• 2216
  • حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ الأَنْصَارِيَّ وَهُوَ حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا ، أَخْبَرَهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الجَرَّاحِ إِلَى البَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ صَالَحَ أَهْلَ البَحْرَيْنِ ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ العَلاَءَ بْنَ الحَضْرَمِيِّ ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ البَحْرَيْنِ ، فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ ، فَوَافَتْ صَلاَةَ الصُّبْحِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا صَلَّى بِهِمُ الفَجْرَ انْصَرَفَ ، فَتَعَرَّضُوا لَهُ ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُمْ ، وَقَالَ : أَظُنُّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدْ جَاءَ بِشَيْءٍ ؟ ، قَالُوا : أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ ، فَوَاللَّهِ لاَ الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ ، وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ

    أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ الأَنْصَارِيَّ وَهُوَ حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا ، أَخْبَرَهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الجَرَّاحِ إِلَى البَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ صَالَحَ أَهْلَ البَحْرَيْنِ ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ العَلاَءَ بْنَ الحَضْرَمِيِّ ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ البَحْرَيْنِ ، فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ ، فَوَافَتْ صَلاَةَ الصُّبْحِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا صَلَّى بِهِمُ الفَجْرَ انْصَرَفَ ، فَتَعَرَّضُوا لَهُ ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُمْ ، وَقَالَ : " أَظُنُّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدْ جَاءَ بِشَيْءٍ ؟ " ، قَالُوا : أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ ، فَوَاللَّهِ لاَ الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ ، وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ "

    حليف: الحليف : المتعاهد والمتعاقد على التَّعاضُد والتَّساعُد والاتّفاق
    بجزيتها: الجزية : هي عبارة عن الْمَال الذي يُعْقَد للْكِتَابي عليه الذِّمَّة، وهي فِعْلة، من الجزَاء، كأنها جَزَت عن قتله ، والجزية مقابل إقامتهم في الدولة الإسلامية وحمايتها لهم
    صالح: صالحهم : اتفق معهم
    فتعرضوا: تعرضوا له : وقفوا أمامه كأنهم يطلبون منه شيئا
    وأملوا: الأمل : كل ما يتمنى المرء تحقيقه، وأملوا أي تفاءلوا بتحقيق الآمال
    أخشى: الخشية : الخوف
    فتنافسوها: التنافس : الرغبة في الشيء ومحبة الانفراد به والمغالبة عليه
    تنافسوها: التنافس : الرغبة في الشيء ومحبة الانفراد به والمغالبة عليه
    لاَ الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ ، وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ
    لا توجد بيانات

    [3158] قَوْلُهُ الْأَنْصَارِيُّ الْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَهْلِ الْمَغَازِي أَنَّهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَهُوَ مُوَافِقٌ لِقَوْلِهِ هُنَا وَهُوَ حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ لِأَنَّهُ يُشْعِرُ بِكَوْنِهِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ وَصَفَهُ بِالْأَنْصَارِيِّ بِالْمَعْنَى الْأَعَمِّ وَلَا مَانِعَ أَنْ يَكُونَ أَصْلُهُ مِنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ وَنَزَلَ مَكَّةَ وَحَالَفَ بَعْضَ أَهْلِهَا فَبِهَذَا الِاعْتِبَارِ يَكُونُ أَنْصَارِيًّا مُهَاجِرِيًّا ثُمَّ ظَهَرَ لِي أَنَّ لَفْظَةَ الْأَنْصَارِيِّ وَهْمٌ وَقَدْ تَفَرَّدَ بِهَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَرَوَاهُ أَصْحَابُ الزُّهْرِيِّ كُلُّهُمْ عَنْهُ بِدُونِهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا وَهُوَ مَعْدُودٌ فِي أَهْلِ بَدْرٍ بِاتِّفَاقِهِمْ وَوَقَعَ عِنْدَ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ فِي الْمَغَازِي أَنَّهُ عُمَيْرُ بْنُ عَوْفٍ بِالتَّصْغِيرِ وَسَيَأْتِي فِي الرِّقَاقِ مِنْ طَرِيقِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِغَيْرِ تَصْغِيرٍ وَكَأَنَّهُ كَانَ يُقَالُ فِيهِ بِالْوَجْهَيْنِ وَقَدْ فَرَّقَ الْعَسْكَرِيُّ بَيْنَ عُمَيْرِ بْنِ عَوْفٍ وَعَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَالصَّوَابُ الْوَحْدَةُ قَوْلُهُ بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ أَيِ الْبَلَدِ الْمَشْهُورِ بِالْعِرَاقِ وَهِيَ بَيْنَ الْبَصْرَةِ وَهَجَرَ وَقَوْلُهُ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا أَيْ بِجِزْيَةِ أَهْلِهَا وَكَانَ غَالِبُ أَهْلِهَا إِذْ ذَاكَ الْمَجُوسَ فَفِيهِ تَقْوِيَةٌ لِلْحَدِيثِ الَّذِي قَبْلَهُ وَمِنْ ثَمَّ تَرْجَمَ عَلَيْهِ النَّسَائِيُّ أَخْذَ الْجِزْيَةِ مِنْ الْمَجُوس وَذكر بْنِ سَعْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ قِسْمَةِ الْغَنَائِمِ بِالْجِعِرَّانَةِ أَرْسَلَ الْعَلَاءَ إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ سَاوَى عَامِلِ الْبَحْرَيْنِ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَ وَصَالَحَ مَجُوسَ تِلْكَ الْبِلَادِ عَلَى الْجِزْيَةِ قَوْلُهُ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ كَانَ ذَلِكَ فِي سَنَةِ الْوُفُودِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَالْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ صَحَابِيٌّ شَهِيرٌ وَاسْمُ الْحَضْرَمِيِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ وَكَانَ من أهل حَضرمَوْت فَقدم مَكَّة فحالف بِهَا بَنِي مَخْزُومٍ وَقِيلَ كَانَ اسْمُ الْحَضْرَمِيِّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ زهرمز وَذَكَرَ عُمَرَ بْنِ شَبَّةَ فِي كِتَابِ مَكَّةَ عَنْ أَبِي غَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ أَنَّ كِسْرَى لَمَّا أَغَارَ بَنُو تَمِيمٍ وَبَنُو شَيْبَانَ عَلَى مَالِهِ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَسْكَرًا عَلَيْهِمْ زَهْرَمْزُ فَكَانَتْ وَقْعَةُ ذِي قَارٍ فَقَتَلُوا الْفُرْسَ وَأَسَرُوا أَمِيرَهُمْ فَاشْتَرَاهُ صَخْرُ بْنُ رَزِينٍ الدَّيْلِيُّ فَسَرَقَهُ مِنْهُ رَجُلٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ فَتَبِعَهُ صَخْرٌ حَتَّى افْتَدَاهُ مِنْهُ فَقَدِمَ بِهِ مَكَّةَ وَكَانَ صَنَّاعًا فَعُتِقَ وَأَقَامَ بِمَكَّةَ وَوُلِدَ لَهُ أَوْلَادٌ نُجَبَاءُ وَتَزَوَّجَ أَبُو سُفْيَانَ ابْنَتَهُ الصَّعْبَةَ فَصَارَتْ دَعْوَاهُمْ فِي آلِ حَرْبٍ ثُمَّ تَزَوَّجَهَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ وَالِدُ طَلْحَةَ أَحَدُ الْعَشَرَةِ فَوَلَدَتْ لَهُ طَلْحَةَ قَالَ وَقَالَ غَيْرُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ كُلْثُومَ بن رَزِينٍ أَوْ أَخَاهُ الْأَسْوَدَ خَرَجَ تَاجِرًا فَرَأَى بحضرموت عبدا فارسيا نَجَّارًا يُقَالُ لَهُ زَهْرَمْزُ فَقَدِمَ بِهِ مَكَّةَ ثُمَّ اشْتَرَاهُ مِنْ مَوْلَاهُ وَكَانَ حِمْيَرِيًّا يُكَنَّى أَبَا رِفَاعَةَ فَأَقَامَ بِمَكَّةَ فَصَارَ يُقَالُ لَهُ الْحَضْرَمِيُّ حَتَّى غَلَبَ عَلَى اسْمِهِ فَجَاوَرَ أَبَا سُفْيَانَ وَانْقَطَعَ إِلَيْهِ وَكَانَ آلُ رَزِينٍ حُلَفَاءَ لِحَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ وَأَسْلَمَ الْعَلَاءُ قَدِيمًا وَمَاتَ الثَّلَاثَةُ الْمَذْكُورُونَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَالْعَلَاءُ بِالْيَمَنِ وَعَمْرُو بْنُ عَوْفٍ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَوْلُهُ فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ بَيَانُ الْمَالِ الْمَذْكُورِ وَقَدْرُهُ وَقِصَّةُ الْعَبَّاسِ فِي الْأَخْذِ مِنْهُ وَهِيَ الَّتِي ذُكِرَتْ هُنَا أَيْضًا قَوْلُهُ فَسَمِعَتِ الْأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ فَوَافَقَتْ صَلَاةَ الصُّبْحِ يُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَجْتَمِعُونَ فِي كُلِّ الصَّلَوَاتِفِي التَّجْمِيعِ إِلَّا لِأَمْرٍ يَطْرَأُ وَكَانُوا يُصَلُّونَ فِي مَسَاجِدِهِمْ إِذْ كَانَ لِكُلِّ قَبِيلَةٍ مَسْجِدٌ يَجْتَمِعُونَ فِيهِ فَلِأَجْلِ ذَلِكَ عَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمِ اجْتَمَعُوا لِأَمْرٍ وَدَلَّتِ الْقَرِينَةُ عَلَى تَعْيِينِ ذَلِكَ الْأَمْرِ وَهُوَ احْتِيَاجُهُمْ إِلَى الْمَالِ لِلتَّوْسِعَةِ عَلَيْهِمْ فَأَبَوْا إِلَّا أَنْ يَكُونَ لِلْمُهَاجِرِينَ مِثْلُ ذَلِكَ وَقَدْ تَقَدَّمَ هُنَاكَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ فَلَمَّا قَدِمَ الْمَالُ رَأَوْا أَنَّ لَهُمْ فِيهِ حَقًّا وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ وَعَدَهُمْ بِأَنْ يُعْطِيَهِمْ مِنْهُ إِذَا حَضَرَ وَقَدْ وَعَدَ جَابِرًا بَعْدَ هَذَا أَنْ يُعْطِيَهُ مِنْ مَالِ الْبَحْرَيْنِ فَوَفَّى لَهُ أَبُو بَكْرٍ قَوْلُهُ فَتَعَرَّضُوا لَهُ أَيْ سَأَلُوهُ بِالْإِشَارَةِ قَوْلُهُ قَالُوا أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْأَخْفَشُ أَجَلْ فِي الْمَعْنَى مِثْلُ نَعَمْ لَكِنَّ نَعَمْ يَحْسُنُ أَنْ تُقَالَ جَوَابَ الِاسْتِفْهَامِ وَأَجَلْ أَحْسَنُ مِنْ نَعَمْ فِي التَّصْدِيقِ قَوْلُهُ فَأَبْشِرُوا أَمْرٌ مَعْنَاهُ الْإِخْبَارُ بِحُصُولِ الْمَقْصُودِ قَوْلُهُ فَتَنَافَسُوهَا يَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي كِتَابِ الرِّقَاقِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ طَلَبَ الْعَطَاءِ مِنَ الْإِمَامِ لَا غَضَاضَةَ فِيهِ وَفِيهِ الْبُشْرَى مِنَ الْإِمَامِ لِأَتْبَاعِهِ وَتَوْسِيعُ أَمَلِهِمْ مِنْهُ وَفِيهِ مِنْ أَعْلَامِ النُّبُوَّةِ إِخْبَارُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا يُفْتَحُ عَلَيْهِمْ وَفِيهِ أَنَّ الْمُنَافَسَةَ فِي الدُّنْيَا قَدْ تَجُرُّ إِلَى هَلَاكِ الدِّينِ وَوَقَعَ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عِنْدَ مُسْلِمٍ مَرْفُوعًا تَتَنَافَسُونَ ثُمَّ تَتَحَاسَدُونَ ثُمَّ تَتَدَابَرُونَ ثُمَّ تَتَبَاغَضُونَ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ كُلَّ خَصْلَةٍ مِنَ الْمَذْكُورَاتِ مُسَبَّبَةٌ عَنِ الَّتِي قَبْلَهَا وَسَيَأْتِي بَقِيَّةُ الْكَلَامِ عَلَى ذَلِكَ فِي الرِّقَاقِ إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى ثَالِثهَا


    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:3015 ... ورقمه عند البغا: 3158 ]
    - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ الأَنْصَارِيَّ -وَهْوَ حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَىٍّ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا أَخْبَرَهُ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَلاَءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ فَوَافَتْ صَلاَةَ الصُّبْحِ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَلَمَّا صَلَّى بِهِمِ الْفَجْرَ انْصَرَفَ، فَتَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ رَآهُمْ وَقَالَ: أَظُنُّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدْ جَاءَ بِشَىْءٍ , قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ لاَ الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ".وبه قال: (حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: (أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة (عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب أنه (قال: حدّثني) بالإفراد (عروة بن الزبير) بن العوّام (عن المسور بن مخرمة أنه أخبره أن عمرو بن عوف) بفتح العين وسكون الميم (الأنصاري) عدة ابنإسحاق وابن سعد ممن شهد بدرًا من المهاجرين وهو موافق لقوله هنا (وهو حليف لبني عامر بن لؤي) لأنه يشعر بكونه مكيًّا ويحتمل أن يكون أصله من الأوس والخزرج ثم نزل مكة وحالف بعض أهلها فبهذا الاعتبار يكون أنصاريًّا مهاجريًّا (وكان شهد بدرًا أخبره أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعث أبا عبيدة بن الجراح) هو عامر بن عبد الله بن الجراح أمين هذه الأمة (إلى البحرين) البلد المشهور بالعراق (يأتي بجزيتها)، أي بجزية أهلها وكان أكثر أهلها إذ ذاك المجوس (وكان رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هو صالح أهل البحرين) في سنة الوفود سنة تسع من الهجرة (وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي) الصحابي المشهور (فقدم أبو عبيدة) بن الجراح (بمال من البحرين)، وكان فيما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن حميد بن هلال مائة ألف وهو أوّل خراج قدم به عليه (فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافت) من الموافاة ولأبي ذر عن الكشميهني فوافقت بالقاف بعد الفاء من الموافقة (صلاة الصبح) ولابن عساكر فوافت الصبح (مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلما صلّى بهم الفجر انصرف فتعرضوا له فتبسم رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين رآهم وقال):(أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء بشيء قالوا: أجل). أي نعم (يا رسول الله قال: فأبشروا) بهمزة قطع (وأملوا) بهمزة مفتوحة فميم مكسورة مشددة من غير مدّ من التأميل. وقال الزركشي: الأمل الرجاء يقال أملته فهو مأمول. قال الدماميني: مقتضاه أن
    تكون وأملوا بهمزة وصل وميم مضمومة اهـ. وضبطها الصغاني بالوجهين (ما يسركم) ففيه البشرى من الإمام لأتباعه وتوسيع أملهم (فوالله لا الفقر أخشى عليكم) بنصب الفقر مفعول أخشى (ولكن أخشى عليكم أن تبسط) بضم أوله وفتح ثالثه وأن مصدرية أي بسط (عليكم الدنيا، كما بسطت على من كان قبلكم) وسقط لابن عساكر لفظة كان (فتنافسوها كما تنافسوها) ولغير الكشميهني: فتنافسوا كما تنافسوا بإسقاط الهاء فيهما والذي في الفرع بإسقاطها في الأولى فقط وكذا في أصله (وتهلككم كما أهلكتهم) فيه أن المنافسة في الدنيا قد تجر إلى الهلاك في الدين.


    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:3015 ... ورقمه عند البغا:3158]

    حدَّثنا أبُو اليَمانِ قَالَ أخْبَرَنا شُعَيْبٌ عنِ الزُّهْرِي قَالَ حدَّثني عُرْوَةُ بنُ الزَّبَيْرِ عنِ المِسْوَرِ بنِ مَخْرَمَةَ أنَّهُ أخبرَهُ أنَّ عَمْرَو بنَ عَوْفٍ الأنْصَارِيَّ وهْوَ حَلِيفٌ لِبَني عامِرِ بنِ لُؤيٍّ وكانَ شَهِدَ بَدْرَاً أخْبَرَهُ أنَّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعَثَ أبَا عُبَيْدَةَ بنَ الجَرَّاحِ إِلَى البَحْرَيْنِ يأتِي بِجزْيَتَها وكانَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هوَ صالَحَ أهْلَ الْبَحْرَيْنِ وأمَّرَ عَلَيْهِمْ العَلاءَ بنَ الحَضْرَمِيِّ فَقَدِمَ أبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ البَحْرَيْنِ فسَمِعَتِ الأنْصَارُ بقُدُومِ أبي عُبَيْدَةَ فَوافَتْ صَلاةَ الصُّبْحِ معَ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فلَمَّا صلَّى بِهِمُ الفَجْرَ انْصَرَفَ فتَعَرَّضُوا لهُ فتَبَسَّمَ رسوُلُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِينَ رآهُمْ وَقَالَ أظُنُّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ أنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قدْ جاءَ بِشَيْءٍ قَالُوا أجَلْ يَا رسولَ الله قَالَ فأبْشِرُوا وأمِّلُوا مَا يَسُرّكُمْ فَوالله لَا الفقْرَ أخْشَى علَيْكُمْ ولَكِنْ أخْشَى علَيْكُمْ أنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ علَى منْ كانَ قَبْلَكُمْ فَتَنافَسُوها كَمَا تَنافَسُوا هَا وتُهْلكَكُمْ كمَا أهْلَكَتْهُمْ.
    مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: (بعث أَبَا عُبَيْدَة إِلَى الْبَحْرين) إِلَى قَوْله: (فَقدم أَبُو عُبَيْدَة بمالٍ من الْبَحْرين) وَكَانَ أهل الْبَحْرين إِذْ ذَاك مجوساً.
    وَأَبُو الْيَمَان الحكم بن نَافِع، وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة الْحِمصِي، وَالزهْرِيّ هُوَ مُحَمَّد بن مُسلم، وكل هَؤُلَاءِ قد ذكرُوا، وَعَمْرو بن عَوْف بِالْفَاءِ فِي آخِره الْأنْصَارِيّ، قَالَ أَبُو عمر: عَمْرو بن عَوْف الْأنْصَارِيّ، حَلِيف لبني عَامر بن لؤَي، شهد بَدْرًا، يُقَال لَهُ: عُمَيْر، وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: هُوَ مولى سُهَيْل بن عَمْرو العامري، سكن الْمَدِينَة، لَا عقب لَهُ، روى عَنهُ الْمسور بن مخرمَة حَدِيثا وَاحِدًا: أَن رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَخذ الْجِزْيَة من مجوس الْبَحْرين، قَالَ بَعضهم: الْمَعْرُوف عِنْد أهل الْمَغَازِي أَنه من الْمُهَاجِرين، لِأَن قَوْله: وَهُوَ حَلِيف لبني عَامر يشْعر بِكَوْنِهِ من أهل مَكَّة. قلت: لَا يقطع بِهِ أَنه من الْمُهَاجِرين، ثمَّ قَالَ هَذَا الْقَائِل: ثمَّ ظهر لي أَن لَفْظَة الْأنْصَارِيّ وهم، وَقد تفرد بهَا شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ، وَرَوَاهُ أَصْحَاب الزُّهْرِيّ كلهم عَنهُ بِدُونِهَا فِي (الصَّحِيحَيْنِ) وَغَيرهمَا. قلت: هَذَا أَيْضا لَا يجْزم بِهِ أَنه من الْمُهَاجِرين، وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة ثِقَة لَا يضر تفرده بِمثل هَذَا، على أَنه يحْتَمل أَن يكون أَصله من الْأَوْس أَو من الْخَزْرَج، وَنزل مَكَّة وحالف بعض أَهلهَا، فَبِهَذَا الِاعْتِبَار يُطلق عَلَيْهِ أَنه أَنْصَارِي مُهَاجِرِي بِاعْتِبَار الْوَجْهَيْنِ الْمَذْكُورين، وَوَقع عِنْد مُوسَى بن عقبَة فِي الْمَغَازِي أَنه: عُمَيْر بن عَوْف، بِالتَّصْغِيرِ، وَقد ذكرنَا عَن قريب عَن أبي عمر أَنه يُقَال لَهُ: عمر، وَقد فرق العسكري بَين عَمْرو بن عَوْف وَعُمَيْر بن عَوْف، وَالصَّوَاب مَا قَالَه أَبُو عمر: إنَّهُمَا وَاحِد.
    قَوْله: (أَبَا عُبَيْدَة) ، واسْمه عَامر بن عبد الله بن الْجراح أَمِين هَذِه الْأمة. قَوْله: (وَكَانَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، هُوَ صَالح أهل الْبَحْرين) ، وَكَانَ ذَلِك فِي سنة الْوُفُود سنة تسع من الْهِجْرَة. قَوْله: (وأمَّر عَلَيْهِم الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ) ، وَهُوَ صَحَابِيّ مَشْهُور، وَاسم الْحَضْرَمِيّ: عبد الله بن مَالك بن ربيعَة، وَكَانَ من أهل حَضرمَوْت، فَقدم مَكَّة فَخَالف بهَا بني مَخْزُوم وَأسلم الْعَلَاء قَدِيما، وَمَات أَبُو عُبَيْدَة والْعَلَاء بِالْيمن وَعَمْرو بن عَوْف فِي خلَافَة عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم، قَوْله: (أملوا) ، من التأميل. قَوْله: (لَا الْفقر) ، مَنْصُوب لِأَنَّهُ مفعول أخْشَى. قَوْله: (أَن تبسط) ، كلمة: أَن، مَصْدَرِيَّة فِي مَحل النصب على أَنه مفعولٌ وَلَكِن أخْشَى. قَوْله: (فتنافسوها) ، من التنافس، وَهُوَ الرَّغْبَة فِي الشَّيْء والانفراد بِهِ، وَهُوَ من الشَّيْء النفيس الْجيد فِي نَوعه ونافست فِي الشَّيْء مُنَافَسَة ونفاساً: إِذا رغبت فِيهِ.
    وَفِي الحَدِيث: أَن طلب الْعَطاء من الإِمَام لَا غَضَاضَة فِيهِ. وَفِيه: الْبُشْرَى من الإِمَام لاتباعه وتوسيع أملهم مِنْهُ. وَفِيه: من إِعْلَام النُّبُوَّة أخباره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا يفتح عَلَيْهِم. وَفِيه: أَن المنافسة فِي الدُّنْيَا قد تجر إِلَى هَلَاك الدّين.

    حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ الأَنْصَارِيَّ وَهْوَ حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَىٍّ وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ هُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَلاَءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ فَوَافَتْ صَلاَةَ الصُّبْحِ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، فَلَمَّا صَلَّى بِهِمِ الْفَجْرَ انْصَرَفَ، فَتَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حِينَ رَآهُمْ وَقَالَ ‏"‏ أَظُنُّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدْ جَاءَ بِشَىْءٍ ‏"‏‏.‏ قَالُوا أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ لاَ الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ ‏"‏‏.‏

    Narrated `Amr bin `Auf Al-Ansari:(who was an ally of Bam `Amr bin Lu'ai and one of those who had taken part in (the Ghazwa of) Badr): Allah's Messenger (ﷺ) sent Abu 'Ubaida bin Al-Jarreh to Bahrain to collect the Jizya. Allah's Messenger (ﷺ) had established peace with the people of Bahrain and appointed Al-`Ala' bin Al-Hadrami as their governor. When Abu 'Ubaida came from Bahrain with the money, the Ansar heard of Abu 'Ubaida's arrival which coincided with the time of the morning prayer with the Prophet. When Allah's Messenger (ﷺ) led them in the morning prayer and finished, the Ansar approached him, and he looked at them and smiled on seeing them and said, "I feel that you have heard that Abu. 'Ubaida has brought something?" They said, "Yes, O Allah's Messenger (ﷺ)' He said, "Rejoice and hope for what will please you! By Allah, I am not afraid of your poverty but I am afraid that you will lead a life of luxury as past nations did, whereupon you will compete with each other for it, as they competed for it, and it will destroy you as it destroyed them

    Telah bercerita kepada kami [Abu Al Yaman] telah mengabarkan kepada kami [Syu'aib] dari [Az Zuhriy] berkata telah bercerita kepadaku ['Urwah bin Az Zubair] dari [Al Miswar bin Makhramah], dia mengabarkan kepadanya bahwa ['Amru bin 'Auf Al Anshariy], dia adalah cucu dari Bani 'Amir bin Lu'ay yang turut serta dalam perang Badar, mengabarkan kepadanya bahwa Rasulullah Shallallahu'alaihiwasallam mengutus Abu 'Ubaidah bin Al Jarrah ke negeri Bahrain untuk mengambil jizyah. Sebelumnya Rasulullah Shallallahu'alaihiwasallam telah membuat perjanjian dengan penduduk Bahrain dan menjadikan Al 'Alaa' bin Al Hadlramiy sebagai pemimpin mereka. Maka Abu 'Ubaidah datang dengan membawa harta dari negeri Bahrain. Kedatangan Abu 'Ubaidah ini didengar oleh Kaum Anshar bertepatan dengan saat shalat Shubuh bersama Rasulullah Shallallahu'alaihiwasallam. Setelah shalat selesai, Beliau segera pergi namun mereka berkerumun menghampiri Beliau. Maka Rasulullah Shallallahu'alaihiwasallam tersenyum ketika melihat mereka seraya berkata: "Aku kira kalian telah mendengar bahwa Abu 'Ubaidah telah tiba dengan membawa sesuatu". Mereka berkata; "Benar sekali wahai Rasulullah". Maka Beliau bersabda: "Bergenbiralah dan bercita-citalah dengan apa yang dapat membuat kalian berbahagia. Sungguh demi Allah, bukanlah kefakiran yang aku khawatirkan dari kalian. Akan tetapi yang aku khawatirkan atas kalian adalah bila kalian telah dibukakan (harta) dunia sebagaimana telah dibukakan kepada orang-orang sebelum kalian lalu kalian berlomba-loba untuk memperebutkannya sebagaimana mereka berlomba-lomba memperebutkannya sehingga harta dunia itu membinasakan kalian sebagaimana telah membinasakan mereka

    Amr İbn Avf'ın -Amir İbn Luey oğullarının müttefikidir ve Amr Bedir savaşına katılmıştır - şöyle dediği nakledilmektedir: «Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem, Ebu Ubeyde İbnü'l-Cerrah'ı cizyeleri toplayıp getirmesi için Bahreyn'e göndermişti. O sırada Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in Bahreyn halkı ile anlaşması bulunuyordu. Resul-i Ekrem Sallallahu Aleyhi ve Sellem Bahreyn yöneticisi (emir) olarak Ala İbnü'l-Hadramı'yi atamıştı. Ebu Ubeyde Bahreyn'den topladığı mallarla sabah namazı vaktinde Medine'ye döndü. Onun döndüğünü ensar da duymuş ve sabah namazı için mescide gelmişti. Resul-i Ekrem Sallallahu Aleyhi ve Sellem cemaate sabah namazını kıldırdıktan sonra döndü gidiyordu. Orada bulunanlar hemen O'na s.a.v. doğru koşuşturup önünde durdular. Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem da onları görünce tebessüm etti ve şöyle dedi: "Sanırım, Ebu Ubeyde'nin bir şeyler getirdiğini duydunuz!" Onlar da: "Evet, ey Allah'ın Resulü" diye cevap verdiler. Bunun üzerine Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem şöyle buyurdu: "Müjdeler olsun size, bundan böyle sizi sevindirecek şeyleri de umabilirsiniz. Vallahi, sizin hakkınızda beni endişeye sevk eden fakirlik değildir. Ancak dünyanın sizden öncekilere olduğu gibi size de olanca genişliği ile açılmasından, onların bu dünyalığı elde etmek için birbirleriyle kıran kırana yarıştıkları gibi sizin de yarışmanızdan ve dünyanın onları helak ettiği gibi sizi de helak etmesinden korkuyorum" Tekrar:

    ہم سے ابوالیمان نے بیان کیا، انہوں نے کہا ہم کو شعیب نے خبر دی، انہیں زہری نے کہا کہ مجھ سے عروہ بن زبیر رضی اللہ عنہ نے بیان کیا، ان سے مسور بن مخرمہ رضی اللہ عنہما نے اور انہیں عمرو بن عوف رضی اللہ عنہ نے خبر دی وہ بنی عامر بن لوی کے حلیف تھے اور جنگ بدر میں شریک تھے۔ انہوں نے ان کو خبر دی کہ رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم نے ابوعبیدہ بن جراح رضی اللہ عنہ کو بحرین جزیہ وصول کرنے کے لیے بھیجا تھا۔ آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے بحرین کے لوگوں سے صلح کی تھی اور ان پر علاء بن حضرمی رضی اللہ عنہ کو حاکم بنایا تھا۔ جب ابوعبیدہ رضی اللہ عنہ بحرین کا مال لے کر آئے تو انصار کو معلوم ہو گیا کہ ابوعبیدہ رضی اللہ عنہ آ گئے ہیں۔ چنانچہ فجر کی نماز سب لوگوں نے نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کے ساتھ پڑھی۔ جب آپ صلی اللہ علیہ وسلم نماز پڑھا چکے تو لوگ آپ صلی اللہ علیہ وسلم کے سامنے آئے۔ آپ صلی اللہ علیہ وسلم انہیں دیکھ کر مسکرائے اور فرمایا کہ میرا خیال ہے کہ تم نے سن لیا ہے کہ ابوعبیدہ کچھ لے کر آئے ہیں؟ انصار رضی اللہ عنہم نے عرض کیا جی ہاں، یا رسول اللہ! آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا، تمہیں خوشخبری ہو، اور اس چیز کے لیے تم پرامید رہو۔ جس سے تمہیں خوشی ہو گی، لیکن اللہ کی قسم! میں تمہارے بارے میں محتاجی اور فقر سے نہیں ڈرتا۔ مجھے اگر خوف ہے تو اس بات کا کچھ دنیا کے دروازے تم پر اس طرح کھول دئیے جائیں گے جیسے تم سے پہلے لوگوں پر کھول دئیے گئے تھے، تو ایسا نہ ہو کہ تم بھی ان کی طرح ایک دوسرے سے جلنے لگو اور یہ جلنا تم کو بھی اسی طرح تباہ کر دے جیسا کہ پہلے لوگوں کو کیا تھا۔

    মিস্ওয়ার ইবনু মাখরামাহ (রাঃ) হতে বর্ণিত যে, ‘আমর ইবনু আউফ আনসারী (রাঃ) যিনি বনী আমির ইবনু লুয়াইয়ের মিত্র ছিলেন এবং বাদর যুদ্ধে অংশ নিয়েছিলেন, তিনি তাঁকে বলেছেন যে, আল্লাহর রাসূল সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম আবূ ‘উবাইদাহ ইবনু জাররাহ (রাঃ)-কে বাহরাইনের জিযইয়াহ আদায় করার জন্য পাঠালেন। আর রাসূলূল্লাহ্ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম বাহরাইনবাসীদের সঙ্গে সন্ধি করেছিলেন এবং আলা ইবনু হাযরামী (রাঃ)-কে তাদের আমীর নিযুক্ত করেছিলেন। আবূ ‘উবাইদাহ (রাঃ) বাহরাইন হতে অর্থ সম্পদ নিয়ে এলেন। আনসারগণ আবূ ‘উবাইদাহর আগমন বার্তা শুনে আল্লাহর রাসূল সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর সঙ্গে ফজরের সালাতে সবাই হাযির হলেন। যখন আল্লাহর রাসূল তাঁদের নিয়ে ফজরের সালাত আদায় করে ফিরলেন, তখন তারা তাঁর সামনে হাযির হলেন। আল্লাহর রাসূল সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম তাদের দেখে মুচকি হাসলেন এবং বললেন, আমার মনে হয় তোমরা শুনেছ, আবূ ‘উবাইদাহ (রাঃ) কিছু নিয়ে এসেছেন। তারা বললেন, হ্যাঁ, হে আল্লাহর রাসূল। আল্লাহর রাসূল সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম বললেন, ‘সুসংবাদ গ্রহণ কর এবং যা তোমাদের খুশী করে তার আকাঙ্ক্ষা রাখ। আল্লাহর কসম! আমি তোমাদের ব্যাপারে দারিদ্রের ভয় করি না। কিন্তু তোমাদের ব্যাপারে এ আশঙ্কা করি যে, তোমাদের উপর দুনিয়া এরূপ প্রসারিত হয়ে পড়বে যেমন তোমাদের অগ্রবর্তীদের উপর প্রসারিত হয়েছিল। আর তোমরাও দুনিয়ার প্রতি আকৃষ্ট হয়ে পড়বে, যেমন তারা আকৃষ্ট হয়েছিল। আর তা তোমাদের বিনাশ করবে, যেমন তাদের বিনাশ করেছে।’ (মুসলিম ৫৩ হাঃ ২৯৬১, আহমাদ ১৭২৩৪) (আধুনিক প্রকাশনীঃ ২৯২২, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    மிஸ்வர் பின் மக்ரமா (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: யிபனூ ஆமிர் பின் லுஅய்’ குலத்தாரின் ஒப்பந்த நண்பரும் பத்ர் போரில் கலந்து கொண்டவருமான அம்ர் பின் அவ்ஃப் அல்அன்சாரீ (ரலி) அவர்கள் என்னிடம் கூறினார்கள்: அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள் அபூஉபைதா பின் அல்ஜர்ராஹ் (ரலி) அவர்களை பஹ்ரைனிலிருந்து யிஜிஸ்யா’ வரியை வசூலித்து வரும்படி அனுப்பி னார்கள். அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள், (அக்னி ஆராதனையாளர்களான) பஹ்ரைன்வாசிகளுடன் சமாதான ஒப்பந் தம் செய்துகொண்டு அவர்களுக்கு அலா பின் அல்ஹள்ரமீ (ரலி) அவர்களைத் தலைவராக நியமித்திருந்தார்கள்.4 அபூஉபைதா (ரலி) அவர்கள் பஹ்ரை னிலிருந்து நிதியுடன் வந்தார்கள். அபூ உபைதா (ரலி) அவர்கள் வந்திருப்பதைக் கேள்விப்பட்டு அன்சாரிகள் நபி (ஸல்) அவர்களிடம் செல்ல, அது ஃபஜ்ர் தொழுகையின் நேரமாக அமைந்துவிட்டது. நபி (ஸல்) அவர்கள் மக்களுடன் தொழுது முடித்துத் திரும்ப, அன்சாரிகள் நபியவர் களிடம் சைகையால் கேட்டார்கள். (ஆர்வத்துடனிருந்த) அவர்களைக் கண்டவுடன் அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள் புன்னகைத்துவிட்டு, ‘‘அபூஉபைதா ஏதோ கொண்டுவந்திருக்கிறார் என நீங்கள் கேள்விப்பட்டிருக்கிறீர்கள் என நான் நினைக்கிறேன்” என்று கூற, அன்சாரிகள், ‘‘ஆம், அல்லாஹ்வின் தூதரே!” என்று பதிலளித்தார்கள். ‘‘ஆகவே, ஒரு மகிழ்ச்சியான செய்தி! உங்களுக்கு மகிழ்வைத் தரும் நிகழ்ச்சி நடக்குமென்று நம்புங்கள். அல்லாஹ்வின் மீதாணையாக! உங்களுக்கு வறுமை ஏற்பட்டுவிடும் என்று நான் அஞ்சவில்லை. ஆயினும், உங்களுக்கு முன்னிருந்தவர் களுக்கு உலகச் செல்வம் அதிகமாகக் கொடுக்கப்பட்டதைப் போன்று உங்களுக் கும் அதிகமாகக் கொடுக்கப்பட்டு, அவர்கள் அதற்காகப் போட்டியிட்டதைப் போன்று நீங்களும் போட்டியிட, அவர்களை அது அழித்துவிட்டதைப் போன்று உங்களையும் அது அழித்து விடுமோ என்றுதான் நான் அஞ்சுகிறேன்” என நபி (ஸல்) அவர்கள் கூறினார்கள். அத்தியாயம் :