فهرس الكتاب
الصفحة 451 من 477

فإن قال قائل: لماذا أطلق القرآن الكريم على عيسى عليه السلام، كلمة الله؟

قلنا له: المقصود بكلمة الله كلمة (كن) التي يخلق الله بها الأشياء، قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [1]

وكلمات الله لا نهاية لها، كما قال تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [2]

وسمي المسيح كلمة الله، لأن الله كوَّنه (بكن) .

قال تعالى: {ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ} {مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [3]

وقال تعالى في قصة بشارة مريم بالمسيح: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [4]

وقال أيضًا: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [5]

وإنما خص المسيح عليه السلام بتسميته (كلمة الله) دون سائر البشر، لأن سائر البشر خلقوا على الوجه المعتاد في المخلوقات، فالفرد من ذرية آدم خلق

(1) سورة يس، آية 82.

(2) سورة الكهف، آية 109.

(3) سورة مريم، الآيتان 34، 35.

(4) سورة آل عمران، آية 47.

(5) سورة آل عمران، آية 59.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام