الجبار، كل نفس معها سائق يسوقها لمحشرها، وشاهد يشهد عليها بمخبرها، وأشرقت الأرض بنور ربها، ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء، وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون، هذا يوم التلاق يوم يكشف عن ساق، كسفت الشمس وحشرت الوحوش، وبدت الأسرار، وهلكت الأشرار، وارتجت الأفئدة فنزلت بأهل النار، تأجج جحيمها، وغلا حميمها، معهم ملائكة يبشرونهم بنزل من حميم وتصلية جحيم، عن الله محجوبون، ولأوليائه مفارقون، وإلي النار منطلقون، عباد الله اتقوا الله تقية من قنع فخنع، ووجل فرحل، وحذر فابصر فازدجر، فاحتث طلبا، ونجا هربا، وقدم للمعاد، واستظهر بالزاد، وكفي بالله منتقما وبصيرا، وكفي بالكتاب خصما وحجيجا وكفي بالجنة ثوابا، وكفي بالنار وبالا وعقابا، وأستغفر الله لي ولكم.
فهذا شأن اليقين ورأس مال الدين وبعض علامات الموقنين، وهذا هو الشرط الثاني من شروط لا إله إلا الله، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أن أستغفرك وأتوب إليك.