الصفحة 1 من 151

سسس

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

أما بعد:

فإن بيان مسائل العقيدة للناس من أجلِّ وأفضل الأعمال التي تقرّب إلى الله تعالى.

ومن أهم مسائل العقيدة التي يحتاج الناس إلى بيانها مسألة «التكفير» ، وذلك لأمور كثيرة، أهمها:

أولاً: أن الآثار والعقوبات المترتبة على من حكم عليه بالكفر كبيرة وخطيرة، فالحكم على الشخص بالكفر حكمٌ بخروجه من ملة الإسلام، وأنه حلال الدم والمال، وحكم بتحريم موالاته، وبوجوب البراء منه، وأنه لا يرث من قريبه المسلم إذا مات قبله، وحكم بتحريم زوجته المسلمة عليه، وأنه يحرم أن يتزوج بمسلمة، فإن تزوج بها فالنكاح باطل، واستمتاعه بها استمتاعٌ بامرأة أجنبية، وأولاده منها غير شرعيين، وحكم بعدم جواز تغسيله والصلاة عليه إذا مات، وبعدم صحة إرث قريبه المسلم لماله، وأنه لا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يستغفر له، وحكم عليه كذلك بأن جميع أعماله الصالحة حابطة، وأنه لا يُقبل منه عمل، وأن الجنة محرمة عليه، وأنه خالد في النار ... إلخ.

ثانياً: أن التكفير للمسلم الذي لا يستحق الكفر ذنب عظيم، وخطره كبير، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي ذر ر عن النبي × أنه قال: «لا يرمي رجلٌ رجلاً بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك» ، وروى البخاري ومسلم أيضاً عن ابن عمر عن النبي × قال: «أيما امرئ قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه» [1] .

(1) صحيح البخاري (6045، 6104) ، وصحيح مسلم (60، 61) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام