معنى آخر، حيث يكون قول: هلك الناس، في الحديث فيه شرٌ من كل وجه، وهو الحديث عن هلاك الناس في الآخرة، فإنك تجد بعض الناس، وبعض الوعاظ يقنط الناس من رحمة الله عز وجل، وهو يقول: هلك الناس، ويشير بذلك إلى أنهم قد هلكوا وعذبوا في الآخرة، ولا طمع لهم في رحمة الله سبحانه وتعالى.

وهذا لا شك أنه خطأ تربوي وقع فيه كثير من السابقين من أصحاب الملل الضالة والأهواء المنحرفة، كـالخوارج وغيرهم، ووقع فيه بعض أهل السنة من الوعاظ والقصاص الذين يقفون أمام الناس فيقنطونهم من رحمة الله تعالى، فيجب أن نضع الأمر في موضعه وفي إطاره الصحيح.

ونحن نجد في القرآن الكريم الحديث عن الجنة إلى جانب الحديث عن النار، والحديث عن رحمة الله إلى جانب الحديث عن غضبه، كقوله تعالى: نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ [الحجر:50] ولذلك قال بعض السلف: من عبد الله بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد، أو كما قال.

أسباب خطر الحديث عن الفساد الأخلاقي

وبمناسبة هذا الحديث فإنني أرى أن الحديث عن الفساد الخلقي بالذات، والشذوذ والانحراف والمبالغة في تضخيم ذلك ونشره، أخطر من الحديث عن أي لون آخر من ألوان الفساد، وذلك لأسباب:

السبب الأول: منها أن الميل إلى الإشباع الغريزي فطرة مركوزة في قلب كل إنسان ذكراً كان أو أنثى، فالحديث عن الفساد في هذا الإطار يحرك منطقة في النفس لصورة قد لا أستطيع أن أصفها لكم الآن، ولكن يمكن أن يدركها كل واحد منكم إذا حاول أن يراقب نفسه وهو يسمع الحديث عن ألوان الفساد، وخاصة -كما قلت- الفساد الخلقي.

السبب الثاني: أن الأصل في هذه القاذورات التي يتلبس بها بعض الناس هو الستر وعدم الفضيحة، وبقاء المتلبسين بها متوارين عن أعين الناس بعيدين عن ذلك؛ فنشرها وفضحها قد يدخل في إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، فلا يحسن كثرة الحديث عنها.

السبب الثالث: هو أن الحديث في هذه المفاسد ومواطنها قد يصادف قلباً مريضاً أو نفساً منحرفة، فتتحرك إلى مواطن هذه الرذيلة وتقع فيها بقصد أو بغير قصد.

متى نتحدث عن الفساد؟!

وقد يسأل سائل، متى نتحدث عن هذا الفساد، وبالذات عن الفساد الخلقي؟.

فأقول: هناك مناسبات قد يسوغ ويحسن أن نتحدث فيها عن هذا الفساد، وأضرب لها بعض الأمثلة:

فيحسن بل يجب أن نتحدث عن هذا الفساد إلى من بيده القدرة على التغيير -بأي صورة من صور التغيير- حتى يتحركوا للقضاء على هذا الفساد وردع القائمين به والمتلبسين به.

وهناك صورة أخرى وهي: إذا علمت -مثلاً- أن هناك إنساناً قد يقع من حيث لا يدري -وهو غافل- في موطن من مواطن هذا الفساد، فعليك أن تنبهه من هذا الموطن لتحذره من الوقوع فيه، لأنك تعلم أنه واقع في غفلة، والغفلة تُزال بالتحذير والتنبيه.

والصورة الثالثة التي يسوغ ويحسن أن نتحدث فيها عن الفساد وبالذات الفساد الخلقي: أن يكون ذلك لغرض تربوي تقصد فيه بناء جانب معين في نفس المربى، وقد توجد صور أخرى غير هذه الصور التي ذكرت، إنما الخطأ الذي أشير إليه وأرى أنه واقع هو مبالغة البعض في الحديث عن الفساد.

لا تزال أمة محمد بخير

أيها الإخوة: تجلس أحياناً إلى بعض الناس، من المتحمسين للخير والمتمسكين، بل والمتشددين، فيبدأ يسرد لك من القصص التي يشيب لها الرأس، سواء في عقوق الوالدين، أو في أنواع الجرائم الخلقية، أو في غيرها... حتى يخرج الإنسان وهو يشعر أن قلبه قد تلوث بما سمع واسود، ولو أنكرت على هذا الإنسان وقلت له: يا أخي، لا تزال أمة محمد بخير، ويجب عليك أن تنظر إلى جوانب الخير المشرقة في المجتمع مثلما نظرت إلى الجوانب السوداء المعتمة؛ اتهمك بأنك مغفل وأنك طيب القلب، وأنك لا تدري، وهو بهذا يصور نفسه بأنه هو الوحيد الذي يدري ويعلم ويدرك ويفهم، وأن غيره ممن ينكر هذا الأسلوب مصابون بالغفلة وعدم الإدراك، وهذا -كما قلت- خطأ تربوي، يجب أن نتفاداه وأن ننبه عليه من يقع فيه.

ويصف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم -كما في الحديث الذي رواه مسلم- الذين يكثرون من الحديث عن الأحوال السيئة، والانحرافات الفكرية والخلقية في المجتمع، ويرددون هذه الأشياء بمناسبة وبغير مناسبة، بأنهم من أهلك المسلمين، فيقول: {من قال: هلك الناس فهو أهلكهم}.

ويقول أبو إسحاق صاحب مسلم لا أدري هل الرواية بالرفع أم بالنصب، يعني: أن الرواية لهذا الحديث تحتمل وجهين:-

الوجه الأول: {من قال: هلك الناس فهو أهلكَهم} بفتح الكاف، فيكون فعلاً ماضياً، ويكون معنى الحديث على هذه الرواية أن من قال: هلك الناس، وأكثر من الحديث عن الانحراف الواقع في المجتمع، فهو الذي تسبب في هلاك المسلمين.

ولماذا تسبب في هلاك المسلمين؟

لأنه أشاع في نفوس المسلمين اليأس من الإصلاح، وأشاع في أنفسهم التهاون بالفاحشة والجريمة، وأشاع في نفوسهم اليأس من رحمة الله تبارك وتعالى ومغفرته، وهذه كلها من أعظم أسباب وألوان الفساد.

الوجه الثاني: {من قال: هلك المسلمون فهو أهلكُهم} بضم الكاف، ويكون معنى الحديث على هذه الرواية أنه أكثرهم هلاكاً، فتكون أهلكهم هنا صيغة تفضيل، ويكون معنى الحديث: إن المكثر من الحديث عن الفساد بمناسبة أو بغير مناسبة هو أكثر المسلمين هلاكاً وأشدهم فساداً، ووجه فساده وهلاكه في هذه الحالة في الغالب:

أولاً: أنه مصاب بالعجب بنفسه، أو الاغترار بعمله.

وثانياً: أنه مصاب باستصغار الناس واحتقار شأنهم، إضافة إلى معنى ألمحُهُ في هذه الرواية، وهو أن المكثر من ترداد الفساد وذكر صوره، إنما ينطلق في الغالب من قلب مريض بالشك وبالشهوة، فلذلك تجد أن جميع الصور التي في الواقع تنعكس على هذا القلب الذي هو كالمرآة الصدئة، فكل صورة لا تظهر فيها إلا مشوهة أو مشوشة، حتى لو كانت الصورة في الأصل واضحة أو سليمة، فإنها تظهر في هذه المرآة الصدئة مشوهة أو مشوشة.

إذاً فالرسول صلى الله عليه وسلم يرشدنا إلى أن يكون حديثنا عن الواقع والفساد الموجود فيه حديثاً معتدلاً، لا نتعدى فيه حدود الحاجة.

وقد يقول قائل في هذا الموقف: إذن هل يجب علينا أن نتعامى عن الفساد القائم والواقع ولا نتحدث عنه، فلا نذكر إلا الخير والصورة المشرقة، ونغمض أعيننا عن الصور المعتمة والقاتمة في المجتمع؟!

فأقول: كلا، بل إن الحديث عن الفساد وما يجري في المجتمع من انحراف وانحلال هو كالملح في الطعام، إن زاد أفسد الطعام، وإن نقص -أيضاً- أفسد الطعام، بل يجب أن يوضع فيه بقدر، فلا يزيد ولا ينقص، ولذلك لما روى الإمام أبو داود رحمه الله هذا الحديث في سننه أعقبه بكلمة للإمام مالك بن أنس رحمه الله، حيث يقول الإمام مالك فيها عن معنى قوله صلى الله عليه وسلم السابق: إذا قال ذلك تحزناً لما يرى في الناس -أي في أمر دينهم- فلا أرى به بأساً، وإذا قال ذلك عجباً بنفسه، وتصاغراً للناس فهو المكروه الذي نُهي عنه.

ويشير الإمام مالك رحمه الله إلى التفصيل في معنى هذا الحديث، وأن الحديث عن هلاك الناس يختلف بحسب الظروف والملابسات والمناسبات التي قيل فيها، كما أن الهلاك المقصود في الحديث، يحتمل في ظني معنى آخر، حيث يكون قول: هلك الناس، في الحديث فيه شرٌ من كل وجه، وهو الحديث عن هلاك الناس في الآخرة، فإنك تجد بعض الناس، وبعض الوعاظ يقنط الناس من رحمة الله عز وجل، وهو يقول: هلك الناس، ويشير بذلك إلى أنهم قد هلكوا وعذبوا في الآخرة، ولا طمع لهم في رحمة الله سبحانه وتعالى.

وهذا لا شك أنه خطأ تربوي وقع فيه كثير من السابقين من أصحاب الملل الضالة والأهواء المنحرفة، كـالخوارج وغيرهم، ووقع فيه بعض أهل السنة من الوعاظ والقصاص الذين يقفون أمام الناس فيقنطونهم من رحمة الله تعالى، فيجب أن نضع الأمر في موضعه وفي إطاره الصحيح.

ونحن نجد في القرآن الكريم الحديث عن الجنة إلى جانب الحديث عن النار، والحديث عن رحمة الله إلى جانب الحديث عن غضبه، كقوله تعالى: نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ [الحجر:50] ولذلك قال بعض السلف: من عبد الله بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد، أو كما قال.

وبمناسبة هذا الحديث فإنني أرى أن الحديث عن الفساد الخلقي بالذات، والشذوذ والانحراف والمبالغة في تضخيم ذلك ونشره، أخطر من الحديث عن أي لون آخر من ألوان الفساد، وذلك لأسباب:

السبب الأول: منها أن الميل إلى الإشباع الغريزي فطرة مركوزة في قلب كل إنسان ذكراً كان أو أنثى، فالحديث عن الفساد في هذا الإطار يحرك منطقة في النفس لصورة قد لا أستطيع أن أصفها لكم الآن، ولكن يمكن أن يدركها كل واحد منكم إذا حاول أن يراقب نفسه وهو يسمع الحديث عن ألوان الفساد، وخاصة -كما قلت- الفساد الخلقي.

السبب الثاني: أن الأصل في هذه القاذورات التي يتلبس بها بعض الناس هو الستر وعدم الفضيحة، وبقاء المتلبسين بها متوارين عن أعين الناس بعيدين عن ذلك؛ فنشرها وفضحها قد يدخل في إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، فلا يحسن كثرة الحديث عنها.

السبب الثالث: هو أن الحديث في هذه المفاسد ومواطنها قد يصادف قلباً مريضاً أو نفساً منحرفة، فتتحرك إلى مواطن هذه الرذيلة وتقع فيها بقصد أو بغير قصد.




استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة اسٌتمع
أحاديث موضوعة متداولة 5134 استماع
حديث الهجرة 5024 استماع
تلك الرسل 4179 استماع
الصومال الجريح 4147 استماع
مصير المترفين 4126 استماع
تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة 4053 استماع
وقفات مع سورة ق 3980 استماع
مقياس الربح والخسارة 3930 استماع
نظرة في مستقبل الدعوة الإسلامية 3875 استماع
التخريج بواسطة المعجم المفهرس 3839 استماع