• 646
  • عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ ، فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ ، وَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ "

    وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأُمَوِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ ، فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ ، وَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ

    يحوطك: يحوط : يحفظ ويصون
    ضحضاح: الضحضاح : ما رق من الماء على وجه الأرض إلى نحو الكعبين واستعير في النار
    الدرك: الدَّرَكُ بالتحريك، وقد يُسَكَّن : واحدُ الأدْراك، وهي مَنازل في النار. والدَّرَكُ إلى أسفل
    هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ ، وَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ
    حديث رقم: 3704 في صحيح البخاري كتاب مناقب الأنصار باب قصة أبي طالب
    حديث رقم: 5879 في صحيح البخاري كتاب الأدب باب كنية المشرك
    حديث رقم: 6231 في صحيح البخاري كتاب الرقاق باب صفة الجنة والنار
    حديث رقم: 335 في صحيح مسلم كِتَابُ الْإِيمَانَ بَابُ شَفَاعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي طَالِبٍ وَالتَّخْفِيفِ عَنْهُ
    حديث رقم: 1714 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 1717 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 1721 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 1736 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 8886 في المستدرك على الصحيحين كِتَابُ الْأَهْوَالِ بَابُ الْأَهْوَالِ
    حديث رقم: 8886 في المستدرك على الصحيحين كِتَابُ الْأَهْوَالِ كِتَابُ الْأَهْوَالِ
    حديث رقم: 33494 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ ذِكْرِ النَّارِ مَا ذُكِرَ فِيمَا أُعِدَّ لِأَهْلِ النَّارِ وَشِدَّتِهِ
    حديث رقم: 9652 في مصنّف عبد الرزاق كِتَابُ أَهْلِ الْكِتَابِ غُسْلُ الْكَافِرِ وَتَكْفِينُهُ
    حديث رقم: 447 في مسند الحميدي مسند الحميدي أَحَادِيثُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 1313 في مسند الروياني مسند الروياني حَدِيثُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
    حديث رقم: 257 في الطبقات الكبير لابن سعد المجلد الأول ذِكْرُ أَبِي طَالِبٍ وَضَمِّهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ ، وَخُرُوجِهِ مَعَهُ إِلَى الشَّامِ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى
    حديث رقم: 1706 في فضائل الصحابة لابن حنبل فَضَائِلُ أَبِي الْفَضْلِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى فَضَائِلُ أَبِي الْفَضْلِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
    حديث رقم: 6553 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي مُسْنَدُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 6572 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي مُسْنَدُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 208 في مستخرج أبي عوانة كِتَابُ الْإِيمَانِ بَيَانُ تَهْوِينِ الْعَذَابِ عَلَى أَبِي طَالِبٍ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

    [209] ضحضاح بِفَتْح الضادين المعجمتين مَا رق من المَاء على وَجه الأَرْض إِلَى نَحْو الْكَعْبَيْنِ واستعير فِي النَّار الدَّرك الْأَسْفَل بِفَتْح الرَّاء وسكونها قَعْر جَهَنَّم وأقصى أَسْفَلهَا غَمَرَات بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَالْمِيم جمع غمرة بِسُكُون الْمِيم الْمُعظم من الشَّيْء

    عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله! هل نفعت أبا طالب بشيء، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: نعم هو في ضحضاح من النار. ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار .
    المعنى العام:
    توفي والد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حمل في بطن أمه، فكفله جده عبد المطلب، حتى مات ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الثامنة من عمره، فكفله عمه أبو طالب، وكان فقيرا، كثير العيال، فأنزل محمدا منزلة أعز أبنائه بل كان يصحبه في أسفاره البعيدة، ويترك أولاده، خشية أن يشعر في غيابه بالوحشة ومرارة اليتم، وعلمه التجارة، ثم زوجه خديجة، ولما بعث صلى الله عليه وسلم وقام المشركون يعادونه ويؤذونه وقف أبو طالب يحميه ويدافع عنه، وأرسلت قريش إلى أبي طالب أن يوقف محمدا عن دعوته، أو يخلي بينهم وبينه، ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولته المشهورة: والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري؛ على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه سانده عمه، وشد من أزره وطمأنه على استمرار حمايته، بقولته الخالدة: اذهب يا ابن أخي فقل ما شئت، وادع من شئت، فوالله لا أخذلك ولا أسلمك إليهم أبدا، ورضي أبو طالب أن تعاديه قريش من أجل محمد صلى الله عليه وسلم وقبل الحصار الاقتصادي والمقاطعة الاجتماعية في شعب بني طالب ثلاث سنين من أجل محمد صلى الله عليه وسلم حتى إذا نقضت صحيفة المقاطعة وخرجوا من الشعب مرض أبو طالب مرضه الأخير، فقالت له قريش مستهزئة ساخرة: أرسل إلى ابن أخيك ليرسل إليك من هذه الجنة التي يذكرها دواء يشفيك، فلم يعبأ أبو طالب بهذا الاستهزاء، وأرسل إلى ابن أخيه يدعوه إلى جواره في لحظاته الأخيرة حبا فيه، وحنانا عليه، وحرص رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينطق عمه بالشهادتين، وحرص رأسا الشرك (أبو جهل وابن أبي أمية) المحيطان به أن يظل على دينه، وكانت الإثارة من الجانبين موجهة قوية إلى أبي طالب، وكانت الخاتمة التي أرادها الله أن يموت على دين عبد المطلب. وبدافع الوفاء انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لعمه وقلبه يتقطع حسرة عليه، فنزل قوله تعالى {إنك لا تهدي من أحببت} [القصص: 56] ونزل {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم} [التوبة: 113] ومع منع الاستغفار له استجاب الله لنبيه، فخفف العذاب عن عمه، كان عذابه الغمر في النار، بل في الدرك الأسفل من النار، فخفف عنه إلى فراش من نار، جمرتان من نار، يقف عليهما، تحت باطن كل رجل جمرة، يحيط بالرجل من أعلاها سير من نار، يغلي من ذلك دماغه وأم رأسه، كما تغلي القدر بما فيها، يظن أنه أشد أهل النار عذابا وهو أقلهم عذابا. فاللهم أجرنا من النار، ومن عذاب النار، ومن كل عمل يقربنا إلى النار، واصلح لنا شأننا بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفار، يا حفيظ يا شافي يا كريم، يا باقي، يا رحيم، العفو يا الله. المباحث العربية (فإنه كان يحوطك) بفتح الياء وضم الحاء، يقال: حاطه يحوطه حوطا وحياطة إذا صانه، وحفظه، وذب عنه، وتوفر على مصالحه. (فهو في ضحضاح من نار) الضحضاح ما رق من الماء على وجه الأرض إلى نحو الكعبين فاستعير في النار. (ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار) في الدرك لغتان فصيحتان مشهورتان، فتح الراء وسكونها، وقرئ بهما في القراءات السبع، ومعنى الدرك الأسفل: قعر جهنم، وأقصى أسفلها، قالوا: لجهنم أدراك، فكل طبقة من أطباقها تسمى دركا. (ووجدته في غمرات من النار) الغمرات بفتح الغين والميم، واحدتها غمرة بإسكان الميم، وهي المعظم من الشيء، وفي القاموس: الغمر الماء الكبير، ومعظم البحر، وغمرة الشيء شدته. ومعنى وجدته علمت مكانته بوحي ربي. (فأخرجته إلى ضحضاح) أي فتسببت في إخراجه بشفاعتي، والتعبير بالماضي لتحقق الوقوع. (ذكر عنده عمه أبو طالب) ببناء الفعل للمجهول، والذاكر العباس بن عبد المطلب، كما جاء مصرحا به في الروايات الأخرى. (لعله تنفعه شفاعتي) جاء في بعض الروايات ما يفيد وقوع هذا الترجي، ورواياتنا تؤيد وقوعه. (توضع في أخمص قدميه جمرتان) أخمص بفتح الهمزة وسكون الخاء وفتح الميم، على وزن أحمر؛ وهو ما لا يصل إلى الأرض من باطن القدم عند المشي، وفي رواية على أخمص قدميه جمرتان وفي رواية للبخاري توضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه فيحتمل أن الاقتصار فيها على جمرة اعتمد على علم السامع بأن لكل إنسان أخمصين، ففي الكلام مضاف محذوف، أي في كل أخمص من قدميه جمرة. (من له نعلان وشراكان من نار) الشراك بكسر الشين هو أحد سيور النعل، وهو الذي يكون على وجهها وعلى ظهر القدم. (كما يغلي المرجل) بكسر الميم وفتح الجيم، قدر معروف، سواء كان من حديد أو نحاس أو حجارة أو خزف، وقيل: هو القدر من النحاس خاصة. والغليان: شدة اضطراب الماء ونحوه على النار لشدة اتقادها، وفي رواية للبخاري كما يغلي المرجل بالقمقم والقمقم إناء ضيق الرأس، يسخن فيه الماء، فارسي معرب، قد يؤنث، فيقال: قمقمة، قال ابن التين: في هذا التركيب نظر، وقال عياض: الصواب كما يغلي المرجل والقمقم بواو العطف، وجوز غيره أن تكون الباء بمعنى مع، وفي رواية كما يغلي المرجل أو القمقم. (ما يرى أن أحدا أشد منه عذابا، وإنه لأهونهم عذابا) جملة وإنه لأهونهم عذابا في محل النصب على الحال من فاعل يرى. فقه الحديث ذكرنا في الجزء الأول عند شرح حديث وفاة أبي طالب أن جمهور العلماء والرأي المعتمد أن أبا طالب مات مشركا، وأن آخر كلمة نطق بها: هو على ملة عبد المطلب. وقلنا: إنه لا يلتفت إلى القول بأنه مات مؤمنا، اعتمادا على ما روي من أن العباس قال: والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرت بها يا ابن أخي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: لم أسمعها، على أن العباس قال ذلك قبل أن يسلم، ولو أداها بعد الإسلام لقبلت منه، كما لم يلتفت إلى قول القرطبي: وقد سمعت أن الله تعالى أحيا عمه أبا طالب، فآمن به. فإن قال القائل: جاء في بعض السير: أن أبا طالب كان مصدقا بقلبه حيث جاء في الحديث، لولا أن تعيرني قريش، يقولون: إنما حمله على ذلك الجزع، لأقررت بها عينك، وفي صحة إيمان المصدق بقلبه دون أن ينطق بلسانه خلاف، فهل يدخل إيمان أبي طالب في هذا الخلاف؟ وهل يعد مؤمنا عند من يعتد بذلك؟ أجيب بأنه لم يدخل عند أي من المختلفين لأن محل الخلاف ما لم يعلن نقيض الإيمان، وأبو طالب صرح بالنقيض في قوله: هو على ملة عبد المطلب ومما يؤيد أنه مات كافرا: ما رواه النسائي عن علي -كرم الله وجهه- قال: قلت: يا رسول الله إن عمك الشيخ الضال قد مات. قال: اذهب فواره. قلت: إنه مات مشركا: قال اذهب فواره. ويحاول بعض الروافض أن يثبتوا إسلام أبي طالب بالأحاديث الواهية، قال الحافظ ابن حجر: ولا يثبت من ذلك شيء، والله أعلم. وقلنا هناك: إن الظاهر أن الرسول صلى الله عليه وسلم بنى استغفاره لأبي طالب -بعد أن امتنع عن الإقرار بالتوحيد، ومات على ذلك- بناه على اجتهاد منه صلى الله عليه وسلم مقتديا بإبراهيم -عليه السلام- في استغفاره لأبيه، وقد حمل ابن المنير استغفار الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي طالب، وقوله: والله لأستغفرن لك ما لم أنه عن ذلك حمله على تخفيف العذاب، لا على طلب المغفرة العامة، والمسامحة من ذنب الشرك، وهاجمه الحافظ ابن حجر بشدة، فقال: هذه غفلة شديدة من ابن المنير، لأن الشفاعة لأبي طالب في تخفيف العذاب لم ترد، وطلبها لم ينه عنه، وإنما وقع النهي عن المغفرة العامة، وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك الشفاعة وطلب التخفيف، بل شفع له حتى خفف عنه العذاب بالنسبة لغيره من المشركين. هذا بعض ما قلناه هناك، مما يتعلق بشرح حديث الباب؛ وقد استشكل ثبوت الشفاعة لأبي طالب بقوله تعالى: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} [المدثر: 48] وأجيب بأنه خص، ولذلك عدوه من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: معنى المنفعة في الآية تخالف معنى المنفعة في الحديث لعله تنفعه شفاعتي لأن المراد بها في الآية الإخراج من النار، وفي الحديث المنفعة بالتخفيف. وبهذا الجواب جزم القرطبي، وأجاب بجواب آخر، حاصله: أن النفع المنفي في الآية إنما هو بحسب شعور الكافر وإحساسه، ففي روايتنا السابعة ما يرى أن أحدا أشد منه عذابا، وإنه لأهونهم عذابا فلما لم يحس المخفف عنه بأثر التخفيف كان كأنه لم ينتفع في نظر نفسه. وهذان الجوابان معارضان بقوله تعالى: {ولا يخفف عنهم من عذابها} [فاطر: 36] فالأولى الرجوع إلى أنه خص. قال البيهقي: صحت الرواية في شأن أبي طالب، فلا معنى للإنكار من حيث صحة الرواية، ووجهه عندي أن الشفاعة في الكفار إنما امتنعت لوجود الخبر الصادق في أنه لا يشفع فيهم أحد؛ وهو عام في حق كل كافر، فيجوز أن يخص منه من ثبت الخبر بتخصيصه. اهـ. وهو كلام جيد. وفي الحكمة في جعل عذاب أبي طالب في قدميه يقول السهيلي: إن أبا طالب كان تابعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بحمايته، إلا أنه استمر ثابت القدم على دين قومه، فسلط العذاب على قدميه خاصة لتثبيته إياهما على دين قومه. قال الحافظ ابن حجر: كذا قال، ولا يخلو عن نظر. اهـ. ويؤخذ من الحديث

    1- ثبوت الشفاعة لأبي طالب خاصة من بين الكفار.

    2- الاعتراف بالفضل لأهل الفضل، والعمل على رد الجميل.

    3- خصوصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفضله عند ربه وقبول شفاعته.
    4- أن عذاب الكفار متفاوت.
    5- وأن أقله لا تطيقه الجبال. أعاذنا الله منه، ورزقنا الحسنى وزيادة، بشفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

    باب شَفَاعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي طَالِبٍ وَالتَّخْفِيفِ عَنْهُ بِسَبَبِهِ
    [ رقم الحديث عند آل سلمان:340 ... ورقمه عند عبد الباقي:209]
    وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأُمَوِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ قَالَ نَعَمْ هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ وَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ


    قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( وَجَدْتُهُ فِي غَمَرَاتٍ مِنَ النَّارِ فَأَخْرَجْتُهُ إِلَى ضَحْضَاحٍ ) أَمَّا الضَّحْضَاحُ فَهُوَ بِضَادَيْنِ مُعْجَمَتَيْنِ مَفْتُوحَتَيْنِ ، وَالضَّحْضَاحُ : مَا رَقَّ مِنَ الْمَاءِ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ إِلَى نَحْوِ الْكَعْبَيْنِ ، وَاسْتُعِيرَ فِي النَّارِ . وَأَمَّا الْغَمَرَاتُ فَبِفَتْحِ الْغَيْنِ وَالْمِيمِ وَاحِدَتُهَا غَمْرَةٌ بِإِسْكَانِ الْمِيمِ وَهِيَ الْمُعْظَمُ مِنَ الشَّيْءِ .

    وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( وَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ) قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : فِي الدَّرْكِ لُغَتَانِ فَصَيْحَتَانِ مَشْهُورَتَانِ : فَتْحُ الرَّاءِ وَإِسْكَانُهَا ، وَقُرِئَ بِهِمَا فِي الْقِرَاءَاتِ السَّبْعِ ، قَالَ الْفَرَّاءُ : هُمَا لُغَتَانِ جَمْعُهُمَا أَدْرَاكٌ ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ : اللُّغَتَانِ حَكَاهُمَا أَهْلُ اللُّغَةِ ، إِلَّا أَنَّ الِاخْتِيَارَ فَتْحُ الرَّاءِ لِأَنَّهُ أَكْثَرُ فِي الِاسْتِعْمَالِ ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : جَمْعُ ( الدَّرَكِ ) بِالْفَتْحِ أَدْرَاكٌ كَجَمَلٍ وَأَجْمَالٍ وَفَرَسٍ وَأَفْرَاسٍ ، وَجَمْعُ ( الدَّرْكِ ) بِالْإِسْكَانِ أَدْرُكٌ كَفَلْسٍ وَأَفْلُسٍ . وَأَمَّا مَعْنَاهُ : فَقَالَ جَمِيعُ أَهْلِ اللُّغَةِ وَالْمَعَانِي وَالْغَرِيبِ وَجَمَاهِيرِ الْمُفَسِّرِينَ : الدَّرْكُ الْأَسْفَلُ قَعْرُ جَهَنَّمَ . وَأَقْصَى أَسْفَلِهَا ، قَالُوا : وَلِجَهَنَّمَ أَدْرَاكٌ ، فَكُلُّ طَبَقَةٍ مِنْ أَطْبَاقِهَا تُسَمَّى دَرْكًا . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .



    وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ الْمُقَدَّمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأُمَوِيُّ، قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَىْءٍ فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ قَالَ ‏ "‏ نَعَمْ هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ وَلَوْلاَ أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ‏"‏ ‏.‏

    It is reported on the authority of 'Abbas b. Abd al-Muttalib that he said:Messenger of Allah, have you benefited Abu Talib in any way for he defended you and was fervent in your defence? The Messenger of Allah (may peace he upon him) said: Yes; he would be in the most shallow part of the Fire and were not for me, he would have been in the bottom-most depth of Hell

    Al-'Abbâs Ibn 'Abd Al-Mouttalib (que Dieu l'agrée) a dit : "J'ai demandé à l'Envoyé de Dieu : "Est-ce que vous vous êtes rendus utiles en quelque sorte à Abou Tâlib qui -de son vivant- vous favorisait et vous protégeait contre vos ennemis?". - "Oui, répondit le Prophète, il est dans une sorte de haut-fond de Feu; or sans mon intercession, il aurait été au bas-fond de l'Enfer

    Dan telah menceritakan kepada kami [Ubaidullah bin Umar al-Qawariri] dan [Muhammad bin Abu Bakar al-Muqaddami] serta [Muhammad bin Abdul Malik al-Umawi] mereka berkata, telah menceritakan kepada kami [Abu 'Awanah] dari [Abdul Malik bin Umair] dari [Abdullah bin al-Harits bin Naufal] dari [al-Abbas bin Abdul Muththalib] bahwa ia berkata, "Wahai Rasulullah! Apakah kamu dapat memberikan sesuatu manfaat kepada Abu Thalib? Sesungguhnya dia membelamu (yaitu menolong, menjaga, memenuhi segala keperluan) dan marah kepada musuhmu demi keselamatanmu? ' Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam menjawab dengan sabdanya: 'Ya, dia berada di Neraka yang paling landai. Kalaulah bukan karena aku, niscaya dia berada di Neraka yang paling bawah

    Bize Ubeydullah b. Ömer El-Kavariri ile Muhammed b. Ebi Bekr, El-Mukaddemi ve Muhammed b. Abdilmelik, El-Emevi'de rivayet ettiler dedilerki: Bize Ebu Avane Abdiilmelik b. Umeyr'den, o da Abdullah b. Haris b. Nevferden, o da Abbas b. Abdulmuttalip'ten naklen rivayet etti ki Abbas b. Abdulmuttalib: Ey Allah'ın Resulü, Ebu Talib'e hiç faydan oldu mu, çünkü o seni korur, senin için öfkelenirdi, dedi. Allah Resulü: "Evet, o topuklarına kadar varan bir ateştedir. Ben olmasaydım hiç şüphesiz cehennemin en aşağı basamağında olacaktı. " Diğer tahric: Buhari, 3883, 6208, 6572 -muhtasar olarak-; Tuhfetu'l-Eşraf

    ابو عوانہ نے عبدالملک بن عمیر سے حدیث بیان کی ، انہوں نے عبداللہ بن حارث بن نوفل سے اور انہوں نے حضرت عباس بن عبدالمطلب ‌رضی ‌اللہ ‌عنہ ‌ ‌ سے روایت کہ انہوں نے کہا : اے اللہ کےرسول! کیا آپ نے ابو طالب کو کچھ نفع پہنچایا؟ وہ ہر طرف سے آپ کا دفاع کرتے تھے اور آپ کی خاطر غضب ناک ہوتے تھے ۔ آپ نےجواب دیا : ’’ہاں ، وہ کم گہری آگ میں ہیں ( جو ٹخنوں تک آتی ہے ) اگر میں نہ ہوتا تو وہ جہنم کے سب سے نچلے طبقے میں ہوتے ۔ ‘ ‘

    উবাইদুল্লাহ ইবনু উমার আল কাওয়ারীরী, মুহাম্মাদ ইবনু আবূ বাকর আল মুকাদ্দামী ও মুহাম্মাদ ইবনু আবদুল মালিক আল উমাবী (রহঃ) ..... আব্বাস ইবনু আবদুল মুত্তালিব (রাযিঃ) থেকে বর্ণিত যে, তিনি একদিন রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম কে বললেন, ইয়া রাসূলাল্লাহ! আপনি কি আবূ তালিবের কোন উপকার করতে পেরেছেন? তিনি তো আপনার হিফাযাত করতেন, আপনার পক্ষ হয়ে (অন্যের প্রতি) ক্রোধান্বিত হতেন। রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম উত্তরে বললেনঃ হ্যাঁ, তিনি কেবল পায়ের গ্রন্থি পর্যন্ত জাহান্নামের আগুনে আছেন, আর যদি আমি না হতাম তবে জাহান্নামের অতল তলেই তিনি অবস্থান করতেন। (ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ ৪০৪, ইসলামিক সেন্টারঃ)

    அப்பாஸ் பின் அப்தில் முத்தலிப் (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: நான், "அல்லாஹ்வின் தூதரே! அபூதாலிப் அவர்களுக்கு ஏதேனும் (பிரதி) உபகாரம் செய்தீர்களா? ஏனெனில், தங்களை அவர் பாதுகாப்பவராகவும் தங்களுக்காக (எதிரிகள்மீது) கோபப்படுபவராகவும் இருந்தாரே!" என்று கேட்டேன். அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள், "ஆம்; அவர் இப்போது (கணுக்கால்வரை தீண்டும்) சிறிதளவு நரக நெருப்பிலேயே உள்ளார். நான் இல்லையானால் அவர் நரகின் அடித்தளத்திற்குச் சென்றிருப்பார்" என்று கூறினார்கள். இந்த ஹதீஸ் மூன்று அறிவிப்பாளர்தொடர்களில் வந்துள்ளது. அத்தியாயம் :