• 1444
  • عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ تَغْتَسِلُ الْمَرْأَةُ إِذَا احْتَلَمَتْ وَأَبْصَرَتِ الْمَاءَ ؟ فَقَالَ : " نَعَمْ " فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ : تَرِبَتْ يَدَاكِ وَأُلَّتْ ، قَالَتْ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " دَعِيهَا . وَهَلْ يَكُونُ الشَّبَهُ إِلَّا مِنْ قِبَلِ ذَلِكِ ، إِذَا عَلَا مَاؤُهَا مَاءَ الرَّجُلِ ، أَشْبَهَ الْوَلَدُ أَخْوَالَهُ ، وَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَهَا أَشْبَهَ أَعْمَامَهُ "

    حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ ، وَسَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ ، - وَاللَّفْظُ لِأَبِي كُرَيْبٍ قَالَ سَهْلٌ : حَدَّثَنَا ، و قَالَ الْآخَرَانِ - أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ ، عَنْ مُسَافِعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : هَلْ تَغْتَسِلُ الْمَرْأَةُ إِذَا احْتَلَمَتْ وَأَبْصَرَتِ الْمَاءَ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ : تَرِبَتْ يَدَاكِ وَأُلَّتْ ، قَالَتْ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : دَعِيهَا . وَهَلْ يَكُونُ الشَّبَهُ إِلَّا مِنْ قِبَلِ ذَلِكِ ، إِذَا عَلَا مَاؤُهَا مَاءَ الرَّجُلِ ، أَشْبَهَ الْوَلَدُ أَخْوَالَهُ ، وَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَهَا أَشْبَهَ أَعْمَامَهُ

    احتلمت: الاحتلام : رؤية الجماع ونحوه في النوم مع نزول المني غالبا
    الماء: الماء : المني
    تربت: ترب : دعاء بالربح والفوز وقد تطلق للتعجب أو للدعاء على الشخص أو للمعاتبة
    وألت: ألت : أصابتها الألة وهي الحربة
    تَغْتَسِلُ الْمَرْأَةُ إِذَا احْتَلَمَتْ وَأَبْصَرَتِ الْمَاءَ ؟ فَقَالَ : " نَعَمْ
    حديث رقم: 218 في سنن أبي داوود كِتَاب الطَّهَارَةِ بَابٌ فِي الرَّجُلِ يَجِدُ الْبِلَّةَ فِي مَنَامِهِ
    حديث رقم: 219 في سنن أبي داوود كِتَاب الطَّهَارَةِ بَابٌ فِي الْمَرْأَةِ تَرَى مَا يَرَى الرَّجُلُ
    حديث رقم: 112 في جامع الترمذي أبواب الطهارة باب فيمن يستيقظ فيرى بللا ولا يذكر احتلاما
    حديث رقم: 197 في السنن الصغرى للنسائي كتاب الطهارة غسل المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل
    حديث رقم: 609 في سنن ابن ماجة كِتَابُ الطَّهَارَةِ وَسُنَنِهَا أَبْوَابُ التَّيَمُّمِ
    حديث رقم: 24090 في مسند أحمد ابن حنبل حَدِيثُ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
    حديث رقم: 25662 في مسند أحمد ابن حنبل حَدِيثُ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
    حديث رقم: 198 في السنن الكبرى للنسائي ذِكْرُ مَا يَنْقُضُ الْوُضُوءَ وَمَا لَا يَنْقُضُهُ إِيجَابُ الْغُسْلِ عَلَى الْمَرْأَةِ إِذَا احْتَلَمَتْ وَرَأَتِ الْمَاءَ
    حديث رقم: 852 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الطَّهَارَاتِ فِي الرَّجُلِ يَرَى فِي النَّوْمِ أَنَّهُ احْتَلَمَ وَلَمْ يَرَ بَلَلًا
    حديث رقم: 2646 في سنن الدارمي كِتَابٌ الطَّهَارَةِ بَابُ مَنْ يَرَى بَلَلًا ، وَلَمْ يَذْكُرِ احْتِلَامًا
    حديث رقم: 2647 في سنن الدارمي كِتَابٌ الطَّهَارَةِ بَابٌ : فِي الْمَرْأَةِ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ
    حديث رقم: 9078 في المعجم الأوسط للطبراني بَابُ الْمِيمِ
    حديث رقم: 9141 في المعجم الأوسط للطبراني بَابُ الْمِيمِ
    حديث رقم: 940 في مصنّف عبد الرزاق كِتَابُ الطَّهَارَةِ بَابُ الرَّجُلِ يُصِيبُ امْرَأَتَهُ فِي غَيْرِ الْفَرْجِ
    حديث رقم: 1053 في مصنّف عبد الرزاق كِتَابُ الطَّهَارَةِ بَابُ احْتِلَامِ الْمَرْأَةِ
    حديث رقم: 745 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الطَّهَارَة جُمَّاعُ أَبْوَابِ مَا يُوجِبُ الْغُسْلَ
    حديث رقم: 748 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الطَّهَارَة جُمَّاعُ أَبْوَابِ مَا يُوجِبُ الْغُسْلَ
    حديث رقم: 749 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الطَّهَارَة جُمَّاعُ أَبْوَابِ مَا يُوجِبُ الْغُسْلَ
    حديث رقم: 751 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الطَّهَارَة جُمَّاعُ أَبْوَابِ مَا يُوجِبُ الْغُسْلَ
    حديث رقم: 19817 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الدَّعْوَى وَالْبَيِّنَاتِ بَابٌ : الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ لِغَلَبَةِ الْأَشْبَاهِ تَأْثِيرًا فِي الْأَنْسَابِ ,
    حديث رقم: 85 في المنتقى لابن جارود كِتَابُ الطَّهَارَةِ فِي الْجَنَابَةِ وَالتَّطَهُّرِ لَهَا
    حديث رقم: 86 في المنتقى لابن جارود كِتَابُ الطَّهَارَةِ فِي الْجَنَابَةِ وَالتَّطَهُّرِ لَهَا
    حديث رقم: 109 في السنن الصغير للبيهقي جِمَاعُ أَبْوَابِ الطَّهَارَةِ بَابُ مَا يُوجِبُ غُسْلَ الْجَنَابَةِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَإِنْ كُنْتُمْ
    حديث رقم: 4574 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي مُسْنَدُ عَائِشَةَ
    حديث رقم: 4281 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي مُسْنَدُ عَائِشَةَ
    حديث رقم: 651 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الطَّهَارَةِ بَابُ ذِكْرِ إِبَاحَةِ تَرْكِ الِاغْتِسَالِ مِنَ الْجِمَاعِ إِذَا لَمْ يُنْزِلْ ،
    حديث رقم: 652 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الطَّهَارَةِ بَابُ ذِكْرِ إِبَاحَةِ تَرْكِ الِاغْتِسَالِ مِنَ الْجِمَاعِ إِذَا لَمْ يُنْزِلْ ،
    حديث رقم: 573 في الأوسط لابن المنذر كِتَابُ الِاغْتِسَالِ مِنَ الْجَنَابَةِ ذِكْرُ النَّائِمِ يَنْتَبِهُ فَيَجِدُ بَلَلًا وَلَا يَتَذَكَّرُ احْتِلَامًا
    حديث رقم: 2233 في مُشكِل الآثار للطحاوي مُشكِل الآثار للطحاوي بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ


    [ رقم الحديث عند آل سلمان:506 ... ورقمه عند عبد الباقي:314]
    حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ وَسَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ وَأَبُو كُرَيْبٍ وَاللَّفْظُ لِأَبِي كُرَيْبٍ قَالَ سَهْلٌ حَدَّثَنَا وَقَالَ الْآخَرَانِ أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ مُسَافِعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ تَغْتَسِلُ الْمَرْأَةُ إِذَا احْتَلَمَتْ وَأَبْصَرَتْ الْمَاءَ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ تَرِبَتْ يَدَاكِ وَأُلَّتْ قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعِيهَا وَهَلْ يَكُونُ الشَّبَهُ إِلَّا مِنْ قِبَلِ ذَلِكِ إِذَا عَلَا مَاؤُهَا مَاءَ الرَّجُلِ أَشْبَهَ الْوَلَدُ أَخْوَالَهُ وَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَهَا أَشْبَهَ أَعْمَامَهُ


    قَوْلُهُ : ( عَنْ مُسَافِعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ) هُوَ بِضَمِّ الْمِيمِ وَبِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَبِكَسْرِ الْفَاءِ .

    قَوْلُهَا : ( تَرِبَتْ يَدَاكَ وَأُلَّتْ ) هُوَ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ اللَّامِ الْمُشَدَّدَةِ وَإِسْكَانِ التَّاءِ ، هَكَذَا الرِّوَايَةُ فِيهِ ، وَمَعْنَاهُ أَصَابَتْهَا الْأَلَّةُ - بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ - وَهِيَ الْحَرْبَةُ ، وَأَنْكَرَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ هَذَا اللَّفْظَ وَزَعَمَ أَنَّ صَوَابَهُ أَلِلْتِ ، بِلَامَيْنِ الْأُولَى مَكْسُورَةٌ وَالثَّانِيَةُ سَاكِنَةٌ ، وَبِكَسْرِ التَّاءِ ، وَهَذَا الْإِنْكَارُ فَاسِدٌ ، بَلْ مَا صَحَّتْ بِهِ الرِّوَايَةُ صَحِيحٌ ، وَأَصْلُهُ ( أَلِلَتْ بِكَسْرِ اللَّامِ الْأُولَى وَفَتْحِ الثَّانِيَةِ وَإِسْكَانِ التَّاءِ ( كَرَدَّتْ ) أَصْلُهُ ( رَدَدِتَ ) ، وَلَا يَجُوزُ فَكُّ هَذَا الْإِدْغَامِ إِلَّا مَعَ الْمُخَاطَبِ ، وَإِنَّمَا وَحَّدَ ( أَلَّتْ ) مَعَ تَثْنِيَةِ يَدَاكِ لِوَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ أَرَادَ الْجِنْسَ . وَالثَّانِي : صَاحِبَةُ الْيَدَيْنِ أَيْ وَأَصَابَتْكِ الْأَلَّةُ ، فَيَكُونُ جَمْعًا بَيْنَ دُعَاءَيْنِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .



    عن عائشة رضي الله عنها أن امرأة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تغتسل المرأة إذا احتلمت وأبصرت الماء؟ فقال نعم فقالت لها عائشة: تربت يداك. وألت. قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعيها. وهل يكون الشبه إلا من قبل ذلك. إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله. وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه.
    المعنى العام:
    الحياء من الإيمان، والحياء لا يأتي إلا بخير، بهذا حث الإسلام على التخلق بخلق الحياء، حث على انقباض النفس وعدم إقبالها على أمر تخاف أن تلام وتذم عليه، وإذا خاف المسلم من اللوم والذم اجتنب السيئات، وفي الوقت الذي دعا فيه الإسلام إلى التخلق بهذا الخلق الكريم دعا إلى الجرأة في العلم وفي الحق، عملا بقوله تعالى: {والله لا يستحيي من الحق} [الأحزاب: 53] وقوله: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها} [البقرة: 26] لأن العلم يضيع بين الكبر والحياء، ولا يتعلم العلم مستحي، ومن هنا نجد الرجال والنساء في عهده صلى الله عليه وسلم يسألون عما يحتاجون من أمور دينهم ودنياهم، حتى قالت عائشة: نعم النساء نساء الأنصار. لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين. واتباعا لهذه التعاليم الحكيمة جاءت أم سليم، أم أنس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة وأم سلمة. فقالت: يا رسول الله، إني سائلتك عن مسألة تستحي المرأة من ذكرها لكن الله لا يستحي من الحق. إن المرأة ترى في المنام أن زوجها يجامعها وأنها تنزل، وتصبح فتجد بللا في قبلها، فهل عليها من غسل إذا هي احتلمت ورأت الماء؟ فتبسمت أم سلمة تعجبا، وغطت وجهها حياء، وقالت: تربت يمينك يا أم سليم. وقالت عائشة: أف لك يا أم سليم. فضحت النساء بذكر هذا الكلام الذي يستحيا من ذكره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أنتما المستحقتان للإنكار والزجر، كيف تنكران على من تسأل عن دينها؟ دعوها تسأل. نعم يا أم سليم؟. إذا كان منها ما يكون من الرجل وجب عليها الغسل قالت أم سلمة: وتحتلم المرأة وترى ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم. النساء شقائق الرجال، وللمرأة ماء كما أن للرجل ماء، لكن ماء الرجل مختلف عن ماء المرأة فماؤه أبيض غليظ، وماؤها أصفر رقيق، وتعجبت أم سلمة وعائشة، إذ هما تحسان بماء الرجل ويريانه، لكن كل واحدة منهما لم تحتلم، ولم تر ماء يخرج من قبلها، فقال لهما صلى الله عليه وسلم: ألستما تشاهدان شبه الولد بأمه أحيانا كما تشاهدان شبهه بأبيه أحيانا؟ قالتا: نعم، قال: فمن أين يأتي شبهه بأمه إذا لم يكن لها ماء وشهوة يلتقي بماء الرجل وشهوته؟ واقتنعت عائشة وأم سلمة وعلمتا علما يجهله أهل زمانهما، علمتا ما جاء به اليهودي عبد الله بن سلام يسأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم متحديا مختبرا صدقه ونبوته. جاء فقال: السلام عليك يا محمد. فدفعه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: لم لا تناديه برسول الله؟ قال: لم أومن برسالته بعد، ولكني أدعوه بما سماه به أهله. ثم قال: جئت أسألك عن شيء لا يعلمه إلا نبي أو رجل أو رجلان. قال له صلى الله عليه وسلم: أينفعك جوابي إن أجبتك وتؤمن؟ قال: أسمع بأذني، وأفكر بعقلي: قال له: سل قال: ما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ قال: طرف كبد الحوت، قال: فما غذاؤهم بعده؟ قال ينحر لهم ثور خلقه الله في الجنة يأكل من أطرافها قال: فما شرابهم عليه؟ قال: يشربون من عين فيها تسمى سلسبيلا. قال: فما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: إن سبق وعلا ماء الرجل نزع الولد إلى أبيه، وإن سبق وعلا ماء المرأة نزع الولد إلى أمه. قال: صدقت. وأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. ثم قال: يا رسول الله إن اليهود قوم بهت، يكذبون ويكذبون، فادعهم واسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي، فإنهم إن علموا بإسلامي قالوا في ما ليس في، فأرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فجاءوا -وعبد الله في داخل الدار- قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: أي رجل فيكم ابن سلام؟ قالوا: سيدنا وابن سيدنا، وأفضلنا وابن أفضلنا، وأعلمنا وابن أعلمنا. قال: أفرأيتم إن أسلم؟ قالوا: أعاذه الله من ذلك. فأعاد عليهم ثلاثا. فقالوا ذلك. فخرج إليهم ابن سلام، فقال: يا معشر اليهود. اتقوا الله الذي لا إله إلا هو، إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بالحق، فقالوا: هذا شرنا وابن شرنا، وتنقصوه. فقال: هذا ما كنت أخاف يا رسول الله. المباحث العربية (جاءت أم سليم) بضم السين وفتح اللام، تزوجها مالك بن النضر فولدت له أنسا، ثم قتل عنها مشركا، فأسلمت، فخطبها أبو طلحة، وهو مشرك، فأبت حتى يسلم فأسلم، فتزوجها. (فقالت له -وعائشة عنده) جملة وعائشة عنده مبتدأ وخبر في موضع الحال من الضمير في له. (المرأة ترى ما يرى الرجل في المنام) ما اسم موصول، والمقصود ما يراه الرجل من أحلام المداعبة والجماع. والمراد من الرؤية هنا رؤية المنام، أي ترى في منامها أحلاما جنسية مثلما يرى الرجل. (فترى من نفسها ما يرى الرجل من نفسه) الرؤية هنا بصرية أو علمية منشؤها الحس -كما سيوضح في فقه الحديث، والمعنى: فترى من نفسها المني الذي يراه الرجل من نفسه، نتيجة لهذا الاحتلام. (فضحت النساء) أي حكيت عنهن أمرا يستحيا من وصفهن به ويكتمنه، وذلك أن نزول المني منهن يدل على شدة شهوتهن للرجال. (تربت يمينك) قال النووي: فيه خلاف كثير منتشر جدا للسلف والخلف من الطوائف كلها، والأصح الأقوى الذي عليه المحققون في معناه أنها كلمة أصلها افتقرت [قال: ترب بكسر الراء، أي لصق بالتراب، ويكنى به عن الفقر قال تعالى: {أو مسكينا ذا متربة} [البلد: 16]، قال الهروي: ويقال: أترب الرجل إذا استغنى كأن ماله صار بعده التراب] ولكن العرب اعتادت استعمالها غير قاصدة حقيقة معناها الأصلي، فيذكرون: تربت يداك وقاتلك الله ما أشجعك، ولا أم لك ولا أب لك، وثكلتك أمك، وما أشبه هذا من ألفاظهم، يقولونها عند إنكار الشيء، أو الزجر عنه، أو الذم عليه، أو استعظامه، أو الحث عليه، أو الإعجاب به. اهـ. والأنسب هنا الإنكار والزجر. (فقال لعائشة: بل أنت) بل للإضراب الإبطالي، فهو صلى الله عليه وسلم يبطل قول عائشة لأم سليم: تربت يمينك. ثم يقول لها ما أبطله عن أم سليم. و أنت مبتدأ محذوف الخبر، أي أنت أحق أن يقال لك ذلك، فإنها فعلت ما يجب عليها من السؤال عن دينها، فلا تستحق الإنكار، وتستحقين أنت الإنكار لإنكارك ما لا إنكار فيه. (فتربت يمينك) الفاء فصيحة، في جواب شرط، تقديره: إذا لم تستحق هي الإنكار، وكنت أنت أحق به فتربت يمينك. (نعم) جواب السؤال المطوي في هذه الرواية، ويصرح به في الرواية الرابعة، بلفظ فهل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ وفي الرواية السادسة بلفظ هل تغتسل المرأة إذا احتلمت وأبصرت الماء؟ (فلتغتسل -يا أم سليم- إذا رأت ذاك) ذا اسم إشارة، والكاف حرف خطاب للمؤنثة، فيكسر، والمشار إليه المني. وفي الرواية الثانية إذا رأت ذلك واللام للبعد. (فقالت أم سليم: واستحييت من ذلك. قالت: وهل يكون هذا؟) ظاهر هذا الأسلوب أن أم سليم هي التي قالت: وهل يكون هذا؟ وهو مستبعد ولعل الأصل: قالت عائشة، كما تشير الرواية الخامسة، أو قالت: أم سلمة كما تصرح الرواية الرابعة، وسيأتي مزيد إيضاح لهذا في فقه الحديث، والاستفهام للإنكار أو للتعجب. (نعم فمن أين يكون الشبه) أي مشابهة الولد أمه، ورواية البخاري فيم يشبهها ولدها؟ كالرواية الرابعة، وفي الرواية السادسة وهل يكون الشبه إلا من قبل ذلك والاستفهام في هذه الرواية للإنكار بمعنى النفي، أي لا يكون الشبه إلا من جهة مائها. والشبه بفتح الشين والباء، وبكسر الشين وسكون الباء بمعنى المشابهة، وهي الاشتراك ولو في بعض الصفات. (فمن أيهما علا أو سبق يكون منه الشبه) قال النووي: يجوز أن يكون المراد بالعلو هنا السبق، ويجوز أن يكون المراد الكثرة والقوة بحسب كثرة الشهوة. اهـ. والأولى أن يراد بالعلو والسبق الغلبة، أي: فمن الذي تتغلب صفاته وخواصه على صفات وخواص الآخر يكون شبه الولد. (إذا كان منها ما يكون من الرجل فلتغتسل) كان تامة، والمعنى إذا وجد منها ما يوجد من الرجل من المني نتيجة للاحتلام فلتغتسل. {والله لا يستحيي من الحق} لا يستحيي بياءين، ويقال أيضا: يستحي بياء واحدة في المضارع. اهـ. والحياء تغير وانكسار، يعتري الإنسان من خوف ما يصاب به، أو يذم عليه. وهذا محال على الله. نعم في الحديث نفي الاستحياء لا إثباته، لكن مفهوم نفي الاستحياء من الحق إثبات الاستحياء من غير الحق، ولهذا قال علماء الحديث إن الكلام هنا على غير حقيقته، فيكون جاريا على الاستعارة التمثيلية، فتشبه حالة ترك الحق وما يحيط بتاركه، وما يكون عليه بالاستحياء، فكأنها قالت: إن الله لا يترك الحق، أي لا يمتنع من بيان الحق، فكذا أنا لا أمتنع من سؤالي عما أنا محتاجة إليه، وقيل: معناه. إن الله لا يأمر بالحياء في الحق ولا يبيحه، وإنما قالت ذلك اعتذارا بين يدي سؤالها عما دعت الحاجة إليه مما تستحيي النساء في العادة من السؤال عنه بحضرة الرجال. (فهل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟) الفاء فصيحة في جواب شرط مقدر: أي وإذا كان الحياء من الحق مذموما فهل على المرأة من غسل؟ و من زائدة داخلة على المبتدأ في سياق الاستفهام، والاحتلام افتعال من الحلم بضم الحاء وسكون اللام، وهو ما يراه النائم في نومه، يقال: حلم بفتح اللام واحتلم، والمراد أمر خاص من الأحلام، وهو الجماع، وشاع في الإنزال في جماع المنام، فإذا قال الرجل: احتلمت، فالمتبادر أنزلت من لذة منامية، والظاهر أن سؤالها عن الاحتلام بمعنى اللذة الشهوانية في النوم، أنزلت أم لم تنزل، فكان الجواب اشتراط الإنزال ورؤية الماء، يؤيد هذا رواية أحمد، من حديث أم سليم أنها قالت إذا رأت أن زوجها يجامعها في المنام أتغتسل؟ (وتحتلم المرأة؟) معطوف على محذوف، والاستفهام مقدر، أي أترى المرأة الماء وتحتلم؟ وفي رواية وهل تحتلم المرأة؟ وفي رواية أو تحتلم المرأة؟ (أف لك) في أف عشر لغات، بضم الهمزة مع كسر الفاء، وفتحها وضمها بغير تنوين، وبالتنوين، فهذه ست لغات، والسابعة إف بكسر الهمزة وفتح الفاء، والثامنة أف بضم الهمزة وإسكان الفاء، والتاسعة أفي بضم الهمزة وبالياء، و أفه بالهاء، ذكرهن ابن الأنباري وقال أبو البقاء: من كسر بناه على الأصل، ومن فتح طلب التخفيف، ومن ضم أتبع، ومن نون أراد التنكير، ومن لم ينون أراد التعريف، ومن خفف الفاء حذف أحد المثلين تخفيفا. وقال ابن الأنباري في اللغة التاسعة بالياء، كأنه أضافه إلى نفسه. اهـ. والظاهر أنها اسم فعل ماض، أي كرهت وضجرت، وأصل الأف وسخ الأظفار، وهي كلمة تستعمل في الاحتقار والاستقذار والإنكار، قال الباجي: والمراد بها هنا الإنكار. (تربت يداك وألت) بضم الهمزة وفتح اللام المشددة وإسكان التاء، ومعناها: أصابتها الآلة، بفتح الهمزة وتشديد اللام، وهي الحربة، فكأنها قالت: افتقرت يداك وطعنت. (جاء حبر من أحبار اليهود) الحبر بفتح الحاء وكسرها لغتان مشهورتان هو العالم، والمراد به هنا عبد الله بن سلام، كما جاء في روايات البخاري، وكان أعلم اليهود، وكان اسمه الحصين، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم -لما أسلم- عبد الله. (جئت أسألك) جملة أسألك في محل النصب على الحال المقدرة، أي جئت مقدرا وقاصدا سؤالك. (أينفعك شيء إن حدثتك) الاستفهام تقريري، أي قر بأن قصدك الانتفاع بالحديث، وليس التحدي والمعاكسة، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله. (قال: أسمع بأذني) تثنية أذني ليس مراده: أسمع بأذني ولا أعقل ولا أتأثر، وإنما مراده: لا ألتزم المتابعة، وإنما أسمع بأذني وأنظر فيما أسمع. (فنكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعود معه) نكت بفتح النون والكاف، أي خط بالعود في الأرض، وأثر به فيها، وهذا يفعله المفكرون. (يوم تبدل الأرض غير الأرض) قيل: إن التبديل تبديل صفات، بأن تمد مد الأديم، وتستوى، وتزال جبالها، وتصبح بيضاء عفراء، وليس فيها علم ولا شيء يستر، وقيل: إن التبديل تبديل ذات، بأن تزال هذه الأرض، ويؤتى بغيرها. (هم في الظلمة دون الجسر) بفتح الجيم وكسرها، لغتان مشهورتان وهو ما يعبر عليه، والمراد منه هنا الصراط. (فمن أول الناس إجازة؟) بكسر الهمزة، ومعناه جوازا وعبورا. (فما تحفتهم؟) بإسكان الحاء وفتحها، لغتان، والتحفة ما يهدى إلى الرجل ويخص ويلاطف به. (زيادة كبد النون) وفي رواية زائدة كبد النون والزيادة والزائدة شيء واحد، والنون الحوت وزيادة الكبد طرفه، وهو أطيبه، وتعريف النون يشعر بأنه حوت مخصوص. وهذا من الأمور السمعية التي ينبغي الإيمان بها تعبدا. (فما غذاؤهم على إثرها؟) غذاؤهم روي على وجهين: أحدهما: بالذال وكسر الغين، وهو الطعام أو الشراب الذي يتغذى به الجسم في أي وقت من الأوقات، وثانيهما: بالدال وفتح الغين، وهو الأكل أول النهار. قال القاضي عياض: هذا الثاني هو الصحيح وهو رواية الأكثرين، والأول ليس بشيء [لأن السؤال عن طعامهم في وقت معين، وليس عن طعامهم في جميع الأوقات] وقال النووي: وللأول وجه، وتقديره: ما غذاؤهم في ذلك الوقت؟. اهـ. وهو وجه حسن، يساعده قوله: على إثرها. والإثر بكسر الهمزة وإسكان الثاء، والأثر بفتح الهمزة والثاء لغتان مشهورتان. (ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها) هذا الأسلوب يشعر بأنه ثور معهود، ليس في الجنة غيره. وهل هو موجود الآن -على القول بأن الجنة موجودة- أو يوجد فيما بعد؟. الله أعلم. (فما شرابهم عليه؟) أي على هذا الغذاء؟ أو على هذا الثور؟ (قال: من عين فيها تسمى سلسبيلا) قال جماعة من أهل اللغة والمفسرين: السلسبيل اسم للعين: وقال مجاهد وغيره: هي شديدة الجري، وقيل: هي السلسة اللينة، قاله النووي. اهـ. والباحث يرى أن الجواب لم يطابق السؤال، إنه السؤال عن المشروب، والجواب عن مكان المشروب، ولو قصد مطابقته لقال: ماء غير آسن، أو لبنا، أو خمرا، أو عسلا مصفى، لكنه جرى على الأسلوب الحكيم، كأنه قال: شرابهم من الفخامة بحيث لا يوصف، لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، لكنه يخرج من عين في الجنة تسمى سلسبيلا. (أذكرا بإذن الله وآنثا بإذن الله) أذكرا أنجبا ذكرا، و آنثا أنجبا أنثى، وقد روي بالمد وتخفيف النون، وروي بالقصر وتشديد النون. (ثم انصرف فذهب) قد يكون العطف عطف تفسير، لرفع وهم أنه انصرف عن قبول الحق مع بقائه في المجلس، وقد يكون عطف مغاير، بأن يراد من الانصراف تولية الظهر، ومن الذهاب البعد عن المجلس بحيث لا يسمع، وهذا هو الظاهر. فقه الحديث يستفاد من هذه الروايات

    1- أن خروج المني من موجبات الغسل على الرجل والمرأة قال النووي: وقد أجمع المسلمون على وجوب الغسل على الرجل والمرأة بخروج المني، أو إيلاج الذكر في الفرج وأجمعوا على وجوبه عليها بالحيض والنفاس، واختلفوا في وجوبه على من ولدت ولم تر دما أصلا، والأصح عند أصحابنا وجوب الغسل، وكذا الخلاف فيما إذا ألقت مضغة أو علقة. والأصح وجوب الغسل. وقال: ثم إن مذهبنا أنه يجب الغسل بخروج المني، سواء كان بشهوة ودفق أم لا، في النوم أو في اليقظة، وسواء أحس بخروجه أم لا، وسواء خرج من العاقل أم من المجنون. ثم إن المراد بخروج المني أن يخرج إلى الظاهر، أما ما لم يخرج فلا يوجب الغسل، وذلك بأن يرى النائم أنه يجامع، وأنه قد أنزل، ثم يستيقظ فلا يرى شيئا فلا غسل عليه بإجماع المسلمين، وكذا لو اضطرب بدنه لمبادئ خروج المني فلم يخرج، وكذا لو نزل المني إلى أصل الذكر، ثم لم يخرج فلا غسل، وكذا لو صار المني في وسط الذكر، وهو في صلاة، فأمسك بيده على ذكره، فوق حائل فلم يخرج المني حتى سلم من صلاته صحت صلاته، فإنه مازال متطهرا حتى خرج، والمرأة كالرجل في هذا، إلا أنها إذا كانت ثيبا فنزل المني إلى فرجها، ووصل الموضع الذي يجب عليها غسله في الجنابة والاستنجاء، وهو الذي يظهر حال قعودها لقضاء الحاجة، وجب عليها الغسل بوصول المني إلى ذلك الموضع لأنه في حكم الظاهر، وإن كانت بكرا لم يلزمها الغسل ما لم يخرج المني من فرجها، لأن داخل فرجها كداخل إحليل الرجل، اهـ.

    2- وفيه أن المرأة تحتلم كالرجل، قال ابن بطال: فيه دليل على أن كل النساء يحتلمن، قال الحافظ ابن حجر: والظاهر أن مراده الجواز لا الوقوع، أي فيهن قابلية الاحتلام، وعكسه ابن عبد البر، فقال: فيه دليل على أن بعض النساء لا يحتلمن، أخذا من إنكار أم سلمة بقولها: وهل يكون هذا؟ وتحتلم المرأة؟ وقال السيوطي. وأي مانع أن يكون ذلك خصوصية لأزواجه صلى الله عليه وسلم أنهن لا يحتلمن، كما أن من خصائص الأنبياء أنهم لا يحتلمون، لأنه من الشيطان، فلم يسلطه عليهم، وكذا لا يسلط على أزواجه تكريما له. اهـ. ورده الزرقاني، فقال: المانع من ذلك أن الخصائص لا تثبت بالاحتمال، وعلل بعضهم منع وقوعه من أزواجه صلى الله عليه وسلم بأنهن لا يطعن غيره، لا يقظة ولا مناما، والشيطان لا يتمثل به، وفيه نظر، لأنهن قد يحتلمن من غير رؤية، كما يقع لكثير من الناس.

    3- واستدل به على أن ماء المرأة قد يبرز ويرى، وزعم بعضهم أن ماء المرأة لا يبرز، وإنما ينعكس إلى الرحم، وحمل الرؤية في الحديث على العلم، أي تغتسل إذا علمت أنها أنزلت بشهوة، والجمهور على خلافه، وأن المرأة كالرجل لا يجب عليها الغسل بالإنزال إلا إذا برز ماؤها.
    4- وفيه بيان صفات مني الرجل والمرأة. قال النووي: قوله صلى الله عليه وسلم إن ماء الرجل غليظ أبيض، وماء المرأة رقيق أصفر أصل عظيم في بيان صفة المني، وهذه صفته في حال السلامة وفي الغالب؛ قال العلماء: مني الرجل في حال الصحة أبيض ثخين يتدفق في خروجه دفقة بعد دفقة، ويخرج بشهوة ويتلذذ بخروجه، وإذا خرج استعقب خروجه فتورا، ورائحته كرائحة طلع النخل، ورائحة الطلع قريبة من رائحة العجين، وقيل: تشبه رائحته إذا يبس رائحة البول، فهذه صفاته، وقد يفارقه بعضها مع بقاء ما يستقل بكونه منيا، وذلك بأن يمرض فيصير منيه رقيقا أصفر، أو يسترخي وعاء المني، فيسيل من غير تلذذ ولا شهوة، أو يستكثر من الجماع فيحمر، ويصير كماء اللحم، وربما خرج دما عبيطا، وإذا خرج المني أحمر فهو طاهر، موجب للغسل، كما لو كان أبيض، ثم إن خواص المني التي عليها الاعتماد في كونه منيا ثلاث: أحدها: الخروج بشهوة مع الفتور عقبه، والثانية: الرائحة التي تشبه رائحة الطلع، والثالثة الخروج بزريق ودفق ودفعات، وكل واحدة من هذه الثلاث كافية في إثبات كونه منيا، ولا يشترط اجتماعها فيه، وإذا لم يوجد شيء منها لم يحكم بكونه منيا، وغلب علي الظن كونه ليس منيا، هذا كله في مني الرجل، وأما مني المرأة فهو أصفر رقيق، وقد يبيض لفضل قوتها، وله خاصيتان، يعرف بواحدة منهما: إحداهما: أن رائحته كرائحة مني الرجل. والثانية: التلذذ بخروجه وفتور شهوتها عقب خروجه. قالوا: ويجب الغسل بخروج المني بأي صفة وأي حال. اهـ.
    5- وفيه إثبات الوراثة، وشبه الولد لأبيه أو أمه، ومازال العلم -رغم تقدمه- عاجزا عن التحكم في علو ماء الرجل أو سبقه، وعلو ماء المرأة أو سبقه، بل عاجزا عن إدراك كيفية هذا العلو وأسبابه. يقول علماء الطب الحديث: إن ثلاثة سنتيمترات مكعبة من مني الرجل تحوي مائتين وخمسين مليونا من الحيوان المنوي، كل حيوان منها يمكن أن يكون جنينا، ويحمل ثلاثة وعشرين من العوامل الوراثية ولكل عامل من هذه العوامل مكونات داخلية، تبلغ المائة وتسمى بالمورثات. أما الأنثى فإن مبيضها يقذف ببويضة واحدة كل شهر، تحمل هذه البويضة ثلاثة وعشرين من العوامل الوراثية للمرأة أيضا. ويتكون الجنين باختراق حيوان منوي واحد جدار البويضة واستقراره فيها وهنا تلتقي العوامل الوراثية للذكر بالعوامل الوراثية للأنثى، فتعلوا وتغلب إحداهما الأخرى. ولا يتنافى هذا التشريع الطبي مع أحاديثنا التي تثبت للمرأة ماء، ولا مع تفسير المفسرين لقوله تعالى: {فلينظر الإنسان مم خلق* خلق من ماء دافق* يخرج من بين الصلب والترائب} [الطارق:
    5-7]
    حيث قالوا: من بين صلب الرجل، ومن بين ترائب المرأة، فإن مني الرجل الذي يتم تكوينه في الخصية مر بالصلب كمرحلة من مراحله، وإن بويضة المرأة التي تتكون في المهبل، هي في أصلها ماء يخرج من بين ترائب المرأة كمرحلة من مراحله. إن الطب لا ينكر أن المرأة تحتلم كما يحتلم الرجل، ولا ينكر أن المرأة تفرز عند شهوتها ماء رقيقا أصفر، وإن قال: إن اللقاح يتم عن طريق البويضة. لقد كان الهنود قبل المسيحية يعتقدون أن الأب هو عامل التكوين في إيجاد الطفل. إذ يضع البذرة في بطن المرأة، وأن المرأة ليست أكثر من حقل لإنماء هذه البذرة، وأخذ عنهم المصريون القدامى هذه الفكرة، وتأثر بهم كذلك اليونان والرومان، وكان هذا هو الشائع حين سأل اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال: لا يعلمه أحد إلا نبي أو رجل أو رجلان وكان جوابه صلى الله عليه وسلم دليلا على صدقه، بل إن أوربا لم تكتشف مشاركة ماء المرأة لماء الرجل في تكوين الجنين إلا عام 1667م حين اكتشف عالم التشريح الفلورنسي ستينو البويضة عند المرأة، ثم تابع العلم اكتشافات وراثة الطفل لأبويه في الصفات، ولكنه -كعادته- حين يعجز عن إدراك الطريقة والسبب يعزو الأمر إلى الصدفة. يقول الدكتور فاخر عاقل رئيس قسم علم النفس بجامعة دمشق: أما الثلاثة والعشرين صبغيا [أي عاملا وراثيا] الموجودة في النطفة، والتي ستلتقي بالثلاثة والعشرين صبغيا الأخرى، الموجودة في البويضة. والتي ستكون المخلوق الجديد، فأمرها متروك للصدفة مرة أخرى، وهكذا تكون قوانين الوراثة قوانين متصلة بالصدفة في تجمع الصبغيات في كل بويضة أو نطفة. اهـ. ولكن الإسلام يقول: إن علو عوامل الوراثة في ماء الرجل وغلبتها لمثيلاتها عند المرأة مرتبط بعلم الله ومشيئته، جلت قدرته {يخلق ما يشاء ويختار} [القصص: 68]. {يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور* أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير} [الشورى: 4
    9-50]
    .
    6- وفي الحديث جواز استفتاء المرأة بنفسها من الرجال.
    7- وأنه لا حياء في الدين، وأن من عرضت له مسألة ينبغي أن يسأل عنها، ولا يمتنع من السؤال حياء من ذكرها، فإن ذلك ليس بحياء حقيقي، لأن الحياء كله خير، والحياء لا يأتي إلا بخير، والإمساك عن السؤال في هذه الحال ليس بخير، بل هو شر، فكيف يكون حياء؟ قاله النووي.
    8- يؤخذ من قول أم المؤمنين فضحت النساء حياء أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في بعض روايات البخاري فغطت أم سلمة وجهها ولما كانت الرواية الأولى والخامسة والسادسة تصرح بأن التي أنكرت على أم سليم هي عائشة وكانت الرواية الثالثة والرابعة تصرحان بأنها أم سلمة جمع النووي بين الروايات بأنه يحتمل أن تكون عائشة وأم سلمة جميعا أنكرتا على أم سليم، قال الحافظ ابن حجر: وهو جمع حسن، لأنه لا يمتنع حضور أم سلمة وعائشة عند النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس واحد.
    9- وفيه مشروعية زجر من يلوم الذي يسأل عما يجهل. 10- وفيه التمهيد للعذر، وأنه خير من تأخيره، لأن الذي يقدم العذر عن المعتذر منه يهيئ المخاطب لقبول الوضع خاليا من العتب، وإذا تأخر العذر استثقلت النفس المعتذر منه، فتأثرت بقبحه، ثم يأتي العذر رافعا، وعلى الأول يأتي دافعا، ودفع الشيء المستكره قبل وقوعه أيسر من رفعه بعد وقوعه. 1

    1- ويؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم: إذا كان منها ما يكون من الرجل فلتغتسل حسن العشرة ولطف الخطاب، واستعمال اللفظ الجميل موضع الذي يستحيا منه في العادة. 1

    2- ومن حديث الحبر يؤخذ أدب العلم الذي اتصف به عبد الله بن سلام، إذ بدأ بالسلام، وسأل عن سبب دفعه، ولم يعنف الدافع، وقال: إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله، ولم يقل كما قالت قريش في الحديبية: لو نعلم أنك رسول الله لم نقاتلك. 1

    3- وإنصافه صلى الله عليه وسلم، وحسن خلقه، واستئلافة الخلق إلى الإيمان حيث قال: إن اسمي الذي سماني به أهلي محمد. 1
    4- وجواز النكت بالعود في الأرض عند التفكر، وأنه ليس مخلا بالمروءة كما يتصور البعض. 1
    5- وفيه فضل فقراء المهاجرين، وليس معنى ذلك أن فقراء المهاجرين أفضل من أغنيائهم، للإجماع على أن عثمان وعبد الرحمن بن عوف أفضل من أبي هريرة وأبي ذر -رضوان الله عليهم- أجمعين، وقد يختص المفضول بخاصية ليست في الفاضل، ولا يكون بسببها أفضل، ولهذا المعنى لا يحتج به لترجيح الفقراء. ذكره الأبي. والله أعلم

    حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، وَسَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ - وَاللَّفْظُ لأَبِي كُرَيْبٍ - قَالَ سَهْلٌ حَدَّثَنَا وَقَالَ الآخَرَانِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ مُسَافِعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ امْرَأَةً، قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ هَلْ تَغْتَسِلُ الْمَرْأَةُ إِذَا احْتَلَمَتْ وَأَبْصَرَتِ الْمَاءَ فَقَالَ ‏"‏ نَعَمْ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ تَرِبَتْ يَدَاكِ وَأُلَّتْ ‏.‏ قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ‏"‏ دَعِيهَا وَهَلْ يَكُونُ الشَّبَهُ إِلاَّ مِنْ قِبَلِ ذَلِكِ إِذَا عَلاَ مَاؤُهَا مَاءَ الرَّجُلِ أَشْبَهَ الْوَلَدُ أَخْوَالَهُ وَإِذَا عَلاَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَهَا أَشْبَهَ أَعْمَامَهُ ‏"‏ ‏.‏

    It is reported on the authority of 'A'isha that a woman came to the Messenger of Allah (ﷺ) and inquired:Should a woman wash herself when she sees a sexual dream and sees (the marks) of liquid? He (the Holy Prophet) said: Yes. 'A'isha said to her: May your hand be covered with dust and injured. She narrated: The Messenger of Allah (ﷺ) said: Leave her alone. In what way does the child resemble her but for the fact that when the genes contributed by woman prevail upon those of man, the child resembles the maternal family, and when the genes of man prevail upon those of woman the child resembles the paternal family

    D'après Oum Salama (raa), Je vins trouver l'Envoyé de Dieu (paix et bénédiction de Dieu sur lui) et lui demandai : "Ô Envoyé de Dieu! Certes, Dieu ne se gêne pas de la vérité. Eh bien! La femme doit-elle se laver si elle voit un songe érotique?". - "Oui, répondit le Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui), à condition qu'elle s'aperçoive de l'éjaculation". - "Ô Envoyé de Dieu! La femme éjacule-t-elle?". - "Oui, répliqua le Prophète, sinon, grâce à quoi son enfant lui ressemblerait-il?". Comment procéder à la purification après le coït

    Telah menceritakan kepada kami [Ibrahim bin Musa ar-Razi] dan [Sahl bin Utsman] serta [Abu Kuraib] dan lafaz tersebut milik Abu Kuraib, Sahl berkata, telah menceritakan kepada kami, sedangkan dua orang yang lainnya berkata, telah mengabarkan kepada kami [Ibnu Abi Zaidah] dari [bapaknya] dari [Mush'ab bin Syaibah] dari [Musafi' bin Abdullah] dari [Urwah bin az-Zubair] dari [Aisyah] bahwa seorang wanita berkata kepada Rasulullah Shallallahu'alaihiwasallam, "Apakah seorang wanita harus mandi apabila bermimpi dan melihat air mani?" Beliau menjawab, "Ya." Maka Aisyah berkata kepadanya, "Serius kamu akan bertanya?." Aisyah berkata, "Maka Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam bersabda, 'Biarkanlah dia (bertanya). Tidaklah kemiripan gen terjadi melainkan dari sisi tersebut. Apabila air mani wanita tersebut mengalahkan air mani suaminya maka anaknya mirip dengan garis keturunan ibunya. Dan apabila air mani suaminya mengalahkan air maninya maka anaknya mirip dengan garis keturunan bapaknya

    Bize İbrahim b. Musa er-Razi, Se hı b. Osman ve Ebu Kureyb -ki lafız Ebu Kureyb' e attir- tahdis etti. Sehl bize İbn Ebu Zaide, babasından tahdis etti derken, diğer ikisi haber verdi, dediler. Babası Mus'ab b. Şeybe'den, oMusafi b. Abdullah'tan, o Urve b. ez-Zubeyr'den, o Aişe'den rivayet ettiğine göre bir kadın Resulullah (Sallallahu aleyhi ve Sellem)'e kadın ihtilam olup, suyu görürse gusleder mi, dedi. Allah Rasülü: "Evet" buyurdu. Aişe ona: Ellerin toprağa değsin ve harbe sana isabet etsin, dedi. Rasülullah (Sallallahu aleyhi ve Sellem): "Onu bırak. Zaten {çocuğun} benzemesi bundan başka bir sebepten dolayı mı 'olur? Kadının suyu erkeğin suyundan yukarı çıkarsa çocuk dayılarına benzer, erkeğin suyu kadının suyu üzerine çıkarsa amcalarına benzer" buyurdu. Yalnız Müslim rivayet etmiştir NEVEVİ ŞERHİ AŞAĞIDA DAVUDOĞLU AÇIKLAMA: Bu hadisi Buhari «Kitabu't-Tahare», «Kitabu'l Edep» ve «Halk-ı Adem» de Ebu Davud, Tirmîzî, Nesaî ve İbni Mace «Kitabu't-Tahare» de muhtelif ravîlerden tahrîc etmişlerdir. Hadîsin muhtelif rivayetlerinden anlaşılıyor ki Resulullah (Sallallahu Aleyhi ve Sellem)'e Suali soran kadın Ünımü Süleym'dir. Müslim'in Abbas b. Velid .den tahriç ettiği 311 numaralı hadiste: «Ünımü Süleym ben bundan utandım (ama yinede) Bu olurmu diye sordum dedi.» buyuruluyor. Hafız Ebu Ali el-Gassanî bunun yerine bazı nüshalarda Ümmü Seleme zikredildiğini söylemişsede Kaadî Iyaz: «Doğrusu Ümmü Süleym'dir. Çünkü bu hadiste suali soran Ümmü Süleym, ona itiraz eden Ümmü Seleme'dir. Önceki hadiste ise itirazı yapan Aişe (R.A.)'dır. Âişe ile Ümmü Selemenin hep birden itiraz etmiş olmaları da muhtemeldir» diyor. Ümmü Süleym (R.A.) Resulullah (Sallallahu Aleyhi ve Sellem)'e uyku esnasında kadının ihtilam olmasının hükmünü sormuştur. Kadınların bu meseleyi erkeklere açması adeten ayıp ve utanılacak bir şey sayıldığı için Hz, Ümmü Süleym sualini kendine hass bir nezaketle kapalı bir şekilde sorduğu halde Aişe ve Ümmü Seleme (R.A.) dayanamayıp itiraz etmişlerdir. Hz. Âişe'nin: «Ya Ümme Süleym kadınları kepaze ettin» diyerek onların daima sakladıkları utanılacak bir sıfatlarını söylediğinden dolayı Ümmü Süleym'i muahaze etmiştir. Çünkü kadınlardan menî gelmesi onların erkeklere karşı fazla şehvetli olduklarına delalet eder. Hazreti Ümmi Süleym'in sorduğu suali Resulullah (Sallallahu Aleyhi ve Sellem) 'e Havle binti Hakîm, Sehle binti Süheyl ve daha başka kadınlarda sormuşlardır. Resulullah (Sallallahu Aleyhi ve Sellem) in cevaben «Evet! Ya benzerlik nereden geliyor?» sözünün manası: Çocuk erkekle kadının menilerinin karışmasından meydana gelir. Bunların hangisi galebe çalarsa çocuk ona benzer demektir. Bu sözü müteakip: «Erkeğin suyu (menisi) koyu beyazdır; kadınınla İse sıvı ve sarı.» buyurmuştur. Bu îzahat meninin sıfatı hakkında büyük bir kaide olmuştur. Sağlam olan erkek ve kadınların ekseriyetle menilerinin sıfatı budur. Ulemanın beyanına göre erkek menisinin üç hassası vardır. 1- Yaş olduğu zaman kokusu hamur kokusuna; kuru olduğu zaman ise yumurta kokusuna benzer. 2- Atıla atıla gelir. 3- Dışarıya lezzetle çıkar; çıktıktan sonra da bir gevşeklik arız olur. Ekseri ulemaya göre bu üç sıfatta erkekle kadın menileri arasında fark yoktur. Mezkur sıfatların bir tanesi meniyi İspat için kafidir. Bu sıfatlardan hiç biri bulunmazsa çıkan suya meni hükmü verilmez. NEVEVİ ŞERHİ (707-713) : Bu babta (707) "Um Suleym (r.a.)'ın Ai'şe (r.anha) yanında iken Resulullah (Sallallahu aleyhi ve Sellem)'e ... " (3/219) hadisi yer almaktadır. Sözü geçen bu babta geri kalan rivayetler de yer almıştır. Yüce Allah'ın izniyle yeri geldikçe bunları göreceğiz. Şunu bilmek gerekir ki, kadının menisi dışarı çıkacak olursa erkeğe dışarı çıkması sebebiyle gusletmek icab ettiği gibi, kadının da gusletmesi icab eder. Esasen Müslümanlar meninin çıkması yahut erkeklik organının ferce sokulması ile kadına da, erkeğe de gusletmenin vacip olduğu üzerinde icma ettikleri gibi, ay hali ve loğusalık sebebiyle de kadının gusletmesinin icab ettiğinin üzerinde icma etmişlerdir. Fakat doğum yapmakla birlikte hiçbir şekilde kan görmeyen kadına guslün icap edip etmediği hususunda farklı görüşlere sahiptirler. Ancak mezhep alimlerimize göre daha sahih olan gusletmenin vacip olduğudur. Şayet kadın bir çiğnem et yahut bir parça kan düşük yapacak olursa aynı şekilde görüş ayrılığı sözkonusudur. Daha sahih olan gusletmesinin vacip olduğudur. Bununla birlikte bu gibi kimseler hakkında guslün vacip olmadığını söyleyenler abdest almasının vacip olduğunu söylemişlerdir. Allah en iyi bilendir. Diğer taraftan bizim mezhebimizde kabul edilen görüş, ister şehvetle ve hızlıca çıksın, ister bakarak, ister rüyada iken, ister uyanıkken çıksın, ister aklı başında olan birisinden çıksın, ister deliden çıksın meninin çıkması ile guslün vacip olduğudur. Ayrıca meninin çıkmasından maksat ise dışarıya çıkmasıdır. Eğer dışarıya çıkmamışsa gusletmek icap etmez. Şöyle ki, uyuyan bir kimse cima' ettiğini yahut inzal yaptığını görmekle birlikte uyandığında bir şey görmeyecek olursa Müslümanların icmaı ile gusletmek yükümlülüğü yoktur. Aynı şekilde meninin çıkmasının başlangıç hali sebebiyle vücudu harekete geçmiş olmakla birlikte, meni dışarı çıkmazsa yine meni erkeklik organının dibine indikten sonra dışarı çıkmayacak olursa gusül gerekmez. Hatta meni -kendisi namazda iken- erkeklik organının ortasına gelse ve bir şey üzerinden eliyle erkeklik organını tutsa namazından selam verinceye kadar men i dışarı çıkmazsa namazı sahih olur ve meni dışarı çıkıncaya kadar abdest1i kalmaya devam eder. Bu hususta kadın da erkek gibidir. Ancak kadın dul yahut evlenmiş olup, meni fercine inip, cünüplük ve istinca sırasında yıkaması gereken yere bulaşacak olursa -bu yer ise ihtiyacını karşılamak için oturması halinde görünen kısımdır- meninin bu yere ulaşması sebebiyle gusletmesi gerekir; ünkü bu yer zahir (görünen) kısım hükmündedir. Şayet bakire ise, fercinden dışarıya çıkmadıkça gusletmesi de gerekmez; çünkü onun fercinin iç kısmı erkeğin ihlilinin498 iç kısmı gibidir. Allah en iyi bilendir. Babtaki Lafızlar ve Babın İhtiva Ettiği Anlamlar Um Suleym, Enes b. Malik'in annesidir. Adı hakkında ilim adamları ihtilaf etmişlerdir. Sehle, Muleyke, Rumeysa, Uneyfe olduğu (3/220) söylendiği gibi, er-Rumeyda, el-Gumeyda olduğu da söylenmiştir. Kendisi kadın sahabilerin faziletlilerinden ve meşhurlarından idi. Milhan kızı Ümmü Haram'ın kızkardeşidir. Allah her ikisinden de razı olsun. Allah en iyi bilendir. Aişe (r.anha)'nın: "Kadınları rezil (rüsvay) ettin" demesi de sen onlar hakkında kendilerinin gizledikleri ve onunla nitelenmekten haya ettikleri bir hususlarını anlattın, demektir. Bu ise onlardan meninin gelmesidir ki bu da erkekleri ileri derecede arzuladıklarını gösterir. "Sağ elin toprağa değsin" sözü hakkında selefin ve halefin bütün fırka ve kesimlerinin oldukça yaygın ve pek çok farklı açıklamaları vardır. Anlamı ile ilgili muhakkiklerin benimsedikleri daha güçlü ve daha sahih olan görüşe göre bunun asıl anlamı fakir olasın demek olduğudur ama Araplar asıl anlamının hakikatini kastetmemek üzere bunu kullanmayı adet edinmişlerdir. Bu sebeple Araplar elleri n toprağa değsin, Allah onu kahretsin, ne kahramandır, annesiz kalasıca, babasız kalasıca, annesi onu kaybedesice, vayanasının haline ve buna benzer lafızları bir şeye karşı tepkilerini ortaya koymak yahut o işten vazgeçilmesini ya da o iş yapıldığı için yermeyi yahut büyük gördüklerini anlatmayı ya da o işe teşvik etmeyi yahut onu beğenmeyi ifade etmek üzere kullanırlar. Allah en iyi bilendir. (707) Resulullah (Sallallahu aleyhi ve Sellem)'in Aişe'ye: "Hayır, asıl senin sağ elin toprağa değsin" sözünün anlamı: Bu sözlerin sana söylenmesi daha uygundur çünkü o dini ile ilgili sorması gerekeni sordu, bu sebeple tepki gösterilmeyi hak etmedi ama sen tepki gösterilmemesi gereken bir işe tepki gösterdiğin için tepki gösterilmeyi hak ettin. 498 Erkek tenasül organının deliği, sidik yolu. Sidik deliği. "Sağ elin toprağa değsin" (ve) "hayrolsun" evet çoğu asıllarda bu şekildedir ve bu (hayrolsun) bir tefsirdir. Bununla birlikte bu tefsir pek çok asıl nüshada yer almamıştır. Aynı şekilde Kadı İyaz da bu tefsirin bulunup bulunmaması hususundaki ihtilMı sözkonusu etmiştir. Diğer taraftan bu kelimenin bulunduğunu söyleyenler nasıl okunacağı hususunda ihtilM etmişlerdir. Metali' sahibi ve başkaları çoğunluk bunu şerrin zıttı "hayr" diye okumuşlardır. Bazıları ise bunu "haber" diye okumuşlardır. Kadı İyaz der ki: Bu ikinci okuyuşun kıymeti yoktUr. Derim ki: Her ikisi de doğrudur, o bu sözü ile ona ağır söz söylemek istememişti ama söylenmesi alışkanlık haline getirildiği için dilden dökülüveren bir söz olarak söylemişti. ikincisine göre bu bir beddua değildir, aksine gerçek anlamı kastedilmeyen bir haberdir, demektir. (708) "Bize Abbas b. Velid tahdis etti. Bize Yezid b. Zurey' tahdis etti." Müslim'in kitabını rivayet eden bazı kimseler "Abbas" ismini ye ve şın harfi ile "Ayyaş" olarak tashif etmişlerdir. Bu ise apaçık bir yanlıştır çünkü sözü edilen bu Ayyaş, Ayyaş b. Velid er-Rakkam el-Basri' dir. Müslim ise ondan hiçbir rivayet nakletmemiştir (3/221) ama Buhari ondan rivayet almıştır. Abbas da b. Velid el-Basri et-Tirsi'dir. Ondan hem Buhari, hem Müslim rivayet etmişlerdir. Bu hakkında görüş aynlığı bulunmayan hususlardandır. Ayyaş diyen kimsenin bu yanlışlığı ise her ikisinin babasının nesebinin ve yaşadıkları çağın ortak olmasından kaynaklanmaktadır. Allah en iyi bilendir. "Um Suleym dedi ki: Ben bundan utandım." Asıl yazmalarda bu şekildedir. Hafız Ebu Ali el-Gassanıde nüshaların birçoğunda bu şekilde olduğunu ama bunun bazı nüshalarda değişikliğe uğratılarak: "Um Seleme dedi ki" şekline sokulduğunu söylemiştir. Halbuki değişik yollardan mahfuz olan "Um Seleme" dir. Kadı İyaz der ki: işte doğrusu da budur çünkü bu soruyu soran Ümmü Suleym'dir, ona bu hadiste karşılık veren de Ümmü Seleme'dir, önceki hadiste ise Aişe' dir. Hadis ehli alimler burada sahih olan Aişe değil, Ümmü Seleme'dir demekte iseler de Aişe ve Ümmü Seleme'nin birlikte ona tepki göstermiş olmaları da ihtimal dahilindedir. Allah en iyi bilendir. Resulullah {Sallallahu aleyhi ve Sellem)'in: "Benzer/ik nerede?" buyruğu şu demektir: Çocuk hem erkeğin, hem kadının suyundan doğar. Hangisi daha galip gelirse ona benzer. Kadının menisi olduğuna göre onun inzali ve ondan dışarıya çıkması da mümkündür. "Erkeğin suyu ka/ın ve beyazdır ... " Bu meninin niteliğinin açıklanmasında pek büyük bir esas dayanaktır. Sağlıklı iken ve çoğunlukla niteliği budur. ilim adamları der ki: Sağlıklı iken erkeğin menisi beyaz, katı ve arka arkaya hızlıca çıkan, şehvetle çıkıp, çıkması ile lezzet ve zevk alınan bir sudur. Çıkmasının akabinde ise bir rahatlama ve gevşeklik ile hurmanın yeni meyvesi gibi bir kokusu olur. Bu koku ise hamur kokusuna yakındır. Kokusunun taze hurma ağacı fidanına benzediği de söylenir. Kuruduğu takdirde ise kokusunun sidik kokusuna benzediği söylenmektedir. Bunlar meninin nitelikleridir. Bazı nitelikleri de farklı olabilir. Mesela kişi hastalanacak olursa menisi ince ve sarı olabilir, yahut meninin bulunduğu yerde gevşeklik olduğundan ötürü zevk almadan ve şehvet olmadan da akabilir, ya da çokça cima yaptığı için etsuyu gibi kırmızı bir renk alır. Hatta bazen pıhtılaşmış bir kan gibi de çıkabilir. Meni kırmızı renkte çıkacak olursa tahirdir ve tıpkı beyaz olması halinde olduğu gibi gusletmeyi gerektirir. Meninin Meni Olarak Kabul Edilmesi İçin Dayanak Alınan Üç Özelliği Vardır: 1 - Akabinde bir rahatlama ile birlikte şehvetle çıkması 2- Az önce geçtiği gibi kokusunun taze hurma kokusuna benzemesi 3- Kısım kısım defalarca arka arkaya dışarı çıkması Bu üç özellikten her birisi o suyun meni olduğunu ispatlamaya yeterlidir. Bütün bu üç özelliğin onda bulunması şartı yoktur. Fakat bunların hiçbirisi bulunmayacak olursa, onun meni olduğuna hükmedilmez ve zannı galible meni olmadığı kanaatine sahip olunur. Söylediğimiz bütün bu hususlar erkeğin menisi ile ilgilidir. Kadının menisine gelince, o sarımtrak ve incedir. Bazı hallerde kadının gücünden ötürü beyaz da olabilir. Bunun iki özelliği vardır ki, bu ikisinden birisiyle meni olduğu anlaşılır. Birincisi kokusu erkeğin menisinin kokusu gibidir, ikincisi ise çıkması sebebiyle zevk almak ve çıkmasından sonra şehvetinin dinmesidir. ilim adamları der ki: Meni hangi nitelik ve durumda çıkarsa çıksın gusletmek icap eder. Allah en iyi bilendir. "Hangilerinden üste çıkar ya da öne geçerse ... " diğer rivayette (713) "kadının suyu erkeğin suyunun üstüne çıkarsa ... " buyurulmuştur. ilim adamları der ki: Burada üste çıkmaktan kasıt öne geçmek de olabilir, şehvetin gücüne göre çokluk ve güç de kastedilmiş olabilir. (709) "Eğer erkekte görülen halonda da olursa gusletsin" sözlerinin anlamı şudur: Kadının menisi dışarı çıkarsa o da gusletsin. Nitekim erkeğin de menisi dışarıya çıkacak olursa gusleder. Bu şekildeki tabir güzel ve latif hitabın bir neticesi, adeten utanılan bir lafzı kullanmak yerine güzel lafzın kullanılması türündendir. Allah en iyi bilendir. (710) "MuhakkakAllah haktan haya etmez." ilim adamIarı der ki: (3/223) Yani AlI ah hakkı açıklamaktan imtina etmez. O sivrisinek ve benzerierini de örnek verir. Nitekim yüce AlIah şöyIe buyurmaktadır: "Gerçekten Allah bir sivrisineği yahut ondan daha üstün herhangi bir şeyi misal vermekten çekinmez. " (Bakara, 2/26) işte ben de aynı şekilde ihtiyacım oIan bir husus hakkında soru sormaktan çekinmiyorum. AnIamının şu olduğu da söyIenmiştir: AlIah hak ile ilgili hususIarda utanmayı emretmez ve mübah da görmez. O, bu sözIerini adeten kadınIarın hakkında soru sorup, erkeklerin önünde sözkonusu etmekten haya edip, utandıkları ama sorma ihtiyacını duyduğu sorusundan önce mazeret oImak üzere söyIemiştir. Bundan da: 1- Bir meseIe ile karşı karşıya gelen bir kimsenin ona dair soru sorması gerektiği 2- Haya edip utanması onu o meselesini sözkonusu etmekten alıkoymaması gerektiği anIaşılmaktadır. 3- Böyle bir soru sormaktan çekinmek gerçek bir haya değildir; çünkü hayanın tamamı hayırdır ve hayırdan başka bir şey getirmez. Ama böyIe bir duruma dair soru sormaktan uzak durmak hayır değildir, aksine şerdir. Bu nasıl haya olabilir ki? iman kitabının baştaraflarında bu meseIenin açıkIamasl geçmiş idi. Aişe (r.anha)'da Ensar'ın kadınları ne iyi kadınIardır. Haya etmek onIarın dinde iyi bir bilgi sahibi aImaIarını engellemedi." Allah en iyi bilendir. (712) "Aişe dedi ki: Ben ona üf senden dedim." Bu onu ve söyIedikIerini küçük görmesi anIamındadır. Bu söz bir şeyi küçümsemek, ondan tiksinmek ve ona tepki göstermek için kullanılır. (3/224) eI-Bad dedi ki: Burada bu söz ile kastedilen tepki göstermektir. Üf'ün asıI anIamı tırnak kiridir. On ayrı söyIeyişi vardır. Tenvinsiz olarak ufi, ufe ve ufu ayrıca tenvinli oIarak söyIeyişIeri ile aItı söyIeyiş oIur. Yedincisi ife, sekizincisi uf, dokuzuncusu ufi, onuncusu da ufe'dir. BunIar meşhur olan söyleyişIer oIup, bunIarın hepsini ibnu'I-Enbari ve birçok ilim adamı zikretmiştir. Delilleri de oldukça meşhurdur. Bu husustaki açıklamaların en kısa olanları ez-Zeccac ve İbnu'l-Enbari'nin zikrettikleridir. Ebu'l-Beka da bunu kısaltarak şöyIe demiştir: Kesreli okuyan asIına göre bina etmiş, fethalı okuyan kolay söyleyişi tercih etmiş, dammeli okuyan da hemzeye tabi olarak dammeli söylemiş, tenvinli söyleyen nekreyi kastetmiş, tenvinli söylemeyen marifeliği kastetmiş, fe'yi şeddesiz okuyan kolaylık olsun diye birbirinin misli olan iki harften birisini hazfetmiş olur. Ahfeş ve İbnu'lEnbari, dokuzuncu söyleyiş olan ya'lı söyleyiş hakkında sanki o bu sözü kendisine izafe etmiş gibi söylemiş olur, demişlerdir. Allah en iyi bilendir. (713) "Elin toprağa değsin ve harbe sana isabet etsin." Harbe sana isabet etsin "ullet" şeklinde rivayet edilmiştir. Bu da "el-elle" denilen harbe ona isabet etsin anlamındadır; fakat bazı imamlar bu lafzı kabul etmeyip, bunun doğru şeklinin "elilti" olduğunu söylemişlerdir. Ancak bu doğru olmayan bir tepkidir, aksine sahih olarak rivayet edilen lafız doğrudur ve bunun aslı "elilet" şeklindedir. Ancak "iki elin" deyip, ellafzını tesniye kullanmakla birlikte "ellet"i tekil kullanması iki sebepten dolayıdır: Birincisi cinsi kastetmiş olması, ikincisi iki eli olanı kastetmiş olmasıdır; yani harbe sana isabet etsin demek olur ki, bu durumda bir arada iki (bed)dua yapmış olur. Allah en iyi bilendir

    مسافع بن عبد اللہ نے عروہ بن زبیر سے ، انہوں نے حضرت عائشہ ؓ سے روایت کی کہ ایک عورت نے رسول اللہ ﷺ سے عرض کی : کیا جب عورت کواحتلام ہو جائے اور وہ پانی دیکھے توغسل کرے ؟ آپ نے فرمایا : ’’ہاں ۔ ‘ ‘ عائشہ ؓ نے اس عورت سےکہا : تیرے ہاتھ خاک آلود اور زخمی ہوں ۔ انہوں ( عائشہ ؓ ) نے کہا : تو رسول اللہ ﷺ نےفرمایا : ’’اسے کچھ نہ کہو ، کیا ( بچے کی ) مشابہت اس کے علاوہ کسی اور وجہ سے ہوتی ہے ! جب ( نطفے کی تشکیل کے مرحلے میں ) اس کا پانی مرد کے پانی پر غالب آ جاتا ہے تو بچہ اپنے ماموؤں کے مشابہ ہوتا ہے اور جب مرد کاپانی عورت کے پانی پر غالب آتا ہے تو بچہ اپنے چچاؤں کےمشابہ ہوتا ہے ۔ ‘ ‘

    ইবরাহীম ইবনু মূসা আর রায়ী, সাহল ইবনু উসমান ও আবূ কুরায়ব (রহঃ) ..... আয়িশাহ (রাযিঃ) থেকে বর্ণিত। এক মহিলা রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম কে বলল, মেয়েলোকের যখন স্বপ্নদোষ হবে এবং সে বীর্যরস দেখতে পাবে তখন কি সে গোসল করবে? তিনি বললেন, হ্যাঁ, এরপর আয়িশাহ (রাযিঃ) মহিলাটিকে বললেন, তোমার উভয় হাত ধূলিময় হোক এবং তাতে অস্ত্রের খোচা লাগুক। তিনি ['আয়িশাহ্ (রাযিঃ)] বলেন, তারপর রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম বললেন, ছেড়ে দাও ওকে (ভৎসনা করো না) সন্তান মা-বাবার সদৃশের কারণেই হয়ে থাকে। যখন স্ত্রীর বীর্য পুরুষের বীর্যের আগে জরায়ুতে প্রবেশ করে তখন সন্তানের আকৃতি তার মামাদের মতই হয়। আর যখন পুরুষের বীর্য মেয়েলোকের বীর্যের উপর প্রাধান্য লাভ করে তখন তার আকৃতি চাচাদের মতই হয়। (ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ ৬০৬, ইসলামিক সেন্টারঃ)