الصفحة 31 من 145

بأن الله تعالى عالم بكل مخلوق غير بني آدم فإذا حملوا على العلم لم يكن لتخصيص بني آدم فائدة

فإن قالوا خص بني آدم تشريفا لهم

قلنا وخص العرش بذلك تشريفا له

فإن قيل الاستواء إذا كان بمعنى القهر والغلبة فيقتضي منازعة سابقة وذلك محال في وصفه قلنا والاستواء بمعنى الاستقرار يقتضي سبق الاضطراب والانزعاج وذلك محال في وصفه

وأما قوله تعالى ورافعك إلي معناه إلى كرامتي ورحمتي

وقوله يخافون ربهم من فوقهم معناه يخافون ربهم أن ينزل عليهم عذابا من فوقهم وإنما خص جهة فوق لأن الله تعالى أجرى سنته أن ينزل العذاب من فوق

وأما قوله عليه السلام ينزل الله في كل ليلة إلى سماء الدنيا والمراد به انه يبعث ملكا إلى سماء الدنيا حتى ينادي على ما ورد في الخبر ثم أضاف نزول الملك إلى نفسه كما يقال نادى الأمير في البلد إذا أمر بالنداء ويقال قتل الأمير فلانا والقاتل غيره ويضاف إلى الأمير من حيث إنه هو الآمر به

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام