فهرس الكتاب
  • 📄1
  • 📄2
  • 📄3
  • 📄4
  • 📄5
  • 📄6
الصفحة 96 من 174

قال: ( {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} [آل عمران: 18] ) هذا محل الشاهد من الدليل ( {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} ) شهد تأتي في لسان العرب بمعانٍ وكلها مرادة هنا، شهد بمعنى أَخْبَرَ وبَيَّنَ وأَعْلَمَ وحَكَمَ وقَضَى هذه خمسة معانٍ تأتي للفظ شهد وكلها مرادة هنا ( {شَهِدَ} ) أي أخبر وبين وأعلم وحكم وقضى ماذا؟ أن ما سواه ليس بإله، يعني نفي الإلهية عما سوى الله عز وجل، وأن إلهية ما سواه باطلة، فلا يستحق العبادة سواه جل وعلا كما لا تصلح الإلهية لغيره، إذًا {شَهِدَ} أَخبر وبيّن وأَعْلَمَ وحكم وقضى بأن الله عز وجل هو المستحق للعبادة، وهذا يستلزم ماذا؟ يستلزم أمرًا وهو الأمر باتخاذه وحده جل وعلا إلهًا يعبد، لأن معنى {شَهِدَ} قلنا: قضى، وقضى في لسان العرب بمعنى أمر، ويأتي كذلك بمعنى وصَّى فحينئذٍ إذا شَهِدَ اللهُ بأَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يلزم من ذلك أمر المخلوقين بأن يتخذوه إلهًا، فلا تصرف العبادة لسواه جل وعلا، وهذا مأخوذ من لفظ {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} أخبر وبين وكذلك ألزم الخلق لأنه لا يستحق العبادة سواه، وكذلك النهي عن اتخاذ غيره معه إلهًا، يعني نفي الشرك عن الله عز وجل، بمعنى أنه لا يُتخذ مع الله عز وجل شريك يُعبد وتُصرف له أنواع من العبادة، وهذا مأخوذ من لفظ {شَهِدَ} فالآية أو الشاهد من الآية دلت على أنه وحده جل وعلا المستحق للعبادة، فإذا أخبر أنه هو وحده المستحق للعبادة تضمن هذا الإخبار أمر العباد وإلزامهم بأداء ما يستحقه الرب تعالى عليهم، وأن القيام بذلك هو خالص حقِّه عليهم. إذًا هو إخبار وإلزام، إخبار منه وهو أصدق القائلين بأنه لا معبود حق إلا هو، وهو إلزام للخلق بأن لا يتخذوا معه إلهٌ البتة، واضح هذا؟ {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} إذًا الشهادة لله عز وجل بكونه هو الذي يستحق العبادة وحده، وأن ما عدى الله عز وجل لا يستحق شيءً من العبادة، ولذلك قال بعض أهل العلم: الشهادة هي الاعتقاد الجازم بمدلول كلمة التوحيد، ويعبر عن هذا الاعتقاد اللسان، لأن الأصل في الاعتقاد محله القلب، وحينئذٍ لا بد من شيءٍ يدل على ما في القلب، لأن ما في القلب هذا أمر غيبي كيف يحكم بإسلامه في الدنيا فيما يحكم بإسلامه في الدنيا نقول: لا بد من شيءٍ يعبر عن ذلك، وهذا الشيءُ الذي يعبر عن ما في القلب أمران:

الأول: اللسان.

والثاني: العمل بالجوارح والأركان.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام