30 -إذا ما استحكمت حلقاته في * نفوس القوم لا إيمانَ باقِ
واقعة للتاريخ:
وقعت لي واقعة، أسجلها هنا للتاريخ: وهي أنني لما أردت أن أكتب في النفاق داخل زنزانتي الانفرادية بالسجن المحلي بتطوان، كلفت أخانا الفاضل أبا يحيى محمد العربي أن يشتري كل ما يتعلق بموضوع النفاق، فأخبرني أنه بحث كل المكتبات فلم يجد فيها شيئاً يتعلق بموضوع النفاق، فقلت له: يكفي أن النفاق موجود في كثير من الناس واقعاً معاشاً، ثم بعد مدة أخبرني أن هناك كتاباً يقع في مجلدين بعنوان: (ظاهرة النفاق وخبائث المنافقين في التاريخ) للدكتور عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، من مطبوعات: دار القلم، بدمشق-وفي اليوم الذي اشترى لي الكتاب مات مؤلفه-رحمه الله تعالى- فتأسفت غاية الأسف، فقلت:
31 -وواقعةٌ به اتفقت تراها * لعمري من عجائب الاتفاق
32 -كَواقيةِ الوليد لها رجونا * من الواقي المقدِّرِ خيرَ واقِ
1 -التنبيه الأول: أنني أشرت في قولي: (كَواقيةِ الوليد) إلى حديث مشهور على ألسنة أهل السير والتاريخ، وهو حديث ضعيف: (اللهم واقية كواقية الوليد) .
ضعفه المحدث الألباني في مواضع من كتبه في: (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ على الأمة) (2/ 131/رقم:686) ، و (السنة) (رقم:371) لابن أبي عاصم، وفي سنده عبد الوهاب بن الضحاك وهو كذاب، وإسماعيل بن عياش وهو صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم، وفيه-أيضاً-: أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الحيري وهو:"مجهول".
و (الوليد) : فعيل بمعنى مفعول أي: المولود، أي: اللهم كلاءة وحفظاً ككلاءة الطفل المولود وحفظه من الحشرات، وكل ما يَدِبُّ على وجه الأرض من الهوام.