• 146
  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، " كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ ، وَمِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ ، وَمِنْ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ ، وَمِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ "

    حَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَا : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، حَدَّثَنِي سُمَيٌّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ ، وَمِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ ، وَمِنْ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ ، وَمِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ ، قَالَ عَمْرٌو فِي حَدِيثِهِ : قَالَ سُفْيَانُ : أَشُكُّ أَنِّي زِدْتُ وَاحِدَةً مِنْهَا

    جهد: الجُهْد والجَهْد : بالضم هو الوُسْع والطَّاقة، وبالفَتْح : المَشَقَّة. وقيل المُبَالَغة والْغَايَة. وقيل هُمَا لُغتَان في الوُسْع والطَّاقَة، فأمَّا في المشَقَّة والْغَاية فالفتح لا غير
    يَتَعَوَّذُ مِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ ، وَمِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ ، وَمِنْ شَمَاتَةِ
    حديث رقم: 6013 في صحيح البخاري كتاب الدعوات باب التعوذ من جهد البلاء
    حديث رقم: 6270 في صحيح البخاري كتاب القدر باب من تعوذ بالله من درك الشقاء، وسوء القضاء
    حديث رقم: 5440 في السنن الصغرى للنسائي كتاب الاستعاذة الاستعاذة من سوء القضاء
    حديث رقم: 5441 في السنن الصغرى للنسائي كتاب الاستعاذة الاستعاذة من درك الشقاء
    حديث رقم: 7194 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 1022 في صحيح ابن حبان كِتَابُ الرَّقَائِقِ بَابُ الِاسْتِعَاذَةِ
    حديث رقم: 7665 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الِاسْتِعَاذَةِ الِاسْتِعَاذَةُ مِنْ سَوْءِ الْقَضَاءِ
    حديث رقم: 7666 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الِاسْتِعَاذَةِ الِاسْتِعَاذَةُ مِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ
    حديث رقم: 942 في مسند الحميدي مسند الحميدي أَحَادِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 455 في الأدب المفرد للبخاري بَابُ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ
    حديث رقم: 689 في الأدب المفرد للبخاري بَابُ دَعَوَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 752 في الأدب المفرد للبخاري بَابُ مَنْ تَعَوَّذَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ
    حديث رقم: 6523 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
    حديث رقم: 943 في شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة للالكائي بَابُ جُمَّاعِ تَوْحِيدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِفَاتِهِ وَأَسْمَائِهِ وَأَنَّهُ حَيٌّ قَادِرٌ عَالِمٌ سَمِيعٌ بَصِيرٌ مُتَكَلِّمٌ مُرِيدٌ بَاقٍ سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَدْعِيَةِ
    حديث رقم: 10960 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء أَسْنَدَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الْجَمَاهِيرِ مِنَ التَّابِعِينَ , أَدْرَكَ سِتَّةً
    حديث رقم: 258 في القضاء والقدر للبيهقي القضاء والقدر للبيهقي بَابُ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ

    [2707] قَوْلُهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ وَمِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ وَمِنْ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ وَمِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ أَمَّا دَرَكُ الشَّقَاءِ فَالْمَشْهُورِ فِيهِ فَتْحُ الرَّاءِ وَحَكَى الْقَاضِيوَغَيْرُهُ أَنَّ بَعْضَ رُوَاةِ مُسْلِمٍ رَوَاهُ سَاكِنَهَا وهى لغة وجهد الْبَلَاءِ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَضَمِّهَا الْفَتْحُ أَشْهَرُ وَأَفْصَحُ فَأَمَّا الِاسْتِعَاذَةُ مِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ فَيَدْخُلُ فِيهَا سُوءُ الْقَضَاءِ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالْبَدَنِ وَالْمَالِ وَالْأَهْلِ وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْخَاتِمَةِ وَأَمَّا دَرَكُ الشَّقَاءِ فَيَكُونُ أَيْضًا فِي أُمُورِ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا وَمَعْنَاهُ أَعُوذُ بِكَ أَنْ يُدْرِكَنِي شَقَاءٌ وَشَمَاتَةُ الْأَعْدَاءِ هِيَ فَرَحُ الْعَدُوِّ بِبَلِيَّةٍ تَنْزِلُ بِعَدُوِّهِ يُقَالُ مِنْهُ شَمِتَ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَشَمَتَ بِفَتْحِهَا فَهُوَ شَامِتٌ وَأَشْمَتَهُ غَيْرُهُ وَأَمَّا جَهْدُ البلاء فروى عن بن عمرانه فَسَّرَهُ بِقِلَّةِ الْمَالِ وَكَثْرَةِ الْعِيَالِ وَقَالَ غَيْرُهُ هِيَ الْحَالُ الشَّاقَّةُ

    [2707] من سوء الْقَضَاء هُوَ شَامِل لَهُ فِي الدّين وَالدُّنْيَا وَالْبدن وَالْمَال والأهل وَقد يكون فِي الخاتمة نسْأَل الله السَّلامَة وَمن دَرك الشَّقَاء بِفَتْح الرَّاء وَرُوِيَ بسكونها وَهِي لُغَة أَي من أَن يدْرك الْإِنْسَان شقاء فِي دُنْيَاهُ وآخرته وَمن شماتة الْأَعْدَاء هِيَ فَرح الْعَدو ببلية تنزل بعدوه وَمن جهد الْبلَاء هِيَ الْحَالة الشاقة وعد بن عمر مِنْهَا قلَّة المَال وَكَثْرَة الْعِيَال

    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من سوء القضاء ومن درك الشقاء ومن شماتة الأعداء ومن جهد البلاء قال عمرو في حديثه قال سفيان أشك أني زدت واحدة منها
    المعنى العام:
    يقول تعالى {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات 56] تلك الحكمة في خلق آدم وذريته وسكنهم الأرض لتكون العلاقة بين هذا المخلوق وبين ربه علاقة عبادة وطاعة وإذا كانت الملائكة يعبدون ربهم في كل أوقاتهم ويذكرون ربهم في كل حالاتهم لا يعصون الله ما أمرهم فليكن هذا المخلوق الجديد مكافحا مجاهدا النفس والهوى والشيطان ذاكرا الله لا نقول في كل أوقاته ولكن نقول في كثير من أوقاته إن الصلوات الخمس فرضت لتمثل طرفا من هذه الحكمة {وأقم الصلاة لذكري} [طه 14] لكنها تحتاج اقتطاع وقت وإن قل من أوقات الدنيا أما الذكر فيؤدي الغاية من الصلوات دون اقتطاع وقت ودون أدنى جهد فمن الناس من يذكر الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ومن الناس من تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب وقد أمر الله تعالى بذكره في كثير من آيات القرآن الكريم فهو يقول: {فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا} [البقرة 200] ويقول {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا} [الأحزاب 41، 42] ويقول {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} [النور 37] ويحذر جل شأنه كثيرا من الغفلة عن ذكره فيقول {إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} [المائدة 91] ويقول {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين} [الزمر 22] ويقول {ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهو له قرين} [الزخرف 36] ويقول {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} [الحديد 16] ويقول {استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون} [المجادلة 19] ويقول {يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون} [المنافقون 9] ويقول {ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا} [الجن 17] ويقول {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى} [طه 124] وذكر الله بالقلب ميسور في كل حال وباللسان كذلك وقد يسر الله تعالى الذكر بالقرآن الكريم وعلمنا صلى الله عليه وسلم نماذج من الذكر الجميل والتسبيح والتهليل والتكبير والدعاء الجليل فهنيئا للذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما المباحث العربية (اللهم فإني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار) الفاء في فإني في جواب شرط مقدر أي إن كنت مستعيذا بك من شيء فإني أعوذ بك وأستجير بك من فتنة النار وأصل الفتن إدخال الذهب في النار لتظهر جودته من رداءته ويستعمل في إدخال الإنسان النار ويطلق على العذاب كقوله تعالى {ذوقوا فتنتكم} [الذاريات 14] وعلى ما يحصل عند العذاب كقوله {ألا في الفتنة سقطوا} [التوبة 49] وعلى الاختبار كقوله {وفتناك فتونا} [طه 40] وفيما يدفع إليه الإنسان من شدة ورخاء وفي الشدة أظهر معنى وأكثر استعمالا كقوله {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} [الأنبياء 35] ومنه قوله {وإن كادوا ليفتنونك} [الإسراء 73] أي يوقعونك في بلية وشدة في صرفك عن العمل بما أوحى إليك قاله الراغب وقال والفتنة تكون من الأفعال الصادرة من الله ومن العبد كالبلية والمصيبة والقتل والعذاب والمعصية وغيرها من المكروهات فإن كانت من الله فهي على وجه الحكمة وإن كانت من الإنسان بغير أمر الله فهي مذمومة فقد ذم الله الإنسان بإيقاعه الفتنة فقال {والفتنة أشد من القتل} [البقرة 191] وقال {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات} [البروج 10] وقال {ما أنتم عليه بفاتنين} [الصافات 162] وقال {بأييكم المفتون} [القلم 6] وقال {واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله} [المائدة 49] وقال غيره أصل الفتنة الاختبار ثم استعملت فيما أخرجته المحنة والاختبار إلى المكروه ثم أطلقت على كل مكروه أو آيل إليه كالكفر والإثم والتحريق والفضيحة والفجور وغير ذلك اهـ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر أصحابه من الفتن كما كان يستعيذ بالله من الفتن بعامة ومن فتن معينة بخاصة كفتنة النار وكعذاب النار أي أدعو أن تجيرني وتحفظني من الضلال المفضي إلى النار ومن عذاب النار نفسه (وفتنة القبر وعذاب القبر) فتنة القبر سؤال الملكين وعذاب القبر ما يترتب على عدم التوفيق في الإجابة من العذاب (ومن شر فتنة الغنى) التقييد هنا بشر لأن الغنى فيه خير باعتبار فالتقييد يخرج ما فيه من الخير سواء قل أو كثر قال الغزالي فتنة الغنى الحرص على جمع المال وحبه حتى يكسبه من غير حله ويمنعه من واجبات إنفاقه وحقوقه فينفقه في إسراف أو في باطل أو في مفاخر (ومن شر فتنة الفقر) والمراد به الفقر المدقع الذي لا يصحبه خير ولا ورع حتى يتورط صاحبه بسببه فيما لا يليق بأهل الدين والمروءة ولا يبالي بسبب فاقته على أي حرام وثب ولا في أي حالة تورط وقيل المراد به فقر النفس الذي لا يرده ملك الدنيا بحذافيرها وليس فيه ما يدل على تفضيل الفقر على الغنى ولا عكسه (وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال) المسيح بفتح الميم وتخفيف السين المكسورة آخره حاء يطلق على الدجال وعلى عيسى عليه السلام لكن إذا أريد الدجال قيد به وقال أبو داود في السنن المسيح بتشديد السين الدجال وبتخفيفها عيسى والمشهور الأول قال الجوهري من قاله بتخفيف السين فلمسحه الأرض ومن قاله بتشديدها فلكونه ممسوح العين وحكى بعضهم أنه بالخاء في الدجال وبالحاء في عيسى وفتنة المسيح الدجال ما يظهر على يديه من خوارق للعادات (اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب) في رواية للبخاري بالماء والثلج والبرد الثلج ما جمد من الماء معروف والبرد ماء جامد ينزل من السحاب قطعا صغارا ويسمى حب الغمام وحب المزن فرواية ماء الثلج والبرد أي الماء الذي يتجمع منهما بعد أن يسيلا ورواية بالماء والثلج والبرد أي الماء الحاصل من غيرهما فذكر الثلج والبرد بعد الماء للتأكيد قال الخطابي أو لأنهما ماءان لم تمسهما الأيدي ولم يمتهنهما الاستعمال وقال ابن دقيق العيد عبر بذلك عن غاية المحو فإن الثوب الذي يتكرر عليه ثلاثة أشياء منقية يكون في غاية النقاء قال ويحتمل أن يكون المراد أن كل واحد من هذه الأشياء مجاز عن صفة يقع بها المحو وكأنه كقوله تعالى {واعف عنا واغفر لنا وارحمنا} [البقرة 286] وقال الكرماني يحتمل أن يكون في الدعوات الثلاثة إشارة إلى الأزمنة الثلاث فالمباعدة للمستقبل والتنقية للحال والغسل للماضي اهـ (اللهم فإني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم) قال النووي الكسل عدم انبعاث النفس للخير وقلة الرغبة مع إمكانه وأما الهرم بفتح الهاء والراء مصدر هرم الرجل بكسر الراء يهرم بفتحها هرما ومهرما بفتح الراء ومهرمة بلغ أقصى الكبر وكبر وضعف والمراد الاستعاذة من الرد إلى أرذل العمر كما جاء في الرواية الخامسة وسبب ذلك ما فيه من الخرف واختلال العقل والحواس وضعف الفهم والضبط وتشويه المنظر وأما المأثم بفتح الميم وسكون الهمز وفتح الثاء فهو الإثم والمراد ما يقتضي الإثم ويوقع فيه وأما المغرم بفتح الميم وسكون الغين وفتح الراء وهو الدين وفسره في أحاديث بقوله لأن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف ولأنه قد يمطل المدين صاحب الدين ولأنه قد يشتغل به قلبه وربما مات قبل وفائه فبقيت ذمته مرتهنة به (والجبن .... والبخل) أما الجبن بضم الجيم وسكون الباء والبخل معروف واستعاذ منهما لما فيهما من التقصير في أداء الواجبات والقيام بحقوق الله تعالى وإزالة المنكر والإغلاظ على العصاة ولأنه بشجاعة النفس وقوتها المعتدلة تتم العبادات ويقوم بنصر المظلوم والجهاد وبالسلامة من البخل يقوم بحقوق المال وينبعث للإنفاق والجود ولمكارم الأخلاق ويمتنع من الطمع فيما ليس له قال العلماء واستعاذته صلى الله عليه وسلم من هذه الأشياء لتكمل صفاته في كل أحواله وشرعه أيضا تعليما لأمته (ومن فتنة المحيا والممات) أي فتنة الحياة والموت أي فتنة زمن الحياة وزمن الموت من أول النزع قال ابن بطال هذه كلمة جامعة لمعان كثيرة وينبغي للمرء أن يرغب إلى ربه في رفع ما نزل ودفع ما لم ينزل ويستشعر الافتقار إلى ربه في جميع ذلك وقال ابن دقيق العيد فتنة المحيا مما يعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا والشهوات والجهالات وأعظمها والعياذ بالله أمر الخاتمة عند الموت وفتنة الممات يجوز أن يراد بها الفتنة عند الموت أضيفت إليه لقربها منه ويكون المراد بفتنة المحيا على هذا ما قبل ذلك ويجوز أن يراد بها فتنة القبر (كان يتعوذ من سوء القضاء) أي القضاء المسيء المحزن في الدين والدنيا والبدن والمال والأهل (ومن درك الشقاء) أي ومن أن يدركني الشقاء في الدنيا أو في الآخرة ودرك المشهور فيها فتح الراء وحكى القاضي وغيره أن بعض رواة مسلم رواه ساكن الراء وهي لغة (ومن شماتة الأعداء) أي فرح الأعداء ببلية تنزل بي يقال شمت بكسر الميم وشمت بفتحها فهو شامت وأشمته غيره (ومن جهد البلاء) بفتح الجيم وضمها والفتح أشهر وأفصح وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه فسره بقلة المال وكثرة العيال وقال غيره هي الحال الشاقة (من نزل منزلا) في حقل أو صحراء أو بيت مهجور أو غابة أو غار أو بئر (ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك) التامات قيل الكاملات التي لا يدخل فيها نقص ولا عيب وقيل النافعة الشافية وقيل المراد بالكلمات هنا القرآن (يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة) ما استفهامية للتهويل والتفخيم مثلها في قوله تعالى {ما الحاقة} أي ما لقيت من آلام لدغة عقرب بالأمس شيء عظيم هائل (إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل ...) أي إذا أردت النوم في مكان نومك فتوضأ قال النووي ثلاث سنن مهمة مستحبة ليست بواجبة إحداها الوضوء عند إرادة النوم فإن كان متوضئا كفاه ذلك الوضوء لأن المقصود النوم على طهارة مخافة أن يموت في ليلته وليكون أصدق لرؤياه وأبعد من تلعب الشيطان به في منامه وترويعه إياه الثانية النوم على الشق الأيمن لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن ولأنه أسرع إلى الانتباه الثالثة ذكر الله تعالى ليكون خاتمة عمله والشق الجانب (اللهم إني أسلمت وجهي إليك) في الرواية الحادية عشرة اللهم أسلمت نفسي إليك أي استسلمت وجعلت نفسي منقادة لك طائعة لحكمك وقيل المراد بالوجه القصد (وألجأت ظهري إليك) أي توكلت عليك واعتمدتك في أمري كله كما يعتمد الإنسان بظهره إلى ما يسنده (رغبة ورهبة إليك) أي طمعا في ثوابك وخوفا من عقابك وعذابك قال ابن الجوزي أسقط من مع ذكر الرهبة أي والأصل رهبة منك وأعمل إلى مع ذكر الرغبة وهو على طريق الاكتفاء كقول الشاعر وزججت الحواجب والعيونا والعيون لا تزجج وكان حقه أن يقول وكحلن العيونا (لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك) قال الحافظ ابن حجر أصل ملجأ بالهمز ومنجا بغير همز ولكن لما جمعا جاز أن يهمزا للازدواج وأن يترك الهمز فيهما وأن يهمز المهموز ويترك الآخر فهذه ثلاثة أوجه ويجوز التنوين مع القصر فهذه خمسة أوجه (آمنت بكتابك الذي أنزلت) يحتمل أن يراد به القرآن ويحتمل أن يراد به الجنس فيشمل كل كتاب أنزل (ونبيك الذي أرسلت) في رواية أرسلته (فإن مت من ليلتك مت وأنت على الفطرة) المراد من الفطرة هنا فطرة المقربين أو فطرة أصحاب اليمين فإن المؤمن إذا مات من غير أن يذكر هذا الدعاء مات على فطرة الإسلام زاد في ملحق الرواية وإن أصبحت أصبت خيرا (قال فرددتهن لأستذكرهن) ردد بتشديد الدال الأولى أي ردد البراء هذه الكلمات بصوت مرتفع ليحفظها (فقلت آمنت برسولك الذي أرسلت قال قل آمنت بنبيك الذي أرسلت) في رواية عند الترمذي فطعن بيده في صدري ثم قال ونبيك الذي أرسلت واختلف العلماء في سبب إنكاره صلى الله عليه وسلم فقال المازري وغيره إن هذا ذكر ودعاء فينبغي فيه الاقتصار على اللفظ الوارد بحروفه وقد يتعلق الجزاء بتلك الحروف ولعله أوحى إليه صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمات فيتعين أداؤها بحروفها قال النووي وهذا القول حسن وقيل لأن قوله ونبيك الذي أرسلت فيه جزالة من حيث صنعة الكلام وفيه جمع النبوة والرسالة فإذا قال ورسولك الذي أرسلت فإن فيه من تكرير لفظ رسول وأرسلت وأهل البلاغة يعيبونه وقد قدمنا في أول الكتاب في شرح خطبة هذا الكتاب أنه لا يلزم من الرسالة النبوة ولا عكسه وقال القرطبي تبعا لغيره هذا حجة لمن لم يجز الرواية بالمعنى وهو الصحيح من مذهب مالك فإن لفظ النبوة والرسالة مختلفان في أصل الوضع فإن النبوة من النبأ وهو الخبر فالنبي في العرف المنبأ من جهة الله بأمر يقتضي تكليفا وإن أمر بتبليغه إلى غيره فهو رسول وإلا فهو نبي غير رسول وعلى هذا فكل رسول نبي ولا عكس فأراد صلى الله عليه وسلم أن يجمع بينهما في اللفظ لاجتماعهما في النبأ وليخرج عن شبه التكرار في اللفظ من غير فائدة فإنه إذا قال ورسولك فقد فهم منه أنه أرسله فإذا قال الذي أرسلت صار كالحشو الذي لا فائدة فيه. قال الحافظ ابن حجر وأما الاستدلال به لمنع الرواية بالمعنى مطلقا ففيه نظر وخصوصا إبدال الرسول بالنبي وعكسه إذا وقع في الرواية لأن الذات المحدث عنها واحدة فالمراد يفهم بأي صفة وصف بها الموصوف إذا ثبتت الصفة له وهذا بناء على أن السبب في منع الرواية بالمعنى أن الذي يستجيز ذلك قد يظن أنه يوفى بمعنى اللفظ الآخر ولا يكون كذلك في نفس الأمر كما عهد في كثير من الأحاديث فالاحتياط الإتيان باللفظ فعلى هذا إذا تحقق بالقطع أن المعنى فيهما متحد لم يضر ثم رجح الحافظ ما قاله المازري في الحكمة في رده صلى الله عليه وسلم على من قال الرسول بدل النبي. (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه قال اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت وإذا استيقظ قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور) قال الزجاج النفس التي تفارق الإنسان عند النوم هي التي للتمييز والتي تفارقه عند الموت هي التي للحياة وهي التي يزول معها التنفس وسمى النوم موتا لأنه يزول معه العقل والحركة تمثيلا وتشبيها اهـ ويحتمل أن يكون المراد من الموت هنا السكون من قولهم ماتت الريح أي سكنت فيحتمل أن يكون أطلق الموت على النائم بمعنى إرادة السكون لحركته لقوله تعالى {هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه} [يونس 67] قاله الطيبي. وقال القرطبي النوم والموت يجمعهما انقطاع تعلق الروح بالبدن وذلك قد يكون ظاهرا وهو النوم ولذا قيل النوم أخو الموت وباطنا وهو الموت فإطلاق الموت على النوم يكون مجازا لاشتراكهما في مطلق انقطاع الروح بالبدن. وقال الطيبي الحكمة في إطلاق الموت على النوم أن انتفاع الإنسان بالحياة إنما هو لتحري رضا الله عنه وقصد طاعته واجتناب سخطه وعقابه فمن نام زال عنه هذا الانتفاع فكان كالميت فحمد الله تعالى على هذه النعمة وزوال ذلك المانع قال وهذا التأويل موافق للحديث روايتنا الرابعة عشرة إن أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر لها وينتظم مع قوله وإليه النشور أي وإليه المرجع في نيل الثواب بما يكتسب في الحياة (إذا أخذ مضجعه من الليل) وفي ملحق الرواية إذا أويت إلى فراشك أي انضممت إليه ودخلت فيه وفي الرواية الرابعة عشرة اللهم خلقت نفسي وأنت توفاها فيه حذف إحدى التاءين تخفيفا والأصل تتوفاها (اللهم إني أسألك العافية) أي في الدنيا والآخرة (أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته) أي من شر كل شيء من المخلوقات لأنها كلها في سلطانه وهو آخذ بناصيتها (اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء) الظاهر من أسماء الله تعالى قيل هو من الظهور بمعنى القهر والغلبة وكمال القدرة ومنه ظهر فلان على فلان وقيل الظاهر بالدلائل القطعية والباطن المحتجب عن خلقه وقيل العالم بالخفيات وأما تسميته سبحانه وتعالى بالآخر فقال الباقلاني معناه الباقي بصفاته من العلم والقدرة وغيرهما التي كان عليها في الأزل ويكون كذلك بعد موت الخلائق وذهاب علومهم وقدرهم وحواسهم وتفرق أجسامهم قال وتعلقت المعتزلة بهذا الاسم فاحتجوا به لمذهبهم في فناء الأجسام وذهابها بالكلية قالوا ومعناه الباقي بعد فناء خلقه قال النووي ومذهب أهل الحق خلاف ذلك وأن المراد الآخر بصفاته بعد ذهاب صفاتهم ولهذا يقال آخر من بقي من بني فلان فلان يراد حياته ولا يراد فناء أجسام موتاهم وعدمها هذا كلام الباقلاني (اقض عنا الدين) يحتمل أن المراد بالدين هنا حقوق الله تعالى وحقوق العباد كلها من جميع الأنواع ويحتمل أن المراد بها ديون العباد المالية (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فيأخذ داخلة إزاره فلينفض بها فراشه وليسم الله فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه) داخلة الإزار طرفه ومعناه أنه يستحب أن ينفض فراشه قبل أن يدخل فيه لئلا يكون فيه حية أو عقرب أو غيرهما من المؤذيات لا يعلم ما خلفه بتخفيف اللام أي ما حدث بعده في فراشه ولينفض ويده مستورة بطرف إزاره لئلا يحصل في يده مكروه إن كان هناك وهذه النصيحة خاضعة للبيئة وهذه الهيئة مطلوبة في نفس الظروف التي نصح بها فيها أما في ظروف أخرى كالمدن النظيفة من الحشرات فالمستحب الذكر والدعاء (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا) مناسبة هذا الدعاء للنوم استجماع حصيلة النهار من النعم والحمد عليها وآوانا قال النووي الصحيح أنه هنا ممدود وفي أويت إلى فراشك السابقة بالقصر وحكى القصر فيهما وقيل معنى آوانا هنا رحمنا (فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي) بضم الميم وسكون الهمز وكسر الواو أي فكثير من المخلوقات لا راحم له ولا عاطف عليه من الخلق وقيل معناه لا وطن له ولا سكن يأوى إليه (من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل) قالوا معناه من شر ما اكتسبته مما قد يقتضي عقوبة في الدنيا أو يقتضي عقوبة في الآخرة وإن لم أكن قصدته ويحتمل أن المراد تعليم الأمة الدعاء (اللهم لك أسلمت وبك آمنت) معناه لك انقدت وبك صدقت (وعليك توكلت) أي فوضت أمري إليك (وإليك أنبت) أي رجعت وتبت أو أقبلت بهمتي وطاعتي وأعرضت عما سواك (وبك خاصمت) أي بك أحتج وأدافع وأقاتل وتقديم معمول الفعل في الأفعال الخمسة يفيد القصر (كان إذا كان في سفر وأسحر) أي قام في السحر أو انتهى سيره إلى السحر وهو آخر الليل (يقول سمع سامع) قال النووي روى بوجهين أحدهما فتح الميم وتشديدها من سمع واختاره القاضي ومعناه بلغ قولي هذا لغيره كل من سمعه الوجه الثاني كسر الميم وتخفيفها أي وعي قولي هذا واع والجملة خبرية لفظا طلبية معنى أي بلغوا ما تسمعون من هذا الذكر أو انتبهوا واحفظوا واذكروا بما تسمعون من الذكر (بحمد الله وحسن بلائه علينا ربنا صاحبنا وأفضل علينا عائذا بالله من النار) أي بحمد الله أصبحنا وأسحرنا وبحسن بلائه علينا وصلنا إلى ما نحن عليه من نعم يا ربنا صاحبنا بسكون الباء أي كن معنا في سفرنا احفظنا واكلأنا وأفضل علينا وأسبغ علينا آلاءك وعائذا حال من فاعل يقول أي يقول ذلك مستعيذا من النار قائلا في الأول أو في الآخر أو في الوسط اللهم إنا نعوذ بك من النار (اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني) الإسراف مجاوزة الحد أي أنا متصف بهذه الأشياء اغفرها لي قيل قاله تواضعا أو اعتبر فوات الكمال ذنبا وقيل أراد ما كان عن سهو وقيل ما كان قبل النبوة وعلى كل حال فهو صلى الله عليه وسلم مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فدعا بهذا وغيره تواضعا لأن الدعاء عبادة ومعنى وكل ذلك عندي أي موجود أو ممكن (اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى) العفاف والعفة هو التنزه عما لا يباح والكف عنه والغنى هنا غنى النفس والاستغناء عن الناس وعما في أيديهم لأنه صلى الله عليه وسلم رفض غنى المال (اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها) معنى زكها طهرها وخير في أنت خير من زكاها ليست أفعل تفضيل بل المعنى لا مزكي لها إلا أنت قال النووي هذا الحديث وغيره من الأدعية المسجوعة دليل لما قاله العلماء أن السجع المذموم في الدعاء هو المتكلف فإنه يذهب الخشوع والخضوع والإخلاص فأما ما حصل بلا تكلف ولا إعمال فكر لكمال الفصاحة ونحو ذلك أو كان محفوظا فلا بأس به بل هو حسن. (أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر) قال النووي قال القاضي رويناه بإسكان الباء وفتحها فالإسكان بمعنى التعاظم على الناس والفتح بمعنى الهرم والخرف والرد إلى أرذل العمر وهذا أشهر وأظهر كما في الأحاديث الأخرى (وغلب الأحزاب وحده) أي قبائل الكفار المتحزبين وغلبهم وحده أي من غير قتال الآدميين بل أرسل عليهم ريحا وجنودا لم تروها (فلا شيء بعده) أي لا شيء سواه (اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد سداد السهم) سداد السهم بفتح السين تقويمه ومعنى سددني وفقني واجعلني منتصبا في جميع أموري مستقيما وأصل السداد الاستقامة والقصد في الأمور وأما الهدى هنا فهو الرشاد. والمأمور بقوله واذكر بالهدى .. إلخ هو الداعي بهذا الدعاء أي وتذكر أيها الداعي حين تدعو بالهداية والسداد تذكر أن هادي الطريق لا يزيغ عنه ومسدد السهم يحرص على تقويمه ولا يستقيم رميه حتى يقومه وكذلك الداعي ينبغي أن يحرص على تسديد علمه وتقويمه ولزوم السنة وقيل ليتذكر بهذا لفظ السداد والهدى لئلا ينساه والأول أولى (وهي في مسجدها) أي مصلاها الذي صلت فيه الصبح في بيتها. (سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته) مداد كلماته بكسر الميم قيل معناه مثلها في العدد وقيل مثلها في أنها لا تنفد وقيل في الثواب والمداد هنا مصدر بمعنى المدد وهو ما كثر به الشيء قال العلماء واستعماله هنا مجاز لأن كلمات الله تعالى لا تنحصر والمراد المبالغة في الكثرة لأنه ذكر أولا ما يحصره العد الكثير من عدد الخلق ثم زنة العرش ثم ارتقى إلى ما هو أعظم من ذلك وعبر عنه بهذا أي ما لا يحصيه عد كما لا تحصى كلمات الله. (حتى وجدت برد قدمه على صدري) قدمه هنا مفردة وفي البخاري قدميه بالتثنية قال النووي وهي زيادة ثقة مقبولة (ما تلقى من الرحى في يدها) وفي رواية مما تطحن وفي رواية وأنا والله قد طحنت حتى مجلت يداي وفي رواية عن علي كانت عندي فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم فجرت بالرحى حتى أثرت بيدها واستقت بالقربة حتى أثرت في عنقها وقمت البيت حتى أغبرت ثيابها وفي رواية وخبزت حتى تغير وجهها (قال ألا أعلمكما خيرا مما سألتما) في الرواية الرابعة والثلاثين ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم (قيل لعلي ما تركتهن ليلة صفين قال ولا ليلة صفين) معناه لم يمنعني منهن ذلك الأمر والشغل الذي كنت فيه وليلة صفين هي ليلة الحرب المعروفة بصفين وهي موضع بقرب الفرات كانت فيه حرب عظيمة بينه وبين أهل الشام (إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا) قال القاضي سببه رجاء تأمين الملائكة على الدعاء واستغفارهم وشهادتهم بالتضرع والإخلاص قال النووي وفيه استحباب الدعاء عند حضور الصالحين والتبرك بهم (كان يقول عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم ...) قال النووي حديث جليل ينبغي الاعتناء به والإكثار منه عند الكرب والأمور العظيمة قال الطبري كان السلف يدعون به ويسمونه دعاء الكرب فإن قيل هذا ذكر وليس فيه دعاء فجوابه من وجهين مشهورين أحدهما أن هذا الذكر يستفتح به الدعاء ثم يدعو بما شاء الثاني جواب سفيان بن عيينة فقال أما علمت قوله تعالى من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وقال الشاعر إذا أثنى عليك المرء يوما كفاه من تعرضه الثناء (كان إذا حزبه أمر) بفتح الحاء والزاي أي نابه وألم به أمر شديد قال القاضي قال بعض العلماء وهذه الفضائل المذكورة في هذه الأذكار إنما هي لأهل الشرف في الدين والطهارة من الكبائر دون المصرين وغيرهم قال القاضي وهذا فيه نظر والأحاديث عامة قال النووي الصحيح أنها لا تختص (إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده) في الرواية السابقة سئل أي الكلام أفضل قال ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده سبحان الله وبحمده وهذا محمول على كلام الآدمي وإلا فالقرآن أفضل وكذا قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل والتكبير المطلق فأما المأثور في وقت أو حال ونحو ذلك فالاشتغال به أفضل (إلا قال الملك ولك بمثل) بكسر الميم وسكون الثاء وتنوين اللام وفي الرواية التالية آمين ولك بمثل وفي الرواية بعدها دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل أي فالملك يؤمن على الدعاء ويدعو للداعي بمثل ما دعا به لأخيه (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل) بفتح الياء وسكون العين وفتح الجيم فسرها في الحديث بقوله (فيقول قد دعوت فلا) بفتح اللام مع التنوين الذي هو عوض عن جملة فسرها بقوله (فلم يستجب لي) وفي الرواية الأخيرة ما لم يستعجل قيل يا رسول الله ما الاستعجال قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيتحسر عند ذلك ويدع الدعاء قال أهل اللغة يقال حسر واستحسر إذا أعيا وانقطع عن المشي والمراد هنا أنه ينقطع عن الدعاء ففيه أنه ينبغي إدامة الدعاء ولا يستبطئ الإجابة فقه الحديث هذه جملة من الأذكار والأدعية بعضها مطلق صالح لكل زمان وبعضها مقيد بزمن أو بحالة وما ذكر هنا ليس حاصرا للأذكار والأدعية ولا ينبغي لأحد أن يحصرها أو يدعي حصرها ولذلك نجد غيرها في كتب الصحيح ونجد للصحابة أذكارا وأدعية غير واردة بالنص وإن كانت داخلة تحت المنصوص وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر دعاء وذكرا ورد على لسان أحد الصحابة حين سمعه يقول حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد وبعد أن شرحنا غريب ألفاظ أحاديثنا نورد أذكارها وأدعيتها باختصار الأذكار والأدعية المطلقة اللهم فإني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار وفتنة القبر وعذاب القبر ومن شر فتنة الغنى ومن شر فتنة الفقر وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم فإني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل وأعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات اللهم إني أعوذ بك من سوء القضاء ومن درك الشقاء ومن شماتة الأعداء ومن جهد البلاء اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده فلا شيء بعده اللهم اهدني وسددني اللهم إني أسألك الهدى والسداد سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته الذكر عند المساء وعند الصباح أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم أسألك خير هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها اللهم إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر اللهم إني أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر وإذا أصبح قال ذلك أيضا أصبحنا وأصبح الملك لله ... إلخ الذكر عند النوم يتوضأ ثم يضطجع على شقه الأيمن ثم يقول اللهم إني أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت إذا أخذ مضجعه قال اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت وإذا استيقظ قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور وإذا أخذ مضجعه قال اللهم خلقت نفسي وأنت توفاها لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر لها اللهم إني أسألك العافية اللهم رب السموات والأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر إذا أوى إلى مضجعه نفض فراشه وثوب نومه وسمى الله وليضطجع على جنبه الأيمن ثم يقول سبحانك اللهم ربي بك وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل ثم يكبر الله أربعا وثلاثين ويسبح الله ثلاثا وثلاثين ويحمد الله ثلاثا وثلاثين عند الصباح سبحان الله وبحمده عدد خلقه سبحان الله وبحمده رضا نفسه سبحان الله وبحمده زنة عرشه ومداد كلماته دعاء الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم ثم يدعو برفع كربه واللطف في قضائه وقدره عند خوف الأذى من حشرة أو دابة أو إنسان أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق عند سماع الديكة اللهم إنا نسألك فضلك وخيرك عند سماع نهيق الحمار أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من آداب الدعاء قال ابن الجوزي اعلم أن دعاء المؤمن لا يرد غير أنه قد يكون الأولى له تأخير الإجابة أو يعوض بما هو أولى له عاجلا أو آجلا فينبغي للمؤمن أن لا يترك الطلب من ربه فإنه متعبد بالدعاء كما هو متعبد بالتسليم والتفويض ومن جملة آداب الدعاء تحري الأوقات الفاضلة كالسجود وعند الأذان ومنها تقديم الوضوء والصلاة واستقبال القبلة ورفع اليدين وتقديم التوبة والاعتراف بالذنب والإخلاص وافتتاحه بالحمد والثناء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والسؤال بالأسماء الحسنى اهـ والله أعلم.

    حَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي سُمَىٌّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ وَمِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ وَمِنْ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ وَمِنْ جَهْدِ الْبَلاَءِ ‏.‏ قَالَ عَمْرٌو فِي حَدِيثِهِ قَالَ سُفْيَانُ أَشُكُّ أَنِّي زِدْتُ وَاحِدَةً مِنْهَا ‏.‏

    It was narrated from Abu Huraira that:Allah's Apostle (ﷺ) used to seek refuge (in Allah) from the evil of what has been decreed, from misery, from the mockery of (triumphant) enemies, and from severe calamity. `Amr (one of the narrators) said in his narration: "Sufyan said: 'I fear I may have added one of them (the phrases)

    Telah menceritakan kepadaku ['Amr An Naqid] dan [Zuhair bin Harb] mereka berdua berkata; telah menceritakan kepada kami [Sufyan bin 'Uyainah] telah menceritakan kepadaku [Sumayya] dari [Abu Shalih] dari [Abu Hurairah] bahwasanya Nabi shallallahu 'alaihi wasallam pernah berdoa untuk berlindung dari takdir buruk, kesialan, dan cacian musuh (karena kemalangan diri), dan dari ujian yang memayahkan. Amru mengatakan dalam haditsnya; "Sufyan berkata; 'Saya merasa ragu bahwasanya saya telah menambah salah satu kata dalam hadits tersebut

    Bana Amru'n-Nâkıd ile Züheyr b. Harb rivayet ettiler. (Dedilerki): Bize Süfyan b. Uyeyne rivayet etti. (Dedikî): Bana Sümey, Ebû Sâlih'den, o da Ebû Hureyre'den naklen rivayet etti ki: (Ebu Hureyre r.a. şöyle dedi:) Nebi (Sallallahu Aleyhi ve Sellem) kötü hükümden şekavet erişmesinden, düşmanların gülmesinden ve kötü hal’den Allah'a sığınırmış Amr kendi hadîsinde şöyle dedi: «Süfyan: Ben bunlardan birini ziyade etmiş olmamdan şüphe ediyorum, dedi.» İZAH 2709 DA

    عمرو ناقد اور زُہیر بن حرب نے مجھے حدیث بیان کی ، انہوں نے کہا : ہمیں سفیان بن عیینہ نے حدیث بیان کی ، انہوں نے کہا : مجھے سُمی نے ابوصالح سے حدیث بیان کی ، انہوں نے حضرت ابوہریرہ رضی اللہ عنہ سے روایت کی کہ رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم انسان کے حق میں برا ثابت ہونے والے فیصلے ، بدبختی کے آ لینے ، اپنی تکلیف پر دشمنوں کے خوش ہونے اور عاجز کر دینے والی آزمائش سے پناہ مانگا کرتے تھے ۔ عمرو نے اپنی حدیث ( کی سند ) میں کہا : سفیان نے کہا : مجھے شک ہے کہ ( شاید ) میں نے ان باتوں میں سے کوئی ایک بات بڑھا دی ہے ۔

    ‘আমর আন নাকিদ ও যুহায়র ইবনু হারব (রহঃ) ...... আবু হুরাইরাহ (রাযিঃ) থেকে বর্ণিত যে, রসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম আশ্রয় প্রার্থনা করতেন অদৃষ্ট্রের অনিষ্ট থেকে, দুঃখ পাওয়া থেকে, শত্রুদের আনন্দ থেকে এবং বালা-মুসীবাতের কষ্ট থেকে। আমর তার হাদীসে বলেছেন যে, সুফইয়ান (রহঃ) বলেছেন, আমি সন্দেহ করছি, এর মধ্যে একটি বাড়িয়ে বলেছি। (ইসলামিক ফাউন্ডেশন ৬৬৩০, ইসলামিক সেন্টার)