.... بِلَا كَيْفَ جَلَّ الْوَاحِدُ الْمُتَمَدَّحُ
• ما قول النفاة في تأويل صفة النزول الواردة في الحديث؟
الجواب: منهم من قال: إن الرحمة هي التي تنزل، ومنهم من قال: ينزل أمر ربنا، ومنهم من قال: ينزل ملك من الملائكة؛ وهذا كله تحريف.
• كيف نجيب عن هذا التأويل الذي صدر عن هؤلاء؟
الجواب: نرد عليهم من هذا الحديث، أي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ» حيث جاء في آخره: «مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ» [1] . فالرحمة لا يمكن أن يتصور منها قول ذلك، إنما هو من قول الله، فهو الذي يغفر للمستغفر، ويجيب الداعي.
•قوله: «الجَبَّارُ» الجبار من أسماء الله قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} [الحشر: 23] .
•قوله: «بِلَا كَيْفَ» أي: ينزل الله سبحانه وتعالى نزولًا يليق بجلاله لا نعلم كيفيته، فلا يقال: كيف ينزل، وإنما نثبت ذلك من غير تكييف ولا تمثيل.
•قوله: «جَلَّ» أي: تعاظم وعلا شأنه.
•قوله: «الْوَاحِدُ» هذا من أسماء الله فهو: الواحد الأحد.
•قوله: «الْمُتَمَدَّحُ» أي: المتصف بصفات المدح والكمال والجلال.
(1) أخرجه البخاري (2/ 53) رقم (1145) ، ومسلم (1/ 521) رقم (758) .