فهرس الكتاب
الصفحة 239 من 337

وهو من كبار القدماء الذي يجريه أفلاطون وأرسطوطاليس في أعلى المراتب ويستدل بشعره لما كان يجمع فيه من إتقان المعرفة ومتانة الحكمة وجودة الرأي وجزالة اللفظ

فمن ذلك قوله: لا خير في كثرة الرؤساء

وهذه كلمة وجيزة تحتها معان شريفة لما في كثرة الرؤساء من الاختلاف الذي يأتي على حكمة الرئاسة بالإبطال ويستدل بها أيضا في التوحيد لما في كثرة الآلهة من المخالفات التي تكر على حقيقة الإلهية بالإفساد وفي الحكمة: لو كان أهل بلد كلهم رؤساء لما كان رئيس البتة ولو كان أهل بلد كلهم رعية لما كانت رعية البتة

ومن حكمه قال: إني لا أعجب من الناس إذ كان يمكنهم الاقتداء بالله تعالى فيدعون ذلك إلى الاقتداء بالبهائم

قال له تلميذه: لعل هذا إنما يكون لأنهم قد رأوا أنهم يموتون كما تموت البهائم

فقال له: بهذا السبب يكثر تعجبي منهم من قبل أنهم يحسون بأنهم لابسون بدنا ميتا ولا يحسبون أن في ذلك البدن نفسا غير ميتة

وقال: من يعلم أن الحياة لنا مستبعدة والموت معتق مطلق آثر الموت على الحياة

وقال: العقل نحوان: طبيعي وتجريبي وهما مثل الماء والأرض وكما أن النار تذيب كل صامت وتخلصه وتمكن من العمل فيه كذلك العقل يذيب الأمور ويخلصها ويفصلها ويعدها للعمل ومن لم يكن لهذين النحوين فيه موضع فإن خير أموره له قصر العمر

وقال: إن الإنسان الخير أفضل من جميع ما على الأرض والإنسان الشرير أخس وأوضع من جميع ما على الأرض

وقال: لن تنبل واحلم تعز ولا تكن معجبا فتمتهن واقهر شهوتك فإن الفقير من انحط إلى شهوته

وقال: الدنيا دار تجارة والويل لمن تزود عنها بالخسارة

وقال: الأمراض ثلاثة أشياء: الزيادة والنقصان في الطبائع الأربعة وما تهيجه الأحزان

فشفاء الزائد والناقص في الطبائع الأدوية وشفاء ما تهيجه الأحزان كلام الحكماء والإخوان

وقال: العمى خير من الجهل لأن أصعب ما يخاف من العمى التهور في بئر ينهد منه الجسد والجهل يتوقع منه هلاك الأبد

وقال: مقدمة المحمودات الحياء ومقدمة المذمومات القحة

وقال إيراقليطس: إن أوميروس الشاعر لما رأى تضاد الموجودات دون فلك القمر قال: يا ليته هلك التضاد من هذا العالم ومن الناس والسادة يعني النجوم واختلاف طبائعها وأراد بذلك أن يبطل التضاد والاختلاف حتى يكون هذا العالم المتحرك المنتقل داخلا في العالم الساكن الدائم الباقي

ومن مذهبه أن بهرام - يعني الريح - واقع الزهرة فتولدت من بينهما طبيعة هذا العالم

وقال: إن الزهرة علة التوحيد والاجتماع وبهرام علة التفرق والاختلاف والتوحد ضد التفرق فلذلك صارت الطبيعة ضدا تركب وتنقص وتوحد وتفرق

وقال: الحظ شيء أظهره العقل بوساطة العلم فلما قابل النفس عشقته بالعنصر

هذه حكمه

وأما مقطوعات أشعاره فمنها:

قال: ينبغي للإنسان أن يفهم الأمور الإنسانية

إن الأدب للإنسان ذخر لا يسلب

ارفع من عمرك ما يحزنك إن أمور العالم تعلمك العلم

إن كنت ميتا فلا تحقر عداوة من لا يموت

كل ما يمتار في وقته يفرح به

إن الزمان يبين الحق وينيره

اذكر نفسك أبدا أنك إنسان

إن كنت إنسانا فافهم كيف تضبط ( 2 \ 107 ) غضبك

إذا نالتك مضرة فاعلم أنك كنت أهلها

اطلب رضاء كل أحد لإرضاء نفسك فقط

إن الضحك في غير وقته هو ابن عم البكاء

إن الأرض تلد كل شيء ثم تسترده

إن الرأي من الجبان جبان

انتقم من الأعداء نقمة لا تضرك

كن حسن الجرأة ولا تكن متهورا

إن كنت ميتا فلا تذهب مذهب من لا يموت

إن أردت أن تحيا فلا تعمل عملا يوجب الموت

إن الطبيعة كونت الأشياء بإرادة الرب تعالى

من لا يفعل شيئا من الشر فهو إلهي آمن بالله فإنه يوفقك في أمورك

إن مساعدة الأشرار على أفعالهم كفر بالله

إن المغلوب من قاتل الله والبخت

اعرف الله واعقل الأمور الإنسانية

إذا أراد الله خلاصك عبرت البحر على البادية

إن العقل الذي يناطق الله لشريف

إن قوام السنة بالرئيس

إن لفيف الناس وإن كانت لهم قوة فليس لهم عقل

إن السنة توجب كرامة الوالدين مثل كرامة الإله رأيي أن والديك آلهة لك إن الأب هو من ربى لا من ولد

إن الكلام في غير وقته يفسد العمر كله

إذا حضر البخت تمت الأمور

إن سنن الطبيعة لا تتعلم

إن اليد تغسل اليد والأصبع الأصبع

ليكن فرحك بما تدخره لنفسك دون ما تدخره لغيرك يعني بالمدخر لنفسه العلم والحكمة وبالمدخر لغيره المال

وقال: الكرم يحمل ثلاثة عناقيد: عنقود الالتذاذ وعنقود الشكر وعنقود الشيم

خير أمور العالم الحسي أوساطها وخير أمور العالم العقلي أفضلها

وقيل: إن وجود الشعر في أمة يونان كان قبل الفلسفة وإنما أبدعه أوميروس وتاليس كان بعده بثلاثمائة واثنتين وثمانين سنة وأول فيلسوف كان منهم في سنة تسعمائة وإحدى وخمسين من وفاة موسى عليه السلام وهذا ما أخبر به كورفس في كتابه

وذكر فورفوريوس أن تاليس ظهر في سنة ثلاث وعشرين ومائة من ملك بختنصر

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام