• 2714
  • حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ العَلاَءِ بْنِ زَبْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ بُسْرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ ، فَقَالَ : اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ : مَوْتِي ، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ ، ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ المَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا ، ثُمَّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً ، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا

    سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ ، فَقَالَ : " اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ : مَوْتِي ، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ ، ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ المَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا ، ثُمَّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً ، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا "

    قبة: القبة : هي الخيمة الصغيرة أعلاها مستدير أو البناء المستدير المقوس المجوف
    أدم: الأدم : الجلد المدبوغ
    كقعاص: القُعاص : داء يأخذ الغَنم لا يُلْبِثُها أن تموت
    ساخطا: السخط : الغضب أو كراهية الشيء وعدم الرضا به
    هدنة: الهُدْنَة : الصُّلْح والمُوادَعَة بيْن المُسْلمين والكُفَّار، وبَيْن كُلِّ مُتَحارِبَيْن
    اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ : مَوْتِي ، ثُمَّ فَتْحُ
    لا توجد بيانات

    [3176] قَوْلُهُ سَمِعْتُ بُسْرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بِضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ شَامِيُّونَ إِلَّا شَيْخَ الْبُخَارِيِّ وَفِي تَصْرِيحِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بِالسَّمَاعِ لَهُ مِنْ بُسْرٍ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الَّذِي وَقَعَ فِي رِوَايَةِ الطَّبَرَانِيِّ مِنْ طَرِيقِ دُحَيْمٍ عَنِ الْوَلِيدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فَزَادَ فِي الْإِسْنَادِ زَيْدَ بْنَ وَاقِدٍ فَهُوَ مِنَ الْمَزِيدِ فِي مُتَّصِلِ الْأَسَانِيدِ وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وبن مَاجَهْ وَالْإِسْمَاعِيلِيُّ وَغَيْرُهُمْ مِنْ طُرُقٍ لَيْسَ فِيهَا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ قَوْلُهُ أَتَيْتُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ زَادَ فِي رِوَايَةِ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْفَضْلِ عَنِ الْوَلِيدِ عِنْدَ أَبِي دَاوُدفَسَلَّمْتُ فَرَدَّ فَقَالَ ادْخُلْ فَقُلْتُ أَكُلِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ كُلُّكَ فَدَخَلْتُ فَقَالَ الْوَلِيدُ قَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ مِنْ صِغَرِ الْقُبَّةِ قَوْلُهُ سِتًّا أَيْ سِتَّ عَلَامَاتٍ لِقِيَامِ السَّاعَةِ أَوْ لِظُهُورِ أَشْرَاطِهَا الْمُقْتَرِبَةِ مِنْهَا قَوْلُهُ ثُمَّ مُوتَانِ بِضَمِّ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْوَاوِ قَالَ الْقَزَّازُ هُوَ الْمَوْتُ وَقَالَ غَيْرُهُ الْمَوْتُ الْكَثِيرُ الْوُقُوعِ وَيُقَالُ بِالضَّمِّ لُغَةُ تَمِيمٍ وَغَيْرِهِمْ يَفْتَحُونَهَا وَيُقَالُ لِلْبَلِيدِ مَوْتَانُ الْقَلْبِ بِفَتْح الْمِيم والسكون وَقَالَ بن الْجَوْزِيِّ يَغْلَطُ بَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ فَيَقُولُ مَوَتَانٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالْوَاوِ وَإِنَّمَا ذَاكَ اسْمُ الْأَرْضِ الَّتِي لم تحيى بالزرع والإصلاح تَنْبِيه فِي رِوَايَة بن السَّكَنِ ثُمَّ مَوْتَتَانِ بِلَفْظِ التَّثْنِيَةِ وَحِينَئِذٍ فَهُوَ بِفَتْحِ الْمِيمِ قَوْلُهُ كَعُقَاصِ الْغَنَمِ بِضَمِّ الْعَيْنِ الْمُهْملَة وَتَخْفِيفُ الْقَافِ وَآخِرُهُ مُهْمَلَةٌ هُوَ دَاءٌ يَأْخُذُ الدَّوَابَّ فَيَسِيلُ مِنْ أُنُوفِهَا شَيْءٌ فَتَمُوتُ فَجْأَةً قَالَ أَبُو عبيد وَمِنْهُ أُخِذَ الْإِقْعَاصُ وَهُوَ الْقَتْلُ مَكَانَهُ وَقَالَ بن فَارِسٍ الْعِقَاصُ دَاءٌ يَأْخُذُ فِي الصَّدْرِ كَأَنَّهُ يَكْسِرُ الْعُنُقَ وَيُقَالُ إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ ظَهَرَتْ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ وَكَانَ ذَلِكَ بَعْدَ فَتْحِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَوْلُهُ ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ أَيْ كَثْرَتُهُ وَظَهَرَتْ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ عِنْدَ تِلْكَ الْفُتُوحِ الْعَظِيمَةِ وَالْفِتْنَةُ الْمُشَارُ إِلَيْهَا افْتُتِحَتْ بِقَتْلِ عُثْمَانَ وَاسْتَمَرَّتِ الْفِتَنُ بَعْدَهُ وَالسَّادِسَة لم تَجِيء بَعْدُ قَوْلُهُ هُدْنَةٌ بِضَمِّ الْهَاءِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا نُونٌ هِيَ الصُّلْحُ عَلَى تَرْكِ الْقِتَالِ بَعْدَ التَّحَرُّكِ فِيهِ قَوْلُهُ بَنِي الْأَصْفَرِ هُمُ الرُّومُ قَوْلُهُ غَايَةٍ أَيْ رَايَةٍ وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا غَايَةُ الْمُتَّبِعِ إِذَا وَقَفَتْ وَقَفَ وَوَقَعَ فِي حَدِيثِ ذِي مِخْبَرٍ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْمُعْجَمَةِ وَفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ فِي نَحْوِ هَذَا الْحَدِيثِ بِلَفْظِ رَايَةٍ بَدَلَ غَايَةٍ وَفِي أَوَّلِهِ سَتُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا أَمْنًا ثُمَّ تَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا فَتُنْصَرُونَ ثُمَّ تَنْزِلُونَ مَرْجًا فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصَّلِيبِ الصَّلِيبَ فَيَقُولُ غَلَبَ الصَّلِيبُ فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَقُومُ إِلَيْهِ فَيَدْفَعُهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ وَيَجْتَمِعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ فَيَأْتُونَ فَذَكَرَهُ وَلِابْنِ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا إِذَا وَقَعَتِ الْمَلَاحِمُ بَعَثَ اللَّهُ بَعْثًا مِنَ الْمَوَالِي يُؤَيِّدُ اللَّهُ بِهِمُ الدِّينَ وَلَهُ مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَرْفُوعًا الْمَلْحَمَةُ الْكُبْرَى وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَخُرُوجُ الدَّجَّالِ فِي سَبْعَةِ أَشْهُرٍ وَلَهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رَفَعَهُ بَيْنَ الْمَلْحَمَةِ وَفَتْحِ الْمَدِينَةِ سِتُّ سِنِينَ وَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي السَّابِعَةِ وَإِسْنَادُهُ أَصَحُّ مِنْ إِسْنَادِ حَدِيثِ مُعَاذٍ قَالَ بن الْجَوْزِيِّ رَوَاهُ بَعْضُهُمْ غَابَةٍ بِمُوَحَّدَةٍ بَدَلَ التَّحْتَانِيَّةِ وَالْغَابَةُ الْأَجَمَةُ كَأَنَّهُ شَبَّهَ كَثْرَةَ الرِّمَاحِ بِالْأَجَمَةِ وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ الْغَابَةُ الْغَيْضَةُ فَاسْتُعِيرَتْ لِلرَّايَاتِ تُرْفَعُ لِرُؤَسَاءِ الْجَيْشِ لِمَا يُشْرَعُ مَعَهَا مِنَ الرِّمَاحِ وَجُمْلَةُ الْعَدَدِ الْمُشَارِ إِلَيْهِ تِسْعُمِائَةِ أَلْفٍ وَسِتُّونَ أَلْفًا وَلَعَلَّ أَصْلَهُ أَلْفُ أَلْفٍ فَأُلْغِيَتْ كُسُورُهُ وَوَقع مثله فِي رِوَايَة بن مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ ذِي مِخْبَرٍ وَلَفْظُهُ فَيَجْتَمِعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ فَيَأْتُونَ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَابَةً تَحْتَ كُلِّ غَابَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا وَوَقَعَ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ تَذَاكرنَا هَذَا الحَدِيث وشيخا مِنْ شُيُوخِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَكَانَ فَتْحِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ عُمْرَانَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ الْمُهَلَّبُ فِيهِ أَنَّ الْغَدْرَ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَفِيهِ أَشْيَاءُ مِنْ عَلَامَات النُّبُوَّة قد ظهر أَكْثَرهَا وَقَالَ بن الْمُنِير أما قصَّة الرّوم فَلم تَجْتَمِع إِلَى الْآنَ وَلَا بَلَغَنَا أَنَّهُمْ غَزَوْا فِي الْبَرِّ فِي هَذَا الْعَدَدِ فَهِيَ مِنَ الْأُمُورِ الَّتِي لَمْ تَقَعْ بَعْدُ وَفِيهِ بِشَارَةٌ وَنِذَارَةٌ وَذَلِكَ أَنَّهُ دَلَّ عَلَى أَنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُؤْمِنِينَ مَعَ كَثْرَةِ ذَلِكَ الْجَيْشِ وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ عَدَدَ جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ سَيَكُونُأَضْعَافَ مَا هُوَ عَلَيْهِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةٍ لِلْحَاكِمِ مِنْ طَرِيقِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ لِمُعَاذٍ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِي اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فَقَدْ وَقَعَ مِنْهُنَّ ثَلَاثٌ يَعْنِي مَوْتَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَتْحَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَالطَّاعُونَ قَالَ وَبَقِيَ ثَلَاثٌ فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ إنَّ لِهَذَا أَهْلًا وَوَقَعَ فِي الْفِتَنِ لِنُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ أَنَّ هَذِهِ الْقِصَّةَ تَكُونُ فِي زَمَنِ الْمَهْدِيِّ على يَد ملك من آل هِرقل (قَوْلُهُ بَابُ كَيْفَ يُنْبَذُ إِلَى أَهْلِ الْعَهْدِ) وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قوم خِيَانَة فانبذ إِلَيْهِم على سَوَاء أَيِ اطْرَحْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ وَذَلِكَ بِأَنْ يُرْسِلَ إِلَيْهِمْ مَنْ يُعْلِمُهُمْ بِأَنَّ الْعَهْدَ انْتَقَضَ قَالَ بن عَبَّاسٍ أَيْ عَلَى مِثْلٍ وَقِيلَ عَلَى عَدْلٍ وَقِيلَ أَعْلِمْهُمْ أَنَّكَ قَدْ حَارَبْتَهُمْ حَتَّى يَصِيرُوا مِثْلَكَ فِي الْعِلْمِ بِذَلِكَ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْمَعْنَى إِذَا عَاهَدْتَ قَوْمًا فَخَشِيتَ مِنْهُمُ النَّقْضَ فَلَا تُوقِعْ بِهِمْ بِمُجَرَّدِ ذَلِكَ حَتَّى تُعْلِمَهُمْ ثُمَّ ذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ فِيمَنْ يُؤَذِّنُ يَوْمَ النَّحْرِ بِمِنًى الْحَدِيثَ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي الْحَجِّ وَأَنَّهُ سَيُشْرَحُ فِي تَفْسِيرِ بَرَاءَةٍ قَالَ الْمُهَلَّبُ خَشِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدْرَ الْمُشْرِكِينَ فَلذَلِك بعث من يُنَادي بذلك(قَوْلُهُ بَابُ إِثْمِ مَنْ عَاهَدَ ثُمَّ غَدَرَ) الْغَدْرُ حَرَامٌ بِاتِّفَاقٍ سَوَاءٌ كَانَ فِي حَقِّ الْمُسْلِمِ أَوِ الذِّمِّيِّ قَوْلُهُ وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجل الَّذين عَاهَدت مِنْهُم ذَكَرَ فِيهِ ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ أَحَدُهَا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فِي عَلَامَاتِ الْمُنَافِقِ وَهُوَ ظَاهِرٌ فِيمَا تَرْجَمَ لَهُ وَقَدْ مَضَى شَرْحُهُ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ ثَانِيهَا حَدِيثُ عَلِيٍّ مَا كَتَبْنَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الْقُرْآنَ الْحَدِيثَ وَقَدْ تَقَدَّمَ التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ قَرِيبًا وَالْمُرَادُ مِنْهُ

    باب مَا يُحْذَرُ مِنَ الْغَدْرِ وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {{وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ}} [الأنفال: 62] الآيَةَ(باب ما يحذر) بسكون الحاء المهملة ولأبي ذر يحذر بفتح الحاء وتشديد الذال المعجمة (من الغدْر. وقوله تعالى). ولأبي ذر: وقول الله تعالى: ({{وإن يريدوا أن يخدعوك}}) أي وإن يرد الكفار بالصلح خديعة ليتقوّوا ويستعدّوا ({{فإن حسبك الله}}) [الأنفال: 62]. أي كافيك وحده (الآية) أي إلى آخرها، ولابن عساكر: {{فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره}} إلى قوله: {{عزيز حكيم}}.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:3031 ... ورقمه عند البغا: 3176 ]
    - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاَءِ بْنِ زَبْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ بُسْرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ -وَهْوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ- فَقَالَ: اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُمِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلاَّ دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا".وبه قال: (حدّثنا الحميدي) عبد الله بن الزبير قال: (حدّثنا الوليد بن مسلم) أبو العباس القرشي قال: (حدّثنا عبد الله بن العلاء بن زبر) بفتح الزاي وسكون الموحدة وبالراء الربعيّ بفتح الراء والموحدة وكسر العين المهملة (قال: سمعت بسر بن عبيد الله) بضم الموحدة وسكون المهملة وعبيد الله بضم العين مصغرًا الحضرمي (أنه سمع أبا إدريس) عائذ الله الخولانيّ (قال: سمعت عوف بن مالك) الأشجعي (قال: أتيت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم) جلد مدبوغ وسقط لفظة "من" لأبي ذر وابن عساكر (فقال):(أعدد ستًّا) من العلامات (بين يدي الساعة) لقيامها أو لظهور أشراطها المقتربة منها (موتى ثم فتح بيت المقدس ثم موتان) بضم الميم وسكون الواو آخره نون منوّنة الموت أو الكثير الوقوع والمراد به الطاعون ولابن السكن موتتان بلفظ الثثنية. قال في الفتح: وحينئذٍ فهو بفتح الميم قيل ولا وجه له هنا (يأخذ) الموتان (فيكم كقعاص الغنم) بضم القاف بعدها عين مهملة فألف فصاد مهملة داء يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة. ويقال: إن هذه الآية ظهرت في طاعون عمواس في خلافة عمر ومات منه سبعون ألفًا في ثلاثة أيام وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس (ثم استفاضة المال) أي كثرته ووقع ذلك في خلافة عثمان -رضي الله عنه- عند فتح تلك الفتوح العظيمة (حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطًا) استقلالاً لذلك المبلغ وتحقيرًا له (ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته) أولها قتل عثمان -رضي الله عنه- (ثم هدنة) بضم الهاء وسكون الدال المهملة بعدها نون صلح على ترك القتال بعد التحرك فيه (تكون بينكم وبين بني الأصفر) وهم الروم (فيغدرون) بكسر الدال المهملة (فيأتونكم تحت ثمانين غاية) بغين معجمة فألف فتحتية أي راية. قال الجواليقي: لأنها غاية المتبع إذا وقفت وقف وإذا مشت تبعها (تحت كل غاية اثنا عشر ألفًا) فجملة ذلك تسعمائة ألف وستون ألف رجل، وعند بعضهم فيما حكاه ابن الجوزي غابة في الموضعين بموحدة بدل التحتية وهي الأجمة فشبه كثرة الرماح بالأجمة. وفي حديث ذي مخبر بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الموحدة عند أبي داود في نحو هذا الحديث راية بدل غاية وفي أوله: ستصالحون الروم صلحًا أمنًا ثم تغزون أنتم وهم فتنصرون ثم تنزلون مرجًا فيرفع رجل من أهل الصليب فيقول: غلب الصليب فيغضب رجل من المسلمين فيقوم إليه فيدفع فعند ذلك تغدر الروم ويجتمعون للملحمة فيأتون فذكره. وعند ابن ماجه مرفوعًا من حديث أبي هريرة: "إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثًا من الموالي يؤيد الله بهم الدين". وله من حديث معاذ بن جبل مرفوعًا: "الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر". وله من حديث عبد الله بن بسر رفعه: "بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين ويخرج الدجال في السابعة" وإسناده أصح من إسناد حديث معاذ.ورواة حديث الباب كلهم شاميون إلا شيخ المؤلّف فمكيّ.

    (بابُُ مَا يُحْذَرُ مِنَ الغَدْرِ)أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان مَا يحذر من سوء الْغدر، وَهُوَ ضد الْوَفَاء، وَنقض الْعَهْد يحذر، على صِيغَة الْمَجْهُول من: حذر ويحذر حذرا، ويروى: يحذر، بِالتَّشْدِيدِ من: التحذير.وقَوْلِهِ تَعَالى: {{وإنْ يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فإنَّ حَسْبَكَ الله}} (الْأَنْفَال: 26) . الآيةَوَقَوله، بِالْجَرِّ عطفا على مَا يحذر، لِأَنَّهُ مجرور بِالْإِضَافَة، تَقْدِيره: وَفِي بَيَان قَوْله تَعَالَى: {{وَإِن يُرِيدُوا}} (الْأَنْفَال: 26) . أَي: وَإِن يرد الْكفَّار بِالصُّلْحِ خديعة ليتقووا ويستعدوا {{فَإِن حَسبك الله}} (الْأَنْفَال: 26) . أَي: كافيك وَحده، وَهَذِه الْآيَة بعد قَوْله: {{وَإِن جنحوا للسلم}} (الْأَنْفَال: 16) . وَبعدهَا ذكر نعْمَة الله عَلَيْهِ بقوله: {{هُوَ الَّذِي أيدك بنصره وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَألف بَين قُلُوبهم}} (الْأَنْفَال: 36) . أَي: جمعهَا على الْإِيمَان بك وعَلى طَاعَتك ومناصرتك. فَإنَّك: {{مَا ألفت بَين قُلُوبهم وَلَكِن الله ألف بَينهم إِنَّه عَزِيز حَكِيم}} (الْأَنْفَال: 36) . .
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:3031 ... ورقمه عند البغا:3176 ]
    - حدَّثنا الحُمَيْدِيُّ قَالَ حدَّثنا الوَلِيدُ بنُ مُسْلِمٍ قَالَ حدَّثنا عبْدُ الله بنُ الْعَلاءِ بنِ زِبْرٍ قَالَ سَمِعْتُ بُسْرَ بنَ عُبَيْدِ الله أنَّهُ سَمِعَ أَبَا إدْرِيسَ قَالَ سَمِعْتُ عَوْفَ بنَ مَالِكٍ قَالَ أتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وهْوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أدَمٍ فقالَ اعْدُدْ سِتَّاً بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مَوْتِي ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأُخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ المَالِ حتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مائَةَ دِينارٍ فيَظَلُّ ساخِطَاً ثُمَّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إلاَّ دَخَلْتُهُ ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونِ بَيْنَكُمْ وبَيْنَ بَني الأصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ فَيَأتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمانِينَ غايَةً تَحْتَ كلِّ غَايَةٍ إثْنَا عَشَرَ ألْفَاً.مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (فيغدرون) .ذكر رِجَاله وهم سِتَّة: الأول: الْحميدِي، وَهُوَ عبد الله بن الزبير بن عِيسَى ونسبته إِلَى أحد أجداده. الثَّانِي: الْوَلِيد بن مُسلم الْقرشِي أَبُو الْعَبَّاس. الثَّالِث: عبد الله بن الْعَلَاء بن زبر، بِفَتْح الزَّاي وَسُكُون الْبَاء الْمُوَحدَة وَالرَّاء: الربعِي، بِفَتْح الرَّاء وَالْبَاء الْمُوَحدَة وبالعين الْمُهْملَة. الرَّابِع: بسر، بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة وَفِي آخِره رَاء: ابْن عبيد الله الْحَضْرَمِيّ. الْخَامِس: أَبُو إِدْرِيس عَائِذ الله بِالْعينِ الْمُهْملَة والهمزة، بعد الْألف وبالذال الْمُعْجَمَة، وَقَالَ ابْن الْأَثِير: بِكَسْر الْيَاء آخر الْحُرُوف بعد الْألف: الْخَولَانِيّ، بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْوَاو وبالنون. السَّادِس: عَوْف ابْن مَالك الْأَشْجَعِيّ، مَاتَ بِالشَّام سنة ثَلَاث وَسبعين.ذكر لطائف إِسْنَاده فِيهِ: التحديث بِصِيغَة الْجمع فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع. وَفِيه: السماع فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع. وَفِيه: القَوْل فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع. وَفِيه: أَن هَؤُلَاءِ كلهم شَامِيُّونَ إلاَّ شيخ البُخَارِيّ، فَإِنَّهُ مكي. وَفِيه: عبد الله بن الْعَلَاء، سَمِعت بسر بن عبيد الله، وَوَقع فِي رِوَايَة الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق دُحَيْم عَن الْوَلِيد عَن عبد الله بن الْعَلَاء عَن زيد بن وَاقد: عَن بسر بن عبيد الله: وَلَا يضر هَذَا رِوَايَة البُخَارِيّ، فَإِن عبد الله بن الْعَلَاء صرح بِالسَّمَاعِ عَن بسر، وَكَذَا فِي رِوَايَة أبي دَاوُد وَابْن مَاجَه وَغَيرهمَا مثل رِوَايَة البُخَارِيّ لَيْسَ فِيهَا زيد بن وَاقد.وَأَبُو دَاوُد أخرجه فِي الْأَدَب عَن مُؤَمل بن الْفضل وَعَن صَفْوَان بن صَالح. وَأخرجه ابْن مَاجَه فِي الْفِتَن عَن دُحَيْم عَن الْوَلِيد بن مُسلم.ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: (فِي غَزْوَة تَبُوك) ، كَانَت فِي سنة .... . قَوْله: (وَهُوَ فِي قبَّة من أَدَم) ، الْقبَّة: بِضَم الْقَاف وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة: الخرقاهة، وكل بِنَاء مدور فَهُوَ قبَّة، وَالْجمع قبابُ وقبية، والأدم، بِفتْحَتَيْنِ اسْم لجمع أَدِيم، وَهُوَ الْجلد المدبوغ المصلح بالدباغ. قَوْله: (سِتا) أَي: سِتّ عَلَامَات لقِيَام الْقِيَامَة. قَوْله: (ثمَّ موتان) بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْوَاو، قَالَ الْقَزاز: هُوَ الْمَوْت، وَقَالَ غَيره: الْمَوْت الْكثير الْوُقُوع، وَيُقَال بِالضَّمِّ لُغَة تَمِيم وَغَيرهم يفتحونها، وَيُقَال: للبليد موتان الْقلب، بِفَتْح الْمِيم والسكون، وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ، رَحمَه الله تَعَالَى: يغلط بعض الْمُحدثين فَيَقُول:
    بِضَم الْمِيم وَالْوَاو، وَإِنَّمَا ذَاك اسْم الأَرْض الَّتِي لم تحز بالزرع والإصلاح، وَوَقع فِي رِوَايَة ابْن السكن: ثمَّ موتتان، بِلَفْظ التَّثْنِيَة وَلَا وَجه لَهُ هُنَا. قَوْله: (كقعاص الْغنم) ، بِضَم الْقَاف وَتَخْفِيف الْعين الْمُهْملَة وَبعد الْألف صَاد مُهْملَة، وَهُوَ دَاء يَأْخُذ الْغنم فيسيل من أنوفها شَيْء فتموت فجاءة، وَكَذَلِكَ غَيرهَا من الدَّوَابّ. وَقَالَ ابْن فَارس: القعاص دَاء يَأْخُذ فِي الصَّدْر كَأَنَّهُ يكسر الْعُنُق، وَقيل: هُوَ الْهَلَاك الْمُعَجل، وَبَعْضهمْ ضَبطه بِتَقْدِيم الْعين على الْقَاف، وَلم أر ذَلِك فِي شرح من شُرُوح البُخَارِيّ، وَمَا ذكره ابْن الْأَثِير وَابْن قرقول وَغَيرهمَا إلاَّ بِتَقْدِيم الْقَاف على الْعين. قَوْله: (ثمَّ استفاضة المَال) ، والاستفاضة من: فاض المَاء والدمع وَغَيرهمَا: إِذا كثر. قَوْله: (فيظل ساخطاً) أَي: يبْقى ساخطاً اسْتِقْلَالا للمبلغ وتحقيراً لَهُ. قَوْله: (ثمَّ هدنة) ، الْهُدْنَة بِضَم الْهَاء: الصُّلْح، وأصل الْهُدْنَة السّكُون، يُقَال: هدن يهدن فَسُمي الصُّلْح على ترك الْقِتَال هدنة ومهادنة، لِأَنَّهُ سُكُون عَن الْقِتَال بعد التحرك فِيهِ. قَوْله: (بني الْأَصْفَر) هم الرّوم. قَوْله: (غَايَة) ، بالغين الْمُعْجَمَة وبالياء آخر الْحُرُوف: الرَّايَة، وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: رَوَاهُ بَعضهم بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَهِي الأجمة، وَشبه كَثْرَة الرماح للعسكر بهَا، فاستعيرت لَهُ، يَعْنِي: يأْتونَ قَرِيبا من ألف ألف رجل، قَالَه الْكرْمَانِي، وَقَالَ غَيره: الْجُمْلَة فِي الْحساب تِسْعمائَة ألف وَسِتُّونَ ألفا، وَقَالَ الْخطابِيّ: الْغَايَة الغيضة، فاستعيرت للرايات ترفع لرؤساء الْجَيْش. وَقَالَ الجواليقي: غَايَة وَرَايَة وَاحِد لِأَنَّهَا غَايَة المتبع، إِذا وقفت وقف وَإِذا مشت تبعها، وَهَذِه السِّت الْمَذْكُورَة ظَهرت مِنْهَا الْخمس: موت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَفتح بَيت الْمُقَدّس، والموتان كَانَ فِي طاعون عمواس زمن عمر بن الْخطاب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ مَاتَ فِيهِ سَبْعُونَ ألفا فِي ثَلَاثَة أَيَّام، واستفاضة المَال كَانَت فِي خلَافَة عُثْمَان، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، عِنْد تِلْكَ الْفتُوح الْعَظِيمَة والفتنة استمرت بعده، وَالسَّادِسَة لم تَجِيء بعد، وروى ابْن دحْيَة من حَدِيث حُذَيْفَة مَرْفُوعا: أَن الله تَعَالَى يُرْسل ملك الرّوم، وَهُوَ الْخَامِس من أَوْلَاد هِرقل، يُقَال لَهُ: صمارة، فيرغب إِلَى الْمهْدي فِي الصُّلْح، وَذَلِكَ لظُهُور الْمُسلمين على الْمُشْركين، فيصالحه إِلَى سَبْعَة أَعْوَام، فَيَضَع {{عَلَيْهِم الْجِزْيَة عَن يَد وهم صاغرون}} (التَّوْبَة: 92) . وَلَا يبْقى لرومي حُرْمَة، وَيكسر لَهُم الصَّلِيب، ثمَّ يرجع الْمُسلمُونَ إِلَى دمشق فَإِذا هم كَذَلِك إِذا رجل من الرّوم قد الْتفت فَرَأى أَبنَاء الرّوم وبناتهم فِي الْقُيُود، فَرفع الصَّلِيب وَرفع صَوته، وَقَالَ: ألاَ من كَانَ يعبد الصَّلِيب فلينصره، فَيقوم إِلَيْهِ رجل من الْمُسلمين فيكسر الصَّلِيب، وَيَقُول: الله أغلب وأعز، فَحِينَئِذٍ يغدرون وهم أولى بالغدر، فيجتمع عِنْد ذَلِك مُلُوك الرّوم خُفْيَة فَيَأْتُونَ إِلَى بِلَاد الْمُسلمين، وهم على غَفلَة مقيمين على الصُّلْح، فَيَأْتُونَ إِلَى أنطاكية فِي اثْنَي عشر ألف راية، تَحت كل راية اثْنَي عشر ألفا، فَعِنْدَ ذَلِك يبْعَث الْمهْدي إِلَى أهل الشَّام والحجاز والكوفة وَالْبَصْرَة وَالْعراق يستنصر بهم، فيبعث إِلَيْهِ أهل الشرق: أَنه قد جَاءَنَا عَدو من أهل خُرَاسَان شغلنا عَنْك، فَيَأْتِي إِلَيْهِ بعض أهل الْكُوفَة وَالْبَصْرَة، فَيخرج بهم إِلَى دمشق وَقد مكث الرّوم فِيهَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا يفسدون وَيقْتلُونَ، فَينزل الله صبره على الْمُسلمين، فَيخْرجُونَ إِلَيْهِم فيشتد الْحَرْب بَينهم وَيسْتَشْهد من الْمُسلمين خلق كثير، فيا لَهَا من وقْعَة ومقتلة مَا أعظمها وَأعظم هولها، ويرتد من الْعَرَب يَوْمئِذٍ أَربع قبائل: سليم وفهد وغسان وطي، فيلحقون بالروم، ثمَّ إِن الله ينزل الصَّبْر والنصر وَالظفر على الْمُؤمنِينَ، ويغضب على الْكَافرين، فعصابة الْمُسلمين يَوْمئِذٍ خير خلق الله تَعَالَى والمخلصين من عباده، وَلَيْسَ فيهم مارد وَلَا مارق وَلَا شارد وَلَا مرتاب وَلَا مُنَافِق، ثمَّ إِن الْمُسلمين يدْخلُونَ إِلَى بِلَاد الرّوم وَيُكَبِّرُونَ على الْمَدَائِن والحصون،. فَتَقَع أسوارها بقدرة الله تَعَالَى، فَيدْخلُونَ الْمَدَائِن والحصون ويغنمون الْأَمْوَال ويسبون النِّسَاء والأطفال، وَتَكون أَيَّام الْمهْدي أَرْبَعِينَ سنة: عشر مِنْهَا بالمغرب، واثني عشر سنة بِالْمَدِينَةِ، واثني عشر سنة بِالْكُوفَةِ، وَسِتَّة بِمَكَّة، وَتَكون منيته فجاءة.

    حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاَءِ بْنِ زَبْرٍ، قَالَ سَمِعْتُ بُسْرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ، قَالَ سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَهْوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ ‏ "‏ اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ، مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلاَّ دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا ‏"‏‏.‏

    Narrated `Auf bin Mali:I went to the Prophet (ﷺ) during the Ghazwa of Tabuk while he was sitting in a leather tent. He said, "Count six signs that indicate the approach of the Hour: my death, the conquest of Jerusalem, a plague that will afflict you (and kill you in great numbers) as the plague that afflicts sheep, the increase of wealth to such an extent that even if one is given one hundred Dinars, he will not be satisfied; then an affliction which no Arab house will escape, and then a truce between you and Bani Al-Asfar (i.e. the Byzantines) who will betray you and attack you under eighty flags. Under each flag will be twelve thousand soldiers

    Telah bercerita kepada kami [Al Humaidiy] telah bercerita kepada kami [Al Walid bin Muslim] telah bercerita kepada kami ['Abdullah bin Al 'Alaa' bin Zabr] berkata aku mendengar [Busr bin 'Ubaidullah] bahwa dia mendengar [Abu Idris] berkata aku mendengar ['Auf bin Malik] berkata; "Aku menemui Nabi shallallahu 'alaihi wasallam ketika terjadi perang Tabuk saat Beliau sedang berada di tenda terbuat dari kulit yang disamak. Beliau bersabda: "Hitunglah enam perkara yang akan timbul menjelang hari qiyamat. Kematianku, dibebaskannya Baitul Maqdis, kematian yang menyerang kalian bagaikan penyakit yang menyerang kambing sehingga mati seketika, melimpahnya harta hingga ada seseorang yang diberi seratus dinar namun masih marah (merasa kurang), timbulnya fitnah sehingga tidak ada satupun rumah orang Arab melainkan akan dimasukinya dan perjanjian antara kalian dan bangsa Bani Al Ashfar (Eropa) lalu mereka mengkhiyanati perjanjian kemudian mereka mengepung kalian dibawah delapan bendera (panji-panji) perang yang pada setiap bendera terdiri dari dua belas ribu personil

    Avf İbn Malik r.a.'in şöyle dediği nakledilmiştir: "Tebuk savaşı sırasında Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in yanına gitmiştim. Deriden yapılmış bir çadırda oturuyordu. Şöyle buyurdu: "Kıyamet kopmadan önce meydana gelecek olan şu altı alameti say: (1) Benim ölümüm, (2) sonra Kudüs'ün (Beytü'l-makdis) fethi, (3) ardından koyunları kırıp geçiren bir salgın hastalık gibi sizi yakalayacak olan Mutan (taun / veba) hastalığının aranızda yaygınlaşması. (4) Sonra zenginlik / mal o kadar artacak ki, kendisine yüz dinar verildiği halde bunun azlığından şikayetle öfkeye kapılanlar olacak. (5) Bunun ardından fitneler ortaya çıkacak ve Araplara ait olup da girmediği tek bir ev bile kalmayacak. (6) Daha sonra Rumlarla barış anlaşması yapacağınız bir dönem gelecek. Ancak onlar sözlerinde durmayıp ihanet edecekler ve her bir sancağın altında on iki bin askerin toplandığı seksen sancak taşıyan büyük bir ordu ile sizin üstünüze yürüyecekler

    مجھ سے حمیدی نے بیان کیا، کہا ہم سے ولید بن مسلم نے بیان کیا، کہا ہم سے عبداللہ بن علاء بن زبیر نے بیان کیا، انہوں نے بیان کیا کہ میں نے بسر بن عبیداللہ سے سنا، انہوں نے ابوادریس سے سنا، کہا کہ میں نے عوف بن مالک رضی اللہ عنہ سے سنا، آپ نے بیان کیا کہ میں غزوہ تبوک کے موقع پر نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کی خدمت میں حاضر ہوا، آپ اس وقت چمڑے کے ایک خیمے میں تشریف فرما تھے۔ آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا، کہ قیامت کی چھ نشانیاں شمار کر لو، میری موت، پھر بیت المقدس کی فتح، پھر ایک وبا جو تم میں شدت سے پھیلے گی جیسے بکریوں میں طاعون پھیل جاتا ہے۔ پھر مال کی کثرت اس درجہ میں ہو گی کہ ایک شخص سو دینار بھی اگر کسی کو دے گا تو اس پر بھی وہ ناراض ہو گا۔ پھر فتنہ اتنا تباہ کن عام ہو گا کہ عرب کا کوئی گھر باقی نہ رہے گا جو اس کی لپیٹ میں نہ آ گیا ہو گا۔ پھر صلح جو تمہارے اور بنی الاصفر ( نصارائے روم ) کے درمیان ہو گی، لیکن وہ دغا کریں گے اور ایک عظیم لشکر کے ساتھ تم پر چڑھائی کریں گے۔ اس میں اسی جھنڈے ہوں گے اور ہر جھنڈے کے ماتحت بارہ ہزار فوج ہو گی ( یعنی نو لاکھ ساٹھ ہزار فوج سے وہ تم پر حملہ آور ہوں گے ) ۔

    (وَقَوْلِهِ تَعَالَى )وَإِنْ يُّرِيْدُوْا أَنْ يَّخْدَعُوْكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِيْٓ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهٰ إِلَى قَوْلِهِ عَزِيْزٌ حَكِيْمٌ( الأية আল্লাহ্ তা‘আলার বাণীঃ তবে তারা যদি আপনাকে ধোঁকা দিতে চায়, তাহলে আপনার জন্য আল্লাহই যথেষ্ট। তিনি সেই সত্তা যিনি আপনাকে শক্তি যুগিয়েছেন স্বীয় সাহায্যে ও মুমিনদের মাধ্যমে। (আনফাল ৬২) ৩১৭৬. ‘আউফ ইবনু মালিক (রাঃ) হতে বর্ণিত। তিনি বলেন, আমি তাবুক যুদ্ধে আল্লাহর রাসূল সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর নিকট এলাম। তিনি তখন একটি চামড়ার তৈরি তাঁবুতে ছিলেন। আল্লাহর রাসূল সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম বললেন, কিয়ামতের আগের ছয়টি নিদর্শন গণনা করে রাখো। আমার মৃত্যু, অতঃপর বায়তুল মুকাদ্দাস বিজয়, অতঃপর তোমাদের মধ্যে ঘটবে মহামারী, বকরীর পালের মহামারীর মত, সম্পদের প্রাচুর্য, এমনকি এক ব্যক্তিকে একশ’ দ্বীনার দেয়ার পরেও সে অসন্তুষ্ট থাকবে। অতঃপর এমন এক ফিতনা আসবে যা আরবের প্রতিটি ঘরে প্রবেশ করবে। অতঃপর যুদ্ধ বিরতির চুক্তি-যা তোমাদের ও বানী আসফার বা রোমকদের মধ্যে সম্পাদিত হবে। অতঃপর তারা বিশ্বাসঘাতকতা করবে এবং আশিটি পতাকা উড়িয়ে তোমাদের বিপক্ষে আসবে; প্রত্যেক পতাকার নীচে থাকবে বার হাজার সৈন্য। (আধুনিক প্রকাশনীঃ ২৯৩৮, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    அவ்ஃப் பின் மாலிக் (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: தபூக் போரின்போது நபி (ஸல்) அவர்களிடம் நான் சென்றேன். அவர்கள் ஒரு தோல் கூடாரத்தில் இருந்தார்கள். அப்போது அவர்கள், ‘‘இறுதி நாள் வருவதற்கு முன்பு (அதற்குரிய) ஆறு அடையாளங்கள் நிகழும். அவற்றை எண்ணிக்கொள்” என்றார்கள்: 1. எனது மரணம். 2. பைத்துல் மக்திஸ் வெற்றி கொள்ளப்படுதல். 3. ஆடுகளுக்கு ஏற்படும் (ஒரு வகை) நோயைப் போன்ற கொள்ளை நோய் உங்களைப் பீடித்தல். (அதனால் ஏராளமானவர்கள் இறந்துபோய் விடுவார்கள்.) 4. பிறகு செல்வம் பெருகி வழியும். எந்த அளவுக்கென்றால் ஒரு வருக்கு நூறு பொற்காசுகள் கொடுக்கப்பட்ட பின்பும் (அதனை அற்பமாகக் கருதி) அவர் அதிருப்தியுடனிருப்பார். 5. பிறகு தீமையொன்று தோன்றும். அரபுகளின் வீடுகளில் அது நுழையாத வீடு எதுவும் இருக்காது. 6. பிறகு உங்களுக்கும் (கிழக்கு ரோமானியரான) மஞ்சள் நிறத்தாருக்கும் இடையே சமாதான ஒப்பந்தம் ஒன்று ஏற்படும். (அதை மதிக்காமல்) அவர்கள் (உங்களை) மோசடி செய்துவிடுவார்கள். பிறகு உங்களை எதிர்த்துப் போரிடுவதற்காக எண்பது கொடிகளின் கீழே (அணி வகுத்து) அவர்கள் வருவார்கள். ஒவ்வொரு கொடிக்கும் கீழே பன்னிரண்டாயிரம் போர் வீரர்கள் இருப்பார்கள்.31 அத்தியாயம் :