ذلك. فهو قد يتوقع أن تأتي نهاية العالم في أيام المسيح: قبل أن يكون رسله قد أكملوا التبشير في مدن إسرائيل (10: 23) ، وقبل أن يدرك الموت بعض معاصري المسيح والذين استمعوا إلى تعاليمه (16: 28) وقبل أن يكون ذلك الجيل الذي عاصر المسيح وتلاميذه قد فني (24: 34) .
ومن الواضح كما يقول جون فنتون في ص 21-"أن شيئا من هذا لم يحدث كما توقعه متى".
2-ثم تأتي خاتمة الإنجيل التي يشك فيها العلماء ويعتبرونها دخيلة.
فهي تنسب للمسيح قوله لتلاميذه:"اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس (28: 19) ".
ويرجع هذا الشك- كما يقول أدولف هرنك - وهو من أكبر علماء التاريخ الكنسي، إلى الآتي:
أ-"لم يرد إلا في الأطوار المتأخرة من التعاليم المسيحية ما يتكلم عن المسيح وهو يلقي مواعظ ويعطي تعليمات بعد أن أقيم من الأموات، وأن بولس لا يعلم شيئا عن هذا".
ب-"إن صيغة التثليث هذه غريب ذكرها على لسان المسيح، ولم يكن لها نفوذ في عصر الرسل، وهو الشيء الذي كانت تبقى جديرة به، لو أنها صدرت عن المسيح شخصيا" [1] .
يبدأ بمقدمة ألقت كثيرا من الضوء على ما كان يحدث في صدر المسيحية، وخاصة فيما يتعلق بتأليف الأناجيل، فهو يقول:
(1) أدولف هرنك: ج1- ص79.