قالوا: إن الصانع المعبود واحد وكثير:
أما واحد: ففي الذات والأول والأصل والأزل
وأما كثير: فلأنه يتكسر بالأشخاص في رأي العين وهي المدبرات السبعة والأشخاص الأرضية الخيرة العالمة الفاضلة فإنه يظهر بها ويتشخص بأشخاصها ولا تبطل وحدته في ذاته
وقالوا: هو أبدع الفلك وجميع ما فيه من الأجرام والكواكب وجعلها مدبرات هذا العالم وهم الآباء والعناصر أمهات والمركبات مواليد والآباء أحياء ناطقون ( 2 \ 54 ) يؤدون الآثار إلى العناصر فتقبلها العناصر في أرحامها فيحصل من ذلك المواليد ثم من المواليد قد يتفق شخص مركب من صفوها دون كدرها ويحصل له مزاج كامل الاستعداد فيتشخص الإله به في العالم
ثم إن طبيعة الكل تحدث في كل إقليم من الأقاليم المسكونة على رأس كل ستة وثلاثين ألف سنة وأربعمائة وخمس وعشرين سنة زوجين من كل نوع من أجناس الحيوانات ذكرا وأنثى من الإنسان وغيره فيبقى ذلك النوع تلك المدة ثم إذا انقضى الدور بتمامه انقطعت الأنواع: نسلها وتوالدها فيبتدئ دور آخر ويحدث قرن آخر من الإنسان والحيوان والنبات وكذلك أبد الدهر
قالوا: وهذه هي القيامة الموعودة على لسان الأنبياء عليهم السلام وإلا فلا دار سوى هذه الدار ( وما يهلكنا إلا الدهر ) ولا يتصور إحياء الموتى وبعث من في القبور ( أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون هيهات هيهات لما توعدون )
وهم الذين أخبر التنزيل عنهم بهذه المقالة