الصفحة 32 من 145

فإن استدلوا بعرف الناس ورفع أيديهم إلى السماء عند الدعاء فرفع اليد إلى السماء ليس لأن الله تعالى في مكان ولكن لأن السماء قبلة الدعاء كما أن الكعبة قبلة الصلاة في حال القيام والأرض قبلة في حال الركوع والسجود

وليعلم أن الله تعالى ليس في الكعبة ولا في الأرض وإن استدلوا بقصة المعراج وان رسول الله حمل إلى جهة فوق وبقوله تعالى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فليس فيها حجة لأن موسى عليه السلام سمع الكلام على الطور وكان ميعاده الطور ولم يدل على أن الله تعالى على الطور

وقال في قصة إبراهيم إني مهاجر إلى ربي وكانت هجرته إلى الشام ولم يكن الباري تعالى في الشام فبطل قولهم

وأما قوله تعالى ثم دنا فتدلى فذلك دنو كرامة لا مجاورة كقوله واسجد واقترب

الباري تعالى لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء وحقيقة هذه المسألة تتبين

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام