[87] ولأبي داود: عن أبي ذر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا أبا ذر"قلت لبيك يا رسول الله وسعديك! وذكر الحديث قال فيه:"كيف أنت إذا أخذت الناس موت, تكون البيت فيه بالوصيف"3, يعني: القبر: قلت: الله ورسوله أعلم, أو قال: ما يختار الله لي ورسوله قال:"عليك بالصبر"أو قال:"تصبر"ثم قال لي:"يا أبا ذر"قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك! قال:"كيف أنت! إذا رأيت أحجار الزيت4 قد غرقت بالدم"قلت: ما يختار الله لي ورسوله. قال:"عليك بمن أنت منه"5 قلت: يا رسول الله أفلا آخذ سيفي فأضعه على عاتقي قال:"شاركت القوم إذًا"قال: قلت:
3 المراد بالبيت: القبر، وبالوصيف: الخادم والعبد.
قال الخطابي: يريد أن الناس يشتغلون عن دفن موتاهم. حتى لا يوجد فيهم من يحفر قبر الميت، أو يدفنه، إلا أن يعطى وصيفاً، أو قيمته. قد يكون معناه: أن مواضع القبور تضيق عليهم، فيبتاعون لموتاهم القبور، كل قبر بوصيف.
4 أحجار الزيت: موضع بالمدينة في الحرة، سمي بها لسواد الحجارة كأنها طلبت بالزيت والمعنى: أنالدم يعلو حجارة الزيت ويسترها لكثرة القتلى. وهذا إشارة إلى وقعة الحرة التي كانت زمن يزيد.
5 أي: يأهللك وعشيرتك.