• 154
  • أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ، أَخْبَرَهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكِبَ حِمَارًا عَلَيْهِ إِكَافٌ تَحْتَهُ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ ، وَأَرْدَفَ وَرَاءَهُ أُسَامَةَ وَهُوَ يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَذَاكَ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ ، حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلَاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَالْمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ ، وَالْيَهُودِ ، فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ، وَفِي الْمَجْلِسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ ، فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ ، خَمَّرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ ، ثُمَّ قَالَ : لَا تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ وَقَفَ ، فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمِ الْقُرْآنَ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ : أَيُّهَا الْمَرْءُ ، لَا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا إِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا ، فَلَا تُؤْذِنَا فِي مَجَالِسِنَا وَارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ ، فَمَنْ جَاءَكَ مِنَّا فَاقْصُصْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ : اغْشَنَا فِي مَجَالِسِنَا ، فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ ، قَالَ : فَاسْتَبَّ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَتَوَاثَبُوا ، فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَفِّضُهُمْ ، ثُمَّ رَكِبَ دَابَّتَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، فَقَالَ : " أَيْ سَعْدُ ، أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ ؟ - يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ - قَالَ : كَذَا وَكَذَا " ، قَالَ : اعْفُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَاصْفَحْ ، فَوَاللَّهِ ، لَقَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ الَّذِي أَعْطَاكَ ، وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ أَنْ يُتَوِّجُوهُ فَيُعَصِّبُوهُ بِالْعِصَابَةِ ، فَلَمَّا رَدَّ اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَهُ ، شَرِقَ بِذَلِكَ ، فَذَلِكَ فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ ، فَعَفَا عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

    حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَاللَّفْظُ لِابْنِ رَافِعٍ ، قَالَ ابْنُ رَافِعٍ : حَدَّثَنَا ، وقَالَ الْآخَرَانِ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ، أَخْبَرَهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ رَكِبَ حِمَارًا عَلَيْهِ إِكَافٌ تَحْتَهُ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ ، وَأَرْدَفَ وَرَاءَهُ أُسَامَةَ وَهُوَ يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَذَاكَ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ ، حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلَاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَالْمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ ، وَالْيَهُودِ ، فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ، وَفِي الْمَجْلِسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ ، فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ ، خَمَّرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ ، ثُمَّ قَالَ : لَا تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمِ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ثُمَّ وَقَفَ ، فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمِ الْقُرْآنَ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ : أَيُّهَا الْمَرْءُ ، لَا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا إِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا ، فَلَا تُؤْذِنَا فِي مَجَالِسِنَا وَارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ ، فَمَنْ جَاءَكَ مِنَّا فَاقْصُصْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ : اغْشَنَا فِي مَجَالِسِنَا ، فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ ، قَالَ : فَاسْتَبَّ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَتَوَاثَبُوا ، فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُخَفِّضُهُمْ ، ثُمَّ رَكِبَ دَابَّتَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، فَقَالَ : أَيْ سَعْدُ ، أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ ؟ - يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ - قَالَ : كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : اعْفُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَاصْفَحْ ، فَوَاللَّهِ ، لَقَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ الَّذِي أَعْطَاكَ ، وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ أَنْ يُتَوِّجُوهُ فَيُعَصِّبُوهُ بِالْعِصَابَةِ ، فَلَمَّا رَدَّ اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَهُ ، شَرِقَ بِذَلِكَ ، فَذَلِكَ فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ ، فَعَفَا عَنْهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ يَعْنِي ابْنَ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ ، عَنْ عُقَيْلٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِي هَذَا الْإِسْنَادِ بِمِثْلِهِ ، وَزَادَ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ

    إكاف: الإكاف : البرذعة
    فدكية: فدكية : أي من صنع فدك ، وهي بلدة مشهورة على مرحلتين أو ثلاثة من المدينة
    وأردف: أردفه : حمله خلفه
    يعود: العيادة : زيارة الغير
    أخلاط: الأخلاط : جمع الخِلْط وهو اسم لكل شيء امتزج بعضه ببعض وتداخل
    الأوثان: الأوثان : جمع وَثَن وهو الصنم، وقيل : الوَثَن كلُّ ما لَه جُثَّة مَعْمولة من جَواهِر الأرض أو من الخَشَب والحِجارة، كصُورة الآدَميّ تُعْمَل وتُنْصَب فتُعْبَد وقد يُطْلَق الوَثَن على غير الصُّورة، والصَّنَم : الصُّورة بِلا جُثَّة
    غشيت: غشيت : أصابت
    عجاجة: العجاجة : الغبار
    خمر: خَمَّرَ الشَّيْء : غَطَّاه وستره
    بردائه: الرداء : ما يوضع على أعالي البدن من الثياب
    تغبروا: لا تغبروا علينا : لا تثيروا علينا الغبار ، وهو ما صَغُر من التراب والرماد
    رحلك: الرحل : المنزل سواء كان من حجر أو خشب أو شعر أو صوف أو وبر أو غير ذلك
    اغشنا: اغشنا : جئ إلينا واحضرنا وزرنا وخالطنا
    اصطلح: اصطلح : اتفق
    فيعصبوه: عصّبه : توّجه وجعله ملكا
    بالعصابة: العصابة : العِمامة ، والمراد أن يرئسوه عليهم ويسودوه
    شرق: شرق بالشيء : كرهه وضايقه وغص به
    أَيْ سَعْدُ ، أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ
    حديث رقم: 4313 في صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن باب {ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا} [آل عمران: 186]
    حديث رقم: 5363 في صحيح البخاري كتاب المرضى باب عيادة المريض، راكبا وماشيا، وردفا على الحمار
    حديث رقم: 5878 في صحيح البخاري كتاب الأدب باب كنية المشرك
    حديث رقم: 5924 في صحيح البخاري كتاب الاستئذان باب التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين
    حديث رقم: 2854 في صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب الردف على الحمار
    حديث رقم: 5643 في صحيح البخاري كتاب اللباس باب الارتداف على الدابة
    حديث رقم: 2752 في جامع الترمذي أبواب الاستئذان والآداب باب ما جاء في السلام على مجلس فيه المسلمون وغيرهم
    حديث رقم: 21239 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ الْأَنْصَارِ حَدِيثُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ حِبِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 6701 في صحيح ابن حبان كِتَابُ التَّارِيخِ ذِكْرُ بَعْضِ مَا كَانَ يُقَاسِي الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ
    حديث رقم: 7258 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الطِّبِّ عِيَادَةُ الْمَرِيضِ رَاكِبًا وَمُرْدِفًا عَلَى الدَّابَّةِ
    حديث رقم: 388 في المعجم الكبير للطبراني وَمَا أَسْنَدَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 392 في المعجم الكبير للطبراني وَمَا أَسْنَدَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 9499 في مصنّف عبد الرزاق كِتَابُ الْمَغَازِي تَزْوِيجُ فَاطِمَةَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهَا
    حديث رقم: 9560 في مصنّف عبد الرزاق كِتَابُ أَهْلِ الْكِتَابِ السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الْكِتَابِ
    حديث رقم: 16516 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ السِّيَرِ بَابُ مُبْتَدَأِ الْإِذْنِ بِالْقِتَالِ
    حديث رقم: 6452 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الْجَنَائِزِ جُمَّاعُ أَبْوَابِ الشَّهِيدِ وَمَنْ يُصَلِّي عَلَيْهِ وَيُغَسِّلُ
    حديث رقم: 6453 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الْجَنَائِزِ جُمَّاعُ أَبْوَابِ الشَّهِيدِ وَمَنْ يُصَلِّي عَلَيْهِ وَيُغَسِّلُ
    حديث رقم: 50 في الجامع لمعمّر بن راشد بَابُ السَّلَامِ عَلَى أَهْلِ الشِّرْكِ وَالدُّعَاءِ لَهُمْ
    حديث رقم: 50 في الجامع لمعمّر بن راشد بَابُ الِاسْتِخَارَةِ
    حديث رقم: 4815 في شرح معاني الآثار للطحاوي كِتَابُ الْكَرَاهَةِ بَابُ السَّلَامِ عَلَى أَهْلِ الْكُفْرِ
    حديث رقم: 4811 في شرح معاني الآثار للطحاوي كِتَابُ الْكَرَاهَةِ بَابُ السَّلَامِ عَلَى أَهْلِ الْكُفْرِ
    حديث رقم: 5543 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ عَفْوِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّنْ دَعَاهُ إِلَى الْإِيمَانِ
    حديث رقم: 5544 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ عَفْوِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّنْ دَعَاهُ إِلَى الْإِيمَانِ
    حديث رقم: 168 في مسند ابن أبي شيبة مَا رَوَاهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ
    حديث رقم: 168 في مسند ابن أبي شيبة طُفَيْلُ بْنُ سَخْبَرَةَ
    حديث رقم: 876 في الأدب المفرد للبخاري بَابُ هَلْ يُكَنَّى الْمُشْرِكُ
    حديث رقم: 1149 في الأدب المفرد للبخاري بَابُ التَّسْلِيمِ عَلَى مَجْلِسٍ فِيهِ الْمُسْلِمُ وَالْمُشْرِكُ
    حديث رقم: 5545 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ عَفْوِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّنْ دَعَاهُ إِلَى الْإِيمَانِ
    حديث رقم: 652 في تاريخ المدينة لابن شبة تاريخ المدينة لابن شبة خَبَرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ

    [1798] (رَكِبَ حِمَارًا عَلَيْهِ إِكَافٌ تَحْتَهُ قَطِيفَةٌ فدكية) إلا كاف بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَيُقَالُ وِكَافٌ أَيْضًا وَالْقَطِيفَةُ دِثَارٌ مخمل جَمْعُهَا قَطَائِفُ وَقُطُفٌ وَالْفَدَكِيَّةُ مَنْسُوبَةٌ إِلَى فَدَكٍ بَلْدَةٍ مَعْرُوفَةٍ عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ مِنَ الْمَدِينَةِ قَوْلُهُ (وَأَرْدَفَ وَرَاءَهُ أُسَامَةَ وَهُوَ يَعُودُ سعد بن عباد) 1 فِيهِ جَوَازُ الْإِرْدَافِ عَلَى الْحِمَارِ وَغَيْرِهِ مِنَ الدَّوَابِّ إِذَا كَانَ مُطِيقًا وَفِيهِ 2 جَوَازُ الْعِيَادَةِ رَاكِبًا وَفِيهِ 3 أَنَّ رُكُوبَ الْحِمَارِ لَيْسَ بِنَقْصٍ في حق)الْكِبَارِ قَوْلُهُ (عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ هُوَ مَا ارْتَفَعَ مِنْ غُبَارِ حَوَافِرِهَا) قَوْلُهُ (خَمَّرَ أَنْفَهُ) أَيْ غَطَّاهُ قَوْلُهُ (فَسَلَّمَ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فِيهِ جَوَازُ الِابْتِدَاءِ بِالسَّلَامِ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ مُسْلِمُونَ وَكُفَّارٌ وَهَذَا مُجْمَعٌ عَلَيْهِ قَوْلُهُ (أَيُّهَا الْمَرْءُ لَا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا) هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيعِ نُسَخِ بِلَادِنَا بِأَلِفٍ فِي أَحْسَنَ أَيْ لَيْسَ شَيْءٌ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا وَكَذَا حَكَاهُ الْقَاضِي عَنْ جَمَاهِيرِ رُوَاةِ مُسْلِمٍ قَالَ وَوَقَعَ الْقَاضِي أَبِي عَلِيٍّ الْأَحْسَنَ مِنْ هَذَا بِالْقَصْرِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ قَالَ الْقَاضِي وَهُوَ عِنْدِي أَظْهَرُ وَتَقْدِيرُهُ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا أَنْ تَقْعُدَ فِي بَيْتِكَ وَلَا تَأْتِينَا قَوْلُهُ (فَلَمْ يَزَلْ يُخَفِّضُهُمْ) أَيْ يُسَكِّنُهُمْ وَيُسَهِّلُ الْأَمْرَ بَيْنَهُمْ قَوْلُهُ (وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ) بِضَمِّ الْبَاءِ عَلَى التَّصْغِيرِ قَالَ الْقَاضِي وَرُوِّينَا فِي غَيْرِ مُسْلِمٍ الْبَحِيرَةِ مُكَبَّرَةً وَكِلَاهُمَا بِمَعْنًى وَأَصْلُهَا الْقَرْيَةُ وَالْمُرَادُ بِهَا هُنَا مَدِينَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلُهُ (وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ أَنْ يُتَوِّجُوهُ فَيَعْصِبُوهُ بِالْعِصَابَةِ) مَعْنَاهُ اتَّفَقُوا عَلَى أَنْ يَجْعَلُوهُ مَلِكَهُمْالْكِبَارِ قَوْلُهُ (عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ هُوَ مَا ارْتَفَعَ مِنْ غُبَارِ حَوَافِرِهَا) قَوْلُهُ (خَمَّرَ أَنْفَهُ) أَيْ غَطَّاهُ قَوْلُهُ (فَسَلَّمَ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فِيهِ جَوَازُ الِابْتِدَاءِ بِالسَّلَامِ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ مُسْلِمُونَ وَكُفَّارٌ وَهَذَا مُجْمَعٌ عَلَيْهِ قَوْلُهُ (أَيُّهَا الْمَرْءُ لَا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا) هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيعِ نُسَخِ بِلَادِنَا بِأَلِفٍ فِي أَحْسَنَ أَيْ لَيْسَ شَيْءٌ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا وَكَذَا حَكَاهُ الْقَاضِي عَنْ جَمَاهِيرِ رُوَاةِ مُسْلِمٍ قَالَ وَوَقَعَ الْقَاضِي أَبِي عَلِيٍّ الْأَحْسَنَ مِنْ هَذَا بِالْقَصْرِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ قَالَ الْقَاضِي وَهُوَ عِنْدِي أَظْهَرُ وَتَقْدِيرُهُ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا أَنْ تَقْعُدَ فِي بَيْتِكَ وَلَا تَأْتِينَا قَوْلُهُ (فَلَمْ يَزَلْ يُخَفِّضُهُمْ) أَيْ يُسَكِّنُهُمْ وَيُسَهِّلُ الْأَمْرَ بَيْنَهُمْ قَوْلُهُ (وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ) بِضَمِّ الْبَاءِ عَلَى التَّصْغِيرِ قَالَ الْقَاضِي وَرُوِّينَا فِي غَيْرِ مُسْلِمٍ الْبَحِيرَةِ مُكَبَّرَةً وَكِلَاهُمَا بِمَعْنًى وَأَصْلُهَا الْقَرْيَةُ وَالْمُرَادُ بِهَا هُنَا مَدِينَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلُهُ (وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ أَنْ يُتَوِّجُوهُ فَيَعْصِبُوهُ بِالْعِصَابَةِ) مَعْنَاهُ اتَّفَقُوا عَلَى أَنْ يَجْعَلُوهُ مَلِكَهُمْوَكَانَ مِنْ عَادَتِهِمْ إِذَا مَلَّكُوا إِنْسَانًا أَنْ يتوجوه ويعصبوا قَوْلُهُ (شَرِقَ بِذَلِكَ) بِكَسْرِ الرَّاءِ أَيْ غَصَّ وَمَعْنَاهُ حَسَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان ذلك بسبب نفاقه عفانا اللَّهُ الْكَرِيمُ قَوْلُهُ (وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ) مَعْنَاهُ قَبْلَ أَنْ يُظْهِرَ الْإِسْلَامَ وَإِلَّا فَقَدْ كَانَ كَافِرًا مُنَافِقًا ظَاهِرَ النِّفَاقِ

    [1798] إكاف بِكَسْر الْهمزَة قطيفة هِيَ دثار لَهُ خمل فَدَكِيَّة مَنْسُوب إِلَى فدك بلد قريب من الْمَدِينَة عجاجة الدَّابَّة هِيَ مَا ارْتَفع من غُبَار حوافرها خمر أَي غطى لَا أحسن من هَذَا أَي لَا شَيْء أحسن مِنْهُ وَرُوِيَ لأحسن بلام الِابْتِدَاء يخفضهم أَي يسكنم الْبحيرَة بِضَم الْبَاء أَي الْمَدِينَة أَن يُتَوِّجُوهُ أَي يملكوه شَرق بِكَسْر الرَّاء أَي غص حسدا قبل أَن يسلم عبد الله أَي قبل أَن يظْهر الْإِسْلَام

    عن عروة أن أسامة بن زيد رضي الله عنه أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا عليه إكاف تحته قطيفة فدكية وأردف وراءه أسامة وهو يعود سعد بن عباة في بني الحارث بن الخزرج وذاك قبل وقعة بدر حتى مر بمجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود فيهم عبد الله بن أبي وفي المجلس عبد الله بن رواحة فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه. ثم قال لا تغبروا علينا فسلم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن فقال عبد الله بن أبي: أيها المرء لا أحسن من هذا إن كان ما تقول حقا: فلا تؤذنا في مجالسنا وارجع إلى رحلك فمن جاءك منا فاقصص عليه. فقال عبد الله بن رواحة: اغشنا في مجالسنا فإنا نحب ذلك قال: فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى هموا أن يتواثبوا فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة فقال أي سعد ألم تسمع إلى ما قال أبو حباب؟ (يريد عبد الله بن أبي) قال كذا وكذا قال اعف عنه يا رسول الله واصفح فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة أن يتوجوه فيعصبوه بالعصابة فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاكه شرق بذلك فذلك فعل به ما رأيت فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
    المعنى العام:
    تحمل الأذى في سبيل الله والدعوة إليه شأن الرسل وأصحابهم منذ بعث الله الرسل إلى البشر وتكذيب الأمم لرسلهم وإيذاؤهم لهم قديم وأليم وصل إلى درجة قتل الأنبياء بغير حق ووصل إلى شق الأتباع بالمنشار لمجرد أنهم يقولون: ربنا الله ومن قبل قال فرعون لموسى عليه السلام: {قال لئن اتخذت إله غيري لأجعلنك من المسجونين} [الشعراء: 29] وقال لأتباع موسى عليه السلام: {لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين} [الأعراف: 124]. وما يعرض في هذا الباب من الأحاديث مثل لما لقي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين وليس شرطا أن يكون المثال أعلى الدرجات فقد يكون التمثيل بما هو أقل إشارة لما هو أكبر وأعظم ولقد وقف مشركو مكة من دعوة محمد صلى الله عليه وسلم موقف المعارضة والتسفيه منذ اللحظة الأولى ومنذ قال أبو لهب: تبا لك. ألهذا جمعتنا؟ ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعبد الله في المسجد الحرام عند الكعبة كما كانوا يسجدون لأصنامهم هناك ولم يكونوا يتعرضون له في عهد عمه أبي طالب الذي كان يحميه من أذاهم وكانوا يخشونه ويهابونه فلما مات أبو طالب بعد عشر سنوات من البعثة والحماية بدأ المشركون النيل والإيذاء المباشر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأكبر الإيذاء هو إيذاء السخرية والتنكيل والاستهزاء وقد لجأ إلى ذلك فريق من الجالسين في المسجد حول الكعبة بزعامة أبي جهل رأوه صلى الله عليه وسلم قد دخل فوقف فبدأ يصلي صلاتنا وهم يعلمون أنها ذات ركوع وسجود فقال أبو جهل: من منكم يذهب إلى بيت فلان وقد ولدت ناقته منذ قليل فيأتي لنا بكيس مولودها بقذارته فيضعه على رقبة محمد إذا سجد؟ فقال عقبة: أنا آتيك به فذهب فجاء به فوضعه على رقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد ولم يرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه خشية أن يصيب ثيابه وبدنه أوساخ هذا الفرث وتضاحك المشركون ولم يستطع أحد من ضعفاء المسلمين كابن مسعود أن يفعل شيئا وهو يشاهد هذا المنظر الأليم خوفا من هؤلاء الصناديد فأرسلوا إلى فاطمة رضي الله عنها سرا يخبرونها فجاءت والبيت قريب ورفعت الفرث عن أبيها واتجهت إليهم تشتمهم وتسبهم فلم يردوا عليها فلما انتهى صلى الله عليه وسلم من صلاته توجه إلى الكعبة ورفع يديه ودعا على زعماء قريش الجالسين أصحاب هذا التخطيط والراضين عنه وكرر الدعاء ثلاثا وكتم المشركون أنفاسهم واستبد الخوف والرعب بهم يخافون على أنفسهم من دعائه صلى الله عليه وسلم ولم تمض بضع سنوات بل لم تمض أربع سنوات حتى صرعهم الله في غزوة بدر وألقيت جثثهم في بئر بعد أن صارت جيفة وتحقق فيهم ما دعا به صلى الله عليه وسلم. ولما ابتلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد وكسرت سنه وجرح وجهه وشجت رأسه وسال الدم منه على وجهه الشريف ورأت عائشة زوجه رضي الله عنها هذا المنظر الصعب واسته رضي الله عنها بقولها: هل رأيت شدة وأذى في حياتك يا رسول الله آلم من هذا الذي حدث لك؟ قال لها: إن الآلام الجسدية قد تهون ولكن الصعب الآلام النفسية ولقد رأيت من قريش من الآلام النفسية الشيء الكثير وأصعب ما رأيت منها يوم ذهبت إلى الطائف أستجير بزعيمها ابن عبد ياليل من إيذاء أهل مكة لي بعد موت أبي طالب طلبت منه أن يحميني من أذاهم -وكان من عادة العرب إذا أعلن كبير حماية أحد أو أنه في جواره لم يتعرض له ويصبح أذاه من أذاه واستمر في الإسلام أن يجير المسلمون من أجاره واحد منهم- وأقمت في الطائف عشر أيام أستعطفهم حمايتي وتمكيني من تبليغ دعوة ربي فسخروا مني وقالوا إن قومك الذين آذوك ويؤذونك أعلم بك منا ولولا أنك تستحق ما آذوك وأغروا بي سفهاءهم وصبيانهم يتبعونني بالشتم والاستهزاء وقذف الحجارة حتى أدموا قدمي وسرت لا أدري إلى أين أسير مهموما مهزوما مشغولا بما أنا فيه وقد كنت كالمستجير من الرمضاء بالنار ولم أنتبه لنفسي ولم أستفق من غشيتي إلا بعد عدة أميال في طريق وصلت فيه إلى ما يعرف بقرن الثعالب وقد رجع السفهاء والصبية فوقفت وأسندت ظهري إلى سور حديقة ورفعت رأسي إلى السماء أقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ثم أظلتني سحابة فرفعت رأسي إلى السماء فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني: يا محمد إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت في قومك فناداني الملك الموكل بالجبال: يا محمد إن الله عز وجل قد سمع ما رد به قومك عليك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك لأأتمر بأمرك إن شئت أطبقت عليهم الجبلين المحيطين بهم فبماذا تأمرني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أعفو وأصفح وأسأل الله أن يهديهم إلى الإسلام فإن لم يسلموا فأرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا. فصدق الله العظيم إذ يقول {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم} [التوبة: 128]. نعم لقد كانت يد الرحمن الرحيم تحنو على محمد صلى الله عليه وسلم كلما أوذي وتأسو جراحه كلما جرح فحينما فرح المشركون بتأخر نزول الوحي وأظهروا الشماتة وقالوا: ودع رب محمد محمدا وأبغضه وقلاه نزل قوله تعالى: {والضحى* والليل إذا سجى* ما ودعك ربك وما قلى} ولم يقتصر الأذى الذي لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم على كفار قريش في مكة بل كان العدو الثاني له بالمدينة المنافقون الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر والذين ينتهزون الفرص لإبداء البغضاء من أفواههم فهذا عبد الله بن أبي رأس المنافقين قبل أن يظهر إسلامه كان يجمع علانية بعض المسلمين وبعض المشركين كزعيم لهم يجلس معهم مجلس رئيس القوم فقد كان أهل المدينة يعدون له التاج ليضعوه فوق رأسه علامة على رئاسته وملكه فلما أتى الله بمحمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وتقلد أمور أصحابه وصار كحاكم عام للمدينة ضاع الملك على عبد الله بن أبي فحقد وحسد. وأصبح يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما سنحت له الفرصة وأشار بعض الصحابة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلتقي بعبد الله بن أبي وأن يعرض عليه الإسلام برفق لعله يرضي غروره ويستحي ويسلم فقال: حسنا سأفعل ذلك في طريقي لعيادة سعد بن عبادة فهو مريض وركب حمارا وسار ومعه بعض الصحابة حتى وصلوا مجلس عبد الله بن أبي في أرض ترابية سبخة ارتفع غبارها بإثارة القوم فوضع عبد الله بن أبي يده على أنفه يسدها من التراب وليظهر التأذي من رائحة حمار رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم ونزل عن حماره ودعاه إلى الإسلام فقال عبد الله بن أبي: أيها المرء. لقد آذيتنا بغبارك وآذيتنا بنتن حمارك فأمسك ما تقول واجلس في بيتك فمن أراد ما تقول ذهب إليك وثار الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة وكان جالسا في مجلس عبد الله بن أبي فقال له: والله إن ريح حمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك وغضب مع ابن رواحة أناس وتشابكت أيدي الفريقين فهدأهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أكمل مسيره إلى عيادة سعد بن عبادة وشكا إليه ما قال ابن أبي فقال له سعد: اعف عنه يا رسول الله واعذره وقدر ظروفه فقد كان يعد نفسه ليكون ملكا على المدينة فلم يرد الله له ذلك فهو موتور فاعف عنه فعفا عنه ولم يجد ابن أبي مخرجا من الحلقة التي ضاقت عليه بإسلام من حوله واحدا بعد الآخر فلجأ إلى إعلان إسلامه وبقي رأس المنافقين. المباحث العربية (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند البيت) البيت علم بالغلبة على الكعبة وعند البخاري كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ظل الكعبة. (وأبو جهل وأصحاب له جلوس) عند البيت أيضا وأصحابه هم السبعة المدعو عليهم بعد وفي الرواية الثانية وحوله ناس من قريش. (وقد نحرت جزور بالأمس) الجزور من الإبل بفتح الجيم ما يجزر أي يقطع وفي كتب اللغة: الجزور ما يصلح لأن يذبح من الإبل ولفظه أنثى يقال للبعير: هذه جزور سمينة. (فقال أبو جهل) في رواية للبخاري إذ قال بعضهم لبعض فالمراد من البعض القائل أبو جهل. (أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان فيأخذه فيضعه في كتفي محمد إذا سجد) في الكلام هنا حذف والأصل: فيأخذه فيجيء به فيضعه..إلخ وعند البخاري أيكم يجيء بسلا جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد؟ والسلا مقصور بفتح السين وتخفيف اللام وهو اللفافة التي يكون فيها الولد في بطن الناقة وسائر الحيوان وهو غشاء رقيق ويسمى من الآدمية المشيمة. (فانبعث أشقى القوم فأخذه فلما سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه) في الكلام حذف أي فذهب أشقى القوم فأخذه فجاء به فانتظر حتى سجد فلما سجد وضعه يقال: بعثه يبعثه بفتح العين أي أرسله وحده فانبعث وفي رواية أشقى قوم بالتنكير ففيه مبالغة أي أشقى الناس عموما لكن المقام يقتضي الأول لأن الشقاء هنا بالنسبة إلى هؤلاء القوم المعهودين والمراد من أشقى القوم هنا عقبة بن أبي معيط كما صرح به في الرواية الثانية وظاهر الرواية الثانية أن عقبة فعل ذلك ابتداء دون إرسال لكنه محمول على الرواية الأولى ففي الرواية الثانية اختصار. (فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض) السين والتاء للصيرورة أو للطلب بأن طلب كل منهم من نفسه الضحك أو طلب بعضهم من بعض أن يضحك ويميل بعضهم على بعض من كثرة الضحك وفي رواية للبخاري فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم على بعض بالحاء بدل الميم قال الحافظ ابن حجر: من الإحالة والمراد أن بعضهم ينسب فعل ذلك إلى بعض بالإشارة تهكما ويحتمل أن يكون من حال يحيل -بالفتح- إذا وثب على ظهر دابته أي يثب بعضهم على بعض من المرح والبطر. (وأنا قائم أنظر) ما فعلوا لا أستطيع أن أتكلم أو أفعل شيئا وهذا كلام ابن مسعود. (لو كانت لي منعة طرحته عن ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم) المنعة بفتح النون القوة وحكي إسكان النون وهو ضعيف وجزم القرطبي بسكون النون قال: ويجوز الفتح على أنه جمع مانع ككاتب وكتبة وإنما قال ابن مسعود ذلك لأنه لم يكن له بمكة عشيرة لكونه هذليا حليفا وكان حلفاؤه إذ ذاك كفارا وجاء عند البزار فأنا أرهب أي أخاف منهم وفي رواية البخاري لا أغني شيئا وفي رواية لا أغير شيئا أي لا أغني في كف شرهم أو لا أغير شيئا من فعلهم. (ما يرفع رأسه) مخافة أن يلوث أكثر مما لوث وفي رواية وثبت النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا. (حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة فجاءت وهي جويرية) في الرواية الثانية فجاءت فاطمة ففيها حذف وفي رواية فأقبلت تسعى وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت صغيرة والجارية الفتية الصغيرة قيل: لأنها تجري من مكان إلى مكان تلعب دون قيود الفتاة. (فطرحته عنه) في الرواية الثانية فأخذته عن ظهره أي وطرحته بعيدا عنه. (ثم أقبلت عليهم تشتمهم) يقال: شتمه بفتح التاء يشتمه بضمها وكسرها سبه وذكره بقبيح الكلام وفي الرواية الثانية ودعت على من صنع ذلك زاد البزار فلم يردوا عليها شيئا. (فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم) يحتمل أن المعنى رفع صوته بالدعاء عليهم لكن روايات أخرى تدل على أنه صلى الله عليه وسلم رفع صوته بكلام آخر قبل الدعاء عليهم فعند البزار رفع رأسه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد. اللهم.. قال الحافظ ابن حجر: والتعبير بثم يشعر بمهلة بين الرفع والدعاء وروايتنا صريحة في أن الكلام والدعاء عليهم كان خارج الصلاة لكنه رفع وهو مستقبل الكعبة كما ثبت في الرواية الثالثة. (ثم دعا عليهم ثم قال: اللهم عليك بقريش) العطف تفسيري فالدعاء عليهم هو قوله: اللهم عليك بقريش وفيها مضاف محذوف أي عليك بإهلاك قريش والمراد الكفار منهم أو من سمي منهم فهو عام أريد به الخصوص وعليك اسم فعل بمعنى التزم أو الزم. وفي الرواية الثانية اللهم عليك الملأ من قريش أي هذه الجماعة من قريش. (ثلاث مرات) في بعض روايات الصحيح اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش مكررة لفظا لا عددا وهو المراد الذي وقع. (فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته) في رواية البخاري فشق عليهم إذ دعا عليهم وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة أي وكانوا يعتقدون أن الدعوة في مكة وفي الحرم مستجابة ويمكن أن يكون ذلك مما بقي عندهم من شريعة إبراهيم عليه السلام. (ثم قال: اللهم عليك بأبي جهل بن هشام) أي التزم بإهلاك أبي جهل وفي رواية اللهم عليك بعمرو بن هشام وهو اسم أبي جهل فلعله سماه وكناه معا. (وعتبة بن ربيعة) في رواية البخاري وعليك بعتبة بن ربيعة (والوليد بن عقبة) هكذا الرواية هنا عقبة بالقاف وهي وهم قديم نبه عليه ابن سفيان الراوي عن مسلم قال أبو إسحق في آخر الرواية: الوليد بن عقبة غلط في هذا الحديث. ورواها البخاري على الصواب بن عتبة بالتاء وكذا في ملحق الرواية الثانية والوليد هذا هو ابن عتبة بن ربيعة المدعو عليه قال النووي: قال العلماء: الوليد بن عقبة بالقاف هو ابن أبي معيط ولم يكن ذلك الوقت موجودا أو كان طفلا صغيرا جدا فقد أتى به النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وهو قد ناهز الاحتلام ليمسح على رأسه. (وأمية بن خلف) كذا ذكر في الرواية الأولى والثالثة بدون شك وهو الصحيح وفي الرواية الثانية أمية بن خلف أو أبي بن خلف الشك من شعبة الراوي عن أبي إسحق الراوي عن عمرو بن ميمون الراوي عن عبد الله بن مسعود والصحيح أمية فقد أطبق أصحاب السير والمغازي على أن المقتول ببدر أمية وعلى أن أخاه أبيا قتل بأحد (وعقبة بن أبي معيط) بضم الميم وفتح العين. (وذكر السابع ولم أحفظه) في ملحق الرواية الثانية قال أبو إسحق: ونسيت السابع فالذي ذكر السابع لأبي إسحق شيخه عمرو بن ميمون وفي رواية البخاري وعد السابع فلم نحفظه قال الكرماني: فاعل عد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ابن مسعود وفاعل فلم نحفظه ابن مسعود أو عمرو بن ميمون. اهـ. وهو مستبعد مع صريح رواية مسلم قال ابن إسحق: ونسيت السابع قال الحافظ ابن حجر: على أن أبا إسحق قد تذكره مرة أخرى فسماه عمارة بن الوليد كذا أخرجه البخاري في الصلاة وعلى هذا ففاعل ذكر وعد عمرو بن ميمون قال: واستشكل بعضهم عد عمارة بن الوليد في المذكورين لأنه لم يقتل ببدر بل ذكر أصحاب المغازي أنه مات بأرض الحبشة والجواب أن كلام ابن مسعود في أنه رآهم صرعى في القليب محمول على الأكثر ويدل عليه أن عقبة بن أبي معيط لم يطرح في القليب وإنما حمل من بدر أسيرا وقيل صبرا بعد أن رحلوا عن بدر مرحلة. (فوالذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق) في الرواية الثالثة فأقسم بالله وفي رواية النسائي والذي أنزل عليه الكتاب وكأن ابن مسعود قال ذلك تأكيدا. (لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر) مفعول سمى وهو عائد الصلة محذوف أي الذين سماهم والمراد أكثرهم كما سبق والقليب بفتح القاف هو البئر التي لم تطو أي المحفورة التي لم يتم بناؤها وقيل: العادية القديمة التي لا يعرف صاحبها وقليب من قليب بدر بالجر بدل من القليب وإنما أمر بإلقائهم في البئر تحقيرا لهم ولئلا يتأذى الناس بريحهم ففي الرواية الثالثة قد غيرتهم الشمس أي غيرت أجسادهم بالانتفاخ ورائحتهم بالنتن وألوانهم إلى السواد وقد بين سبب هذا التغيير السريع بقوله وكان يوما حارا. وفي الرواية الثانية فألقوا في بئر غير أن أمية -أو أبيا- تقطعت أوصاله فلم يلق في البئر قال النووي: هكذا هو في بعض النسخ فلم يلق بالقاف فقط وفي أكثرها فلم يلقى بالألف وهو جائز على لغة والأوصال المفاصل. اهـ. زاد في رواية تقطعت أوصاله لأنه كان بادنا فمعنى فلم يلق في البئر أي لم يلق كاملا متماسكا وإنما ألقى قطعا ومن المعلوم أن قتلى بدر من الكفار كانوا نحو السبعين وكأن الذين طرحوا في القليب كانوا الرؤساء منهم وطرح باقي القتلى في أمكنة أخرى. (لقد لقيت من قومك) أي من قريش والمفعول محذوف للتهويل ولتذهب النفس فيه أي مذهب أي لقيت من قومك الكثير من الأذى والشدة. (وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة) العقبة في الأصل المرقى الصعب من الجبال والمراد هنا موضع معروف قريب من مكة وقعت عنده بيعة الأنصار الأولى والثانية. (إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت) ذكر ابن إسحق وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بعد موت أبي طالب قد خرج إلى ثقيف بالطائف يدعوهم إلى نصره وكان ابن عبد ياليل من أكابر أهل الطائف من ثقيف قيل هو أحد المقصودين بقوله تعالى {على رجل من القريتين عظيم} [الزخرف: 31] وله أخوان فعمد إليهم يشكو إليهم ما أصابه من قومه رجاء أن يؤووه وكان ذلك في شوال سنة عشر من المبعث وكان بعد موت أبي طالب وخديجة فردوا عليه أقبح رد وقالوا له: قوم الرجل أعلم به وأغروا به سفهاءهم وصبيانهم يجرون خلفه يقذفونه بالحجارة حتى أدموا قدميه صلى الله عليه وسلم. ومعنى عرض نفسه أنه كان يسألهم أن يؤووه ويمنعوه يقول: أنما لا أكره أحدا على شيء بل أريد أن تمنعوا من يؤذيني حتى أبلغ رسالة ربي ويقول: هل من رجل يحملني إلى قومه؟ فإن قريشا منعوني أن أبلغ كلام ربي؟ وابن عبد ياليل بكسر اللام ابن عبد كلال بضم الكاف وتخفيف اللام واسمه كنانة وقد ذكر موسى بن عقبة وابن إسحق أن كنانة بن عبد ياليل وفد مع وفد الطائف سنة عشر فأسلموا وذكره ابن عبد البر في الصحابة لذلك لكن ذكر المديني أن الوفد أسلموا إلا كنانة فخرج إلى الروم ومات بها بعد ذلك. (فانطلقت وأنا مهموم على وجهي) أي على الجهة المواجهة لي أي أمشي إلى الأمام دون قصد جهة معينة من غير وعي لما حولي من كثرة انشغالي بهمومي. (فلم أستفق إلا بقرن الثعالب) أصل القرن كل جبل صغير منقطع من جبل كبير وقرن الثعالب ويقال له: قرن المنازل هو ميقات أهل نجد وهو على مرحلتين من مكة أي نحو مائة وثلاثين ميلا. حكى القاضي عياض أن بعض الرواة ذكره بفتح الراء قال: وهو غلط وحكى القابسي أن من سكن الراء أراد الجبل ومن حركها أراد الطريق التي يقرب منه. وأفاد ابن سعد أن مدة إقامته صلى الله عليه وسلم بالطائف كانت عشرة أيام. قال النووي: والمعنى لم أفطن لنفسي وأنتبه لحالي وللموضع الذي أنا ذاهب إليه وللطريق الذي أسير فيه إلا عند قرن الثعالب. (قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك) عائد الصلة محذوف تقديره: وما ردوا به عليك والمراد من قول قومه له: يحتمل أن يكون هو ردهم على عرضه فالعطف تفسيري ويحتمل أن يكون قولا آخر غير رد العرض فقد أقام بينهم عشرة أيام كما سبق. والمراد من الإخبار بالسمع لازمه وهو الاستجابة لما سمع والعمل على مقتضاه. (وقد بعث إليك ملك الجبال) أي الملك الموكل بالجبال. (لتأمرني بأمرك) أي لتأمرني بالأمر الذي تريده فأنفذه وعند الطبراني يا محمد إن الله بعثني إليك وأنا ملك الجبال لتأمرني بأمرك فيما شئت إن شئت وفي روايتنا فما شئت؟ وفي رواية البخاري فقال: ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم... إلخ فذلك خبر لمبتدأ محذوف تقديره الأمر ذلك الذي علمته أو الأمر ذلك الذي أخبرك به جبريل. (إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين) جزاء الشرط محذوف تقديره: فعلت والمراد من ضمير عليهم قومه الذين آذوه وفي مقدمتهم أهل مكة الذين ألجئوه إلى أهل الطائف والأخشبان هما جبلا مكة أبو قبيس والذي يقابله وهو جبل قيقعان وقال بعضهم: بل هو الجبل الأحمر الذي يشرف على قيقعان ووهم من قال: هو ثور وسميا بالأخشبين لصلابتهما وغلظ حجارتهما والخشب الصلب من النبات ويقال: خشب بكسر الشين يخشب بفتحها إذا غلظ وخشن. (بل أرجو) كذا في روايتنا وفي أكثر الروايات وفي بعضها أنا أرجو (دميت إصبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض تلك المشاهد) وفي ملحق الرواية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار فنكبت إصبعه قال النووي: كذا هو في الأصول في غار قال القاضي عياض: قال أبو الوليد الكناني: لعله غازيا فتصحف كما قال في الرواية في بعض المشاهد وكما جاء في رواية البخاري بينما النبي صلى الله عليه وسلم يمشي إذ أصابه حجر فعثر فدميت إصبعه قال القاضي: وقد يراد بالغار هنا الجيش لا الغار الذي هو الكهف فيوافق رواية بعض المشاهد اهـ. وفي رواية أحمد عن جندب رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار وظاهر قوله في البخاري أصابه حجر فعثر أن الإصبع كانت من أصابع القدم لأن العثرة بالقدم لكن جاء عند الترمذي بلفظ رمي صلى الله عليه وسلم بحجر في إصبعه وهي تحتمل إصبع القدم وإصبع اليد. والله أعلم. ويمكن الجمع بين الروايات باحتمال أن يكون صلى الله عليه وسلم قد دخل مغارة في بعض الغزوات فخرج منها يمشي فاصطدمت قدمه بحجر فسال الدم من إصبع رجله..إلخ قال: دمي الجرح بفتح الدال وكسر الميم وفتح الياء يدمى بفتح الميم أي خرج منه الدم ولم يسل ويقال: نكبت الحجارة رجله أي لثمتها وأدمتها ونكبت رجله بالبناء للمجهول أي أصيبت بحجر فدميت. هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت الاستفهام هنا إنكاري بمعنى النفي وما اسم موصول أي الذي لقيته محسوب في سبيل الله قال النووي: والرواية المعروفة دميت ولقيت بكسر التاء وبعضهم أسكنها وزعم بعضهم أن النبي صلى الله عليه وسلم تعمد إسكانها ليخرج عن الشعر قال الحافظ ابن حجر: وهو مردود فإنه يصير من ضرب إلى آخر من الشعر قال عياش: وقد غفل بعض الناس فروي دميت ولقيت بغير مد فخالف الرواية ليسلم من الإشكال فلم يصب وقد اختلف هل قاله النبي صلى الله عليه وسلم متمثلا؟ أو قاله من قبل نفسه غير قاصد لإنشائه؟ فخرج موزونا؟ بالأول جزم الطبري وغيره. (أبطأ جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي أبطأ النزول عليه ومثل ذلك لا يعلم إلا عن طريقه صلى الله عليه وسلم فلعله استوحش فشكا فعلم بذلك المشركون والمرأة فقالوا ما قالوا وفي مدة الإبطاء وسببه اختلفت الأخبار فظاهر الرواية السابعة أنها كانت ليلتين أو ثلاثا وأخرج ابن أبي شيبة في مسنده والطبراني أنها كانت أربعة أيام وبسبب جرو ميت في بيته وجد تحت سريره صلى الله عليه وسلم وعن ابن جريج أنها كانت اثنى عشر يوما وعن الكلبي كانت خمسة عشر يوما وعن ابن عباس كانت خمسة وعشرين يوما وعن السدي ومقاتل كانت أربعين يوما قال المحققون: إن مثل هذا مما يتفاوت العلم بمبدئه ولا يكاد يعلم على التحقيق إلا منه صلى الله عليه وسلم ولم يثبت في ذلك حديث صحيح وقال جمع من المفسرين في سبب الإبطاء: إن اليهود سألوه عليه الصلاة والسلام عن أصحاب الكهف وعن الروح وعن قصة ذي القرنين فقال صلى الله عليه وسلم: سأخبركم غدا ولم يقل: إن شاء الله فاحتبس عنه الوحي. (فقال المشركون) في الرواية الثانية فجاءت امرأة وأخرج الحاكم عن زيد بن أرقم قال لما نزلت {تبت يدا أبي لهب} قيل لامرأة أبي لهب: إن محمدا صلى الله عليه وسلم قد هجاك فأتته عليه الصلاة والسلام وهو جالس في الملأ فقالت: يا محمد علام تهجوني؟ قال: إني والله ما هجوتك ما هجاك إلا الله تعالى فقالت: هل رأيتني أحمل حطبا أو في جيدي حبلا من مسد؟ ثم انطلقت فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينزل عليه الوحي فأتته فقالت: ما أرى صاحبك إلا قد ودعك وقلاك فأنزل الله تعالى {والضحى* والليل إذا سجى} وربط الترمذي بين روايتنا الخامسة والسادسة في حديث واحد فبعد أن ذكر بيت الرجز قال: فمكث ليلتين أو ثلاثا لا يقوم فقالت له امرأة: ما أرى شيطانك إلا قد تركك. وفي بعض الروايات ما يدل على أن قائل ذلك هو النبي صلى الله عليه وسلم وأنه قال لخديجة يشكو إليها: إن ربي ودعني وقلاني فقالت: كلا والذي بعثك بالحق فنزلت وأخرج ابن جرير أن قائل ذلك خديجة وفيه أبطأ جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم فجزع جزعا شديدا فقالت خديجة: أرى ربك قد قلاك مما أرى من جزعك فنزلت {والضحى* والليل إذا سجى} والمعول عليه من هذه الأقوال ما عليه الجمهور وصحت به الأخبار أن قائل ذلك هم المشركون. (قد ودع محمد) بضم الواو وكسر الدال مشددة مبني للمجهول من التوديع وتوديع المسافر في الأصل من الدعة وهو أن تدعو للمسافر بأن يرفع الله عنه كآبة السفر وأن يبلغه الدعة وخفض العيش كما أن التسليم دعاء له بالسلامة ثم صار التوديع متعارفا في تشييع المسافر وتركه ثم استعمل في الترك مطلقا وفسر بهذا في الآية أي ما تركك ربك. وقد حمل كلام المشركين هذا على التهكم والسخرية والاستهزاء لأنهم لا يعتقدون ابتداء أن لمحمد منزلة من ربه. وفي الرواية السابعة إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث قال النووي: قربك بكسر الراء والمضارع يقرب بفتحها. اهـ. هذا في المتعدي أما اللازم فهو قرب يقرب بضم الراء فيهما أي دنا. {والضحى* والليل إذا سجى* ما ودعك ربك وما قلى} أقسم سبحانه وتعالى بالضحى والمراد به هنا وقت ارتفاع الشمس الذي يلي وقت بروزها للناظرين وهو وقت شباب النهار -كما يقولون- والمراد من الليل جنس الليل {إذا سجى} أي إذا سكن أهله وسكن الناس والأصوات فيه وهذا في الغالب {ما ودعك ربك} بتشديد الدال على القراءة الصحيحة المشهورة التي قرأ بها القراء السبعة وقرئ في الشاذ بتخفيفها وخرجت على أن ودع مخفف ودع بالتشديد ومعناه معناه ويعكر عليه قول النحاة: أماتت العرب ماضي يدع ويذر ومصدرهما واسم فاعلهما واسم مفعولهما واستغنوا عن ذلك بـترك لكن بعض النحاة يثبتون ودع مخففا وما قلى أي وما أبغضك وحذف المفعول لئلا يواجه صلى الله عليه وسلم بنسبة القلى لطفا به وشفقة عليه كذا قال المفسرون. (ركب حمارا عليه إكاف) بكسر الهمزة وتخفيف الكاف وهو ما يوضع على الدابة مما يلي ظهرها كالبرذعة. (تحته قطيفة فدكية) الضمير في تحته للنبي صلى الله عليه وسلم وليس للإكاف لأن الإكاف يلي الحمار والقطيفة فوق الإكاف والراكب فوق القطيفة والقطيفة كساء غليظ له خمل وفي رواية البخاري ركب على حمار على إكاف على قطيفة فدكية قال الحافظ ابن حجر: على الثالثة بدل من الثانية وهي بدل من الأولى. اهـ. والبدل على نية تكرار العامل فيصبح المراد: ركب على حمار ركب على إكاف ركب على قطيفة فدكية بفتح الفاء والدال وكسر الكاف نسبة إلى فدك المشهور كأنها صنعت فيها وهي مدينة على مرحلتين من المدينة وحكى بعضهم أنه جاء في رواية فركبه بدل فدكية وهو تصحيف بين. (وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج) أي في منازل بني الحارث وهم قوم سعد بن عبادة وفي الرواية التاسعة قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: لو أتيت عبد الله بن أبي؟ قال: فانطلق إليه فهل كان المقصود بالخروج سعدا؟ أو عبد الله بن أبي؟ أو هما؟ الظاهر أن المقصود الأول سعد ولقاء عبد الله باعتباره في الطريق قد قصد أيضا. (وذلك قبل وقعة بدر) في رواية قبل وقيعة بدر وفي ملحق الرواية الثامنة قبل أن يسلم عبد الله أي قبل أن يظهر الإسلام وإلا فقد كان كافرا منافقا ظاهر النفاق. (حتى مر بمجلس) حتى غاية لمحذوف دل عليه المقام أي وسار حتى مر بمجلس. (فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود) في رواية البخاري فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود والمسلمين بتكرار لفظ المسلمين والأولى حذف أحدهما. (فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه ثم قال: لا تغبروا علينا) عجاجة الدابة بفتح العين وفتح الجيم مخففة أي غبارها بسبب ما ارتفع من غبار حوافرها في أرض ترابية ففي الرواية التاسعة وهي أرض سبخة بفتح السين وكسر الباء وهي التي لا تنبت لملوحتها ونعومة ترابها ومعنى خمر أنفه أي غطاه ومعنى لا تغبروا علينا بضم التاء وفتح الغين وتشديد الباء المكسورة أي لا تثيروا الغبار علينا وهذا القول منه كان قبل وصول النبي صلى الله عليه وسلم وقبل أن يسلم عليهم. (فسلم عليهم) أي ألقى السلام عليهم وهو على الحمار. (فدعاهم إلى الله) أي إلى الإسلام. (أيها المرء لا أحسن من هذا؟) قال النووي: هكذا هو في جميع نسخ بلادنا بألف في أحسن أي ليس شيء أحسن من هذا؟ اهـ. والكلام على الاستفهام أي هل عندك شيء أحسن مما تقول؟ وفي رواية البخاري إنه لا أحسن مما تقول بنصب أحسن على أنه أفعل تفضيل اسم لا النافية للجنس والرفع على أنه خبر لا والاسم محذوف أي لا شيء أحسن مما تقول قال ذلك تهكما ووقع في رواية أخرى لأحسن من هذا بحذف الألف وفتح السين وضم النون على أنها لام القسم كأنه قال: لأحسن من هذا أن تقعد في بيتك وحكى ابن الجوزي تشديد السين بغير نون من الحس بمعنى لا أحس مما تقول شيئا أي لا أعلم ولا أفهم منه شيئا وفي رواية أيها المرء الأحسن من هذا أي اذكر الأحسن من هذا أو الأحسن من هذا أن تقعد في بيتك ولا تأتينا وفي الرواية التاسعة إليك عني فوالله لقد آذاني نتن حمارك فقال رجل من الأنصار الظاهر أنه عبد الله بن رواحة والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك. (فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى هموا أن يتواثبوا) في الرواية التاسعة فغضب لعبد الله رجل من قومه فغضب لكل واحد منهما أصحابه فكان بينهم ضرب بالجريد وبالأيدي وبالنعال وفي رواية البخاري حتى كادوا يتثاورون أي يثب بعضهم على بعض أي بالسلاح والقتال فقد وثب بعضهم على بعض بغير السلاح كما ذكر. (فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم) أي يهدئهم وفي رواية البخاري حتى سكنوا. (أي سعد) أي حرف نداء وفي رواية البخاري أيا سعد. (ألم تسمع إلى ما قال أبو حباب؟) بضم الحاء وتخفيف الباء والاستفهام تقريري أي قر بأن تسمع أي اسمع أو إنكاري بمعنى النفي دخل على نفي ونفي النفي إثبات أي تسمع إلى ما قال أبو حباب. (ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة أن يتوجوه فيعصبوه بالعصابة) ولقد بإثبات الواو في بعض الروايات وبحذفها في البعض الآخر ومعنى اصطلحوا اتفقوا والبحيرة بضم الباء على التصغير وفي رواية للبخاري أهل هذه البحرة بدون تصغير وهذا اللفظ يطلق على القرية وعلى البلد والمراد به هنا المدينة النبوية ونقل ياقوت الحموي أن البحرة من أسماء المدينة المنورة ومعنى أن يتوجوه فيعصبوه بالعصابة أي ينصبوه ملكا عليهم يعني يرئسوه عليهم ويسودوه وسمي الرئيس معصبا لما يعصب برأسه من الأمور أو لأنهم يعصبون رءوسهم بعصابة لا تنبغي لغيرهم يمتازون بها وفي غير البخاري فيعصبونه والتقدير فهم يعصبونه والمراد هنا من التعصيب التتويج وصناعة تاج له فعند ابن إسحق لقد جاءنا الله بك وإنا لننظم له الخرز لنتوجه. (فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاكه شرق بذلك) شرق بذلك بفتح الشين وكسر الراء أي غص بذلك الحق وهو كناية عن الحسد والأصل يقال: شرق بالماء إذا اعترض شيء من الماء في الحلق فمنع الإساغة والمعنى فلما رد الله تنصيبه ملكا بسبب الحق الذي جئت به حسد. (فذلك فعل به ما رأيت) أي فذلك الحسد الداخلي دفعه إلى فعل ما فعل معك. (فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم) زاد البخاري وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله ويصطبرون على الأذى قال الله عز وجل {ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا} [آل عمران: 186] الآية وقال الله {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم} [البقرة: 109] وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتأول العفو ما أمره الله به حتى أذن الله فيهم فلما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا فقتل الله به صناديد كفار قريش قال ابن أبي بن سلول ومن معه من المشركين وعبدة الأوثان: هذا أمر قد توجه -أي ظهر وجهه- فبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم على الإسلام فأسلموا. قال الحافظ ابن حجر عن هذه الزيادة: هذا حديث آخر أفرده ابن حاتم في التفسير عن الذي قبله وإن كان الإسناد متحدا وقد أخرج مسلم الحديث الأول مقتصرا عليه ولم يخرج شيئا من هذا الحديث الآخر. فبلغنا أنها نزلت فيهم {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما} [الحجرات: 9] كذا ذكر المفسرون وقيل لنزولها سبب آخر بين الأوس والخزرج وقوله {من المؤمنين} مع بقية الآية يبعد أن يكون السبب حادثتنا وبخاصة أنه لم يكن فيها قتال بمعناه. فقه الحديث تعرضت أحاديث هذا الباب إلى أربع وقائع من وقائع أذى الرسول صلى الله عليه وسلم على يد قومه. الواقعة الأولى: واقعة سلا الجزور وعنها تكلمت الرواية الأولى والثانية والثالثة. الواقعة الثانية: واقعة إيذاء أهل الطائف وعنها تكلمت الرواية الرابعة. الواقعة الثالثة: واقعة إبطاء الوحي وشماتة المشركين وأقوالهم وعنها تكلمت الرواية السادسة والسابعة. الواقعة الرابعة: واقعة إيذاء عبد الله بن أبي والمنافقين وعنها تكلمت الرواية الثامنة والتاسعة أما الرواية الخامسة فإن اعتبرنا لفظ الترمذي رمى صلى الله عليه وسلم بحجر في إصبعه ألحقت بالواقعة الثانية إيذاء أهل الطائف. والمحقق في هذه الوقائع وهذه الأحاديث يرى أنها أمثلة وليست حصرا لما أوذي به من قومه فهناك كثير من وقائع الإيذاء لم تذكر وقد تكون أكثر إيلاما مما ذكر فقد روى البخاري عن عروة بن الزبير قال: سألت ابن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله؟. ومن ذلك حصارهم في شعب أبي طالب وما ناله من المقاطعة الاقتصادية والاجتماعية. ومن ذلك قول المنافقين {لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل} [المنافقون: 8]. ومن ذلك مجيئهم بالإفك واتهام عائشة رضي الله عنها. ومن ذلك إيذاء كعب بن الأشرف لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والمحقق يرى بعض ما ذكر إيذاء جسديا ماديا وبعضه إيذاء نفسيا. والمحقق يرى بعض ما ذكر إيذاء بمكة قبل الهجرة وبعضه إيذاء بالمدينة ولذلك عدل الإمام النووي عن ترجمة البخاري لهذا الباب [بباب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة] إلى باب [ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين]. ويؤخذ من الأحاديث فوق ما تقدم

    1- استدل بالرواية الأولى والثانية حيث استمر صلى الله عليه وسلم في الصلاة وعلى ظهره سلا جزور على طهارة فرث ما يؤكل لحمه ومذهب مالك ومن وافقه أن روث ما يؤكل لحمه طاهر ومذهب الشافعي وأبي حنيفة وأحمد أنه نجس ويردون الاستدلال المذكور بأن الفرث هنا لم يفرد بل كان مع الدم والدم نجس اتفاقا وأجيب بأن الفرث والدم كانا داخل السلا وجلدة السلا الظاهرة طاهرة فكان كحمل القارورة بداخلها نجس ورد بأنها ذبيحة وثني فجميع أجزائها نجسة لأنها ميتة وأجيب بأن ذلك كان قبل التعبد بتحريم ذبائحهم وتعقب بأنه يحتاج إلى تاريخ ولا يكفي فيه الاحتمال وقال النووي: الجواب المرضي أنه صلى الله عليه وسلم لم يعلم ما وضع على ظهره فاستمر في سجوده استصحابا لأصل الطهارة وتعقب بأنه يشكل على قولنا بوجوب الإعادة في مثل هذه الصورة وأجاب بأن الإعادة إنما تجب في الفريضة فإن ثبت أنها فريضة فالوقت موسع فلعله أعاد وتعقب بأنه لو أعاد لنقل إلينا ولم ينقل وبأن الله تعالى لا يقره على التمادي في صلاة فاسدة فقد ثبت أنه خلع نعليه وهو في الصلاة لأن جبريل أخبره أن فيها قذرا ويدل على أنه علم بما ألقى على ظهره أن فاطمة ذهبت به قبل أن يرفع رأسه وعقب هو صلاته بالدعاء عليهم.

    2- واستدل به على أن من حدث له في صلاته ما يمنع انعقادها ابتداء لا تبطل صلاته ولو تمادى وفيه نظر يفهم من المناقشة السابقة.

    3- واستدل به على أن إزالة النجاسة ليست بفرض وهو ضعيف.
    4- وفيه قوة نفس فاطمة الزهراء من صغرها لشرفها في قومها ونفسها لكونها صرخت بشتمهم وهم رءوس قريش فلم يردوا عليها.
    5- استدل بطرح فاطمة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم على أن التصاق المرأة بالرجل في الصلاة لا يبطلها.
    6- استدل بقوله أشقى القوم على أن المباشر للجريمة أكبر جرما من المتسبب فيها والمخطط لها والمعين عليها قال الحافظ ابن حجر: ولهذا قتلوا في الحرب وقتل عقبة صبرا.
    7- وفيه استحباب الدعاء ثلاثا.
    8- وفيه جواز الدعاء على الظالم لكن قال بعضهم: محله ما إذا كان كافرا فأما المسلم فيستحب الاستغفار له والدعاء بالتوبة ولو قيل: لا دلالة فيه على الدعاء على الكافر لما كان بعيدا لاحتمال أن يكون اطلع صلى الله عليه وسلم على أن المذكورين لا يؤمنون والأولى أن يدعي لكل حي بالهداية.
    9- وفيه تعظيم الدعاء بمكة قبل الإسلام وعند الكفار وما ازدادت عند المسلمين إلا تعظيما. 10- وفيه معرفة الكفار لصدقه صلى الله عليه وسلم لخوفهم من دعائه ولكن حملهم الحسد على ترك الانقياد له. 1

    1- وفيه أن دعوته صلى الله عليه وسلم مجابة. 1

    2- وفيه دفع أذى الرائحة الكريهة فقد ألقيت جثث المشركين في البئر لئلا يتأذى الناس برائحتهم قال النووي: وليس هو دفنا لأن الحربي لا يجب دفنه قال الشافعية: بل يترك في الصحراء إلا أن يتأذى به. 1

    3- واستدل به على أن أجساد الكفار لا ثمن لها ولا يؤخذ لها ثمن إذ لو أن أهل قتلى بدر لو فهموا أنه يقبل فداء أجسادهم لبذلوا فيها ما شاء الله. 1
    4- ومن الرواية الرابعة مدى ما تحمل الرسول صلى الله عليه وسلم من الأذى في سبيل الدعوة. 1
    5- ومدى تكريم الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم. 1
    6- وحلمه صلى الله عليه وسلم وصبره على الأذى وعدم انتقامه من المسيئين. 1
    7- ومن الرواية الخامسة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجوز له أن يحكي الشعر عن ناظمه إذا قلنا أن هذا البيت من نظم عبد الله بن رواحة وقد مضى في غزوة حنين الكلام عن مثل هذا الشعر. 1
    8- وفي الرواية الثامنة والتاسعة إيذاء المنافقين لرسول الله صلى الله عليه وسلم. 1
    9- وأن ركوب الحمار ليس بنقص في حق الكبار. 20- وجواز الإرداف على الحمار وغيره من الدواب إذا كان مطيعا. 2

    1- وفيه عيادة الكبير لبعض أتباعه في بيته. 2

    2- وجواز عيادة المريض راكبا. 2

    3- قال النووي: وفيه جواز الابتداء بالسلام على قوم فيهم مسلمون وكفار وهذا مجمع عليه وقال الحافظ ابن حجر: فيه جواز السلام على المسلمين إذا كان معهم كفار وينوي حينئذ بالسلام المسلمين ويحتمل أن يكون اللفظ الذي سلم به عليهم صيغة عموم فيها تخصيص كقوله: السلام على من اتبع الهدى. 2
    4- وفي صفحه عن عبد الله بن أبي ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الحلم وتأليف القلوب. والله أعلم.

    حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، - وَاللَّفْظُ لاِبْنِ رَافِعٍ - قَالَ ابْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا وَقَالَ الآخَرَانِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَكِبَ حِمَارًا عَلَيْهِ إِكَافٌ تَحْتَهُ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ وَأَرْدَفَ وَرَاءَهُ أُسَامَةَ وَهُوَ يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَذَاكَ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلاَطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ وَالْيَهُودِ فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ وَفِي الْمَجْلِسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ خَمَّرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ ثُمَّ قَالَ لاَ تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا ‏.‏ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ ﷺ ثُمَّ وَقَفَ فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ أَيُّهَا الْمَرْءُ لاَ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا إِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَلاَ تُؤْذِنَا فِي مَجَالِسِنَا وَارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ فَمَنْ جَاءَكَ مِنَّا فَاقْصُصْ عَلَيْهِ ‏.‏ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ اغْشَنَا فِي مَجَالِسِنَا فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ ‏.‏ قَالَ فَاسْتَبَّ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَتَوَاثَبُوا فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ ﷺ يُخَفِّضُهُمْ ثُمَّ رَكِبَ دَابَّتَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ ‏ "‏ أَىْ سَعْدُ أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ - يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَىٍّ - قَالَ كَذَا وَكَذَا ‏"‏ ‏.‏ قَالَ اعْفُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاصْفَحْ فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ الَّذِي أَعْطَاكَ وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ أَنْ يُتَوِّجُوهُ فَيُعَصِّبُوهُ بِالْعِصَابَةِ فَلَمَّا رَدَّ اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَهُ شَرِقَ بِذَلِكَ فَذَلِكَ فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ ‏.‏ فَعَفَا عَنْهُ النَّبِيُّ ﷺ ‏.‏

    It has been narrated on the authority of Usama b. Zaid that the Prophet (ﷺ) rode a donkey. It had on it a saddle under which was a mattress made at Fadak (a place near Medina). Behind him he seated Usama. He was going to the street of Banu Harith al-Khazraj to inquire after the health of Sa'd b. Ubada This happened before the Battle of Badr. (He proceeded) until he passed by a mixed company of people in which were Muslims, polytheists, idol worshippers and the Jews and among them were 'Abdullah b. Ubayy and 'Abdullah b. Rawaha. When the dust raised by the hoofs of the animal spread over the company, 'Abdullah b. Ubayy covered his nose with his mantle and said:Do not scatter the dust over us (Not minding this remark), the Prophet (ﷺ) greeted them, stopped, got down from his animal, invited them to Allah, and recited to them the Qur'an. 'Abdullah b. Ubayy said: O man, if what you say is the truth, the best thing for you would be not to bother us with it in our assemblies. Get back to your place. Whoso comes to you from us, tell him (all) this. Abdullah b. Rawaha said: Come to us in our gatherings, for we love (to hear) it. The narrator says: (At this), the Muslims, the polytheists and the Jews began to rebuke one another until they were determined to come to blows. The Prophet (ﷺ) continued to pacify them. (When they were pacified), he rode his animal and came to Sa'd b. 'Ubida. He said: Sa'd, haven't you heard what Abu Hubab (meaning 'Abdullah b. Ubayy) has said? He has said so and so. Sa'd said: Messenger of Allah, forgive and pardon. God has granted you a sublime position, (but so far as he is concerned) the people of this settlement had-decided to make him their king by making him wear a crown and a turban (in token thereof), but God has circumvented this by the truth He has granted you. This has made him jealous and his jealousy (must have) prompted the behaviour that you have witnessed. So, the Prophet (may peace upon him) forgave him

    Telah menceritakan kepada kami [Ishaq bin Ibrahim Al Hanzhali] dan [Muhammad bin Rafi'] serta [Abd bin Humaid] sedangkan lafadznya dari Ibnu Rafi', [Ibnu Rafi'] berkata; telah menceritakan kepada kami, sedangkan yang dua mengatakan; telah mengabarkan kepada kami [Abdurrazaq] telah mengabarkan kepada kami [Ma'mar] dari [Az Zuhri] dari ['Urwah] bahwa [Usamah bin Zaid] telah mengabarkan kepadanya, bahwa Nabi shallallahu 'alaihi wasallam menaiki keledai yang berpelana dan di bawahnya ada kain selimut usang hasil produksi Fadakiyah. Sedangkan Usamah membonceng di belakang beliau. Ketika itu beliau pergi hendak menjenguk Sa'd bin Ubadah di perkampungan Bani Harits bin Khazraj sebelum terjadi perang Badar. (Di tengah perjalanan) beliau melewati suatu majlis yang terdiri dari orang-orang Muslim, orang-orang Musyrik penyembah berhala dan orang-orang Yahudi, dan di antara mereka terdapat Abdullah bin Ubay dan Abdullah bin Rawahah. Ketika melihat debu bekas derap langkah kami, maka Abdullah bin Ubay menutup hidungnya dengan kain cadar, sambil berkata, "Janganlah kalian taburkan debu kepada kami." Maka Nabi shallallahu 'alaihi wasallam memberi salam kepada mereka, kemudian berhenti dan turun. Beliau mengajak mereka kepada Allah dengan membacakan ayat-ayat Al Qur'an kepada mereka, justru Abdullah bin Ubay berkata, "Heh...tidak adakah yang lebih baik daripada ini?" jika apa yang kamu katakan benar, maka kalian jangan mengganggu dalam majlis kami, pulanglah ke rumahmu, dan bacakanlah kepada orang yang datang kepadamu." Maka Abdullah bin Rawahah angkat bicara, "Datanglah ke Majlis kami, sesungguhnya kami menyukai hal itu." Usamah mengatakan, "Maka terjadilah perang mulut antara orang-orang Muslim, orang-orang Musyrik dan orang-orang Yahudi, hingga hampir terjadi perkelahian. Akan tetapi Nabi shallallahu 'alaihi wasallam dapat menenangkan mereka, lalu beliau menaiki kendaraannya dan pergi ke rumah Sa'ad bin Ubadah. Kemudan beliau bersabda: "Hai Sa'd, tahukah kamu apa yang baru diucapkan oleh Abu Hubab? -maksudnya adalah Abdullah bin Ubay- dia telah mengatakan begini dan begini." Sa'd lalu berkata, "Ma'afkanlah dia wahai Rasulullah, demi Allah, sesungguhnya Allah telah memberi Anda apa yang telah diberi-Nya, sebelum kedatangan Anda, penduduk negeri ini telah sepakat hendak memakaikan mahkota dan melilitkan surban kepadanya. Tetapi Allah menggagalkannya dengan kebenaran yang diberikan-Nya kepada Anda. Karena itu, dia merasa iri terhadap anda. Itulah sebabnya dia banyak membuat ulah seperti yang anda saksikan." Maka Nabi shallallahu 'alaihi wasallam memaafkannya." Dan telah menceritakan kepadaku [Muhammad bin Rafi'] telah menceritakan kepada kami [Hujjain] -yaitu Ibnu Al Mutsanna- telah menceritakan kepada kami [Laits] dari ['Uqail] dari [Ibnu Syihab] dengan isnad seperti ini, dengan sedikit tambahan, "Hal itu terjadi sebelum Abdullah masuk Islam

    Bize ishâk b. ibrahim El-Hanzalî ile Muhammed b. Râfi' ve Abd b. Humeyd rivayet ettiler. Lâfız ibni Râfı'indir. (ibni Râfi'; haddesenâ ta'birini kullandı. Ötekiler: Bize Abdürrazzâk haber verdi dediler.) (Abdürrezzâk demiş ki:) Bize Ma'mer, Zühri'den, o da Urve'den naklen haber verdi. Ona da Usâme b. Zeyd haber vermiş ki, Nebi (SallalIahu Aleyhi ve Sellem) üzerinde semer bulunan bir eşeğe binmiş. Altında bir Fedek kadifesi varmış. Arkasına da Usâme'yi bindirmiş. Kendisi Haris b. Hazrec oğullarındaki Sa'd b. Ubâde'yi dolaşmağa gidiyormuş. Bu iş Bedir vak'asından önce olmuş. Nihayet müslümanlarla putperest müşriklerden ve içlerinde Abdullah b. Ubeyy de olduğu halde yahudîlerden müteşekkil karma bir toplantının yanına uğramış. Toplantıda Abdullah b. Revâha da varmış. Hayvanın kaldırdığı toz duman meclisi kaplayınca Abdullah b. Ubeyy elbisesi ile burnunu kapamış; sonra: Üzerimize tozatmayın! demiş. Müteakiben Nebi (SallalIahu Aleyhi ve Sellem) onlara selâm vermiş. Sonra durarak inmiş; ve kendilerini Allah'a (îmâna) da'vet etmiş; onlara Kur'ân okumuş. Bunun üzerine Abdullah b. Ubeyy: — Be adam! Bundan daha güzel bir şey yok!.. Eğer söylediklerin hak ise bizi toplantılarımızda rahatsız etme de evine dön!.. Artık bizden sana kim giderse ona anlat! demiş. Abdullah b. Revâha da: — Sen bize toplantılarımızda gel!.. Zira biz bunu istiyoruz! mukabelesinde bulunmuş. Derken müslümanlarla müşrikler ve yahudiler birbirlerine söğmüşler. Hattâ birbirlerinin üzerine atlamayı gönüllerinden geçirmişler. Nebi (SallalIahu Aleyhi ve Sellem) ise onları yatıştırmağa çalışıyormuş. Sonra hayvanına binerek Sa'd b. Ubâde'nin yanına girmiş ve şunları söylemiş: «Ey Sa'd! Ebû Hubab'ın {yâni Abdullah b. Ubeyy'in) ne söylediğini işitmedin mi? Şöyle... şöyle dedi.» Sa'd: — Onu affet yâ Resûlâllah, bağışla! Vallahi Allah sana verdiğini vermiştir. Gerçekten bu yerin ahâlisi ona tâç giydirmeye, sarık sarmaya ittifak etmişlerdi. Allah, sana verdiği hak ile bunu reddedince bu onun boğazına durdu. işte ona gördüğün şeyi yaptıran budur! demiş. Bunun üzerine Nebi (SallalIahu Aleyhi ve Sellem) onu affetmiş

    معمر نے زہری سے ، انہوں نے عروہ ( بن زبیر ) سے خبر دی کہ اسامہ بن زید رضی اللہ عنہ نے انہیں بتایا کہ ( ایک بار ) رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم نے ایک گدھے پر سواری فرمائی ، اس پر پالان تھا اور اس کے نیچے فدک کی بنی ہوئی ایک چادر تھی ، آپ نے اسامہ ( بن زید رضی اللہ عنہ ) کو پیچھے بٹھایا ہوا تھا ، آپ قبیلہ بنو حارث بن خزرج میں حضرت سعد بن عبادہ رضی اللہ عنہ کی عیادت کرنا چاہتے تھے ۔ یہ جنگ بدر سے پہلے کا واقعہ ہے ، آپ راستے میں ایک مجلس سے گزرے جہاں مسلمان ، بت پرست اور مشرک اور یہودی ملے جلے موجود تھے ، ان میں عبداللہ بن اُبی بھی تھا اور مجلس میں عبداللہ بن رواحہ رضی اللہ عنہ بھی موجود تھے ۔ جب سواری کی گرد مجلس کی طرف اٹھی تو عبداللہ بن اُبی نے چادر سے اپنی ناک ڈھانپ لی اور کہنے لگا : ہم پر گرد نہ اڑائیں ۔ نبی صلی اللہ علیہ وسلم نے ان سب کو سلام کیا ، رگ گئے ، پھر آپ سواری سے اترے ، ان لوگوں کو اسلام کی دعوت دی اور ان پر قرآن مجید کی تلاوت کی ۔ عبداللہ بن اُبی نے کہا : اے شخص! اس سے اچھی بات اور کوئی نہیں ہو گی کہ جو کچھ آپ کہہ رہے ہیں اگر وہ سچ ہے تو بھی ہماری مجلسوں میں آ کر ہمیں تکلیف نہ پہنچائیں اور اپنے گھر لوٹ جائیں اور ہم میں سے جو شخص آپ کے پاس آئے اس کو سنائیں ۔ ۔ حضرت عبداللہ بن رواحہ رضی اللہ عنہ نے کہا : آپ ہماری مجلس میں تشریف لائیں ۔ ہم اس کو پسند کرتے ہیں ، پھر مسلمان ، یہود اور بت پرست ایک دوسرے کو برا بھلا کہنے لگے ، یہاں تک کہ ایک دوسرے پر ٹوٹ پڑنے پر تیار ہو گئے ۔ نبی صلی اللہ علیہ وسلم ان کو مسلسل دھیما کرتے رہے ، پھر آپ اپنی سواری پر بیٹھے ، حضرت سعد بن عبادہ رضی اللہ عنہ کے پاس گئے اور فرمایا : " سعد! آپ نے نہیں سنا کہ ابوحباب نے کیا کہا ہے؟ آپ کی مراد عبداللہ بن اُبی سے تھی ، اس نے اس ، اس طرح کہا ہے ۔ ( حضرت سعد رضی اللہ عنہ نے ) کہا : یا رسول اللہ! اس کو معاف کر دیجئے اور اس سے درگزر کیجیے ۔ بےشک اللہ تعالیٰ نے آپ کو جو عطا کیا ہے سو کیا ہے ۔ اس نشیبی نخلستانی علاقے میں بسنے والوں نے مل جل کر یہ طے کر لیا تھا کہ اس کو ( بادشاہت کا ) تاج پہنائیں گے اور اس کے سر پر ( ریاست کا ) عمامہ باندھیں گے ، پھر جب اللہ تعالیٰ نے ، اس حق کے ذریعے جو آپ کو عطا فرمایا ہے ، اس ( فیصلے ) کو رد کر دیا تو اس بنا پر اس کو حلق میں پھندا لگ گیا اور آپ نے جو دیکھا ہے اس نے اسی بنا پر کیا ہے ۔ سو نبی صلی اللہ علیہ وسلم نے اسے معاف کر دیا

    ইসহাক ইবনু ইবরাহীম হানযালী মুহাম্মাদ ইবনু রাফি' ও 'আবদ ইবনু হুমায়দ (রহঃ) ...... উসামাহ্ ইবনু যায়দ (রাযিঃ) হতে বর্ণিত যে, নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম একটি গাধায় আরোহণ করলেন যার উপর জীন (বসার গদি) ছিল এবং তার নীচে একটি ফদকী মখমল বিছানো ছিল। তিনি তার পশ্চাতে উসামাহ (রাযিঃ) কে বসালেন। বানী হারিস ইবনু খাযরাজ গোত্রের এলাকায় তিনি সা'দ ইবনু উবাদাহ (রাযিঃ) কে (অসুস্থ অবস্থায়) দেখতে যাচ্ছিলেন। এটি ছিল বাদর যুদ্ধের পূর্বের ঘটনা। তিনি এমন একটি মাজলিস অতিক্রম করে যাচ্ছিলেন, যেখানে মুসলিম, মুশরিক পৌত্তলিক ও ইয়াহুদীরা একত্রে বসা ছিল। তাদের মধ্যে আবদুল্লাহ ইবনু উবাইও ছিল এবং মাজলিসে 'আবদুল্লাহ ইবনু রাওয়াহা (রাযিঃ)-ও ছিলেন। যখন মাজলিসটি সাওয়ারীর ধূলায় আচ্ছন্ন হয়ে গেল, তখন আবদুল্লাহ ইবনু উবাই তার নাক চাদর দিয়ে ঢেকে নিল। এরপর বলল, আপনারা আমাদের উপর ধূলি উঠাবেন না। তখন নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম তাদের সালাম দিলেন। তারপর তিনি সেখানে থামলেন এবং নামলেন। আর তাদের আল্লাহর পথে দাওয়াত দিলেন এবং তাদের সম্মুখে কুরআন মাজীদ তিলাওয়াত করলেন। তখন 'আবদুল্লাহ ইবনু উবাই বলে উঠলো, ওহে লোক! আপনি যা বলছেন, তা যদি সত্য হয় তবে এর চাইতে উত্তম আর কিছুই নয়, তবে আমার মাজলিসে এসে আপনি আমাদের কষ্ট দিবেন না। আপনি আপনার বাসস্থানে ফিরে যান। সেখানে আমাদের মধ্যকার যে ব্যক্তি যায় তার কাছে আপনি এসব উপদেশ পরিবেশন করবেন। তখন আবদুল্লাহ ইবনু রাওয়াহ (রাযিঃ) বলে উঠলেন, “(হে আল্লাহুর রসূল) আমাদের মজলিসে (যতখুশী ইচ্ছা) ধূলি উড়াবেন। কেননা, আমরা তা পছন্দ করি। তখন মুসলিম, মুশরিক, ইয়াহুদীরা পরস্পরে বাদানুবাদ ও গালাগালিতে লিপ্ত হয়ে পড়ে। এমনকি রীতিমত একটি দাঙ্গা বাধার উপক্রম হয়। নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম তাদের নিবৃত করতে লাগলেন। তারপর তার বাহনে সাওয়ার হয়ে সা’দ ইবনু উবাদাহ (রাযিঃ) এর বাড়ীতে গিয়ে প্রবেশ করলেন এবং বললেন, আয় সা'দ! তুমি কি শোননি আবূ হুবাব অর্থাৎ- আবদুল্লাহ ইবনু উবাই কী বলেছে? সে এরূপ এরূপ কথা বলেছে। সা'দ (রাযিঃ) বললেন, হে আল্লাহর রসূল! ওকে ক্ষমা করে দিন এবং উপেক্ষা করুন। আল্লাহর কসম! আল্লাহ আপনাকে যে মর্যাদা দিয়েছেন, তা তো দিয়েছেনই। (কিন্তু তার ব্যাপার?) এ জনপদের লোকজন স্থির করেছিল যে, তাকে রাজ মুকুট ও পাগড়ী পরাবে। (অর্থাৎ- তাকে তাদের বাদশাহ্ বানাবে) কিন্তু আল্লাহ তা'আলা আপনাকে যে সত্য দান করেছেন, তা দিয়ে যখন আল্লাহ তা'আলা তার চাওয়া পাওয়াকে রুদ্ধ করে দিলেন, তাতে সে বিদ্বেষপ্রবণ হয়ে পড়ে। তাই সে এরূপ আচরণ করেছে যা আপনি প্রত্যক্ষ করেছেন। এতে নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম তাকে মার্জনা করে দিলেন। (ইসলামিক ফাউন্ডেশন ৪৫০৮, ইসলামিক সেন্টার)