فهرس الكتاب
الصفحة 44 من 337

أصحاب عيسى بن صبيح المكنى بأبي موسى الملقب بالمزدار . وقد تلمذ ( 1 / 68 ) لبشر بن المعتمر وأخذ العلم منه وتزهد ويسمى راهب المعتزلة

وإنما انفرد عن أصحابه بمسائل:

الأولى منها: قوله في القدر: إن الله تعالى يقدر على أن يكذب و يظلم ولو كذب وظلم كان إلها كاذبا ظالما تعالى الله عن قوله

والثانية: قوله في التولد مثل قول أستاذه وزاد عليه بأن جوز وقوع فعل واحد من فاعلين على سبيل التولد

الثالثة: قوله في القرآن: إن الناس قادرون على مثل القرآن فصاحة ونظما وبلاغة

وهو الذي بالغ في القول بخلق القرآن وكفر من قال بقدمه بأنه قد أثبت قديمين

وكفر أيضا من لابس السلطان وزعم أنه لا يرث ولا يورث

وكفر أيضا من قال: إن أعمال العباد مخلوقة لله تعالى ومن قال: إنه يرى بالأبصار

وغلا في التفكير حتى قال: هم كافرون في قولهم: لا إله إلا الله

وقد سأله إبراهيم بن السندي مرة عن أهل الأرض جميعا فكفرهم فأقبل عليه إبراهيم وقال: الجنة التي عرضها السموات والأرض لا يدخلها إلا أنت وثلاثة وافقوك ؟ فخزي ولم يحر جوابا

وقد تلمذ له أيضا الجعفران وأبو زفر ومحمد بن سويد

وصحب أبو جعفر ( 1 / 69 ) محمد بن عبد الله الإسكافي وعيسى بن الهيثم وجعفر بن حرب الأشج

وحكى الكعبي عن الجعفرين أنهما قالا: إن الله تعالى خلق القرآن في اللوح المحفوظ ولا يجوز أن ينقل إذ يستحيل أن يكون الشيء الواحد في مكانين في حالة واحدة وما نقرؤه فهو حكاية عن المكتوب الأول في اللوح المحفوظ وذلك فعلنا وخلقنا

قال: وهو الذي اختاره من الأقوال المختلفة في القرآن

وقال في تحسين العقل وتقبيحه: إن العقل يوجب معرفة الله تعالى بجميع أحكامه وصفاته قبل ورود الشرع

وعليه يعلم أنه إن قصر ولم يعرفه ولم يشكره عاقبة عقوبة دائمة فأثبتنا التخليد واجبا بالعقل

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام