ويكفي في ذلك التصور بوجه ما فقط , حتى ان تصورنا من المجهول مطلقا كونه مجهولا مطلقا , كاف في حكمنا عليه بامتناع الحكم عليه , أي في حال لا يكون متصورا منه إلا هذا القدر . ومدلول اللفظ الذي دلالته وضعية , ان كانت على المعنى الذي وضع له , لأجل وضعه له , فهي المطابقة , كدلالة البيت على مجموع الجدار والسقف , وإلا فمدلوله ان كان جزءاً مما وضع له فهي تضمن , كدلالة البيت على الجدار . وإن كان خارجاً عنه فهي التزام , كدلالة السقف على الحائط . واللفظ الواحد يدل على المعنى الواحد الحاصل في كثيرين بالسواء بالتواطؤ , كالحيوان على جزئياته , ولا على السواء بالتشكيك , كالموجود على الجوهر والعرض , ويدل على معانيه المختلفة بالاشتراك , كالعين على الباصرة وغيرها , وهذه قد يعمها الوضع , وقد يخص بعضها , ويلحق غيره به , لشبه , أو نقل . والألفاظ الكثيرة تدل على المعنى الواحد بالترادف , كالخمر والقمار , وعلى المعاني الكثيرة بالتباين , كالسماء والأرض . واللفظ إن لم يقصد بشيء من أجزائه المترتبة المسموعة الدلالة فيه على شيء من أجزاء معناه , فهو المفرد , كزيد وعبد الله , وإلا فهو المركب , ويسمى قولاً كالحيوان الناطق . واحترزنا بالمرتبة المسموعة عن مثل صيغة الفعل الدالة على زمانه , وجوهره الدال على الحدث , فإن كلاً منهما جزؤه , ولكن غير مترتب ولا مسموع . والمفرد إن استقل بالإخبار به أو عليه , فإن دل على معنى , وعلى زمانه المحصل من الثلاثة - احترازاً بالمحصل عن مثل الزمان في المتقدم المتصرف إلى تقدم ومتقدم - فهو الكلمة , ' كمشى ' وإلا فهو الاسم , ' كالإنسان ' وإن لم يستقل بذلك فهو الأداة ك ' في و ' هو ' كان ' الناقصة .