وقيل: أن الإماء تلدن الملوك في آخر الزمان، فتكون أم الملك أُمَّهُ أَمَة، وحينئذٍ تكون محكومة هي وغيرها، يعني: الأمة تلد ربتها يعني سيدها، حينئذٍ تكون هي محكومة وهو ملك، تكون هي محكومة وغيرها حينئذٍ صارت الأم محكومة، كل ملكٍ يحكم أَمَّهُ وغيرها ( «أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ» ) ترى ببصرك يعني هذا الأصل فيها أنها رؤية بصرية ( «الْحُفَاةَ» ) جمع حافٍ وهو الذي لا نعال عليه، ( «الْعُرَاةَ» ) جمع عارٍ وهو الذي لا ثياب عليه، ( «الْعَالَةَ» ) جمع عائلٍ وهو الفقير، ( «رِعَاءَ الْشَّاءِ» ) أي الغنم ( «رِعَاءَ» ) جمع راعٍ ويُجمع على رعاةٍ بالتاء ( «رِعَاءَ الْشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ» ) المراد أنهم يتطاولون في البنيان بمعنى تكثير طبقات البنيان، يعني أدوار كما هو الشأن الآن، لكن لا يلزم منه إذا كان الشيء علمًا وشرطًا للساعة أن يكون محرمًا، يعني: هذه علامة على قرب الساعة كون الناس يبنون بيوتهم على طبقات الدور الرابع الخامس العاشر وصلوا إلى المائة هل معنى ذلك أنه لكونه من علامات الساعة أنه محرم؟ لا، لا يلزم من ذلك، قد يكون مباحًا في نفسه، والمراد أنهم يتطاولون في البيان بمعنى تكثير طبقات البنيان، والمعنى أن هؤلاء في آخر الزمان يقوى أمرهم وتكثر أموالهم فيتطاولون في البنيان تفاخرًا بعضهم ليس كلهم تفاخرًا على بني قومه، (قَالَ: فَمَضَى) أي: ذلك الرجل (فَلَبِثْنَا زمنًا مَلِيًّا) وفي رواية (( ثلاثًا ) )، ... (فَلَبِثْنَا مَلِيًّا) أي زمنًا، وفي رواية ثلاثًا (فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم: «يَا عُمَرُ أَتَدْري مَنِ الْسَّائِلُ؟» ) من هذا السائل: (قَلت: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ) يعني من غيرهما (قَالَ: «هَذَا جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ أَمْرَ دِينِكُمْ» ) ، «يعلمكم دينكم» ، «يُعَلِّمُكُمْ أَمْرَ دِينِكُمْ» حينئذٍ أطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - الدين على هذه المراتب الثلاث، لأنه سأل ثلاثة أسئلة ما الإسلام؟ ما الإيمان؟ ما الإحسان؟ ثم أطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن هذه هي الدين، ولذلك قال المصنف: وهو على ثلاث مراتب. وهو أي: الإيمان وهو أي الدين دين الإسلام العام على ثلاث مراتب: الإسلام والإيمان والإحسان حينئذٍ استقام للمصنف رحمه الله تعالى على ذكر هذا الأصل الثاني بأدلته من الكتاب والسنة. والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أجيب على ما يتعلق بالدرس.
س: هل هذا القول صحيح ظاهر القدر شرٌّ وباطنه فيه الخير؟
ج: لا، ليس بصحيح. المسائل التي لا يذكرها المصنف لا نذكرها هو لم يذكر القضاء فلا نذكره.
س: أعرف رجلاً قد ترك صلاة أو الصلاة لعلها لكن هو يصلي يوم الجمعة أو صلاة العيدين هل أقول له بأنه كافر أم لا؟