فهرس الكتاب
الصفحة 336 من 337

ومن ذلك الأكنواطرية أي عباد النار

زعموا أن النار أعظم العناصر جرما وأوسعها حيزا وأعلاها مكانا وأشرفها جوهرا وأنورها ضياء وإشراقا وألطفها جسما وكيانا

والاحتياج إليها من الاحتياج إلى سائر الطبائع ولا كون في العالم إلا بها ولا حياة ولا نمو ولا انعقاد إلا بممازجتها

وإنما عبادتهم لها أن يحفروا أخدودها مربعا في الأرض ويؤججوا النار فيه ثم لا يدعون طعاما لذيذا ولا شرابا لطيفا ولا ثوبا فاخرا ولا عطرا فائحا ولا جوهرا نقيا إلا طرحوه فيها تقربا إليها وتبركا بها

وحرموا إلقاء النفوس فيها وإحراق الأبدان بها خلافا لجماعة أخرى من زهاد الهند

وعلى هذا المذهب أكثر ملوك الهند وعظمائها يعظمون النار لجوهرها تعظيما بالغا ويقدمونها على الموجودات كلها

ومنهم زهاد وعباد يجلسون حول النار صائمين يسدون منافسهم حتى لا يصل إليها من أنفاسهم صدر عن صدر محرم

وسنتهم الحث على الأخلاق الحسنة والمنع من أضدادها وهي: الكذب والحسد والحقد واللجاج والبغي والحرص والبطر فإذا تجرد الإنسان عنها قرب من النار وتقرب إليها

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام