فهرس الكتاب
الصفحة 265 من 337

وهو الشارح لكلام الحكيم أرسطوطاليس وإنما يعتمد شرحه إذ كان أهدى القوم إلى إشاراته ورموزه وهو على رأي أرسطوطاليس في جميع ما ذكرنا من إثبات العلة الأولى

واختار من المذاهب في المبادئ قول من قال: إن المبادئ ثلاثة: الصورة والهيولى والعدم

وفرق بين العدم المطلق والعدم الخاص فإن عدم صورة بعينها عن مادة تقبلها مثل عدم السيفية عن الحديد ليس كعدم السيفية عن الصوف فإن هذه المادة لا تقبل هذه الصورة أصلا

وقال: إن الأفلاك حصلت من العناصر الأربعة لا أن العناصر حصلت من الأفلاك ففيها نارية وهوائية ومائية وأرضية إلا أن الغالب على الأفلاك هو النارية كما أن الغالب على المركبات السفلية هو الأرضية

والكواكب نيران مشتعلة حصلت تراكيبها على وجه لا يتطرق إليها الانحلال لأنها لا تقبل الكون والفساد والتغير والاستحالة وإلا فالطبائع واحدة والفرق يرجع إلى ما ذكرنا

ونقل ثامسطيوس عن أرسطوطاليس وثاون وأفلاطون وثاوفرسطيس وفرفوريوس وفلوطرخيس وهو رأيه: أن في العالم أجمع طبيعة واحدة عامة وكل نوع من أنواع النبات والحيوان مختص بطبيعة خاصة

وحدوا الطبيعة العامة بأنها مبدأ الحركات في الأشياء والسكون فيها على الأمر الأول من ذواتها وهي علة الحركة في المتحركات وعلة السكون في الساكنات

وزعموا أن الطبيعة هي التي تدبر الأشياء كلها في العالم حيوانه ونباته ومواته تدبيرا طبيعيا وليست هي حية ولا قادرة ولا مختارة ولكن لا تفعل إلا حكمة وصوابا وعلى نظم صحيح وترتيب محكم

قال ثامسطيوس: قال أرسطوطاليس في مقالة اللام: إن الطبيعة تفعل ما تفعل من الحكمة والصواب وإن لم تكن حيوانا لأنها ألهمت من سبب هو أكرم منها وأومأ إلى أن السبب هو الله عز و جل

وقال أيضا: إن الطبيعة طبيعتان:

طبيعة هي مستعلية على الكون والفساد بكليتها وجزئيتها يعني الفلك والنهيرات

وطبيعة يلحق جزئياتها الكون والفساد لا كلياتها يريد بالجزئيات الأشخاص وبالكليات الأسطقسات

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام