• 2704
  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِسَارَةَ ، فَدَخَلَ بِهَا قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ مِنَ المُلُوكِ ، أَوْ جَبَّارٌ مِنَ الجَبَابِرَةِ ، فَقِيلَ : دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بِامْرَأَةٍ هِيَ مِنْ أَحْسَنِ النِّسَاءِ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ : أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ مَنْ هَذِهِ الَّتِي مَعَكَ ؟ قَالَ : أُخْتِي ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا فَقَالَ : لاَ تُكَذِّبِي حَدِيثِي ، فَإِنِّي أَخْبَرْتُهُمْ أَنَّكِ أُخْتِي ، وَاللَّهِ إِنْ عَلَى الأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرُكِ ، فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ فَقَامَ إِلَيْهَا ، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ وَتُصَلِّي ، فَقَالَتْ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ ، وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي ، إِلَّا عَلَى زَوْجِي فَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيَّ الكَافِرَ ، فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ "

    حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِسَارَةَ ، فَدَخَلَ بِهَا قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ مِنَ المُلُوكِ ، أَوْ جَبَّارٌ مِنَ الجَبَابِرَةِ ، فَقِيلَ : دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بِامْرَأَةٍ هِيَ مِنْ أَحْسَنِ النِّسَاءِ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ : أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ مَنْ هَذِهِ الَّتِي مَعَكَ ؟ قَالَ : أُخْتِي ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا فَقَالَ : لاَ تُكَذِّبِي حَدِيثِي ، فَإِنِّي أَخْبَرْتُهُمْ أَنَّكِ أُخْتِي ، وَاللَّهِ إِنْ عَلَى الأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرُكِ ، فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ فَقَامَ إِلَيْهَا ، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ وَتُصَلِّي ، فَقَالَتْ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ ، وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي ، إِلَّا عَلَى زَوْجِي فَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيَّ الكَافِرَ ، فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ ، قَالَ الأَعْرَجُ : قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَتْ : اللَّهُمَّ إِنْ يَمُتْ يُقَالُ هِيَ قَتَلَتْهُ ، فَأُرْسِلَ ثُمَّ قَامَ إِلَيْهَا ، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ تُصَلِّي ، وَتَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا عَلَى زَوْجِي ، فَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيَّ هَذَا الكَافِرَ ، فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَقَالَتْ : اللَّهُمَّ إِنْ يَمُتْ فَيُقَالُ هِيَ قَتَلَتْهُ ، فَأُرْسِلَ فِي الثَّانِيَةِ ، أَوْ فِي الثَّالِثَةِ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أَرْسَلْتُمْ إِلَيَّ إِلَّا شَيْطَانًا ، ارْجِعُوهَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ ، وَأَعْطُوهَا آجَرَ فَرَجَعَتْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَقَالَتْ : أَشَعَرْتَ أَنَّ اللَّهَ كَبَتَ الكَافِرَ وَأَخْدَمَ وَلِيدَةً

    فغط: غط : اختنق
    ركض: الرَّكْض : الضَّرب بالرجْل والإصابة بها
    هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِسَارَةَ ، فَدَخَلَ بِهَا قَرْيَةً فِيهَا
    حديث رقم: 2520 في صحيح البخاري كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها باب إذا قال: أخدمتك هذه الجارية، على ما يتعارف الناس، فهو جائز
    حديث رقم: 3205 في صحيح البخاري كتاب أحاديث الأنبياء باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} [النساء: 125]
    حديث رقم: 4812 في صحيح البخاري كتاب النكاح باب اتخاذ السراري، ومن أعتق جاريته ثم تزوجها
    حديث رقم: 6583 في صحيح البخاري كتاب الإكراه باب إذا استكرهت المرأة على الزنا فلا حد عليها
    حديث رقم: 6584 في صحيح البخاري كتاب الإكراه باب
    حديث رقم: 4475 في صحيح مسلم كتاب الْفَضَائِلِ بَابُ مِنْ فَضَائِلِ إِبْرَاهِيمِ الْخَلِيلِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 1929 في سنن أبي داوود كِتَاب الطَّلَاقِ أَبْوَابُ تَفْرِيعِ أَبْوَابِ الطَّلَاقِ
    حديث رقم: 3237 في جامع الترمذي أبواب تفسير القرآن باب: ومن سورة الأنبياء
    حديث رقم: 9054 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 5830 في صحيح ابن حبان كِتَابُ الْحَظْرِ وَالْإِبَاحَةِ بَابُ الْكَذِبِ
    حديث رقم: 8101 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الْمَنَاقِبِ مَنَاقِبُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ
    حديث رقم: 8102 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الْمَنَاقِبِ مَنَاقِبُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ
    حديث رقم: 8103 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الْمَنَاقِبِ مَنَاقِبُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ
    حديث رقم: 964 في المعجم الأوسط للطبراني بَابُ الْأَلِفِ مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ
    حديث رقم: 14154 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الْخُلْعِ وَالطَّلَاقِ جُمَّاعُ أَبْوَابِ مَا يَقَعُ بِهِ الطَّلَاقُ مِنَ الْكَلَامِ وَلَا يَقَعُ إِلَّا
    حديث رقم: 14155 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الْخُلْعِ وَالطَّلَاقِ جُمَّاعُ أَبْوَابِ مَا يَقَعُ بِهِ الطَّلَاقُ مِنَ الْكَلَامِ وَلَا يَقَعُ إِلَّا
    حديث رقم: 19412 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الشَّهَادَاتِ بَابُ : مَنْ يُظَنُّ بِهِ الْكَذِبُ , وَلَهُ مَخْرَجٌ مِنْهُ ,
    حديث رقم: 503 في الجامع لمعمّر بن راشد فَضَائِلُ قُرَيْشٍ
    حديث رقم: 25 في مشيخة ابن طهمان مشيخة ابن طهمان
    حديث رقم: 5904 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ
    حديث رقم: 331 في اعتلال القلوب للخرائطي اعتلال القلوب للخرائطي بَابُ ذِكْرِ فَضِيلَةِ الْجَمَالِ , وَمَا خَصَّ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ أَهْلَهُ
    حديث رقم: 2364 في شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة للالكائي
    حديث رقم: 241 في معجم ابن الأعرابي بَابُ المُحمدين بَابُ المُحمدين
    حديث رقم: 277 في طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ الأصبهاني الطَّبَقَةُ الْخَامِسَةُ وَأَخُوهُ زُفَرُ بْنُ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ
    حديث رقم: 1206 في أخبار أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني بَابُ الزَّايِ زُفَرُ بْنُ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ السَّدُوسِيُّ أَخُو خَلَّادٍ ، يُكَنَّى أَبَا أُمَيَّةَ ، وَسَمِعَ مِنْهُ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ . حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ رَاشِدٍ يَقُولُ : سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَوْرَمَةَ عَنْهُ ، فَقَالَ : قَدِمَ أَصْبَهَانَ وَحَدَّثَهُمْ كِتَابَ الْمَغَازِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، فِي الْمَغَازِي ، وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ ، يُكَنَّى أَبَا أُمَيَّةَ *

    [2217] كَبَتَ بِفَتْحِ الْكَافِ وَالْمُوَحَّدَةِ بَعْدَهَا مُثَنَّاةٌ أَيْ أَخْزَاهُ وَقِيلَ رَدَّهُ خَائِبًا وَقِيلَ أَحْزَنَهُ وَقِيلَ صَرَعَهُ وَقِيلَ صَرَفَهُ وَقِيلَ أَذَلَّهُ حَكَاهَا كلهَا بن التِّينِ وَقَالَ إِنَّهَا مُتَقَارِبَةٌ وَقِيلَ أَصْلُ كَبَتَ كَبَدَ أَيْ بَلَغَ الْهَمُّ كَبِدَهُ فَأُبْدِلَتِ الدَّالُ مُثَنَّاةً وَقَوْلُهُ أَخْدَمَ أَيْ مَكَّنَ مِنَ الْخِدْمَةِ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِ مُسْتَوْفًى فِي أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ وَمَوْضِعُ التَّرْجَمَةِ مِنْهُ قَوْلُ الْكَافِرِ أَعْطُوهَا هَاجَرَ وَقَبُولُ سَارَةَ مِنْهُ وَإِمْضَاءُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام ذَلِكَ فَفِيهِ صِحَّةُ هِبَةِ الْكَافِرِ ثَانِيهَا حَدِيثُ عَائِشَة فِي قصَّة بن وَلِيدَةِ زَمْعَةَ وَقَدْ تَقَدَّمَ قَرِيبًا وَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي الْبَابِ الْمُحَالِ عَلَيْهِ ثَمَّ وَمَوْضِعُ التَّرْجَمَةِ مِنْهُ تَقْرِيرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِلْكَ زَمْعَةَ لِلْوَلِيدَةِ وَإِجْرَاءُ أَحْكَامِ الرِّقِّ عَلَيْهَا ثَالِثُهَا حَدِيثُ صُهَيْبٍ

    باب شِرَاءِ الْمَمْلُوكِ مِنَ الْحَرْبِيِّ وَهِبَتِهِ وَعِتْقِهِوَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِسَلْمَانَ: كَاتِبْ، وَكَانَ حُرًّا فَظَلَمُوهُ وَبَاعُوهُ. وَسُبِيَ عَمَّارٌ وَصُهَيْبٌ وَبِلاَلٌ.وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {{وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ، فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}}.(باب) حكم (شراء المملوك من الحربي و) حكم (هبته وعتقه وقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لسلمان) الفارسي (كاتب) أي اشتر نفسك من مولاك بنجمين أو أكثر (و) الحال أنه (كان حرًّا) قبل أن يخرج من داره (فظلموه وباعوه) ولم يكن إذ ذاك مؤمنًا وإنما كان إيمانه إيمان مصدّق بالنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا بعث مع إقامته على شريعة عيسى عليه الصلاة والسلام فأقرّه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مملوكًا لمن كان في يده إذ كان في حكمه عليه الصلاة والسلام أن من أسلم من رقيق المشركين في دار الحرب ولم يخرج مراغمًا لسيده فهو لسيده أو كان سيده من أهل صلح المسلمين فهو لمالكه قاله الطبري، وقصته أنه هرب من أبيه لطلب الحق وكان مجوسيًّا فلحق براهب ثم براهب ثم بآخر، وكان يصحبهم إلى وفاتهم حتى دلّه الأخير على الحجاز وأخبروه بظهور رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقصده مع بعض الأعراب فغدروا به فباعوه في وادي القرى ليهودي ثم اشتراه منه يهودي آخر من بني قريظة فقدم به المدينة، فلما قدمها رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ورأى علامات النبوّة أسلم فقال له رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كاتب عن نفسك".وقد رويت قصته من طرق كثيرة من أصحها ما أخرجه أحمد وعلّق البخاري منها ما تراه وفي سياق قصته في إسلامه اختلاف يتعسر الجمع فيه، وروى البخاري في صحيحه عن سليمان أنه تداوله بضعة عشر سيدًا.(وسبي عمار) هو ابن ياسر العنسي بالعين والسين المهملتين بينهما نون ساكنة ولم يكن عمار سبي لأنه كان غريبًا، وإنما سكن أبوه مكة وحالف بني مخزوم فزوّجوه سميّة وكانت من مواليهم فولدت له عمارًا، فيحتمل أن يكون المشركون عاملوا عمارًا معاملة السبي لكون أمه من مواليهم.(و) سُبي (صهيب) هو ابن سنان بن مالك وهو الرومي قيل له ذلك لأن الروم سبوه صغيرًا ثم اشتراه رجل من كلب فباعه بمكة فاشتراه عبد الله بن جدعان التيمي فأعتقه، ويقال بل هرب منالروم فقدم مكة فحالف ابن جدعان، وروى ابن سعد أنه أسلم هو وعمار ورسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في دار الأرقم.(وبلال) هو ابن رباح الحبشي المؤذن وأمه حمامة اشتراه أبو بكر الصديق من المشركين لما كانوا يعذبونه على التوحيد فأعتقه (وقال الله تعالى: {{والله فضل بعضكم على بعض في الرزق}}) فمنكم غني ومنكم فقير ومنكم موالٍ يتولون رزقهم ورزق غيرهم ومنكم مماليك حالهم على خلاف ذلك ({{فما الذين فضلوا برادي رزقهم}}) بمعطي رزقهم ({{على ما ملكت أيمانهم}}) على مماليكهم فإنما يردون عليهم رزقهم الذي جعله الله في أيديهم ({{فهم فيه سواء}})، فالموالي والمماليك سواء في أن الله رزقهم فالجملة لازمة للجملة المنفية أو مقررة لها، ويجوز أن تكون واقعة موقع الجواب كأنه قيل {{فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم}} فيستووا في الرزق على أنه ردّ وإنكار على المشركين فإنهم يشركون بالله بعض مخلوقاته
    في الألوهية ولا يرضون أن تشاركهم عبيدهم فيما أنعم الله عليهم فتساويهم فيه ({{أفبنعمة الله يجحدون}}) [النحل: 71] حيث يتخذون له شركاء فإنه يقتضي أن يضاف إليهم بعض ما أنعم الله عليهم ويجحدوا أنه من عند الله أو حيث أنكروا أمثال هذه الحجج بعدما أنعم الله عليهم بإيضاحها قاله البيضاوي.وموضع الترجمة قوله "على ما ملكت أيمانهم" فأثبت لهم ملك اليمين مع كون ملكهم غالبًا على غير الأرضاع الشرعية، وفي رواية أبوي ذر والوقت "على ما ملكت أيمانهم" إلى قوله "أفبنعمة الله يجحدون".
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:2131 ... ورقمه عند البغا: 2217 ]
    - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - بِسَارَةَ، فَدَخَلَ بِهَا قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ -أَوْ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ. فَقِيلَ: دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بِامْرَأَةٍ هِيَ مِنْ أَحْسَنِ النِّسَاءِ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ مَنْ هَذِهِ الَّتِي مَعَكَ؟ قَالَ: أُخْتِي. ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا فَقَالَ: لاَ تُكَذِّبِي حَدِيثِي، فَإِنِّي أَخْبَرْتُهُمْ أَنَّكِ أُخْتِي، وَاللَّهِ إِنْ عَلَى الأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرُكِ. فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ فَقَامَ إِلَيْهَا، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ وَتُصَلِّي فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلاَّ عَلَى زَوْجِي فَلاَ تُسَلِّطْ عَلَىَّ الْكَافِرَ. فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ -قَالَ الأَعْرَجُ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ- قَالَتِ اللَّهُمَّ إِنْ يَمُتْ يُقَالُ هِيَ قَتَلَتْهُ. فَأُرْسِلَ ثُمَّ قَامَ إِلَيْهَا فَقَامَتْ تَوَضَّأُ تُصَلِّي وَتَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ، وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي، إِلاَّ عَلَى زَوْجِي فَلاَ تُسَلِّطْ عَلَىَّ هَذَا الْكَافِرَ، فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ -قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ- فَقَالَتِ اللَّهُمَّ إِنْ يَمُتْ فَيُقَالُ هِيَ قَتَلَتْهُ. فَأُرْسِلَ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرْسَلْتُمْ إِلَىَّ إِلاَّ شَيْطَانًا، ارْجِعُوهَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، وَأَعْطُوهَا آجَرَ، فَرَجَعَتْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ -، فَقَالَتْ: أَشَعَرْتَ أَنَّ اللَّهَ كَبَتَ الْكَافِرَوَأَخْدَمَ وَلِيدَةً". [الحديث 2217 - أطرافه في: 7635، 3357، 3358، 5084، 6950].وبه قال: (حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: (أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة الحمصي قال: (حدّثنا أبو الزناد) عبد الله بن ذكوان (عن الأعرج) عبد الرحمن بن هرمز (عن أبي هريرة -رضي الله عنه-) أنه (قال: قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-):(هاجر إبراهيم) الخليل (عليه السلام بسارة) بتخفيف الراء وقيل بتشديدها أي سافر بها (فدخل بها قرية) هي مصر وقال ابن قتيبة الأردن (فيها ملك من الملوك) هو صاروق وقيل سنان بن علوان، وقيل عمرو بن امرئ القيس بن سبأ وكان على مصر (أو جبار من الجبابرة) شك من الراوي (فقيل) له (دخل إبراهيم بامرأة هي من أحسن النساء) وقال ابن هشام وشى به حناط كان إبراهيم يمتاز منه (فأرسل) الملك (إليه أن يا إبراهيم من هذه) المرأة (التي معك قال أختي) يعني في الدين (ثم رجع) إبراهيم عليه الصلاة والسلام (إليها فقال لا تكذبي حديثي فإني أخبرتهم أنك أختي) اختلف في السبب الذي حمل إبراهيم على هذه التوصية مع أن ذلك الجبار كان يريد اغتصابها على نفسها أختًا كانت أو زوجة، فقيل: كان من دين ذلك الجبار أن لا يتعرض إلاّ لذوات الأزواج أي فيقتلهن فأراد إبراهيم عليه الصلاة والسلام دفع أعظم الضررين بارتكاب أخفهما، وذلك أن اغتصابه إياها واقع لامحالة لكن إن علم أن لها زوجًا في الحياة حملته الغيرة على قتله وإعدامه أو حبسه وإضراره بخلاف ما إذا علم أن لها أخًا فإن الغيرة حينئذ تكون من قبل الأخ خاصة لا من قبل الجبار فلا يبالي به، وقيل المراد إن علم أنك امرأتي ألزمني بالطلاق (والله إن) بكسر الهمزة وسكون النون نافية أي ما (على الأرض) هذه التي نحن فيها (مؤمن) ولأبي ذر: من مؤمن (غيري وغيرك) بالرفع بدلاً عطفًا على محل غيري ويجوز الجر عطفًا عليه والذي في اليونينية الرفع والنصب لا الجر، واستشكل بكون لوط كان معه كما قال تعالى: {{فآمن له لوط}} [العنكبوت: 26] وأجيب بأن المراد بالأرض التي وقع له فيها ما وقع كما قدرته بهذه التي نحن فيها ولم يكن معه لوط إذ ذاك (فأرسل) الخليل عليه الصلاة والسلام (بها إليه) أي بسارة إلى الجبار (فقام إليها) بعد أن دخلت عليه (فقامت) سارة حال كونها (توضأ) أصله تتوضأ فحذفت إحدى التاءين تخفيفًا والهمزة مرفوعة ففيه أن الوضوء ليس من خصائص هذه الأمة (وتصلي) عطف على سابقه (فقالت: اللهمَّ إن كنت آمنت بك وبرسولك) إبراهيم ولم تكن شاكّة في الإيمان بل كانت قاطعة به وإنما ذكرته على سبيل الفرض هضمًا لنفسها. وقال في اللامع: الأحسن أن هذا ترحم وتوسل بإيمانها لقضاء سؤلها (وأحصنت فرجي إلا على زوجي) إبراهيم (فلا تسلط عليّ) هذا (الكافر فغط) بضم الغين المعجمة وتشديد الطاء المهملة أي أخذ بمجاري نفسه حتى سمع له غطيط (حتى ركض برجله) أي حركها وضرب بها الأرض، وفي رواية مسلم: فقام إبراهيم إلى الصلاة فلما دخلت عليه أي على الملك لم يتمالك أن بسط يده إليها فقبضت يده قبضة شديدة، وقد روي أنه كشف لإبراهيم عليه الصلاة والسلام حتى رأى حالهم لئلا يخامر قلبه أمر، وقيل صار قصر الجبار لإبراهيم كالقارورة الصافية فرأى الملك وسارة وسمع كلامهما.(قال الأعرج) عبد الرحمن بن هرمز بالسند المذكور (قال أبو سلمة بن عبد الرحمن إن أبا هريرة) -رضي الله عنه- (قال) مما ظاهره أنه موقوف عليه، ولعل أبا الزناد روى السابق
    مرفوعًا وهذه موقوفة (قالت: اللهمَّ إن يمت) هذا الجبار (يقال) كذا للحموي والمستملي بالألف، واستشكل بأن جواب الشرط يجب جزمه وأجيب بأن الجواب محذوف تقديره أعذب، ويقال (هي قتلته) والجملة لا محل لها من الإعراب دالّة على المحذوف، وللكشميهني: يقل بالجزم وحذف الألف على الأصل أي فقد يقل قتله وذلك موجب لتوقعها مساءة خاصة الملك وأهله (فأرسل) الجبار أي أطلق مما عرض له والهمزة مضمومة (ثم قام إليها) ثانيًا (فقامت توضأ وتصلي) بالواو وهي مكشوطة في الفرع مكتوب مكانها همزة توضأ وكذا هي ساقطة في اليونينية أيضًا (وتقول: اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك) إبراهيم (وأحصنت فرجي إلا على زوجي) إبراهيم (فلا تسلط عليّ هذا الكافر) بإثبات اسم الإشارة هنا وإسقاطه في السابقة (فغط) الجبار يعني اختنق حتى صار كالمصروع (حتى ركض) ضرب (برجله) الأرض (قال) وفي نسخة: فقال (عبد الرحمن) أي ابن هرمز الأعرج، وفي نسخة: قال الأعرج ووقع في بعض الأصول قال أبو عبد الرحمن والذي يظهر لي أن ذلك سهو من الناسخ فإن كنية عبد الرحمن أبو داود لا أبو عبد الرحمن والعلم عند الله تعالى.(قال أبو سلمة) أي ابن عبد الرحمن، (قال أبو هريرة) -رضي الله عنه- (فقالت: اللهم إن يمت) هذا الجبار (فيقال) بالفاء والألف فهي كالفاء في قوله: {{أينما تكونوا يدرككم الموت}} [النساء: 78] على قراءة الرفع في يدرككم أي فيدرككم، وللمستملي يقال بحذف الفاء فهي مقدرة، وللكشميهني يقل بالجزم جوابًا للشرط (هي قتلته فأرسل) بضم الهمزة في جميع ما وقفت عليه من الأصول أي أطلق الجبار (في الثانية أو في الثالثة) شك الراوي، وفي نسخة وفي الثالثة بإسقاط الألف من غير شك (فقال) الجبار عقب إطلاقه في المرة الثانية أو الثالثة لجماعته (والله ما أرسلتم إليّ إلاّ شيطانًا) أي متمردًا من الجن وكانوا قبل الإسلام يعظّمون أمر الجن ويرون كل ما يقع من الخوارق من فعلهم وتصرفهم وهذا يناسب ما وقع له من الخنق الشبيه بالصرع (ارجعوها) بكسر الهمزة أي ردّوها (إلى إبراهيم عليه السلام) ورجع يأتي لازمًا ومتعديًا يقال: رجع زيد رجوعًا ورجعته أنا رجعًا قال الله تعالى {{فإن رجعك الله إلى طائفة}} [التوبة: 83] وقال: {{فلا ترجعوهنّ إلى الكفار}} [الممتحنة: 10] (وأعطوها) بهمزة قطع فعل أمر أي أعطوا سارة (آجر) بهمزة ممدودة بدل الهاء وجيم مفتوحة فراء، وكان أبو آجر من ملوك القبط من حقن بفتح الحاء المهملة وسكون القاف قرية بمصر، (فرجعت إلى إبراهيم عليه السلام) زاد في أحاديث الأنبياء فأتته أي إبراهيم وهو قائم يصلّي فأومأ بيده مهيم أي ما الخبر؟ (فقالت: أشعرت) أي أعلمت (أن الله كبت الكافر) بفتح الكاف والموحدة بعدها تاء مثناة فوقية أي صرعه لوجهه أو أخزاه أو ردّه خائبًا أو أغاظه وأذله (وأخدم وليدة) يحتمل أن يكون وأخدم معطوفًا على كبت، ويحتمل أن يكون فاعل أخدم هو الجبار فيكون استئنافًا، والوليدة الجارية للخدمة سواء كانت كبيرة أو صغيرة، وفي الأصل الوليد الطفل والأنُثىوليدة الجمع ولائد وحذفت مفعول أخدم الأول لعدم تعلق الغرض بتعيينه أو تأدبًا مع الخليل عليه الصلاة والسلام أن تواجهه بأن غيره أخدمها ووليدة المفعول الثاني، والمراد بها آجر المذكورة.وموضع الترجمة قوله: وأعطوها آجر وقبول سارة منه وإمضاء إبراهيم ذلك ففيه صحة هبة الكافر وقبول هدية السلطان الظالم وابتلاء الصالحين لرفع درجاتهم وفيه إباحة المعاريض وأنها مندوحة عن الكذب.وهذا الحديث أخرجه أيضًا في الهبة والإكراه وأحاديث الأنبياء.

    (بابُُ شِرَاءِ المَمْلُوكِ مِنَ الحَرْبِيِّ وهِبَتِهِ وعِتْقِهِ)أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان حكم شِرَاء الْمَمْلُوك من الْحَرْبِيّ، وَحكم هِبته وعتقه. وَقَالَ ابْن بطال: غَرَض البُخَارِيّ بِهَذِهِ التَّرْجَمَة إِثْبَات ملك الْحَرْبِيّ وَجَوَاز تصرفه فِي ملكه بِالْبيعِ وَالْهِبَة وَالْعِتْق وَغَيرهَا، إِذْ أقرّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سلمَان عِنْد مَالِكه من الْكفَّار وَأمره أَن يُكَاتب، وَقبل الْخَلِيل، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، هبة الْجَبَّار وَغير ذَلِك مِمَّا تضمنه أَحَادِيث الْبابُُ.وَقَالَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِسَلْمَانَ كاتِبْ وكانَ حُرّا فَظَلَمُوهُ وباعُوهُمطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ إِنَّه يعلم من قَضِيَّة سلمَان تَقْرِير أَحْكَام الْحَرْبِيّ على مَا كَانَ عَلَيْهِ، وسلمان هُوَ الْفَارِسِي، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وقصته طَوِيلَة على مَا ذكره ابْن إِسْحَاق وَغَيره، وملخصها: أَنه هرب من أَبِيه لطلب الْحق وَكَانَ مجوسيا، فلحق براهب ثمَّ براهب ثمَّ بآخر، وَكَانَ يصحبهم إِلَى وفاتهم حَتَّى دله الْأَخير إِلَى الْحجاز وَأخْبرهُ بِظُهُور رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فقصده مَعَ بعض الْأَعْرَاب فغدروا بِهِ وباعوه فِي وَادي الْقرى ليهودي، ثمَّ اشْتَرَاهُ مِنْهُ يَهُودِيّ آخر من بني قُرَيْظَة، فَقدم بِهِ الْمَدِينَة، فَلَمَّا قدم رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَرَأى عَلَامَات النُّبُوَّة أسلم، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كَاتب عَن نَفسك، عَاشَ مِائَتَيْنِ وَخمسين سنة، وَقيل: مِائَتَيْنِ وَخمْس وَسبعين سنة، وَمَات سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بالمداين.ثمَّ هَذَا التَّعْلِيق الَّذِي علقه البُخَارِيّ أخرجه ابْن حبَان فِي (صَحِيحه) . وَالْحَاكِم من حَدِيث زيد بن صوحان سلمَان. وَأخرجه أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث مَحْمُود بن لبيد عَن سلمَان. قَالَ: كنت رجلا فارسيا ... فَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ، وَفِيه: ثمَّ مر بِي نفر من بني كلب تجار، فحملوني مَعَهم حَتَّى إِذا قدمُوا وَادي الْقرى ظلموني فباعوني من رجل يَهُودِيّ ... الحَدِيث، وَفِيه: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كَاتب يَا سلمَان. قَالَ: فكاتب صَاحِبي على ثَلَاثمِائَة ودية ... الحَدِيث، وَفِي حَدِيث الْحَاكِم مَا يدل أَنه هُوَ ملك رقبته لَهُم، وَعِنْده من حَدِيث أبي الطُّفَيْل عَن سلمَان وَصَححهُ، وَفِيه: فَمر نَاس من أهل مَكَّة فسألتهم عَن النَّبِي، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالُوا نعم، ظهر منا رجل يزْعم أَنه نَبِي، فَقلت لبَعْضهِم: هَل لكم أَن أكون عبدا لبعضكم على أَن تحملوني عقبَة وتطعموني من الْكسر، فَإِذا بَلغْتُمْ إِلَى بِلَادكُمْ فَمن شَاءَ أَن يَبِيع بَاعَ وَمن شَاءَ أَن يستعبد استعبد؟ فَقَالَ رجل مِنْهُم: أَنا، فصرت عبدا لَهُ حَتَّى أَتَى بِي مَكَّة فجعلني فِي بُسْتَان لَهُ ... الحَدِيث.قَوْله: (كَاتب) أَمر من الْمُكَاتبَة. قَوْله: (وَكَانَ حرا) ، جملَة وَقعت حَالا من: قَالَ، لَا من قَوْله: (كَاتب) ، وَقَالَ الْكرْمَانِي: فَإِن قلت: كَيفَ أمره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْكِتَابَةِ وَهُوَ حر؟ قلت: أَرَادَ بِالْكتاب صُورَة الْكِتَابَة لَا حَقِيقَتهَا، فَكَأَنَّهُ قَالَ: أفد عَن نَفسك وتخلص من ظلمه. انْتهى. قلت: هَذَا السُّؤَال غير وَارِد، فَلَا يحْتَاج إِلَى الْجَواب، فَكَانَ الْكرْمَانِي اعْتقد أَن قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وَكَانَ حرا، يَعْنِي فِي حَال الْكِتَابَة، فَإِنَّهُ فِي ذَلِك الْوَقْت كَانَ فِي ملك الَّذِي اشْتَرَاهُ لِأَنَّهُ غلب عَلَيْهِ
    بعض الْأَعْرَاب فِي وَادي الْقرى فملكه بالقهر، ثمَّ بَاعه من يَهُودِيّ، وَاشْترى مِنْهُ يَهُودِيّ آخر كَمَا ذكرنَا. وَقَوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (وَكَانَ حرا) إِخْبَار مِنْهُ بحريَّته فِي أول أمره قبل أَن يخرج من دَار الْحَرْب، وَالْعجب من الْكرْمَانِي أَنه قَالَ: قَوْله: (وَكَانَ حرا) حَال من: قَالَ، يَعْنِي من: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، لَا من: قَوْله: (كَاتب) فَكيف غفل عَن هَذَا وَسَأَلَ هَذَا السُّؤَال السَّاقِط؟ وَنَظِير ذَلِك مَا قَالَه صَاحب (التَّوْضِيح) : وَلَكِن مَا هُوَ فِي الْبعد مثل مَا قَالَه الْكرْمَانِي، وَهُوَ أَنه قَالَ: فَإِن قلت: كَيفَ جَازَ لِلْيَهُودِيِّ ملك سلمَان وَهُوَ مُسلم، فَلَا يجوز للْكَافِرِ ملك مُسلم؟ قلت: أجَاب عَنهُ الطَّبَرِيّ: بِأَن حكم هَذِه الشَّرِيعَة أَن من غلب من أهل الْحَرْب على نفس غَيره أَو مَاله، وَلم يكن المغلوب على ذَلِك مِمَّن دخل فِي الْإِسْلَام، فَهُوَ ملك للْغَالِب، وَكَانَ سلمَان حِين غلب نَفسه لم يكن مُؤمنا، وَإِنَّمَا كَانَ إيمَانه تَصْدِيق النَّبِي، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِذا بعث مَعَ إِقَامَته على شَرِيعَة عِيسَى، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، انْتهى. وَيُؤَيّد مَا ذكره الطَّبَرِيّ أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما قدم الْمَدِينَة وَسمع بِهِ سلمَان فَذهب إِلَيْهِ بِبَعْض تمر يختبره إِن كَانَ هُوَ هَذَا النَّبِي يقبل الْهَدِيَّة وَيرد الصَّدَقَة، فَلَمَّا تحَققه دخل فِي ذَلِك الْوَقْت فِي الْإِسْلَام، كَمَا هوشرطه، فَلذَلِك أمره، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بِالْكِتَابَةِ ليخرج من ملك مَوْلَاهُ الْيَهُودِيّ.وسُبِيَ عَمَّارٌ وصُهَيْبٌ وبِلاَلٌمطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ إِن أم عمار كَانَت من موَالِي بني مَخْزُوم وَكَانُوا يعاملون عمارا مُعَاملَة السَّبي، فَهَذَا هُوَ السَّبي، فَهَذَا هُوَ الْوَجْه هُنَا لِأَن عمارا مَا سبي، على مَا نذكرهُ. وَأما صُهَيْب وبلاد فباعهما الْمُشْركُونَ على مَا نذكرهُ، فدخلا فِي قَوْله فِي التَّرْجَمَة: شِرَاء الْمَمْلُوك من الْحَرْبِيّ. وَقَالَ صَاحب (التَّوْضِيح) : قَوْله: (وَسبي عمار وصهيب وبلال) يَعْنِي: أَنه كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة يسبي بَعضهم بَعْضًا ويملكون بذلك. انْتهى. قلت: هَذَا الْكَلَام الَّذِي يقرب قطّ من الْمَقْصُود أَخذه من صَاحب (التَّلْوِيح) ، وَكَون أهل الْجَاهِلِيَّة سابين بَعضهم بَعْضًا لَا يسْتَلْزم كَون عمار مِمَّن سبي وَلَا بلالد وَإِنَّمَا كَانَا يعذبان فِي الله تَعَالَى حَتَّى خلصهما الله تَعَالَى ببركة إسلامهما، نعم سبي صُهَيْب وَبيع على يَد الْمُشْركين، وَرُوِيَ عَن ابْن سعد أَنه قَالَ: أخبرنَا أَبُو عَامر الْعَقدي وَأَبُو حُذَيْفَة مُوسَى بن مَسْعُود، قَالَا: حَدثنَا زُهَيْر بن مُحَمَّد عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل عَن حَمْزَة بن صُهَيْب عَن أَبِيه، قَالَ: إِنِّي رجل من الْعَرَب من النمر بن قاسط، وَلَكِنِّي سبيت، سبتني الرّوم غُلَاما صَغِيرا بعد أَن عقلت أَهلِي وقومي وَعرفت نسبي، وَعَن ابْن سعد: كَانَ أَبَاهُ من النمر بن قاسط، وَكَانَ عَاملا لكسرى: فسبت الرّوم صهيبا لما غزت أهل فَارس فابتاعه مِنْهُم عبد الله بن جدعَان، وَقيل: هرب من الرّوم إِلَى مَكَّة فحالف ابْن جدعَان، فَهَذَا يُنَاسب التَّرْجَمَة، لِأَنَّهُ دخل فِي قَوْله: شِرَاء الْمَمْلُوك من الْحَرْبِيّ. وَأما بِلَال فَإِن ابْن إِسْحَاق ذكر فِي (الْمَغَازِي) : حَدثنِي هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ: مر أَبُو بكر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، بأمية بن خلف وَهُوَ يعذب بِلَالًا، فَقَالَ: أَلا تتقي الله فِي هَذَا الْمِسْكِين؟ فَقَالَ: انقذه أَنْت بِمَا ترى. فَأعْطَاهُ أَبُو بكر غُلَاما أجلد مِنْهُ، وَأخذ بِلَالًا، فَأعْتقهُ. وَقيل غير ذَلِك، فحاصل الْكَلَام أَنه أَيْضا يُنَاسب التَّرْجَمَة، لِأَنَّهُ دخل فِي قَوْله: شِرَاء الْمَمْلُوك من الْحَرْبِيّ، أما الشِّرَاء فَإِن أَبَا بكر قايض مَوْلَاهُ، والمقايضة نوع من الْبيُوع، وَأما كَونه اشْترى من الْحَرْبِيّ لِأَن مَكَّة فِي ذَلِك الْوَقْت كَانَت دَار الْحَرْب وَأَهْلهَا من أهل الْحَرْب، وَأما عمار فَإِنَّهُ كَانَ عَرَبيا عنسيا، بالنُّون وَالسِّين الْمُهْملَة، مَا وَقع عَلَيْهِ سباء، وَإِنَّمَا سكن أَبوهُ يَاسر، مَكَّة وحالف بني مَخْزُوم فَزَوجُوهُ سميَّة، بِضَم السِّين: وَهِي من مواليهم، أسلم عمار بِمَكَّة قَدِيما، وَأَبوهُ وَأمه وَكَانُوا مِمَّن يعذب فِي الله، عز وَجل، (فَمر بهم النَّبِي، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وهم يُعَذبُونَ: فَقَالَ صبرا آل يَاسر، فَإِن مَوْعدكُمْ الْجنَّة) . وَقيل أَبُو جهل سميَّة، طَعنهَا بِحَرْبَة فِي قُبُلِها فَكَانَت أول شَهِيد فِي الْإِسْلَام. وَقَالَ مُسَدّد: لم يكن أحد أَبَوَاهُ مسلمان غير عمار بن يَاسر، وَلَيْسَ لَهُ وَجه فِي دُخُوله فِي التَّرْجَمَة إلاَّ بتعسف، كَمَا ذَكرْنَاهُ، وَقَالَ الْكرْمَانِي: قَوْله: سبي، أَي أسر: وَلم يذكر شَيْئا غَيره، لِأَنَّهُ لم يجد شَيْئا يذكرهُ، على أَن السَّبي هَل يَجِيء بِمَعْنى الْأسر؟ فِيهِ كَلَام.وَقَالَ الله تَعَالَى {{وَالله فَضَّلَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أفَبِنِعْمَةِ الله يَجْحَدُونَ}} (النَّحْل: 17) .
    مُطَابقَة هَذِه الْآيَة الْكَرِيمَة للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: {{على مَا ملكت أَيْمَانهم}} (النَّحْل: 17) . وَالْخطاب فِيهِ للْمُشْرِكين، فَأثْبت لَهُم ملك الْيَمين مَعَ كَون ملكهم غَالِبا على غير الأوضاع الشَّرْعِيَّة. وَقيل: مَقْصُوده صِحَة ملك الْحَرْبِيّ وَملك الْمُسلم عَنهُ. قلت: إِذا صَحَّ ملكهم يَصح تصرفهم فِيهِ بِالْبيعِ وَالشِّرَاء وَالْهِبَة وَالْعِتْق وَنَحْوهَا، وَقَالَ ابْن التِّين: مَعْنَاهُ: أَن الله فضل الْملاك على مماليكهم، فَجعل الْمَمْلُوك لَا يقوى على ملك مَعَ مَوْلَاهُ، وَاعْلَم أَن الْمَالِك لَا يُشْرك مَمْلُوكه فِيمَا عِنْده، وهما من بني آدم، فَكيف تَجْعَلُونَ بعض الرزق الَّذِي يرزقكم الله لله، وَبَعضه لأصنامكم فتشركون بَين الله وَبَين الْأَصْنَام وَأَنْتُم لَا ترْضونَ ذَاك مَعَ عبيدكم لأنفسكم؟ وَقَالَ ابْن بطال: تَضَمَّنت التقريع للْمُشْرِكين والتوبيخ لَهُم على تسويتهم عبَادَة الْأَصْنَام بِعبَادة الرب تَعَالَى، وتعظم فنبههم الله تَعَالَى على أَن مماليكهم غير مساوين فِي أَمْوَالهم فَالله تَعَالَى أولى بإفراد الْعِبَادَة، وَأَنه لَا يُشْرك مَعَه أحد من عبيده إِذْ لَا مَالك فِي الْحَقِيقَة سواهُ، وَلَا يسْتَحق الإلهية غَيره. قَوْله: {{أفبنعمة الله يجحدون}} (النَّحْل: 17) . الِاسْتِفْهَام على سَبِيل الْإِنْكَار، مَعْنَاهُ: لَا تجحدوا نعْمَة الله وَلَا تكفرُوا بهَا، وجحودهم بِأَن جعلُوا مَا رزقهم الله لغيره، وَقيل: أنعم الله عَلَيْهِم بالبراهين فجحدوا نعمه.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:2131 ... ورقمه عند البغا:2217 ]
    - حدَّثنا أبوُ اليَمَانِ قَالَ أخبرنَا شُعَيْبٌ قَالَ حَدثنَا أَبُو الزِّنادِ عنِ الأعْرَجِ عنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ قَالَ قَالَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هاجرَ إبراهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاة والسَّلامُ بِسارَةَ فدَخَلَ بِها قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ مِنَ المُلُوكِ أوْ جَبَّارٌ مِنَ الجَبابُُِرَةَ فَقِيلَ دَخَلَ إبْرَاهِيمُ بامْرَأةٍ هِيَ مِنْ أحْسَنِ النِّساءِ فأرْسَلَ إلَيْهِ أنْ يَا إبْرَاهِيمُ مَنْ هاذِهِ الَّتِي معَكَ قَالَ أُخْتِي ثُمَّ رجَعَ إلَيْهَا فَقَالَ لَا تُكَذِّبِي حَدِيثِي فإنِّي أخْبَرْتُهُمْ أنَّكِ أُخْتِي وَالله إنْ عَلَى الأرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وغَيْرُكِ فأرْسَلَ بِهَا إلَيْهِ فقامَ إلَيْهَا فقامَتْ تَوَضَّأُ وتصَلِّي فقالَتْ اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وبِرَسُولِكَ وأحْصَنْتُ فَرْجِي إلاَّ عَلَى زَوْجِي فَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيَّ الكَافِرَ فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ قَالَ الأعْرَجُ قَالَ أبُو سلَمَةَ بنُ عبْدِ الرَّحْمانِ إنَّ أبَا هُرَيْرَةَ قَالَ قالَتِ اللَّهُمَّ إنْ يَمُتْ يُقالُ هِيَ قَتَلَتْهُ فارْسِلَ ثُمَّ قامَ إلَيهَا فَقَامَتْ تَوَضَّأ وتُصَلي وتَقُولُ أللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وبِرَسُولِكَ وأحصَنْتِ فَرْجِي إلاَّ علَى زَوْجِي فَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيَّ هاذا الكافِرَ فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمانِ قَالَ أبُو سَلَمَةَ قَالَ أبُو هُرَيْرَةَ فقالَتِ اللَّهُمَّ إنْ يَمُتُ فيُقَالُ هِيَ قتَلَتْهُ فأُرْسِلَ فِي الثَّانيَةِ أوْ فِي الثَّالِثَةِ فَقَالَ وَالله مَا أرْسَلْتُمْ إلَيَّ إلاَّ شَيْطانا ارْجِعُوهَا إلَى إبْرَاهِيمَ وأعْطُوها آجَرَ فرَجعَتْ إلَى إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَت أشَعَرْتَ أنَّ الله كبَتَ الكَافِرَ وأخْدَمَ ولِيدَةً. .مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: أعطوها هَاجر فَقَبلتهَا سارة، فَهَذِهِ هبة من الْكَافِر إِلَى الْمُسلم، فَدلَّ ذَلِك على جَوَاز تصرف الْكَافِر فِي ملكه، وَرِجَاله كلهم قد ذكرُوا غير مرّة، وَأَبُو الْيَمَان، بِفَتْح الْيَاء آخر الْحُرُوف، وَتَخْفِيف الْمِيم: الحكم بن نَافِع الْحِمصِي، وَشُعَيْب ابْن أبي حَمْزَة الْحِمصِي، وَأَبُو الزِّنَاد، بالزاي وَالنُّون: عبد الله بن ذكْوَان، والأعرج عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز.والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْهِبَة وَفِي الْإِكْرَاه.ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: (هَاجر إِبْرَاهِيم، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، بسارة) أَي: سَافر بهَا، و: سارة، بتَخْفِيف الرَّاء، بنت توبيل ابْن ناحور. وَقيل: سارة بنت هاران بن ناحور، وَقيل: بنت هاران بن ناحور، وَقيل: بنت هاران بن تارخ، وَهِي بنت أَخِيه على هَذَا وَأُخْت لوط. قَالَه الْعُتْبِي فِي (المعارف) والنقاش فِي التَّفْسِير قَالَ: وَذَلِكَ أَن نِكَاح بنت الْأَخ كَانَ حَلَالا إِذْ ذَاك، ثمَّ إِن النقاش نقض هَذَا القَوْل، فَقَالَ فِي تَفْسِير قَوْله عز وَجل: {{شرع لكم من الدّين مَا وصّى بِهِ نوحًا}} (الشورى: 31) . إِن هَذَا يدل على تَحْرِيم بنت الْأَخ على لِسَان نوح، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، قَالَ السُّهيْلي: هَذَا هُوَ الْحق، وَإِنَّمَا توهموا أَنَّهَا بنت أَخِيه، لِأَن هاران أَخُوهُ، وَهُوَ هاران الْأَصْغَر، وَكَانَت هِيَ بنت هاران الْأَكْبَر وَهُوَ عَمه. قَوْله: (فَدخل بهَا قَرْيَة) الْقرْيَة من قريت المَاء فِي الْحَوْض أَي: جمعته، سميت بذلك لِاجْتِمَاع النَّاس فِيهَا، وَتجمع
    على قرى، قَالَ الدَّاودِيّ: الْقرْيَة تقع على المدن الصغار والكبار، وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: الْقرْيَة الْأُرْدُن وَالْملك صادوق، وَكَانَت هَاجر لملك من مُلُوك القبط، وَعند الطَّبَرِيّ: كَانَت امْرَأَة ملك من مُلُوك مصر، فَلَمَّا قَتله أهل عين شمس احتملوها مَعَهم، وَزعم أَن الْملك الَّذِي أَرَادَ سارة اسْمه سِنَان بن علوان، أَخُو الضَّحَّاك، وَقَالَ ابْن هِشَام فِي (كتاب التيجان) : إِن إِبْرَاهِيم، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، خرج من مَدين إِلَى مصر، وَكَانَ مَعَه من الْمُؤمنِينَ ثَلَاثمِائَة وَعِشْرُونَ رجلا، وبمصر ملكهَا عَمْرو بن امرىء الْقَيْس بن نابليون من سبأ. قَوْله: (أَو جَبَّار) ، شكّ من الرَّاوِي، والجبار يُطلق على ملك عَاتٍ ظَالِم. قَوْله: (فَقيل: دخل إِبْرَاهِيم بِامْرَأَة) ، وَقَالَ ابْن هِشَام وشى بِهِ حناط كَانَ إِبْرَاهِيم يتمار مِنْهُ، فَأمر بِإِدْخَال إِبْرَاهِيم وَسَارة عَلَيْهِ، ثمَّ نحى إِبْرَاهِيم وَقَامَ إِلَى سارة، فَلَمَّا صَار إِبْرَاهِيم، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، خَارج الْقصر جعله الله لَهُ كالقارورة الصافية، فَرَأى الْملك وَسَارة وَسمع كَلَامهمَا، فهم عَمْرو بسارة وَمد يَده إِلَيْهَا، فيبست فَمد الْأُخْرَى فَكَذَلِك، فَلَمَّا رأى ذَلِك كف عَنْهَا. وَقَالَ ابْن هِشَام: وَكَانَ الحناط أخبر الْملك بِأَنَّهُ رَآهَا تطحن، فَقَالَ الْملك: يَا إِبْرَاهِيم! مَا يَنْبَغِي لهَذِهِ أَن تخذم نَفسهَا؟ فَأمر لَهُ بهاجر. قَوْله: (قَالَ: أُخْتِي) يَعْنِي: فِي الدّين.وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: على هَذَا الحَدِيث إِشْكَال مَا زَالَ يختلج فِي صَدْرِي، وَهُوَ أَن يُقَال: مَا معنى توريته، عَلَيْهِ السَّلَام، عَن الزَّوْجَة بالأخت، وَمَعْلُوم أَن ذكرهَا بِالزَّوْجِيَّةِ كَانَ أسلم لَهَا، لِأَنَّهُ إِذا قَالَ: هَذِه أُخْتِي قَالَ: زوجنيها. وَإِذا قَالَ امْرَأَتي سكت هَذَا إِن كَانَ الْملك يعْمل بِالشَّرْعِ، فَأَما إِذا كَانَ كَمَا وصف من جوره فَمَا يُبَالِي إِذا كَانَت زَوْجَة أَو أُخْتا إِلَى أَن وَقع لي أَن الْقَوْم كَانُوا على دين الْمَجُوس، وَفِي دينهم أَن الْأُخْت إِذا كَانَت زَوْجَة كَانَ أَخُوهَا الَّذِي هُوَ زَوجهَا أَحَق بهَا من غَيره، فَكَانَ الْخَلِيل، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، أَرَادَ أَن يستعصم من الْجَبَّار بِذكر الشَّرْع الَّذِي يَسْتَعْمِلهُ، فَإِذا هُوَ جَبَّار لَا يُرَاعِي جَانب دينه. قَالَ: وَاعْترض على هَذَا بِأَن الَّذِي جَاءَ على مَذْهَب الْمَجُوس زرادشت، وَهُوَ مُتَأَخّر عَن هَذَا الزَّمن، فَالْجَوَاب أَن لمَذْهَب الْقَوْم أصلا قَدِيما ادَّعَاهُ زرادشت وَزَاد عَلَيْهِ خرافات، وَقد كَانَ نِكَاح الْأَخَوَات جَائِزا فِي زمن آدم، عَلَيْهِ السَّلَام، وَيُقَال: كَانَت حرمته على لِسَان مُوسَى، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، قَالَ: وَيدل على أَن دين الْمَجُوس لَهُ أصل مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَخذ الْجِزْيَة من مجوس هجر، وَمَعْلُوم أَن الْجِزْيَة لَا تُؤْخَذ إلاَّ مِمَّن لَهُ كتاب أَو شُبْهَة كتاب، ثمَّ سَأَلت عَن هَذَا بعض عُلَمَاء أهل الْكتاب فَقَالَ: كَانَ من مَذْهَب الْقَوْم أَن من لَهُ زَوْجَة لَا يجوز لَهُ أَن يتَزَوَّج إلاَّ أَن يهْلك زَوجهَا، فَلَمَّا علم إِبْرَاهِيم، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، هَذَا قَالَ: هِيَ أختى، كَأَنَّهُ قَالَ: إِن كَانَ الْملك عادلاً، فَخَطَبَهَا مني أمكنني دَفعه، وَإِن كَانَ ظَالِما تخلصت من الْقَتْل، وَقيل: إِن النُّفُوس تأبى أَن يتَزَوَّج الْإِنْسَان بِامْرَأَة وَزوجهَا مَوْجُود، فَعدل، عَلَيْهِ السَّلَام، عَن قَوْله: زَوْجَتي، لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى قَتله أَو طرده عَنْهَا، أَو تَكْلِيفه لفراقها. وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ: قيل: إِن من سيرة هَذَا الْجَبَّار أَنه لَا يغلب الْأَخ على أُخْته وَلَا يَظْلمه فِيهَا، وَكَانَ يغلب الزَّوْج على زَوجته. وَالله أعلم.قَوْله: (إِن على الأَرْض) كلمة: إِن، بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون النُّون للنَّفْي، يَعْنِي: وَالله مَا على الأَرْض مُؤمن غَيْرِي وَغَيْرك. قَوْله: (وَغَيْرك) ، بِالْجَرِّ عطفا على: غَيْرِي، ويروى بِالرَّفْع بَدَلا عَن الْمحل، ويروى: مَنْ يُؤمن، بِكَلِمَة: مَنْ، الموصولة: وَصدر صلتها مَحْذُوف تَقْدِيره: وَالله، الَّذِي على الأَرْض لَيْسَ بِمُؤْمِن غَيْرِي وَغَيْرك. قَوْله: (فَقَامَتْ تَوَضَّأ) ، بِرَفْع الْهمزَة فِي مَحل النصب على الْحَال، وَتصلي (عطف عَلَيْهِ) . قَوْله: (أللهم إِن كنت آمَنت. .) قيل: شَرط مَدْخُول أَن كَونه مشكوكا فِيهِ، وَالْإِيمَان مَقْطُوع بِهِ. وَأجِيب: بِأَنَّهَا كَانَت قَاطِعَة بِهِ، وَلكنهَا ذكرته على سَبِيل الْفَرْض هَهُنَا هضما لنَفسهَا. قَوْله: (فغط) ، قَالَ ابْن التِّين: ضبط فِي بعض الْأُصُول بِفَتْح الْغَيْن وَالصَّوَاب بِالضَّمِّ، كَذَا فِي بعض الْأُصُول. قلت: هُوَ بالغين الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الطَّاء الْمُهْملَة، وَمَعْنَاهُ: أَخذ مجاري نَفسه حَتَّى سمع لَهُ غطيط، يُقَال: غط المخنوق إِذا سمع غَطِيطه. قَوْله: (حَتَّى ركض بِرجلِهِ) ، أَي: حركها وضربها على الأَرْض. قَوْله: (قَالَ الْأَعْرَج) ، هُوَ الْمَذْكُور فِي السَّنَد، وَهُوَ عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز، قَالَ أَبُو سَلمَة: إِن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: قَالَت: أللهم إِن يمت (ح) هُوَ مَوْقُوف ظَاهرا، وَكَذَا ذكره صَاحب (الْأَطْرَاف) ، وَكَانَ أَبَا الزِّنَاد روى الْقطعَة الأولى مُسندَة، وَهَذِه مَوْقُوفَة. قَوْله: (يُقَال: هِيَ قتلته) ، ويروى: يقل هِيَ قتلته، وَهُوَ الظَّاهِر لوُجُوب الْجَزْم فِيهِ، وَوجه رِوَايَة: يُقَال: هُوَ، إِمَّا أَن الْألف حصلت من إشباع الفتحة، وَإِمَّا أَنه كَقَوْلِه تَعَالَى: {{أَيْنَمَا تَكُونُوا يدرككم الْمَوْت}} (النِّسَاء: 87) . بِالرَّفْع فِي قِرَاءَة بَعضهم. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: قيل: هُوَ بِتَقْدِير الْفَاء: قلت: تَقْدِيره: فيدرككم الْمَوْت، وَكَذَلِكَ
    هُنَا يكون التَّقْدِير: فَيُقَال. قَوْله: (فِي الثَّانِيَة) ، أَي: أرسل سارة فِي الْمرة الثَّانِيَة. قَوْله: (أَو فِي الثَّالِثَة) ، شكّ من الرَّاوِي أَي: أَو أرسلها فِي الْمرة الثَّالِثَة. قَوْله: (إلاَّ شَيْطَانا) أَي: متمردا من الْجِنّ، وَكَانُوا يهابون الْجِنّ ويعظمون أَمرهم، وَيُقَال: سَبَب قَوْله ذَلِك أَنه جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات: لما قبضت يَده عَنْهَا، قَالَ لَهَا: ادعِي لي، فَقَالَ ذَلِك لِئَلَّا يتحدث بِمَا ظهر من كرامتها فتعظم فِي نفوس النَّاس وتتبع، فَلبس على السَّامع بِذكر الشَّيْطَان. قَوْله: (إرجعوا) ، بِكَسْر الْهمزَة أَي: ردوهَا إِلَى إِبْرَاهِيم، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام. قَوْله: (وأعطوها آجر) أَي: أعْطوا سارة آجر، وَهِي الوليدة: اسْمهَا آجر، بِهَمْزَة ممدودة وجيم مَفْتُوحَة وَفِي آخِره رَاء، واستعملوا الْهَاء مَوضِع الْهمزَة، فَقيل: هَاجر، وَهِي أم إِسْمَاعِيل، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، كَمَا أَن سارة أم إِسْحَاق، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، وَقيل: إِن هَاجر من حقن من كورة أنصنا قَوْله. قلت: حقن، بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْقَاف وَفِي آخِره نون، وَهُوَ اسْم لقرية من صَعِيد مصر، قَالَه ابْن الْأَثِير. قلت: هُوَ كفر من كفور كورة أنصنا، بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون النُّون وَكسر الصَّاد الْمُهْملَة ثمَّ نون ثَانِيَة وَألف مَقْصُورَة، وَهِي بَلْدَة بالصعيد الْأَوْسَط على شط النّيل من الْبر الشَّرْقِي فِي قبالة الأشمونيين من الْبر الآخر، وَبهَا آثَار عَظِيمَة ومزدرع كثير. وَقَالَ اليعقوبي: هِيَ مَدِينَة قديمَة يُقَال إِن سحرة فِرْعَوْن كَانُوا فِيهَا. قَوْله: (أشعرت) ، أَي: أعلمت تخاطب إِبْرَاهِيم، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، قَوْله: (كبت الْكَافِر) ، أَي: رده خاسئا خائبا. وَقيل: أحزنه. وَقيل: أغاظه، لِأَن الكبت شدَّة الغيظ، وَقيل: صرعه، وَقيل: أذله، وَقيل: أَخْزَاهُ، وَقيل: أَصله كبد، أَي: بلغ الْهم كبده فأبدل من الدَّال تَاء. قَوْله: (واخدم وليدة) أَي: أعطي خَادِمًا أَي: أَعْطَاهَا أمة تخدمها، والوليدة تطلق على الْجَارِيَة وَإِن كَانَت كَبِيرَة، وَفِي الأَصْل الْوَلِيد الطِّفْل وَالْأُنْثَى وليدة وَالْجمع ولائد. فَافْهَم.ذكر مَا يُسْتَفَاد مِنْهُ فِيهِ: إِبَاحَة الْمعَارض لقَوْله: إِنَّهَا أُخْتِي وَإِنَّهَا مندوحة عَن الْكَذِب. وَفِيه: إِن أخوة الْإِسْلَام أخوة تجب أَن يتسمى بهَا. وَفِيه: الرُّخْصَة فِي الأنقياد للظالم أَو الْغَاصِب. وَفِيه: قبُول صلَة السُّلْطَان الظَّالِم وَقبُول هَدِيَّة الْمُشرك. وَفِيه: إِجَابَة الدُّعَاء بإخلاص النِّيَّة وكفاية الرب، جلّ جَلَاله، لمن أخلصها بِمَا يكون نوعا من الْآفَات وَزِيَادَة فِي الْإِيمَان تَقْوِيَة على التَّصْدِيق وَالتَّسْلِيم والتوكل. وَفِيه: ابتلاء الصَّالِحين لرفع درجاتهم. وَفِيه: أَن من قَالَ لزوجته: أُخْتِي، وَلم ينوِ شَيْئا لَا يكون طَلَاقا، وَكَذَلِكَ لَو قَالَ: مثل أُخْتِي، لَا يكون ظِهَارًا. وَفِيه: أَخذ الحذر مَعَ الْإِيمَان بِالْقدرِ. وَفِيه: مُسْتَند لمن يَقُول: إِن طَلَاق الْمُكْره لَا يَقع، وَلَيْسَ بِشَيْء. وَفِيه: الْحِيَل فِي التَّخَلُّص من الظلمَة، بل إِذا علم أَنه لَا يتَخَلَّص إلاَّ بِالْكَذِبِ جَازَ لَهُ الْكَذِب الصراح، وَقد يجب فِي بعض الصُّور بالِاتِّفَاقِ لكَونه يُنجي نَبيا أَو وليا مِمَّن يُرِيد قَتله أَو لنجاة الْمُسلمين من عدوهم، وَقَالَ الْفُقَهَاء: لَو طلب ظَالِم وَدِيعَة لإِنْسَان ليأخذها غصبا وَجب عَلَيْهِ الْإِنْكَار وَالْكذب فِي أَنه لَا يعلم موضعهَا.

    حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ‏ "‏ هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ ـ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ بِسَارَةَ، فَدَخَلَ بِهَا قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ، أَوْ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ، فَقِيلَ دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بِامْرَأَةٍ، هِيَ مِنْ أَحْسَنِ النِّسَاءِ‏.‏ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ، مَنْ هَذِهِ الَّتِي مَعَكَ قَالَ أُخْتِي‏.‏ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا، فَقَالَ لاَ تُكَذِّبِي حَدِيثِي فَإِنِّي أَخْبَرْتُهُمْ أَنَّكِ أُخْتِي، وَاللَّهِ إِنْ عَلَى الأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرُكِ‏.‏ فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ، فَقَامَ إِلَيْهَا، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ وَتُصَلِّي فَقَالَتِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي، إِلاَّ عَلَى زَوْجِي فَلاَ تُسَلِّطْ عَلَىَّ الْكَافِرَ‏.‏ فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ ‏"‏‏.‏ قَالَ الأَعْرَجُ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَتِ اللَّهُمَّ إِنْ يَمُتْ يُقَالُ هِيَ قَتَلَتْهُ‏.‏ فَأُرْسِلَ ثُمَّ قَامَ إِلَيْهَا، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ تُصَلِّي، وَتَقُولُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ، وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي، إِلاَّ عَلَى زَوْجِي، فَلاَ تُسَلِّطْ عَلَىَّ هَذَا الْكَافِرَ، فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ‏.‏ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَتِ اللَّهُمَّ إِنْ يَمُتْ فَيُقَالُ هِيَ قَتَلَتْهُ، فَأُرْسِلَ فِي الثَّانِيَةِ، أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَقَالَ وَاللَّهِ مَا أَرْسَلْتُمْ إِلَىَّ إِلاَّ شَيْطَانًا، ارْجِعُوهَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، وَأَعْطُوهَا آجَرَ‏.‏ فَرَجَعَتْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ فَقَالَتْ أَشَعَرْتَ أَنَّ اللَّهَ كَبَتَ الْكَافِرَ وَأَخْدَمَ وَلِيدَةً‏.‏

    Narrated Abu Huraira:The Prophet (ﷺ) said, "The Prophet (ﷺ) Abraham emigrated with Sarah and entered a village where there was a king or a tyrant. (The king) was told that Abraham had entered (the village) accompanied by a woman who was one of the most charming women. So, the king sent for Abraham and asked, 'O Abraham! Who is this lady accompanying you?' Abraham replied, 'She is my sister (i.e. in religion).' Then Abraham returned to her and said, 'Do not contradict my statement, for I have informed them that you are my sister. By Allah, there are no true believers on this land except you and 1.' Then Abraham sent her to the king. When the king got to her, she got up and performed ablution, prayed and said, 'O Allah! If I have believed in You and Your Apostle, and have saved my private parts from everybody except my husband, then please do not let this pagan overpower me.' On that the king fell in a mood of agitation and started moving his legs. Seeing the condition of the king, Sarah said, 'O Allah! If he should die, the people will say that I have killed him.' The king regained his power, and proceeded towards her but she got up again and performed ablution, prayed and said, 'O Allah! If I have believed in You and Your Apostle and have kept my private parts safe from all except my husband, then please do not let this pagan overpower me.' The king again fell in a mood of agitation and started moving his legs. On seeing that state of the king, Sarah said, 'O Allah! If he should die, the people will say that I have killed him.' The king got either two or three attacks, and after recovering from the last attack he said, 'By Allah! You have sent a satan to me. Take her to Abraham and give her Ajar.' So she came back to Abraham and said, 'Allah humiliated the pagan and gave us a slave-girl for service

    Telah menceritakan kepada kami [Abu Al Yaman] telah mengabarkan kepada kami [Syu'aib] telah menceritakan kepada kami [Abu Az Zanad] dari [Al A'raj] dari [Abu Hurairah radliallahu 'anhu] berkata; Telah bersabda Nabi shallallahu 'alaihi wasallam: "Nabi Ibrahim Alaihissalam berhijrah bersama isterinya Sarah lalu memasuki suatu kampung yang dipimpin oleh seorang raja atau seorang yang diktator diantara para penguasa bengis. Ada yang berkata; Nabi Ibrahim datang dengan seorang wanita yang paling cantik. Lalu Nabi Ibrahim dipanggil kemudian ditanya: Wahai Ibrahim, siapakah wanita yang bersamamu itu?" Nabi Ibrahim berkata: "Dia adalah saudariku". Lalu Nabi Ibrahim kembali kepada Sarah dan berkata: "Janganlah kamu mendustakan perkataanku karena aku telah mengabarkan kepada mereka bahwa kamu adalah saudaraku. Demi Allah sesungguhnya tidak ada orang beriman di tempat ini selain aku dan kamu". Kemudian Sarah dibawa menghadap raja untuk hidup bersamanya. Maka Sarah berwudhu' lalu shalat seraya berdo'a: "Ya Allah, sesungguhnya Engkau mengetahui bahwa aku beriman kepadaMu dan kepada RasulMu dan aku memelihara kemaluanku kecuali untuk suamiku maka janganlah Engkau satukan aku dengan orang kafir ini". Maka tiba-tiba raja itu langkahnya terhenti hingga kakinya tidak menempel ke tanah selain ujung-ujung jari-jemari kakinya. Berkata [Al A'raj], berkata [Abu Salamah bin 'Abdurrahman], [Abu Hurairah radliallahu 'anhu] berkata; Sarah berdo'a: "Ya Allah, seandainya dia mati nanti akan dikatakan bahwa wanita ini telah membunuhnya". Maka Sarah dibawa kepada raja itu dan telah berdiri dihadapannya. Maka Sarah berwudhu' lalu shalat seraya berdoa: "Ya Allah, sesungguhnya Engkau mengetahui bahwa aku beriman kepadaMu dan kepada RasulMu dan aku memelihara kemaluamku kecuali untuk suamiku maka janganlah Engkau satukan aku dengan orang kafir ini". Secara tiba-tiba lagkah raja terhenti dan kakinya tidak menempel ke tanah selain ujung jari jemari kakinya. Berkata 'Abdurrahman, berkata Abu Salamah berkata, Abu Hurairah radliallahu 'anhu: Sarah berkata: "Ya Allah, seandainya dia mati nanti akan dikatakan bahwa wanita ini telah membunuhnya". Maka Sarah dibawa untuk kali kedua atau ketiga. Maka raja itu berkata: "Demi Allah, tidaklah kalian bawa ke hadapanku melainkan syetan. Kembalikanlah wanita itu kepada Ibrahim dan berikan dia upah. Maka Sarah kembali kepada Ibrahim Alaihissalam lalu berkata: "Apakah kamu menyadari bahwa Allah telah menghinakan orang kafir itu dan menjadikannya sebadai budak seorang hamba sahaya?

    Ebu Hureyre r.a. şöyle anlatır: Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem şöyle buyurdu: "İbrahim (a.s.) Sare ile birlikte yolculuğa çıkmıştı. Bir hükümdarı bulunan bir beldeye girdiler. Hükümdara, "İbrahim senin kadınlarından daha güzel bir kadınla şehre girdi" dediler. Hükümdar bir elçi gönderip, "Ey İbrahim' Yanındaki kadın kimdir?" diye sordurdu. İbrahim de, "Kız kardeşim" diye cevap verdi. Daha sonra Sare'ye dönüp, "Senin, benim kardeşim olduğunu söyledim Sakın beni yalancı çıkarma. Vallahi, yeryüzünde benim ve senin dışında hiçbir mu'min yok" dedi. Daha sonra İbrahim Sare'yi hükümdar'a gönderdi. Hükümdar Sare'ye doğru ilerledi. Sare'de abdest alıp namaz kıldı ve: "Allah'ım! Sana ve Resulüne iman ettim ve kocam dışında hiçbir kimseyi namusuma dokundurmadım Şu kafiri bana musallat etme" diye dua etti. Bunun üzerine hükümdarın boğazı tıkanıp hırlamaya ve ayakları ile tepinmeye başladı. Ravi el-A'rec dedi ki: Abdurrahman'ın oğlu Ebu Seleme Ebu Hureyre'nin şöyle söylediğini nakletmiştir: Sare şöyle dedi: "Ey AlIahım! Şimdi hükümdar ölürse, benim öldürdüğümü söylerler" dedi. Daha sonra Allah onun eski haline gelmesine izin verdi. Kalktı yine Sare'ye yöneldi. Sare'de abdest alıp namaz kıldı ve: "Allahımı Sana ve Resulüne iman ettim ve kocam dışında hiçbir kimseyi namusuma dokundurmadım. Şu kafiri bana musallat etme" diye dua etti. Bunun üzerine hükümdarın boğazı tıkanıp hırlamaya ve ayakları ile tepinmeye başladı. Abdurrahman, Ebu Hureyre'nin şöyle dediğini nakletmiştir: Sare şöyle dedi: "Ey Allah'ıml Şimdi hükümdar ölürse, benim öldürdüğümü söylerler" dedi. Daha sonra Allah onun eski haline gelmesine izin verdi. Bu olay iki - üç kez tekrar etti. Daha sonra hükümdar, "Vallahi, sizin bana gönderdiğiniz şeytandan başka bir şey değildir. Bunu götürün İbrahim'e geri verin, Sare'ye de Hacer adındaki cariyeyi verin" dedi. Sare İbrahim'in yanına gelince, "Gördün mü, Allah kafiri nasıl zelil etti, bir de bana hizmetçi olarak cariye verdi?" dedi Tekrar:

    ہم سے ابوالیمان نے بیان کیا، کہا کہ ہم کو شعیب نے خبر دی، ان سے ابوالزناد نے بیان کیا، ان سے اعرج نے اور ان سے ابوہریرہ رضی اللہ عنہ نے کہ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا، ابراہیم علیہ السلام نے سارہ رضی اللہ عنہا کے ساتھ ( نمرود کے ملک سے ) ہجرت کی تو ایک ایسے شہر میں پہنچے جہاں ایک بادشاہ رہتا تھا یا ( یہ فرمایا کہ ) ایک ظالم بادشاہ رہتا تھا۔ اس سے ابراہیم علیہ السلام کے متعلق کسی نے کہہ دیا کہ وہ ایک نہایت ہی خوبصورت عورت لے کر یہاں آئے ہیں۔ بادشاہ نے آپ علیہ السلام سے پچھوا بھیجا کہ ابراہیم! یہ عورت جو تمہارے ساتھ ہے تمہاری کیا ہوتی ہے؟ انہوں نے فرمایا کہ یہ میری بہن ہے۔ پھر جب ابراہیم علیہ السلام سارہ رضی اللہ عنہا کے یہاں آئے تو ان سے کہا کہ میری بات نہ جھٹلانا، میں تمہیں اپنی بہن کہہ آیا ہوں۔ اللہ کی قسم! آج روئے زمین پر میرے اور تمہارے سوا کوئی مومن نہیں ہے۔ چنانچہ آپ علیہ السلام نے سارہ رضی اللہ عنہا کو بادشاہ کے یہاں بھیجا، یا بادشاہ سارہ رضی اللہ عنہا کے پاس گیا۔ اس وقت سارہ رضی اللہ عنہا وضو کر کے نماز پڑھنے کھڑی ہو گئی تھیں۔ انہوں نے اللہ کے حضور میں یہ دعا کی کہ ”اے اللہ! اگر میں تجھ پر اور تیرے رسول ( ابراہیم علیہ السلام ) پر ایمان رکھتی ہوں اور اگر میں نے اپنے شوہر کے سوا اپنی شرمگاہ کی حفاظت کی ہے، تو تو مجھ پر ایک کافر کو مسلط نہ کر۔“ اتنے میں بادشاہ تھرایا اور اس کا پاؤں زمین میں دھنس گیا۔ اعرج نے کہا کہ ابوسلمہ بن عبدالرحمٰن نے بیان کیا، ان سے ابوہریرہ رضی اللہ عنہ نے بیان کیا، کہ سارہ رضی اللہ عنہا نے اللہ کے حضور میں دعا کی کہ اے اللہ! اگر یہ مر گیا تو لوگ کہیں گے کہ اسی نے مارا ہے۔ چنانچہ وہ پھر چھوٹ گیا اور سارہ رضی اللہ عنہا کی طرف بڑھا۔ سارہ رضی اللہ عنہا وضو کر کے پھر نماز پڑھنے لگی تھیں اور یہ دعا کرتی جاتی تھیں ”اے اللہ! اگر میں تجھ پر اور تیرے رسول پر ایمان رکھتی ہوں اور اپنے شوہر ( ابراہیم علیہ السلام ) کے سوا اور ہر موقع پر میں نے اپنی شرمگاہ کی حفاظت کی ہے تو تو مجھ پر اس کافر کو مسلط نہ کر۔“ چنانچہ وہ پھر تھرایا، کانپا اور اس کے پاؤں زمین میں دھنس گئے۔ عبدالرحمٰن نے بیان کیا کہ ابوسلمہ نے بیان کیا ابوہریرہ رضی اللہ عنہ سے کہ سارہ رضی اللہ عنہا نے پھر وہی دعا کی کہ ”اے اللہ! اگر یہ مر گیا تو لوگ کہیں گے کہ اسی نے مارا ہے۔“ اب دوسری مرتبہ یا تیسری مرتبہ بھی وہ بادشاہ چھوڑ دیا گیا۔ آخر وہ کہنے لگا کہ تم لوگوں نے میرے یہاں ایک شیطان بھیج دیا۔ اسے ابراہیم ( علیہ السلام ) کے پاس لے جاؤ اور انہیں آجر ( ہاجرہ ) کو بھی دے دو۔ پھر سارہ ابراہیم علیہ السلام کے پاس آئیں اور ان سے کہا کہ دیکھتے نہیں اللہ نے کافر کو کس طرح ذلیل کیا اور ساتھ میں ایک لڑکی بھی دلوا دی۔

    وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِسَلْمَانَ كَاتِبْ وَكَانَ حُرًّا فَظَلَمُوهُ وَبَاعُوهُ وَسُبِيَ عَمَّارٌ وَصُهَيْبٌ وَبِلاَلٌ وَقَالَ اللهُ تَعَالَى ( وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللهِ يَجْحَدُونَ ) নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম সালমান [ফারসী (রা.)]-কে বলেন, (তোমার মনিবের সঙ্গে) মুক্তির জন্য চুক্তি কর। সালমান (রাঃ) আসলে স্বাধীন ছিলেন, লোকেরা তাকে অন্যায়ভাবে দাস বানিয়ে বিক্রি করে দেয়। আম্মার, সুহাইব ও বিলাল (রাঃ)-কে বন্দী করে দাস বানানো হয়েছিল। আল্লাহ তা‘আলা বলেন, ‘‘আল্লাহ জীবনোপকরণে তোমাদের কাউকে কারো উপর শ্রেষ্ঠত্ব দিয়েছেন। যাদেরকে শ্রেষ্ঠত্ব দেয়া হয়েছে, তারা তাদের অধীনস্থ দাস-দাসীদেরকে নিজেদের জীবনোপকরণ হতে এমন কিছু দেয় না, যাতে ওরা এ বিষয়ে তাদের সমান হয়ে যায়, তবে কি ওরা আল্লাহর অনুগ্রহ অস্বীকার করে?’’ (আন্-নাহালঃ ৭১) ২২১৭. আবূ হুরাইরাহ (রাঃ) হতে বর্ণিত। তিনি বলেন, নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম বলেছেন, ইবরাহীম (আঃ) সারাকে সঙ্গে নিয়ে হিজরত করলেন এবং এমন এক জনপদে প্রবেশ করলেন, যেখানে এক বাদশাহ ছিল, অথবা বললেন, এক অত্যাচারী শাসক ছিল। তাকে বলা হলো যে, ইবরাহীম (নামক এক ব্যক্তি) এক পরমা সুন্দরী নারীকে নিয়ে (আমাদের এখানে) প্রবেশ করেছে। সে তখন তাঁর নিকট লোক পাঠিয়ে জিজ্ঞেস করল, হে ইবরাহীম, তোমার সঙ্গে এ নারী কে? তিনি বললেন, আমার বোন। অতঃপর তিনি সারার নিকট ফিরে এসে বললেন, তুমি আমার কথা মিথ্যা মনে করো না। আমি তাদেরকে বলেছি যে, তুমি আমার বোন। আল্লাহর শপথ! দুনিয়াতে (এখন) তুমি আর আমি ব্যতীত আর কেউ মু’মিন নেই। সুতরাং আমি ও তুমি দ্বীনী ভাই বোন। এরপর ইবরাহীম (আঃ) (বাদশাহর নির্দেশে) সারাকে বাদশাহর নিকট পাঠিয়ে দিলেন। বাদশাহ তাঁর দিকে অগ্রসর হল। সারা উযূ করে সালাত আদায়ে দাঁড়িয়ে গেলেন এবং এ দু‘আ করলেন, হে আল্লাহ! আমিও তোমার উপর এবং তোমার রাসূলের উপর ঈমান এনেছি এবং আমার স্বামী ব্যতীত সকল হতে আমার লজ্জাস্থানের সংরক্ষণ করেছি। তুমি এই কাফিরকে আমার উপর ক্ষমতা দিও না। তখন বাদশাহ বেহুঁশ হয়ে পড়ে মাটিতে পায়ের আঘাত করতে লাগলো। তখন সারা বললেন, আয় আল্লাহ! এ যদি মারা যায় তবে লোকে বলবে, স্ত্রীলোকটি একে হত্যা করেছে। তখন সে সংজ্ঞা ফিরে পেল। এভাবে দু’বার বা তিনবারের পর বাদশাহ বলল, আল্লাহর শপথ! তোমরা তো আমার নিকট এক শয়তানকে পাঠিয়েছ। একে ইবরাহীমের নিকট ফিরিয়ে দাও এবং তার জন্য হাজেরাকে হাদিয়া স্বরূপ দান কর। সারাহ (রাযি.) ইবরাহীম (আঃ)-এর নিকট ফিরে এসে বললেন, আপনি জানেন কি, আল্লাহ তা‘আলা কাফিরকে লজ্জিত ও নিরাশ করেছেন এবং সে এক বাঁদী হাদিয়া হিসেবে দিয়েছে। (২৬৩৫, ২৩৫৭, ২৩৫৮, ৫০৮৪, ৬৯৫০) (আধুনিক প্রকাশনীঃ ২০৬০, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    நபி (ஸல்) அவர்கள்கூறினார்கள்: (இறைத்தூதர்) இப்ராஹீம் (அலை) அவர்கள் (தம் துணைவியார்) யிசாரா’வுடன் புலம்பெயர்ந்து (இராக்கிலிருந்து) வெளியேறினார்கள். மன்னன் ஒருவன், அல்லது கொடுங்கோலன் ஒருவன் ஆட்சிபுரிந்த ஓர் ஊருக்குள் (எகிப்துக்குள்) யிசாரா’ உடன் இப்ராஹீம் (அலை) அவர்கள் நுழைந்தார்கள். ‘‘பெண்களிலேயே மிக அழகான ஒரு பெண்ணுடன் இப்ராஹீம் வந்திருக்கிறார்” என்று (மன்னனிடம்) கூறப்பட்டது. இப்ராஹீம் (அலை) அவர்களை அழைத்துவரச் செய்து, ‘‘இப்ராஹீமே! உம்முடன் இருக்கும் இந்தப் பெண் யார்?” என மன்னன் கேட்டான். இப்ராஹீம் (அலை) அவர்கள், யிஎன் சகோதரி’ என்று சொன்னார்கள். பிறகு சாராவிடம் திரும்பிய இப்ராஹீம் (அலை) அவர்கள், ‘‘நீ என் கூற்றைப் பொய்யாக்கிவிடாதே! நீ என் சகோதரி என்று நான் அவர்களிடம் கூறியிருக்கிறேன். அல்லாஹ்வின் மீதாணையாக! உன்னையும் என்னையும் தவிர இந்தப் பூமியில் இறைநம்பிக்கையாளர் யாரும் இல்லை” என்று சொன்னார்கள். பிறகு யிசாரா’வை மன்னனிடம் அனுப்பினார்கள். அவன், அவரை நோக்கி எழுந்தான். சாரா எழுந்து அங்கத் தூய்மை (உளூ) செய்து தொழுதுவிட்டு, ‘‘இறைவா! நான் உன்னையும் உன் தூதரையும் நம்பிக்கை கொண்டிருந்தால், எனது கற்பைக் கணவனைத் தவிர மற்றவர் களிடமிருந்து காப்பாற்றியிருந்தால், இந்த இறைமறுப்பாளரை என்மீது சாட்டிவிடாதே!” என்று பிரார்த்தித்தார். உடனே அவன் வலிப்பு வந்து, கீழே விழுந்து கால்களால் உதைத்துக்கொண்டான். மன்னனின் நிலை யைக் கண்ட சாரா, ‘‘இறைவா! இவன் செத்துவிட்டால் நான்தான் இவனைக் கொன்றேன் என்று சொல்லப்படுமே!” என்றவுடன், மன்னன் பழைய நிலைக்கு மீண்டு மறுபடியும் சாராவை நெருங் கினான். உடனே சாரா (அலை) அவர்கள் எழுந்து அங்கத் தூய்மை செய்து தொழுது விட்டு, ‘‘இறைவா! நான் உன்னையும் உன் தூதரையும் நம்பிக்கை கொண்டிருந்தால், எனது கற்பைக் கணவனைத் தவிர மற்றவர்களிடமிருந்து காப்பாற்றியிருந்தால் இந்த இறை மறுப்பாளனை என்மீது சாட்டிவிடாதே!” என்று பிரார்த்தித்தார்கள். உடனே அவன் வலிப்பு வந்து கீழே விழுந்து கால்களால் உதைத்துக்கொண்டான். மன்னனின் நிலையைக் கண்ட சாரா, ‘‘இறைவா! இவன் செத்துவிட்டால் நான்தான் இவனைக் கொன்றேன் என்று சொல்லப்படுமே!” என்று பிரார்த்தித் தார்கள். இவ்வாறு மன்னன் இரண்டு அல்லது மூன்று முறை வீழ்ந்து எழுந்து, ‘‘அல்லாஹ்வின் மீதாணையாக! என்னிடம் ஒரு ஷைத்தானைத்தான் அனுப்பியிருக் கிறீர்கள். எனவே, இவரை இப்ராஹீமிடம் அழைத்துச் செல்லுங்கள். இவருக்கு (பணிப் பெண்ணான) ஆஜரைக் கொடுங்கள்” என்று (அவையோரிடம்) சொன்னான். சாரா இப்ராஹீம் (அலை) அவர்களிடம் திரும்பி வந்து, அல்லாஹ் இந்த இறை மறுப்பாளனை வீழ்த்தி, (நமக்குப்) பணிபுரிய ஓர் அடிமைப் பெண்ணையும் தந்துவிட்டான் என்பது உங்களுக்குத் தெரியுமா?” என்று கேட்டார்கள்.80 இதை அபூஹுரைரா (ரலி) அவர்கள் அறிவிக்கிறார்கள். அத்தியாயம் :