فهرس الكتاب
الصفحة 71 من 129

ومقولة: {الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} [آل عمران: 168] ، فرد الله عليهم وعلى أمثالهم في الآية نفسها بقوله: {قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} ، وسيأتي مزيد تفصيل في أحكام قول (لو) في شرح كتاب التوحيد.

7 -قول كلمة (ليت) : وهي من جنس كلمة (لو) فـ (لو) و (ليت) لا تجديان بعد حصول الأمر المقدر، بل الواجب حينئذٍ التسليم والإيمان بالله، والتعزي بقدره مع حسن الرجاء بثوابه، فذلك عين الفلاح في الدنيا والآخرة، وصدق من قال:

ليت شعري وأين مني لَيْتُ ... إن ليتًا وإن لوًّا عناءُ

8 -الدعاء بـ «اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه» : فهذا الدعاء خطأ والصواب أننا نسال الله رد القضاء كما في الدعاء المشهور: «وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ» [1] ، و «كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ البَلاَءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ» [2] ، وقد بوب البخاري في صحيحه بابًا بعنوان: باب التعوذ بالله من درك الشقاء وسوء القضاء وقوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} [الفَلَق: 1، 2] ، ثم ساق قول النبي - صلى الله عليه وسلم: «تَعَوَّذُوا بِالله مِنْ جَهْدِ البَلاَءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ [3] » [4] .

(1) أخرجه أبو داود (2/ 63) رقم (1425) ، والترمذي (2/ 328) رقم (464) ، وابن ماجه (1/ 372) رقم (1178) ، وإسناده صحيح.

(2) أخرجه البخاري (8/ 75) رقم (6347) ، ومسلم (4/ 2080) رقم (2707) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.

(3) صحيح البخاري (8/ 126) رقم (6616) .

(4) ينظر في هذه المسائل: كتاب الإيمان بالقضاء والقدر لمحمد بن إبراهيم الحمد ص (110) وما بعدها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام