حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنَ أَيُّوبَ ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، ثَنَا أَبُو هِلَالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ : قَالَ لِي أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : يَا ابْنَ أَخِي صَلَّيْتُ قَبْلَ الْإِسْلَامِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ ، قَالَ لَهُ : مَنْ كُنْتَ تَعْبُدُ ؟ قَالَ : إِلَهَ السَّمَاءِ ، قُلْتُ : فَأَيْنَ كَانَتْ قِبْلَتُكَ ؟ قَالَ : حَيْثُ وَجَّهَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، ثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، أَنَّهُ قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي قَدْ صَلَّيْتُ قَبْلَ أَنْ أَلْقَى ، رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثَلَاثَ سِنِينَ ، قُلْتُ : لِمَنْ ؟ قَالَ : لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قُلْتُ : أَيْنَ تَوَجَّهُ ؟ قَالَ : حَيْثُ وَجَّهَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، أُصَلِّي عِشَاءً حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ السَّحَرِ أَلْقَيْتُ كَأَنِّي خِفَاءٌ حَتَّى تَعْلُوَنِي الشَّمْسُ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرُّومِيِّ ، ثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، ثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : كُنْتُ رَابِعَ الْإِسْلَامِ ، أَسْلَمَ قَبْلِي ثَلَاثَةٌ وَأَنَا الرَّابِعُ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، ثَنَا أَبُو طَرَفَةَ عَبَّادُ بْنُ الرَّيَّانِ اللَّخْمِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ رُوَيْمٍ يَقُولُ : حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ لُدَيْنٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا لَيْلَى الْأَشْعَرِيَّ ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي أَبُو ذَرٍّ ، قَالَ : إِنَّ أَوَّلَ مَا دَعَانِي إِلَى الْإِسْلَامِ أَنَّا أَصَابَتْنَا السَّنَةُ ، فَحَمَلْتُ أُمِّي وَأَخِي أُنَيْسًا إِلَى أَصْهَارٍ لَنَا بِأَعْلَى نَجْدٍ ، فَلَمَّا حَلَلْنَا بِهِمْ أَكْرَمُونَا ، فَمَشَى رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ إِلَى خَالِي فَقَالَ : إِنَّ أُنَيْسًا يُخَالِفُكَ إِلَى أَهْلِكَ فَحَزَّ فِي قَلْبِهِ ، فَانْصَرَفْتُ مِنْ رَعِيَّةِ إِبِلِي فَوَجَدْتُهُ كَئِيبًا يَبْكِي ، فَقُلْتُ : مَا بَكَاؤُكَ يَا خَالُ ؟ فَأَعْلَمَنِي الْخَبَرَ فَقُلْتُ : حَجَزَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ ، إِنَّا نَعَافُ الْفَاحِشَةَ ، وَإِنْ كَانَ الزَّمَانُ قَدْ أَخَلَّ بِنَا ، فَاحْتَمَلْتُ بِأَخِي وَأُمِّي حَتَّى نَزَلْنَا بِحَضْرَةِ مَكَّةَ ، فَأَتَيْتُ مَكَّةَ وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ بِهَا صَابِئًا ، أَوْ مَجْنُونًا أَوْ سَاحِرًا ، فَقُلْتُ : أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَزْعُمُونَهُ ؟ قَالُوا : هَا هُوَ ذَاكَ حَيْثُ تَرَى ، فَانْقَلَبْتُ إِلَيْهِ ، فَوَاللَّهِ مَا جُزْتُ عَنْهُمْ قِيدَ حَجَرٍ حَتَّى أَكَبُّوا عَلَيَّ بِكُلِّ عَظِيمٍ وَحَجَرٍ وَمَدَرٍ فَضَرَّجُونِي بِدَمِي ، فَأَتَيْتُ الْبَيْتَ فَدَخَلْتُ بَيْنَ السُّتُورِ وَالْبِنَاءِ وَصَوَّمْتُ فِيهِ ثَلَاثِينَ يَوْمًا لَا أَكُلُ وَلَا أَشْرَبُ إِلَّا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ، قَالَ : فَلَمَّا أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالَ : هَلْ كُنْتَ تَأْلَهُ فِي جَاهِلِيَّتِكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقُومُ عِنْدَ الشَّمْسِ فَلَا أَزَالُ مُصَلِّيًا حَتَّى يُؤْذِينِي حَرُّهَا فَأَخِّرُ كَأَنِّي خِفَاءٌ فَقَالَ لِي : فَأَيْنَ كُنْتَ تَوَجَّهُ ؟ فَقُلْتُ : لَا أَدْرِي إِلَّا حَيْثُ يُوَجِّهُنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ
حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، ثَنَا قَطَنُ بْنُ نَسِيرٍ ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، ثَنَا أَبُو طَاهِرٍ ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : أَقَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِمَكَّةَ فَعَلَّمَنِي الْإِسْلَامَ ، وَقَرَأْتُ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُظْهِرَ دِينِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ أَنْ تُقْتَلَ ، قُلْتُ : لَا بُدَّ مِنْهُ وَإِنْ قُتِلْتَ ، قَالَ : فَسَكَتَ عَنِّي ، فَجِئْتُ وَقُرَيْشٌ حِلَقًا يَتَحَدَّثُونَ فِي الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، فَانْتَفَضَتِ الْخَلْقُ فَقَامُوا فَضَرَبُونِي ، حَتَّى تَرَكُونِي كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ ، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ قَدْ قَتَلُونِي ، فَأَفَقْتُ فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَرَأَى مَا بِي مِنَ الْحَالِ ، فَقَالَ لِي : أَلَمْ أَنْهَكَ ؟ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَتْ حَاجَةٌ فِي نَفْسِي فَقَضَيْتُهَا ، فَأَقَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : الْحَقْ بِقَوْمِكَ ، فَإِذَا بَلَغَكَ ظُهُورِي فَأْتِنِي
حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ ، ثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ ، ثَنَا أَبُو جَمْرَةَ ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ ، أَخْبَرَهُمْ عَنْ بُدُوِّ ، إِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : دَخَلَ أَبُو ذَرٍّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِمَا شِئْتَ ، فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ خَبَرِي ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ مَا كُنْتُ لِأَرْجِعَ حَتَّى أَصْرُخَ بِالْإِسْلَامِ ، فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَاحَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ : صَبَأَ الرَّجُلُ ، صَبَأَ الرَّجُلُ ، فَقَامُوا إِلَيْهِ فَضَرَبُوهُ حَتَّى سَقَطَ ، فَمَرَّ بِهِ الْعَبَّاسُ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَنْتُمْ تُجَّارٌ وَطَرِيقُكُمْ عَلَى غِفَارٍ ، أَتُرِيدُونَ أَنْ يُقْطَعَ الطَّرِيقُ ؟ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ الْعَبَّاسُ فَتَفَرَّقُوا ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ عَادَ إِلَى مِثْلِ قَوْلِهِ فَقَامُوا إِلَيْهِ فَضَرَبُوهُ ، فَمَرَّ بِهِ الْعَبَّاسُ فَقَالَ لَهُمْ مِثْلَ مَا قَالَ ، ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، ثَنَا الْمُقْرِئُ ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : أَتَيْتُ مَكَّةَ فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي بِكُلِّ مَدَرَةٍ وَعَظْمٍ ، فَخَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ ، فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنَ أَيُّوبَ ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، ثَنَا أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ : قَالَ لِي أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : قَدِمْتُ مَكَّةَ فَقُلْتُ : أَيْنَ هَذَا الصَّابِئُ ؟ فَقَالُوا : الصَّابِئُ الصَّابِئُ فَأَقْبَلُوا يَرْمُونَنِي بِكُلِّ عَظْمٍ وَحَجَرٍ حَتَّى تَرَكُونِي مِثْلَ النُّصُبِ الْأَحْمَرِ ، فَلَمَّا ضَرَبَنِي بَرْدُ السَّحَرِ أَفَقْتُ ، وَتَحَمَّلْتُ حَتَّى أَتَيْتُ زَمْزَمَ فَاغْتَسَلْتُ مِنْ مَائِهَا وَشَرِبْتُ مِنْهُ ، وَكُنْتُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا ثَلَاثِينَ لَيْلَةً بِأَيَّامِهَا ، مَا لِي طَعَامٌ وَلَا شَرَابٌ إِلَّا مَاءَ زَمْزَمَ ، حَتَّى تَكَسَّرَ عُكَنُ بَطْنِي وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي مِنْ سُخْفَةِ جُوعٍ ، حَتَّى إِذَا كَانَتْ ذَاتُ لَيْلَةٍ جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ ، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِالْإِسْلَامِ - أَوْ قَالَ : بِالسَّلَامِ - فَقُلْتُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ ، فَقَالَ : وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حِينَ قَضَى صَلَاتَهُ فَقُلْتُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ ، فَقَالَ : وَعَلَيْكَ السَّلَامُ ، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْهُذَيْلِ الْوَاسِطِيُّ ، وَالطُّوسِيُّ ، قَالَا : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْغَسَّانِيُّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِسِتٍّ : حُبُّ الْمَسَاكِينِ ، وَأَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ تَحْتِي ، وَلَا أَنْظُرُ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي ، وَأَنْ أَقُولَ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا ، وَأَنْ لَا تَأْخُذَنِي فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ ، ثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ، حَدَّثَنِي مَرْثَدٌ أَبُو كَبِيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، أَنَّ رَجُلًا ، أَتَاهُ فَقَالَ : إِنَّ مُصَدِّقِي عُثْمَانَ ازْدَادُوا عَلَيْنَا ، أَنَغِيبُ عَنْهُمْ بِقَدْرِ مَا ازْدَادُوا عَلَيْنَا ؟ فَقَالَ : لَا ، قِفْ مَالَكَ ، وَقُلْ مَا كَانَ لَكُمْ مِنْ حَقٍّ فَخُذُوهُ ، وَمَا كَانَ بَاطِلًا فَذَرُوهُ ، فَمَا تَعَدَّوْا عَلَيْكَ جُعِلَ فِي مِيزَانِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَعَلَى رَأْسِهِ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ : أَمَا نَهَاكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ الْفُتْيَا ؟ فَقَالَ : أَرَقِيبٌ أَنْتَ عَلَيَّ ؟ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ وَضَعْتُمُ الصَّمْصَامَةَ هَهُنَا ، ثُمَّ ظَنَنْتَ أَنِّي مُنْفِذٌ كَلِمَةً سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ تَحْتَزُّوا لَأَنْفَذْتُهَا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَاشِدٍ الرَّمْلِيُّ ، ثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ سَعِيْدٍ ، ثَنَا ابْنُ شَوْذَبٍ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ ابْنِ أَخِي أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ عَمِّي عَلَى عُثْمَانَ ، فَقَالَ لِعُثْمَانَ : ائْذَنْ لِي فِي الرَّبَذَةِ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، وَنَأْمُرُ لَكَ بِنَعَمٍ مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ تَغْدُو عَلَيْكَ وَتَرُوحُ ، قَالَ : لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ ، تَكْفِي أَبَا ذَرٍّ صِرْمَتُهُ ثُمَّ قَامَ فَقَالَ : اعْزِمُوا دُنْيَاكُمْ ، وَدَعَوْنَا وَرَبَّنَا وَدِينَنَا وَكَانُوا يَقْتَسِمُونَ مَالَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، وَكَانَ عِنْدَهُ كَعْبٌ فَقَالَ عُثْمَانُ لِكَعْبٍ : مَا تَقُولُ فِيمَنْ جَمَعَ هَذَا الْمَالَ فَكَانَ يَتَصَدَّقُ مِنْهُ وَيُعْطِي فِي السُّبُلِ وَيَفْعَلُ وَيَفْعَلُ ؟ قَالَ : إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ خَيْرًا ، فَغَضِبَ أَبُو ذَرٍّ وَرَفَعَ الْعَصَا عَلَى كَعْبٍ وَقَالَ : وَمَا يُدْرِيكَ يَا ابْنَ الْيَهُوَدِيَّةِ ؟ لَيَوَدَّنَّ صَاحِبُ هَذَا الْمَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَوْ كَانَتْ عَقَارِبُ تَلْسَعُ السُّوَيْدَاءَ مِنْ قَلْبِهِ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خِرَاشٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ بِالرَّبَذَةِ فِي ظُلَّةٍ لَهُ سَوْدَاءَ ، وَتَحْتَهُ امْرَأَةٌ لَهُ سَحْمَاءُ ، وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى قِطْعَةِ جَوَالِقَ ، فَقِيلَ لَهُ : إِنَّكَ امْرُؤٌ مَا يَبْقَى لَكَ وَلَدٌ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَأْخُذُهُمْ مِنْ دَارِ الْفَنَاءِ ، وَيَدَّخِرُهُمْ فِي دَارِ الْبَقَاءِ ، قَالُوا : يَا أَبَا ذَرٍّ لَوِ اتَّخَذْتَ امْرَأَةً غَيْرَ هَذِهِ ، قَالَ : لَأَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً تَضَعُنِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ امْرَأَةٍ تَرْفَعُنِي ، فَقَالُوا لَهُ : لَوِ اتَّخَذْتَ بِسَاطًا أَلْيَنَ مِنْ هَذَا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ خُذْ مِمَّا خُوِّلْتَ مَا بَدَا لَكَ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، ثَنَا عَفَّانُ ، ثَنَا هَمَّامٌ ، ثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحْبِيِّ : أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَهُوَ بِالرَّبَذَةِ ، وَعِنْدَهُ امْرَأَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ شَعْثَةٌ ، لَيْسَ عَلَيْهَا أَثَرُ الْمَجَاسِدِ وَالْخَلُوقِ ، قَالَ : فَقَالَ : أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى مَا تَأْمُرُنِي بِهِ هَذِهِ السَّوْدَاءُ ؟ تَأْمُرُنِي أَنْ آتِيَ الْعِرَاقَ ، فَإِذَا أَتَيْتُ الْعِرَاقَ مَالُوا عَلَيَّ بِدُنْيَاهُمْ ، وَإِنَّ خَلِيلِي عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّ دُونَ جِسْرٍ جَهَنَّمَ طَرِيقًا ذَا دَحْضٍ وَمَزِلَّةٍ ، وَأَنَّا إِنْ نَأْتِيَ عَلَيْهِ وَفِي أَحْمَالِنَا اقْتِدَارٌ أَحْرَى أَنْ نَنْجُوَ مِنْ أَنْ نَأْتِيَ عَلَيْهِ وَنَحْنُ مَوَاقِيرُ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا يَزِيدُ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، قَالَ : بَعَثَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، وَهُوَ أَمِيرُ الشَّامِ إِلَى أَبِي ذَرٍّ بِثَلَاثِمِائَةِ دِينَارٍ وَقَالَ : اسْتَعِنْ بِهَا عَلَى حَاجَتِكَ ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : ارْجِعْ بِهَا إِلَيْهِ ، أَمَا وَجَدَ أَحَدًا أَغَرَّ بِاللَّهِ مِنَّا ؟ مَا لَنَا إِلَّا ظِلٌّ نَتَوَارَى بِهِ ، وَثُلَّةٌ مِنْ غَنَمٍ تَرُوحُ عَلَيْنَا ، وَمَوْلَاةٌ لَنَا تَصَدَّقَتْ عَلَيْنَا بِخِدْمَتِهَا ، ثُمَّ إِنِّي لَأَتَخَوَّفُ الْفَضْلَ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ ، ثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ ، ثَنَا أَبِي ، ثَنَا بَكْرُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : بَلَغَ الْحَارِثَ رَجُلٌ كَانَ بِالشَّامِ - مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ بِهِ عَوَزٌ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِثَلَاثِمِائَةِ دِينَارٍ ، فَقَالَ : مَا وَجَدَ عَبْدًا لِلَّهِ تَعَالَى هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ مِنِّي ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ سَأَلَ وَلَهُ أَرْبَعُونَ فَقَدْ أَلْحَفَ ، وَلِآلِ أَبِي ذَرٍّ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا ، وَأَرْبَعُونَ شَاةً ، وَمَاهِنَانٍ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، ثَنَا أَبِي ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : سَمِعْتُ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ ، يَقُولُ : قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنِّي لَأَقْرَبُكُمْ مَجْلِسًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا كَهَيْئَةِ مَا تَرَكْتُهُ فِيهَا ، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ تَشَبَّثَ بِشَيْءٍ مِنْهَا غَيْرِي
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، ثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، قَالَ : قِيلَ لَهُ : أَلَا تَتَّخِذُ ضَيْعَةً كَمَا اتَّخَذَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ ؟ قَالَ : وَمَا أَصْنَعُ بِأَنْ أَكُونَ أَمِيرًا ؟ وَإِنَّمَا يَكْفِينِي كُلَّ يَوْمٍ شَرْبَةُ مَاءٍ أَوْ لَبَنٍ ، وَفِي الْجُمُعَةِ قَفِيزٌ مِنْ قَمْحٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ ، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، - أُرَاهُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ حَسَّانَ ، - عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : كَانَ قُوتِي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ صَاعًا ، فَلَا أَزِيدُ عَلَيْهِ حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ السَّقَطِيُّ ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ الْعُرُوقِيُّ ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ ، ثَنَا بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ ، حَدَّثَنِي عَمِّي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ لِي : يَا أَبَا ذَرٍّ أَنْتَ رَجُلٌ صَالِحٌ ، وَسَيُصِيبُكَ بَلَاءٌ بَعْدِي ، قُلْتُ : فِي اللَّهِ ؟ قَالَ : فِي اللَّهِ ، قُلْتُ : مَرْحَبًا بِأَمْرِ اللَّهِ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ يَقُولُ : إِنَّ بَنِي أُمَيَّةَ تُهَدِّدُنِي بِالْفَقْرِ وَالْقَتْلِ ، وَلَبَطْنُ الْأَرْضِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ظَهْرِهَا ، وَلَلْفَقْرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْغِنَى ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا ذَرٍّ مَا لَكَ إِذَا جَلَسْتَ إِلَى قَوْمٍ قَامُوا وَتَرَكُوكَ ؟ قَالَ : إِنِّي أَنْهَاهُمْ عَنِ الْكُنُوزِ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، قَالَا : ثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ ، ثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، ثَنَا هَمَّامٌ ، ثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : إِنَّ خَلِيلِي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُ أَيُّمَا ذَهَبٌ أَوْ فِضَّةٌ أُوكِئَ عَلَيْهِ فَهُوَ جَمْرٌ عَلَى صَاحِبِهِ حَتَّى يُنْفِقَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُجَيْرٍ ، ثَنَا ثَابِتٌ ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ ، مَرَّ بِأَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا ، وَهُوَ يَبْنِي بَيْتًا لَهُ ، فَقَالَ : لَقَدْ حَمَلْتَ الصَّخْرَ عَلَى عَوَاتِقِ الرِّجَالِ فَقَالَ : إِنَّمَا هُوَ بَيْتٌ أَبْنِيهِ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : يَا أَخِي لَعَلَّكَ وَجِدْتَ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ : لَوْ مَرَرْتُ بِكَ وَأَنْتَ فِي عُذْرَةِ أَهْلِكَ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا رَأَيْتُكَ فِيهِ
حَدَّثَنَا أَبِي ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، قَالَا : ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : يُولَدُونَ لِلْمَوْتِ ، وَيُعَمِّرُونَ لِلْخَرَابِ ، وَيَحْرِصُونَ عَلَى مَا يَفْنَى ، وَيَتْرُكُونَ مَا يَبْقَى ، أَلَا حَبَّذَا الْمَكْرُوهَانِ : الْمَوْتُ وَالْفَقْرُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ ، ثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، ثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِيدَانَ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، أَنَّهُ قَالَ : فِي الْمَالِ ثَلَاثَةُ شُرَكَاءَ : الْقَدَرُ لَا يَسْتَأْمِرُكَ أَنْ يَذْهَبَ بِخَيْرِهَا أَوْ شَرِّهَا مِنْ هَلَاكٍ أَوْ مَوْتٍ ، وَالْوَارِثُ يَنْتَظِرُ أَنْ تَضَعَ رَأْسَكَ ثُمَّ يَسْتَاقُهَا ، وَأَنْتَ ذَمِيمٌ . فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تَكُونَ أَعْجَزَ الثَّلَاثَةِ فَلَا تَكُونَنَّ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ : {{ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ }} ، أَلَا وَإِنَّ هَذَا الْجَمَلَ مِمَّا كُنْتُ أُحِبُّ مِنْ مَالِي ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُقَدِّمَهُ لِنَفْسِي
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، ثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ ، عَنْ أَبِي شُعْبَةَ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَعَرَضَ عَلَيْهِ نَفَقَةً ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : عِنْدَنَا أَعْنُزٌ نَحْلِبُهَا ، وَحُمُرٌ تَنْقِلُ ، وَمُحَرَّرَةٌ تَخْدِمُنَا ، وَفَضْلُ عَبَاءَةٍ عَنْ كِسْوَتِنَا ، وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ أُحَاسَبَ عَلَى الْفَضْلِ
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ ، ثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنِ ابْنِ الْأَبْرَقِ الْغِفَارِيِّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يُغْبَطُ الرَّجُلِ فِيهِ بِخِفَّةِ الْحَاذِ كَمَا يُغْبَطُ الْيَوْمَ فِيكُمْ أَبُو عَشْرَةَ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا سَيَّارٌ ، ثَنَا جَعْفَرٌ ، ثَنَا الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ ، قَالَ : جَاءَتِ ابْنَةُ أَبِي ذَرٍّ وَعَلَيْهَا مُجَنَّبَتَا صُوفٍ ، سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ ، وَمَعَهَا قُفَّةٌ لَهَا ، فَمَثُلَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَعِنْدَهُ أَصْحَابُهُ ، فَقَالَتْ : يَا أَبَتَاهُ زَعَمَ الْحَرَّاثُونَ وَالزَّرَّاعُونَ أَنَّ أَفْلَسَكَ هَذِهِ بَهْرَجَةٌ ؟ فَقَالَ : يَا بُنَيَّةُ ضَعِيهَا فَإِنَّ أَبَاكِ أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ مَا يَمْلُكُ مِنْ صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ إِلَّا أَفْلَسَهُ هَذِهِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : ذُو الدِّرْهَمَيْنِ أَشَدُّ حِسَابًا مِنْ ذِي الدِّرْهَمِ
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ ، ثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ مَا انْبَسَطْتُمْ إِلَى نِسَائِكُمْ ، وَلَا تَقَارَرْتُمْ عَلَى فُرُشِكُمْ ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَنِي يَوْمَ خَلَقَنِي شَجَرَةً تُعْضَدُ وَيُؤْكَلُ ثَمَرُهَا
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا سَيَّارٌ ، ثَنَا جَعْفَرٌ ، ثَنَا حَازِمٌ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ ، مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ يَقُولُ : مَنْ أَرَادَ الْجَنَّةَ فَلْيَصْمِدْ صَمَدَهَا
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : يَكْفِي مِنَ الدُّعَاءِ مَعَ الْبِرِّ مَا يَكْفِي الْمِلْحُ مِنَ الطَّعَامَ
حَدَّثَنَا أَبِي ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى ، ثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، ثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو ذَرٍّ : هَلْ تَرَى النَّاسَ مَا أَكْثَرَهُمْ ، مَا فِيهِمْ خَيْرٌ إِلَّا تَقِيٌّ أَوْ تَائِبٌ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ ، ثَنَا حُسَيْنٌ الْمَرْوَزِيُّ ، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ ، ثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْبَصْرَةِ رَكِبَ إِلَى أُمِّ ذَرٍّ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي ذَرٍّ يَسْأَلُهَا عَنْ عِبَادَةِ أَبِي ذَرٍّ ، فَأَتَاهَا فَقَالَ : جِئْتُكَ لَتُخْبِرِينِي عَنْ عِبَادَةِ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، قَالَتْ : كَانَ النَّهَارُ أَجْمَعُ خَالِيًا يَتَفَكَّرُ
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ ، ثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ ، ثَنَا أَبُو ظُفُرٍ ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عُثْمَانَ ، قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ رَجُلًا ، رَأَى أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَهُوَ يَتَبَوَّأُ مَكَانًا فَقَالَ لَهُ : مَا تُرِيدُ يَا أَبَا ذَرٍّ ؟ فَقَالَ : أَطْلُبُ مَوْضِعًا أَنَامُ فِيهِ ، نَفْسِي هَذِهِ مَطِيَّتِي إِنْ لَمْ أَرْفُقْ بِهَا لَمْ تُبَلِّغْنِي