قال محقق الشفا: (هو محمد بن علي بن أبي الفراقيد، شاع أمره في بغداد، وادعى الألوهية، وأنه يحيي الموتى، فطلبه الراضي فهرب سنين، ثم عاد فهجم عليه ابن مقلة وأمسكه فأثبت كفره وكتب عليه القضاة، وأفتوا بقتله، وأحرقت جثته سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة) [50] .
-ابن أبي عون، وكان على طريقة الحلاج؛ فقتل:
قال محقق الشفا: (وتبعه - أي ابن أبي الفراقيد - على حاله ابن أبي عون صاحب"كتاب التنبيه"؛ فقتل معه) [51] .
-قتل الأمير عبد الرحمن بن الحكم رحمه الله"لابن أخي عَجَب"لتعرضه بساقط القول وسخيفه للرب جل جلاله:
قال القاضي عياض رحمه الله:(وأما من تكلم من سقط وسخف اللفظ ممن لم يضبط كلامه، وأهمل لسانه، بما يقتضي الاستخفاف بعظمة ربه، وجلالة مولاه ... أو تمثل في بعض الأشياء ببعض ما عظم الله من ملكوته، أو نزع من الكلام لمخلوق بما لا يليق إلا حق خالقه غير قاصد للكفر والاستخفاف ولا عامد للإلحاد، فإن تكرر هذا منه، وعرف به، دلّ على تلاعبه بدينه، واستخفافه بحرمة ربه، وجهله بعظيم عزته وكبريائه، هذا كفر لا مرية فيه، وكذلك إن كان ما أورده يوجب الاستخفاف والتنقص لربه.
وقد أفتى ابن حبيب [52] وأصْبَغ بن خليل [53] من فقهاء قرطبة بقتل المعروف بابن أخي عَجَب [54] ، وكان خرج يوماً فأخذه المطر، فقال:"بدأ الخراز يرش جلوده" [55] ، وكان بعض الفقهاء بها ... أبو زيد صاحب الثمانية [56] ، وعبد الأعلى بن وهب، وأبان بن عيسى، وقد توقفوا عن سفك دمه، وأشاروا إلى أنه عبث بالقول، ويكفي فيه الأدب، وأفتى بمثله القاضي حينئذ موسى بن زياد، فقال ابن حبيب: دمه في غيض ... أيشتم رباً عبدناه ثم لا ننتصر له؟! إنا إذاً لعبيد سوء، ما نحن له بعابدين؛ وبكى، ورُفِع المجلس إلى الأمير بها عبد الرحمن بن الحكم الأموي، وكانت عَجَب عمة هذا المطلوب من حظاياه، وأعلِم باختلاف الفقهاء [57] ، فخرج الإذن من عنده بالأخذ بقول ابن حبيب وصاحبه، وأمر بقتله، فقتل وصلب بحضرة الفقيهين، وعزل القاضي بالمداهنة في هذه القضية، ووبخ بقية الفقهاء وسبهم) [58] .
جزى الله الأمير عبد الرحمن بن الحكم ومن قبل الإمامين ابن حبيب وأصبغ على غيرتهما على الدين، وحمايتهما لجناب رب العالمين، ولأخذهما بالعزيمة، وعدم التفاتهما للأقوال الضعيفة والهفوات والزلات التي ليس فيها نصر للإسلام، ولا للسفهاء اللئام من الأنام.
-قتل ابن الهيثي لكفره واستهانته بآيات الله 626 هـ:
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله - وهو يؤرخ لسنة 626 هـ:(وفي يوم الثلاثاء حادي عشرين ربيع أول ضربت عنق ناصر بن الشرف أبي الفضل بن إسماعيل بن الهيثي بسوق الخيل على كفره واستهانته واستهتاره بآيات الله، وصحبته الزنادقة، كالنجم بن خلكان، والشمس محمد الباجريقي، وابن المعمار البغدادي، وكلٌ فيه انحلال وزندقة مشهور بها بين الناس.
قال الشيخ علم الدين البرزالي: وربما زاد هذا المذكور المضروب العنق عليهم بالكفر والتلاعب بدين الإسلام، والاستهانة بالنبوة والقرآن [59] ، قال: وحضر قتله العلماء والأكابر وأعيان الدولة، قال: وكان هذا الرجل في أول امره قد حفظ التنبيه، وكان يقرأ في الختم بصوت حسن، وعنده نباهة وفهم، وكان منزلاً في المدارس والترب، ثم إنه انسلخ من ذلك جميعه، وكان قتله عزاً للإسلام وذلاً للزنادقة وأهل البدع) [60] .
-قتل الرئيس نميري للزنديق المرتد الصوفي الباطني محمود [61] محمد طه في 1985م، لتركه للصلاة وادعائه الرسالة ثم الألوهية، وفتنته للعامة والدهماء، ونشره الضلال والكفر، وكان أتباعه يعتقدون أنه لن يموت، فقد مات شر مِيتة، وقتل شر قِتلة.
[15] صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب أين ركز رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح، رقم 4286.
[16] ج8/ص16.
[17] المصدر السابق: ص11.
[18] الحافظ ابن حجر، صحيح البخاري، كتاب المرتدين حكم المرتد والمرتدة، رقم 6922.
[19] رواه الترمذي عن عثمان، رقم 2158.
[20] صحيح البخاري، كتاب استتابة المرتدين، رقم 6923.
[21] صحيح البخاري، كتاب استتاة المرتدين، باب قتل من أبى قبول الفرائض وما نسبوا إلى الردة، رقم 6924 و 6925.
[22] الفتح: ج12/ص276.
[23] صحيح البخاري، كتاب استتابة المرتدين، رقم 6922.
[24] البخاري، والبيهقي في سننه ج8/ص203، وقنبر هذا غلام له.