خطب ومحاضرات
المسيح الدجال
الحلقة مفرغة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
عباد الله! حدثتكم في الجمعة الماضية عن خروج المهدي وعن أحداث تسبق خروجه، وحدثتكم عن صفاته وبعض من أخباره، وحتى يكون الحديث متصلاً سأحدثكم اليوم عن الدجال ، وهو أعظم فتنة تمر على البشرية، فما من نبي إلا حذر قومه الدجال ، ولكن تحذير نبينا صلى الله عليه وسلم كان أشد؛ لأنه سيخرج في هذه الأمة، وخروجه أمر عظيم وجسيم، وتبلغ فتنته مبلغاً لا يعلمه إلا الله، أما ترى أننا نتعوذ من فتنته في دبر كل صلاة، وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه فلا يبقى لهم سائمة إلا هلكت، وأنه يمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر عليهم، ويأمر الأرض أن تنبت لهم، إنها والله فتنة عظيمة، لذلك حذر الأنبياء منها، وكان نبينا أشد الأنبياء تحذيراً.
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، وكان أكثر خطبته عن
إنها فتنة عظيمة عباد الله! وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يخرج حتى يذهل الناس عن ذكره، وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر، من أجل هذا اخترت الحديث عنه حتى لا تسكت المنابر عن التحذير من فتنته.
فهيا معاً نطوف بين الأحاديث والآثار التي تحذر وتنذر وتخبر عن فتنته، وقد أطيل قليلاً لكني أردت أن يكون الحديث تاماً ومتصلاً من وقت خروجه إلى نهايته.
سبب تسمية الدجال بالمسيح وعيسى بالمسيح
قال ابن فارس : لأن أحد شقي وجهه ممسوح مشوه، وقيل: لأنه ممسوح العين، وهذا ما اختاره أكثر أهل العلم، وقيل: لأنه يمسح الأرض، أي: يقطعها تجولاً في أربعين يوماً، فلا تبقى بقعة في الأرض إلا يطؤها في أربعين يوماً.
وقد يقول قائل: ولماذا سمي المسيح ابن مريم بذلك؟
اختلف في ذلك على عدة أقوال، منها: أنه يمسح على الأعمى والأكمه والأبرص فيبرأ بإذن الله، ويمسح على الميت فيحيا بإذن الله، وقيل: لأنه أمسح الرجل، فليس لرجله أخمص، وقيل: إنه خرج من بطن أمه كأنه ممسوح بالدهن، وقيل: إن حسن الوجه يسمى مسيحاً في اللغة، فعلى هذا يكون على وجهه مسحة جمال وحسن، وقيل غير ذلك.
فلدينا مسيحان: مسيح على وجهه مسحة قبح، ومسيح على وجهه مسحة حسن وجمال.
ويقول البعض عن الدجال : المسيخ، بدلاً من المسيح؛ وذلك للتفريق بينهما، وهذا ليس بصحيح، وإنما يفرق بينهما فيقال: مسيح الهداية ومسيح الضلالة.
فمسيح الهدى يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى بإذن الله، ومسيح الضلالة يفتن الناس بما يعطاه من الآيات، كإنزال المطر وإحياء الأرض وغيرها من الخوارق.
سبب تسمية الدجال بالدجال
ومنها: الدجال مأخوذ من الدجالة وهو طلاء البعير بالقطران؛ سمي بذلك لأنه يغطي الحق ويستره بسحره وكذبه، كما يغطي الرجل جرب بعيره بالدجالة والنصب والاحتيال.
ومنها أيضاً: أن الدجال هو الضارب في نواحي الأرض وقطعه لها، يقال: دجل الأرض إذا ضرب في مشارق الأرض ومغاربها.
ويقال: الدجال من التغطية، أي: أن كل شيء غطيته فقد دجلته، فـالدجال يغطي الحق ويظهر الباطل.
وقالوا كذلك: الدجل من ماء الذهب الذي يطلى به الشيء فيحسن ظاهره وداخله خزف أو عود، فـالدجال يطلي الأشياء لتصبح في ظاهرها حسنة وهي باطلة.
أخبار من فتنة الدجال ودجله على الناس
وإليك مزيداً من الأخبار، فأعوانه وجنوده الشياطين كيف لا وهم أنصار كل باطل وأعداء كل حق؟! قاتلهم الله أنى يؤفكون! جاء في رواية: (وإن من فتنته أن يقول لإعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وبعثت لك أمك، أتشهد أني ربك، فيقول الإعرابي: نعم، فيتمثل له شيطانان على صورة أبيه وعلى صورة أمه، فيقولان له: يا بني! اتبعه فإنه ربك) فهل من فتنة أشد من هذا!
العلامات التي تسبق ظهور الدجال وتنبئ بخروجه
ومنذ أيام مضت ادعى رجل في اليمن النبوة، وادعى قبله أقوام.
ومن العلامات التي تسبق ظهوره أيضاً: فتح القسطنطينية، عن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الملحمة العظمى، وفتح قسطنطينية، وخروج
ومن العلامات ومما نلاحظ في هذه الأيام: تغير الأحوال وتبدل الأشياء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) صححه ابن حجر .
ومن العلامات السابقة لظهوره كذلك: جوع وقحط وحاجة، جاء في حديث أبي أمامة الطويل: قال صلى الله عليه وسلم: (وإن قبل خروج
أما لماذا سمي الدجال بالمسيح؟ فعلى عدة أقوال:
قال ابن فارس : لأن أحد شقي وجهه ممسوح مشوه، وقيل: لأنه ممسوح العين، وهذا ما اختاره أكثر أهل العلم، وقيل: لأنه يمسح الأرض، أي: يقطعها تجولاً في أربعين يوماً، فلا تبقى بقعة في الأرض إلا يطؤها في أربعين يوماً.
وقد يقول قائل: ولماذا سمي المسيح ابن مريم بذلك؟
اختلف في ذلك على عدة أقوال، منها: أنه يمسح على الأعمى والأكمه والأبرص فيبرأ بإذن الله، ويمسح على الميت فيحيا بإذن الله، وقيل: لأنه أمسح الرجل، فليس لرجله أخمص، وقيل: إنه خرج من بطن أمه كأنه ممسوح بالدهن، وقيل: إن حسن الوجه يسمى مسيحاً في اللغة، فعلى هذا يكون على وجهه مسحة جمال وحسن، وقيل غير ذلك.
فلدينا مسيحان: مسيح على وجهه مسحة قبح، ومسيح على وجهه مسحة حسن وجمال.
ويقول البعض عن الدجال : المسيخ، بدلاً من المسيح؛ وذلك للتفريق بينهما، وهذا ليس بصحيح، وإنما يفرق بينهما فيقال: مسيح الهداية ومسيح الضلالة.
فمسيح الهدى يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى بإذن الله، ومسيح الضلالة يفتن الناس بما يعطاه من الآيات، كإنزال المطر وإحياء الأرض وغيرها من الخوارق.
لماذا سمي بـالدجال ؟ فيه أقوال عدة اخترت منها قول ابن دحية الحافظ: قال العلماء: الدجال في اللغة يطلق على عدة وجوه، منها: الدجال بمعنى: الكذاب، وهذا معروف وما أكثره اليوم.
ومنها: الدجال مأخوذ من الدجالة وهو طلاء البعير بالقطران؛ سمي بذلك لأنه يغطي الحق ويستره بسحره وكذبه، كما يغطي الرجل جرب بعيره بالدجالة والنصب والاحتيال.
ومنها أيضاً: أن الدجال هو الضارب في نواحي الأرض وقطعه لها، يقال: دجل الأرض إذا ضرب في مشارق الأرض ومغاربها.
ويقال: الدجال من التغطية، أي: أن كل شيء غطيته فقد دجلته، فـالدجال يغطي الحق ويظهر الباطل.
وقالوا كذلك: الدجل من ماء الذهب الذي يطلى به الشيء فيحسن ظاهره وداخله خزف أو عود، فـالدجال يطلي الأشياء لتصبح في ظاهرها حسنة وهي باطلة.
اسمع رعاك الله وبارك الله فيك عن فتنته ودجله على الناس: جاء في رواية: (وإن من فتنته أن معه جنة وناراً، فناره جنة وجنته نار، فمن ابتلي بناره فليستعن بالله وليقرأ فواتح سورة الكهف، فتكون عليه برداً وسلاماً كما كانت النار على إبراهيم عليه السلام) وفي رواية أخرى: (معه نهران يجريان، أحدهما: رأي العين ماء أبيض، والآخر: رأي العين نار تتأجج، فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه ناراً، وليغمض عينيه، ثم ليطأطئ رأسه فيشرب، فإنه ماء بارد) فجنته نار وناره جنة، لا إله إلا الله! إنها والله لفتنة عظيمة، ولا ينجو منها إلا من صدق مع الله عز وجل.
وإليك مزيداً من الأخبار، فأعوانه وجنوده الشياطين كيف لا وهم أنصار كل باطل وأعداء كل حق؟! قاتلهم الله أنى يؤفكون! جاء في رواية: (وإن من فتنته أن يقول لإعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وبعثت لك أمك، أتشهد أني ربك، فيقول الإعرابي: نعم، فيتمثل له شيطانان على صورة أبيه وعلى صورة أمه، فيقولان له: يا بني! اتبعه فإنه ربك) فهل من فتنة أشد من هذا!
عباد الله! ولأن خروجه أمر عظيم وأمر جسيم، فمن سنة الله أن تسبق هذا الحدث علامات تنبئ بظهوره وبخروجه، ومنها: ظهور المدعين للنبوة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين، كل يزعم أنه رسول) متفق عليه.
ومنذ أيام مضت ادعى رجل في اليمن النبوة، وادعى قبله أقوام.
ومن العلامات التي تسبق ظهوره أيضاً: فتح القسطنطينية، عن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الملحمة العظمى، وفتح قسطنطينية، وخروج
ومن العلامات ومما نلاحظ في هذه الأيام: تغير الأحوال وتبدل الأشياء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) صححه ابن حجر .
ومن العلامات السابقة لظهوره كذلك: جوع وقحط وحاجة، جاء في حديث أبي أمامة الطويل: قال صلى الله عليه وسلم: (وإن قبل خروج
استمع المزيد من الشيخ خالد الراشد - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
انها النار | 3542 استماع |
بر الوالدين | 3421 استماع |
أحوال العابدات | 3410 استماع |
يأجوج ومأجوج | 3348 استماع |
البداية والنهاية | 3335 استماع |
وقت وأخ وخمر وأخت | 3269 استماع |
أسمع وأفتح قلبك - ذكرى لمن كان له قلب | 3254 استماع |
أين دارك غداً | 3204 استماع |
هذا ما رأيت في رحلة الأحزان | 3097 استماع |
أين أنتن من هؤلاء؟ | 3096 استماع |