سلسلة معركة بدر [3]


الحلقة مفرغة

لا زال الحديث مستمراً، فإلى الآن لم تبدأ ساعة الصفر في المعركة، فأي معركة يجب أن تسبقها أحداث، وتسبقها مناوشات، وتسبقها محاولات واستخبارات.

ففي بعض الأحيان تحاول الفرق أن تتجنب الحرب، ولذلك ما كانت جيوش المسلمين تفتح أي بلاد حتى تنذر أهلها، وتخبرهم أننا ما جئنا مدمرين، ولا جئنا غزاة، ولا جئنا من أجل شيء من الدنيا، ولكن أسلموا تسلموا، فما جئنا إلا لنبشر وندعو إلى هذا الدين، لكن إن حددت الأمور، ولم يكن هناك إلا المواجهة، فأبطال الإسلام على أتم الاستعداد للمواجهة مهما كانت الظروف، ومهما كانت الأحوال.

ولك أن تتخيل ثلاثمائة رجل أجبرتهم الظروف على المواجهة، فما تخلف منهم رجل واحد بل قالوا: امض لما أمرك الله، فوالله لو أمرتنا أن نرمي بأنفسنا من أعالي الجبال لرميناها ما تخلف منا رجل واحد!

بالرغم من أن التكاليف كانت شاقة على الرجال ومع هذا ما تخلف منهم رجل واحد، واليوم نجد التكاليف أيسر ما تكون، ومع هذا فالمتخلفون آلاف مؤلفة!

نسأل الله ألا يجعلنا وإياكم من المتخلفين.

أقول فلنتابع وإياكم موجز الأخبار قبل ساعة الصفر: من صفات القيادة الناجحة التواضع واليقظة، فأي قيادة حتى تستطيع أن تكسب أولئك الذين ينطوون تحت لوائها لا بد أن تكون قيادة متواضعة، وقد استطاع النبي صلى الله عليه وسلم أن يكسب الأتباع ويؤثر عليهم قال الله: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ [آل عمران:159]، وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107]، فقد كان كواحد منهم، يتعاقب معهم على البعير، فإذا جاعوا جاع، وإذا شبعوا شبع، وإذا أكلوا أكل، وإذا جاهدوا جاهد معهم، وهكذا استطاع أن يؤثر عليهم، ولن نستطيع أن نؤثر على البشرية إلا إذا سرنا على نفس الخطى وعلى نفس الهدي.

وكانت تلك القيادة يقظة تعمل كل ما فيه مصلحة للمسلمين، فتحفظهم من الشرور، وتسعى إلى كل ما فيه خير من أجل أن يقام دين الله.

استكشاف يقوم به النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه

فما إن نزل القائد الأعلى بجيشه قرب بدر حتى قام هو بنفسه باستكشاف المنطقة، وما أرسل فلاناً ولا فلاناً، بل قام هو بنفسه صلى الله عليه وسلم بعملية الاستكشاف لمعرفة أخبار العدو، محاولاً بنفسه التعرف على حقيقة جيش مكة، وتحديد مواقعه، مع العلم أن في هذا خطورة على القائد، فقد كان بإمكانه إرسال أي جندي من جنوده حتى يتتبع الأخبار، لكن لكي يريهم القائد أنه مثلهم في القيام بنفس الأدوار التي يقومون بها.

وكان في ذلك خطورة، لكننا نتكلم عن أشجع الشجعان، يقول أهل المدينة: سمعنا صوتاً ذات ليلة فخفنا منه، فخرجنا فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم راجع، قد سبقهم إلى الخروج للاطمئنان على أحوال المدينة، وكان قد خرج بفرس لـأبي طلحة ليس عليها سرج، فلما اطمأن أن الوضع آمن، رجع وهو يقول لهم: (لن تراعوا، لن تراعوا) ما نام وترك الرعية، بل كان يسهر على راحتهم.

خرج معه مرافقه أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه رفيق الغار ورفيق الدرب، فبينما هو صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الجولة الاستكشافية، وقف على رجل شيخ من العرب، فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يسأله عن أخبار جيش مكة، لكنه خاف أن يظنه من جيش المسلمين، فسأله عن الفريقين، فقال: (أخبرني عن جيش مكة؟ وأخبرني عن جيش المدينة؟) فقال له الشيخ: لا أخبرك حتى تخبراني ممن أنتما؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أخبرتنا أخبرناك)، فإذا قلت لنا بمواقع هؤلاء ومواقع هؤلاء فسنخبرك ممن نحن؟ فقال الشيخ: أو ذاك؟ يعني: لا يوجد أخذ أو عطاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم (ذاك الذي سمعت)، فقال الشيخ: فإنه بلغني أن محمداً وأصحابه قد خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان الذي أخبرني قد صدق فهم اليوم في الموقع الفلاني، وبلغني أن أهل مكة خرجوا في يوم كذا وكذا، فإن كان الذي أخبرني صادق فهم اليوم في موقع كذا وكذا، وصدق في قوله ذلك، إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ منكم [الأنفال:42]، أي: مر الركب من جهة البحر، فلما فرغ الشيخ من خبره، قال: ممن أنتما؟ فقال بأبي هو وأمي: (نحن من ماء)، يعني: خلقنا من ماء، وصدق فهو لا يكذب ولا ينطق عن الهوى، ثم انصرف بعد أن عرف بالتحديد مواقع جيش الكفار.

وهنا: يعطينا النبي صلى الله عليه وسلم تشريعا عسكرياً حربياً شرعه النبي صلى الله عليه وسلم، فيجب الحصول على أخبار العدو بأي وسيلة من الوسائل حتى لو أدى الأمر إلى التمويه؛ لمعرفة أخبار الكفار.

والكذب يجوز في مواطن ثلاثة ومنها: هذا الموطن، لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكذب قط لا مازحاً ولا جاداً، وإنما موه لأن القضية قضية حرب، وهو حريص على سلامة جيشه.

بعث الرسول عليه الصلاة والسلام حملة استكشافية أخرى

وعندما عاد إلى مقر القيادة بعث الاستخبارات من جديد ليتحسس الأخبار، فبعث ثلاثة: علياً والزبير وسعداً ، الرجل منهم بألف رجل، بعث ثلاثة وكل واحد منهم يقول: الزاد عندي!

فوجد هؤلاء الثلاثة - علي والزبير وسعد - غلامين لقريش يملأان الماء لجيش مكة، فأخذوهما إلى معسكر المسلمين، فاستجوبهما النبي صلى الله عليه وسلم وسألهما عن مكان قريش، فقالا: هما وراء ذلك الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى.

قال: (كم القوم؟ قالا: كثير، فقال: كم ينحروا جزوراً في اليوم؟ قالا: ينحرون كل يوم ما بين تسع إلى عشر جزر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: القوم ما بين تسعمائة إلى ألف) فهو قائد يعرف خطط الحرب من أولها إلى آخرها، ثم سأل الغلامين عن جيش مكة؟ فذكروا صناديد قريش وكبرائها، فذكروا له: عتبة وأخاه شيبة وأبا جهل وأبا البحتري بن هشام وأمية بن خلف والعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وسهيل بن عمرو وغيرهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لما تأكد من قوة جيش العدو وأنه خرج بكامل عدته، وخرج بكبرائه وسادته: (هذه مكة قد ألقت إليكم بفلذات أكبادها) يعني: قادتها وصناديدها وسادتها، فقد جاءوا يحاربون الله ورسوله.

والأمر شورى كما علمنا القرآن، وكما كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يوجد انفراد في أي قرار عن المسلمين، ولا ينفرد أحد منهم بقرار يمس مصلحة الأمة، قال الله: وأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ [الشورى:38].

فما إن نزل القائد الأعلى بجيشه قرب بدر حتى قام هو بنفسه باستكشاف المنطقة، وما أرسل فلاناً ولا فلاناً، بل قام هو بنفسه صلى الله عليه وسلم بعملية الاستكشاف لمعرفة أخبار العدو، محاولاً بنفسه التعرف على حقيقة جيش مكة، وتحديد مواقعه، مع العلم أن في هذا خطورة على القائد، فقد كان بإمكانه إرسال أي جندي من جنوده حتى يتتبع الأخبار، لكن لكي يريهم القائد أنه مثلهم في القيام بنفس الأدوار التي يقومون بها.

وكان في ذلك خطورة، لكننا نتكلم عن أشجع الشجعان، يقول أهل المدينة: سمعنا صوتاً ذات ليلة فخفنا منه، فخرجنا فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم راجع، قد سبقهم إلى الخروج للاطمئنان على أحوال المدينة، وكان قد خرج بفرس لـأبي طلحة ليس عليها سرج، فلما اطمأن أن الوضع آمن، رجع وهو يقول لهم: (لن تراعوا، لن تراعوا) ما نام وترك الرعية، بل كان يسهر على راحتهم.

خرج معه مرافقه أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه رفيق الغار ورفيق الدرب، فبينما هو صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الجولة الاستكشافية، وقف على رجل شيخ من العرب، فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يسأله عن أخبار جيش مكة، لكنه خاف أن يظنه من جيش المسلمين، فسأله عن الفريقين، فقال: (أخبرني عن جيش مكة؟ وأخبرني عن جيش المدينة؟) فقال له الشيخ: لا أخبرك حتى تخبراني ممن أنتما؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أخبرتنا أخبرناك)، فإذا قلت لنا بمواقع هؤلاء ومواقع هؤلاء فسنخبرك ممن نحن؟ فقال الشيخ: أو ذاك؟ يعني: لا يوجد أخذ أو عطاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم (ذاك الذي سمعت)، فقال الشيخ: فإنه بلغني أن محمداً وأصحابه قد خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان الذي أخبرني قد صدق فهم اليوم في الموقع الفلاني، وبلغني أن أهل مكة خرجوا في يوم كذا وكذا، فإن كان الذي أخبرني صادق فهم اليوم في موقع كذا وكذا، وصدق في قوله ذلك، إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ منكم [الأنفال:42]، أي: مر الركب من جهة البحر، فلما فرغ الشيخ من خبره، قال: ممن أنتما؟ فقال بأبي هو وأمي: (نحن من ماء)، يعني: خلقنا من ماء، وصدق فهو لا يكذب ولا ينطق عن الهوى، ثم انصرف بعد أن عرف بالتحديد مواقع جيش الكفار.

وهنا: يعطينا النبي صلى الله عليه وسلم تشريعا عسكرياً حربياً شرعه النبي صلى الله عليه وسلم، فيجب الحصول على أخبار العدو بأي وسيلة من الوسائل حتى لو أدى الأمر إلى التمويه؛ لمعرفة أخبار الكفار.

والكذب يجوز في مواطن ثلاثة ومنها: هذا الموطن، لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكذب قط لا مازحاً ولا جاداً، وإنما موه لأن القضية قضية حرب، وهو حريص على سلامة جيشه.

وعندما عاد إلى مقر القيادة بعث الاستخبارات من جديد ليتحسس الأخبار، فبعث ثلاثة: علياً والزبير وسعداً ، الرجل منهم بألف رجل، بعث ثلاثة وكل واحد منهم يقول: الزاد عندي!

فوجد هؤلاء الثلاثة - علي والزبير وسعد - غلامين لقريش يملأان الماء لجيش مكة، فأخذوهما إلى معسكر المسلمين، فاستجوبهما النبي صلى الله عليه وسلم وسألهما عن مكان قريش، فقالا: هما وراء ذلك الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى.

قال: (كم القوم؟ قالا: كثير، فقال: كم ينحروا جزوراً في اليوم؟ قالا: ينحرون كل يوم ما بين تسع إلى عشر جزر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: القوم ما بين تسعمائة إلى ألف) فهو قائد يعرف خطط الحرب من أولها إلى آخرها، ثم سأل الغلامين عن جيش مكة؟ فذكروا صناديد قريش وكبرائها، فذكروا له: عتبة وأخاه شيبة وأبا جهل وأبا البحتري بن هشام وأمية بن خلف والعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وسهيل بن عمرو وغيرهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لما تأكد من قوة جيش العدو وأنه خرج بكامل عدته، وخرج بكبرائه وسادته: (هذه مكة قد ألقت إليكم بفلذات أكبادها) يعني: قادتها وصناديدها وسادتها، فقد جاءوا يحاربون الله ورسوله.

والأمر شورى كما علمنا القرآن، وكما كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يوجد انفراد في أي قرار عن المسلمين، ولا ينفرد أحد منهم بقرار يمس مصلحة الأمة، قال الله: وأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ [الشورى:38].

وفي السادس عشر من رمضان قبل المعركة بيوم، في السنة الثانية من الهجرة تحرك النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه ليسبق المشركين إلى مواقع الماء في بدر، ثم يحول بينهم وبين الاستيلاء على مواقع المياه.

وأثناء التحرك حدثت حادثة تجلت فيها عظمة القيادة أكثر مما مضى، فالقيادة لا تتعصب للرأي، وإن رأت رأياً أصلح للمسلمين اتخذته استجابةً لأمر الله أن الأمر شورى بينهم، واليوم تجد أن الشورى في وادٍ ونحن في وادٍ آخر!

فلما نزل النبي صلى الله عليه وسلم بدراً، تكلم أحد القادة -وهو الحباب بن المنذر رضي الله عنه وأرضاه- فقال: يا رسول الله! هذا المنزل الذي نزلته هل هو منزل أنزلكه الله إياه -ولاحظ الأدب، فالجندي كذلك يعرف كيف يتكلم مع القادة- فقال: يا رسول الله! المنزل هذا الذي نزلته الآن هل هو منزل أنزلكه الله إياه أم هو الرأي والحرب والمشورة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا، بل هو الرأي والحرب والمشورة) فقال: يا رسول الله! فإن هذا ليس بمنزل، فامض بالناس حتى نأتي آخر مواقع المياه وأول موقع لقريش عند الماء، ثم نهدم الآبار كلها، ثم نبني الحوض فنشرب ولا يشربون، حتى يهلك العدو عطشاً. والمقاتل يحتاج إلى إمداد وسقيا أثناء القتال، فنقطع عنهم المدد المائي.

ولاحظوا الآن فهم يقولون: إن الفلوجة ستستسلم بعد أيام؛ لأنهم يحاصرونها من كل الجهات، وما دروا أن المدد يأتي من السماء! فهم يأخذون بالأسباب المادية، وهم مساكين لا يدرون أن للكون رباً يسيره، يقول الله في الحديث القدسي: (وعزتي وجلالي ما اعتصم بي عبدٌ من عبادي وكادته السماوات والأرض إلا جعلت له من بينها مخرجاً)، وأهل الفلوجة يقاتلون من أجل ماذا؟ أليس من أجل نصرة هذا الدين؟ فسيأتيهم الفرج ليس مني ولا منك، فنحن قد خذلناهم حتى بالدعاء، نسأل الله العفو والعافية، لكن لم يخذلهم رب الأرض والسماء.

فقال: يا رسول الله! نغور المياه حتى نشرب ولا يشربون، فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: (نعم الرأي) أي: لقد أشرت بالرأي، فذهب الجيش حتى إذا أتى أقرب ماء من العدو نزل عليه، ثم أمر بالقلب -جمع قليب- فغمرت عملاً بمشورة الحباب ، ثم بنى حوضاً على القليب الذي نزل عليه فملئ ماءً.

إنها أمة القرآن التي قال الله عنها: وأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ [الشورى:38]، وقال الله لنبيه: فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران:159].

فالأمر في جيش المسلمين شورى ومحبة ومودة وثقة ويقين واستعداد، وانظر! ففي المقابل قريش تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى [الحشر:14]، وهم إلى اليوم هكذا لا يتغيرون، ووالله ما أتينا من قبل قوتهم، ولكن بسبب ضعفنا وتفرقنا نحن، فلو اجتمعت كلمتنا وتوحدت صفوفنا فوالله الذي رفع السماء وبسط الأرض لن تقوم لهم قائمة على ما عندهم من العدة والعتاد.

قال ابن عثيمين : يستطيع الله بلحظات أن يضرب زلزالاً يدمر من القوى ما لا تستطيع قواهم أن تفعله في سنوات، فبقوة جبار السماوات يضربهم بزلزال يسقط قواهم من أولها إلى آخرها حتى لو اجتمعوا.