استعراضه لأدلة القائلين بقدم العالم والقائلين بحدوثه أنه لم يترجح عنده شيء، وعليه يجوز حدوث كل قائم بنفسه أو قدم كل حادث1.
وقد ذم الغزالي طريقتهم أكثر من طريقة المتكلمين معترفًا أنه لم يحصل له مقصوده منها؛ لأن كلامهم في الإلهيات تخميني نظري لا يقيني وقد كان الخسرو شاهي يقول:"والله ما أدري ما أعتقد"2.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:"وأما الإلهيات فكلياتهم فيها أفسد من كليات الطبيعة وغالب كلامهم ظنون كاذبة فضلًا عن أن تكون قضايا صادقة يؤلف منها البرهان, ولهذا حدثونا عن فاضل زمانه في المنطق وهو الخونجي صاحب"كشف أسرار المنطق"و"الموجز"وغيرهما أنه قال عند الموت:"أموت وما عرفت شيئًا إلا علمي بأن الممكن يفتقر إلى المؤثر، ثم قال:"الافتقار وصف سلبي فأنا أموت وما عرفت شيئًا"3.
1 انظر الفتاوى 13/168 وتلبيس الجهمية 1/130 و2/478.
2 انظر الفتاوى 9/228.
3 الفتاوى 9/113 وانظر الرد على المنطقيين ص114.