فهرس الكتاب
الصفحة 129 من 129

وقال غيره:

لئن قلَّد الناس الأئمة إنني ... لفي مذهب الحبر ابن حنبل راغبُ

أقلد فتواه وأعشق قوله ... وللناس فيما يعشقون مذاهبُ

ولا شك أنَّ الحق وسطٌ بين هذين الطرفين:

قال شيخ الإسلام - رحمه الله: «الناس في الاستدلال والتقليد على طرفي نقيض: منهم من يوجب الاستدلال حتى في المسائل الدقيقة: أصولها وفروعها على كل أحد، ومنهم من يحرم الاستدلال في الدقيق على كل أحد، وهذا في الأصول والفروع، وخيار الأمور أوساطها» [1] .

وهذه المسألة مبثوثة في كتب الأصول والكتب المتخصصة التي اعتنت بمسألة الاجتهاد والتقليد.

والمقصود أن الناظم يوصي في نهاية هذه الأبيات بما أوصى به في أولها وهو اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - والحذر من تقديم قول أحد على قوله، كما أمر بذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 31 - 32] .

وفي النساء قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59] .

(1) مجموع الفتاوى (20/ 18) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام