32 -يَشمَلُ هذِه الأمُورَ لاَجَرَمْ * فَاحْذَرْ مِنَ التَّهْوِينِ مِنْ بَعْضِ الْهِمَمْ
33 -مَنْ يَعْتَقِدْ عَدْلَ القَوَانِينِ وَمَا * قد جدَّ من أنظمةٍ قد حكَّما
34 -أَفْضَلُ مِنْ شَرْعِ الْهُدَى لَوْ أَمْكَنَا * تَطْبِيقُهُ لم يَستقمْ فِي عَصْرِنَا
35 -أَوْ: كَانَ ذاك سَبَباً فِيمَا وَصَلْ * إليه أهْلُ الدِّينِ مِنْ ذُلّْ جَلَلْ
36 -مِنْ دُونِ أَنْ يُعْنَى بِشَأْنِ الآخِرَهْ * وما زوَتْ من الزوايا الفاخِرهْ [2]
37 -لاَ دِينَ فِي سِيَاسَةٍ قد زعموا * ولا سياسةَ لِدينٍ تُعلمُ
38 -هذا به أراذل الأراذل * فاهوا فهم أسافل الأسافلِ
39 -رفعهم إلهنا الرب العلي * لأسفل لأسفل لأسفلِ [3]
40 -وَمَنْ رَأَى إِنْفَاذَ حكم الشارع * فِي قَطْعِ كَفِّ سارق مخادعِ
41 -أوْ: رَجْمِ مُحْصَنٍ أتى بإِمْرِ [4] * فلم يكن مُنَاسِباً للعصْرِ
42 -مُعْتَقداً [5] أنَّ مِنَ الإِمْكَانِ * حُكْماً بِغَيْرِ شِرْعَةِ الرَّحْمَنِ
(1) -في هذا الفصل قمت بنظم ما ذيله فضيلة شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز-رحمه الله تعالى-على النواقض العشرة المتفق عليها التي ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله تعالى.
(2) -إشارة مني إلى حديث ثوبان-وشداد بن أوس-رضي الله تعالى عنه-أخرجه مسلم في: (صحيحه) (4/ 2215/رقم:2889) ، وأبو داود في: (سننه) (4/ 97/رقم:4252) ، والترمذي في: (جامعه) (4/ 472/رقم:2176) ، وأحمد في: (مسنده) (5/ 278) ، أو: (37/ 78/81/رقم:22395) ، و (5/ 284) ، أو: (37/ 117/رقم:22452) ، وابن حبان في: (صحيحه) (15/ 109/110/رقم:6714) تحت باب: (ذِكر البيان بأن حدوثَ وقع السيف في هذه الأمة بين المسلمين يبقى إلى قيام الساعة) ، و (16/ 220/رقم:7238) ، تحت باب: (ذِكر سؤال المصطفى-صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-ربَّه جل وعلا لأمته بأن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم) ، وابن أبي شيبة في: (مصنفه) (6/ 311/رقم:31694) وغيرهم كثير، وفيه: (إن الله زوى لي الأرض ... الحديثَ) -زوى بمعنى: طوى وجمع، وبين زوت الزوايا جناس الاشتقاق، أو: (وما زوَتْ من المزايا الفاخره) ، إشارة إلى قوله تعالى: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) (سورة السجدة، رقم الآية:17) .
(3) -رفعه الله (لأسفل لأسفل لأسفل) كررت (أسفل) ثلاث مرات لِزيادة التهكم، وفيه إشارة مني إلى الآية الكريمة: (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ) (سورة التين، رقم الآية:5) !.
(4) -وقولي: (بإمر) ، أي: عظيم، وفي التنزيل: (لقد جئت شيئاً إمراً) (سورة الكهف، رقم الآية:72) -ومنه قولهم: (أمر إمر) أي: أمر عظيم.
(5) -معتقداً: حال من ضمير في رأى، لأن رأى إما أن تكون علمية تتعدى لمفعولين، أو: حلمية، أو: مذهبية، أو: جزائية، أو: بصرية كما هنا.