• 906
  • حَدَّثَنَا عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ الْأَسْلَمِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ : لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ ، أَوْ حُمَةٍ ، فَقَالَ : قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ ، وَلَكِنْ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ ، وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ ، وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ ، إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي ، فَقِيلَ لِي : هَذَا مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَوْمُهُ ، وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ ، فَقِيلَ لِي : انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ الْآخَرِ ، فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ ، فَقِيلَ لِي : هَذِهِ أُمَّتُكَ وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ " ، ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ ، وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيهِ ؟ " فَأَخْبَرُوهُ ، فَقَالَ : " هُمُ الَّذِينَ لَا يَرْقُونَ ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " ، فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ ، فَقَالَ : " ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، فَقَالَ : " أَنْتَ مِنْهُمْ ؟ " ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ ، فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، فَقَالَ : " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ "

    حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، فَقَالَ : أَيُّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ الْبَارِحَةَ ؟ قُلْتُ : أَنَا ، ثُمَّ قُلْتُ : أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلَاةٍ ، وَلَكِنِّي لُدِغْتُ ، قَالَ : فَمَاذَا صَنَعْتَ ؟ قُلْتُ : اسْتَرْقَيْتُ ، قَالَ : فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ ؟ قُلْتُ : حَدِيثٌ حَدَّثَنَاهُ الشَّعْبِيُّ فَقَالَ : وَمَا حَدَّثَكُمُ الشَّعْبِيُّ ؟ قُلْتُ : حَدَّثَنَا عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ الْأَسْلَمِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ : لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ ، أَوْ حُمَةٍ ، فَقَالَ : قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ ، وَلَكِنْ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ ، وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ ، وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ ، إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي ، فَقِيلَ لِي : هَذَا مُوسَى صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَقَوْمُهُ ، وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ ، فَقِيلَ لِي : انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ الْآخَرِ ، فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ ، فَقِيلَ لِي : هَذِهِ أُمَّتُكَ وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ ، ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ ، وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيهِ ؟ فَأَخْبَرُوهُ ، فَقَالَ : هُمُ الَّذِينَ لَا يَرْقُونَ ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ، فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ ، فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، فَقَالَ : أَنْتَ مِنْهُمْ ؟ ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ ، فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، فَقَالَ : سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ ، ثُمَّ ذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ نَحْوَ حَدِيثِ هُشَيْمٍ وَلَمْ يَذْكُرْ أَوَّلَ حَدِيثِهِ

    انقض: انقض : سقط ووقع
    البارحة: البارحة : أقرب ليلة مضت
    استرقيت: استرقى : طلب الرقية وهي العوذة أو التعويذة التى تقرأ على صاحب الآفة مثل الحمى أو الصرع أو الحسد طلبا لشفائه
    رقية: الرقية : العوذة أو التعويذة التى تقرأ على صاحب الآفة مثل الحمى أو الصرع أو الحسد طلبا لشفائه
    حمة: الحُمَةُ أو الحُمَّة : السُّمُّ
    الرهيط: الرهيط تصغير الرهط : الجماعة من الرجال دون العشرة
    سواد: السَّوادِ : أي جُمْلة النَّاس ومُعْظَمهم، والسواد : الجماعة
    ولا: لا يتطيرون : لا يتشاءمون
    فخاض: خاضوا في الحديث : تفاوضوا فيه
    يرقون: الرقية : العوذة أو التعويذة التى تقرأ على صاحب الآفة مثل الحمى أو الصرع أو الحسد طلبا لشفائه
    يسترقون: استرقى : طلب الرقية وهي العوذة أو التعويذة التى تقرأ على صاحب الآفة مثل الحمى أو الصرع أو الحسد طلبا لشفائه
    يتطيرون: التطير : التفاؤل والتشاؤم بالطير ، وذلك إذا شرع أحدهم في حاجة وطار الطير عن يمينه يراه مباركا ، وإن طار عن يساره يراه غير مبارك
    عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 3255 في صحيح البخاري كتاب أحاديث الأنبياء باب وفاة موسى وذكره بعد
    حديث رقم: 6134 في صحيح البخاري كتاب الرقاق باب: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} [الطلاق: 3]
    حديث رقم: 5402 في صحيح البخاري كتاب الطب باب من اكتوى أو كوى غيره، وفضل من لم يكتو
    حديث رقم: 5444 في صحيح البخاري كتاب الطب باب من لم يرق
    حديث رقم: 6202 في صحيح البخاري كتاب الرقاق باب: يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب
    حديث رقم: 2480 في جامع الترمذي أبواب صفة القيامة والرقائق والورع باب
    حديث رقم: 2372 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ
    حديث رقم: 2858 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ
    حديث رقم: 6538 في صحيح ابن حبان كِتَابُ التَّارِيخِ ذِكْرُ عَرْضِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْأُمَمَ عَلَى الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    حديث رقم: 7356 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الطِّبِّ الْكَيُّ
    حديث رقم: 23113 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الطِّبِّ فِي كَرَاهِيَةِ الْكَيِّ وَالرُّقَى
    حديث رقم: 12195 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَمَا أَسْنَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
    حديث رقم: 14877 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ مَنِ اسْمُهُ عُكَّاشَةُ
    حديث رقم: 18206 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الضَّحَايَا جِمَاعُ أَبْوَابِ كَسْبِ الْحَجَّامِ
    حديث رقم: 187 في مستخرج أبي عوانة كِتَابُ الْإِيمَانِ بَيَانُ الْأَعْمَالِ الْمَكْرُوهَةِ الَّتِي إِذَا اجْتَنَبَهَا الْمُؤْمِنُ وَالْمَحْمُودَةِ الَّتِي مَنْ يَسْتَعْمِلُهَا
    حديث رقم: 43 في جزء محمد بن عاصم الثقفي جزء محمد بن عاصم الثقفي رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ
    حديث رقم: 40 في التوكل على الله لابن أبي الدنيا التوكل على الله لابن أبي الدنيا
    حديث رقم: 5957 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء آثَارَهُ فِي التَّفْسِيرِ
    حديث رقم: 53 في الأربعون الصغرى للبيهقي الْبَابُ الْعِشْرُونَ فِي التَّوَكُّلِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى

    [220] انقض بِالْقَافِ وَالضَّاد الْمُعْجَمَة سقط البارحة هِيَ أقرب لَيْلَة مَضَت لدغت بإهمال الدَّال وإعجام الْغَيْن عين هِيَ إِصَابَة العائن غَيره بِعَيْنِه أَو حمة بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْمِيم سم الْعَقْرَب وَشبههَا وَقيل فوعة السم وَقيل حِدته وحرارته وَالْمرَاد أَو ذِي حمة أَي لَا رقية إِلَّا من لدغ ذِي حمة الرهيط بِضَم الرَّاء تَصْغِير رَهْط وَهِي الْجَمَاعَة دون الْعشْرَة هَذِه أمتك وَمَعَهَا سَبْعُونَ ألفا أَي من جُمْلَتهمْ وَمِنْهُم وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ هَذِه أمتك وَيدخل الْجنَّة من هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ ألفا فَخَاضَ النَّاس بِالْخَاءِ وَالضَّاد المعجمتين أَي تكلمُوا وتناظروا

    عن حصين بن عبد الرحمن؛ قال: كنت عند سعيد بن جبير فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ قلت: أنا. ثم قلت: أما إني لم أكن في صلاة. ولكني لدغت. قال: فماذا صنعت؟ قلت: استرقيت. قال: فما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدثناه الشعبي. فقال: وما حدثكم الشعبي؟ قلت: حدثنا عن بريدة بن حصيب الأسلمي؛ أنه قال: لا رقية إلا من عين أو حمة. فقال: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع. ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي الأمم. فرأيت النبي ومعه الرهيط. والنبي ومعه الرجل والرجلان. والنبي ليس معه أحد. إذ رفع لي سواد عظيم. فظننت أنهم أمتي. فقيل لي: هذا موسى صلى الله عليه وسلم وقومه. ولكن انظر إلى الأفق. فنظرت. فإذا سواد عظيم. فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر. فإذا سواد عظيم. فقيل لي هذه أمتك. ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. ثم نهض فدخل منزله. فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله. وذكروا أشياء. فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما الذي تخوضون فيه؟ فأخبروه. فقال هم الذين لا يرقون. ولا يسترقون. ولا يتطيرون. وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن. فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. فقال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. فقال سبقك بها عكاشة .
    المعنى العام:
    كان حصين بن عبد الرحمن في مجلس سعيد بن جبير، صبيحة ليلة سقط فيها شهاب من كوكب فأضاء الأفق، قال سعيد بن جبير لجلسائه: أيكم شاهد الكوكب الليلة، وهو ينبعث منه شهاب من النار؟ فقال حصين: أنا شاهدته، وكان في النصف الثاني من الليل، لكن لا تحسبوا أني كنت أصلي، لا تظنوا أني كنت أقوم الليل وأتهجد، بل كنت متيقظا من آلام لدغة عقرب، قال له سعيد: فبماذا عالجت نفسك من سم العقرب؟ قال: رقيت نفسي، قال: من أنبأك أن الرقية علاج؟ قال: حملني على ذلك ودفعني إليه حديث سمعته عن الشعبي، الذي نتلقى حديثه بالقبول. قال: بماذا حدثكم الشعبي؟ قال: حدثنا عن بريدة بن حصيب الأسلمي، أنه قال: لا رقية أشفى وأولى من رقية العين الحاسدة، ومن الرقية من لدغ الحية أو العقرب أو ذوات السموم، قال سعيد بن جبير: أحسنت صنعا إذا كنت متبعا لا مبتدعا، لكني سمعت حديثا يناقض ما سمعت من حديث، سمعت ابن عباس يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال، عرض الله علي حال الأمم يوم القيامة، وأتباع كل نبي خلفه في طريقهم إلى الجنة، فرأيت النبي وليس معه أحد، وليس له تابع، ورأيت النبي ومعه تابع واحد، والنبي ومعه تابعان، والنبي ومعه دون العشرة، إذ عرض علي سواد كثير، وجمع عظيم، ففرحت به؛ وظننت أنهم أمتي فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء قوم موسى، لكن انظر إلى هذه الجهة، فنظرت فإذا جمع أكبر، قيل لي: انظر إلى الجهة الأخرى، فنظرت فإذا جمع أكبر، قيل لي: هؤلاء وهؤلاء أمتك الذين سيدخلون الجنة، وفيهم سبعون ألفا يدخلونها بغير حساب، ولا عذاب، يدخلونها أول الداخلين، وجوههم تضيء كالقمر ليلة البدر، يدخلونها صفا واحدا متماسكين، يدخلونها في لحظة واحدة، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، يغبطهم الخلق أجمعون، قال عكاشة بن محصن -وكان بين المستمعين لهذا الحديث-: يا رسول الله. ادع الله لي أن أكون منهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اجعل عكاشة منهم، قال رجل آخر من الجالسين: وأنا يا رسول الله. ادع لي الله أن يجعلني منهم، فخشى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تتوالى الطلبات، فسد الباب، وقال للسائل: سبقك بالدعوة المستجابة عكاشة. فقال عكاشة: أنا منهم يا رسول الله؟ قال: نعم أنت منهم. ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد إلى بيت إحدى أمهات المؤمنين، فخاض الناس في صفة هؤلاء السبعين ألفا، من عساهم يكونون؟ قال بعضهم لعلهم السابقون إلى الإسلام، نحن الذين آمنا بالله واتبعنا الرسول فنحن هم، وقال آخرون: نحن ولدنا في الشرك أما أبناؤنا فقد ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله شيئا، فلعلهم هم، وقال بعضهم: لعلهم الشهداء، وقال آخرون: لعلهم من رق قلبهم للإسلام. فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما الذي تفيضون فيه؟ فذكروا له ما قالوا، قال: هم الذين يسندون الأمور إلى الله، فلا يكتوون على أنه العلاج والشفاء، ولا يسترقون على أن الرقية هي العلاج والشفاء، بل إن فعلوهما فعلوهما مؤمنين أن الشافي هو الله تعالى، ولا يتطيرون ولا يتشاءمون وهم في جميع أحوالهم على ربهم يتوكلون. المباحث العربية (سبقك بها عكاشة) بضم العين وتشديد الكاف، ويجوز تخفيفها، وفي الرواية الثانية عكاشة بن محصن بكسر الميم وسكون الحاء وفتح الصاد، من بني أسد بن خزيمة، وكان من السابقين إلى الإسلام، وكان من أجمل الرجال، وكنيته أبو محصن، وهاجر، وشهد بدرا، وقاتل فيها، قال ابن إسحاق: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير فارس في العرب عكاشة استشهد في قتال الردة في جيش خالد بن الوليد سنة اثنتي عشرة. (يدخل من أمتي زمرة) الزمرة الجماعة في تفرقة، بعضها في إثر بعض، وفي الرواية الثالثة يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا زمرة واحدة روي فيها برفع زمرة ونصبها. (فقام رجل من الأنصار) قيل: هو سعد بن عبادة، وهو بعيد لما سيأتي في فقه الحديث. (عكاشة..يرفع نمرة عليه) بفتح النون وكسر الميم، وهي كساء من صوف، فيه خطوط بيض وسود وحمر، كأنها أخذت من جلد النمر، لاشتراكهما في التلون، وهي من مآزر العرب. (منهم على صورة القمر) من بيانية، أي هم على صورة القمر، والمراد بالصورة الصفة، يعني أنهم في إشراق وجوههم على صفة القمر ليلة تمامه، وهي ليلة اليوم الرابع عشر، وفي الرواية الثانية تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر أي تشرق وجوههم إشراق البدر. (هم الذين لا يكتوون) أي لا يفعلون الكي بأجسامهم للعلاج، وسيأتي بيان حكمه في فقه الحديث. (ولا يسترقون) بفتح الياء وسكون السين وفتح التاء وسكون الراء، أي لا يطلبون الرقية علاجا، يقال رقى بالفتح في الماضي يرقي بالكسر في المضارع، والرقية التعويذ. (وعلى ربهم يتوكلون) في الكلام قصر، طريقة تقديم ما حقه التأخير، وهذه الجملة يحتمل أن تكون مفسرة لما تقدم، ويحتمل أن تكون من ذكر العام بعد الخاص، لأن صفة كل واحدة منها صفة أخص من التوكل، وهو أعم من ذلك. (ولا يتطيرون) الطيرة بكسر الطاء وفتح الياء، وقد تسكن: وهي التشاؤم، وأصل التطير أنهم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير، فإذا خرج أحدهم لأمر زجر الطير، فإن طار يمنة تيمن واستمر، وإن طار يسرة تشاءم به ورجع، وكانوا يسمونه السانح والبارح، فالطير السانح ما ولاك ميامنه، بأن يمر عن يسارك، وكانوا يتيمنون به، والبارح بالعكس ويتشاءمون منه، وليس في شيء من سنوح الطير وبروحها ما يقضي ما اعتقدوه، وإنما هو تكلف بتعاطي ما لا أصل له، إذ لا نطق للطير، ولا تمييز، حتى يستدل بفعله على معنى فيه، وطلب العلم من غير مظانه جهل من فاعله، وقد كان بعض عقلاء الجاهلية ينكر التطير. قال شاعر منهم: الزجر والطير والكهان كلهم مضللون ودون الغيب أقفال (متماسكون آخذ بعضهم بعضا) قال النووي: هكذا هو في معظم الأصول متماسكون بالواو، وآخذ بالرفع، ووقع في بعض الأصول متماسكين آخذا وكلاهما صحيح، ومعنى متماسكين ممسك بعضهم بيد بعض، ويدخلون معترضين صفا واحدا، بعضهم بجنب بعض. اهـ. فالنصب على الحال، والرفع على الصفة. وقال القاضي عياض: يحتمل أن يكون معنى متماسكين أنهم على صفة الوقار، فلا يسابق بعضهم بعضا. (لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم) ظاهره يستلزم الدور، إذ معناه أن دخول الأول موقوف على دخول الآخر، ودخول الآخر موقوف على دخول الأول، فتوقف الشيء على نفسه وهو باطل، والجواب: أن هذا الظاهر غير مراد، والكلام كناية عن دخولهم في وقت واحد. (أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة) انقض بالقاف والضاد، معناه سقط، والبارحة أقرب ليلة مضت، يقال قبل الزوال: رأيت الليلة، وبعد الزوال: رأيت البارحة، وهي مشتقة من برح إذا زال. (أما إني لم أكن في صلاة) قال صاحب مغني اللبيب: أما بالفتح والتخفيف على وجهين: أحدهما: أن تكون حرف استفتاح بمنزلة ألا وإذا وقعت إن بعدها كسرت، كما تكسر بعد ألا الاستفتاحية، الثاني: أن تكون بمعنى حقا، وهذه تفتح أن بعدها، كما تفتح بعد حقا. اهـ. وقد ضبطت إني في صحيح مسلم بالكسر، وضبطت أني في بعض الكتب وكلاهما صحيح. (ولكني لدغت) يقال: لدغته العقرب وذوات السموم إذا أصابته بسمها. (قلت: استرقيت) أي طلبت الرقية من نفسي أو من غيري. (لا رقية إلا من عين أو حمة) بضم الحاء وتخفيف الميم، وهي سم العقرب وشبهها، وقيل: حدة السم وحرارته، وأما العين فهي إصابة العائن غيره بعينه، والعين حق. والمعنى -كما يقول الخطابي: لا رقية أشفى وأولى من رقية العين وذي الحمة. (قد أحسن من انتهى إلى ما سمع) أي قد أحسنت حيث وقفت عند الذي سمعته. (عرضت علي الأمم) برفع الأمم وبناء الفعل للمجهول. (فرأيت النبي ومعه الرهيط) تصغير الرهط، وهو الجماعة دون العشرة. (إذ رفع لي سواد عظيم) وفي رواية سواد كثير والسواد ضد البياض، والمراد به الشخص يرى من بعيد. (انظر إلى الأفق) الأفق الناحية، والمراد به هنا ناحية السماء. (انظر إلى الأفق الآخر) أي انظر هنا وههنا في آفاق السماء. (هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا) المراد بالمعية المعية المعنوية، فإن السبعين ألفا المذكورين من جملة أمته، لكن لم يكونوا في الذين عرضوا إذ ذاك، فأريد زيادة تكثير أمته، بإضافة السبعين ألفا إليهم، وقيل مع بمعنى من أي هذه أمتك ومنهم سبعون ألفا إلخ، ويؤيده رواية هؤلاء أمتك، ومن هؤلاء من أمتك سبعون ألفا..إلخ ورواية ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفا بغير حساب. (فخاض الناس) أي تكلموا وتجادلوا وتناظروا، وفي رواية ففاض الناس وفي رواية فأفاض القوم. (وذكروا أشياء) فى بعض الروايات، وقال بعضهم: هم الشهداء وقال بعضهم: من رق قلبه للإسلام. فقه الحديث يتناول الحديث النقاط الست التالية:

    1- دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب.

    2- الكي.

    3- الرقية.
    4- التطير.
    5- التوكل على الله.
    6- ما يؤخذ من الحديث . وهذا هو التفصيل:

    1- دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب. يقول الله تعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمينه* فسوف يحاسب حسابا يسيرا* وينقلب إلى أهله مسرورا* وأما من أوتي كتابه وراء ظهره* فسوف يدعو ثبورا* ويصلى سعيرا} [الانشقاق:
    7-12]
    ويروي البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك. قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله. أليس الله يقول: {فأما من أوتي كتابه بيمينه* فسوف يحاسب حسابا يسيرا} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما ذلك العرض، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب. وحديث الباب يفيد دخول زمرة من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب، مما يشير إلى أن وراء التقسيم في الآية أمورا أخرى. قال القرطبي: إن الحساب المذكور في الآية إنما هو أن تعرض أعمال المؤمن عليه، حتى يعرف منة الله عليه في سترها عليه في الدنيا، وفي عفوه عنها في الآخرة. اهـ. أما من نوقش في الحساب، وحوسب حساب استقصاء فإنه يعذب. وعند ابن أبي حاتم والحاكم من حديث جابر من زادت حسناته على سيئاته فذاك الذي يدخل الجنة بغير حساب، ومن استوت حسناته وسيئاته فذاك الذي يحاسب حسابا يسيرا، ثم يدخل الجنة، ومن زادت سيئاته على حسناته فذاك الذي أوبق نفسه، وإنما الشفاعة في مثله. فإن صح هذا دل على أن الذين يدخلون الجنة بغير حساب أرفع رتبة من غيرهم مطلقا، لكن قال الحافظ ابن حجر: وليس الأمر كذلك، فقد أخرج أحمد وصححه ابن خزيمة وابن حبان من حديث رفاعة الجهني قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر حديثا، وفيه وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب، وإني لأرجو ألا يدخلوها حتى تبوءوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة فهذا يدل على أن مزية السبعين بالدخول بغير حساب لا تستلزم أنهم أفضل من غيرهم، بل فيمن يحاسب في الجملة من يكون أفضل منهم، وفيمن يتأخر عن الدخول، ممن تحققت نجاته، وعرف مقامه من الجنة، من هو أفضل منهم. ثم ساق حديثا رواه الطبراني عن أم قيس بنت محصن، وهي أخت عكاشة أنها خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى البقيع، فقال: يحشر من هذه المقبرة سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب كأن وجوههم القمر ليلة البدر. اهـ. ومن هذا الحديث يستدل الحافظ ابن حجر على أن مزية السبعين ألفا هذه لا تستلزم مزيتهم على الناس على الإطلاق. والذي تستريح إليه النفس أن هؤلاء السبعين ألفا -إذا استثنينا الأنبياء- أفضل من غيرهم، فهم أفضل ممن يحاسب حسابا يسيرا وممن يحاسب فيعذب، ولعلهم السابقون السابقون أو هم من السابقين على الأقل. نعم. قيل: إن هذا العدد لا مفهوم له، بل المراد به التكثير، شأنه في ذلك شأن السبعة في الآحاد، ومنه قوله تعالى: {والبحر يمده من بعده سبعة أبحر} [لقمان: 27] وقوله: {سبع سنابل} [البقرة: 261] وقوله: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} [التوبة: 80]. والأولى أن يعتبر العدد المذكور، ويحمل على ظاهره، لكنه يمكن أن يكون الله قد زاده بناء على طلب الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد روى أحمد والبيهقي عن أبي هريرة فاستزدت ربي فزادني مع كل ألف سبعين ألفا وعند أحمد من حديث أبي بكر الصديق أعطاني مع كل واحد من السبعين ألفا سبعين ألفا والروايات في الزيادة كثيرة ومختلفة، والعلم عند الله وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وقد ورد في مجموع الروايات وصف السبعين ألفا بأربع صفات هي: أنهم كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون.

    2- أما الكي. فقد روى البخاري عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن كان في شيء من أدويتكم شفاء ففي شرطة محجم، أو لذعة بنار، وما أحب أن أكتوي كما روي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشفاء في ثلاثة: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنهي أمتي عن الكي فأول هذا الحديث يفيد عموم الجواز، حيث نسب الشفاء إليه، وآخره يفيد الكراهية، وروى أحمد وأبو داود والترمذي عن عمران قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكي، فاكتوينا فما أفلحنا ولا أنجحنا والنهي في هذا الحديث محمول على الكراهية، لأنه لو كان للحرمة ما فعلوه. وقال الحافظ ابن حجر: إنما نهى عنه مع إثباته الشفاء فيه إما لكونهم كانوا يرون أنه يحسم المادة بطبعه، فكرهه لذلك، ولذلك كانوا يبادرون إليه قبل حصول الداء، لظنهم أنه يحسم الداء، فيتعجل الذي يكتوي التعذيب بالنار، لأمر مظنون، وقد لا يتفق أن يقع له ذلك المرض، يقطعه الكي، ثم قال: لا يترك الكي مطلقا، ولا يستعمل مطلقا، بل يستعمل عند تعينه طريقا إلى الشفاء مع مصاحبة اعتقاد أن الشفاء بإذن الله تعالى، وعلى هذا يحمل حديث المغيرة رفعه من اكتوى أو استرقى فقد برئ من التوكل أخرجه الترمذي. اهـ. وقال ابن أبي جمرة: علم من مجموع كلامه صلى الله عليه وسلم في الكي أن فيه نفعا، وأن فيه مضرة، فلما نهى عنه علم أن جانب المضرة فيه أغلب، وقريب منه إخبار الله تعالى أن في الخمر منافع، ثم حرمها لأن المضار التي فيها أعظم من المنافع. اهـ. وقال الخطابي: الكي يستعمل في الخلط الباغي الذي لا تنحسم مادته إلا به، ولهذا كانت العرب تقول في أمثالها: آخر الدواء الكي، وقد كوى النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ وغيره، واكتوى غير واحد من الصحابة. اهـ. قال الحافظ ابن حجر: ولم أر في أثر صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم اكتوى. اهـ. ومجمل القول في الكي: أنه جائز للحاجة، وأن الأولى تركه إذا لم يتعين علاجا، وأنه إذا تعين رفع الحرج عمن يفعله بنفسه، وعمن يفعله بغيره. والله أعلم.

    3- وأما الرقية فقد تمسك بهذا الحديث من كره الرقى، وزعم أنها قادحة في التوكل، لكن أحاديث صحيحة كثيرة وردت تبيح الرقى، بل تحث عليها، ومن ذلك ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم، فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك. فقالوا: هل معكم من دواء أو راق؟ فقالوا: إنكم لم تقرونا، ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا، فجعلوا لهم قطيعا من الشاة، فجعل يقرأ بأم القرآن، فبرأ فأتوا بالشاء، فقالوا: لا نأخذ حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم: فسألوه فضحك، وقال: وما أدراك أنها رقية؟ خذوها واضربوا لي بسهم وروي أيضا عن عائشة رضي الله عنها قالت: أمرني النبي صلى الله عليه وسلم، أو أمر أن يسترقى من العين، وروي أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في وجهها سفعة [حمرة يعلوها سواد] فقال: استرقوا لها، فإن بها النظرة وروي أيضا عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقي وروايتنا السابقة في أولها لا رقية إلا من عين أو حمة. وفي البخاري عن عائشة قالت: رخص النبي صلى الله عليه وسلم الرقية من كل ذي حمة أي ذات سم. أما هذا التعارض بين وصف السبعين ألفا بأنهم كانوا لا يسترقون وبين هذه الأحاديث الدالة على مشروعية الرقية فقد قال فيه الطبري والمازري وغيرهما: إن حديث السبعين ألفا محمول على من ابتعد عن اعتقاد الطبائعيين، في أن الأدوية تنفع بطبعها، كما كان أهل الجاهلية يعتقدون. وقال آخرون: الرقى التي يحمد تركها ما كان من كلام الجاهلية أو كانت بكلام لا يعقل معناه، لاحتمال أن يكون كفرا أو يؤدي إلى الكفر، بخلاف الرقى بالقرآن والذكر ونحوهما، ولذا قال صلى الله عليه وسلم اعرضوا على رقاكم، ولا بأس بالرقى ما لم يكن شركا ورد القاضي عياض هذا القول بأن الحديث يدل على أن للسبعين ألفا مزية على غيرهم، وفضيلة انفردوا بها عمن شاركهم في أصل الفضل والديانة؛ ومن كان يعتقد أن الأدوية تؤثر بطبعها، أو يستعمل رقى الجاهلية ونحوها فليس مسلما. وقال الداودي وطائفة: إن المراد بالحديث الذين يجتنبون فعل ذلك -الكي والرقية- في الصحة، خشية وقوع الداء، أما من يستعمل الدواء بعد وقوع الداء به فلا، ورد هذا القول بأنه قد ثبت في الأحاديث الصحيحة استعمال ذلك قبل وقوعه، فقد روى البخاري في باب المرأة ترقى الرجل، من حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه، ينفث بالمعوذات، ويمسح بهما وجهه وروي أيضا من حديث ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين بكلمات الله التامة وعند أبي داود والنسائي بسند صحيح أن رجلا قال: لدغت الليلة فلم أنم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك ولا خلاف في مشروعية الفزع إلى الله، والالتجاء إليه، في كل ما وقع وما يتوقع. وقال ابن التين: الرقى بالمعوذات وغيرها من أسماء الله تعالى هو الطب الروحاني، إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله تعالى. فلما عز هذا النوع فزع الناس إلى الطب الجسماني وتلك الرقى المنهي عنها، التي يستعملها المعزم وغيره، ممن يدعي تسخير الجن له فيأتي بأمور مشبهة، مركبة من حق وباطل، يجمع إلى ذكر الله وأسمائه ما يشوبه من ذكر الشياطين، والاستعانة بهم، والتعوذ بمردتهم لذلك كره من الرقى ما لم يكن بذكر الله وأسمائه خاصة، وباللسان العربي الذي يعرف معناه، ليكون بريئا من الشرك، وعلى كراهة الرقى بغير كتاب الله وسنة رسوله علماء الأمة، اهـ. وكانت رقية رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم رب الناس، مذهب الباس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، شفاء لا يغادر سقما وفي رواية امسح الباس رب الناس، بيدك الشفاء، لا كاشف له إلا أنت. وهذه الأقوال كلها تتجه إلى أن بعض السبعين ألفا كانوا يسترقون، وأن الرقى المشروعة لا تمنع من دخول الجنة بغير حساب، يصرح بهذا القرطبي فيقول: رقى النبي صلى الله عليه وسلم ورقي، وفعله السلف والخلف فلو كان مانعا من اللحاق بالسبعين، أو قادحا في التوكل لم يقع من هؤلاء، وفيهم من هو أعلم وأفضل ممن عداهم. اهـ. وهناك فريق يتجه إلى القول بأن السبعين ألفا ابتعدوا عن الكي والرقى ابتعادا كليا. قال الحليمي: يحتمل أن يكون المراد بهؤلاء المذكورين في الحديث من غفل عن أحوال الدنيا، وما فيها من الأسباب المعدة لدفع العوارض، فهم لا يعرفون الاكتواء، ولا الاسترقاء، وليس لهم ملجأ فيما يعتريهم إلا الدعاء والاعتصام بالله، والرضى بقضائه. اهـ. وقال بعضهم: إنما ترك المذكورون الرقى و الاسترقاء حسما للمادة لأن فاعل ذلك لا يأمن أن يكل نفسه إليه. وقال ابن الأثير: هذا من صفة الأولياء المعرضين عن الدنيا وأسبابها وعلائقها، وهؤلاء هم من خواص الأولياء، ولا يرد على هذا وقوع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم فعلا و أمرا، لأنه كان في أعلى مقامات العرفان ودرجات التوكل، فكان ذلك منه للتشريع وبيان الجواز. اهـ. والذي تستريح إليه النفس أن الرقى مشروعة بثلاثة شروط: أن تكون بكلام الله تعالى، أو بأسمائه وصفاته، وأن تكون باللسان العربي، أو بما يعرف معناه من غيره، وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بإرادة الله تعالى، وفعلها بهذه الصفة لا يقدح في التوكل، وليس معنى كون هذه صفة السبعين ألفا أن غيرها نقص، فقد يكون من قبيل الحسن والأحسن، والله أعلم.
    4- وأما التطير والتشاؤم فقد كان من عادة الجاهلية، فأبطله الإسلام وحذر منه، فعند الطبراني لن ينال الدرجات العلا من تكهن أو استقسم، أو رجع من سفر تطيرا وعند ابن حبان عن ابن مسعود رفعه الطيرة شرك. نعم قد تشفق النفوس البشرية من الشر أحيانا إذا شاهدت أو سمعت شيئا معينا، وعلى المؤمن أن يعقب هذا الإشفاق بالاعتماد على الله، والمضي فيما اعتزم عليه، وفي ذلك يقول ابن مسعود: وما منا إلا تطير، ولكن الله يذهبه بالتوكل وفي الحديث إذا تطيرت فلا ترجع وعند البيهقي من عرض له من هذه الطيرة شيء فليقل: اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك وعند أبي داود إذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله. أما الفأل الصالح والكلمة الصالحة الحسنة فلا شيء فيه، بل كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الصالح، كما جاء في الحديث، إذ الفأل من طريق حسن الظن بالله، وقد جعل الله في فطر الناس محبة الكلمة الطيبة والأنس بها، كما جعل فيهم الارتياح لمنظر الماء الصافي، وإن كان لا يملكه ولا يشربه، ويشترط في إباحة الفأل ألا يعمد إليه ولا يقصده، فإن فعل ذلك كان مذموما كالطيرة، والله أعلم.
    5- وأما التوكل على الله فقد قالت طائفة من الصوفية: لا يستحق اسم التوكل إلا من لم يخالط قلبه خوف غير الله تعالى، حتى لو هجم عليه الأسد لا ينزعج، وحتى لا يسعى في طلب الرزق، لأن الله ضمنه له. وهذا القول بعيد عن الصواب، والحق أن من وثق بالله، وأيقن أن قضاءه ماض لم يقدح في توكله تعاطيه الأسباب، اتباعا للسنة، فقد استعان صلى الله عليه وسلم في الحرب بالدرع، ولبس على رأسه المغفر وأقعد الرماة على فم الشعب، وخندق حول المدينة، وأذن في الهجرة إلى الحبشة وإلى المدينة، وهاجر هو، وتعاطى أسباب الأكل والشراب، وادخر لأهله قوتهم ولم ينتظر أن ينزل عليه من السماء، وكان أحق الخلق أن يحصل له ذلك، وقال للذي سأله: أعقل ناقتي أو أدعها ؟ قال له اعقلها وتوكل فأشار إلى أن الاحتراز والسعي لا يتعارض مع التوكل. وقد سئل الإمام أحمد عن رجل جلس في بيته أو في المسجد، وقال: لا أعمل شيئا حتى يأتيني رزقي؟ فقال: هذا رجل جهل العلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله جعل رزقي تحت ظل رمحي وقال: لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا فذكر أنها تغدو وتروح في طلب الرزق، وقال: وكان الصحابة يتجرون، ويعملون في نخيلهم، ولنا بهم أسوة حسنة. اهـ. وقد حثت الشريعة الإسلامية كثيرا على العمل، فقال صلى الله عليه وسلم: أفضل ما أكل الرجل من كسبه وكان داود يأكل من كسبه، قال تعالى: {وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم} [الأنبياء: 80] وقال تعالى: {خذوا حذركم} [النساء: 71]. وأما قول بعض الصوفية: كيف تطلب ما لا تعرف مكانه؟ أي كيف تطلب الرزق وهو مجهول لك؟ فجوابه: أن يفعل السبب المعروف المأمور به ويتوكل على الله فيما يخرج عن قدرته، فيشق الأرض مثلا ويلقي الحب ويتوكل على الله في إنباته، وإنزال الغيث له، ويحصل السلعة مثلا، وينقلها ويتوكل على الله في إلقاء الرغبة في قلب من يطلبها منه، بل ربما كان التكسب واجبا لقادر على الكسب يحتاج عياله للنفقة، فمتى ترك ذلك كان عاصيا. والتحقيق: أن التوكل يحصل بأن يثق بوعد الله، ويوقن بأن قضاءه واقع، ويعمل ويتبع السنة في الأخذ بالأسباب، وفي ابتغاء الرزق، مصداقا لقوله تعالى: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه} [الملك: 15] ومع ذلك فلا يطمئن إلى الأسباب بقلبه، بل يعتقد أنها لا تجلب بذاتها نفعا، ولا تدفع ضرا، بل السبب والمسبب فعل الله تعالى، والكل بمشيئته، فإذا وقع من المرء ركون إلى السبب قدح في توكله، والناس مع التوكل على قسمين: واصل، وسالك، فالأول صفة الواصل، وهو الذي لا يلتفت إلى الأسباب ولو تعاطاها، وأما السالك فيقع له الالتفات إلى السبب أحيانا، إلا أنه يدفع ذلك عن نفسه بالطرق العلمية إلى أن يرقى إلى مقام الواصل. والمعتدلون من المتصوفة على ذلك، إذ يقول أبو القاسم القشيري: التوكل محله القلب، وأما الحركة الظاهرة فلا تنافيه إذا تحقق العبد أن الكل من الله تعالى، فإن تيسر شيء فبتيسيره، وإن تعسر فبتقديره. والله أعلم. ويؤخذ من الحديث

    1- فضل الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

    2- وأن أهل الجنة يختلف جمالهم وبهاؤهم كما تختلف درجاتهم.

    3- وفيه منقبة لعكاشة، حيث جاء في الخبر الصادق أنه ممن يدخل الجنة بغير حساب، وقد جاء في بعض الروايات أمنهم أنا يا رسول الله؟ قال: نعم وجمع الحافظ ابن حجر بين هذه الرواية وبين ما جاء في رواياتنا بأنه سأل الدعاء أولا. فدعا له ثم استفهم، فقيل له: أجيب لك الدعاء.
    4- وفي الحديث لطف النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه، وحسن أدبه معهم؛ إذ لم يقل للرجل الآخر: لست منهم، أو لست على أخلاقهم، واكتفى بقوله: سبقك بها عكاشة وقد كثر الكلام حول حقيقة هذا الرجل الآخر، فقيل: كان منافقا، وقيل: كان من خيار المهاجرين، وقيل: كان من خيار الأنصار. قال ابن الجوزي: يظهر لي أن الأول سأل عن صدق قلب فأجيب، وأما الثاني: فيحتمل أن يكون أريد بما حسم المادة فلو قال للثاني: نعم. لأوشك أن يقوم ثالث ورابع إلى ما لا نهاية، وليس كل الناس يصلح لذلك. وقال القرطبي: لم يكن عند الثاني من تلك الأحوال ما كان عند عكاشة فلذلك لم يجب. قال: وهذا أولى من قول من قال: كان منافقا لوجهين: أحدهما: أن الأصل في الصحابة عدم النفاق، فلا يثبت ما يخالف ذلك إلا بنقل صحيح. الثاني: أنه قل أن يصدر مثل هذا السؤال إلا عن قصد صحيح، ويقين بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم. وقال السهيلي: الذي عندي في هذا أنها كانت ساعة إجابة علمها صلى الله عليه وسلم، واتفق أن الرجل الثاني قال بعد ما انقضت. وصحح النووي أن النبي صلى الله عليه وسلم علم بالوحي أنه يجاب في حق عكاشة، ولا يجاب من الآخر.
    5- وفيه أدب الصحابة، وحسن عشرتهم، وسترهم على من يتوهم فيه النقص، فأبرزوا اسم عكاشة، وأبهموا اسم الرجل الآخر مع علمهم به.
    6- وأن الرقى والكي والتطير غير مشروعة على خلاف وتفصيل سبق في الرقى والكي.
    7- وفيه فضيلة التوكل على الله تعالى.
    8- ويؤخذ من قوله في الرواية السابعة: فما حملك على ذلك؟ قلت حديث الخ مدى حرص الصحابة على اتباع السنة في أمورهم وأفعالهم.
    9- ومن قوله: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع مدحهم لمن هذه صفته. 10- ومن قوله: أما أني لم أكن في صلاة حرصهم على إبعاد الرياء والسمعة، حيث أسرع بنفي اتهام العبادة والسهر في الصلاة عن نفسه؛ لئلا يظن به ما لم يكن عليه. 1

    1- ومن خوض الناس في صفة السبعين ألفا يؤخذ إباحة المناظرة في العلم، والمباحثة في نصوص الشرع على جهة الاستفادة وإظهار الحق. والله أعلم


    [ رقم الحديث عند آل سلمان:355 ... ورقمه عند عبد الباقي:220]
    حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ أَيُّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ الْبَارِحَةَ قُلْتُ أَنَا ثُمَّ قُلْتُ أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلَاةٍ وَلَكِنِّي لُدِغْتُ قَالَ فَمَاذَا صَنَعْتَ قُلْتُ اسْتَرْقَيْتُ قَالَ فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ قُلْتُ حَدِيثٌ حَدَّثَنَاهُ الشَّعْبِيُّ فَقَالَ وَمَا حَدَّثَكُمْ الشَّعْبِيُّ قُلْتُ حَدَّثَنَا عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ الْأَسْلَمِيِّ أَنَّهُ قَالَ لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ فَقَالَ قَدْ أَحْسَنَ مَنْ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ وَلَكِنْ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي فَقِيلَ لِي هَذَا مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَوْمُهُ وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ فَقِيلَ لِي انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ الْآخَرِ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ فَقِيلَ لِي هَذِهِ أُمَّتُكَ وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيهِ فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ هُمْ الَّذِينَ لَا يَرْقُونَ وَلَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ أَنْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ ثُمَّ ذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ نَحْوَ حَدِيثِ هُشَيْمٍ وَلَمْ يَذْكُرْ أَوَّلَ حَدِيثِهِ


    قَالَ مُسْلِمٌ : ( حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ) هَذَا الْإِسْنَادُ كُلٌّ كُوفِيُّونَ ، وَاسْمُ أَبِي الْأَحْوَصِ ( سَلَّامُ بْنُ سَلِيمٍ ) ، وَأَبُو إِسْحَاقَ هُوَ السَّبِيعِيُّ وَاسْمُهُ ( عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ) وَعَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ مَسْعُودٍ .

    قَوْلُهُ : ( كَشَعْرَةٍ بَيْضَاءَ فِي ثَوْرٍ أَسْوَدَ أَوْ كَشَعْرَةٍ سَوْدَاءَ فِي ثَوْرٍ أَبْيَضَ ) هَذَا شَكٌّ مِنَ الرَّاوِي .



    حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ أَيُّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ الْبَارِحَةَ قُلْتُ أَنَا ‏.‏ ثُمَّ قُلْتُ أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلاَةٍ وَلَكِنِّي لُدِغْتُ ‏.‏ قَالَ فَمَاذَا صَنَعْتَ قُلْتُ اسْتَرْقَيْتُ ‏.‏ قَالَ فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ قُلْتُ حَدِيثٌ حَدَّثَنَاهُ الشَّعْبِيُّ ‏.‏ فَقَالَ وَمَا حَدَّثَكُمُ الشَّعْبِيُّ قُلْتُ حَدَّثَنَا عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ الأَسْلَمِيِّ أَنَّهُ قَالَ لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ ‏.‏ فَقَالَ قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ وَلَكِنْ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ ‏"‏ عُرِضَتْ عَلَىَّ الأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي فَقِيلَ لِي هَذَا مُوسَى ﷺ وَقَوْمُهُ وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ ‏.‏ فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ فَقِيلَ لِي انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ الآخَرِ ‏.‏ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ فَقِيلَ لِي هَذِهِ أُمَّتُكَ وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ ‏"‏ ‏.‏ ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ‏.‏ وَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلاَمِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ ‏.‏ وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ ‏"‏ مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيهِ ‏"‏ ‏.‏ فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ ‏"‏ هُمُ الَّذِينَ لاَ يَرْقُونَ وَلاَ يَسْتَرْقُونَ وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ‏"‏ ‏.‏ فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ أَنْتَ مِنْهُمْ ‏"‏ ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ ‏"‏ ‏.‏

    Husain b. 'Abd al-Rahman reported:I was with Sa'id b. Jubair when he said: Who amongst you saw a star shooting last night? I said: It was I; then I said: I was in fact not (busy) in prayer, but was stung by a scorpion (and that is the reason why I was awake and had a glimpse of the shooting star). He said: Then what did you do? I said: I practised charm. He said: What urged you to do this? I said: (I did this according to the implied suggestion) of the hadith which al-Shu'ba narrated. He said: What did al-Shu'ba narrate to you? I said: Buraida b. Husaib al-Aslami narrated to us. The charm is of no avail except in case of the (evil influence) of an eye or the sting of a scorpion. He said: He who acted according to what he had heard (from the Holy Prophet) acted rightly, but Ibn 'Abbas narrated to us from the Messenger of Allah (ﷺ) that he said: There were brought before me the peoples and I saw an apostle and a small group (of his followers) along with him, another (apostle) and one or two persons (along with him) and (still another) apostle having no one with him. When a very large group was brought to me I conceived as if it were my Ummah. Then it was said to me: It is Moses and his people. You should look at the horizon, and I saw a very huge group. It was again said to me: See the other side of the horizon, and there was (also) a very huge group. It was said to me: This is your Ummah, and amongst them there were seventy thousand persons who would be made to enter Paradise without rendering any account and without (suffering) any torment. He then stood up and went to his house. Then the people began to talk about the people who would be admitted to Paradise without rendering any account and without (suffering) any torment. Some of them said: They may be those who (have had the good fortune of living) in the company of the Messenger of Allah (ﷺ) and some of them said: They be those who were born in Islam and did not associate anything with Allah. Some people mentioned other things. Thereupon came forth the Messenger of Allah (ﷺ) before them and he said: What was that which you were talking about? They informed him. He said: They are those persons who neither practise charm, nor ask others to practise it, nor do they take omens, and repose their trust in their Lord. Upon this 'Ukkasha b. Mihsan stood up and said: Supplicate for me that He should make me one among them. Upon this he (Messenger of Allah) said: Thou are one among them. Then another man stood up and said: Supplicate before Allah that He should make me one among them. Upon this he said: 'Ukkisha has preceded you

    D'après Ibn 'Abbâs (رضي الله عنهما), le Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui) a dit : On fit défiler devant moi les diverses communautés (religieuses). Je vis alors un Prophète passait, étant accompagné d'une petite troupe de fidèles (presque une dizaine), un autre qui passait tout en n'ayant à sa compagnie qu'un ou deux hommes, et un troisième qui passait tout seul. Ensuite, je vis une multitude de gens et je crus qu'il s'agissait de ma Communauté; mais on me dit que c'était Moïse (Mûsa) (que la paix soit sur lui) et son peuple. On me demanda ensuite de regarder une masse nombreuse qui barrait l'horizon. - "Regarde aussi de l'autre horizon", ajouta-t-on. J'y vis également une autre masse nombreuse, c'est alors qu'on me dit : "Voici ta Communauté et il y aura en outre soixante-dix mille qui entreront au Paradis sans qu'on leur demande aucun compte et sans qu'ils subissent de châtiment". Ceci dit, le Prophète se leva et rentra chez lui. Les assistants, eux, se mirent à discuter au sujet de ceux qui entreront au Paradis sans qu'on leur demande de compte et sans qu'ils subissent de châtiment. Quelques-uns dirent alors : "Peut-être s'agit-il des compagnons du Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui)". D'autres dirent : "Ce sont plutôt ceux qui naissent musulmans et qui n'ont jamais associé de divinité à Dieu, etc.". Comme le Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui) revint et apprit le sujet de leur discussion, il dit : "Il s'agit de ceux qui ne s'exorcisent pas et ne pratiquent pas l'exorcisme, de ceux qui ne sont pas superstitieux et de ceux qui mettent toute leur confiance en leur Seigneur". 'Oukkâcha Ibn Mihsan se leva alors et dit : "Ô Envoyé de Dieu! Invoque Dieu pour que je sois l'un d'eux". - "Tu le seras", répondit le Prophète. Un autre musulman se leva ensuite et demanda la même chose au Prophète, celui-ci lui répondit : "Tu as été devancé par 'Oukkâcha". La Communauté musulmane constituera la moitié des hôtes du Paradis

    Telah menceritakan kepada kami [Sa'id bin Manshur] telah menceritakan kepada kami [Husyaim] telah mengabarkan kepada kami [Hushain bin Abdurrahman] dia berkata, "Saya pernah bersama [Said bin Jubair] lalu dia berkata, 'Siapa di antara kalian yang melihat bintang jatuh tadi malam? ' Aku menjawab, 'Aku'. Kemudian aku berkata, 'Tapi aku tidak ikut shalat, sebab aku disengat (binatang).' Sa'id lalu berkata, "Lantas apa yang kamu perbuat? ' Aku menjawab, 'Aku meminta untuk diruqyah.' Sa'id bertanya, 'Apa yang membuatmu untuk melakukan hal tersebut? ' Aku menjawab, 'Sebuah hadits yang diceritakan [asy-Sya'bi].' Sa'id bertanya lagi, 'Apa yang diceritakan asy-Sya'bi kepada kalian.' Aku menjawab, 'Dia telah menceritakan kepada kami dari [Buraidah bin Hushaib al-Aslami], bahwa dia berkata, "Tidak ada Ruqyah kecuali disebabkan oleh penyakit ain dan panas (keracunan)." Maka Sa'id pun menjawab, "Telah berbuat baik orang melaksanakan sesuai ap yang telah ia dengar, akan tetapi [Ibnu Abbas] telah menceritakan kepada kami dari Nabi shallallahu 'alaihi wasallam, beliau bersabda: "Aku telah diperlihatkan oleh Allah beberapa golongan umat manusia. Aku lalu melihat seorang nabi yang bersamanya sekumpulan manusia, ada juga nabi yang bersama dengan satu atau dua orang lelaki saja, dan seorang nabi tanpa seorang pengikut pun. Tiba-tiba diperlihatkan kepada aku sekumpulan orang. Lalu aku menyangka mereka adalah dari umatku. Tetapi dikatakan kepadaku, 'Mereka adalah Nabi Musa Alaihissalam dan kaumnya. Tetapi lihatlah ke ufuk'. Lalu aku pun melihatnya, ternyata terdapat satu kumpulan yang ramai. Lalu dikatakan lagi kepadaku, 'Lihatlah ke ufuk yang lain.' Ternyata di sana juga terdapat satu kumpulan yang ramai. Dikatakan kepadaku, 'Ini adalah umatmu dan bersama mereka ada tujuh puluh ribu orang yang akan memasuki Surga tanpa dihisab dan disiksa'." Kemudian Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam bangkit lalu masuk ke dalam rumahnya. Orang-orang telah memperbincangkan mengenai mereka yang akan dimasukkan ke dalam Surga tanpa dihisab dan disiksa. Kemudian sebagian dari mereka berkata, "Mungkin mereka adalah orang-orang yang selalu bersama Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam." Ada pula yang mengatakan, "Mungkin mereka adalah orang-orang yang dilahirkan dalam Islam dan tidak pernah melakukan perbuatan syirik terhadap Allah. Mereka mengemukakan pendapat masing-masing. Ketika itu Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam keluar menemui mereka, lalu beliau bertanya: "Apa yang telah kalian perbincangkan?" Mereka pun menerangkan keadaan tersebut. Maka Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam bersabda: "Mereka adalah orang-orang yang tidak menggunakan ruqyah, tidak meminta supaya diruqyah, tidak meramalkan perkara-perkara buruk dan hanya kepada Allah mereka bertawakal." Ukkasyah bin Mihshan berdiri lalu berkata, "Berdoalah kepada Allah agar aku termasuk dari kalangan mereka." Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam bersabda: "Kamu termasuk dari kalangan mereka." Kemudian seorang lelaki lain berdiri dan berkata, "Berdoalah kepada Allah agar aku termasuk dari kalangan mereka." Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam bersabda: "Ukkasyah telah mendahuluimu." Telah menceritakan kepada kami [Abu Bakar bin Abu Syaibah] telah menceritakan kepada kami [Muhammad bin Fudlail] dari [Hushain] dari [Sa'id bin Jubair] telah menceritakan kepada kami [Ibnu Abbas] dia berkata, "Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam bersabda: "Telah diperlihatkan kepadaku suatu umat… kemudian dia menyebutkan sebagian hadits tersebut semisal dengan hadits Husyaim, dan dia tidak menyebutkan awal haditsnya

    Bize Said b. Mansur tahdis etti. Bize Huşeym tahdis etti, bize Husayn b. Abdurrahman haber verip dedi ki: Said b. Cubeyr'in yanında idim. Dün gece kayan yıldızı hanginiz gördü dedi, ben: Ben, dedim. Sonra: Ben namaz kılmıyordum ama zehirli bir haşere beni sokmuştu, dedim. O: Ne yaphn dedi, ben: Rukye yaptım, dedim. O: Seni bunu yapmaya iten ne oldu, dedi, ben Şa'bi'nin bize tahdis ettiği bir hadis dedim. O: Şa'bi size neyi tahdis etti dedi, ben şöyle dedim: Bize Bureyde b. Husayb el-Eslemi'den şöyle dediğini tahdis etti: Rukye ancak bir göz (nazar değmesi) yahut bir zehirli haşeratın sokmasından dolayı yapılır, dedi. Şu'be: Duyduğuna göre hareket eden güzel bir iş yapmıştır. Ama İbn Abbas da bize Nebi (Sallallahu aleyhi ve Sellem)'den şöyle buyurduğunu tahdis etti: "Ümmetler bana gösterildi. Kimi nebiyi beraberinde küçük bir topluluk ile gördüm, kimi nebiyi beraberinde bir iki adam bulunduğu halde gördüm, kimi nebi ile birlikte de hiç kimse yoktu. Derken bana büyük bir kalabalık gösterildi. Onların ümmetim olduğunu sandım. Bana: Bu Musa ve onun kavmidir ama sen şu ufuğa bak, denildi. Ben de baktım, pek büyük bir kalabalık gördüm, sonra bana: Şu diğer ufuğa bak denildi, ben de baktım, orada da büyük bir kalabalık gördüm. Bana: Bu senin ümmetindir, onlarla birlikte de hesapsız ve azapsız olarak cennete girecek yetmiş bin kişi vardır, denildi." Sonra kalkıp evine girdi, insanlar cennete hesapsız ve azapsız olarak girecek o kimseler hakkında söze daldılar. Bazıları: Belki de onlar Resulullah (Sallallahu aleyhi ve Sellem)'e ashab olanlardır, dedi, bazıları: Belki onlar İslam geldikten sonra doğup da Allah'a ortak koşmayanlardır, dedi ve çeşitli şeyleri sözkonusu ettiler. Resulullah (Sallallahu aleyhi ve Sellem) sonra yanlarına Çıkıp geldi ve: "Neyin hakkında söze daldınız" buyurdu. Onlar da O'na haber verince O: "Onlar rukye yapmayanlar, rukye yapılmasını istemeyenler, kendilerini uğursuzluk duygularına kaptırmayanlar ve Rablerine tevekkül edenlerdir" buyurdu. Bunun üzerine Ukkaşe b. Mihsan ayağa kalkıp: Beni onlardan kılması için Allah'a dua et, dedi. Allah Resulü: "Sen onlardansın" buyurdu. Sonra başka bir adam ayağa kalkarak: Beni onlardan kılması için Allah'a dua et, dedi. Allah Resulü: "Bunu Ukkaşe senden önce istedi" buyurdu. Diğer tahric: Buhari, 3410 -muhtasar olarak-, 5705, 5752, 6472 -muhtasar olarak-, 6541; Tirmizi, 2446; Tuhfetu'I-Eşraf, 5493 NEVEVİ ŞERHİ: "Dün gece hanginiz kayan yıldızı gördü." (3/92) Dün (anlamındaki elbariha) geçen en yakın gece hakkında kullanılır. Ebu'l-Abbas Sa'leb dedi ki: Zevalden önce gece denilir, zevalden sonra ise dün (bariha) denilir. Sa'leb' den başkaları da böyle demiştir. Onların açıklamalarına göre bu isim zeval buldu anlamındaki "berihe"den türetilmiştir. Müslim'in sahihinde rüya bölümünde Nebi (Sallallahu aleyhi ve Sellem)'in sabah namazını kıldırdıktan sonra: "Dün gece (el-Bariha) sizden rüya gören kimse var mı" diye sorardı. "Namaz kılmıyordum, ama beni zehirli bir haşerat sokmuştu." Bu sözleriyle namaz kılmakta olmadığı için namaz kılarak uykusuz kalıp, ibadet/e geceyi geçirdiği kanaatini kendisinden uzaklaştırmak istemiştir. "Ledeğa" fiili ile ilgili olarak dilciler: "Akrep ve zehirli hayvanlar bir kişiyi sokup, zehirlerini akıtması halinde bu fiil kullanılır. "Ancak gözden yahut bir zehirli hayvan sokmasından dolayı efsun (rukye) yapılır." Buradaki "el-hume" akrep ve benzeri hayvanların zehirleri anlamındadır. Zehirin keskinliği ve harareti anlamında olduğu da söylenmiştir. Maksat ise akrep ve benzeri zehirli hayvanlardır. Yani ancak bu şekilde zehirli hayvan sokmasından dolayı rukye yapılır. Göz (nazar değmesi) ise nazar eden kimsenin gözü ile başkasına nazar etmesi, nazarının değmesi demektir. Nazar değmesi de birhaktır. el-Hatlabi dedi ki: Kendisine nazar değmiş yahut zehirli bir hayvan tarafından sokulmuş bir kimseden çok rukyeyi hak eden ve bununla ondan daha çok şifa bulacak kimse yoktur. Nitekim Nebi (Sallallahu aleyhi ve Sellem)'de rukye yapmış ve rukyeyi emretmiştir. Eğer yapılan rukye (okuma, efsun) Kur'an ve yüce Allah'ın isimleri ile olursa mübahtır. Bunların mekruh oluşu Arapça olm~yanlar hakkındadır; çünkü bunlar bazen küfrü gerektiren yahut şirkin de karıştığı birtakım sözler olabilir. Cahiliye döneminde yaptıkları ve afetleri önleyeceğini ileri sürüp, cinler tarafından ve onların yardımıyla gerçekleştiğine inandıkları birtakım sığınma ve himaye dualarının, cahiliye anlayışına göre yapılan rukyelerin mekruh görülmüş olma ihtimali de vardır. Hatlabi (rahimehullah) 'ın sözleri bunlardır. Allah en iyi bilendir. "Kimi nebiyi beraberinde az bir toplulukla birlikte gördüm." Buradaki "ruhayt" (3/93) on kişiden aşağı topluluğa denilir. "Oldukça büyük bir kalabalık gördüm, bana bu senin ümmetindir. Onlarla birlikte de hesapsız ve azapsız olarakcennete yetmiş bin kişi girecektir, denildi. " Yani bunlarla birlikte senin ümmetinden yetmiş bin kişi daha vardır . Bu yetmiş bin kişinin onun ümmetinden olacağından hiçbir şüphe yoktur. ifadenin takdirine gelince, senin ümmetinden olmakla birlikte bunlarla beraber olmayan yetmiş bin kişi daha vardır anlamında olma ihtimali olduğu gibi, bunlar arasında bu şekilde yetmiş bin kişi vardır anlamında olma ihtimali de vardır. Bu ihtimali Buhari'nin sahihindeki: "Bu senin ümmetindir ve bunlardan yetmiş bin kişİ. .. cennete girecektir" rivayeti desteklemektedir. Allah en iyi bilendir. "insanlar daldı" yani bu konuda konuşup, birbirleriyle tartıştılar. (3/94) Böylelikle bundan ilim ve şer'i naslar hakkında faydalanmak ve gerçeği ortaya çıkarmak kastıyla münazara yapıp, tartışmanın mübah olduğu anlaşılmaktadır. Allah en iyi bilendir

    ہشیم نے کہا : ہمیں حصین بن عبد الرحمن نے خبر دی ، کہا کہ میں سعید بن جبیر کے پاس موجود تھا ، انہوں نے پوچھا : تم میں سے وہ ستارا کس نے دیکھا تھا جو کل رات ٹوٹا تھا ۔ میں نے کہا : میں نے ، پھر میں نے کہا کہ میں نماز میں نہیں تھا بلکہ مجھے ڈس لیا گیا تھا ( کسی موذی جانور نے ڈس لیا تھا ۔ ) انہوں نے پوچھا : پھر تم نے کیا کیا؟ میں نے کہا : میں نے دم کروایا ۔ انہوں نےکہا : تمہیں کس چیز نےاس پر آمادہ کیا ؟ میں نے جواب دیا : اس حدیث نے جو ہمیں شعبی نے سنائی ۔ انہوں نے پوچھا : شعبی نے تمہیں کون سی حدیث سنائی؟ میں نے کہا : انہوں ( شعبی ) نےہمیں بریدہ بن حصیب اسلمی ‌رضی ‌اللہ ‌عنہ ‌ ‌ سے روایت سنائی ، انہوں نے بتایا کہ نظر بد لگنے اور زہریلی چیز کےڈسنے کے علاوہ اور کسی چیز کے لیے جھاڑ پھونک نہیں ۔ تو سعید نے کہا : جس نے سنا ، اسے اختیار کیا تو اچھا کیا ۔ لیکن ہمیں عبد اللہ بن عباس ‌رضی ‌اللہ ‌عنہ ‌ ‌ نے نبی اکرم ﷺ سے حدیث سنائی کہ آپ نے فرمایا : ’’میرے سامنے امتیں پیش کی گئیں ، میں نے ایک نبی کو دیکھا ، ان کے ساتھ ایک چھوٹا سا ( دس سے کم کا ) گروہ تھا ، کسی ( اور ) نبی کو دیکھا کہ اس کےساتھ ایک یا دو امتی تھے ، کوئی نبی ایسا بھی تھا کہ اس کے ساتھ کوئی امتی نہ تھا ، اچانک ایک بڑی جماعت میرے سامنے لائی گئی ، مجھے گمان ہوا کہ یہ میرے امتی ہیں ، اس پر مجھ سے کہا گیا کہ یہ موسیٰ ‌علیہ ‌السلام ‌ اور ان کی قوم ہے لیکن آپ افق کی طرف دیکھیں ، میں نے دیکھا تو ( وہاں بھی ) ایک بہت بڑی جماعت تھی ، مجھے بتایا گیا : یہ آپ کی امت ہے ۔ اور ان کےساتھ ایسے ستر ہزار ( لوگ ) ہیں جو کسی حساب کتاب اور کسی عذاب کے بغیر جنت میں داخل ہو جائیں گے ۔ ‘ ‘ پھر آپ اٹھے اور ا پنے گھر کے اندر چلے گئے ، وہ ( صحابہ کرام ‌رضی ‌اللہ ‌عنہ ‌ ‌ ) ان لوگوں کے بارے میں گفتگو میں مصروف ہو گئے ، جو بغیر حساب اور عذاب کے جنت میں داخل ہوں گے ۔ ان میں سے بعض نے کہا : شاید وہ لوگ ہیں جنہیں رسول اللہ ﷺ کی صحبت کا شرف حاصل ہے ۔ بعض نے کہا : شاید یہ لوگ وہ ہوں گے جو اسلامی دور میں پیدا ہوئے اور ( ایک لمحہ بھی ) اللہ تعالیٰ کے ساتھ شرک نہیں کیا اور انہوں نے بعض دوسری باتوں کا بھی تذکرہ کیا پھر ( کچھ دیربعد ) رسول اللہ ﷺ ( گھر سے ) نکل کر ان کے پاس تشریف لائے اور پوچھا : ’’ تو کن باتوں میں لگے ہوئے ہو ؟ ‘ ‘ انہوں نے آپ کو وہ باتیں بتائیں ، اس پر آپ نے فرمایا : ’’وہ ایسے لوگ ہیں جو نہ دم کرتے ہیں ، نہ دم کرواتے ہیں ، نہ شگون لیتے ہیں اور وہ اپنے رب پر پوراتوکل کرتے ہیں ۔ ‘ ‘ اس پر عکاشہ بن محصن ‌رضی ‌اللہ ‌عنہ ‌ ‌ کھڑے ہوئےاور عرض کی : اللہ سے دعا فرمائیے کہ وہ مجھے بھی ان لوگوں میں ( شامل ) کر دے تو آپ نے فرمایا : ’’ تو ان میں سے ہے ۔ ‘ ‘ پھر ایک اور آدمی کھڑا ہوا اور کہنے لگا : دعا فرمائیے ! اللہ مجھے ( بھی ) ان میں سے کردے تو آپ نے فرمایا : ’’عکاشہ اس ( فرمائش ) کے ذریعے سے تم سے سبقت لے گئے ۔ ‘ ‘

    সাঈদ ইবনু মানসূর (রহঃ) ..... হুসায়ন ইবনু আবদুর রহমান (রাযিঃ) থেকে বর্ণিত। তিনি বলেন, আমি সাঈদ ইবনু যুবায়র এর কাছে উপস্থিত ছিলাম। তখন তিনি প্রশ্ন করলেন, তোমাদের মধ্য হতে কেউ রাতে যে তারকাটি বিচ্যুত হয়েছিল তা দেখেছে কি? আমি বললাম, আমি দেখেছি। অবশ্য আমি রাতের সালাতে রত ছিলাম না; আমাকে বিচ্ছু দংশন করেছিল। সাঈদ বললেন, দংশন করার পর তুমি কি করেছিলে? আমি বললাম, ঝাড়ফুঁক করিয়েছি। তিনি বললেন, তোমাকে এ ঝাড়ফুঁক গ্রহণে কিসে উদ্বুদ্ধ করল? আমি বললাম, সে হাদীস যা আমাদেরকে শা'বী বর্ণনা করেছেন। তিনি বললেন, শা'বী কী হাদীস বর্ণনা করেছেন? আমি বললাম, শা'বী বুরাইদাহ ইবনু হুসায়ন আল আসলামী (রাযিঃ) এর সূত্রে বর্ণনা করেন যে, কুদৃষ্টি বা বিচ্ছু দংশন ব্যতীত অন্য বিষয়ে ঝাড়ফুঁক করানো উচিত নয়। তিনি বললেন, ভাল বলেছেন। ইবনু আব্বাস (রাযিঃ) নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়া সাল্লাম হতে বর্ণনা করেছেন যে, স্বপ্নে আমার সামনে সকল নবীদের উপস্থিত করা হয়। অতঃপর তখন কোন কোন নবীকে দেখলাম যে, তার সঙ্গে ছোট্ট একটি দল রয়েছে; আর কাউকে দেখলাম, তার সঙ্গে একজন কিংবা দু'জন লোক আবার কেউ এমনও ছিলেন যে, তার সাথে কেউ নেই। হঠাৎ আমার সামনে এক বিরাট দল দেখা গেল। মনে হলো, এরা আমার উম্মত। তখন আমাকে বলা হল, ইনি মূসা (আঃ) ও তার উম্মত; তবে আপনি ওপর দিগন্তে তাকিয়ে দেখুন। আমি ওদিকে তাকালাম, দেখি বিরাট একদল, আবার বলা হল, আপনি ওপর দিগন্তে তাকিয়ে দেখুন, (আমি ওদিকে তাকিয়ে দেখলাম) এক বিরাট দল। বলা হল, এরা আপনার উম্মত। এদের মধ্যে সত্তর হাজার এমন লোক আছে যারা শাস্তি ব্যতীত ও হিসাব ছাড়াই জান্নাতে প্রবেশ করবে। এ বলে রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম দাঁড়ালেন, অতঃপর তার ঘরে চলে গেলেন। তারা উপস্থিত সাহাবাগণ তখন এ হিসাব ও আযাববিহীন জান্নাতে প্রবেশকারী কারা হবেন? এ নিয়ে আলোচনা শুরু করলেন। কেউ বললেন, তারা রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম এর সাহাবা। কেউ বললেন, তারা সে সব লোক যারা ইসলামের উপর জন্মলাভ করেছে এবং আল্লাহর সঙ্গে কোন প্রকার শিরক করেনি এবং তারা বহু জিনিসের উল্লেখ করলেন। তারপর রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়া সাল্লাম তাদের কাছে বেরিয়ে এলেন এবং বললেনঃ তোমরা কি নিয়ে আলোচনা করছিলে? সবাই বিষয়টি (খুলে) বললেন। তখন রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়া সাল্লাম তাদের বললেনঃ এরা সে সব লোক যারা ঝাড়ফুঁক করে না বা তা গ্রহণও করে না, পাখি উড়িয়ে শুভাশুভের লক্ষণ মানে না বরং সর্বদাই আল্লাহর উপর নির্ভর করে। তখন উক্কাশাহ ইবনু মিহসান (রাযিঃ) দাঁড়িয়ে বললেন, আমার জন্যে দু'আ করুন, আল্লাহ যেন আমাকে তাদের অন্তর্ভুক্ত করে নেন। রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়া সাল্লাম বললেনঃ তুমি তাদেরই একজন থাকবে। তারপর আরেক ব্যক্তি দাঁড়িয়ে বলল, হে আল্লাহর রাসূল! আমার জন্যেও দু'আ করুন, আল্লাহ যেন আমাকেও তাদের অন্তর্ভুক্ত করে নেন। রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম উত্তরঃ এ সুযোগ লাভ উক্কাশাহ তোমার চাইতে অগ্রগামী হয়ে গেছে। (ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ ৪২০, ইসলামিক সেন্টারঃ)