سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنَ حَمْدَانَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْحِيرِيَّ ، يَقُولُ : مَنْ أَمَّرَ السُّنَّةَ عَلَى نَفْسِهِ قَوْلًا وَفِعْلًا نَطَقَ بِالْحِكْمَةِ وَمَنْ أَمَّرَ الْهَوَى عَلَى نَفْسِهِ نَطَقَ بِالْبِدْعَةِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : {{ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا }}
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُعَلِّمَ ، صَاحِبُ الْخَانِ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ بْنَ نُجَيْدٍ ، يَقُولُ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى زَيَّنَ أَبَا عُثْمَانَ بِفُنُونِ عُبُودِيَّتِهِ وَأَبْرَزَهُ لِلنَّاسِ لِيُعَلِّمَهُمْ آدَابَ الْعُبُودِيَّةِ
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى ، يَقُولُ : سَمِعْتُ جَدِّيَ أَبَا عُمَرَ بْنَ نُجَيْدٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ ، يَقُولُ : مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً مَا أَقَامَنِي اللَّهُ فِي حَالٍ فَكَرِهْتُهُ وَلَا نَقَلَنِي إِلَى غَيْرِهِ فَسَخِطْتُهُ
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ ، يَقُولُ : مُوَافَقَةُ الْإِخْوَانِ خَيْرٌ مِنَ الشَّفَقَةِ عَلَيْهِمْ
سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنَ حَمْدَانَ ، يَقُولُ : قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ : سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ ، يَقُولُ : صَلَاحُ الْقَلْبِ مِنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ : التَّوَاضُعُ لِلَّهِ وَالْفَقْرُ إِلَى اللَّهِ وَالْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ وَالرَّجَاءُ لِلَّهِ
قَالَ : وَسَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ ، يَقُولُ : لَا يَكْمُلُ الرَّجُلُ حَتَّى يَسْتَوِيَ قَلْبُهُ فِي أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ : فِي الْمَنْعِ وَالْعَطَاءِ وَالْعِزِّ وَالذُّلِّ
قَالَ : وَسَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ ، يَقُولُ : أَصْلُ الْعَدَاوَةِ مِنْ ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ : مِنَ الطَّمَعُ فِي الْمَالِ وَالطَّمِعِ فِي إِكْرَامِ النَّاسِ وَالطَّمِعِ فِي قَبُولِ النَّاسِ
قَالَ : وَسَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ ، يَقُولُ : الْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ يُوَصِّلُكُ إِلَى اللَّهِ وَالْكِبْرُ وَالْعُجْبُ فِي نَفْسِكَ يَقْطَعُكَ عَنِ اللَّهِ ، وَاحْتِقَارُ النَّاسِ فِي نَفْسِكَ مَرَضٌ لَا يُدَاوَى
وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ : سُرُورُكَ بِالدُّنْيَا أَذْهَبَ سُرُورَكَ بِاللَّهِ عَنْ قَلْبِكَ ، وَخَوْفُكَ مِنْ غَيْرِ اللَّهِ أَذْهَبَ خَوْفَكَ مِنَ اللَّهِ عَنْ قَلْبِكَ ، وَرَجَاؤُكَ مِمَّنْ دُونَهُ أَذْهَبَ رَجَاءَكَ لَهُ عَنْ قَلْبِكَ
وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ : حَقٌّ لِمَنْ أَعَزَّهُ اللَّهُ بِالْمَعْرِفَةِ أَنْ لَا يُذِلَّ نَفْسَهُ بِالْمَعْصِيَةِ
وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ : أَصْلُ التَّعَلُّقِ بِالْخَيْرَاتِ قُصُورُ الْأَمَلِ
وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ : أَنْتَ مَسْجُونٌ مَا تَبِعْتَ مُرَادَكَ وَشَهْوَتَكَ ، فَإِذَا فَوَّضْتَ وَسَلَّمْتَ اسْتَرَحْتَ
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ الرَّازِيَّ ، يَقُولُ : لَمَّا تَغَيَّرَ الْحَالُ عَلَى أَبِي عُثْمَانَ وَقْتَ وَفَاتِهِ مَزَّقَ ابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ قَمِيصًا كَانَ عَلَيْهِ ، فَفَتَحَ أَبُو عُثْمَانَ عَيْنَيْهِ وَقَالَ : يَا بُنَيَّ خِلَافُ السُّنَّةِ فِي الظَّاهِرِ رِيَاءٌ بَاطِنٌ فِي الْقَلْبِ
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْمَلَامَتِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ الْوَرَّاقَ ، يَقُولُ : سَأَلْتُ أَبَا عُثْمَانَ عَنِ الصُّحْبَةِ ، فَقَالَ : الصُّحْبَةُ مَعَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِحُسْنِ الْأَدَبِ وَدَوَامِ الْهَيْبَةِ وَالْمُرَاقَبَةِ ، وَالصُّحْبَةُ مَعَ الرَّسُولِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِاتِّبَاعِ سُنَّتِهِ وَلُزُومِ ظَاهَرِ الْعِلْمِ ، وَالصُّحْبَةُ مَعَ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ بِالِاحْتِرَامِ وَالْحُرْمَةِ ، وَالصُّحْبَةُ مَعَ الْأَهْلِ وَالْوَلَدِ بِحُسْنِ الْخُلُقِ ، وَالصُّحْبَةُ مَعَ الْإِخْوَانِ بِدَوَامِ الْبِشْرِ وَالِانْبِسَاطِ مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا ، وَالصُّحْبَةُ مَعَ الْجُهَّالِ بِالدُّعَاءِ لَهُمْ وَالرَّحْمَةِ عَلَيْهِمْ ، وَرُؤْيَةِ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكَ أَنْ عَافَاكَ مِمَّا ابْتَلَاهُمْ بِهِ
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ ، يَقُولُ : تَعَزَّزُوا بِعِزِّ اللَّهِ كَيْ لَا تُذَلُّوا
وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ : الْعَاقِلُ مَنْ تَأَهَّبَ لِلْمَخَاوِفِ قَبْلَ وُقُوعِهَا ، وَالتَّفْوِيضُ بِمَا جَهِلْتَ عِلْمَهُ إِلَى عَالِمِهِ ، وَالتَّفْوِيضُ مُقَدِّمَةٌ لِلرِّضَا ، وَالرِّضَا بَابُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ ، وَالذِّكْرُ الْكَثِيرُ أَنْ تَذْكُرَهُ فِي ذِكْرِكَ لَهُ أَنَّكَ لَمْ تَصِلْ إِلَى ذِكْرِهِ إِلَّا بِهِ وَبِفَضْلِهِ
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْوَرَّاقَ ، يَقُولُ : سُئِلَ أَبُو عُثْمَانَ : كَيْفَ يَسْتَجِيزُ لِلْعَاقِلِ أَنْ يُزَيِّلَ لِلْأَئِمَةِ عَمَّنْ يَظْلِمُهُ ؟ قَالَ : لِيَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ سَلَطَّهُ عَلَيْهِ
وَقَالَ مَحْفُوظٌ : سُئِلَ أَبُو عُثْمَانَ : مَا عَلَامَةُ السَّعَادَةِ وَالشَّقَاوَةِ ؟ فَقَالَ : عَلَامَةُ السَّعَادَةِ أَنْ تُطِيعَ اللَّهَ وَتَخَافَ أَنْ تَكُونَ مَرْدُودًا ، وَعَلَامَةُ الشَّقَاوَةِ أَنْ تَعْصِيَ اللَّهَ وَتَرْجُوَ أَنْ تَكُونَ مَقْبُولًا
أَسْنَدَ الْحَدِيثَ فَمِنْ مَسَانِيدِ حَدِيثِهِ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي أَبِي عُثْمَانَ بِخَطِّهِ : حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ حَمْدُونُ الْقَصَّارُ صَاحِبُ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيِّ ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، ثنا عَبْثَرٌ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ أَطْعَمَ عَنْهُ وَلِيُّهُ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا عَبْدَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، ثنا عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَهُ فَعَلَيْهِ بِكُلِّ يَوْمٍ مُدٌّ لِمِسْكِينٍ قَالَ سُلَيْمَانُ : لَمْ يَرْوِهِ عَنْ أَشْعَثَ ، إِلَّا عَبْثَرٌ ، وَمُحَمَّدٌ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ أَشْعَثُ هَذَا الْحَدِيثَ : مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، وَقِيلَ : مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى