إِنَّ بُسْرَةَ بِنْتَ صَفْوَانٍ حَدَّثَتْنِي ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِذَا أَفْضَى أَحَدُكُمْ إِلَى ذَكَرِهِ فَلَا يُصَلِّ حَتَّى يَتَوَضَّأَ " فَبَعَثَ مَرْوَانُ حَرَسِيًّا إِلَى بُسْرَةَ فَرَجَعَ الرَّسُولُ ، فَقَالَ : نَعَمْ
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَارِمٌ ، وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، ثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالُوا : ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، أَنَّ عُرْوَةَ ، كَانَ عِنْدَ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فَسُئِلَ عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ ، فَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا ، فَقَالَ : عُرْوَةُ : إِنَّ بُسْرَةَ بِنْتَ صَفْوَانٍ حَدَّثَتْنِي ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِذَا أَفْضَى أَحَدُكُمْ إِلَى ذَكَرِهِ فَلَا يُصَلِّ حَتَّى يَتَوَضَّأَ فَبَعَثَ مَرْوَانُ حَرَسِيًّا إِلَى بُسْرَةَ فَرَجَعَ الرَّسُولُ ، فَقَالَ : نَعَمْ . قَالَ هِشَامٌ : قَدْ كَانَ أَبِي يَقُولُ : إِذَا مَسَّ ذَكَرَهُ أَوْ أُنْثَيَيْهِ أَوْ فَرْجَهُ فَلَا يُصَلِّي حَتَّى يَتَوَضَّأَ . هَكَذَا سَاقَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ هَذَا الْحَدِيثَ وَذَكَرَ فِيهِ سَمَاعَ عُرْوَةَ مِنْ بُسْرَةَ ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ ثِقَةٌ ، وَهُوَ أَحَدُ أَئِمَّةِ الْقُرَّاءِ ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ رِوَايَةِ الْجُمْهُورِ مِنْ أَصْحَابِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بُسْرَةَ ، مِنْهُمْ أَيُّوبُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ السَّخْتِيَانِيُّ ، وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ الْمَكِّيُّ ، وَابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عَلْقَمَةَ ، وَعَاصِمُ بْنُ هِلَالٍ الْبَارِقِيُّ ، وَيَحْيَى بْنُ ثَعْلَبَةَ الْمَازِنِيُّ ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الْهُنَائِيُّ ، وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ ، وَيَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْجَزَرِيُّ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَحَارِثَةُ بْنُ هَرِمَةَ الْفُقَيْمِيُّ ، وَأَبُو مَعْمَرٍ ، وَعَبَّادُ بْنُ صُهَيْبٍ وَغَيْرُهُمْ . وَقَدْ خَالَفَهُمْ فِيهِ جَمَاعَةٌ فَرَوَوْهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مَرْوَانَ ، عَنْ بُسْرَةَ مِنْهُمْ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ ، وَرِوَايَةً عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ ، وَرِوَايَةً عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، وَوَهْبِ بْنِ خَالِدٍ ، وَسَلَامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ ، وَعُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيِّ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ وَعَلِيَّ بْنَ مُسْهِرٍ وَأَبِي أُسَامَةَ وَغَيْرِهِمْ . وَقَدْ ذُكِرَ الْخِلَافُ فِيهِ عَلَى هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ ، فَنَظَرْنَا فَإِذَا الْقَوْمُ الَّذِينَ أَثْبَتُوا سَمَاعَ عُرْوَةَ مِنْ بُسْرَةَ أَكْبَرُ ، وَبَعْضُهُمْ أَحْفَظُ مِنَ الَّذِينَ جَعَلُوهُ عَنْ مَرْوَانَ إِلَّا أَنَّ جَمَاعَةً مِنَ الْأَئِمَّةِ الْحُفَّاظِ أَيْضًا ذَكَرُوا فِيهِ مَرْوَانَ مِنْهُمْ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَالثَّوْرِيُّ وَنُظَرَاؤُهُمَا فَظَنَّ جَمَاعَةٌ مِمَّنْ لَمْ يُنْعِمِ النَّظَرَ فِي هَذَا الِاخْتِلَافِ أَنَّ الْخَبَرَ وَاهٍ لِطَعْنِ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ عَلَى مَرْوَانَ ، فَنَظَرْنَا فَوَجَدْنَا جَمَاعَةً مِنَ الثِّقَاتِ الْحُفَّاظِ رَوَوْا هَذَا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مَرْوَانَ ، عَنْ بُسْرَةَ ، ثُمَّ ذَكَرُوا فِي رِوَايَاتِهِمْ أَنَّ عُرْوَةَ ، قَالَ : ثُمَّ لَقِيتُ بَعْدَ ذَلِكَ بُسْرَةَ فَحَدَّثَتْنِي بِالْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَمَا حَدَّثَنِي مَرْوَانُ عَنْهَا ، فَدَلَّنَا ذَلِكَ عَلَى صِحَّةِ الْحَدِيثِ وَثُبُوتِهِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَزَالَ عَنْهُ الْخِلَافُ وَالشُّبْهَةُ ، وَثَبَتَ سَمَاعُ عُرْوَةَ مِنْ بُسْرَةَ فَمَنْ بَيْنِ مَا ذَكَرْنَا مِنْ سَمَاعِ عُرْوَةَ مِنْ بُسْرَةَ شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ الدِّمَشْقِيُّ