1 -فرقة تقول: من رجع من دار الهجرة إلى القعود برئنا منه
وفرقة تقول: بل نتولاهم لأنهم رجعوا إلى أمر كان حلالا لهم
والفرقتان اجتمعتا على أن الإمام إذا كفر كفرت الرعية: الغائب منهم والشاهد
ومن البيهسية صنف يقال لهم أصحاب التفسير زعموا أن من شهد من المسلمين شهادة أخذ بتفسيرها وكيفيتها ( 1 \ 126 )
وصنف يقال لهم أصحاب السؤال قالوا: إن الرجل يكون مسلما إذا شهد الشهادتين وتبرأ وتولى وآمن بما جاء من عند الله جملة وإن لم يعلم فيسأل ما افترض الله عليه ولا يضره أن لا يعلم حتى يبتلى به فيسأل وإن واقع حراما لم يعلم تحريمه فقد كفر
وقالوا في الأطفال بقول الثعلبية: إن أطفال المؤمنين مؤمنون وأطفال الكافرين كافرون
ووافقوا القدرية في القدر وقالوا: إن الله تعالى فوض إلى العباد فليس لله في أعمال العباد مشيئة فبرئت منهم عامة البيهسية
وقال بعض البيهسية: إن واقع الرجل حراما لم يحكم بكفره حتى يرفع أمره إلى الإمام الوالي ويحده وكل ما ليس فيه حد فهو مغفور
وقال بعضهم: إن السكر إذا كان من شراب حلال فلا يؤاخذ صاحبه بما قال فيه وفعل
وقالت العونية: السكر كفر ولا يشهدون أنه كفر ما لم ينضم إليه كبيرة أخرى من ترك الصلاة أو قذف المحصن
ومن الخوارج: أصحاب صالح بن مسرح ولم يبلغنا عنه أنه أحدث قولا تميز به عن أصحابه فخرج على بشر بن مروان فبعث إليه بشر بن الحارث بن عميرة أو الأشعث ( 1 \ 127 ) ابن عميرة الهمداني أنفذه الحجاج لقتاله فأصابت صالحا جراحة في قصر جلولاء فاستخلف مكانه شبيب بن يزيد بن نعيم الشيباني المكنى: بأبي الصحارى وهو الذي غلب على الكوفة وقتل من جيش الحجاج أربعة وعشرين أميرا كلهم أمراء الجيوش ثم انهزم إلى الأهواز وغرق في نهر الأهواز وهو يقول: ( ذلك تقدير العزيز العليم )
وذكر اليمان أن الشبيبية يسمون مرجئة الخوارج لما ذهبوا إليه من الوقف في أمر صالح
ويحكى عنه أنه برئ منه وفارقه ثم خرج يدعي الإمامة لنفسه
ومذهب شبيب ما ذكرناه من مذاهب البيهسية إلا أن شوكته وقوته ومقاماته مع المخالفين مما لم يكن لخارج من الخوارج وقصته مذكورة في التواريخ