الصفحة 30 من 145

ومن صار إلى الوقف على قوله والراسخون في العلم فيكون معناه أن الله تعالى يعلم تأويله والراسخون في العلم أيضا يعلمون تأويله صار إلى التأويل

ولكن الطريق في الجواب معهم أن نعارضهم بآيات تخالف ظواهرها ظواهر هذه الآيات وذلك مثل قوله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة إلا وهو رابعهم إلى قوله تعالى هو معهم أين ما كانوا وقوله تعالى وهو معكم أين ما كنتم وموجب الآيتين حلوله في كل مكان وقال تعالى ألا انه بكل شيء محيط ومقتضى ظاهرها انه محيط بالعالم

فإن أعرضوا عن تأويل هذه الآيات مع الإيمان بظواهرها والاعتقاد بأنه لا يكون في كل مكان وأنه غير محيط بالعالم أعرضنا نحن عن التأويل وصرنا إلى الإيمان بما ورد مع الاعتقاد بأن الحق تعالى منزه عن المكان وإن صاروا إلى التأويل وقالوا المراد بقوله تعالى وهو معكم أين ما كنتم بالعلم لا بالذات وكذلك قوله تعالى ألا انه بكل شيء محيط يعني بالعلم ضربا إلى التأويل

وقلنا المراد بقوله الرحمن على العرش استوى بالقدرة

فإن قيل إذا حملتم على القدرة لم يكن لتخصيص العرش فائدة

قلنا فائدته أن العرش أعظم المخلوقات فإذا قدر عليه علم من طريق التنبيه أنه قادر على ما هو دونه على أن مثل هذا يلزمهم فيما قالوا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام